(وكفلها زكريا). من الذي تكفل مريم؟
في القرآن ورد أن زكريا (عليه السلام) زوج اليصابات خالة السيدة مريم (عليها السلام) هو الذي كفلها، وهو الذي افرد لها مكاناً في المعبد تتعبد فيه كما بين لنا فإن مباركة مريم كانت قبل الولادة : ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾، وبعد ولادتها رفعت ام مريم يدها للسماء لتطلب من الله أن يحفظها﴿ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ استمع الله تعالى لدعاء هذه الأم الطاهرة :﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾.
وبعد ولادتها ونظرا لمركز عائلتها الاجتماعي اختصم القوم في من يرعاها ويكفلها وذلك أن والدها عمران كان وجيها في قومه ومعلمهم الاكبر، يقول تعالى : ﴿ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ وهكذا فاز برعايتها زوج خالتها "النبي زكريا" كما يقول تعالى﴿ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾.
وتابع لنا القرآن وبكل وقار جوانب من التربية والإعداد الإلهي لها فلم تكن تأكل من طعام البشر بل كان الله تعالى يُنزل عليها من طعام الجنة ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾، ثم يُضيف لنا القرآن الكريم بعدا آخر على شخصية مريم وهي اتصالها بالعالم الآخر، فبعد أن انقطعت عن الدنيا في جوف محرابها﴿ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴾، ارسل لها الله تعالى الملائكة تُسليها وتُكلمها ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾.
ثم ينتقل بنا القرآن الكريم إلى المرحلة الثانية من حياة السيدة (عليها السلام) بعد ولادتها فيحكي لنا جانبا من معاناتها وبراءتها على يد ابنها الرضيع (عليه السلام) فيقول ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ والسيدة مريم هي الوحيدة التي سُميت سورة باسمها وهي الوحيدة ايضا التي ذكرها الله باسمها، ولم يكن قبل ولادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أيّ سيدة للنساء سوى السيدة مريم، فقد كانت سيّدة نساء زمانها، هذا باختصار ما حكاه القرآن عن سيرة مريم العذراء (عليها السلام) من قبل الولادة وحتى بعد ولادتها لعيسى (عليه السلام)، ناهيك عن كم هائل من الأحاديث التي تُشيد بشخصيتها.
العتبة الحسيتية
في القرآن ورد أن زكريا (عليه السلام) زوج اليصابات خالة السيدة مريم (عليها السلام) هو الذي كفلها، وهو الذي افرد لها مكاناً في المعبد تتعبد فيه كما بين لنا فإن مباركة مريم كانت قبل الولادة : ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾، وبعد ولادتها رفعت ام مريم يدها للسماء لتطلب من الله أن يحفظها﴿ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ استمع الله تعالى لدعاء هذه الأم الطاهرة :﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾.
وبعد ولادتها ونظرا لمركز عائلتها الاجتماعي اختصم القوم في من يرعاها ويكفلها وذلك أن والدها عمران كان وجيها في قومه ومعلمهم الاكبر، يقول تعالى : ﴿ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ وهكذا فاز برعايتها زوج خالتها "النبي زكريا" كما يقول تعالى﴿ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾.
وتابع لنا القرآن وبكل وقار جوانب من التربية والإعداد الإلهي لها فلم تكن تأكل من طعام البشر بل كان الله تعالى يُنزل عليها من طعام الجنة ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾، ثم يُضيف لنا القرآن الكريم بعدا آخر على شخصية مريم وهي اتصالها بالعالم الآخر، فبعد أن انقطعت عن الدنيا في جوف محرابها﴿ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴾، ارسل لها الله تعالى الملائكة تُسليها وتُكلمها ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾.
ثم ينتقل بنا القرآن الكريم إلى المرحلة الثانية من حياة السيدة (عليها السلام) بعد ولادتها فيحكي لنا جانبا من معاناتها وبراءتها على يد ابنها الرضيع (عليه السلام) فيقول ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ والسيدة مريم هي الوحيدة التي سُميت سورة باسمها وهي الوحيدة ايضا التي ذكرها الله باسمها، ولم يكن قبل ولادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أيّ سيدة للنساء سوى السيدة مريم، فقد كانت سيّدة نساء زمانها، هذا باختصار ما حكاه القرآن عن سيرة مريم العذراء (عليها السلام) من قبل الولادة وحتى بعد ولادتها لعيسى (عليه السلام)، ناهيك عن كم هائل من الأحاديث التي تُشيد بشخصيتها.
العتبة الحسيتية