❁عصمة الحوراء زينب (ع) للسيد عادل العلوي ❁
لأنّ زينب سلام الله عليها باب أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وأمير المؤمنين (عليه السلام) باب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما ورد في الحديث الشريف عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها»، كما أنّه (عليه السلام) باب الله الذي منه يؤتى، كذلك الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) باب الله تعالى كما ورد في الزيارة الشريفة: «أنتم باب الله الذي منه يؤتى»، فتكون زينب الكبرى (عليها السلام)باب الله تعالى لو حذفنا الوسائط، فإذن من له حاجة عند أمير المؤمنين (عليه السلام)لا بدّ أن يدخل إليه من الباب المقصود، ألا وهو زينب (عليها السلام)، وهذا المعنى ـ كون زينب باب أمير المؤمنين (عليهما السلام) ـ حدّثني به سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى النجفي المرعشي (قدس سره)، كما هو عند أهل السير والسلوك إلى الله تعالى. فنحن إذن على باب من أبواب الله تعالى وفي رحاب السيّدة الحوراء زينب الكبرى (عليها السلام)، وسنتطرّق إلى الحديث عن عظمة هذه السيّدة الكبرى لنبيّن مضمون العبارة الرائعة التي قرأتها على سيّارة بعض المؤمنين التي تقول: (السيّدة زينب روضة العلم والنور)، وحيث إنّها سلام الله عليها كذلك فلنستمدّ سويّة من علمها ومن نورها ممّا يجعلنا نعيش في هذه الروضة ونهتدي بنورها إن شاء الله تعالى.
فالحبّ يعلّم الإنسان ماذا يفعل مع الحبيب في حضرته، وكيف يتعامل مع ديار الحبيب وآثاره، هكذا نحن عندما ندخل على حبيبة الله وحبيبة أمير المؤمنين (عليه السلام) وحبيبة الإمام الحسين (عليه السلام)، حبيبة أهل البيت (عليهم السلام)، فنقبّل الأبواب والضريح ونقول لمن يعترض على ذلك كما قال قيس العامري، فإذا وقف الإنسان على جمال حبيبه، فإنّه يعشقه لأنّ الإنسان يعشق الجمال، وإذا عشق الحبيب لجماله، سيقبّل جداره وكلّ آثاره لو لم يتمكّن من تقبيله، فلا يُشكل علينا أنّ هذا الفعل شرك والذين توهّموا الشرك في هذه الأفعال إنّما ينشأ توهّمهم هذا من عدم معرفة مقام أهل البيت (عليهم السلام) معرفة جمالية، ولو أنّهم عرفوا مقامهم سلام الله عليهم لفعلوا كما فعل قيس العامري إلاّ أنّ معرفتهم الأئمة المسلمين حقّاً معرفة جلالية مع أنّ لهم رتبة اُخرى لا يعرفهم فيها إلاّ الله سبحانه، وهذه المعرفة هي الرتبة العليا في المعرفة وتسمّى المعرفة الكمالية وبناءً على هذا فإذا أردنا معرفة السيّدة الجليلة الجميلة الكاملة زينب الكبرى(عليها السلام)لا بدّ لنا أن نعرفها بهذه الرتب الثلاثة من المعرفة التي ستكسبنا أدباً وخضوعاً وحبّاً وعشقاً زينبيّاً، لأنّها باب الله تعالى الذي منه يؤتى، ووسيلته التي إليه ترجى، فحديثي سيكون عن عظمة هذه السيّدة التي لو رأينا جمالها لوصلنا إلى مقام الفناء في وصفها وتمام الانبهار بجمالها، فالعبارة التي قرأتها على تلك السيّارة (السيّدة زينب روضة العلم والنور) سواء قصد كاتبها ما فهمت أو لم يقصد فإنّ زينب الكبرى هكذا حقّاً، ولكن لا بدّ من معرفة عمق هذه العبارة وكيف تكون روضة العلم والنور؟ ولماذا لا نحسّ هذا النور سيّما ونحن بجوارها وحول ضريحها؟ لماذا لا يُذهب نورها ظلمتنا؟ لماذا لا يرفع علمها جهلنا؟ لماذا لا يطيّب عطرها أرواحنا؟ لماذا لا تعلو حقيقتها على أوهامنا؟
فالظلمات التي يعيشها الإنسان هي السبب في هذا البعد عن الحقّ والحقيقة. فيا تُرى عندما ندخل حرم السيّدة (عليها السلام) ولا نشعر النورانية وبالعلم الإلهي، هل المناظر الشيطانية التي ألفناها كلّ يوم في الشوارع والأسواق والأزقّة والسيارات العامّة، هي الحاجب أم الأدران المعنوية أم كلاهما؟ والحقّ أقول إنّ المناظر الشيطانية لها دورها الذي لا يستهان بها ، ولكن الظلمة القلبية الناشئة من الذنوب لها دورها الأكبر، ويكفي شاهداً على ذلك قول النبيّ (صلى الله عليه وآله): «من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»
فلكثرة هذه المشاهد الشيطانية يموت فينا هذا الإيمان الضعيف، فنعتاد على رؤيتها وتستأنسها النفوس وهذا ما أحسسته، فإذن لا بدّ من علاج ا نحن فيه ولا أرى علاجاً ناجعاً لهذه اللوثة إلاّ معرفة زينب العقيلة كما هو اللائق بها، لأنّ القلب لو تنجّس بشيء من هذه القاذورات فإنّه يطهر بدخوله إلى حضرة هذه اللبوة الطاهرة ويخرج منها طاهراً مرّة اُخرى، وكما أنّ الماء يطهّر البدن فزينب تطهّر القلب والروح ولا قياس، فبعطرها نتعطّر وبطهرها نتطهّر، وجاء عن النبيّ (صلى الله عليه وآله: إنّ من وقف قرب بائع العطر يصيبه شيء من ذلك العطر، وهكذا الذي يدخل إلى العطر المعنوي وينغمس فيه فسيكون مصدراً للعطر أينما حلّ، فلنعرف زينباً، ولنزر زينباً، لتجب لنا الجنّة، فإنّ من زارها عارفاً بحقّها وجبت له الجنّة، وإن لم نعدم الثواب في زيارة بلا معرفة، إلاّ أنّ السعادة الاُخرويّة واللذّة العنويّة، لا تتمّ إلاّ بزيارة محاطة بمعرفة كمالية أو جمالية، فبهكذا زيارة تتغيّر جواهر القلوب، وترتفع الحجب الظلمانية، وتفتح الأقفال.
كتاب عصمة الحوراء زينب (ع) ❁للسيد عادل العلوي❁
لأنّ زينب سلام الله عليها باب أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وأمير المؤمنين (عليه السلام) باب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما ورد في الحديث الشريف عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها»، كما أنّه (عليه السلام) باب الله الذي منه يؤتى، كذلك الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) باب الله تعالى كما ورد في الزيارة الشريفة: «أنتم باب الله الذي منه يؤتى»، فتكون زينب الكبرى (عليها السلام)باب الله تعالى لو حذفنا الوسائط، فإذن من له حاجة عند أمير المؤمنين (عليه السلام)لا بدّ أن يدخل إليه من الباب المقصود، ألا وهو زينب (عليها السلام)، وهذا المعنى ـ كون زينب باب أمير المؤمنين (عليهما السلام) ـ حدّثني به سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى النجفي المرعشي (قدس سره)، كما هو عند أهل السير والسلوك إلى الله تعالى. فنحن إذن على باب من أبواب الله تعالى وفي رحاب السيّدة الحوراء زينب الكبرى (عليها السلام)، وسنتطرّق إلى الحديث عن عظمة هذه السيّدة الكبرى لنبيّن مضمون العبارة الرائعة التي قرأتها على سيّارة بعض المؤمنين التي تقول: (السيّدة زينب روضة العلم والنور)، وحيث إنّها سلام الله عليها كذلك فلنستمدّ سويّة من علمها ومن نورها ممّا يجعلنا نعيش في هذه الروضة ونهتدي بنورها إن شاء الله تعالى.
فالحبّ يعلّم الإنسان ماذا يفعل مع الحبيب في حضرته، وكيف يتعامل مع ديار الحبيب وآثاره، هكذا نحن عندما ندخل على حبيبة الله وحبيبة أمير المؤمنين (عليه السلام) وحبيبة الإمام الحسين (عليه السلام)، حبيبة أهل البيت (عليهم السلام)، فنقبّل الأبواب والضريح ونقول لمن يعترض على ذلك كما قال قيس العامري، فإذا وقف الإنسان على جمال حبيبه، فإنّه يعشقه لأنّ الإنسان يعشق الجمال، وإذا عشق الحبيب لجماله، سيقبّل جداره وكلّ آثاره لو لم يتمكّن من تقبيله، فلا يُشكل علينا أنّ هذا الفعل شرك والذين توهّموا الشرك في هذه الأفعال إنّما ينشأ توهّمهم هذا من عدم معرفة مقام أهل البيت (عليهم السلام) معرفة جمالية، ولو أنّهم عرفوا مقامهم سلام الله عليهم لفعلوا كما فعل قيس العامري إلاّ أنّ معرفتهم الأئمة المسلمين حقّاً معرفة جلالية مع أنّ لهم رتبة اُخرى لا يعرفهم فيها إلاّ الله سبحانه، وهذه المعرفة هي الرتبة العليا في المعرفة وتسمّى المعرفة الكمالية وبناءً على هذا فإذا أردنا معرفة السيّدة الجليلة الجميلة الكاملة زينب الكبرى(عليها السلام)لا بدّ لنا أن نعرفها بهذه الرتب الثلاثة من المعرفة التي ستكسبنا أدباً وخضوعاً وحبّاً وعشقاً زينبيّاً، لأنّها باب الله تعالى الذي منه يؤتى، ووسيلته التي إليه ترجى، فحديثي سيكون عن عظمة هذه السيّدة التي لو رأينا جمالها لوصلنا إلى مقام الفناء في وصفها وتمام الانبهار بجمالها، فالعبارة التي قرأتها على تلك السيّارة (السيّدة زينب روضة العلم والنور) سواء قصد كاتبها ما فهمت أو لم يقصد فإنّ زينب الكبرى هكذا حقّاً، ولكن لا بدّ من معرفة عمق هذه العبارة وكيف تكون روضة العلم والنور؟ ولماذا لا نحسّ هذا النور سيّما ونحن بجوارها وحول ضريحها؟ لماذا لا يُذهب نورها ظلمتنا؟ لماذا لا يرفع علمها جهلنا؟ لماذا لا يطيّب عطرها أرواحنا؟ لماذا لا تعلو حقيقتها على أوهامنا؟
فالظلمات التي يعيشها الإنسان هي السبب في هذا البعد عن الحقّ والحقيقة. فيا تُرى عندما ندخل حرم السيّدة (عليها السلام) ولا نشعر النورانية وبالعلم الإلهي، هل المناظر الشيطانية التي ألفناها كلّ يوم في الشوارع والأسواق والأزقّة والسيارات العامّة، هي الحاجب أم الأدران المعنوية أم كلاهما؟ والحقّ أقول إنّ المناظر الشيطانية لها دورها الذي لا يستهان بها ، ولكن الظلمة القلبية الناشئة من الذنوب لها دورها الأكبر، ويكفي شاهداً على ذلك قول النبيّ (صلى الله عليه وآله): «من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»
فلكثرة هذه المشاهد الشيطانية يموت فينا هذا الإيمان الضعيف، فنعتاد على رؤيتها وتستأنسها النفوس وهذا ما أحسسته، فإذن لا بدّ من علاج ا نحن فيه ولا أرى علاجاً ناجعاً لهذه اللوثة إلاّ معرفة زينب العقيلة كما هو اللائق بها، لأنّ القلب لو تنجّس بشيء من هذه القاذورات فإنّه يطهر بدخوله إلى حضرة هذه اللبوة الطاهرة ويخرج منها طاهراً مرّة اُخرى، وكما أنّ الماء يطهّر البدن فزينب تطهّر القلب والروح ولا قياس، فبعطرها نتعطّر وبطهرها نتطهّر، وجاء عن النبيّ (صلى الله عليه وآله: إنّ من وقف قرب بائع العطر يصيبه شيء من ذلك العطر، وهكذا الذي يدخل إلى العطر المعنوي وينغمس فيه فسيكون مصدراً للعطر أينما حلّ، فلنعرف زينباً، ولنزر زينباً، لتجب لنا الجنّة، فإنّ من زارها عارفاً بحقّها وجبت له الجنّة، وإن لم نعدم الثواب في زيارة بلا معرفة، إلاّ أنّ السعادة الاُخرويّة واللذّة العنويّة، لا تتمّ إلاّ بزيارة محاطة بمعرفة كمالية أو جمالية، فبهكذا زيارة تتغيّر جواهر القلوب، وترتفع الحجب الظلمانية، وتفتح الأقفال.
كتاب عصمة الحوراء زينب (ع) ❁للسيد عادل العلوي❁