( وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) (٤٧) من سورة الحجر
الحقد و الحسد عدوّا الأخوة:
من لطيف ما يلاحظ في هذه الآيات أنّها بعد أن ذكرت نعمة السلامة و الأمن، و قبل أن تتعرض لبيان حال الأخوّة و الألفة التي سيكون عليها أهل الجنّة، أشارت إلی مسألة نزع الصفات المانعة للأخوّة، كالحقد و الحسد و الغرور و الخيانة، جامعة كل ذلك بكلمة «الغل» ذات المفهوم الواسع.
و في الحقيقة، إنّ قلب الإنسان ما لم يطهر من هذا «الغل» فسوف لا تتحقق نعمة السلامة و الأمن و لا الأخوّة و المحبّة، بل الحروب و المظالم و المجابهات و الصراعات علی الدوام، و هو ما يؤدي إلی قلع جذور الأخوّة و السلامة و الأمن من الحياة.
تفسير الأمثل