شهادة الإمام محمّد الباقر عليه السلام
رغم إبتعاد الإمام الباقر ، ومن قبله أبوه الإمام السجّاد عليهما السلام ، عن كلّ ما يمت بصلة إلى السلطة ورموز بلاطها ، إلّا أنّه يمثل بالنسبة للسلطات الأُمويّة هاجساً من الخوف المشوب بالغيرة والحقد ونصب العداء ، ويدخل ذلك ضمن الثقافة التي توارثها الأبناء عن الآباء من رجالات السلطة ، ذلك لأنّهم يدركون خطورة النشاط الذي يمارسه عليها ، لكونه مصدر الوعي الإسلامي الصحيح ورائد الحركة الإصلاحيّة في الأُمّة ، التي تكنّ له التبجيل والإحترام ، فعملت السلطة على تصفيته جسديّاً ، ولجأت إلى سلاحها المعهود فاغتالته بالسمّ في زمان هشام بن عبد الملك ، الذي نقل أنّه كان شديد العداوة والعناد لأبي جعفر الباقر عليهالسلام ولأهل بيته .
غير أنّ هناك رواية طويلة لأبي بصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، جاء فيها أنّ سبب إقدام السلطة على قتل الإمام عليه السلام هو وشاية زيد بن الحسن إلى عبد الملك بن مروان ، وأنّه قال له حين دخل عليه : أتيتك من عند ساحر كذّاب لا يحلّ لك تركه ، وأنّ عنده سلاح رسول الله وسيفه ودرعه وخاتمه وعصاه وترِكته ، ممّا أثار حفيظة عبد الملك بن مروان ، وذلك لأنّ زيداً خاصم الإمام الباقر عليه السلام في ميراث رسول الله إلى القاضي ، ثمّ أنّ عبد الملك بعث بسرج إلى الإمام الباقر عليه السلام ، فلمّا أسرج له نزل متورّماً ، وعاش ثلاثاً ، ثمّ مضى إلى كرامة ربّه .
وتقدّم أنّ الرواية تذكر الأحداث في زمان عبد الملك ، ولا يصحّ إلّا بافتراض السقط والتحريف ، لتكون أجواء الرواية في أيّام هشام بن عبد الملك.
وممّا يدلّ على إصرار هشام على قتل الإمام عليه السلام ، أنّه كتب إلى عامل المدينة بعد أن أشخص الإمام مع ولده الصادق عليهما السلام أن يحتال في سمّ أبي جعفر عليه السلام عند عودته في طعام أو شراب ، فلم يتهيّأ له شيء من ذلك .
علي موسى الكعبي
رغم إبتعاد الإمام الباقر ، ومن قبله أبوه الإمام السجّاد عليهما السلام ، عن كلّ ما يمت بصلة إلى السلطة ورموز بلاطها ، إلّا أنّه يمثل بالنسبة للسلطات الأُمويّة هاجساً من الخوف المشوب بالغيرة والحقد ونصب العداء ، ويدخل ذلك ضمن الثقافة التي توارثها الأبناء عن الآباء من رجالات السلطة ، ذلك لأنّهم يدركون خطورة النشاط الذي يمارسه عليها ، لكونه مصدر الوعي الإسلامي الصحيح ورائد الحركة الإصلاحيّة في الأُمّة ، التي تكنّ له التبجيل والإحترام ، فعملت السلطة على تصفيته جسديّاً ، ولجأت إلى سلاحها المعهود فاغتالته بالسمّ في زمان هشام بن عبد الملك ، الذي نقل أنّه كان شديد العداوة والعناد لأبي جعفر الباقر عليهالسلام ولأهل بيته .
غير أنّ هناك رواية طويلة لأبي بصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، جاء فيها أنّ سبب إقدام السلطة على قتل الإمام عليه السلام هو وشاية زيد بن الحسن إلى عبد الملك بن مروان ، وأنّه قال له حين دخل عليه : أتيتك من عند ساحر كذّاب لا يحلّ لك تركه ، وأنّ عنده سلاح رسول الله وسيفه ودرعه وخاتمه وعصاه وترِكته ، ممّا أثار حفيظة عبد الملك بن مروان ، وذلك لأنّ زيداً خاصم الإمام الباقر عليه السلام في ميراث رسول الله إلى القاضي ، ثمّ أنّ عبد الملك بعث بسرج إلى الإمام الباقر عليه السلام ، فلمّا أسرج له نزل متورّماً ، وعاش ثلاثاً ، ثمّ مضى إلى كرامة ربّه .
وتقدّم أنّ الرواية تذكر الأحداث في زمان عبد الملك ، ولا يصحّ إلّا بافتراض السقط والتحريف ، لتكون أجواء الرواية في أيّام هشام بن عبد الملك.
وممّا يدلّ على إصرار هشام على قتل الإمام عليه السلام ، أنّه كتب إلى عامل المدينة بعد أن أشخص الإمام مع ولده الصادق عليهما السلام أن يحتال في سمّ أبي جعفر عليه السلام عند عودته في طعام أو شراب ، فلم يتهيّأ له شيء من ذلك .
علي موسى الكعبي