السيدة حكيمة ودورها قي النهضة المهدوية
لا شك أن القضية المهدوية محاطة بعناية خاصة من قبل الله سبحانه وتعالى، فقد هيأ سبحانه كل ما ينجح ويسدد هذه القضية مادياً أو معنوياً، ومن جملة عنايته سبحانه بقضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وجود ثلة من النساء حافظن على تمام سرية الولادة المباركة من جهة، وتولي المهام الملقاة عليهن بعد الغيبة من جهة أخرى.
والشخصية التي يدور حولها المقال في هذا العدد هي السيدة حكيمة (رضوان الله عليها).
اسمها ونسبها: هي السيدة حكيمة بنت الإمام محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
سيرتها: كانت من العلويات الطاهرات الصالحات العابدات، لها دور في تزويج الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بالسيدة نرجس أُم المهدي (عجّل الله فرجه)، وفي ولادته (عجّل الله فرجه)، وروت عن أبيها الإمام الجواد (عليه السلام) الأحاديث.
قال الشيخ محمد باقر المجلسي: ثم اعلم أنّ في القبّة الشريفة قبراً منسوباً إلى النجيبة الكريمة العالمة الفاضلة التقية الرضية، حكيمة بنت أبي جعفر الجواد (عليهما السلام).
ومن ظهور فضلها وجلالتها أنّها كانت مخصوصة بالأئمّة (عليهم السلام) ومودعة أسرارهم، وكانت أُم القائم عندها، وكانت حاضرة عند ولادته (عجّل الله فرجه) وكانت تراه حيناً بعد حين في حياة أبي محمّد العسكري (عليه السلام)، وكانت من السفراء والأبواب بعد وفاته.
يشير السيد محمد علي الحلو في كتابه الغيبة والانتظار في مراحل الغيبة وأدوارها. حيث كان لها دور الوكالة الخاصة، حيث إن للسيدة حكيمة دورها ووساطتها بين الشيعة وبين الإمام (عجّل الله فرجه) على ما يبدو، وكان ذلك بُعيد شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، ولم يشأ للوكيل العمري أن يمارس مهام وكالته بشكلها الطبيعي، وذلك للرقابة التي كانت تفرضها السلطة على تحركات العمري وعلى خاصة الإمام (عجّل الله فرجه)، ولم يكن لهذه المهمة الخطيرة وفي هذه الظروف المحفوفة بالمخاطر إلّا السيدة حكيمة وهي امرأة شهد لها الإمام الهادي (عليه السلام) بالصلاح، وذلك حين خاطبها في الرواية «يا مباركة» إشارة إلى بركات هذه السيدة وجلالة أمرها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ النظام أكد في سعيه عند مراقبته لبيت الإمام (عليه السلام) وخاصته وعلى أخص أصحابه كالعمري، وعلى السيدة نرجس التي أودعها النظام في غرفةٍ خاصة ليراقب حملها كما ادّعت هي إيهاماً منها للنظام بأن المهدي (عجّل الله فرجه) لم يولد منها بعد، ومشاغلتها للنظام كذلك عن ملاحقة الإمام (عجّل الله فرجه).
والنظام لم يتصور بعد ذلك أن تمارس مهمة السفارة امرأة، ولو وشي بالسيدة حكيمة لدى السلطات فإنّ دفع التهمة عن نفسها أمرٌ يسير، وذلك من خلال إنكار الأمر وكون المرأة التي تدّعي هذه المهمة الخطيرة لا تصدّق، إذ إن النظام لا يتفاعل مع هذه الأخبار، وباستطاعة السيدة حكيمة نفي ما أشيع عنها، وإمكان تصديق النظام ذلك أمرٌ متعارف. وهذه الحادثة شبيهة بوكالة السيدة زينب (عليها السلام) في تبليغ الشؤون الخطيرة عن الإمام السجاد (عليه السلام) بُعيد فاجعة كربلاء الذي تولى إمامته بعد قتل أبيه، وهناك روايات أشارت إلى هذه المقارنة كذلك.
نور مهدي الساعدي .. مركز الدراسات المهدوية
لا شك أن القضية المهدوية محاطة بعناية خاصة من قبل الله سبحانه وتعالى، فقد هيأ سبحانه كل ما ينجح ويسدد هذه القضية مادياً أو معنوياً، ومن جملة عنايته سبحانه بقضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وجود ثلة من النساء حافظن على تمام سرية الولادة المباركة من جهة، وتولي المهام الملقاة عليهن بعد الغيبة من جهة أخرى.
والشخصية التي يدور حولها المقال في هذا العدد هي السيدة حكيمة (رضوان الله عليها).
اسمها ونسبها: هي السيدة حكيمة بنت الإمام محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
سيرتها: كانت من العلويات الطاهرات الصالحات العابدات، لها دور في تزويج الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بالسيدة نرجس أُم المهدي (عجّل الله فرجه)، وفي ولادته (عجّل الله فرجه)، وروت عن أبيها الإمام الجواد (عليه السلام) الأحاديث.
قال الشيخ محمد باقر المجلسي: ثم اعلم أنّ في القبّة الشريفة قبراً منسوباً إلى النجيبة الكريمة العالمة الفاضلة التقية الرضية، حكيمة بنت أبي جعفر الجواد (عليهما السلام).
ومن ظهور فضلها وجلالتها أنّها كانت مخصوصة بالأئمّة (عليهم السلام) ومودعة أسرارهم، وكانت أُم القائم عندها، وكانت حاضرة عند ولادته (عجّل الله فرجه) وكانت تراه حيناً بعد حين في حياة أبي محمّد العسكري (عليه السلام)، وكانت من السفراء والأبواب بعد وفاته.
يشير السيد محمد علي الحلو في كتابه الغيبة والانتظار في مراحل الغيبة وأدوارها. حيث كان لها دور الوكالة الخاصة، حيث إن للسيدة حكيمة دورها ووساطتها بين الشيعة وبين الإمام (عجّل الله فرجه) على ما يبدو، وكان ذلك بُعيد شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، ولم يشأ للوكيل العمري أن يمارس مهام وكالته بشكلها الطبيعي، وذلك للرقابة التي كانت تفرضها السلطة على تحركات العمري وعلى خاصة الإمام (عجّل الله فرجه)، ولم يكن لهذه المهمة الخطيرة وفي هذه الظروف المحفوفة بالمخاطر إلّا السيدة حكيمة وهي امرأة شهد لها الإمام الهادي (عليه السلام) بالصلاح، وذلك حين خاطبها في الرواية «يا مباركة» إشارة إلى بركات هذه السيدة وجلالة أمرها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ النظام أكد في سعيه عند مراقبته لبيت الإمام (عليه السلام) وخاصته وعلى أخص أصحابه كالعمري، وعلى السيدة نرجس التي أودعها النظام في غرفةٍ خاصة ليراقب حملها كما ادّعت هي إيهاماً منها للنظام بأن المهدي (عجّل الله فرجه) لم يولد منها بعد، ومشاغلتها للنظام كذلك عن ملاحقة الإمام (عجّل الله فرجه).
والنظام لم يتصور بعد ذلك أن تمارس مهمة السفارة امرأة، ولو وشي بالسيدة حكيمة لدى السلطات فإنّ دفع التهمة عن نفسها أمرٌ يسير، وذلك من خلال إنكار الأمر وكون المرأة التي تدّعي هذه المهمة الخطيرة لا تصدّق، إذ إن النظام لا يتفاعل مع هذه الأخبار، وباستطاعة السيدة حكيمة نفي ما أشيع عنها، وإمكان تصديق النظام ذلك أمرٌ متعارف. وهذه الحادثة شبيهة بوكالة السيدة زينب (عليها السلام) في تبليغ الشؤون الخطيرة عن الإمام السجاد (عليه السلام) بُعيد فاجعة كربلاء الذي تولى إمامته بعد قتل أبيه، وهناك روايات أشارت إلى هذه المقارنة كذلك.
نور مهدي الساعدي .. مركز الدراسات المهدوية