فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان (2)
2ـ ليلة القدر
إنّ أغلب الروايات التي حثّت على زيارة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان أكّدت طلبَها في ليلة القدر، وملاك ذلك غير خافٍ، فقد جاء بيان منزلة هذه الليلة المباركة وعظمتها على لسان القرآن الكريم والعترة الطاهرة، وما يرتبط بها من أُمور تتوقّف عليها حياة الإنسان الدنيوية والأُخروية، وجاء طلب زيارة الإمام عليه السلام في هذه الليلة؛ ليعكس عظمة هذه الزيارة ودورها في تحديد مصير الإنسان الذي ربطته الشريعة بهذه الليلة المباركة.
والروايات التي أشارت إلى طلبها في هذه الليلة اختلفت في تحديدها، فمرّة حدّدتها في ليلة الثالث والعشرين، وهي ليلة الجهني، وأُخرى أبهمتها في ليلة من الليالي العشر الأواخر من الشهر، وثالثة أطلقتها ولم تذكر لها أيّ تحديد.
ونبدأ بالرواية التي حدّدتها بليلة الثالث والعشرين، والتي أخرجها السيّد ابن طاووس بإسناده عن الإمام الجواد عليه السلام، أنّه قال: «مَن زار الحسين عليه السلام ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وهي الليلة التي يُرجَى أن تكون ليلة القدر، وفيها يُفرَق كلّ أمرٍ حكيم، صافحه روح أربعة وعشرين ألف ملك ونبي، كلّهم يستأذن الله في زيارة الحسين عليه السلام في تلك الليلة».
وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السلام أخرجها السيّد ابن طاووس أيضاً، جاء في مقطع منها: «وليحرص مَن زار الحسين عليه السلام في شهر رمضان ألّا يفوته ليلة الجهني عنده، وهي ليلة ثلاث وعشرين، فإنّها الليلة المرجوّة».
وأمّا الرواية التي أشارت إلى أنّها في العشر الأواخر، فقد نقلها أيضاً السيّد ابن طاووس في كتابه (الإقبال)، قائلاً: «رويناها من كتاب (عمل شهر رمضان) لعلي بن عبد الواحد النهدي، بإسناده إلى أبي المفضل، قال: وكتبته من أصل كتابه، قال: حدّثنا الحسن بن خليل بن فرحان بأحمد آباد، قال: حدّثنا عبد الله بن نهيك، قال: حدّثني العباس بن عامر، عن إسحاق بن زريق، عن زيد بن أبي أُسامة، عن أبي عبد الله جعفر ابن محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، قال عليه السلام: هي ليلة القدر، يُقضى فيها أمرُ السَّنة من حجٍّ، وعمرةٍ، أو رزقٍ، أو أجلٍ، أو أمرٍ، أو سفرٍ، أو نكاحٍ، أو ولدٍ، إلى سائر ما يلاقي ابن آدم ممّا يُكتَب له أو عليه في بقيّة ذلك الحول من تلك الليلة إلى مثلها من عام قابل، وهي في العشر الأواخر من شهر رمضان، فمن أدركها [أو قال: شهدها] عند قبر الحسين عليه السلام، يصلّي عنده ركعتين أو ما تيسّر له، وسأل الله تعالى الجنّة، واستعاذ به من النار، آتاه الله تعالى ما سأل، وأعاذه ممّا استعاذ منه، وكذلك إن سأل الله تعالى أن يؤتيه من خير ما فرق وقضى في تلك الليلة، وأن يقيه من شرّ ما كتب فيها، أو دعا الله وسأله تبارك وتعالى في أمرٍ لا إثم فيه، رجوت أن يُؤتى سؤله، ويوقى محاذيره، ويُشفَّع في عشرة من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا العذاب، والله إلى سائله وعبده بالخير أسرع».
وأمّا الرواية التي أطلقت ليلة القدر ولم تحدّدها في أيّ ليلة، فقد أخرجها ابن قولويه بسنده إلى الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال: «إذا كان ليلة القدر، وفيها يُفرَق كلّ أمرٍ حكيم، نادى منادٍ تلك الليلة من بطنان العرش: أنّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة».
وفي مقام الجمع بين الأدلّة فإنّ القاعدة تقتضي حمل المطلق على المقيّد؛ فيتحصّل من ذلك: أنّ ليلة الثالث والعشرين هي المعنيّة بهذه الأحاديث، وأنّها هي التي يُرجَى أن تكون ليلة القدر، كما هو المشهور عند الطائفة أيّدها الله تعالى.
يتبع
الجزء الأول من الموضوع
مركز وارث
2ـ ليلة القدر
إنّ أغلب الروايات التي حثّت على زيارة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان أكّدت طلبَها في ليلة القدر، وملاك ذلك غير خافٍ، فقد جاء بيان منزلة هذه الليلة المباركة وعظمتها على لسان القرآن الكريم والعترة الطاهرة، وما يرتبط بها من أُمور تتوقّف عليها حياة الإنسان الدنيوية والأُخروية، وجاء طلب زيارة الإمام عليه السلام في هذه الليلة؛ ليعكس عظمة هذه الزيارة ودورها في تحديد مصير الإنسان الذي ربطته الشريعة بهذه الليلة المباركة.
والروايات التي أشارت إلى طلبها في هذه الليلة اختلفت في تحديدها، فمرّة حدّدتها في ليلة الثالث والعشرين، وهي ليلة الجهني، وأُخرى أبهمتها في ليلة من الليالي العشر الأواخر من الشهر، وثالثة أطلقتها ولم تذكر لها أيّ تحديد.
ونبدأ بالرواية التي حدّدتها بليلة الثالث والعشرين، والتي أخرجها السيّد ابن طاووس بإسناده عن الإمام الجواد عليه السلام، أنّه قال: «مَن زار الحسين عليه السلام ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وهي الليلة التي يُرجَى أن تكون ليلة القدر، وفيها يُفرَق كلّ أمرٍ حكيم، صافحه روح أربعة وعشرين ألف ملك ونبي، كلّهم يستأذن الله في زيارة الحسين عليه السلام في تلك الليلة».
وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السلام أخرجها السيّد ابن طاووس أيضاً، جاء في مقطع منها: «وليحرص مَن زار الحسين عليه السلام في شهر رمضان ألّا يفوته ليلة الجهني عنده، وهي ليلة ثلاث وعشرين، فإنّها الليلة المرجوّة».
وأمّا الرواية التي أشارت إلى أنّها في العشر الأواخر، فقد نقلها أيضاً السيّد ابن طاووس في كتابه (الإقبال)، قائلاً: «رويناها من كتاب (عمل شهر رمضان) لعلي بن عبد الواحد النهدي، بإسناده إلى أبي المفضل، قال: وكتبته من أصل كتابه، قال: حدّثنا الحسن بن خليل بن فرحان بأحمد آباد، قال: حدّثنا عبد الله بن نهيك، قال: حدّثني العباس بن عامر، عن إسحاق بن زريق، عن زيد بن أبي أُسامة، عن أبي عبد الله جعفر ابن محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، قال عليه السلام: هي ليلة القدر، يُقضى فيها أمرُ السَّنة من حجٍّ، وعمرةٍ، أو رزقٍ، أو أجلٍ، أو أمرٍ، أو سفرٍ، أو نكاحٍ، أو ولدٍ، إلى سائر ما يلاقي ابن آدم ممّا يُكتَب له أو عليه في بقيّة ذلك الحول من تلك الليلة إلى مثلها من عام قابل، وهي في العشر الأواخر من شهر رمضان، فمن أدركها [أو قال: شهدها] عند قبر الحسين عليه السلام، يصلّي عنده ركعتين أو ما تيسّر له، وسأل الله تعالى الجنّة، واستعاذ به من النار، آتاه الله تعالى ما سأل، وأعاذه ممّا استعاذ منه، وكذلك إن سأل الله تعالى أن يؤتيه من خير ما فرق وقضى في تلك الليلة، وأن يقيه من شرّ ما كتب فيها، أو دعا الله وسأله تبارك وتعالى في أمرٍ لا إثم فيه، رجوت أن يُؤتى سؤله، ويوقى محاذيره، ويُشفَّع في عشرة من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا العذاب، والله إلى سائله وعبده بالخير أسرع».
وأمّا الرواية التي أطلقت ليلة القدر ولم تحدّدها في أيّ ليلة، فقد أخرجها ابن قولويه بسنده إلى الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال: «إذا كان ليلة القدر، وفيها يُفرَق كلّ أمرٍ حكيم، نادى منادٍ تلك الليلة من بطنان العرش: أنّ الله قد غفر لمن زار قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة».
وفي مقام الجمع بين الأدلّة فإنّ القاعدة تقتضي حمل المطلق على المقيّد؛ فيتحصّل من ذلك: أنّ ليلة الثالث والعشرين هي المعنيّة بهذه الأحاديث، وأنّها هي التي يُرجَى أن تكون ليلة القدر، كما هو المشهور عند الطائفة أيّدها الله تعالى.
يتبع
الجزء الأول من الموضوع
مركز وارث