الزهراء (ع) بين مقام الصدّيقية ومقام الشهادة
ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام): ((إنَّ فاطمةَ عليها السلام صدّيقةٌ شهيدةٌ)).
والبحث فعلًا في بيان المقصود من مفردة (الشهيدة) في هذه الرواية المباركة، حيث يوجد تفسيران نقف عندهما لمعنى وصف الزهراء (عليها السلام) بأنَّها شهيدةٌ، وهما:
التفسير الأول: الشاهدة على الأعمال.
التفسير الثاني: المستشهدة في سبيل الله (تبارك وتعالى).
التفسير الأول: الشاهدة على الأعمال. والمقصود بذلك هو مقام الشهادة على الأعمال، وهذا المقام يتحقّق عبر مرحلتين:
المرحلة الأولى: مرحلة تحمل الشهادة في عالم الدنيا.
المرحلة الثانية: مرحلة أداء الشهادة في عالم الآخرة.
فالإنسان الذي له مقام الشهادة على الأعمال يطّلع في المرحلة الأولى على أعمال العباد وحقائقها برمّتها وتمامها، وذلك في عالم الدنيا، وفي المرحلة الثانية -مرحلة أداء الشهادة- التي تكون في عالم الآخرة يشهد بما اطّلع عليه في عالم الدنيا من أعمال العباد جميعًا.
ويُذْكَر لهذا التفسير مرجِّحان:
المرجِّح الأول: أفضلية مقام الشهادة على الأعمال على مقام الشهادة في سبيل الله تعالى.
فرغم علو مقام الشهادة في سبيل الله (تبارك وتعالى) والذي لا يلقاه إلا العظماء، إلّا أنّه أقل رتبةً من مقام الشهادة على الأعمال، ولذا فإنَّ مقام الشهادة على الأعمال لا يعطى إلا للصفوة من الخلق، وذلك على خلاف مقام الشهادة في سبيل الله (سبحانه وتعالى) الذي يُعطى للكثير من الناس.
وعندما يدور الأمر في الرواية الشريفة بين حمل مفردة الشهيدة على المقام الأعلى والمقام الأدنى، فالأولى أن يُحْمل المعنى على المقام الأعلى -وهو الشهادة على الأعمال- لأنه الأنسب لمقام الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
المرجِّح الثاني: الاستخدام القرآني لمفردة الشهيد.
وهذا المرجِّح يتقوّم بمقدمتين:
المقدمة الأولى: إنَّ لفظ الشهيد بحسب اصطلاح القرآن الكريم اُسْتُخْدِم بمعنى الشاهد على الأعمال، كما في قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، وفي آية أخرى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا}.
المقدمة الثانية: إنَّ الإمام الكاظم (عليه السلام) قد استخدم الاصطلاح القرآني في الرواية الشريفة، وذلك بقرينة أنه رادف بين لفظ (الصدّيقة) ولفظ (الشهيدة)، وهذه المرادفة بين اللفظين قد وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}، فيظهر من هذا الاستخدام أنَّ الإمام الكاظم (عليه السلام) أراد بمفردة الشهيدة المعنى القرآني، والاستخدام القرآني لهذه المفردة هو بمعنى الشهادة على الأعمال.
شبكة الضياء
ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام): ((إنَّ فاطمةَ عليها السلام صدّيقةٌ شهيدةٌ)).
والبحث فعلًا في بيان المقصود من مفردة (الشهيدة) في هذه الرواية المباركة، حيث يوجد تفسيران نقف عندهما لمعنى وصف الزهراء (عليها السلام) بأنَّها شهيدةٌ، وهما:
التفسير الأول: الشاهدة على الأعمال.
التفسير الثاني: المستشهدة في سبيل الله (تبارك وتعالى).
التفسير الأول: الشاهدة على الأعمال. والمقصود بذلك هو مقام الشهادة على الأعمال، وهذا المقام يتحقّق عبر مرحلتين:
المرحلة الأولى: مرحلة تحمل الشهادة في عالم الدنيا.
المرحلة الثانية: مرحلة أداء الشهادة في عالم الآخرة.
فالإنسان الذي له مقام الشهادة على الأعمال يطّلع في المرحلة الأولى على أعمال العباد وحقائقها برمّتها وتمامها، وذلك في عالم الدنيا، وفي المرحلة الثانية -مرحلة أداء الشهادة- التي تكون في عالم الآخرة يشهد بما اطّلع عليه في عالم الدنيا من أعمال العباد جميعًا.
ويُذْكَر لهذا التفسير مرجِّحان:
المرجِّح الأول: أفضلية مقام الشهادة على الأعمال على مقام الشهادة في سبيل الله تعالى.
فرغم علو مقام الشهادة في سبيل الله (تبارك وتعالى) والذي لا يلقاه إلا العظماء، إلّا أنّه أقل رتبةً من مقام الشهادة على الأعمال، ولذا فإنَّ مقام الشهادة على الأعمال لا يعطى إلا للصفوة من الخلق، وذلك على خلاف مقام الشهادة في سبيل الله (سبحانه وتعالى) الذي يُعطى للكثير من الناس.
وعندما يدور الأمر في الرواية الشريفة بين حمل مفردة الشهيدة على المقام الأعلى والمقام الأدنى، فالأولى أن يُحْمل المعنى على المقام الأعلى -وهو الشهادة على الأعمال- لأنه الأنسب لمقام الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
المرجِّح الثاني: الاستخدام القرآني لمفردة الشهيد.
وهذا المرجِّح يتقوّم بمقدمتين:
المقدمة الأولى: إنَّ لفظ الشهيد بحسب اصطلاح القرآن الكريم اُسْتُخْدِم بمعنى الشاهد على الأعمال، كما في قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، وفي آية أخرى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا}.
المقدمة الثانية: إنَّ الإمام الكاظم (عليه السلام) قد استخدم الاصطلاح القرآني في الرواية الشريفة، وذلك بقرينة أنه رادف بين لفظ (الصدّيقة) ولفظ (الشهيدة)، وهذه المرادفة بين اللفظين قد وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}، فيظهر من هذا الاستخدام أنَّ الإمام الكاظم (عليه السلام) أراد بمفردة الشهيدة المعنى القرآني، والاستخدام القرآني لهذه المفردة هو بمعنى الشهادة على الأعمال.
شبكة الضياء