{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ }سورة ال عمران 144
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال لما انهزم الناس يوم أُحد عن النبي صلّى الله عليه واله وسلم انصرف اليهم بوجهه وهو يقول أنا محمد أنا رسول الله لم أقتل ولم أمت فالتفت إليه فلان وفلان وقالا الآن يسخر بنا أيضاً وقد هزمنا وبقي معه علي عليه السلام وسماك بن خرشة أبو دجانة " ره " فدعاه النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فقال يا أبا دجانة انصرف وأنت في حل من بيعتك فأما عليّ عليه السلام فهو أنا وأنا هو فتحول وجلس بين يدي النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وبكى وقال لا والله ورفع رأسه إلى السماء وقال لا والله لا جعلت نفسي في حل من بيعتي إني بايعتك فالى من انصرف يا رسول الله إلى زوجة تموت أو ولد يموت أو دار تخرب أو مال يفنى وأجل قد اقترب فرق له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يزل يقاتل حتى اثخنته الجراحة وهو في وجه وعليّ عليه السلام في وجه فلما اسقط احتمله علي عليه السلام فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوضعه عنده فقال يا رسول الله أوفيت بيعتي قال نعم وقال له النبي صلّى الله عليه وآله وسلم خيراً وكان الناس يحملون على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم الميمنة فيكشفهم عليّ فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلاث قطع فجاء إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فطرحه بين يديه وقال هذا سيفي قد تقطع فيومئذ أعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذا الفقار ولما رأى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم اختلاج ساقيه من كثرة القتال رفع رأسه إلى السماء وهو يبكي وقال يا رب وعدتني أن تظهر دينك وان شئت لم يعيك فاقبل علي عليه السلام إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله أسمع دوياً شديداً واسمع أقدم حيزوم وما أهم اضرب أحداً الا سقط ميتاً قبل أن اضربه فقال هذا جبرئيل وميكائيل واسرافيل في الملائكة ثم جاء جبرئيل عليه السلام فوقف إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ان هذه لهي المواساة فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ان علياً مني وأنا منه فقال جبرئيل عليه السلام وأنا منكما ثم انهزم الناس فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لعلي يا علي امض بسيفك حتى تعارضهم فإن رأيتهم ركبوا القلاص وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة وان رأيتهم قد ركبوا الخيل وهم يجنبون القلاص فانهم يريدون المدينة فأتاهم علي عليه السلام فكانوا على القلاص فقال أبو سفيان لعليّ عليه السلام ما تريد هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة فانصرف إلى صاحبك فاتبعهم جبرئيل فكلما سمعوا وقع حافر فرسه جدوا في السير وكان يتلوهم فإذا ارتحلوا قالوا هو ذا عسكر محمد صلّى الله عليه وآله وسلم قد اقبل فدخل أبو سفيان مكة فأخبرهم الخبر وجاء الرعاة والحطابون فدخلوا مكة فقالوا رأينا عسكر محمد كلما رحل أبو سفيان نزلوا يقدمهم فارس على فرس أشقر يطلب آثارهم فأقبل أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه ثم رحل النبي صلّى الله عليه وآله وسلم والراية مع علي عليه السلام وهو بين يديه فلما أن أشرف بالراية من العقبة وراء الناس نادى علي عليه السلام أيها الناس هذا محمد لم يمت ولم يقتل فقال صاحب الكلام الذي قال الآن يسخر بنا وقد هزمنا هذا علي والراية بيده حتى هجم عليهم النبي صلّى الله عليه وآله ونساء الأنصار في افنيتهم وعلى أبواب دورهم وخرج الرجال إليه يلوذون به ويتوبون إليه والنساء نساء الأنصار قد خدشن الوجوه ونشرن الشعور وجززن النواصي وخرقن الجيوب وخرمن البطون على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فلما رأينه قال لهن خيراً وامرهن أن يتسترن ويدخلن منازلهن وقال ان الله وعدني أن يظهر دينه على الأديان كلها وأنزل الله على محمد { وما محمد إلا رسول قد خلت } الآية { وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً } بارتداده بل يضر نفسه { وَسَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرِينَ } كأمير المؤمنين عليه السلام ومن يحذو حذوه.
وفي الاحتجاج في خطبة الغدير: معاشر الناس انذركم إني رسول الله إليكم قد خلت من قبلي الرسل افان مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين، الا وان علياً هو الموصوف بالصبر والشكر ثم من بعدي ولدي من صلبه.
وعن الصادق عليه السلام أتدرون مات النبي أو قتل ان الله يقول أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ثم قال انهما سقتاه قبل الموت يعني الامرأتين.
وذكر ابن هشام في سيرته انه سمع من السماء منادي يقول : لاسيف الا ذو الفقار ... ولا فتى الا علي
تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق