❀سر من أسرار السیدة المعصومة (ع)❀
عن الإمام الرضا(ع): من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة
ثم قوله(ع): «عارفا بحقّها»، الحقّ بمعنى الشيء الثابت، فحقّها أي ما ثبت لها من الله سبحانه ومن رسوله وعترته الطاهرين. وفي روايات زيارة الأئمة الأطهار^ ورد أ نّه من يزور الإمام× عارفا بحقّه، ومن أعظم حقوقه أ نّه إمام مفترض الطاعة، وأمّا حقّ السيّدة المعصومة فكثير، وإليك غيض من فيض:
1ـ إنّما بلغت هذا المقام الشامخ والمنزلة الرفيعة ـ في بيوت أذن الله أن ترفع ـ عند الله وعند رسوله والعترة الهادية، لعرفانها وعلمها، ودفاعها المقدّس عن حريم الولاية، والفناء في الله وفي مقام الإمامة والخلافة العظمى المتمثّلة في عصرها بإمام زمانها أخيها الرضا(ع)، وأ نّها تشبه عمّتها زينب الكبرى (ع) في دفاعها عن نهضة أخيها سيّد الشهداء الحسين بن عليّ(ع)، كما أ نّها تشبه اُمّها فاطمة الزهراء’ في جلالتها وقداستها وجمالها وكمالها.
وما أروع ما يقوله الإمام الخميني(قدس سره) في أشعاره ـ باللغة الفارسيّة ـ في مناقبها وفضائلها... ومقامها العظيم أذكر لك ترجمة بعض الأبيات، يقول: تجلّى النور الإلهي ـ الله نور السماوات والأرض ـ في الرسول الأكرم محمّد(ص)، ثمّ تجلّى منه في أمير المؤمنين حيدر الكرّار(ع)، ثمّ ظهر في فاطمة الزهراء’، وتجلّى الآن في بنت موسى بن جعفر÷، وإنّما صار عالم الممكنات بهذا النور حقّاً، ولولاه لكان كلّه باطلاً، ولم يأت الدهر بمثل هاتين البنتين ـ فاطمة الزهراء’ وفاطمة المعصومة’ ـ اللتین خرجتا من بين مشيمة القدرة الإلهيّة، فكانت الزهراء(ع) مبدأ أمواج العلم، وكانت بنت موسى(ع) مصدر أمواج الحلم، تلك كانت تاجاً على رؤوس الأنبياء، وهذه مغفراً على هامات الأولياء، تلك كعبة عالم الجلالة، وهذه مشعر ملك الكبرياء، ولو لم يغلق فمي قوله تعالى: «لَمْ يَـلِدْ» لقلت هما بنتا الله، فتلك الزهراء’ أميرةً على الملك اللاّيزالي، وهذه أميرةً على العرش الكبريائي، تلك زيّنت أرض المدينة المنوّرة، وهذه نوّرت أرض قم المقدّسة، فهذه جعلت من تراب قم في الشرف جنّةً، وتلك جعلت ماء المدينة كوثرا، فغبطت الجنان أرض قم، ومنها كانت باب الجنّة.
2ـ إنّما يُعرف جلالة السيّدة وعظمتها’من خلال النصوص الواردة في حقّها’ من الأئمة المعصومين^، كقول جدّها الصادق(ع): «بضعة منّي من زارها وجبت له الجنّة»، وكقول أبيها الكاظم: «فداها أبوها»، وكقول أخيها الرضا(ع): «من زارها كمن زارني»، وقول ابن أخيها الجواد(ع): «من زار عمّتي وجبت له الجنّة». كلّ هذه التعبيرات مثلها وردت في سيّدة نساء الأوّلين والآخرين فاطمة الزهراء(ع) ایضاً، فهي بضعة الرسول(ص) وفداها أبوها ومن زارها وجبت له الجنّة.
3ـ ما ورد في زيارتها المعروفة الواردة عن الإمام الرضا(ع) واختلاف تسبيحتها’ ـ في بداية الزيارة ـ مع تسبيحة اُمّها الزهراء(ع)، بتقديم (سبحان الله) على (الحمد لله) بعد التكبير و یبدو بنظري في مقام الفرق بین التسبیحتین الزهرائیة و الفاطمیة: أنه في تسبیح فاطمة المعصومة يبدأ الزائر بالتكبير (34 مرّة) (الله أكبر) بدءً باسم الله وذكره وأ نّه الكبير المتعال، ومن ثَمَّ لا يقع في الغلوّ، عندما يقرأ ما في الزيارة ويشاهد العظمة والأوصاف الشامخة، فيكبّر الله سبحانه حتّى يعرف أنّ هذه المقامات والمنازل لأولياء الله وأصفياءه كلّها إنّما هي من كبرياء الله جلّ جلاله، فهو الكبير المتعال عمّا يصفون.ثمّ من المعلول يصل إلى العلّة ـ من باب البرهان الإنّي ـ ومن الكثرة يعرج إلى الوحدة، ومن الصفات السلبيّة ينتهي إلى الصفات الثبوتيّة، فسير من الخلق إلى الحقّ بالحقّ، ومن الجلال والمعرفة الجلالية إلى الجمال والمعرفة الجماليّة، فيبدأ بقوله 33 مرّة (سبحان الله) فينزّه ربّ العالمين عن كلّ نقص كما يوجد في خلقه، سبّوح قدّوس، فهو مطلق الكمال والكمال المطلق، مستجمع لجميع صفات الكمال، واحد أحد ليس كمثله شيء، ثمّ يصل بمعرفته هذه إلى جماله المطلق وأ نّه هو الذي يستحقّ كلّ الحمد والثناء، فيقول 33 مرّة (الحمد لله) فكلّ الحمد على نحو الاستغراق لله سبحانه... وفي تسبيح الزهراء’ يبدأ بعد التكبير بالحمد ثمّ بالتسبيح، أي سير من الحقّ إلى الخلق بالحقّ، ومن الوحدة إلى الكثرة ـ من باب البرهان اللمّي ـ ومعرفة المعلول بالعلّة، وتكفي هذا السرّ وهذه الإشارة العرفانيّة لمن كان من أهلها.
آية الله عادل العلوي قدس سره
عن الإمام الرضا(ع): من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة
ثم قوله(ع): «عارفا بحقّها»، الحقّ بمعنى الشيء الثابت، فحقّها أي ما ثبت لها من الله سبحانه ومن رسوله وعترته الطاهرين. وفي روايات زيارة الأئمة الأطهار^ ورد أ نّه من يزور الإمام× عارفا بحقّه، ومن أعظم حقوقه أ نّه إمام مفترض الطاعة، وأمّا حقّ السيّدة المعصومة فكثير، وإليك غيض من فيض:
1ـ إنّما بلغت هذا المقام الشامخ والمنزلة الرفيعة ـ في بيوت أذن الله أن ترفع ـ عند الله وعند رسوله والعترة الهادية، لعرفانها وعلمها، ودفاعها المقدّس عن حريم الولاية، والفناء في الله وفي مقام الإمامة والخلافة العظمى المتمثّلة في عصرها بإمام زمانها أخيها الرضا(ع)، وأ نّها تشبه عمّتها زينب الكبرى (ع) في دفاعها عن نهضة أخيها سيّد الشهداء الحسين بن عليّ(ع)، كما أ نّها تشبه اُمّها فاطمة الزهراء’ في جلالتها وقداستها وجمالها وكمالها.
وما أروع ما يقوله الإمام الخميني(قدس سره) في أشعاره ـ باللغة الفارسيّة ـ في مناقبها وفضائلها... ومقامها العظيم أذكر لك ترجمة بعض الأبيات، يقول: تجلّى النور الإلهي ـ الله نور السماوات والأرض ـ في الرسول الأكرم محمّد(ص)، ثمّ تجلّى منه في أمير المؤمنين حيدر الكرّار(ع)، ثمّ ظهر في فاطمة الزهراء’، وتجلّى الآن في بنت موسى بن جعفر÷، وإنّما صار عالم الممكنات بهذا النور حقّاً، ولولاه لكان كلّه باطلاً، ولم يأت الدهر بمثل هاتين البنتين ـ فاطمة الزهراء’ وفاطمة المعصومة’ ـ اللتین خرجتا من بين مشيمة القدرة الإلهيّة، فكانت الزهراء(ع) مبدأ أمواج العلم، وكانت بنت موسى(ع) مصدر أمواج الحلم، تلك كانت تاجاً على رؤوس الأنبياء، وهذه مغفراً على هامات الأولياء، تلك كعبة عالم الجلالة، وهذه مشعر ملك الكبرياء، ولو لم يغلق فمي قوله تعالى: «لَمْ يَـلِدْ» لقلت هما بنتا الله، فتلك الزهراء’ أميرةً على الملك اللاّيزالي، وهذه أميرةً على العرش الكبريائي، تلك زيّنت أرض المدينة المنوّرة، وهذه نوّرت أرض قم المقدّسة، فهذه جعلت من تراب قم في الشرف جنّةً، وتلك جعلت ماء المدينة كوثرا، فغبطت الجنان أرض قم، ومنها كانت باب الجنّة.
2ـ إنّما يُعرف جلالة السيّدة وعظمتها’من خلال النصوص الواردة في حقّها’ من الأئمة المعصومين^، كقول جدّها الصادق(ع): «بضعة منّي من زارها وجبت له الجنّة»، وكقول أبيها الكاظم: «فداها أبوها»، وكقول أخيها الرضا(ع): «من زارها كمن زارني»، وقول ابن أخيها الجواد(ع): «من زار عمّتي وجبت له الجنّة». كلّ هذه التعبيرات مثلها وردت في سيّدة نساء الأوّلين والآخرين فاطمة الزهراء(ع) ایضاً، فهي بضعة الرسول(ص) وفداها أبوها ومن زارها وجبت له الجنّة.
3ـ ما ورد في زيارتها المعروفة الواردة عن الإمام الرضا(ع) واختلاف تسبيحتها’ ـ في بداية الزيارة ـ مع تسبيحة اُمّها الزهراء(ع)، بتقديم (سبحان الله) على (الحمد لله) بعد التكبير و یبدو بنظري في مقام الفرق بین التسبیحتین الزهرائیة و الفاطمیة: أنه في تسبیح فاطمة المعصومة يبدأ الزائر بالتكبير (34 مرّة) (الله أكبر) بدءً باسم الله وذكره وأ نّه الكبير المتعال، ومن ثَمَّ لا يقع في الغلوّ، عندما يقرأ ما في الزيارة ويشاهد العظمة والأوصاف الشامخة، فيكبّر الله سبحانه حتّى يعرف أنّ هذه المقامات والمنازل لأولياء الله وأصفياءه كلّها إنّما هي من كبرياء الله جلّ جلاله، فهو الكبير المتعال عمّا يصفون.ثمّ من المعلول يصل إلى العلّة ـ من باب البرهان الإنّي ـ ومن الكثرة يعرج إلى الوحدة، ومن الصفات السلبيّة ينتهي إلى الصفات الثبوتيّة، فسير من الخلق إلى الحقّ بالحقّ، ومن الجلال والمعرفة الجلالية إلى الجمال والمعرفة الجماليّة، فيبدأ بقوله 33 مرّة (سبحان الله) فينزّه ربّ العالمين عن كلّ نقص كما يوجد في خلقه، سبّوح قدّوس، فهو مطلق الكمال والكمال المطلق، مستجمع لجميع صفات الكمال، واحد أحد ليس كمثله شيء، ثمّ يصل بمعرفته هذه إلى جماله المطلق وأ نّه هو الذي يستحقّ كلّ الحمد والثناء، فيقول 33 مرّة (الحمد لله) فكلّ الحمد على نحو الاستغراق لله سبحانه... وفي تسبيح الزهراء’ يبدأ بعد التكبير بالحمد ثمّ بالتسبيح، أي سير من الحقّ إلى الخلق بالحقّ، ومن الوحدة إلى الكثرة ـ من باب البرهان اللمّي ـ ومعرفة المعلول بالعلّة، وتكفي هذا السرّ وهذه الإشارة العرفانيّة لمن كان من أهلها.
آية الله عادل العلوي قدس سره