[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عصمة السيدة زينب (عليها السلام)
العصمة: هي لطف من الله تعالى بالمعصوم بحيث لا يكون له مع ذلك داع إلى ترك الطاعة، ولا إلى فعل المعصية، مع قدرته عليهما.وهذا اللطف الإلهي يفيضه الله سبحانه على من استعد له، وهيأ نفسه لحصوله، قال السيد مرتضى (رحمه الله): اعلم أنّ العصمة هي اللطف الذي يفعله الله تعالى فيختار العبد عنده الامتناع من فعل القبيح، فيقال على هذا: إنّ الله تعالى عصمه، بأن فعل له ما اختار عنده العدول عن القبيح، ويقال: إنّ العبد معصوم لأنه اختار عند هذا الداعي الذي فعل له الامتناع من القبيح.والعصمة واجبة للأنبياء والأئمة (عليهم السلام) لوقوعهم في طريق التبليغ، فلو لم يكونوا معصومين لجاز أن يقع منهم الخطأ والسهو، بل والمعصية، وبذلك يسقط مقامهم بين الناس، فيتعذر عليهم التبليغ والإرشاد، فيفشلوا في مهمتهم، وتنتفي الغاية من ارسالهم وتنصيبهم.
وشيء آخر يحدث: هو احتياجهم إلى من يرشدهم ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، فيكون الأمر حينئذ مأموراً، والناهي منهياً، وفيه ما فيه من المفاسد، وسدّ طريق الإصلاح.فوجب لهذا وغيره عصمة النبي والإمام من كلّ ذنب وخطأ.وهناك أشخاص غير واجبي العصمة، أي ليس من ضروريات الدين عصمتهم لأنهم لم يقعوا في طريق التبليغ، لكنهم نالوا هذه المنزلة الرفيعة من الله سبحانه بصحة ضمائرهم، وصدق نياتهم، واخلاصهم في عبادته سبحانه وتعالى، واتباعهم لأوامره ونواهيه، ودأبهم على طاعته حتى بلغوا أسمى درجات الفضل والكمال.
وتعرف هذه الملكة لهؤلاء بأمرين:
1 - شهادة المعصوم، فهي حجة بحقهم، لأنه لا يعطيها اعتباطاً تنزيها له عن الخطأ في القول والعمل.
2 - مرورهم بالأزمات العظيمة، والنكبات المذهلة، ومع ذلك لا يصدر منهم إلاّ الرضا والتسليم لأمره سبحانه، فإذا كان هذا حالهم في أيام البؤس والمحن، فهم أولى بالشكر في حال اليسر والرخاء. ويقطع علماؤنا (رضوان الله عليهم) أنّ العقيلة من أولئك النفر، فقد حصل لها الأمر الأول - شهادة المعصوم - بكلمة الإمام زين العابدين (ع): (عمّة أنت عالمة غير معلمة، وفهمة غير مفهمة)، فهي إشارة إلى هذه المنزلة.
قال العلامة الشيخ جعفر النقدي: يريد أنّ مادة علمها من سنخ ما منح به رجالات بيتها الرفيع، أفيض عليها إلهاماً لا بتخرج على أستاذ، وأخذ عن مشيخة، وإن كان الحصول على تلك القوة الربانية بسبب تهذيبات جدها وأبيها وأخويها، أو لمحض انتمائها إليهم، واتحادها معهم في الطينة، المكهربين لذاتها القدسية، فأزيحت عنها بذلك الموانع المادية، وبقي مقتضى اللطف الفياض وحده، وإذ كان لا يتطرقه البخل بتمام معانيه عادت العلة لافاضة العلم كله عليها بقدر استعدادها تامة، فأفيض عليها بأجمعه، إلا ما اختص به أئمة الدين (عليهم السلام)، من العلم المخصوص بمقامهم الأسمى، على أن هنالك مرتبة سامية لا ينالها إلاّ ذو حظ عظيم، وهي المرتبة الحاصلة من الرياضات الشرعية، والعبادات الجامعة لشرائط الحقيقة، لا محض الظاهر الموفى لمقام الصحة والأجزاء، فإن لها من الآثار الكشفية ما لا نهاية لأمدها، وفي الحديث (من أخلص لله تعالى أربعين صباحاً انفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)، ولاشك أن زينب الطاهرة قد أخصلت لله كل عمرها، فماذا تحسب أن يكون المنفجر من قلبها على لسانها من ينابيع الحكمة.
وما أحلى كلمة قالها علي جلال في كتاب (الحسين): من كان النبي (ص) معلمه، ومن كان أبوه علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة الزهراء ناشئاً في أحضان جدّه، وأصدقاء أبيه، سادات الأمة، وقدوة الأئمة، فلاشك أن يغرّ العلم غراً كما قال ابن عمر، وما صدر عنها في مأساة الطف أكبر شاهد على ما بيناه في الأمر الثاني - التسليم لأمره سبحانه - من الرضا بمرّ القضاء، فهي تقول في عصر عاشوراء، وقد وقفت على أخيها الحسين (عليه السلام)، وهو مقطع بالسيوف: (اللهم تقبّل منا هذا القليل من القربان). وتقول ليزيد: الحمد لله الذي ختم بالسعادة والمغفرة لسادات شبّان الجنان.
[align=center]اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين السلام على أم المصائب زينب ورحمة الله و بركاااااته سلمت يمناك عزيزتي الله يعطيك الف عافية على الطرح الرائع جدااا موفقة لكل خير يارب[/align]