الامام السجاد عليه السلام في الأسْر
إنَ البطولة التي أبداها الإمام السجاد عليه السلام بعد كربلاء، و هو في أسر الأعدأ، وفي الكوفة في مجلس أميرها، وفي الشام في مجلس ملكها، لا تقل هذه البطولة أهميّةً من الناحية السياسية عن بطولة الميدان، و على الأقلّ: لا يقف تلك المواقف البطولية مَن هالَتْهُ المصارع الدامية في كربلاء، أو فجعَتْه التضحيات الجسيمة التي قُدّمَت أمامه، ولا يصدر مثل تلك البطولات ممَن فضَلَ السلامة .
نعم، لا يمكن أن يصدر مثل ذلك إلا من صاحب قَلْبٍ جسور، صلب يتحمّل كلّ الآلام، و يتصدى لتحقيق كلّ الآمال، التي من أجلها حضر في ميدان كربلاء مَنْ حضر، وناضل مَنْ ناضل، واستشهد مَنْ استشهد، والآن يقف ليؤدّي دوراً آخر مَنْ بقي حيّاً من أصحاب كربلاء، ولو في الأسر .
إنّ الدور الذي أدّاه الإمام السجاد عليه السلام، بلسانه الذي أفصح عن الحقّ ببلاغة معجزة، فأتمَ الحجة على الجميع، بكل وضوحٍ، وكشف عن تزوير الحكّام الظالمين، بكل جلاء، وأزاح الستار عن فسادهم و جورهم و انحرافهم عن الإسلام . إن هذا الدور كان أنفذ على نظام الحكم الفاسد، من أثر سيف واحد، يجرّده الإمام في وجه الظلمة، إذ لم يجد مُعيناً في تلك الظروف الصعبة .
لكنّه كان الشاهد الوحيد، الذي حضر معركة كربلاء بجميع مشاهدها، من بدايتها، بمقدّماتها و أحداثها و ملابساتها و ما تعقّبها، و هو المصدَق الأمين في كل ما يرويه و يحكيه عنها . فكان وجوده استمراراً عينيّاً لها، و ناطقاً رسميّاً عنها .
مع أن وجوده، و هو أفضل مستودع جامع للعلوم الإلهية بكلّ فروع: العقيدة، والشريعة، والأخلاق، والعرفان، بل المثال الكامل للإسلام في تصرفاته و سيرته و سنته، والناطق عن القرآن المفسّر الحيّ لاَياته، إن وجوده حيّاً كان أنفع للإسلام و أنجع للمسلمين في ذلك الفراغ الهائل، والجفاف القاتل، في المجتمع الإسلامي .
كان وجودُه أقضَ لمضاجع أعداء الإسلام من ألف سيفٍ وسيف، لأن الإسلام إنّما يحافَظُ عليه ببقاء أفكاره و قيمه، والأعداء إنّما يستهدفون تلك الأفكار والقيم في محاولاتهم ضدّه، و إذا كان شخص مثل الإمام موجوداً في الساحة، فإنه لا ريب أعظم سد أمام محاولات الأعداء.
و كذلك الأعداء إنما يُبادون بضرب أهدافهم، واجتثاب بدعهم و فضح أحابيلهم، والكشف عن دجلهم، و رفع الأغطية عن نِيّاتهم الشرّيرة تجاه هذا الدين و أهله، والإفصاح عن مخالفة سيرتهم للحق والعدل . و على يد الإمام السجاد عليه السلام يمكن أن يتمّ ذلك بأوثق شكل وأتمّ صورة، و أعمق تأثير .
السيد عادل العلوي رحمه الله
إنَ البطولة التي أبداها الإمام السجاد عليه السلام بعد كربلاء، و هو في أسر الأعدأ، وفي الكوفة في مجلس أميرها، وفي الشام في مجلس ملكها، لا تقل هذه البطولة أهميّةً من الناحية السياسية عن بطولة الميدان، و على الأقلّ: لا يقف تلك المواقف البطولية مَن هالَتْهُ المصارع الدامية في كربلاء، أو فجعَتْه التضحيات الجسيمة التي قُدّمَت أمامه، ولا يصدر مثل تلك البطولات ممَن فضَلَ السلامة .
نعم، لا يمكن أن يصدر مثل ذلك إلا من صاحب قَلْبٍ جسور، صلب يتحمّل كلّ الآلام، و يتصدى لتحقيق كلّ الآمال، التي من أجلها حضر في ميدان كربلاء مَنْ حضر، وناضل مَنْ ناضل، واستشهد مَنْ استشهد، والآن يقف ليؤدّي دوراً آخر مَنْ بقي حيّاً من أصحاب كربلاء، ولو في الأسر .
إنّ الدور الذي أدّاه الإمام السجاد عليه السلام، بلسانه الذي أفصح عن الحقّ ببلاغة معجزة، فأتمَ الحجة على الجميع، بكل وضوحٍ، وكشف عن تزوير الحكّام الظالمين، بكل جلاء، وأزاح الستار عن فسادهم و جورهم و انحرافهم عن الإسلام . إن هذا الدور كان أنفذ على نظام الحكم الفاسد، من أثر سيف واحد، يجرّده الإمام في وجه الظلمة، إذ لم يجد مُعيناً في تلك الظروف الصعبة .
لكنّه كان الشاهد الوحيد، الذي حضر معركة كربلاء بجميع مشاهدها، من بدايتها، بمقدّماتها و أحداثها و ملابساتها و ما تعقّبها، و هو المصدَق الأمين في كل ما يرويه و يحكيه عنها . فكان وجوده استمراراً عينيّاً لها، و ناطقاً رسميّاً عنها .
مع أن وجوده، و هو أفضل مستودع جامع للعلوم الإلهية بكلّ فروع: العقيدة، والشريعة، والأخلاق، والعرفان، بل المثال الكامل للإسلام في تصرفاته و سيرته و سنته، والناطق عن القرآن المفسّر الحيّ لاَياته، إن وجوده حيّاً كان أنفع للإسلام و أنجع للمسلمين في ذلك الفراغ الهائل، والجفاف القاتل، في المجتمع الإسلامي .
كان وجودُه أقضَ لمضاجع أعداء الإسلام من ألف سيفٍ وسيف، لأن الإسلام إنّما يحافَظُ عليه ببقاء أفكاره و قيمه، والأعداء إنّما يستهدفون تلك الأفكار والقيم في محاولاتهم ضدّه، و إذا كان شخص مثل الإمام موجوداً في الساحة، فإنه لا ريب أعظم سد أمام محاولات الأعداء.
و كذلك الأعداء إنما يُبادون بضرب أهدافهم، واجتثاب بدعهم و فضح أحابيلهم، والكشف عن دجلهم، و رفع الأغطية عن نِيّاتهم الشرّيرة تجاه هذا الدين و أهله، والإفصاح عن مخالفة سيرتهم للحق والعدل . و على يد الإمام السجاد عليه السلام يمكن أن يتمّ ذلك بأوثق شكل وأتمّ صورة، و أعمق تأثير .
السيد عادل العلوي رحمه الله