الموضع الذي تأخذ منه التربة الحسينية
السؤال:
بسمه تعالى
ما هو تعليقكم على هذا الكلام:
(أمّا مسألة قداسة التربة الحسينية، فينبغي التفريق بين نوعين من التربة الحسينيّة:
الأوّل هو التربة التي وردت الروايات في الاستشفاء بها، وهي التي تؤخذ من أعماق القبر ممّا يلي الرأس الشريف، ممّا ليس موجوداً في وقتنا الحاضر إلا ما ندر.
والثاني هو التربة التي اعتاد المسلمون الشيعة أخذها من مدينة كربلاء والسجود عليها تبرّكاً، وهي ترابٌ كبقيّة التراب، ولا تمتلك قداسةً، بمعنى الحكم بعدم جواز تنجيسها ولزوم تطهيرها وما إلى ذلك؛ وهذا النوع هو ما كان مورد السؤال والجواب) .
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختلفت الأخبار في حد ما يؤخذ من التربة. ففي مرسل سليمان بن عمر السراج عن الصادق (عليه السلام): يؤخذ طين قبر الحسين (عليه السلام) من عند القبر على سبعين ذراعاً . وفي مرسل أخر له: على سبعين ذراعاً في سبعين ذراعاً. وفي (الكامل) لابن قولويه مسنداً عن الثمالي عنه (عليه السلام) : يستشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال. وفيه عن أبي الصباح الكناني عنه (عليه السلام): طين قبر الحسين (عليه السلام) فيه شفاء وإن أخذ على رأس ميل. وفيه عن أبي بكر الحضرمي عند الامام (عليه السلام): لو ان مريضاً من المؤمنين يعرف حق أبي عبد الله (عليه السلام) وحرمته وولايته أخذ له من طين قبره على رأس ميل كان له دواء وشفاء.
وفي مرسل الحجال عن الصادق (عليه السلام): التربة من قبر الحسين بن علي (عليه السلام) على عشرة اميال وقال علي بن طاووس وروي فرسخ في فرسخ.
وان الاستخفاف بتربة الحسين (عليه السلام) قد لا يعطي الأثر لتربة الحسين(عليه السلام) في الشفاء، وذلك لان الاستخفاف معناه عدم اليقين بأثر التربة , وقد يكون والعياذ بالله من الاستخفاف بقدر الحسين(عليه السلام) وحقه، فغير العارف بالحسين(عليه السلام) وحقه قد لا تأثر التربة أثرها فيه، وهذا ما يقوله الإمام الصادق (عليه السلام) حيث قال: (وقد بلغني أن بعض من يأخذ من التربة شيئاً يستخف به حتى ان بعضهم ليطرحها في مخلاة الإبل والبغل والحمار أو في وعاء الطعام وما يمسح به الأيدي من الطعام والخرج والجوالق فكيف يستشفي به من هذه حاله عنده؟).
ولكن القلب الذي ليس فيه يقين من المستخف بما فيه صلاحه يفسد عليه عمله. (انظر كشف اللثام ج9 ص287) إذن ما ذكره صاحب الكلمات من أن تربة الاستشفاء تأخذ من تحت الرأس هو إحدى الروايات، وقد عرفت أن هناك روايات أخرى تجعل المسافة أوسع بكثير من ذلك. أما ما يذكره من عدم امتلاك التربة أية قداسة بمعنى عدم جواز تنجيسها ولزوم تطهيرها، فانه مخطئ بذلك! فالفقهاء يفتون بحرمة تنجيسها. يقول السيد اليزدي في (العروة الوثقى ج1 ص189): ((يجب ازالة النجاسة عن التربة الحسينية بل عن تربة الرسول وسائر الأئمة صلوات الله عليهم المأخوذ من قبورهم ويحرم تنجيسها ولا فرق في التربة الحسينية بين المأخوذة من القبر الشريف أو من الخارج إذا وضعت عليه بقصد التبرك والاستشفاء وكذا السبحة والتربة المأخوذة بقصد التبرك لأجل الصلاة)).
ودمتم في رعاية الله
مركز الأبخاث العقائدية
السؤال:
بسمه تعالى
ما هو تعليقكم على هذا الكلام:
(أمّا مسألة قداسة التربة الحسينية، فينبغي التفريق بين نوعين من التربة الحسينيّة:
الأوّل هو التربة التي وردت الروايات في الاستشفاء بها، وهي التي تؤخذ من أعماق القبر ممّا يلي الرأس الشريف، ممّا ليس موجوداً في وقتنا الحاضر إلا ما ندر.
والثاني هو التربة التي اعتاد المسلمون الشيعة أخذها من مدينة كربلاء والسجود عليها تبرّكاً، وهي ترابٌ كبقيّة التراب، ولا تمتلك قداسةً، بمعنى الحكم بعدم جواز تنجيسها ولزوم تطهيرها وما إلى ذلك؛ وهذا النوع هو ما كان مورد السؤال والجواب) .
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختلفت الأخبار في حد ما يؤخذ من التربة. ففي مرسل سليمان بن عمر السراج عن الصادق (عليه السلام): يؤخذ طين قبر الحسين (عليه السلام) من عند القبر على سبعين ذراعاً . وفي مرسل أخر له: على سبعين ذراعاً في سبعين ذراعاً. وفي (الكامل) لابن قولويه مسنداً عن الثمالي عنه (عليه السلام) : يستشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال. وفيه عن أبي الصباح الكناني عنه (عليه السلام): طين قبر الحسين (عليه السلام) فيه شفاء وإن أخذ على رأس ميل. وفيه عن أبي بكر الحضرمي عند الامام (عليه السلام): لو ان مريضاً من المؤمنين يعرف حق أبي عبد الله (عليه السلام) وحرمته وولايته أخذ له من طين قبره على رأس ميل كان له دواء وشفاء.
وفي مرسل الحجال عن الصادق (عليه السلام): التربة من قبر الحسين بن علي (عليه السلام) على عشرة اميال وقال علي بن طاووس وروي فرسخ في فرسخ.
وان الاستخفاف بتربة الحسين (عليه السلام) قد لا يعطي الأثر لتربة الحسين(عليه السلام) في الشفاء، وذلك لان الاستخفاف معناه عدم اليقين بأثر التربة , وقد يكون والعياذ بالله من الاستخفاف بقدر الحسين(عليه السلام) وحقه، فغير العارف بالحسين(عليه السلام) وحقه قد لا تأثر التربة أثرها فيه، وهذا ما يقوله الإمام الصادق (عليه السلام) حيث قال: (وقد بلغني أن بعض من يأخذ من التربة شيئاً يستخف به حتى ان بعضهم ليطرحها في مخلاة الإبل والبغل والحمار أو في وعاء الطعام وما يمسح به الأيدي من الطعام والخرج والجوالق فكيف يستشفي به من هذه حاله عنده؟).
ولكن القلب الذي ليس فيه يقين من المستخف بما فيه صلاحه يفسد عليه عمله. (انظر كشف اللثام ج9 ص287) إذن ما ذكره صاحب الكلمات من أن تربة الاستشفاء تأخذ من تحت الرأس هو إحدى الروايات، وقد عرفت أن هناك روايات أخرى تجعل المسافة أوسع بكثير من ذلك. أما ما يذكره من عدم امتلاك التربة أية قداسة بمعنى عدم جواز تنجيسها ولزوم تطهيرها، فانه مخطئ بذلك! فالفقهاء يفتون بحرمة تنجيسها. يقول السيد اليزدي في (العروة الوثقى ج1 ص189): ((يجب ازالة النجاسة عن التربة الحسينية بل عن تربة الرسول وسائر الأئمة صلوات الله عليهم المأخوذ من قبورهم ويحرم تنجيسها ولا فرق في التربة الحسينية بين المأخوذة من القبر الشريف أو من الخارج إذا وضعت عليه بقصد التبرك والاستشفاء وكذا السبحة والتربة المأخوذة بقصد التبرك لأجل الصلاة)).
ودمتم في رعاية الله
مركز الأبخاث العقائدية