۩ظاهرة الإختلاف في القرآن۩
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا﴾
صدق الله العلي العظيم
انطلاقًا من الآية المباركة نتحدث في عدّة مطالب:
المطلب الأوّل: في نظر القرآن الكريم لظاهرة الاختلاف.
هناك آية في القرآن الكريم وهي قوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ وقد وقع الكلام بين المفسرين في تفسير هذه الجملة، ما معنى قوله: ﴿وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾؟
قال بعض المفسرين أنّ اللام هنا «لام العاقبة» وليست «لام الغاية» كما في قوله تعالى: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ ، آل فرعون عندما التقطوا موسى لم يلتقطوه ليكون لهم عدوًا وحزنًا وإنما التقطوه ليكون لهم ولدًا بارًا، ولكنّ العاقبة صارت غير ما قصدوه وغير ما خططوا له، صارت عاقبة التقاطه أنّه صار لهم عدوًا وحزنًا مع أنّ غايتهم من التقاطه أن يكون ولدًا بارًا بهم، إذا خطط الإنسانُ لشيءٍ وأصبحت النتيجة على خلاف ما خطط فهذا يسمّى بالعاقبة وليس بالغاية، هنا أيضًا اللام لام العاقبة: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ خلقهم لأجل الاتفاق لكن عاقبة خلقهم والنتيجة أصبحت هي الاختلاف، اللام هنا لام العاقبة وليست لام الغاية، واسم الإشارة «ذلك» يرجع إلى الاختلاف.
التفسير الآخر: أنّ اللام لام الغاية وليست لام العاقبة واسم الإشارة في قوله: ﴿وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ يرجع إلى الرحمة لا إلى الاختلاف، ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ﴾ ولأجل الرحمة خلقهم لا لأجل الاختلاف خلقهم، ﴿وَلِذَلِكَ - يعني: ولأجل الرحمة - خَلَقَهُمْ﴾، ما معنى أنهم خلقوا للرحمة؟
الإنسان خُلِقَ لكي يكون وجهًا لله تبارك وتعالى، لاحظوا الحديث القدسي: ”كنت كنزًا مخفيًا فأحببتُ أن أعْرَف فخلقت الخلق لكي أعْرَف“ أنا خلقتُ هذا الخلق لكي يكون هذا الخلق معرّفًا لي، لكي يكون هذا الخلق وجهًا لي، لكي يحكي الخلق صفاتي، أردتُ أن يكون هذا الخلق ظلاً لي ووجهًا لي وحاكيًا لصفاتي، خلقتُ الخلق لكي أعْرَف، الهدف من خلق الإنسان أن يكون وجهًا لله، أن يكون ظلاً لله [*] عجل الله تعالى فرجه الشريف: ”أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء؟“ [*] لحكمة الله، لعلم الله، حياته مظهرٌ لحياة الله عزّ وجلّ، فهو وجه الله، المطلوب من الإنسان أن يكون وجه الله تبارك وتعالى، وإنّما يكون الإنسان وجه الله إذا اتصف هذا الإنسان بالرحمة، أوسع صفةٍ لله هي صفة الرحمة، ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ الرحمة، ”يا من سبقت رحمتُه غضبَه“، الرحمة هي أوضح وأوسع الصفات والمظاهر الإلهيّة، كي يكون الإنسان وجهًا لله لابدّ أن يكون هذا الإنسان قطعة من الرحمة على أعدائه فضلاً عن أصدقائه، فضلاً عن أهله، فضلاً عن أسرته، أن يكون مصدرًا للرحمة، مصدرًا للعطف، مصدرًا للحنان، أن يتقاطر رحمة وعطفًا وحنانًا، إذا اتصف الإنسان بالرحمة صار مظهرًا لله وصار وجهًا لله تبارك وتعالى، إذن هذا ما عنته الآية المباركة: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ﴾ يعني ولأجل أن يكونوا رحماء ولأجل أن يكونوا مظاهر لله عزّ وجلّ، ﴿وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾.[/color]
آية الله منير الخباز[/font]
[/b]بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا﴾
صدق الله العلي العظيم
انطلاقًا من الآية المباركة نتحدث في عدّة مطالب:
المطلب الأوّل: في نظر القرآن الكريم لظاهرة الاختلاف.
هناك آية في القرآن الكريم وهي قوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ وقد وقع الكلام بين المفسرين في تفسير هذه الجملة، ما معنى قوله: ﴿وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾؟
قال بعض المفسرين أنّ اللام هنا «لام العاقبة» وليست «لام الغاية» كما في قوله تعالى: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ ، آل فرعون عندما التقطوا موسى لم يلتقطوه ليكون لهم عدوًا وحزنًا وإنما التقطوه ليكون لهم ولدًا بارًا، ولكنّ العاقبة صارت غير ما قصدوه وغير ما خططوا له، صارت عاقبة التقاطه أنّه صار لهم عدوًا وحزنًا مع أنّ غايتهم من التقاطه أن يكون ولدًا بارًا بهم، إذا خطط الإنسانُ لشيءٍ وأصبحت النتيجة على خلاف ما خطط فهذا يسمّى بالعاقبة وليس بالغاية، هنا أيضًا اللام لام العاقبة: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ خلقهم لأجل الاتفاق لكن عاقبة خلقهم والنتيجة أصبحت هي الاختلاف، اللام هنا لام العاقبة وليست لام الغاية، واسم الإشارة «ذلك» يرجع إلى الاختلاف.
التفسير الآخر: أنّ اللام لام الغاية وليست لام العاقبة واسم الإشارة في قوله: ﴿وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ يرجع إلى الرحمة لا إلى الاختلاف، ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ﴾ ولأجل الرحمة خلقهم لا لأجل الاختلاف خلقهم، ﴿وَلِذَلِكَ - يعني: ولأجل الرحمة - خَلَقَهُمْ﴾، ما معنى أنهم خلقوا للرحمة؟
الإنسان خُلِقَ لكي يكون وجهًا لله تبارك وتعالى، لاحظوا الحديث القدسي: ”كنت كنزًا مخفيًا فأحببتُ أن أعْرَف فخلقت الخلق لكي أعْرَف“ أنا خلقتُ هذا الخلق لكي يكون هذا الخلق معرّفًا لي، لكي يكون هذا الخلق وجهًا لي، لكي يحكي الخلق صفاتي، أردتُ أن يكون هذا الخلق ظلاً لي ووجهًا لي وحاكيًا لصفاتي، خلقتُ الخلق لكي أعْرَف، الهدف من خلق الإنسان أن يكون وجهًا لله، أن يكون ظلاً لله [*] عجل الله تعالى فرجه الشريف: ”أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء؟“ [*] لحكمة الله، لعلم الله، حياته مظهرٌ لحياة الله عزّ وجلّ، فهو وجه الله، المطلوب من الإنسان أن يكون وجه الله تبارك وتعالى، وإنّما يكون الإنسان وجه الله إذا اتصف هذا الإنسان بالرحمة، أوسع صفةٍ لله هي صفة الرحمة، ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ الرحمة، ”يا من سبقت رحمتُه غضبَه“، الرحمة هي أوضح وأوسع الصفات والمظاهر الإلهيّة، كي يكون الإنسان وجهًا لله لابدّ أن يكون هذا الإنسان قطعة من الرحمة على أعدائه فضلاً عن أصدقائه، فضلاً عن أهله، فضلاً عن أسرته، أن يكون مصدرًا للرحمة، مصدرًا للعطف، مصدرًا للحنان، أن يتقاطر رحمة وعطفًا وحنانًا، إذا اتصف الإنسان بالرحمة صار مظهرًا لله وصار وجهًا لله تبارك وتعالى، إذن هذا ما عنته الآية المباركة: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ﴾ يعني ولأجل أن يكونوا رحماء ولأجل أن يكونوا مظاهر لله عزّ وجلّ، ﴿وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾.[/color]
آية الله منير الخباز[/font]