اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم



22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)



النبيّ عيسى بن مريـم (ع)

هو السيِّد المسيح عيسى بن مريـم (ع)، وهو آخر أنبياء بني إسرائيل، اسمه «عيسى» ولقبه «المسيح»، ويكنى ابن مريـم نسبة إلى أمّه مريـم بنت عمران، لأنَّه ولد من غير أب،وقد جاء في القرآن

ما المسيح بن مريـم إلاَّ رسولٌ قد خلت من قبله الرُسل وأمّه صدّيقة (المائدة:75)

وفي العبرية «يشوع» ومعناه المخلّص، وفي الإنجيل يدعى «يسوع»

وهو عبد اللّه ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريـم البتول العذراء، الطاهرة العفيفة التي أحصنت فرجها

وصدقت بكلمات ربِّـها وكتبه وكانت من القانتين (التحريـم:12)



الولادة والكفالة

كان عمران أبو مريـم رجلاً عظيماً في بني إسرائيل، وتقدّم السنّ بزوجته العاقر فلم تنجب له ولداً، فدعت اللّه إن رزقت صبياً أن تجعله وقفاً على طاعة اللّه وخدمة بيته المقدّس، فأجاب اللّه دعاءها، ورزقت بمريـم(ع) التي دعت اللّه أن يحفظها ويحصّن نسلها من غواية الشيطان ] ربِّ إنّي وضعتها أنثى واللّه أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإنّي سميتها مريـم وإنّي أعيذك بها وذريتها من الشيطان الرجيم[ (آل عمران:136).
توفي عمران، ومريـم(ع) صغيرة السن، وهي بحاجة لمن يقوم بكفالتها وتربيتها فلمّا قدّمتها أمّها إلى رعاة الهيكل اختلفوا فيمن يقوم برعايتها وألقوا على ذلك قرعة، فوقعت على زكريا وكفلها واتخذ لها محراباً لا يدخل عليه أحد سواه

وقصة زكريا مشابهة لقصة عمران حيثُ تقدّمت به السن، وكانت زوجته عاقراً، فدعا اللّه أن يرزقها ولداً لمواصلة الدعوة التي كان يقوم بتبليغها خاصة بعد ظهور بوادر الانحلال والفساد في قومه، ولكن كيف!! وهو رجل طاعن في السن وزوجته عاقراً

قال ربِّ أنّى يكون لي غلامٌ وكانت امرأتي عاقرٌ وقد بلغت من الكبر عتيا (مريـم:8)

ولكن اللّه استجاب دعاءه وبشره بغلام أسماه «يحيى»

يا زكريا إنّا نبشرك بغلام اسمه يحيى لـم نجعل له من قبل سميا (مريـم:7)

زكريا هذا الرّجل الصالح المؤمن باللّه وجه مريـم(ع) وجهة عبادية صحيحة، واستمر في رعايته لها حتّى رأى منها شيئاً عجباً، عندما دخل عليها وهي في المحراب، رزقاً لـم يأتـها به، إذ لا بُدَّ أن يكون هذا الطعام قد جاء من مصدر ما كما أشارت مريـم إلى ذلك

وكفلها زكريا كلّما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريـم أنّى لك هذا قالت هو من عند اللّه إنَّ اللّه يرزق من يشاء بغير حساب (آل عمران:37)



نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم



22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)



النبيّ عيسى بن مريـم (ع)

العبادة والبشارة بالمولود


نشأت مريـم في المحراب، تواظب على عبادتها وتجتهد، حتّى بلغت مبلغ النساء، فظهرت عليها آثار التُّقى والعفة والطهارة، ما جعل الملائكة تبشرها بالطهارة والصفاوة واصطفائها على نساء العالمين، وحضتها على المواظبة في عبادتها، بأن تقنت وتسجد وتركع مع الراكعين

إذ قالت الملائكة يا مريـم إنَّ اللّه اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين * يا مريـم اقنتـي لربّك واسجدي واركعي مع الراكعين (آل عمران:42ـ43)

وبشرها بكلمة، ولكنَّها ليست كلمات تتكوّن من مجموعة حروف، بل هي الوجود المتفجّر بالحياة النابض بالحركة، الذي يمثِّل إرادة اللّه في التكوين المعبّر عنها لإيضاح الفكرة بالأمر الإلهي في كلمة «كن» وبذلك تتحوّل الكلمة ـ الإرادة إلى إنسان اسمه المسيح عيسى بن مريـم (ع) وكلمة المسيح فهي على الأرجح تعني مقرّبة، أي المبارك أو الملك أو ما يقرب من ذلك، كما يقول المفسِّرون، وقد جاء في قوله تعالى

إذ قالت الملائكة يا مريـم إنَّ اللّه يُبشرك بكلمة منه اسمـه المسيح عيسى بن مريـم (آل عمران:45)

كانت مريـم وقفاً على سدانة المعبد وخدمته والعبادة فيه، فعاشت في عزلة عن النّاس، وبينما هي كذلك جاءها جبريل (ع) متمثّلاً لها بهيئة بشر كي تستأنس به ولما رأته حسبته آدمياً يريد بها السوء، وهي العفيفة الطاهرة

فأرسلنا إليها روحنا فيتمثّل لها بشراً سوياً (مريـم:17)

وأخذت تبتعد عنه وهي تخشى أن يهمّ بها بسوء وهي في مكان ليس فيه منقذ أو نصير

قالت إنّي أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً (مريـم:18)

حيثُ لـم يخطر على بالها أنَّه ملاك فردّ الملاك مطمئناً

قال إنَّما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاماً زكياً (مريـم:19)

وهنا فوجئت مريـم(ع) وتعجبت من قول الملاك حين بشرها بالغلام، فهي امرأة بكر لـم تتزوج، كبقية المتزوجات ولـم يكن لها علاقة زوجية لتنجب ولداً، ولـم تنحرف فهي العذراء العفيفة التي لـم تدخل في عالـم الآثام

قالت أنّى يكون لي غلام ولـم يمسسني بشرٌ ولـم أكُ بغيا (مريـم:20)

وقد كان جوابه لها أنَّها إرادة اللّه ومشيئته، فهو جلّ ثناؤه لا يعجزه شيء، وإذا أراد أمراً فإنَّما يقول له كن فيكون

قال كذلك قال ربّك هو عليّ هيّن ولنجعله آية للنّاس ورحمة منّا وكان أمراً قضيا (مريـم:21)

حملت مريـم منذ اللحظة التي نفخ فيها الملك جبريل، ما جعل التخيلات والأفكار تحوم في مخيلتها عمّا سيقوله النّاس عنها، فاضطربت وخافت على مصيرها، فمالت إلى العزلة في مكانٍ بعيد عن النّاس

فحملته فانتبذت به مكان قصيا (مريـم:22)

فأجأها المخاض إلى جذع النخلة

وهنا رأت أنَّها في موقفٍ صعب لا تستطيع مواجهته، فأطلقت صرخة الاستغاثة النابعة من حالة الخوف التي ملأت كيانها ووجدانها، خاصة وأنَّ النّاس لا يعرفون سرّ الإعجاز الإلهي، ما يجعلها مهدّدة في مجتمعها بسمعتها وكرامتها وموقعها وهكذا

قالت يا ليتني متُ قبل هذا وكنت نسياً منسياً (مريـم:23)

وكعادته نزل جبريل ليطمأنها بأنَّ اللّه وحده هو الكافل لها ولرزقها، وأشار عليها أن تهزّ بجذع النخلة التي لا ثمر فيها فيتساقط عليها رطباً شهياً، فتأكل هنيئاً، وتشرب من الجدول الذي يجري تحتها

فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربّك تحتك سريا * وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً * فكلي واشربي وقرّي عيناً (مريـم:24ـ26)

خرجت السيِّدة مريـم(ع) من عزلتها بعد الولادة، فكان خروجها بالطفل مفاجأة لكلّ من يعرف نسكها وعبادتها، فاتهموها، فاعتصمت بوصية جبريل ولزمت الصمت، وأشارت إلى وليدها الرضيع ليكلّم القوم، فاشتدّ غضبهم، ولكنَّ عيسى (ع) لجم غضبهم وكلّمهم في أمر أمّه، فبـرّأها من التهمة التي ألصقت بها بقوله

إنّي عبد اللّه آتاني الكتاب وجعلني نبيّاً * وجعلني مباركاً أينما كنتُ وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّاً * وبرّاً بوالدتي ولـم يجعلني جبّاراً شقياً * والسَّلام عليَّ يومَ ولدتُ ويوم أموت ويوم أُبعث حيّا (مريـم:30ـ33)

على هذه الصورة قدّم عيسى(ع) نفسه إلى النّاس الذين أنكروا على والدته أمرها، وبالرغم من ذلك فقد تـمّ الاختلاف حول قصة ولادته، وفي طبيعته البشرية، وفي رسالته

ذلك عيسى بن مريـم قول الحقّ الذي فيه يمترون (مريـم:34)

فادّعى البعض بأنّ عيسى هو ابن اللّه وأنَّ اللّه اتخذه ولداً، واللّه هو الغنيّ الحميد الذي ليس بحاجة لأحد، وقد جاء في قوله تعالى

ما كان للّه أن يتخذ من ولد (المؤمنون:91)

واجه عيسى (ع) هذه الفكرة ودعا النّاس إلى عبادة اللّه وتأكيد العبودية له سبحانه وتعالى

وإنَّ اللّه ربّي وربّكم فاعبدوه[ فاخضعوا له، ونفذوا أوامره، وابتعدوا عن نواهيه، في كلّ جوانب الحياة من أجل إرساء أسس الحق، ومن أجل السير في الطريق القويـم] هذا صراطٌ مستقيم (مريـم:36)

لأنَّه يشرّع للنّاس ما فيه صلاحهم ويُبعدهم عمّا يفسد حياتهم ويدفعهم إلى التوازن في كلّ الأمور حيث الانحراف في التصوّرات والسلوك وكلّ أنواع العلاقات في مسألة صلب المسيح فقد أخبر عنها القرآن، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهي أنَّ اللّه عزَّ وجلّ نجّى (عيسى) من كيد اليهود، ورفعه إليه حيّاً

لقد شكّ (الحواريون) كما شكّ (اليهود) في أمر عيسى واختلفوا فيه اختلافاً كبيراً، فمن هو المصلوب يا ترى؟ أهو (عيسى) المسيح أم (يهوذا) الأسخريوطي؟ وذلك لأنَّ ذلك الخائن لما دلّهم على مكانه طلب من اليهود أن يدخل أمامهم، ولـم يكن في ذلك المكان غير عيسى بن مريـم(ع)، فلمّا ألقى اللّه شبهه عليه، ورفع عيسى إلى السَّماء، دخل اليهود فلم يجدوا غير إنسانٍ واحد هو (يهوذا) الذي ألقى اللّه شبه عيسى عليه فقالوا

إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا؟ وإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى؟ وأخذوه ليصلبوه وهو يقول لهم: أنا (يهوذا) ولست عيسى فيضحكون من كلامه ويقولون: تكذب علينا أنت (يسوع) أي عيسى فصلبوه وهم في شكّ من أمره وفي اضطراب واختلاف. وقد ردَّ القرآن الكريـم على اليهود في موضوع (الصلب والفداء) فقال سبحانه

وبكفرهم وقولهم على مريـم بهتاناً عظيماً وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى بن مريـم رسول اللّه وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهم وإنَّ الذين اختلفوا فيه لفي شكّ منه ما لهم به من علم إلاَّ اتّباع الظنّ وما قتلوه يقيناً بل رفعـه اللّه إليه وكان اللّه عزيزاً حكيماً (النساء:157ـ158)



نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم



22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)



النبيّ إبراهيم (ع)

نسبه

هو إبراهيم بن تارخ بن ناحور، بن ساروغ، وينتهي نسبه إلى سام بن نوح، كما جاء في التوراة، أمّا القرآن الكريـم فقد ذكر أنَّ اسم أبيه هو «آزر»، وقد دار جدالٌ حول هذه المسألة، فقال الزجاج كما جاء في المجمع: «ليس بين النسابين اختلاف أنَّ اسم أبي إبراهيم تارخ، والذي في القرآن يدل على أنَّ اسمه آزر وقيل آزر عندهم ذم في لغتهم كأنَّه قال: وإذ قال إبراهيم لأبيه يا مخطئ، فإذا كان كذلك فالاختيار الرفع، وجائز أن يكون وصفاً له كأنَّه قال لأبيه المخطئ، وقيل آزر اسم صنم، عن سعيد بن المسيب ومجاهد، وهذا الانصراف

يعني أنَّه جعل آزر في مصاف الأصنام ليتخذها آلهة، ويعلّق صاحب مجمع البيان على ذلك بأنَّ ما قاله الزجاج يقوي ما ذهب إليه بعض الأصحاب من أنَّ آزر كان جـدّ إبراهيم لأمّه، وكان عمّه من حيث صح عندهم أنَّ آباء النبيّ إلى آدم كانوا موحدين

وربَّما ذهب البعض إلى أنَّ آزر كان جدّ إبراهيم لأمّه، ما يدل بأنَّ جدّه من قبل الأم كان كافراً مع أنَّ نسبه متصل به، فإذا كان الكفر في النسب من حصة الأب قبيحاً في مقام النبوة كان ذلك قبيحاً إذا كان النسب من جهة الأم، لأنَّ الملاك واحد وهو اتصال نسبه بالكافرين. كما أنَّ إطلاق كلمة الأب على العم كما جاء في الآية الكريمة

قالوا نعبد إلهك وآله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً (البقرة:133)

فإنَّ هذا الإطلاق واردٌ على سبيل التغليب، أمّا إطلاقه على الجد فهو منسجم مع انتسابه إليه بالولادة بشكل غير مباشر، ولـم يعهد استعمال كلمة الأب، في غير الوالد والجدّ إلاَّ على نحو المجاز، ولذلك فإنَّه لا شاهد على الحمل المذكور في السياق القرآني





نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]صورة

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم



22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)



النبيّ إبراهيم (ع)

الولادة والنشأة

اختلفت المصادر التاريخية في مكان ولادة النبيّ إبراهيم (ع)، فذكر بعض المؤرخين بأنَّه ولد في غوطة دمشق


في قرية يُقال لها «برزة» في جبل قاسيون، وذكر آخرون أنَّه ولد في بابل وهي أرض الكلدانيين في العراق


والراجح أنَّه ولد ببابل، وإنَّما نُسِبَ إليه ولادته بغوطة دمشق


لأنَّه صلّى فيها إذ جاء معيناً لابن أخيه لوط كما جاء في البداية والنهاية


ولد إبراهيم (ع) بعد أن بلغ والده من العمر خمساً وسبعون عاماً، وكان هو الولد الأكبر لآزر


وقد تزوج إبراهيم (ع) حين شبّ وكبر بامرأة تدعى سارة


وكانت سارة عاقراً لا تلد، وهاجر إبراهيم (ع) مع والده وزوجته


فخرجوا من أرض الكلدانيين في العراق إلى أرض الكنعانيين وهي بلاد المقدس


فأقاموا بحرّان وهي بلدة قريبة من الشام، وكان أهلها يعبدون الكواكب والأصنام





نسألكم الدعاء

صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
بالكهف الحصين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1973
اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة بالكهف الحصين »

[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]

[align=center]صورة[/align]
[align=center]قصة ولادة النبي عيسى عليه السلام ..[/align]
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله الطيّبين الطَّاهرين، وعلى أصحابه المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
استسلمت السيّدة مريم العذراء للتجربة الغريبة التي أراد الله لها أن تواجهها وتتحمل نتائجها, من خلال رسوله الملَك. وكما تفرض طبيعة الأمر، بدأت تفكر، كيف يتم الحمل من دون الخضوع لقانون التوالد الإنساني الطبيعي، إنها لم تعهد حالةً مشابهةً لمثل هذه الحالة التي حدّثها عنها هذا الرسول برسالةٍ من الله، ولم يحدّثها أحد عن حدوث تجربة مماثلة فيما كانت تسمعه من قصص الولادات الإنسانية؟!

الحمل بعيسى(ع):
وتدخّلت الإرادة الإلهيّة، ونفخ الله في جسدها نفخةً من الروح، وكان الحمل ينمو ويتطوّر حتى يعود خلقاً سوياً يتمثل بالبشر الزكي، تماماً كما هي الإرادة التكوينية في نفخة الروح الإلهية في الطين التي أنتجت الإنسان الأول آدم، وهذا ما جاء في قوله تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:91]، وقوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا} [التحريم:12].

وهكذا أودع الله فيها بذرة الحياة في نفخة من روحه، ولم يفصّل القرآن دور الملَك المرسل إليها؛ هل هو من تولّى هذه النفخة الحيوية، أو أنّ الله هو الذي نفخ فيها من روحه، كما هو ظاهر الآية، لأنّ دور الملك هو الإبلاغ لا التكوين، مع بعض التحفّظ في ذلك من خلال كلمته: {لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً} [مريم:19]، فقد يستوحى منها أنّ له دوراً في المسألة، لكن من الممكن أن يكون ذلك منطلقاً من قيامه ببعض المقدّمات مما لا ندرك غيبه.

ونلاحظ أن الآيتين في تأكيدهما إحصانها فرجها، قد توحيان بأنها كانت عذراء لم يلمسها أحد، ما يدل على طبيعة الجانب الغيبي في إدارة شؤون حملها بعيسى.

{فَحَمَلَتْهُ} وأحسّت بالتّجربة في إحساسها الشّعوريّ، تماماً كما تحسّ المرأة الحامل عند عروض الحمل عليها، وأدركت خطورة الموقف في النظرة الاجتماعية إليها من قومها عندما تلد هذا الغلام وتقدّمه إليهم باعتبار أنها أمه وأنه وليدها، مع التزامها بعذريّتها وحصانتها الأخلاقية، فكانت أول خطوة قامت بها في الأخذ بأسباب الحذر حتى لا تواجه الرفض الاجتماعي عند الولادة أو في حالات ظهور الحمل، أن ابتعدت عن المحيط القريب من منازل أسرتها، لئلا تثير انتباه أحد من الناس ممّن قد يعرفها بأنّها العذراء التي لم تتزوّج ويستنكر عليها ذلك، وهذا ما تحدَّث القرآن عنه: {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً} [مريم:22] بعيداً عن الناس.

أما مدة حملها فقد اختلفوا فيها، فقيل ساعة واحدة، قال ابن عباس: "لم يكن بين الانتباذ والحمل إلا ساعة واحدة ، لأنه تعالى لم يذكر بينهما فصلا "ً، لأنه قال: "فحملته، فانتبذت، فأجاءها، والفاء للتعقيب". وقيل: "حملت به في ساعة، وصُوّر في ساعة، ووضعته في ساعة حين زاغت الشمس من يومها وهي بنت عشر سنين"... وقيل حملته ثمانية أشهر، وهذه أيضا آية إذ أنه لم يعش مولودٌ وضع لثمانية أشهر غيره... وقيل: كانت مدة حملها تسع ساعات، وهذا مرويّ عن أبي عبد الله جعفر الصادق(ع)"، كما في مجمع البيان.

ونلاحظ أمام هذه الأقوال، أنّه قد يبرز سؤال، أن مريم لم تكن منفردةً عن أهلها في حياتها الخاصة، فكيف تغيب عنهم مدةً طويلةً قد تصل إلى الأشهر الستة أو الثمانية من دون أن يبحثوا عنها ويتفقدوها تخوّفاً من أن يكون قد أصابها سوء، الأمر الذي قد يجعل هذه المدة مستبعدةً؟ ومن جانب آخر، إذا كان الحمل والوضع لا يزيد عن ساعات أو يوم، فكيف يبادرها القوم، عندما قدّمت إليهم وليدها، بالاتهام، وقد كانوا عرفوها قبل وقت قصير غير حامل، لأن مثل هذا الوقت لا يحصل فيه الحمل؟

إنها علامات استفهام لا نجد كثيرا من الفائدة في التوقف عندها أو الإجابة عنها، ولا سيّما أنّ أكثر الأقوال فيها كانت اجتهاداتٍ من أصحابها، هذا إضافةً إلى أنّ القرآن لم يدخل في التفاصيل فلا علاقة لها بطبيعة القصّة.


[align=center]*****************************
*****************************[/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
صورة العضو الرمزية
بالكهف الحصين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1973
اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة بالكهف الحصين »

[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]

[align=center]صورة[/align]
[align=center](قصة ولادة النبي عيسى عليه السلام )[/align]
أوان المخاض وآلامه:
{فَأَجَاءهَا} قال في الكشّاف: "أجاء منقول من جاء، إلا أنّ استعماله قد تغيّر بعد النقل إلى معنى الإلجاء، ألا تراك تقول: جئت المكان وأجاءنيه زيد، كما تقول: بلّغته وأبلغنيه، ونظيره أتى حيث لم تستعمل إلا في الإعطاء، ولم تقل: أتيت المكان وأتانيه فلان" [تفسير الكشاف،ج3، ص:11]. وقال الكسائي: "تميم تقول: ما أجاءك إلى هذا وما أمشاك إليه، ومن أمثالهم: شر أجاءك إلى مخة عرقوب" [مجمع البيان، ج6، ص:659. المخة: القطعة من المخ، مثل يضرب في الحاجة إلى لئيم، لأن المراد من العرقوب الرجل، وأنه لا مخّ له].

{فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ} أي ألجأها الطّلق إلى وجع الولادة، يقال: مخضت الحامل مخاضاً وهي تمخض الولد في بطنها، {إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} أي طلبت الجذع لتستتر به وتعتمد عليه عند الولادة، وكان جذع نخلة يابسة في الصّحراء ليس لها رأس ولا ثمرة ولا خضرة، وكان الوقت شتاءً، "كأنّ الله تعالى إنّما أرشدها إلى النّخلة ليطعمها منها الرطب الذي هو خرسة النفساء الموافقة لها، ولأنّ النخلة أقلّ شيء صبراً على البرد، وثمارها إنما هي من جمارها، فلموافقتها لها مع جمع الآيات فيها، اختارها لها وألجأها إليها" [ تفسير الكشاف،ج3، ص:11].

وهكذا ولد عيسى بما يشبه الصّدمة النفسيّة لمشاعرها، وتحرّك الضّعف الأنثويّ في داخلها إحساساً بالعجز عن مواجهة هذا الحدث الذي يرفضه المجتمع الذي تنتمي إليه، وهو المجتمع الّذي يحترمها لأنه يرى فيها المثل الأعلى في العفّة والطهارة والإيمان، ولهذا شعرت بأنّها لا تملك أية وسيلةٍ للدفاع عن نفسها أمام هؤلاء الناس، فهم لا يفهمون سرّ الإعجاز الإلهيّ الكامن فيه، لأنّ هذه التّجربة ليست تجربةً عاديّةً طبيعيةً مألوفةً لديهم، بل هي مخالفة لما ألفوه، ولذلك سَيَرون فيه مظهر انحرافٍ في أخلاقيّتها، وسقوطٍ في شرفها، ونقصٍ في عفّتها، لما توحي به هذه الظاهرة المتمثلة بوضعها الغريب الجديد، من وجود علاقة غير شرعية، ما دام احتمال نشوء المولود من علاقةٍ روحيةٍ غيبيةٍ أمراً غير وارد عندهم، وغير مفهوم لديهم.

وشعرت بأنّ المسألة أكبر من طاقتها، ولا سيّما أنّها كانت تعيش الوحدة الموحشة، فليس لها أنيسٌ تأنس به وتحدِّثه عن تفاصيل ما حدث لها، وتشكو إليه همومها الثّقيلة ليخفّف عنها، وليس لديها صديقٌ تبحث معه مشكلتها المعقّدة ليساعدها في البحث عن حلّها، فأطلقت صرخة الإنسان الضّعيف المسحوق بعد أن شعرت في لحظةٍ كما لو أنّ الحياة باتت عبئاً ثقيلاً عليها، ومشكلةً تطبق على نفسها، لأنّها تحشرها في زاوية ضيّقة من التجربة الصّعبة التي لا تستطيع الخروج من نتائجها السلبية، ولا سيّما أنها تعرّض سمعتها وكرامتها وموقعها للخطر، وتصوّرها أمام أهلها ومجتمعها كفتاةٍ منحرفة في أخلاقيّتها بعد أن كانت في نظرهم مثال الطّهر والعفاف.


[align=center]***********************************
***********************************[/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
صورة العضو الرمزية
بالكهف الحصين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1973
اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة بالكهف الحصين »

[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]

[align=center]صورة[/align]
[align=center](قصة ولادة النبي عيسى عليه السلام )[/align]
تمني الموت:
وكانت مريم(ع) تواجه وضعاً اجتماعياً عائليّاً بالغ التّعقيد شديد الصّعوبة، فكانت صرختها التي انطلقت قويّةً في الهواء، على الرّغم من أنّها لم تكن لتجد لها أيّ صدًى، ولكنّها صرخة الصّدمة العنيفة التي تفجّرت في عمق إحساسها بالحرج، {قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا}، فلم أتعرّض لمثل هذه التّجربة التي تصدم الروح والجسد، {وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً} [مريم:23] والنسي هو الشيء الحقير الذي يُنسَى ولا يُطلب. فقد تمنّت لو أنها كانت شيئاً تافهاً لا يؤبه له، ولا قيمة له ولكل ما يتصلّ به لدى الناس، لأنّ مصيره يكون النسيان والإغفال، وذلك لما لحقها من فرط الحياء من النّاس على حكم العادة البشريّة، لا كراهةً لحكم الله، أو لشدّة التّكليف عليها إذا بهتوها فاتّهموها بما ليس فيها، مع أنّها مقتنعة بعمق معرفتها ببراءة ساحتها من كلّ ما يمكن أن يتصوّروه في النّظرة المسيئة إليها، لما عرفته من اختصاص الله لها بغاية الرعاية والإكرام والإجلال واللّطف الخفيّ والرّحمة الواسعة، فهذا مقامٌ يواجهه الإنسان البريء في الواقع الاجتماعي الذي يظلمه ممّا ليس فيه، وقد يؤذيه إذا لم تدركه الرّعاية الإلهيّة، فقد يعرف الإنسان أنّ ما اختصّ به هو أمر عظيم وفضل باهر يستحقّ به المدح، ويستوجب عليه التعظيم في موقع القداسة الروحية، ولكنّه يراه عند الناس لجهلهم به عيباً يعاب به ويعنف بسببه. وهذا ما عاشته هذه السيدة الطاهرة فيما كانت تنتظره من موقف صعب في أهلها والناس...

ولكنّ الله أراد أن ينقذها من هذه الحالة النفسية الموحشة، فإذا بها تسمع النداء في صوت حميم قيل إنّه صوت جبريل، وقيل إنّه صوت عيسى الذي أنطقه الله ليخفّف من آلام أمه، ولينقذها من وحشتها وخوفها وحيرتها، للإيحاء إليها بأنّها إذا فقدت من يرعى شؤونها في ولادتها، فإنّ الله الذي رعاها بسرّ الغيب هو الذي يرعاها الآن بتهيئة كلّ ما تحتاجه المرأة الوالدة، وإبعادها عن مشاعر الحزن الذاتية التي تنطلق من قلقها ممّا ينتظرها في المستقبل.

[align=center]********************************
********************************[/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
صورة العضو الرمزية
بالكهف الحصين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1973
اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة بالكهف الحصين »

[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]

[align=center]صورة[/align]
[align=center](قصة ولادة النبي عيسى عليه السلام )[/align]
الكرامات الإلهية :
{فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي} من تهاويل المستقبل، ومن نظرات الناس وكلامهم، فإنّ الله الذي أعدّك لمثل هذه الكرامة القدسيّة، لن يتركك وحدك لتواجهي صعوبات الموقف، لأنّه هو الذي يدافع عن عباده المخلصين المتّقين فيما يملكون أمره، فكيف لا يرعاهم فيما لا يملكون شيئاً منه، ولا سيّما فيما أوقعهم فيه وابتلاهم به، وها أنت ترين أنّ الله قد أعدّ لكِ كلّ أسباب الحماية والرّعاية، فتطلَّعي إلى ما أنت عليه، فـ{قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} [مريم:24]، وهو - بحسب الظّاهر - جدول الماء الذي يترقرق إلى جانبها، بحيث تستطيع أن تشرب منه إذا عطشت، من دون حاجة إلى بذل جهدٍ لا تستطيعه بحسب حالتها الصحيّة، وتملك أن تغتسل منه عند حاجتها إلى التنظيف والتطهير مما يحدث للنفساء، وتلك كرامة إلهية بارزة لها، إذ لم يسبق لها أن رأت جدول الماء في هذا الموضع.

{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} الّتي كانت يابسةً لا اخضرار فيها ولا ثمر، فإذا هي نخلة خضراء تتدلّى عروقها وتحمل رطباً جنيّاً، يتساقط عليها عندما تهزّها بيدها الضّعيفة التي منحها الله القوّة، فينزل عليها ثمرها، من دون حاجةٍ إلى أيّ جهد مضاعف ممّا يبذله الذين يقطفون التّمر بالصّعود إلى أعلى النخلة دون أن يجدوا فرصةً طبيعيةً في الاكتفاء بهزّها. أما مريم، فيكفيها أن تهزّها{تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} [مريم:25]، ناضجاً {فَكُلِي وَاشْرَبِي} من خلال حاجتك إلى الغذاء الذي يقوّي جسدك، فإنّ الرّطب ـ كما يقول أهل الخبرة ـ من أفضل الأغذية للنساء بعد وضع الحمل.

وقد روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع): "ليكن أول ما تأكل النفساء الرّطب، فإنّ الله عزّ وجل قال لمريم(ع): { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} [تفسير نور الثقلين، ج3، ص:332]. وربما يستفاد من آخر هذا الحديث، أنّ هذا الغذاء لا يفيد الأم فحسب، بل يؤثّر حتى في لبنها.

وقد نقل عن بعض علماء التغذية، أنّ في التمر ثلاث عشرة مادةً حيويةً، وقد اكتشفوا فيه خمسة أنواع من الفيتامينات، ومنها الكالسيوم الذي هو عامل مهمّ في تقوية العظام، وكذلك يوجد فيه الفوسفور، وهو من العناصر الأساسية في تكوين المخّ، ويمنع من ضعف الأعصاب ومن التعب، وكذلك يوجد فيه البوتاسيوم الذي يعتبر فقدانه من البدن السبب في قرحة المعدة...

وهكذا أراد الله لها أن تقرّ عينها، وتطيب نفسها، وترفض الحزن والغمّ والهمّ، وتستقبل الحياة بروحٍ مطمئنّة راضيةٍ طيّبةٍ في ظلال العناية الإلهيّة، {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً} فإنّك بعين الله ورعايته، فقد تكفّل بأمرك منذ ولادتك، عندما تقبّلك بقبول، حسن وأنبتك نباتاً حسناً، وتكفّل بك حتى النهاية.

أمّا الناس من أهلك ومجتمعك، أمّا كلامهم، أمّا نظراتهم القاسية، أمّا اتّهاماتهم الظالمة، أمّا ذلك كلّه، فلن يكون مشكلةً لكِ على أيّ حال، وليس من مسؤوليّتك أن تردّي على ذلك كلّه، فالمهمّ أن تأخذي من إيمانك بالله وثقتك به روح الشعور بالقوّة، والثقة بالموقف والتحدّي لكلّ اتّهام ظالم، وأن تواجهي الموقف بطريقة اللامبالاة {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي} بالإشارة التي يعرفون مضمونها {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً}، وهو صوم الصّمت الذي كان مشروعاً عندهم، {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً} [مريم:26] مهما كانت طبيعة حديثه ونوعيّة أسئلته وقسوة اتّهاماته، لأنّي ملتزمة بالوفاء بالنذر لله باعتباره طاعةً له. والحمد لله رب العالمين.

[align=center]*******************************
*******************************[/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
صورة العضو الرمزية
بالكهف الحصين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1973
اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة بالكهف الحصين »

[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]

[align=center]صورة[/align]
[align=center](( نُبذه بسيطه عن حياة النبي إبراهيم عليه السلام ))[/align]
رب أرني كيف تحيي الموتى:

وتحدث إبراهيم نفسه، يوماً، حديثاً غريباً:

- لوشاء الله، لأراك كيف يُبعث الموتى أحياءً من جديدٍ...

- أولم تؤمني يانفسُ؟..

ويزجرها إبراهيم زجراً عنيفاً، وقد خاف عليها من كيد الشيطان ووسوستِهِ..

- بلى!... ولكن، لأزداد إيماناً، وثقةً، واطمئناناً.

ويشفق إبراهيم على نفسه، وفيها، حذراً من فتنةٍ تعصف بها في أودية المهالك والضلال. ثم يطرق إلى الارض ملياً، يفكّرُ، ويستعرضُ الأحوال، فيذكر آدم وزوجه اللّذين أخرجهما الشيطان، بوسوسته لهما، من الجنّة، فيستعيذ بالله من الشيطان الرّجيم!... ويعاوده حديث نفسه، فالأمر لايخرج عن نطاق حظيرة الإيمان بالله، بل الثِّقة به، فلا خطر، إذاً، ولا حرج!..

فيرفع إبراهيم بصره إلى السماء، ضارعاً بقلبٍ سليم:

{- رب أرني كيف تحيي الموتى،

قال: أولم تؤمن؟

قال: بلى، ولكن ليطمئنّ قلبي}

وينظر الله إلى قلب إبراهيم فإذا هو طافح بالإيمان حتى اليقين، فلا شكّ يساوره، ولاارتياب يخامرُهُ، فاتّخذهُ خليلاً!..

ويستجيب الله تعالى لطلب خليله إبراهيم، فيأمُرُه أن يأخذ أربعة من الطّير، مختلفات، فيضمُّها إليه، ثم يقطع أجسادها حتى تصبح أشلاءً، يوزّعها على قمم أربعة أجبُل، محاذٍ بعضُها بعضاً، ثم يستدعي إبراهيمُ بعد ذلك هذه الطيور إليه..

ويسرع إبراهيم يفعل ماأشار به الله تعالى عليه، فنفسُه توّاقةٌ إلى مشاهدة آية البعث قبل يوم البعث، ويقطع أوصال الطيور الأربعة، ثم يوزعها على الجبال.

ويعود إلى مكانه الأول.. ويستدعي إبراهيم إليه الطيور.. وإذا بأشلائها تتطاير من جبل إلى جبل، فينضم بعضها إلى بعض، كل إلى جنسه ونوعه فتعود، كما كانت، طيوراً، قبل أن تتقطع منها الأوصال، وتُقبلُ نحوه، ساعيةً، مرفرفةً بأجنحتها، لها زقزقةٌ وتغريدٌ، وكأنها تسبّح الله في ملكوته الأعلى!.. ويفيض قلبُ إبراهيم إيماناً ونوراً، ويطمئن قلبُه اطمئناناً إلى عظيم قدرة الله، تزول الجبال ولايزول!.. وتسكنُ إلى ذلك نفسه سكون الواثق، وقد رأت معجز الآيات، ودامغ البراهين!..


[align=center]...........................
...........................[/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
صورة العضو الرمزية
بالكهف الحصين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1973
اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة بالكهف الحصين »

[/img][align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]

[align=center]صورة[/align]
[align=center](( نُبذه بسيطه عن حياة النبي إبراهيم عليه السلام ))[/align]
ماء زمزم :
وتلاحق هاجر، بنظراتها الولهى، زوجها إبراهيم، على دابّته، تجتاز به القفار... وتظل كذلك، حتى أصبح يتراءى لها من بعيد، نقطة داكنةً على صفحة غبراء... ثم تختفي هذه النقطة شيئاً فشيئاً، وكأنّها تذوب!.

فتستسلم هاجر إلى الانتحاب بمرارةٍ، وتبكي سوء مصيرها، ومصير طفلها، وتندُبُ حظّهما التّعيس! فقد عصف بها يأسٌ مريرٌ قتّال!... ثم لاتلبث أن تُسلم أمرها لله!... فهكذا وصّاها إبراهيم.. فيالقساوة قلوب الرجال!. وتذكر ضُرّتها سارة، فتُدرك أنّ قلوب النساء أقسى!..

وتعود بها الذكريات إلى سابق حياتها في البلاط الملكيّ، العاطر الأرجاء، دائماً... الدّافق بالرزق والخيرات الحسان، على استمرار... وإلى انتقالها إلى أرض فلسطين التي لايفارقها الإخضرار صيف شتاء.. وأين من ذلك كلّه، هذه الأرض المواتُ، التي تستعصي الحياة فيها على الحيّات... فتنهمر من مقلتيها دموع حرار غزار... ولايعيدُها إلى واقعها الذي هي فيه، إلاّ صوتُ رضيعها إسماعيل، الذي أخذ يُلعلع في هذه الأرض الموحشة المقفرة، بصُراخه، ولامن سميع!..

فتسرع إليه تُلقمهُ ثديَهَا، ولكن الّبنَ جفّ منه، فيعافُه، إذ لاخير فيه..

ويعاود الصُّراخ، فتُهدهده في حضنها، معلّلةً إياهُ، فلعلّه يركنُ إلى السّكوت. ولكن الطفل يزداد صُراخاً، معلّلةً إياه، فلعلّهُ يركنُ إلى السكوت. ولكن الطفل يزداد صُراخاً، وقد لفح جبينه الطريّ حرّ الهجير، ولسعة الرّمضاء.. فتحتار الأمّ في أمرها، وترفع بصرها إلى السماء، ضارعةً، بحرقه الملهوف الحيران الحزين:

- ربّاهُ، مالعملُ؟...

ويلوح لها من بعيدٍ مايشبه الماء، فتدع الطفل أرضاً، يفحس بقدميه الحصى والرّمل، وقد اشتدت به حرقةُ الظّمأ.

وتُهرول إلى الماء الذي لاح لها آنفاً، رقراقاً، لمّاعاً، وإذا به سرابٌ خدّاعٌ!.. ثم لاتلبث أن تعود غلى مكانها الأول، حيث طفلُها، مهرولةً، فصُراخهُ يقطّع نياط قلبها الملتاع! وتعاود النّظر، فإذا كالماء، وتُهرول إليه من جديد، وتسعى،... ثم لاتلبث أن تعود... وهكذا، فما انفكّتْ عن هرولةٍ وسعيٍ في جيئةٍ وذهابٍ، حتى استوفت سبعة أشواطٍ كاملةٍ.. وصراخ الطفل يعلو، وقد فار وجهُهُ، بينما قدماهُ لاتتوقّفان عن فحص الأرض فحصاً عنيفاً...

ويشتدّ تلوّي الطّفل الظّمآن،... ويشتدّ صُراخُه،... ويشتدُّ فحصُ قدميه الصّغيرتين..

ولاتطيق هاجر مزيد احتمالٍ واصطبارٍ، فتُغمض عينيا قليلاً، وقد أعياها الجهد، وأخذ الإعياء منها كلّ مأخذٍ، وتشعر بما يشبه الدّوار، وتشعر بأنهّها لتكادُ تتهاوى أرضاً... وتفتح عينيها، وقد كفّ الطفلُ عن صُراخه،..

وإذا بالماء يتفجّر بين قدميه الصّغيرتين، زُلالاً!... إنّه ليس سراباً هذه المرّة..

وتفرُكُ عينيها، أفي حُلم هي؟.. فهي لاتكادُ تُصدّقُ ما ترى!..

وتُسرعُ إلى الماء تحبسُهُ، أن يسحّ على الرمل، ويفيض، بشئ من رملٍ وحصىً..

وتتناول الماء براحها السمراء الذاوية، وتدنيه من شفتي الوليد الجافّتين، فتبتلاّن! وتسقيه جُرعة ماء صغيرة، برّدت منه غليل الحشا.. وترشُفُ من هذا الماء المبارك رشفات، فتعود إليها الحياةُ..

ويورق في خاطرها أملٌ!.. ويُزهر رجاءٌ!..

وتذكر قول زوجها إبراهيم، وهو يهُمُّ بمغادرتها:

- لن يُضيّعكِ الله، وابنكِ، في هذا المكان الموحش...

وفعلاً، كانَ ذلك!..

فقد تكفّلها الله ووليدها، في هذه الأرض المُجدبة، برحمةٍ منه وحنانٍ... وفجّر لهما، في قلب الصّحراء، ينبوعاً!..

هذه العينُ الثّرةُ هي "زمزم" مورد الحجيج على مرّ الدّهور، ومستقى عُطاشى مكّة فيما بعد، ومن سيحلُّ حولها من الأعراب، وحجّاج "بيت الله الحرام" الّذين من مناسك حجّهم، السعيُ بين الصّفا والمروة، سبعة أشواطٍ، بالتّمام والكمال، كما فعلت هاجر الولهى على حياة ابنها الرّضيع!..
[align=center]................................
................................[/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
صورة العضو الرمزية
بالكهف الحصين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1973
اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة بالكهف الحصين »

[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]

[align=center]صورة[/align]
[align=center](( نُبذه بسيطه عن حياة النبي إبراهيم عليه السلام ))[/align]
إبراهيم والملائكة المرسلون :

عاد إبراهيم من مصر، كما مرّ معنا آنفاً بقُطعان كثيرة، ومالٍ وفير.. واربت ثروته، وتكاثرت قطعانه حتى ضاقت با رحاب المروج الخضر.. وكان معه "لوط" أحد أقربائه الصّالحين، وأنصاره المقرّبين.

واتّخذ "لوط" لنفسه ناحيةً ثانيةً من أرض فلسطين، بعد أن ضاق الفضاء بقطعانه وقطعان إبراهيم. متخذاً "سدوم" له مقراً، ومنتجعاً..

وكان أهلُ "سدوم" قوماً مفسدين، لايتورّعون عن منكر يأتونه، أو، عن قبيح، ولايحجزهم عن معصية الله خلقٌ ولادينه، ولامروءة الرّجال.. وعلاوة على ذلك كلّه، فقد ابتلاهُم الله بانحرافٍ في أمزجتهم، واعتلالٍ في علاقاتهم، فكانوا لايتناهون، ولاينزجرون..

ويئس منهم لوطُ.. فلطالما دعاهم إلى الهُدى، وخوّفهُم عقاب الله، وعذابه الأليم، فكأنهم، والصلاحَ، على طرفي نقيضٍ، لايجتمعان... فدعا عليهم نبيُّهم لوطُ بعد أن طفح كيل فسادهم وفحشائهم، وإصرارهم على المنكر...

واستجاب الله لنبيّه لوطٍ، الدُّعاء!..

* * *

النبي إبراهيم في بيته منصرفٌ إلى بعض شؤونه... ويقال له: ياإبراهيمُ!... ضيوفٌ في الباب!..

وتهلّل وجهُ إبراهيم استبشاراً، وبرقت منه الأسارير الوضاء!.. فأهلاً بالضيوف، وسهلاً،.. ويامرحباً بالطارقين!.. وكما أنّ إبراهيم "خليلُ الرّحمن"، فهو "أبو الضّيفان" أيضاً.. وكثيراً ماكان يتأخّر في تناول عشائه، انتظاراً لضيوف قد يكونون إليه متّجهين، فيؤاكلُهُم في هزيعٍ من الليل. ويمكثون عنده ماشاؤوا، على تكريمٍ..

وكان من عادة خليل الرّحمن، أبي الضّيفان، أن يوقد لسُراة الليل، المُدلجين، (أي: المسافرين ليلاً) نيراناً، على القِمم، يهتدون بضوئها، فينزلون عنده ضيوفاً مكرمين.. أما وقد أتوه يطرقون بابه، فياللبُشرى!..

وخفَّ إبراهيم إلى الباب، يستقبلُ ضيوفه، وقد أخذ المساءُ يوشّح الأرض بدكنةٍ وسوادٍ.. وأدخلهم الدار، ولسانه لاينقطع عن الترحيب، وأجلس كلاًّ منهم على إهاب (أي: جلد كبشٍ)، وثيرٍ!..

وأسرع إلى الزّريبة، فشدّ منها عجلاً سميناً، ذبحهُ، ثم سلخ جلدهُ على عجلٍ، وأوعز إلى زوجه العجوز سارة، وقد أربت على الثمانين، أن هيّئي لنا من لحم هذا العجل طعاماً، نقدّمه للضيفان!..

وعاد إلى ضيوفه مرحّباً بهم من جديد، يؤنسهم بحديثه الطليّ الطيّب، وكأنّه، في بيانه، قطعٌ من مسكٍ منثور!..

وماهي إلاّ ساعةٌ، أو تزيد قليلاً، حتى كان القِرى (طعام الضيوف) أمام الضيوف، ونظر هؤلاء إلى الطّعام يقدّم إليهم،.. إنّه عجلٌ سمينٌ، قد طرح أمامهم مشوياً!.. وفاحت رائحة الشُّواء، فامتلأ من عبقا المكان..

- على اسم الله ياضيوف الرحمن..

قال ذلك إبراهيم، وشمّر عن معصميه يبتغي تقديم خالص اللحم لضيوفه.

واعتذر الضيوف عن تناول الطّعام، فلم تمتدّ إليه يدٌ!..

- أتعتذرون؟.. لن تُغادروا هذا المكان قبل تناول الطّعام، وهذا وقتُه، وربِّ الأرضِ والسّماء!..

وازدادت دهشة إبراهيم عندما توسّم وجوه ضيوفه وأجسامهم، فهؤلاء الّذين أمامه، ليسوا بشراً عادِّيين، وخيّل إليه، وإنه لكذلك، أنهم ملائكةً هبطوا عليه من السموات العلى!..

ملائكة!..

لذلك فهم لايأكلون، واقشعر بدن إبراهيم، واخذه روع وخوف.. فوجل منهم.. والملائكة- كما يعلم إبراهيم- لايتنزّلون ضيوفاً، ولايهبطون من السماء، عبثاً، بل رسل يحملون أمر الله تعالى إلى من يشاء من عباده!..

فالوقت، أذاً، ليس وقت ترحيب، ولاقرىً، ولا إكرام،..

ويتساءل إبراهيم، والوجل باد عليه: ترى، ماالمهمة التي من أجلها هبط هؤلاء الرسل الكرام؟

واخذ الملائكة يهدّئون من روع إبراهيم، وبددون وجله.. ثم ابتدروه وزوجه مبشرين اياهما بغلام عليم.

إنه إسحق،... ويضيفون: {ومن وراء إسحق يعقوب}

وينبهر الزوجان العجوزان، وقد بلغا من العمر عنياً، لهذه البشرى، يحملها إليهما ملائكة السماء فتصيح سارة، وقد عطّت عينيها بيدين مرتعشتين:

{ياويلتي، أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً، إن هذا لشئٌ عجيب}

وكانت دهشة إبراهيم دون دهشة سارة زوجه العقيم..

فقال بلهجة تنضح بما يشبه اللامبالاة وكانه لايعير لهذه البشرى كبير أهمية:

{ابشّرتموني على ان مسني الكبر، فبم تبشرون}

{قالوا: بشّرناك بالحق!..}

وساور إبراهيم احساس خفي، عميق، بأن تنزل الملائكة يحمل اكثر من بشرى بولادة غلام.. فكأنهم قادمون لأمر أخطر من ذلك وأعظم شأناً!..

- {قال: فما خطبكم أيها المرسلون؟..}

- {قالوا: إنا أرسلنا الى قوم مجرمين} ويشيرون بأيديهم الى جهة سدوم.

ويوقن إبراهيم بأن العذاب آت، لامحالة، قوم لوط!.. وكأنه طلب إمهالهم، فلعل القوم يتوبون الى بارئهم، ويصلحون.. فأخذ يجادل ملائكة ربه في ذلك.

وكان الجواب:

{ياإبراهيم اعرض عن هذا، إنه قد جاء أمر ربك، وإنهم آتيهم عذاب غير مردود}

فيسكت ابراهيم، ويلوذ بالصمت.. ويطوف بباله خيال لوط، فلطالما دعاهم هذا النبي الى سبيل الرشاد، فلم يؤمن به منهم إلا نفر، جد، قليل!..

- {قال: إن فيها لوطاً..

- {قالوا: نحن أعلم بمن فيها، لننجيّنهُ واهله الا امراتهُ كانت من الغابرين}

وينهض الملائكة، وقد أدوا رسالتهم الى ابراهيم-، داعين لاهل بيت ابراهيم برحمة من الله، وسلام، وينصرفون!..

وما ان تصرم الليل، الا أقلة، حتى جاء امر الله، فحاق بقوم لوط سوء العذاب.. فقد زلزل الله بهم الارض زلزالاً شديداً، فاضطربوا أيما اضطراب.. وأتبع الله ذلك بأن جعل عاليها سافلها، ودمرهم تدميراً.

ويمر المار في غور الأردن وفلسطين، ويتهيأ للصلاة في بقعة من هذه الوهاد الممتدات، الطوال، فيقال له: لا تفعل!.. فأنت في أرض خسف..

فها هنا كانت سدوم، وهناك كانت عمورة، مدينتا قوم لوط!..

* * *

وأخيراً ، رزق الله ابراهيم إسحق، فطابت نفس سارة، أن آتاها الله ولداً رسولاً، كما آتى ضرّتها، من قبل، هاجر، إسماعيل نبياً...

فكانت في ذرية خليل الرحمن إبراهيم النبوة والكتاب... وآتاه الله ماقرّت به عينه، وأثلج به صدره، ..

وشاهد من آيات ربه البيّنات الكثير الكثير.. فتحول إيمانه إلى يقين، ولاأرسخ.. وكانت نهاية المطاف...

وأحش أبو الانبياء بدنوِّ أجله، وبالموت يدب في أعضائه المرتعشات وكان ذلك في مدينة "الخليل" في فلسطين، حيث أسلم إبراهيم الخليل وجهه لله حنيفاً مسلماً، ففاضت روحه الشريفة، وقد أغمض عينيه الكريمتين، متمتماً:

- { الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحق إن ربي لسميع الدعاء. رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي، ربنا، وتقبل دعاء. ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}
صدق الله العلي العظيم
...............................
...............................
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم

(+_+) مولاتي فاطمة الزهراء (+_+)

حياك ربي قلما وثاب ونوراً لاينطفئ
وأحسن لك حضورك الطيب
بصماتك اضافت على صفحاتي رائحة الورد وعبير الياسمين
شكراً من الاعماق لهذا النبع الصافي


نسألكم الدعاء[/align]
صورة العضو الرمزية
بالكهف الحصين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1973
اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة بالكهف الحصين »

[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]

[align=center]صورةصورةصورة[/align]
[align=center]الأخت الفاطميه المحبوبه (*.*) صدى الزهراء (*.*)
اشكُرُكِ من اعماق قلبي على كلِماتُكِ الجميله الرائعه
سلمت اناملُكِ الكريمه على ماكتبت ...
[/align]

[align=center]صورةصورةصورة[/align]
[align=center]هذه المشاركات المباركه التي نتشارك بها انا وانتِ
تُسعِدُني كثيراً فنحن هنا لنُحيي المناسبات السعيده
والحزينه لأهل البيت عليهم السلام فلابُد من التعاون
فيما بيننا ليتواجد التفاعل في الموضوع ...
اختي الغاليه دُمت في رعاية الرحمن .[/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
صورة العضو الرمزية
احزان الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7244
اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة احزان الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد


بارك الله بكم على المجهود الرائع والمميز
في موازين اعمالكم ان شاء الله
تحياتي
صورة العضو الرمزية
صدى الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1597
اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm

Re: 22 ذو القعدة / ولادة النبي عيسى(ع) و ولادة النبي إبراهيم(ع)

مشاركة بواسطة صدى الزهراء »

[align=center]اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم

؛/؛ مولاتي فاطمة الزهراء ؛/؛

أزدانت الصفحة نورا بوجودك
طاب حضورك وبوركت أنفاسك
وتقبل الله دعائنا ودعائك
وصالح أعمالنا وأعمالك


نسألكم الدعاء[/align]

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“