۞ سر من أسرار سورة الحمد ۞ الجزء الثاني
ثم الإنسان الذي في نعمة الله منذ ولادته وإلى رحلته الأبدية، لا يسلبها الله منه، إلّا إذا هو غيّر النعمة إلى النقمة بذنوبه (واغفر لي الذنوب التي تغيّر النعم) (واغفر لي الذنوب التي تُنزل النقم)، فـ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾، فرب منعم عليه بسوء عمله، يبدل النعمة بالنقمة، وبالغضب والسّخط الإلهي ـ والعياذ بالله ـ وذلك بذنوبه وآثامه وعصيانه وطغيانه وظلمه وجوره وفسقه وفجوره، أو كان ذا نعمة في دنياه دون آخرته لجهله وجهالته وسفاهته، وما يستفاد من سورة الحمد أن أهل النعمة على طوائف ثلاث: الأوّل: الذين أنعم الله عليهم، والثاني من كان من الضالين، والثالث من كان من المغضوب عليهم.
فغير المغضوب عليهم والضالين، إنّما هو استثناء من أهل النّعمة، فهؤلاء أصبحوا من أهل النقمة، فإنّ من عليه النعمة تارة يشكر الله سبحانه. وأُخرى يكذّبها ويشرك في عبادة ربه، ومن الأول: الأنبياء والأوصياء والشهداء والصلحاء، ومن الثاني اليهود والنصارى ومن كان على شاكلتهم من الكفار والمشركين والمنافقين، والفاسقين، إن لم يتوبوا لله توبةً نصوحاً، فهؤلاء يبدلون النعمة بالنقمة، فيكونون من المغضوب عليهم ومن الضّالين.
فالاستثناء في لفظة ﴿غَيْرِ﴾ في ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ليس من الصراط، بل من الذين أنعم عليهم، كما يدل عليه كسرها وجرّها وليس بالفتح.
ثم الناس في برامج حياتهم يريدون القِوام في الحياة مطلقاً، أي يبغون الطريق المستقيم، كما في سورة التكوير، فإنّها في القسم الأول منها يذكر فيها علائم قيام القيامة، وإنّ أعمال البشر سوف ترى ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾، فأين تذهبون.
وهذا من التحوّل والسير التحولّي في سورة الحمد، وإنّ القرآن الكريم، ذكر للعالمين، لمن شاء منكم أن يستقيم، فإهدنا الصراط المستقيم، وثبتنا عليه، حتى ندخل الجنة بسلام آمنين، فالله هدى النّاس بكتابه الكريم ليقوموا بالقسط وللقوام فإنّ ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً﴾، فهذا الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين، وذكرى للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم، ولا يزيد الظالمين إلّا خساراً، كالجيفة في حوض يصب عليه الماء، فإنّه ممّا يزيد في راحتها النتنة، فالإستقامة كلّ الإستقامة في القرآن الكريم، وفي السّنة المطهرة التي هي بيان القرآن، وفي منهاج العترة الطاهرة إمتداداً وتجسیداً وترجمة عملیّة للنّبوة وحفظاً للرسالة، فطوبى للمصلين ولمن يقرء الحمد بين حين، وحين بالفكر والتدبّر وما فيها من الأسرار والحِكمَ والمعارف الربانية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
آية الله عادل العلوي قدس سره
ثم الإنسان الذي في نعمة الله منذ ولادته وإلى رحلته الأبدية، لا يسلبها الله منه، إلّا إذا هو غيّر النعمة إلى النقمة بذنوبه (واغفر لي الذنوب التي تغيّر النعم) (واغفر لي الذنوب التي تُنزل النقم)، فـ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾، فرب منعم عليه بسوء عمله، يبدل النعمة بالنقمة، وبالغضب والسّخط الإلهي ـ والعياذ بالله ـ وذلك بذنوبه وآثامه وعصيانه وطغيانه وظلمه وجوره وفسقه وفجوره، أو كان ذا نعمة في دنياه دون آخرته لجهله وجهالته وسفاهته، وما يستفاد من سورة الحمد أن أهل النعمة على طوائف ثلاث: الأوّل: الذين أنعم الله عليهم، والثاني من كان من الضالين، والثالث من كان من المغضوب عليهم.
فغير المغضوب عليهم والضالين، إنّما هو استثناء من أهل النّعمة، فهؤلاء أصبحوا من أهل النقمة، فإنّ من عليه النعمة تارة يشكر الله سبحانه. وأُخرى يكذّبها ويشرك في عبادة ربه، ومن الأول: الأنبياء والأوصياء والشهداء والصلحاء، ومن الثاني اليهود والنصارى ومن كان على شاكلتهم من الكفار والمشركين والمنافقين، والفاسقين، إن لم يتوبوا لله توبةً نصوحاً، فهؤلاء يبدلون النعمة بالنقمة، فيكونون من المغضوب عليهم ومن الضّالين.
فالاستثناء في لفظة ﴿غَيْرِ﴾ في ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ليس من الصراط، بل من الذين أنعم عليهم، كما يدل عليه كسرها وجرّها وليس بالفتح.
ثم الناس في برامج حياتهم يريدون القِوام في الحياة مطلقاً، أي يبغون الطريق المستقيم، كما في سورة التكوير، فإنّها في القسم الأول منها يذكر فيها علائم قيام القيامة، وإنّ أعمال البشر سوف ترى ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾، فأين تذهبون.
وهذا من التحوّل والسير التحولّي في سورة الحمد، وإنّ القرآن الكريم، ذكر للعالمين، لمن شاء منكم أن يستقيم، فإهدنا الصراط المستقيم، وثبتنا عليه، حتى ندخل الجنة بسلام آمنين، فالله هدى النّاس بكتابه الكريم ليقوموا بالقسط وللقوام فإنّ ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً﴾، فهذا الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين، وذكرى للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم، ولا يزيد الظالمين إلّا خساراً، كالجيفة في حوض يصب عليه الماء، فإنّه ممّا يزيد في راحتها النتنة، فالإستقامة كلّ الإستقامة في القرآن الكريم، وفي السّنة المطهرة التي هي بيان القرآن، وفي منهاج العترة الطاهرة إمتداداً وتجسیداً وترجمة عملیّة للنّبوة وحفظاً للرسالة، فطوبى للمصلين ولمن يقرء الحمد بين حين، وحين بالفكر والتدبّر وما فيها من الأسرار والحِكمَ والمعارف الربانية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
آية الله عادل العلوي قدس سره