اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
ما معنى الحديث: شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا؟ و هل يشمل هذا الحديث كل شيعي ام الشيعي الملتزم فقط؟
الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
الفقرة المذكورة ليست نصاً لحديث مروي عن المعصومين ( عليهم السلام ) بل هي مضمون لحديث مروي عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و هو حديث طويل جداً يتحدث عن مواضيع مختلفة و نحن نُشير الى موضع الحاجة منه و هو : " ... إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ فَاخْتَارَنَا وَ اخْتَارَ لَنَا شِيعَةً يَنْصُرُونَنَا، وَ يَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا، وَ يَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا، وَ يَبْذُلُونَ أَمْوَالَهُمْ وَ أَنْفُسَهُمْ فِينَا، أُولَئِكَ مِنَّا وَ إِلَيْنَا.
مَا مِنَ الشِّيعَةِ عَبْدٌ يُقَارِفُ أَمْراً نَهَيْنَا عَنْهُ فَيَمُوتُ حَتَّى يُبْتَلَى بِبَلِيَّةٍ تُمَحَّصُ بِهَا ذُنُوبُهُ، إِمَّا فِي مَالِهِ، وَ إِمَّا فِي وُلْدِهِ، وَ إِمَّا فِي نَفْسِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَا لَهُ ذَنْبٌ، وَ إِنَّهُ لَيَبْقَى عَلَيْهِ الشَّيْءُ مِنْ ذُنُوبِهِ فَيُشَدَّدُ بِهِ عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ.
الْمَيِّتُ مِنْ شِيعَتِنَا صِدِّيقٌ شَهِيدٌ، صَدَقَ بِأَمْرِنَا وَ أَحَبَّ فِينَا وَ أَبْغَضَ فِينَا يُرِيدُ بِذَلِكَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ... ﴾
و واضح أن الشيعة ليسوا كلهم في مرتبة واحدة ففيهم أمثال عمار و أبو ذر و مالك الأشتر ، و فيهم من هم أقل منهم مرتبة بكثير ، و ما يُفهم من الحديث هو أن هؤلاء الشيعة المذنبون الذين ذكرهم الحديث لم يكونوا معاندين للحق أو جاحدين له ، بل أن كل ما صدر منهم إنما صدر لضعفهم و تغلب الشيطان عليهم في تلك الحالة ، لذلك فإنهم بعد ذلك يتذكرون و يخافون ربهم فيندمون و يستغفرون .
قال الله عزَّ و جل : ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾
و نقرأ هذا المضمون بعبارات أخرى في دعاء أبي حمزة الثمالي المعروف : " ... اِلهي لَمْ اَعْصِكَ حينَ عَصَيْتُكَ وَ اَنَا بِرُبُوبِيَّتِكَ جاحِدٌ ، وَ لا بِاَمْرِكَ مُسْتَخِفٌّ ، وَ لا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌّ ، وَ لا لِوَعيدِكَ مُتَهاوِنٌ ، لكِنْ خَطيئَةٌ عَرَضَتْ وَ سَوَّلَتْ لي نَفْسي ، وَ غَلَبَني هَوايَ ، وَ اَعانَني عَلَيْها شِقْوَتي ، وَ غَرَّني سِتْرُكَ الْمُرْخى عَلَيَّ ، فَقَدْ عَصَيْتُكَ وَ خالَفْتُكَ بِجَهْدي ، فَالاْنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُني ، وَ مِنْ اَيْدي الْخُصَماءِ غَداً مِنْ يُخَلِّصُني ، وَ بِحَبْلِ مَنْ اَتَّصِلُ اِنْ اَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنّي ، فَواسَوْاَتا عَلى ما اَحْصى كِتابُكَ مِنْ عَمَلِيَ الَّذي لَوْلا ما اَرْجُو مِنْ كَرَمِكَ وَ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ نَهْيِكَ اِيّايَ عَنِ الْقُنُوطِ لَقَنَطْتُ عِنْدَما اَتَذَكَّرُها ، يا خَيْرَ مَنْ دَعاهُ داع ، وَ اَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راج
شيعتنا- للشيخ أمير الزبيدي الكربلائي
شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا
ان هذا الحديث كبير وعظيم ونحن لانقدر على معرفة قدره ولكن نحاول ان نعطي فكرة عنه
واقعاً عندما يقول هذا الإمام الجليل مثل هذا الحديث ليس بالهين ان الشيعة الذين شيعتهم منهم ماذا تعني لنا هذه الكلمة منا يعني منا بالاخلاق الحسنة والاحترام والتقدير للآخرين مثل ما كان زين العابدين عليه السلام يقول :يقول لو امنني يزيد على السيف الذي سيقتل والدي فيه لارجعت له امانته ، كذلك الصدق واجب بكل مكانته كما قال تعالى :في الآية: (( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم))، وكذلك الإبتعاد عن اللغو يقول الحق سبحانه وتعالى في مستهل سورة المؤمنون: “قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون. فلو فكّرنا بعقل اننا نبتعد عن كل ما نهونا عنه والذين شيعتهم منهم هم المبتعدين عن المعاصي فهل انت ممتنع ؟! ، من فاضل طينتنا ، هل تعلم الذي يخلق من هذه الطينة الطيبة الطاهرة ماذا يكون حتى رفع صوته لايقدر كما عندنا إسوة مثل المرجع الزعيم الشهيد الصدر ومثل المرجع الكبير موالي الحجة السيد صادق الشيرازي والسيد المدرسي والى آخره من العلماء .... ، الذين اعطوا حقا معرفة الطينة واصل الطينة وعجنوا بماء ولايتنا يعني بماء الذي خلق المؤمنون لولاية علي وال علي ، يفرحون لفرحنا تعرف معنى هذا الكلام ان الفرح بمعنى انت لو رأيت شخصا يصلي تعلم هذا يفرح اهل البيت يعني لنو ان الامام زعله فرد وانت تضحك معه وتعمل معه او غير ذالك فانت تبغض الامام وليس تفرح لفرحه ، ويحزنون لحزننا لو فكرنا قليلا ما معنى هذا لإدركنا معنى التشيع
قال الإمام الحجة عج للإمام الحسين ع : لإنبدنك عليك صباحا ومساءاً ولإبكين عليك بدل الدموع دماً هل حزنت مع المعصوم إذاً كن من الشيعة وممن خلقوا من فاضل طينتهم حاول ان تسعدهم
شجرة طوبى - الشيخ محمد مهدي الحائري - ج 1 - الصفحة 3
(وفي البحار) عن كتاب (صفات الشيعة) للصدوق رحمه الله بسند صحيح عن أبي الحسن الرضا (ع) أنه قال: من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والا شيعتنا فقد والانا لأنهم خلقوا من طينتنا من أحبهم فهو منا ومن أبغضهم فليس منا، شيعتنا ينظرون بنور الله ويتقلبون في رحمة الله ويفوزون بكرامة الله، ما من أحد من شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه ولا اغتم إلا اغتممنا لغمه ولا فرح إلا فرحنا لفرحه ولا يغيب عنا أحد من شيعتنا أين كان من شرق الأرض وغربها ومن ترك من شيعتنا دينا فهو علينا ومن ترك منهم مالا فهو لورثته، شيعتنا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون البيت الحرام ويصومون شهر رمضان ويوالون أهل البيت ويتبرأون من أعدائهم أولئك أهل الايمان والتقى وأهل الورع والتقوى من رد عليهم فقد رد على الله ومن طعن عليهم فقد طعن على الله لأنهم عباد الله حقا وأولياؤه صدقا والله أن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفعه الله فيهم بكرامته على الله.
(وفي البحار) عن الصدوق عن أبي عبد الله (ع): كان علي بن الحسين (ع) قاعدا في بيته إذ قرع قوم عليه الباب فقال يا جارية أنظري من في الباب؟ فقالت قوم من شيعتك فوثب عجلا حتى كاد يقع فلما فتح الباب ونظر إليهم رجع وقال كذبوا فأين السمت في الوجوه أين أثر العبادة أين سيماء السجود إنما شيعتنا يعرفون بعبادتهم وشعثهم قد قرحت منهم الآناف ودثرت الجباه والمساجد، خمص البطون ذبل الشفاة، قد هيجت العبادة وجوههم وأخلق سهر الليالي، وقطع الهواجر جثثهم، المسبحون إذا سكت الناس والمصلون إذا نام الناس والمحزونون إذا فرح الناس.
قال الصادق (ع): إن الله تبارك وتعالى اطلع على الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منا والينا.
وقال الصادق (ع): رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا.
وقال الباقر (ع): رحم الله شيعتنا لقد شاركونا بطون الحزن على مصائب جدي الحسين (ع) أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (ع) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بهما في الجنة غرفا يسكنها أحقابا.
اللهم صلي على البشير النذير وعلى آله الطيبين الطاهرين نسألكم الدعاء
مما اراح قلبي