السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي جزاكم الله خيرا عن مايسمى بـالقرين (الشيطان مع الانسان) هل هو نفسه الشيطان الوسواس او غيره؟
كذلك بالنسبة للكتبة الكرام هل كلاهما من الملائكة ؟ وايهما ارفع درجة ؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- القرين في القرآن الكريم أطلق على كل من الشيطان المقيّض لغواية الإنسان والملك الذي يكتب أعماله سواءً كان الملك الموكل بكتابة الحسنات أو الموكل بكتابة السيئات.
فأشار إلى الأول بقوله عز وجل: (( وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمَنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ )) (الزخرف:36), إلى أن يقول: (( حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيتَ بَينِي وَبَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرِينُ )) (الزخرف:38), وأيضاً قوله عز من قائل: (( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطغَيتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ )) (قّ:27).
وأشار إلى الثاني - وهو الملك - بقوله: (( وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ )) (قّ:23), فهو الملك الذي يحفظ على الإنسان عمله,والظاهر أن الوسواس صنف آخر من الشياطين وظيفته الوسوسة في صدور الناس.
وقد ورد عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: (ما من مؤمن إلا ولقلبه أذنان, أذن ينفث فيها الوسواس الخناس وأذن ينفث فيها الملك, فيؤيد الله المؤمن بالملك, فذلك قوله: (( وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنهُ )) (المجادلة:22).
وقيل أصل كلمة الوسواس: الصوت الخفي, وهو حديث النفس, ويشمل كل ما يخطر على قلب الإنسان من الخطرات. والله تعالى أعلم.
2- أما الكرام الكاتبون فهم ملائكة الأعمال الذين يحصون أعمال الناس وهما اثنتان مع كل إنسان: ملك يكتب الحسنات والأعمال الصالحة, وملك آخر يكتب السيئات والأعمال السيئة, وأسم هذين الملكين المباركين: (رقيب وعتيد), فرقيب كاتب الحسنات وعتيد كاتب السيئات؟ وقد ورد أن عتيد لا يكتب شيئاً حتى يشهد الرقيب, وهذا يدل على أن كاتب الحسنات أرفع درجة من كاتب السيئات.
ودمتم في رعاية الله
مركز الأبحاث العقائدية