كرامات ابو الجوادين – هذا ما حصل مع امي
كنت صغيرة جدا عندما انتقلنا للعيش في بيت جدي لأمي في منطقة الكرخ القديمة بعد ان توفي والدي فجأة ولم تبلغ امي انذاك التاسعة والعشرين من عمرها .. ولم يمض عام حتى توفي خالي ذو العشرين ربيعا بحادث مؤسف جعل العائلة تفقد صوابها وتعلن حدادها والمها بشكل جعلها تزهد بكل شيء او متعة في الحياة .. ولكن الطامة الكبرى كانت عندما اصيب اخاه الاكبر منه بالتهاب حاد في الكلى حزنا عليه فمات في اثره .. وعلى اثرها مرضت امي مرضا احتار الاطباء فيه .. ولم يبق حكيم او طبيب في بغداد لم يعرضوها عليه ولكنهم عجزوا عن تشخيص الداء او وصف الدواء .. فقد امتنعت عن الطعام والكلام واصبحت راقدة في فراشها بين الحياة الموت يعطى لها السائل من قليل الطعام تقطيرا او تنقيطا وبالغصب .. استمرت حالتها على هذا المنوال لمدة سنتين او اكثر وكانت جدتي رحمها الله تنقلها من طبيب الى طبيب ومن دواء الى دواء ولكن لافائدة .
ذات يوم وعند ذهاب جدتي الى سوق الارضروملي او الزرملي كما يسمونه بالعامية قابلت بعض النسوة من صديقاتها الكرخيات واللائي نصحنها باخذها الى امام يدعى حليم ابن الحسن في الدورة .. ولم تكذب خبر فبعد عودتها من السوق اوعزت لخالاتي بالاعتناء بالمنزل وبخالي الصحفي وبقية اخوتي واخذت امي وانا واخي الاصغر لاننا كنا متعلقين بامنا, وذهبنا معها الى حليم بن الحسن عليه السلام وبقينا نبيت في ذلك الامام حوالي عشرة ايام وذات يوم وفي هدأة الليل حوالي الساعة الواحدة او الثانية صباحا استيقظنا واستيقظ بقية الزائرين الذين كانوا يبيتون في صحن الامام على صوت سادن المقام والقيم عليه ينادي باسم امي وجدتي ويقول من هي فلانة بنت فلانة وعندما اصاخت جدتي السمع جيدا هرعت اليه مهرولة وهي تشق طريقها اليه وسط الجموع وعندما اقتربت منه قالت له انها ابنتي .. فاجابها الامام يقول لك خذيها الى طبيب العرب دواؤها عند طبيب العرب . فبادرت جدتي بسواله وبطيبة اهل زمان وبراءتهم.. واين هو طبيب العرب وماهو عنوانه هل يمكنك ان تعطيني اياه .. فقال لها .. الاتعرفين طبيب العرب انه باب الحوائج والمراد موسى بن جعفر عليه السلام ... طبعا لحد هذه اللحظة لااعرف من اين عرف هذا السادن المبارك اسم امي وجدتي ونادى عليهما هذا سر ولغز وكرامة منحت لال البيت الاطهار .. لم تصدق جدتي ان اشرق الصباح حتى نقلتنا مع امي الى الامام موسى الكاظم عليه السلام .. في الصحن حيث توجد لواوين تحيط بالضريح المقدس اقمنا في احدها .. كل هذا وامي كانت تنقل محمولة بين الحياة والموت غير واعية لاي شيء يدور حولها .. وبعد حوالي ثلاثة ايام من اقامتنا هناك صحونا على صوت جدتي وهي تهلل وتكبر وتصلي على محمد وال محمد فتجمع الناس واخذت النسوة تزغردن وتعلو اصواتهم بالصلوات والدعاء.. فقد نهضت امي بشكل جزئي وكانها بعثت من القبور من الصفرة التي علتها والهزال والشحوب الذي اصابها اثر رقدتها الطويلة .. وقد طلبت افطارا لاول مرة ولازلت اتذكر طلبت بيضة مشوية وشاي ... وعند سوألها كيف حصل ذلك اجابت بانها قبيل الفجر فتحت عينيها على صوت صبي في الخامسة عشرة من عمره يرتدي دشداشة مخططة ويجر عربة صغيرة عليها اجبان وقد ناداها باسمها عدة مرات بان تنهض وعندما فتحت عينيها قال لها خذي قطعة الجبن هذه كليها فاجابتة انها لاتستطيع وهي لم تاكل منذ سنين فقال لها خذيها هذه لك من سيدي موسى بن جعفر وستتمكنين من تناولها ..
تقول انها مدت يدها واخذتها وتتعجب كيف تمكنت من مد يدها ..!! وما ان وضعتها في فمها حتى استغرقت في نوم عميق ولم تصح الا على صوت جدتي تطمئن عليها ان كانت لازالت حية او قد ماتت لانها كانت تتوقع موتها في اي لحظة ففوجئت جدتي بانها تطلب منها مساعدتها على الجلوس وطلبها الافطار .. ومن يومها بدأت امي بالتعافي والعودة الى حياتها العادية .. هذا الشيء رأيته بعيني ولايظنن احد باني ابالغ في وصف كرامة هذا الامام العظيم او باننا عائلة تؤمن بالخرافات .. فقد كان خالى صحفيا وكانت مكتبته من اكبر المكتبات واغناها وهي بالاصل لجدي ولكنه زاد عليها فلم ار اكبر منها وكانت تحتوي على كل الكتب الفلسفية والادبية والشعرية والقصصية والبوليسية اضافة الى المجلات والكتيبات والدوريات والمجلات الفنية والطبية والمجلدات والمراجع وغيرها وقد نهلنا منها ونحن لم نزل في الابتدائية مالم ينهله غيرنا في مراحل متقدمة .. وانا نفسي حاصلة على الدكتوراه من بريطانيا وكنت الاولى على ثانويات الكرخ ومن العشرة الاوائل على دفعتي في الجامعة ..
( بقلم : ناهدة التميمي )
كنت صغيرة جدا عندما انتقلنا للعيش في بيت جدي لأمي في منطقة الكرخ القديمة بعد ان توفي والدي فجأة ولم تبلغ امي انذاك التاسعة والعشرين من عمرها .. ولم يمض عام حتى توفي خالي ذو العشرين ربيعا بحادث مؤسف جعل العائلة تفقد صوابها وتعلن حدادها والمها بشكل جعلها تزهد بكل شيء او متعة في الحياة .. ولكن الطامة الكبرى كانت عندما اصيب اخاه الاكبر منه بالتهاب حاد في الكلى حزنا عليه فمات في اثره .. وعلى اثرها مرضت امي مرضا احتار الاطباء فيه .. ولم يبق حكيم او طبيب في بغداد لم يعرضوها عليه ولكنهم عجزوا عن تشخيص الداء او وصف الدواء .. فقد امتنعت عن الطعام والكلام واصبحت راقدة في فراشها بين الحياة الموت يعطى لها السائل من قليل الطعام تقطيرا او تنقيطا وبالغصب .. استمرت حالتها على هذا المنوال لمدة سنتين او اكثر وكانت جدتي رحمها الله تنقلها من طبيب الى طبيب ومن دواء الى دواء ولكن لافائدة .
ذات يوم وعند ذهاب جدتي الى سوق الارضروملي او الزرملي كما يسمونه بالعامية قابلت بعض النسوة من صديقاتها الكرخيات واللائي نصحنها باخذها الى امام يدعى حليم ابن الحسن في الدورة .. ولم تكذب خبر فبعد عودتها من السوق اوعزت لخالاتي بالاعتناء بالمنزل وبخالي الصحفي وبقية اخوتي واخذت امي وانا واخي الاصغر لاننا كنا متعلقين بامنا, وذهبنا معها الى حليم بن الحسن عليه السلام وبقينا نبيت في ذلك الامام حوالي عشرة ايام وذات يوم وفي هدأة الليل حوالي الساعة الواحدة او الثانية صباحا استيقظنا واستيقظ بقية الزائرين الذين كانوا يبيتون في صحن الامام على صوت سادن المقام والقيم عليه ينادي باسم امي وجدتي ويقول من هي فلانة بنت فلانة وعندما اصاخت جدتي السمع جيدا هرعت اليه مهرولة وهي تشق طريقها اليه وسط الجموع وعندما اقتربت منه قالت له انها ابنتي .. فاجابها الامام يقول لك خذيها الى طبيب العرب دواؤها عند طبيب العرب . فبادرت جدتي بسواله وبطيبة اهل زمان وبراءتهم.. واين هو طبيب العرب وماهو عنوانه هل يمكنك ان تعطيني اياه .. فقال لها .. الاتعرفين طبيب العرب انه باب الحوائج والمراد موسى بن جعفر عليه السلام ... طبعا لحد هذه اللحظة لااعرف من اين عرف هذا السادن المبارك اسم امي وجدتي ونادى عليهما هذا سر ولغز وكرامة منحت لال البيت الاطهار .. لم تصدق جدتي ان اشرق الصباح حتى نقلتنا مع امي الى الامام موسى الكاظم عليه السلام .. في الصحن حيث توجد لواوين تحيط بالضريح المقدس اقمنا في احدها .. كل هذا وامي كانت تنقل محمولة بين الحياة والموت غير واعية لاي شيء يدور حولها .. وبعد حوالي ثلاثة ايام من اقامتنا هناك صحونا على صوت جدتي وهي تهلل وتكبر وتصلي على محمد وال محمد فتجمع الناس واخذت النسوة تزغردن وتعلو اصواتهم بالصلوات والدعاء.. فقد نهضت امي بشكل جزئي وكانها بعثت من القبور من الصفرة التي علتها والهزال والشحوب الذي اصابها اثر رقدتها الطويلة .. وقد طلبت افطارا لاول مرة ولازلت اتذكر طلبت بيضة مشوية وشاي ... وعند سوألها كيف حصل ذلك اجابت بانها قبيل الفجر فتحت عينيها على صوت صبي في الخامسة عشرة من عمره يرتدي دشداشة مخططة ويجر عربة صغيرة عليها اجبان وقد ناداها باسمها عدة مرات بان تنهض وعندما فتحت عينيها قال لها خذي قطعة الجبن هذه كليها فاجابتة انها لاتستطيع وهي لم تاكل منذ سنين فقال لها خذيها هذه لك من سيدي موسى بن جعفر وستتمكنين من تناولها ..
تقول انها مدت يدها واخذتها وتتعجب كيف تمكنت من مد يدها ..!! وما ان وضعتها في فمها حتى استغرقت في نوم عميق ولم تصح الا على صوت جدتي تطمئن عليها ان كانت لازالت حية او قد ماتت لانها كانت تتوقع موتها في اي لحظة ففوجئت جدتي بانها تطلب منها مساعدتها على الجلوس وطلبها الافطار .. ومن يومها بدأت امي بالتعافي والعودة الى حياتها العادية .. هذا الشيء رأيته بعيني ولايظنن احد باني ابالغ في وصف كرامة هذا الامام العظيم او باننا عائلة تؤمن بالخرافات .. فقد كان خالى صحفيا وكانت مكتبته من اكبر المكتبات واغناها وهي بالاصل لجدي ولكنه زاد عليها فلم ار اكبر منها وكانت تحتوي على كل الكتب الفلسفية والادبية والشعرية والقصصية والبوليسية اضافة الى المجلات والكتيبات والدوريات والمجلات الفنية والطبية والمجلدات والمراجع وغيرها وقد نهلنا منها ونحن لم نزل في الابتدائية مالم ينهله غيرنا في مراحل متقدمة .. وانا نفسي حاصلة على الدكتوراه من بريطانيا وكنت الاولى على ثانويات الكرخ ومن العشرة الاوائل على دفعتي في الجامعة ..
( بقلم : ناهدة التميمي )