اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center] ذكرى إستشهاد الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام[/align]
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
تمر علينا ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد ( عليه السلام )في آخر شهر ذي القعدة وبهذه المناسبة الأليمة نعزي صاحب العصر والزمان الإمام الثاني عشر عجل الله فرجه الشريف وسهل مخرجه وجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه بحق أهل الكساء صلوات الله عليهم أجمعين. ونعزي جميع المراجع العظام والعلماء الأعلام وكافة الشيعه والمحبين في بقاع الارض في جميع انحاء بقاع الارض بهذه المصيبه العظيمه..
داعين الله عز وجل ان يعجل فرج امامنا صاحب العصر والزمان ويجعل حال الامه جميعا في حال احسن من هذا الحال
نسأل الله أن يحفظ مراجعنا وعلماؤنا لأكمال الرسالة التي جاءنا بها رسول الله (ص) والتوطئة لخروج حفيده حجة الله على خلقه إمامنا المهدي (عج) .
أثابكم الله وعظم أجوركم ورزقكم حج بيته الحرام في عامنا هذا وفي كل عام ....[/align] [align=center]*****************************[/align]
[align=center]من وصايا الإمام الجواد (ع) : ( توسد الصبر، واعتنق الفقر، وارفض الشهوات، وخالف الهوى، واعلم إنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون)[/align]
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center] ذكرى إستشهاد الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام[/align]
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
تمر علينا ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد ( عليه السلام )في آخر شهر ذي القعدة وبهذه المناسبة الأليمة نعزي صاحب العصر والزمان الإمام الثاني عشر عجل الله فرجه الشريف وسهل مخرجه وجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه بحق أهل الكساء صلوات الله عليهم أجمعين. ونعزي جميع المراجع العظام والعلماء الأعلام وكافة الشيعه والمحبين في بقاع الارض في جميع انحاء بقاع الارض بهذه المصيبه العظيمه..
داعين الله عز وجل ان يعجل فرج امامنا صاحب العصر والزمان ويجعل حال الامه جميعا في حال احسن من هذا الحال
نسأل الله أن يحفظ مراجعنا وعلماؤنا لأكمال الرسالة التي جاءنا بها رسول الله (ص) والتوطئة لخروج حفيده حجة الله على خلقه إمامنا المهدي (عج) .
أثابكم الله وعظم أجوركم ورزقكم حج بيته الحرام في عامنا هذا وفي كل عام ....[/align] [align=center]*****************************[/align]
[align=center]من وصايا الإمام الجواد (ع) : ( توسد الصبر، واعتنق الفقر، وارفض الشهوات، وخالف الهوى، واعلم إنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون)[/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align][align=center][/align]
[align=center]آخر ذي القعدة الحرام ذكرى شهادة باب المراد الإمام محمد الجواد عليه السلام[/align]إسمه الشريف: محمد
نسبه الطاهر :
(( بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمدالباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن ابي طالب صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين )).
كُنيته :
أبو جعفر ( الثاني)والامام محمد الباقر سلام الله عليه هو أبو جعفر الاول .
القابه الكريمه:
الجواد، التقي ، الزكي ، المتوكل، القانع، العالِم، المختار، المرتضى، الرضي و باب المراد. وقد عُرف سلام الله عليه بهذا اللقب عند عامّة المسلمين التي آمنت بأنه باب من أبواب الرحمة الالهية التي يلجأ اليها الملهوفون و ذوو الحاجة لدفع ما ألمّ بهم من مكاره الدهر و فجائع الايام .
أمُّه :
هي السيدة (سبيكة) و سمّاها الامام الرضا سلام الله عليه (خيزران) ، و كانت من أهل النوبة من قوم مارية القبطية ام ابراهيم زوجة رسول الله صلى الله عليه و آله، وكانت من سيّدات نساء المسلمين عفّة و طهارة . وجاء ذكرها في قول الرسول الاعظم صلى الله عليه و آله: « بأبي ابن خيرة الإماء النوبية الطيبة المنتجبة».
ويكفيها فخراً و شرفاً أنها ولدت علماً من أعلام العقيدة الاسلامية، و إماماً من أئمة الهدى و التقى سلام الله عليهم أجمعين.
ولادته سلام الله عليه:
ولد إمامنا الجواد سلام الله عليه في العاشر من شهر رجب الأصب عام 195 هجرية. وعندما ولد سلام الله عليه قال أبوه الامام الرضا سلام الله عليه:« قد وُلِدَ لي شبيه موسى بن عمران، فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم ، قُدِّست اُمُّ ولدته، قد خُلقت طاهرة مطهّرة»
[align=center][/align]
[align=center]آخر ذي القعدة الحرام ذكرى شهادة باب المراد الإمام محمد الجواد عليه السلام[/align]إسمه الشريف: محمد
نسبه الطاهر :
(( بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمدالباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن ابي طالب صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين )).
كُنيته :
أبو جعفر ( الثاني)والامام محمد الباقر سلام الله عليه هو أبو جعفر الاول .
القابه الكريمه:
الجواد، التقي ، الزكي ، المتوكل، القانع، العالِم، المختار، المرتضى، الرضي و باب المراد. وقد عُرف سلام الله عليه بهذا اللقب عند عامّة المسلمين التي آمنت بأنه باب من أبواب الرحمة الالهية التي يلجأ اليها الملهوفون و ذوو الحاجة لدفع ما ألمّ بهم من مكاره الدهر و فجائع الايام .
أمُّه :
هي السيدة (سبيكة) و سمّاها الامام الرضا سلام الله عليه (خيزران) ، و كانت من أهل النوبة من قوم مارية القبطية ام ابراهيم زوجة رسول الله صلى الله عليه و آله، وكانت من سيّدات نساء المسلمين عفّة و طهارة . وجاء ذكرها في قول الرسول الاعظم صلى الله عليه و آله: « بأبي ابن خيرة الإماء النوبية الطيبة المنتجبة».
ويكفيها فخراً و شرفاً أنها ولدت علماً من أعلام العقيدة الاسلامية، و إماماً من أئمة الهدى و التقى سلام الله عليهم أجمعين.
ولادته سلام الله عليه:
ولد إمامنا الجواد سلام الله عليه في العاشر من شهر رجب الأصب عام 195 هجرية. وعندما ولد سلام الله عليه قال أبوه الامام الرضا سلام الله عليه:« قد وُلِدَ لي شبيه موسى بن عمران، فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم ، قُدِّست اُمُّ ولدته، قد خُلقت طاهرة مطهّرة»
[align=center][/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align]
[align=center](( علم الإمام محمد الجواد عليه السلام ))[/align]
لا فضيلة كالعلم ، فإنّ به حياة الأمم وسعادتها ، ورقيّها وخلودها ، وبه نباهة المرء وعلو مقامه وشرف نفسه .
ولا غرابة لو كان العلم أفضل من العبادة أضعافاً مضاعفه ، لأنّ العابد صالح على طريق نجاة ، قد استخلص نفسه فحسب ، ولكن العالم مصلح يستطيع أن يستخرج عوالم كبيرة من غياهب الضلال ، وصالح في نفسه أيضاً ، وقد فتح عينيه في طريقه ، ومن فتح عينه أبصر الطريق .
وقد جاء في السنّة الثناء العاطر على العلم ـ القدر المتيقّن منه علم الدين ـ وأهله ، كما جاء في الكتاب آيات جمّة في مدحه ومدح ذويه ، وهذا أمر مفروغ عنه ، لا يحتاج إلى استشهاد واستدلال .
علم الأنبياء والأوصياء إلهامي :
إنّ علم الدين إِلهامي وكسبي ، والكسبي يقع فيه الخطأ والصواب ، والصحّة والغلط ، وغلط العالم وخطأه يعود على العالم كلّه بالخطأ والغلط ، لأنّ الناس أتباع العلماء في الأحكام والحلال والحرام ، والله جلّ شأنه لا يريد للناس إِلاّ العمل بالشريعة التي أنزلها ، والأحكام التي شرّعها ، فلابد إِذن من أن يكون في الناس عالم لا يخطأ ولا يغلط ، ولا يسهو ولا ينسى ، ليرشد الناس إلى تلك الشريعة المنزلة منه جلّ شأنه ، والأحكام المشرّعة من لدنه سبحانه ، فلا تقع الأُمّة في إشراك الأخطاء وحبائل الأغلاط ، ولا يكون ذلك إِلاّ إذا كان علم العالم وحياً أو إِلهاماً .
فمن هنا كان حتماً أن يكون علم الأنبياء وأوصيائهم من العلم الإِيحائي أو الإِلهامي صوناً لهم وللأُمم من الوقوع في المخالفة خطأً .
علم الإمام الجواد :
إنّ الإمام الجواد ( عليه السلام ) انتهت إليه الإمامة وهو ابن سبع ، ونهض بأعبائها ، وقام بما قام به آباؤه من التعليم والإرشاد ، وأخذ منه العلماء خاضعين مستفيدين ، وما وجدت فيه نقصاً عن علوم آياته ، وهذا علي بن جعفر ـ شيخ العلويين في عهده سنّاً وفضلاً ـ إذا أقبل الجواد ( عليه السلام ) يقوم فيقبّل يده ، وإِذا خرج يسوّي له نعله .
وسئل عن الناطق بعد الإمام الرضا ( عليه السلام ) فقال : أبو جعفر ابنه ، فقيل له : أنت في سنّك وقدرك وأبوك جعفر بن محمّد تقول هذا القول في هذا الغلام ، فقال : ما أراك إِلاّ شيطاناً ، ثمّ أخذ بلحيته ، وقال : فما حيلتي إِن كان الله رآه أهلاً لهذا ، ولم ير هذه الشيبة لها أهلاً .
هذا ، وعلي بن جعفر أخ الكاظم ( عليه السلام ) ، والكاظم جدّ الجواد ، فماذا ترى بينهما من السن ، وعلي أخذ العلم من أبيه الصادق وأخيه الكاظم وابن أخيه الرضا ( عليهم السلام ) ، فلو كان علمهم بالتحصيل لكان علي أكثر تحصيلاً ، أو الإمامة بالسنّ ، لكان علي أكبر العلويين سنّاً .
على أنّ الإمام الجواد ( عليه السلام ) قد فارقه أبوه يوم سافر إلى خراسان وهو ابن خمس ، فمن الذي كان يؤدّبه ويثقّفه بعد أبيه حتّى جعله بتلك المنزلة العالية لو كان ما عندهم عن تعلّم وتأدّب ؟ ولم لا يكون المعلّم والمثقف هو صاحب المنزلة دونه .
و استشهد الإمام الجواد ( عليه السلام ) وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وأنت تعلم أن ابن هذا السنّ لم يبلغ شيئاً من العلم لو أنفق عمره هذا كلّه في الطلب ، فكيف يكون عالم الأُمّة ومرشدها ، ومعلّم العلماء ومثقّفهم ، وقد رجعت إِليه الشيعة وعلماؤها من يوم وفاة أبيه الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
فالجواد ( عليه السلام كسائرالأئمّة ( عليهم السلام ) ، لم يكن علمه كسبياً وأخذاً من أفواه الرجال ومدارستهم ، ولو كان فممّن أخذ وعلى مَن تخرّج ؟ وليس في تأريخ واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ) أنّه تتلمذ أو قرأ على واحد من الناس حتّى في سنّ الطفولة ، فلم يذكر في تأريخ طفولتهم أنّه دخلوا الكتاتيب ، أو تعلّموا القرآن على المقرئين ، كسائر الأطفال من الناس ، فما عِلمُ الإمام إِلاّ وراثة عن أبيه عن جدّه عن الرسول عن جبرائيل عن الجليل تعالى .
[align=center][/align]
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align]
[align=center](( علم الإمام محمد الجواد عليه السلام ))[/align]
لا فضيلة كالعلم ، فإنّ به حياة الأمم وسعادتها ، ورقيّها وخلودها ، وبه نباهة المرء وعلو مقامه وشرف نفسه .
ولا غرابة لو كان العلم أفضل من العبادة أضعافاً مضاعفه ، لأنّ العابد صالح على طريق نجاة ، قد استخلص نفسه فحسب ، ولكن العالم مصلح يستطيع أن يستخرج عوالم كبيرة من غياهب الضلال ، وصالح في نفسه أيضاً ، وقد فتح عينيه في طريقه ، ومن فتح عينه أبصر الطريق .
وقد جاء في السنّة الثناء العاطر على العلم ـ القدر المتيقّن منه علم الدين ـ وأهله ، كما جاء في الكتاب آيات جمّة في مدحه ومدح ذويه ، وهذا أمر مفروغ عنه ، لا يحتاج إلى استشهاد واستدلال .
علم الأنبياء والأوصياء إلهامي :
إنّ علم الدين إِلهامي وكسبي ، والكسبي يقع فيه الخطأ والصواب ، والصحّة والغلط ، وغلط العالم وخطأه يعود على العالم كلّه بالخطأ والغلط ، لأنّ الناس أتباع العلماء في الأحكام والحلال والحرام ، والله جلّ شأنه لا يريد للناس إِلاّ العمل بالشريعة التي أنزلها ، والأحكام التي شرّعها ، فلابد إِذن من أن يكون في الناس عالم لا يخطأ ولا يغلط ، ولا يسهو ولا ينسى ، ليرشد الناس إلى تلك الشريعة المنزلة منه جلّ شأنه ، والأحكام المشرّعة من لدنه سبحانه ، فلا تقع الأُمّة في إشراك الأخطاء وحبائل الأغلاط ، ولا يكون ذلك إِلاّ إذا كان علم العالم وحياً أو إِلهاماً .
فمن هنا كان حتماً أن يكون علم الأنبياء وأوصيائهم من العلم الإِيحائي أو الإِلهامي صوناً لهم وللأُمم من الوقوع في المخالفة خطأً .
علم الإمام الجواد :
إنّ الإمام الجواد ( عليه السلام ) انتهت إليه الإمامة وهو ابن سبع ، ونهض بأعبائها ، وقام بما قام به آباؤه من التعليم والإرشاد ، وأخذ منه العلماء خاضعين مستفيدين ، وما وجدت فيه نقصاً عن علوم آياته ، وهذا علي بن جعفر ـ شيخ العلويين في عهده سنّاً وفضلاً ـ إذا أقبل الجواد ( عليه السلام ) يقوم فيقبّل يده ، وإِذا خرج يسوّي له نعله .
وسئل عن الناطق بعد الإمام الرضا ( عليه السلام ) فقال : أبو جعفر ابنه ، فقيل له : أنت في سنّك وقدرك وأبوك جعفر بن محمّد تقول هذا القول في هذا الغلام ، فقال : ما أراك إِلاّ شيطاناً ، ثمّ أخذ بلحيته ، وقال : فما حيلتي إِن كان الله رآه أهلاً لهذا ، ولم ير هذه الشيبة لها أهلاً .
هذا ، وعلي بن جعفر أخ الكاظم ( عليه السلام ) ، والكاظم جدّ الجواد ، فماذا ترى بينهما من السن ، وعلي أخذ العلم من أبيه الصادق وأخيه الكاظم وابن أخيه الرضا ( عليهم السلام ) ، فلو كان علمهم بالتحصيل لكان علي أكثر تحصيلاً ، أو الإمامة بالسنّ ، لكان علي أكبر العلويين سنّاً .
على أنّ الإمام الجواد ( عليه السلام ) قد فارقه أبوه يوم سافر إلى خراسان وهو ابن خمس ، فمن الذي كان يؤدّبه ويثقّفه بعد أبيه حتّى جعله بتلك المنزلة العالية لو كان ما عندهم عن تعلّم وتأدّب ؟ ولم لا يكون المعلّم والمثقف هو صاحب المنزلة دونه .
و استشهد الإمام الجواد ( عليه السلام ) وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وأنت تعلم أن ابن هذا السنّ لم يبلغ شيئاً من العلم لو أنفق عمره هذا كلّه في الطلب ، فكيف يكون عالم الأُمّة ومرشدها ، ومعلّم العلماء ومثقّفهم ، وقد رجعت إِليه الشيعة وعلماؤها من يوم وفاة أبيه الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
فالجواد ( عليه السلام كسائرالأئمّة ( عليهم السلام ) ، لم يكن علمه كسبياً وأخذاً من أفواه الرجال ومدارستهم ، ولو كان فممّن أخذ وعلى مَن تخرّج ؟ وليس في تأريخ واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ) أنّه تتلمذ أو قرأ على واحد من الناس حتّى في سنّ الطفولة ، فلم يذكر في تأريخ طفولتهم أنّه دخلوا الكتاتيب ، أو تعلّموا القرآن على المقرئين ، كسائر الأطفال من الناس ، فما عِلمُ الإمام إِلاّ وراثة عن أبيه عن جدّه عن الرسول عن جبرائيل عن الجليل تعالى .
[align=center][/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align] [align=center]<< ذكرى استشهاد الإمام الجواد عليه السلام >>[/align]
النص على إمامته :
جاء عن محمد بن عمرو الزيّات عن ابن قياما قال: دخلت على أبي الحسن الرضا سلام الله عليه وقد وُلد له أبو جعفر سلام الله عليه فقال:«إن الله قد وهب لي من يرثني و يرث آل داود».
عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا سلام الله عليه: قد كُنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول يهب الله لي غلاماً فقد وهب الله لك، و أقرَّ عيوننا فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من؟ فأشار (الامام الرضا) بيده الى أبي جعفر (الجواد) سلام الله عليه و هو قائم بين يديه، فقلت له: جعلت فداك وهو ابن ثلاث سنين؟
قال (الامام الرضا سلام الله عليه):« وما يضرّه من ذلك؟ قد قام عيسى بالحجّة، وهو ابن أقلَّ من ثلاث سنين».
لقد كان جواب الامام الرضا سلام الله عليه حافلاً بالدليل الحاسم، فإن الله عزوجل بعث عيسى نبيّاً و آتاه العلم صبيّاً وهو دون سن الامام الجواد سلام الله عليه، والنبوة و الإمامة من منبع واحد ولا يناطان بالصغير و الكبير و إنّما أمرهما بيد الله تعالى فهو الذي يختار لهما
من أحبّ من عباده.
من كلمات الإمام الجواد سلام الله عليه :
«إن من وثق بالله أراه السرور، ومن توكّل على الله كفاه الأمور، والثقة بالله حصن لا يتحصن فيه إلا المؤمن، والتوكل على الله نجاة من كل سوء، وحرز من كل عدو...».
«من استغنى بالله افتقر الناس إليه، ومن اتقى الله أحبّه الناس».
«القصد إلى الله تعالى بأعماق القلوب أبلغ من أتعاب الجوارح..».
«ما عظمت نِعَم الله على أحد إلا عظمت إليه حوائج الناس، فمن لم يحتمل تلك المؤنة عرّض تلك النعمة للزوال».
«ثلاثة من كنّ فيه لم يندم: ترك العجلة، والمشورة، والتوكل على الله تعالى عند العزيمة».
«توسَّد الصبر، واعتنق الفقر، وارفض الشهوات، وخالف الهوى، واعلم أنّك لن تخلو من عين الله، فانظر كيف تكون».
«التفقّه ثمن لكل غال، وسُلّم إلى كلّ عال».
«المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه».
[align=center]***************************************[/align][align=center][/align]
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align] [align=center]<< ذكرى استشهاد الإمام الجواد عليه السلام >>[/align]
النص على إمامته :
جاء عن محمد بن عمرو الزيّات عن ابن قياما قال: دخلت على أبي الحسن الرضا سلام الله عليه وقد وُلد له أبو جعفر سلام الله عليه فقال:«إن الله قد وهب لي من يرثني و يرث آل داود».
عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا سلام الله عليه: قد كُنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول يهب الله لي غلاماً فقد وهب الله لك، و أقرَّ عيوننا فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من؟ فأشار (الامام الرضا) بيده الى أبي جعفر (الجواد) سلام الله عليه و هو قائم بين يديه، فقلت له: جعلت فداك وهو ابن ثلاث سنين؟
قال (الامام الرضا سلام الله عليه):« وما يضرّه من ذلك؟ قد قام عيسى بالحجّة، وهو ابن أقلَّ من ثلاث سنين».
لقد كان جواب الامام الرضا سلام الله عليه حافلاً بالدليل الحاسم، فإن الله عزوجل بعث عيسى نبيّاً و آتاه العلم صبيّاً وهو دون سن الامام الجواد سلام الله عليه، والنبوة و الإمامة من منبع واحد ولا يناطان بالصغير و الكبير و إنّما أمرهما بيد الله تعالى فهو الذي يختار لهما
من أحبّ من عباده.
من كلمات الإمام الجواد سلام الله عليه :
«إن من وثق بالله أراه السرور، ومن توكّل على الله كفاه الأمور، والثقة بالله حصن لا يتحصن فيه إلا المؤمن، والتوكل على الله نجاة من كل سوء، وحرز من كل عدو...».
«من استغنى بالله افتقر الناس إليه، ومن اتقى الله أحبّه الناس».
«القصد إلى الله تعالى بأعماق القلوب أبلغ من أتعاب الجوارح..».
«ما عظمت نِعَم الله على أحد إلا عظمت إليه حوائج الناس، فمن لم يحتمل تلك المؤنة عرّض تلك النعمة للزوال».
«ثلاثة من كنّ فيه لم يندم: ترك العجلة، والمشورة، والتوكل على الله تعالى عند العزيمة».
«توسَّد الصبر، واعتنق الفقر، وارفض الشهوات، وخالف الهوى، واعلم أنّك لن تخلو من عين الله، فانظر كيف تكون».
«التفقّه ثمن لكل غال، وسُلّم إلى كلّ عال».
«المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه».
[align=center]***************************************[/align][align=center][/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center]( عبادة الإمام محمد الجواد عليه السلام )[/align]
كان الإمام الجواد ( عليه السلام ) أعبد أهل زمانه ، وأشدّهم خوفاً من الله تعالى ، وأخلصهم في طاعته وعبادته ، شأنه شأن الأئمّة الطاهرين من آبائه ، الذين وهبوا أرواحهم لله ، وعملوا كلّ ما يقرّبهم إلى الله زلفى .
أمّا مظاهر عبادة الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، فهي :
نوافله :
كان الإمام الجواد ( عليه السلام ) كثير النوافل ، ويقول الرواة : كان يصلّي ركعتين يقرأ في كلّ ركعة سورة الفاتحة ، وسورة الإخلاص سبعين مرّة .
وكان كثير العبادة في شهر رجب ، وقد روى الريّان بن الصلت ، قال : صام أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب ، ويوم سبع وعشرين منه ، وصام معه جميع حشمه ، وأمرنا أن نصلّي بالصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة ، تقرأ في كلّ ركعة الحمد وسورة ، فإذا فرغت قرأت الحمد أربعاً ، وقل هو الله أحد أربعاً ، والمعوّذتين أربعاً ، وقلت : لا إله إلاّ الله والله أكبر ، وسبحان الله والحمد لله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم أربعاً ، الله الله ربّي ، ولا أشرك به شيئاً أربعاً ، لا أشرك بربّي أحداً أربعاً .
وكان يقول ( عليه السلام ) : ( إنّ في رجب لليلة خير ممّا طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة سبع وعشرين من رجب ) .
حجّه :
وكان الإمام الجواد ( عليه السلام ) كثير الحجّ ، وقد روى الحسن بن علي الكوفي بعض أعمال حجّه ، قال : رأيت أبا جعفر الثاني ( عليه السلام ) ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس ، وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كل شوط ، فلمّا كان الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسحه بيده ثمّ مسح وجهه بيده ، ثمّ أتى المقام ، فصلّى خلفه ركعتين ، ثمّ خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم ، فالتزم البيت ، وكشف الثوب عن بطنه ، ثمّ وقف عليه طويلاً يدعو ، ثمّ خرج من باب الحنّاطين وتوجّه .
وقال : فرأيته في سنة ( 219 هـ ) ودّع البيت ليلاً ، يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كلّ شوط ، فلمّا كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريباً من الركن اليماني ، وقوف الحجر المستطيل ، وكشف الثوب عن بطنه ، ثمّ أتى الحجر فقبّله ومسحه ، وخرج إلى المقام فصلّى خلفه ، ثمّ مضى ولم يعد إلى البيت ، وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط وبعضهم ثمانية .
وروى علي بن مهزيار بعض الخصوصيات في حجّ الإمام ( عليه السلام ) ، قال : رأيت أبا جعفر الثاني ( عليه السلام ) ليلة الزيارة طاف طواف النساء ، وصلّى خلف المقام ، ثمّ دخل زمزم فاستقى منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر ، وشرب منه وصبّ على بعض جسده ، ثمّ اطلع في زمزم مرّتين ، وأخبرني بعض أصحابنا أنّه رآه بعد ذلك في سنة فعل مثل ذلك .
وكان هذا التدقيق من الرواة في نقل هذه الخصوصيّات ، باعتبار أنّ فعل الإمام ( عليه السلام ) من السنّة التي يتعبّد بها عند الشيعة .
أدعيته :
للإمام الجواد ( عليه السلام ) أدعية كثيرة ، تمثّل مدى انقطاعه إلى الله تعالى ، فمن أدعيته هذا الدعاء : ( يا من لا شبيه له ، ولا مثال ، أنت الله لا إله إلاّ أنت ، ولا خالق إلاّ أنت ، تفني المخلوقين ، وتبقى أنت ، حلمت عمّن عصاك ، وفي المغفرة رضاك ... ) .
وكتب إليه محمّد بن الفضيل يسأله أن يعلّمه دعاءً ، فكتب إليه هذا الدعاء الشريف ، تقول إذا أصبحت وأمسيت : ( الله الله ربّي ، الرحمن الرحيم ، لا أشرك به شيئاً ) ، وإن زدت على ذلك فهو خير ، ثمّ تدعو بذلك في حاجتك ، فهو لكلّ شيء بإذن الله تعالى يفعل الله ما يشاء .
وتمثّل أدعية الأئمّة الطاهرين جوهر الإخلاص والطاعة لله ، فقد اتّصلوا بالله تعالى ، وانطبع حبّه في مشاعرهم وعواطفهم ، فهاموا بمناجاته والدعاء له .
*********************************
*********************************
[align=center][/align]
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center]( عبادة الإمام محمد الجواد عليه السلام )[/align]
كان الإمام الجواد ( عليه السلام ) أعبد أهل زمانه ، وأشدّهم خوفاً من الله تعالى ، وأخلصهم في طاعته وعبادته ، شأنه شأن الأئمّة الطاهرين من آبائه ، الذين وهبوا أرواحهم لله ، وعملوا كلّ ما يقرّبهم إلى الله زلفى .
أمّا مظاهر عبادة الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، فهي :
نوافله :
كان الإمام الجواد ( عليه السلام ) كثير النوافل ، ويقول الرواة : كان يصلّي ركعتين يقرأ في كلّ ركعة سورة الفاتحة ، وسورة الإخلاص سبعين مرّة .
وكان كثير العبادة في شهر رجب ، وقد روى الريّان بن الصلت ، قال : صام أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب ، ويوم سبع وعشرين منه ، وصام معه جميع حشمه ، وأمرنا أن نصلّي بالصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة ، تقرأ في كلّ ركعة الحمد وسورة ، فإذا فرغت قرأت الحمد أربعاً ، وقل هو الله أحد أربعاً ، والمعوّذتين أربعاً ، وقلت : لا إله إلاّ الله والله أكبر ، وسبحان الله والحمد لله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم أربعاً ، الله الله ربّي ، ولا أشرك به شيئاً أربعاً ، لا أشرك بربّي أحداً أربعاً .
وكان يقول ( عليه السلام ) : ( إنّ في رجب لليلة خير ممّا طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة سبع وعشرين من رجب ) .
حجّه :
وكان الإمام الجواد ( عليه السلام ) كثير الحجّ ، وقد روى الحسن بن علي الكوفي بعض أعمال حجّه ، قال : رأيت أبا جعفر الثاني ( عليه السلام ) ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس ، وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كل شوط ، فلمّا كان الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسحه بيده ثمّ مسح وجهه بيده ، ثمّ أتى المقام ، فصلّى خلفه ركعتين ، ثمّ خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم ، فالتزم البيت ، وكشف الثوب عن بطنه ، ثمّ وقف عليه طويلاً يدعو ، ثمّ خرج من باب الحنّاطين وتوجّه .
وقال : فرأيته في سنة ( 219 هـ ) ودّع البيت ليلاً ، يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كلّ شوط ، فلمّا كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريباً من الركن اليماني ، وقوف الحجر المستطيل ، وكشف الثوب عن بطنه ، ثمّ أتى الحجر فقبّله ومسحه ، وخرج إلى المقام فصلّى خلفه ، ثمّ مضى ولم يعد إلى البيت ، وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط وبعضهم ثمانية .
وروى علي بن مهزيار بعض الخصوصيات في حجّ الإمام ( عليه السلام ) ، قال : رأيت أبا جعفر الثاني ( عليه السلام ) ليلة الزيارة طاف طواف النساء ، وصلّى خلف المقام ، ثمّ دخل زمزم فاستقى منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر ، وشرب منه وصبّ على بعض جسده ، ثمّ اطلع في زمزم مرّتين ، وأخبرني بعض أصحابنا أنّه رآه بعد ذلك في سنة فعل مثل ذلك .
وكان هذا التدقيق من الرواة في نقل هذه الخصوصيّات ، باعتبار أنّ فعل الإمام ( عليه السلام ) من السنّة التي يتعبّد بها عند الشيعة .
أدعيته :
للإمام الجواد ( عليه السلام ) أدعية كثيرة ، تمثّل مدى انقطاعه إلى الله تعالى ، فمن أدعيته هذا الدعاء : ( يا من لا شبيه له ، ولا مثال ، أنت الله لا إله إلاّ أنت ، ولا خالق إلاّ أنت ، تفني المخلوقين ، وتبقى أنت ، حلمت عمّن عصاك ، وفي المغفرة رضاك ... ) .
وكتب إليه محمّد بن الفضيل يسأله أن يعلّمه دعاءً ، فكتب إليه هذا الدعاء الشريف ، تقول إذا أصبحت وأمسيت : ( الله الله ربّي ، الرحمن الرحيم ، لا أشرك به شيئاً ) ، وإن زدت على ذلك فهو خير ، ثمّ تدعو بذلك في حاجتك ، فهو لكلّ شيء بإذن الله تعالى يفعل الله ما يشاء .
وتمثّل أدعية الأئمّة الطاهرين جوهر الإخلاص والطاعة لله ، فقد اتّصلوا بالله تعالى ، وانطبع حبّه في مشاعرهم وعواطفهم ، فهاموا بمناجاته والدعاء له .
*********************************
*********************************
[align=center][/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align]
[align=center]( ماقاله الأعلام في فضائل الإمام الجواد عليه السلام )[/align]
• قال محمد بن طلحة الشافعي: ( و إن كان صغير السنّ فهو كبير القدر، رفيع الذكر ) ، ( 1 ) .
• قال سبط ابن الجوزي: ( و كان على منهاج أبيه في العلم و التقى و الزهد، و الجود ) ، ( 2) .
• قال ابن الصبّاغ المالكي : ( وإن كان صغير السنّ فهو كبير القدر، رفيع الذّكر، القائم بالإمامة بعد علي بن موسى الرضا ولده، أبو جعفر محمد الجواد للنصّ عليه و الإرشاد له بها من أبيه كما أخبر بذلك جماعةٌ من الثّقات العدول ) ، ( 3).
• قالوا : ( إنّ كراماته و مكاشفاته كثيرة لا يحمله الدفاتر و من كمال علمه أنه غلب في طفوليّته قاضي المأمون ، و هو يحيى بن أكثم ) ، ( 4) .
قال ابن حجر الهيتمي: (أجلّهم ـ يعني أولاد الرضا ـ محمد الجواد لكنّه لم تطل حياته) ، (5).
• قال الحضرمي : ( و من مواعظ محمد يعني الجواد بن علي بن موسى الكاظم ، أنه قال : كيف يضيع من الله كافله ؟، و كيف ينجو من الله طالبه ؟ ، و من انقطع إلى غير الله وكله الله إليه ومن عمل على غير علم أفسد أكثر ممّا يصلح ) .
• و قال (عليه السلام) ـ في جواب رجل قال له: أوصني بوصيّة جامعة مختصرة ـ فقال (عليه السلام) له: ( صُن نفسك عن عار العاجلة و نار الآجلة) ،(7).
--------------------------
الهوامش
1 ـ مطالب السؤول: ص239.
2 ـ تذكرة الخواص: ص358.
3 ـ الفصول المهمّة: ص265.
4 ـ الصراط السوي: ص200.
5 ـ الصواعق المحرقة: ص123.
6 ـ وفيات الأعيان: ج3: ص315.
7 ـ وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل: ص426.
[align=center][/align]
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align]
[align=center]( ماقاله الأعلام في فضائل الإمام الجواد عليه السلام )[/align]
• قال محمد بن طلحة الشافعي: ( و إن كان صغير السنّ فهو كبير القدر، رفيع الذكر ) ، ( 1 ) .
• قال سبط ابن الجوزي: ( و كان على منهاج أبيه في العلم و التقى و الزهد، و الجود ) ، ( 2) .
• قال ابن الصبّاغ المالكي : ( وإن كان صغير السنّ فهو كبير القدر، رفيع الذّكر، القائم بالإمامة بعد علي بن موسى الرضا ولده، أبو جعفر محمد الجواد للنصّ عليه و الإرشاد له بها من أبيه كما أخبر بذلك جماعةٌ من الثّقات العدول ) ، ( 3).
• قالوا : ( إنّ كراماته و مكاشفاته كثيرة لا يحمله الدفاتر و من كمال علمه أنه غلب في طفوليّته قاضي المأمون ، و هو يحيى بن أكثم ) ، ( 4) .
قال ابن حجر الهيتمي: (أجلّهم ـ يعني أولاد الرضا ـ محمد الجواد لكنّه لم تطل حياته) ، (5).
• قال الحضرمي : ( و من مواعظ محمد يعني الجواد بن علي بن موسى الكاظم ، أنه قال : كيف يضيع من الله كافله ؟، و كيف ينجو من الله طالبه ؟ ، و من انقطع إلى غير الله وكله الله إليه ومن عمل على غير علم أفسد أكثر ممّا يصلح ) .
• و قال (عليه السلام) ـ في جواب رجل قال له: أوصني بوصيّة جامعة مختصرة ـ فقال (عليه السلام) له: ( صُن نفسك عن عار العاجلة و نار الآجلة) ،(7).
--------------------------
الهوامش
1 ـ مطالب السؤول: ص239.
2 ـ تذكرة الخواص: ص358.
3 ـ الفصول المهمّة: ص265.
4 ـ الصراط السوي: ص200.
5 ـ الصواعق المحرقة: ص123.
6 ـ وفيات الأعيان: ج3: ص315.
7 ـ وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل: ص426.
[align=center][/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center]استشهاد الرضا(عليه السلام) والنصّ على إمامة الجواد(عليه السلام)[/align]
لقد رسّخ الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إمامة ابنه الجواد(عليه السلام) كما قام بذلك الأئمة (عليهم السلام) الذين سبقوه حيث نوهوا باسم من يأتي من بعدهم من أئمة، وفي هذا المجال سنعرض المواقف التي ثبّت بها الإمام الرضا (عليه السلام) إمامة الجواد (عليه السلام) ودعا شيعته للإعتصام بها ، ومن ذلك :
1 ـ قال الراوي : أخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام) جالساً ، فلمّا نهضوا ، قال لهم : ألقوا أبا جعفر فسلِّموا عليه وأحدثوا به عهداً ، فلمّا نهض القوم إلتفت اليّ فقال : يرحم الله المفضَّل انه كان ليقنع بدون هذا[1][79].
2 ـ قال الراوي : سمعتُ الرضا (عليه السلام) وذكر شيئاً فقال : ما حاجتكم الى ذلك ؟ هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني ، وقال : إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القُذّة بالقذّة[2][80].
3 ـ قال الراوي : سمعت علي بن جعفر يُحدّث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين فقال في حديثه : لقد نصر الله أبا الحسن الرضا (عليه السلام) لمّا بغى عليه اخوته وعمومته ، وذكر حديثاً طويلاً حتى انتهى الى قوله : فقمت وقبضت على يد أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) وقلت : أشهد أنك إمامي عند الله ، فبكى الرضا (عليه السلام) ثم قال : يا عمّ ، ألم تسمع أبي وهو يقول : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بأبي خيرة الإماء النوبية الطيّبة يكون من ولده الطريد الشريد الموتور بأبيه وجده صاحب الغيبة ، يقال: مات او هلك أي واد سلك ؟
فقلت : صدقت جعلت فداك [3][81].
4 ـ قال الراوي : قلت للرضا (عليه السلام) قد كنّا نسألك قبل ان يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول : يهب الله لي غلاماً فقد وهبه الله لك ، فأقرّ عيوننا ، فلا أرانا الله يومك ، فإن كان كونٌ فإلى من ؟ . فأشار بيده الى أبي جعفر (عليه السلام) وهو قائم بين يديه ، فقلت له : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين ! ؟ قال : وما يضره من ذلك، قد قام عيسى بالحجة وهو ابن أقل من ثلاث سنين [4][82].
5 ـ قال الراوي: كنت عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فجيء بابنه أبي جعفر وهو صغير فقال : هذا المولود الذي لم يُولَد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه [5][83].
6 ـ قال الراوي : دخلتُ على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وقد ولد له أبو جعفر (عليه السلام) ، فقال : ان الله قد وهب لي مَن يرثني ويرث آل داود [6][84].
7 ـ قال الراوي : كنت مع أبي الحسن (عليه السلام) جالساً ، فدعا بابنه وهو صغير فأجلسه في حجري فقال لي : جرّده وانزع قميصه، فنزعته ، فقال: انظر بين كتفيه شبيه الخاتم داخل في اللحم. ثم قال : اترى هذا ؟ كان مثله في هذا الموضع من أبي (عليه السلام)[7][85].
8 ـ قال الراوي : ما كان (عليه السلام) ـ يعني الرضا ـ يذكر محمداً ابنه (عليه السلام) إلاّ بكنيته ، يقول : كتب اليّ أبو جعفر ، وكنت اكتب الى أبي جعفر وهو صبي بالمدينة، فيخاطبه بالتعظيم ، وترد كتب أبي جعفر (عليه السلام) في نهاية البلاغة والحسن فسمعته يقول: أبو جعفر وصييّ وخليفتي في أهلي من بعدي[8][86].
9 ـ قال الراوي : سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: انشدت مولاي علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) قصيدتي ـ الى ان قال ـ : يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه عليّ وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر[9][87]. [align=center]**********************[/align]
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center]استشهاد الرضا(عليه السلام) والنصّ على إمامة الجواد(عليه السلام)[/align]
لقد رسّخ الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إمامة ابنه الجواد(عليه السلام) كما قام بذلك الأئمة (عليهم السلام) الذين سبقوه حيث نوهوا باسم من يأتي من بعدهم من أئمة، وفي هذا المجال سنعرض المواقف التي ثبّت بها الإمام الرضا (عليه السلام) إمامة الجواد (عليه السلام) ودعا شيعته للإعتصام بها ، ومن ذلك :
1 ـ قال الراوي : أخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام) جالساً ، فلمّا نهضوا ، قال لهم : ألقوا أبا جعفر فسلِّموا عليه وأحدثوا به عهداً ، فلمّا نهض القوم إلتفت اليّ فقال : يرحم الله المفضَّل انه كان ليقنع بدون هذا[1][79].
2 ـ قال الراوي : سمعتُ الرضا (عليه السلام) وذكر شيئاً فقال : ما حاجتكم الى ذلك ؟ هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني ، وقال : إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القُذّة بالقذّة[2][80].
3 ـ قال الراوي : سمعت علي بن جعفر يُحدّث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين فقال في حديثه : لقد نصر الله أبا الحسن الرضا (عليه السلام) لمّا بغى عليه اخوته وعمومته ، وذكر حديثاً طويلاً حتى انتهى الى قوله : فقمت وقبضت على يد أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) وقلت : أشهد أنك إمامي عند الله ، فبكى الرضا (عليه السلام) ثم قال : يا عمّ ، ألم تسمع أبي وهو يقول : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بأبي خيرة الإماء النوبية الطيّبة يكون من ولده الطريد الشريد الموتور بأبيه وجده صاحب الغيبة ، يقال: مات او هلك أي واد سلك ؟
فقلت : صدقت جعلت فداك [3][81].
4 ـ قال الراوي : قلت للرضا (عليه السلام) قد كنّا نسألك قبل ان يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول : يهب الله لي غلاماً فقد وهبه الله لك ، فأقرّ عيوننا ، فلا أرانا الله يومك ، فإن كان كونٌ فإلى من ؟ . فأشار بيده الى أبي جعفر (عليه السلام) وهو قائم بين يديه ، فقلت له : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين ! ؟ قال : وما يضره من ذلك، قد قام عيسى بالحجة وهو ابن أقل من ثلاث سنين [4][82].
5 ـ قال الراوي: كنت عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فجيء بابنه أبي جعفر وهو صغير فقال : هذا المولود الذي لم يُولَد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه [5][83].
6 ـ قال الراوي : دخلتُ على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وقد ولد له أبو جعفر (عليه السلام) ، فقال : ان الله قد وهب لي مَن يرثني ويرث آل داود [6][84].
7 ـ قال الراوي : كنت مع أبي الحسن (عليه السلام) جالساً ، فدعا بابنه وهو صغير فأجلسه في حجري فقال لي : جرّده وانزع قميصه، فنزعته ، فقال: انظر بين كتفيه شبيه الخاتم داخل في اللحم. ثم قال : اترى هذا ؟ كان مثله في هذا الموضع من أبي (عليه السلام)[7][85].
8 ـ قال الراوي : ما كان (عليه السلام) ـ يعني الرضا ـ يذكر محمداً ابنه (عليه السلام) إلاّ بكنيته ، يقول : كتب اليّ أبو جعفر ، وكنت اكتب الى أبي جعفر وهو صبي بالمدينة، فيخاطبه بالتعظيم ، وترد كتب أبي جعفر (عليه السلام) في نهاية البلاغة والحسن فسمعته يقول: أبو جعفر وصييّ وخليفتي في أهلي من بعدي[8][86].
9 ـ قال الراوي : سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: انشدت مولاي علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) قصيدتي ـ الى ان قال ـ : يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه عليّ وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر[9][87]. [align=center]**********************[/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center]( الإمام الجواد (عليه السلام) عند استشهاد أبيه )[/align]
عن أبي الصلت الهروي أنه قال :
قال الإمام الرضا (عليه السلام) للمأمون : ربّما كان عنباً حسناً يكون من الجنّة . فقال له : كل منه فقال له الرضا (عليه السلام) : تعفيني منه . فقال : لا بدّ من ذلك ، وما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشيء . فتناول العنقود فأكل منه ، ثمّ ناوله فأكل منه الرضا (عليه السلام) ثلاث حبّات ، ثمّ رمى به وقام .
فقال المأمون : إلى أين ؟ قال : إلى حيث وجّهتني ، وخرج (عليه السلام) مغطّى الرأس فلم أكلّمه حتّى دخل الدار ، فأمر أن يغلق الباب ، فغلق ثمّ نام (عليه السلام) على فراشه ، ومكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً .
فبينا أنا كذلك ، إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه ، قطط الشعر ، أشبه الناس بالرضا (عليه السلام) ، فبادرت إليه وقلت له : من أين دخلت والباب مغلق ؟ فقال : الّذي جاء بي من المدينة في هذاالوقت : هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق. فقلت له :
ومن أنت ؟
فقال لي : أنا حجّة الله عليك ياأبا الصلت ، أنا محمّد بن عليّ .
ثمّ مضى نحو أبيه (عليه السلام) فدخل وأمرني بالدخول معه ، فلمّا نظر إليه الرضا (عليه السلام) وثب إليه ، فعانقه وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحباً إلى فراشه ، وأكبّ عليه محمّد بن عليّ (عليه السلام) يقبّله ويسارّه بشيء لم أفهمه .
ومضى الرضا (عليه السلام) ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : ياأبا الصلت قم فأتني بالمغتسل والماء من الخزانة . فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء . فقال لي : إنته إلى ما آمرك به، فدخلت الخزانة ، فإذا فيها مغتسل وماء ، فأخرجته وشمّرت ثيابي لأغسّله معه ، فقال لي : تنحّ ياأبا الصلت فإنّ لي من يعينني غيرك . فغسّله .
ثمّ قال لي : ادخل الخزانة ، فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه ، [ فدخلت ]فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ ، فحملته إليه فكفّنه وصلّى عليه .
ثمّ قال لي : ائتني بالتابوت .
فقلت : أمضي إلى النجّار حتّى يصلح التابوت .
قال : قم فإنّ في الخزانة تابوتاً .
فدخلت الخزانة فوجدت تابوتاً لم أره قطّ فأتيته به ، فأخذ الرضا (عليه السلام) بعد ما صلّى عليه فوضعه في التابوت ، وصفّ قدميه ، وصلّى ركعتين لم يفرغ منهما حتّى علا التابوت ، فانشقّ السقف ، فخرج منه التابوت ومضى .
فقلت : ياابن رسول الله ، الساعة يجيئنا المأمون ويطالبنا بالرضا(عليه السلام) فما نصنع ؟
فقال لي : أسكت فإنّه سيعود ياأبا الصلت ، ما من نبيّ يموت بالمشرق ويموت وصيّه بالمغرب إلاّ جمع الله تعالى بين أرواحهما وأجسادهما .
فما أتمّ الحديث ، حتّى انشقّ السقف ونزل التابوت ، فقام (عليه السلام) فاستخرج الرضا (عليه السلام) من التابوت ، ووضعه على فراشه كأنه لم يغسّل ولم يكفّن .
ثمّ قال لي : ياأبا الصلت قم فافتح الباب للمأمون ، ففتحت الباب ، فإذا المأمون والغلمان بالباب ، فدخل باكياً حزيناً قد شقّ جيبه ، ولطم رأسه، وهو يقول :
ياسيّداه فجعت بك ياسيّدي ، ثمّ دخل وجلس عند رأسه وقال : خذوا في تجهيزه .
فأمر بحفر القبر ، فحفرت الموضع فظهر كلّ شيء على ما وصفه الرضا (عليه السلام) فقال له بعض جلسائه : ألست تزعم أنّه إمام ؟ قال : بلى . قال : لا يكون الإمام إلاّ مقدّم الناس .
فأمر أن يحفر له في القبلة، فقلت : أمرني أن أحفر له سبع مراق ، وأن أشقّ له ضريحه فقال : انتهوا إلى ما يأمر به أبو الصلت سوى الضريح ، ولكن يحفر له ويلحد .
فلمّا رأى ما ظهر من النداوة والحيتان وغير ذلك ، قال المأمون :
لم يزل الرضا (عليه السلام) يرينا عجائبه في حياته حتّى أراناها بعد وفاته أيضاً . فقال له وزير كان معه : أتدري ما أخبرك به الرضا ؟ قال : لا .
قال : إنّه أخبرك أنّ ملككم يابني العبّاس مع كثرتكم وطول حذركم مثل هذه الحيتان ، حتّى إذا افنيت آجالكم وانقطعت آثاركم وذهبت دولتكم ، سلّط الله تعالى عليكم رجلاً منّا فأفناكم عن آخركم قال له : صدقت .
ثمّ قال لي : ياأبا الصلت علّمني الكلام الّذي تكلّمت به . قلت : والله لقد نسيت الكلام من ساعتي . وقد كنت صدقت ، فأمر بحبسي ، ودفن الرضا (عليه السلام) ، فحبست سنة ، فضاق عليّ الحبس ، وسهرت الليل ، ودعوت الله تعالى بدعاء ذكرت فيه محمّداً وآله (عليهم السلام) ، وسألت الله تعالى بحقّهم أن يفرّج عنّي .
فلم أستتم الدعاء حتّى دخل عليّ أبو جعفر محمّد بن عليّ (عليه السلام) .
فقال ] لي [ : ياأبا الصلت ضاق صدرك ؟ فقلت : إي والله . قال : قم فاخرج .
ثمّ ضرب يده إلى القيود الّتي كانت [ عليّ ] ففكّها ، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار ، والحرسة والغلمة يرونني ، فلم يستطيعوا أن يكلّموني ، وخرجت من باب الدار .
ثمّ قال لي : إمض في ودائع الله ، فإنّك لن تصل إليه ، ولا يصل إليك أبداً .
قال أبو الصلت : فلم ألتق مع المأمون إلى هذا الوقت[10][88]
******************************
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center]( الإمام الجواد (عليه السلام) عند استشهاد أبيه )[/align]
عن أبي الصلت الهروي أنه قال :
قال الإمام الرضا (عليه السلام) للمأمون : ربّما كان عنباً حسناً يكون من الجنّة . فقال له : كل منه فقال له الرضا (عليه السلام) : تعفيني منه . فقال : لا بدّ من ذلك ، وما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشيء . فتناول العنقود فأكل منه ، ثمّ ناوله فأكل منه الرضا (عليه السلام) ثلاث حبّات ، ثمّ رمى به وقام .
فقال المأمون : إلى أين ؟ قال : إلى حيث وجّهتني ، وخرج (عليه السلام) مغطّى الرأس فلم أكلّمه حتّى دخل الدار ، فأمر أن يغلق الباب ، فغلق ثمّ نام (عليه السلام) على فراشه ، ومكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً .
فبينا أنا كذلك ، إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه ، قطط الشعر ، أشبه الناس بالرضا (عليه السلام) ، فبادرت إليه وقلت له : من أين دخلت والباب مغلق ؟ فقال : الّذي جاء بي من المدينة في هذاالوقت : هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق. فقلت له :
ومن أنت ؟
فقال لي : أنا حجّة الله عليك ياأبا الصلت ، أنا محمّد بن عليّ .
ثمّ مضى نحو أبيه (عليه السلام) فدخل وأمرني بالدخول معه ، فلمّا نظر إليه الرضا (عليه السلام) وثب إليه ، فعانقه وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحباً إلى فراشه ، وأكبّ عليه محمّد بن عليّ (عليه السلام) يقبّله ويسارّه بشيء لم أفهمه .
ومضى الرضا (عليه السلام) ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : ياأبا الصلت قم فأتني بالمغتسل والماء من الخزانة . فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء . فقال لي : إنته إلى ما آمرك به، فدخلت الخزانة ، فإذا فيها مغتسل وماء ، فأخرجته وشمّرت ثيابي لأغسّله معه ، فقال لي : تنحّ ياأبا الصلت فإنّ لي من يعينني غيرك . فغسّله .
ثمّ قال لي : ادخل الخزانة ، فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه ، [ فدخلت ]فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ ، فحملته إليه فكفّنه وصلّى عليه .
ثمّ قال لي : ائتني بالتابوت .
فقلت : أمضي إلى النجّار حتّى يصلح التابوت .
قال : قم فإنّ في الخزانة تابوتاً .
فدخلت الخزانة فوجدت تابوتاً لم أره قطّ فأتيته به ، فأخذ الرضا (عليه السلام) بعد ما صلّى عليه فوضعه في التابوت ، وصفّ قدميه ، وصلّى ركعتين لم يفرغ منهما حتّى علا التابوت ، فانشقّ السقف ، فخرج منه التابوت ومضى .
فقلت : ياابن رسول الله ، الساعة يجيئنا المأمون ويطالبنا بالرضا(عليه السلام) فما نصنع ؟
فقال لي : أسكت فإنّه سيعود ياأبا الصلت ، ما من نبيّ يموت بالمشرق ويموت وصيّه بالمغرب إلاّ جمع الله تعالى بين أرواحهما وأجسادهما .
فما أتمّ الحديث ، حتّى انشقّ السقف ونزل التابوت ، فقام (عليه السلام) فاستخرج الرضا (عليه السلام) من التابوت ، ووضعه على فراشه كأنه لم يغسّل ولم يكفّن .
ثمّ قال لي : ياأبا الصلت قم فافتح الباب للمأمون ، ففتحت الباب ، فإذا المأمون والغلمان بالباب ، فدخل باكياً حزيناً قد شقّ جيبه ، ولطم رأسه، وهو يقول :
ياسيّداه فجعت بك ياسيّدي ، ثمّ دخل وجلس عند رأسه وقال : خذوا في تجهيزه .
فأمر بحفر القبر ، فحفرت الموضع فظهر كلّ شيء على ما وصفه الرضا (عليه السلام) فقال له بعض جلسائه : ألست تزعم أنّه إمام ؟ قال : بلى . قال : لا يكون الإمام إلاّ مقدّم الناس .
فأمر أن يحفر له في القبلة، فقلت : أمرني أن أحفر له سبع مراق ، وأن أشقّ له ضريحه فقال : انتهوا إلى ما يأمر به أبو الصلت سوى الضريح ، ولكن يحفر له ويلحد .
فلمّا رأى ما ظهر من النداوة والحيتان وغير ذلك ، قال المأمون :
لم يزل الرضا (عليه السلام) يرينا عجائبه في حياته حتّى أراناها بعد وفاته أيضاً . فقال له وزير كان معه : أتدري ما أخبرك به الرضا ؟ قال : لا .
قال : إنّه أخبرك أنّ ملككم يابني العبّاس مع كثرتكم وطول حذركم مثل هذه الحيتان ، حتّى إذا افنيت آجالكم وانقطعت آثاركم وذهبت دولتكم ، سلّط الله تعالى عليكم رجلاً منّا فأفناكم عن آخركم قال له : صدقت .
ثمّ قال لي : ياأبا الصلت علّمني الكلام الّذي تكلّمت به . قلت : والله لقد نسيت الكلام من ساعتي . وقد كنت صدقت ، فأمر بحبسي ، ودفن الرضا (عليه السلام) ، فحبست سنة ، فضاق عليّ الحبس ، وسهرت الليل ، ودعوت الله تعالى بدعاء ذكرت فيه محمّداً وآله (عليهم السلام) ، وسألت الله تعالى بحقّهم أن يفرّج عنّي .
فلم أستتم الدعاء حتّى دخل عليّ أبو جعفر محمّد بن عليّ (عليه السلام) .
فقال ] لي [ : ياأبا الصلت ضاق صدرك ؟ فقلت : إي والله . قال : قم فاخرج .
ثمّ ضرب يده إلى القيود الّتي كانت [ عليّ ] ففكّها ، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار ، والحرسة والغلمة يرونني ، فلم يستطيعوا أن يكلّموني ، وخرجت من باب الدار .
ثمّ قال لي : إمض في ودائع الله ، فإنّك لن تصل إليه ، ولا يصل إليك أبداً .
قال أبو الصلت : فلم ألتق مع المأمون إلى هذا الوقت[10][88]
******************************
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center](( ملامح عصر الإمام الجواد (عليه السلام))[/align]
1 ـ المدينة : وكانت المدينة من أهم المراكز العلمية في ذلك العصر ، فقد تشكّلت فيها مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وقد ضمّت عيون الفقهاء والرواة من الذين سهروا على تدوين أحاديث أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) وقد عنوا بصورة موضوعية بتدوين أحاديثهم الخاصة في الفقه الذي يمثل روح الإسلام وجوهره، كما تشكّلت في المدينة مدرسة التابعين وهي مدرسة فقهية عنت بأخذ الفقه ممّا روي عن الصحابة ، ويرجع فيما لم يرو فيه عنهم حديث إلى ما يقتضيه الرأي والقياس حسب ما ذكروه .
2 ـ الكوفة : وتأتي الكوفة بعد المدينة في الأهمية ، فقد كان الجامع الأعظم من أهم المعاهد ، والمدارس الاسلامية ، فقد انتشرت فيه الحلقات الدراسية، وكان الطابع العام للدراسة هي العلوم الاسلامية من الفقه والتفسير والحديث وغيرها .
وكانت الكوفة علوية الرأي ، فقد عنت مدرستها بعلوم أهل البيت (عليهم السلام) وقد حدّث الحسن بن علي الوشاء فقال : أدركت في هذا المسجد ـ يعني مسجد الكوفة ـ تسعمائة شيخ كلّ يقول : حدّثني جعفر بن محمّد[2][90] ومن أهم الأسر العلمية التي درست في ذلك الجامع هي آل حيّان التغلبي وآل أعين ، وبنو عطيّة وبيت بني دراج وغيرهم[3][91] .
ولم يكن الفقه وحده هو السائد في مدرسة الكوفة ، وإنّما كان النحو سائداً أيضاً ، فقد اُنشئت في الكوفة مدرسة النحويين ، وكان من أعلامها البارزين : الكسائي الذي عهد إليه الرشيد بتعليم ابنيه الأمين والمأمون ، ومن الجدير بالذكر انّ هذا العلم الذي يصون اللسان عن الخطأ قد اخترعه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فهو الذي وضع قواعده واُصوله .
3 ـ البصرة : وكانت مركزاً مهمّاً لعلم النحو ، وكان أوّل من وضع أساس مدرسة البصرة أبو الأسود الدؤلي تلميذ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكانت هذه المؤسسة تنافس مدرسة الكوفة ، وقد سُمّي نُحاة البصرة (أهل المنطق) تمييزاً عن نُحاة الكوفة وكان من أعلام هذه الصناعة سيبويه الفارسي ، وهو صاحب كتاب سيبويه، الذي هو من أنضج الكتب العربية وأكثرها عمقاً وأصالة يقول دي بور : فلو نظرنا إلى كتاب سيبويه لوجدناه عملاً ناضجاً ، ومجهوداً عظيماً ، حتى أنّ المتأخّرين قالوا : إنّه لا بدّ أن يكون ثمرة جهود متضافرة لكثير من العلماء ، مثل قانون ابن سيناء[4][92] .
وكما كانت البصرة ميداناً لعلم النحو كذلك كانت مدرسة لعلم التفسير الذي كان من علمائه البارزين أبو عمرو بن العلاء ، وكانت مدرسة أيضاً لعلم العروض الذي وضع اُصوله الخليل بن أحمد صاحب كتاب العين الذي هو أوّل معجم وضع في اللغة العربية .
4 ـ بغداد : حيث ازدهرت بالحركات العلمية والثقافية ، وقد انتشرت فيها المدارس والمعاهد ولم يعد هناك شيء أيسر ولا أبذل من العلم. ولم تختص بغداد في علم خاص كما كانت بقية المراكز الاسلامية ، وإنّما شملت جميع أنواع العلوم العقلية والنقلية ، وكذا سائر الفنون ، وقد أصبحت أعظم حاضرة علمية في ذلك العصر ، وتوافد عليها طلاّب العلوم والمعرفة من جميع أقطار الدنيا. يقول غوستاف لوبون : كان العلماء ورجال الفن والاُدباء من جميع الملل والنحل من يونان وفُرس وأقباط وكلدان يتقاطرون إلى بغداد ، ويجعلون منها مركزاً للثقافة في الدنيا، قال أبو الفرج عن المأمون : إنّه كان يخلو بالحكماء ، ويأنس بمناظرتهم ، ويلتذ بمذاكرتهم علماً منه بأنّ أهل العلم هُم صفوة الله من خلقه ونخبته من عباده[5][93].
******************************
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center](( ملامح عصر الإمام الجواد (عليه السلام))[/align]
1 ـ المدينة : وكانت المدينة من أهم المراكز العلمية في ذلك العصر ، فقد تشكّلت فيها مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وقد ضمّت عيون الفقهاء والرواة من الذين سهروا على تدوين أحاديث أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) وقد عنوا بصورة موضوعية بتدوين أحاديثهم الخاصة في الفقه الذي يمثل روح الإسلام وجوهره، كما تشكّلت في المدينة مدرسة التابعين وهي مدرسة فقهية عنت بأخذ الفقه ممّا روي عن الصحابة ، ويرجع فيما لم يرو فيه عنهم حديث إلى ما يقتضيه الرأي والقياس حسب ما ذكروه .
2 ـ الكوفة : وتأتي الكوفة بعد المدينة في الأهمية ، فقد كان الجامع الأعظم من أهم المعاهد ، والمدارس الاسلامية ، فقد انتشرت فيه الحلقات الدراسية، وكان الطابع العام للدراسة هي العلوم الاسلامية من الفقه والتفسير والحديث وغيرها .
وكانت الكوفة علوية الرأي ، فقد عنت مدرستها بعلوم أهل البيت (عليهم السلام) وقد حدّث الحسن بن علي الوشاء فقال : أدركت في هذا المسجد ـ يعني مسجد الكوفة ـ تسعمائة شيخ كلّ يقول : حدّثني جعفر بن محمّد[2][90] ومن أهم الأسر العلمية التي درست في ذلك الجامع هي آل حيّان التغلبي وآل أعين ، وبنو عطيّة وبيت بني دراج وغيرهم[3][91] .
ولم يكن الفقه وحده هو السائد في مدرسة الكوفة ، وإنّما كان النحو سائداً أيضاً ، فقد اُنشئت في الكوفة مدرسة النحويين ، وكان من أعلامها البارزين : الكسائي الذي عهد إليه الرشيد بتعليم ابنيه الأمين والمأمون ، ومن الجدير بالذكر انّ هذا العلم الذي يصون اللسان عن الخطأ قد اخترعه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فهو الذي وضع قواعده واُصوله .
3 ـ البصرة : وكانت مركزاً مهمّاً لعلم النحو ، وكان أوّل من وضع أساس مدرسة البصرة أبو الأسود الدؤلي تلميذ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكانت هذه المؤسسة تنافس مدرسة الكوفة ، وقد سُمّي نُحاة البصرة (أهل المنطق) تمييزاً عن نُحاة الكوفة وكان من أعلام هذه الصناعة سيبويه الفارسي ، وهو صاحب كتاب سيبويه، الذي هو من أنضج الكتب العربية وأكثرها عمقاً وأصالة يقول دي بور : فلو نظرنا إلى كتاب سيبويه لوجدناه عملاً ناضجاً ، ومجهوداً عظيماً ، حتى أنّ المتأخّرين قالوا : إنّه لا بدّ أن يكون ثمرة جهود متضافرة لكثير من العلماء ، مثل قانون ابن سيناء[4][92] .
وكما كانت البصرة ميداناً لعلم النحو كذلك كانت مدرسة لعلم التفسير الذي كان من علمائه البارزين أبو عمرو بن العلاء ، وكانت مدرسة أيضاً لعلم العروض الذي وضع اُصوله الخليل بن أحمد صاحب كتاب العين الذي هو أوّل معجم وضع في اللغة العربية .
4 ـ بغداد : حيث ازدهرت بالحركات العلمية والثقافية ، وقد انتشرت فيها المدارس والمعاهد ولم يعد هناك شيء أيسر ولا أبذل من العلم. ولم تختص بغداد في علم خاص كما كانت بقية المراكز الاسلامية ، وإنّما شملت جميع أنواع العلوم العقلية والنقلية ، وكذا سائر الفنون ، وقد أصبحت أعظم حاضرة علمية في ذلك العصر ، وتوافد عليها طلاّب العلوم والمعرفة من جميع أقطار الدنيا. يقول غوستاف لوبون : كان العلماء ورجال الفن والاُدباء من جميع الملل والنحل من يونان وفُرس وأقباط وكلدان يتقاطرون إلى بغداد ، ويجعلون منها مركزاً للثقافة في الدنيا، قال أبو الفرج عن المأمون : إنّه كان يخلو بالحكماء ، ويأنس بمناظرتهم ، ويلتذ بمذاكرتهم علماً منه بأنّ أهل العلم هُم صفوة الله من خلقه ونخبته من عباده[5][93].
******************************
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center](( الإمام الجواد (عليه السلام) وحكّام عصره ))[/align]
1 ـ المأمون العبّاسي
استمرّ المأمون على منهجه السابق في التظاهر بالإحسان لأهل البيت (عليهم السلام) وقد تظاهر بإكرام الإمام الجواد (عليه السلام) فزوّجه ابنته وحاول التقرّب اليه كثيراً لكنه في الوقت ذاته كان يكيد للإمام من خلال تحجيم دوره وتشديد الرقابة عليه، بالرغم من تظاهره بالولاء لأهل البيت(عليهم السلام) والرعاية له بشكل خاص. وذلك لما عرفناه من موقف المأمون من أبيه الرضا(عليه السلام) فيما سبق من بحوث، وبه نفسّر كل ما صدر من المأمون تجاه الإمام الجواد(عليه السلام) .
وسنتطرق الى الثغرات الرئيسية في العلاقة بين الإمام (عليه السلام) والمأمون فيما بعد.
تزويج المأمون ابنته من الإمام الجواد (عليه السلام) :
قال المؤرخون : لمّا أراد المأمون ان يزوج ابنته ام الفضل أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) بلغ ذلك العباسيين فغلظ عليهم ، واستنكروه وخافوا ان ينتهي الأمر معه الى ما انتهى مع الرّضا (عليه السلام) فخاضوا في ذلك واجتمع منهم أهل بيته الادنون منه . فقالوا : ننشدك الله ياأمير المؤمنين ان تقيم على هذا الأمر الذي عزمت عليه من تزويج ابن الرضا فإنّا نخاف ان يخرج به عنا أمر قد ملّكناه الله عزوجل ، وينزع منّا عزّاً قد ألبسناه الله ، وقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم قديماً وحديثاً ، وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك ، من تبعيدهم والتصغير بهم ، وقد كنّا في وهلة من عملك مع الرضا (عليه السلام) ما عملت فكفانا الله المهم من ذلك . فالله الله ان تردّنا الى غمّ قد انحسر عنّا ، واصرف رأيك عن ابن الرضا واعدل الى مَن تراه من اهل بيتك يصلح لذلك دون غيره.
فقال لهم المأمون : أما ما بينكم وبين آل أبي طالب فأنتم السبب فيه ، ولو انصفتم القوم لكانوا اولى بكم ، واما ما كان يفعله من قبلي بهم ، فقد كان قاطعاً للرّحم ، واعوذ بالله من ذلك ، والله ما ندمت على ما كان منّي من استخلاف الرضا (عليه السلام) ولقد سألته ان يقوم بالأمر وأنزعه من نفسي فأبى ، وكان أمر الله قدراً مقدوراً .
واما أبو جعفر محمد بن علي فقد اخترته لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم والفضل ، مع صغر سنه ، والاعجوبة فيه بذلك ، وانا أرجو ان يظهر للناس ما قد عرفته منه ، فيعلمون ان الرأي ما رأيت فيه .
فقالوا له : ان هذا الفتى وإن راقك منه هديه فانه صبي لا معرفة له ولا فقه ، فأمهله ليتأدب ثم اصنع ما تراه بعد ذلك .
فقال لهم : ويحكم اني اعرف بهذا الفتى منكم وان اهل هذا البيت علمهم من الله تعالى وموادّه والهامه ، ولم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال ، فان شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يتبين لكم به ما وصفت من حاله .
قالوا : قد رضينا لك ياأمير المؤمنين ولأنفسنا بامتحانه ، فخلّ بيننا وبينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة ، فان أصاب في الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في أمره وظهر للخاصة والعامة سديد رأي أمير المؤمنين فيه ، وإن عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه . فقال لهم المأمون : شأنكم وذلك متى أردتم .
فخرجوا من عنده واجتمع رأيهم على مسألة يحيى بن أكثم ، وهو يومئذ قاضي الزمان على ان يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها ، ووعدوه بأموال نفيسة على ذلك ، وعادوا الى المأمون وسألوه ان يختار لهم يوماً للاجتماع فأجابهم الى ذلك .
فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه وحضر معهم يحيى بن اكثم وأمر المأمون ان يفرش لابي جعفر دست [1][149] ويجعل له فيه مسورتان ففعل ذلك وخرج أبو جعفر وهو يومئذ ابن تسع سنين وأشهر فجلس بين المسورتين وجلس يحيى بن اكثم بين يديه وقام الناس في مراتبهم والمأمون جالس في دست متصل بدست أبي جعفر (عليه السلام).
فقال يحيى بن اكثم للمأمون : يأذن لي أمير المؤمنين أن اسأل أبا جعفر عن مسألة ؟ فقال له المأمون : استأذنه في ذلك فأقبل عليه يحيى بن اكثم ، فقال : أتأذن لي جعلت فداك في مسألة ؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : سل إن شئت .
قال يحيى : ما تقول جعلت فداك في محرم قتل صيداً ؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : قتله في حلّ أو في حرم ، عالماً كان المحرم أو جاهلاً ، قتله عمداً أو خطأ ، حرّاً كان المحرم أو عبداً ، صغيراً كان او كبيراً ، مبتدئاً بالقتل او معيداً ، من ذوات الطير كان الصيد ام من غيرها ، من صغار الصيد ام من كبارها ، مصرّاً على ما فعل او نادماً ، في الليل كان قتله للصيد ام في النهار ، محرماً كان بالعمرة اذ قتله او بالحج كان محرماً ؟
فتحيّر يحيى بن اكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع ولجلج حتى عرف جماعة اهل المجلس أمره . فقال المأمون : الحمد لله على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي ثم نظر الى أهل بيته فقال لهم : اعرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ؟ ثم اقبل على أبي جعفر (عليه السلام) فقال له : اتخطب يا أبا جعفر ؟
فقال : نعم ياأمير المؤمنين . فقال له المأمون : اخطب لنفسك جعلت فداك قد رضيتك لنفسي وانا مزوّجك ام الفضل ابنتي وان رغم قوم ذلك .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : الحمد لله إقراراً بالنعمة ، ولا اله إلاّ الله إخلاصاً لوحدانيته وصلى الله على محمد سيد بريّته ، والأصفياء من عترته .
اما بعد فقد كان من فضل الله على الأنام ، ان أغناهم بالحلال عن الحرام ، فقال سبحانه : ( وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) .
ثم ان محمد بن علي بن موسى يخطب اُمّ الفضل بنت عبد الله المأمون ، وقد بذل لها من الصّداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد(عليهما السلام) وهو خمسمائة درهم جياداً فهل زوّجته ياأمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور ؟
فقال المأمون : نعم قد زوّجتك ياأبا جعفر ام الفضل ابنتي على الصداق المذكور ، فهل قبلت النكاح ؟
قال أبو جعفر (عليه السلام) : قد قبلت ذلك ورضيت به .
فأمر المأمون ان يقعد الناس على مراتبهم في الخاصة والعامة .
قال الريّان : ولم نلبث ان سمعنا أصواتاً تشبه اصوات الملاّحين في محاوراتهم ، فاذا الخدم يجرّون سفينة مصنوعة من فضة مشدودة بالحبال من الابريسم ، على عجلة مملوّة من الغالية ، ثم أمر المأمون ان تخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية ، ثم مدّت الى دار العامّة فتطيبوا منها ووضعت الموائد فأكل الناس وخرجت الجوائز الى كلّ قوم على قدرهم .
فلما تفرق الناس وبقي من الخاصة من بقي ، قال المأمون لأبي جعفر (عليه السلام) : ان رأيت جعلت فداك ان تذكر الفقه الذي فصّلته من وجوه من قتل المحرم لنعلمه ونستفيده .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : نعم ان المحرم اذا قتل صيداً في الحلّ وكان الصيد من ذوات الطير ، وكان من كبارها ، فعليه شاة ، فان أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً ، واذا قتل فرخاً في الحلّ فعليه حمل قد فطم من اللبن واذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمة الفرخ ، فاذا كان من الوحش وكان حمار وحش فعليه بقرة ، وإن كان نعامة فعليه بدنة وان كان ظبياً فعليه شاة وان كان قتل شيئاً من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً هدياً بالغ الكعبة .
واذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه ، وكان إحرامه بالحجّ نحره بمنى ، وان كان إحرامه بالعمرة نحره بمكة ، وجزاء الصيد على العالم والجاهل سواء ، وفي العمد عليه المأثم وهو موضوع عنه في الخطأ، والكفّارة على الحرّ في نفسه ، وعلى السيّد في عبده ، والصغير لاكفّارة عليه ، وهي على الكبير واجبة والنادم يسقط ندمه عنه عقاب الآخرة ، والمصرّ يجب عليه العقاب في الآخرة .
فقال المأمون : أحسنت ياأبا جعفر احسن الله اليك فان رأيت ان تسأل يحيى عن مسألة كما سألك .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) ليحيى : أسألك ؟ قال : ذلك اليك جعلت فداك ، فإن عرفت جواب ما تسألني والا استفدته منك .
فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : اخبرني عن رجل نظر الى امرأة في اول النهار فكان نظره اليها حراماً عليه ، فلما ارتفع النهار حلّت له ، فلما زالت الشمس حرمت عليه ، فلما كان وقت العصر حلّت له ، فلما غربت الشمس حرمت عليه ، فلما دخل وقت العشاء الآخرة حلّت له ، فلما كان وقت انتصاف الليل حرمت عليه ، فلما طلع الفجر حلّت له ، ما حال هذه المرأة وبماذا حلّت له وحرمت عليه ؟
فقال له يحيى بن اكثم : لا والله لا اهتدي الى جواب هذا السؤال ولا اعرف الوجه فيه ، فان رأيت ان تفيدناه .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : هذه أمة لرجل من الناس ، نظر اليها أجنبي في اول النهار فكان نظره اليها حراماً عليه ، فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلّت له ، فلما كان عند الظهر أعتقها فحرمت عليه ، فلما كان وقت العصر تزوّجها فحلت له ، فلما كان وقت المغرب ظاهَر منها فحرمت عليه ، فلما كان وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظهار فحلّت له ، فلما كان نصف الليل طلّقها واحدة ، فحرمت عليه ، فلمّا كان عند الفجر راجعها فحلّت له .
قال : فأقبل المأمون على من حضره من اهل بيته فقال لهم : هل فيكم من يجيب هذه المسألة بمثل هذا الجواب ، او يعرف القول فيما تقدم من السؤال ؟ قالوا : لا والله ان أمير المؤمنين اعلم وما رأى .
فقال : ويحكم! ان أهل هذا البيت خصّوا من الخلق بما ترون من الفضل ، وان صغر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال. اما علمتم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو ابن عشر سنين ، وقبل منه الإسلام وحكم له به ، ولم يدع أحداً في سنّه غيره ، وبايع الحسن والحسين(عليهما السلام) وهما ابنا دون الست سنين ، ولم يبايع صبياً غيرهما ، أو لا تعلمون ما اختص الله به هؤلاء القوم؟! وانهم ذرية بعضها من بعض يجري لآخرهم ما يجري لاولهم . فقالوا : صدقت ياأمير المؤمنين ثم نهض القوم .
فلما كان من الغد اُحضر الناس وحضر أبو جعفر (عليه السلام) وسار القوّاد والحجّاب والخاصة والعمّال لتهنئة المأمون وأبي جعفر (عليه السلام) فاخرجت ثلاثة أطباق من الفضة ، فيها بنادق مسك وزعفران ، معجون في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة ، وعطايا سنية ، واقطاعات ، فأمر المأمون بنثرها على القوم من خاصته فكان كل من وقع في يده بندقة أخرج الرقعة التي فيها والتمسه فأطلق يده له ، ووضعت البدر ، فنثر ما فيها على القوّاد وغيرهم ، وانصرف الناس وهم أغنياء بالجوائز والعطايا . وتقدم المأمون بالصدقة على كافة المساكين ، ولم يزل مكرماً لابي جعفر (عليه السلام) معظماً لقدره مدة حياته ، يؤثره على ولده وجماعة أهل بيته [2][150] .
[align=center]( يُتبع )[/align]
[align=center]**************************[/align]
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center](( الإمام الجواد (عليه السلام) وحكّام عصره ))[/align]
1 ـ المأمون العبّاسي
استمرّ المأمون على منهجه السابق في التظاهر بالإحسان لأهل البيت (عليهم السلام) وقد تظاهر بإكرام الإمام الجواد (عليه السلام) فزوّجه ابنته وحاول التقرّب اليه كثيراً لكنه في الوقت ذاته كان يكيد للإمام من خلال تحجيم دوره وتشديد الرقابة عليه، بالرغم من تظاهره بالولاء لأهل البيت(عليهم السلام) والرعاية له بشكل خاص. وذلك لما عرفناه من موقف المأمون من أبيه الرضا(عليه السلام) فيما سبق من بحوث، وبه نفسّر كل ما صدر من المأمون تجاه الإمام الجواد(عليه السلام) .
وسنتطرق الى الثغرات الرئيسية في العلاقة بين الإمام (عليه السلام) والمأمون فيما بعد.
تزويج المأمون ابنته من الإمام الجواد (عليه السلام) :
قال المؤرخون : لمّا أراد المأمون ان يزوج ابنته ام الفضل أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) بلغ ذلك العباسيين فغلظ عليهم ، واستنكروه وخافوا ان ينتهي الأمر معه الى ما انتهى مع الرّضا (عليه السلام) فخاضوا في ذلك واجتمع منهم أهل بيته الادنون منه . فقالوا : ننشدك الله ياأمير المؤمنين ان تقيم على هذا الأمر الذي عزمت عليه من تزويج ابن الرضا فإنّا نخاف ان يخرج به عنا أمر قد ملّكناه الله عزوجل ، وينزع منّا عزّاً قد ألبسناه الله ، وقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم قديماً وحديثاً ، وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك ، من تبعيدهم والتصغير بهم ، وقد كنّا في وهلة من عملك مع الرضا (عليه السلام) ما عملت فكفانا الله المهم من ذلك . فالله الله ان تردّنا الى غمّ قد انحسر عنّا ، واصرف رأيك عن ابن الرضا واعدل الى مَن تراه من اهل بيتك يصلح لذلك دون غيره.
فقال لهم المأمون : أما ما بينكم وبين آل أبي طالب فأنتم السبب فيه ، ولو انصفتم القوم لكانوا اولى بكم ، واما ما كان يفعله من قبلي بهم ، فقد كان قاطعاً للرّحم ، واعوذ بالله من ذلك ، والله ما ندمت على ما كان منّي من استخلاف الرضا (عليه السلام) ولقد سألته ان يقوم بالأمر وأنزعه من نفسي فأبى ، وكان أمر الله قدراً مقدوراً .
واما أبو جعفر محمد بن علي فقد اخترته لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم والفضل ، مع صغر سنه ، والاعجوبة فيه بذلك ، وانا أرجو ان يظهر للناس ما قد عرفته منه ، فيعلمون ان الرأي ما رأيت فيه .
فقالوا له : ان هذا الفتى وإن راقك منه هديه فانه صبي لا معرفة له ولا فقه ، فأمهله ليتأدب ثم اصنع ما تراه بعد ذلك .
فقال لهم : ويحكم اني اعرف بهذا الفتى منكم وان اهل هذا البيت علمهم من الله تعالى وموادّه والهامه ، ولم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال ، فان شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يتبين لكم به ما وصفت من حاله .
قالوا : قد رضينا لك ياأمير المؤمنين ولأنفسنا بامتحانه ، فخلّ بيننا وبينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة ، فان أصاب في الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في أمره وظهر للخاصة والعامة سديد رأي أمير المؤمنين فيه ، وإن عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه . فقال لهم المأمون : شأنكم وذلك متى أردتم .
فخرجوا من عنده واجتمع رأيهم على مسألة يحيى بن أكثم ، وهو يومئذ قاضي الزمان على ان يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها ، ووعدوه بأموال نفيسة على ذلك ، وعادوا الى المأمون وسألوه ان يختار لهم يوماً للاجتماع فأجابهم الى ذلك .
فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه وحضر معهم يحيى بن اكثم وأمر المأمون ان يفرش لابي جعفر دست [1][149] ويجعل له فيه مسورتان ففعل ذلك وخرج أبو جعفر وهو يومئذ ابن تسع سنين وأشهر فجلس بين المسورتين وجلس يحيى بن اكثم بين يديه وقام الناس في مراتبهم والمأمون جالس في دست متصل بدست أبي جعفر (عليه السلام).
فقال يحيى بن اكثم للمأمون : يأذن لي أمير المؤمنين أن اسأل أبا جعفر عن مسألة ؟ فقال له المأمون : استأذنه في ذلك فأقبل عليه يحيى بن اكثم ، فقال : أتأذن لي جعلت فداك في مسألة ؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : سل إن شئت .
قال يحيى : ما تقول جعلت فداك في محرم قتل صيداً ؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : قتله في حلّ أو في حرم ، عالماً كان المحرم أو جاهلاً ، قتله عمداً أو خطأ ، حرّاً كان المحرم أو عبداً ، صغيراً كان او كبيراً ، مبتدئاً بالقتل او معيداً ، من ذوات الطير كان الصيد ام من غيرها ، من صغار الصيد ام من كبارها ، مصرّاً على ما فعل او نادماً ، في الليل كان قتله للصيد ام في النهار ، محرماً كان بالعمرة اذ قتله او بالحج كان محرماً ؟
فتحيّر يحيى بن اكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع ولجلج حتى عرف جماعة اهل المجلس أمره . فقال المأمون : الحمد لله على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي ثم نظر الى أهل بيته فقال لهم : اعرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ؟ ثم اقبل على أبي جعفر (عليه السلام) فقال له : اتخطب يا أبا جعفر ؟
فقال : نعم ياأمير المؤمنين . فقال له المأمون : اخطب لنفسك جعلت فداك قد رضيتك لنفسي وانا مزوّجك ام الفضل ابنتي وان رغم قوم ذلك .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : الحمد لله إقراراً بالنعمة ، ولا اله إلاّ الله إخلاصاً لوحدانيته وصلى الله على محمد سيد بريّته ، والأصفياء من عترته .
اما بعد فقد كان من فضل الله على الأنام ، ان أغناهم بالحلال عن الحرام ، فقال سبحانه : ( وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) .
ثم ان محمد بن علي بن موسى يخطب اُمّ الفضل بنت عبد الله المأمون ، وقد بذل لها من الصّداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد(عليهما السلام) وهو خمسمائة درهم جياداً فهل زوّجته ياأمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور ؟
فقال المأمون : نعم قد زوّجتك ياأبا جعفر ام الفضل ابنتي على الصداق المذكور ، فهل قبلت النكاح ؟
قال أبو جعفر (عليه السلام) : قد قبلت ذلك ورضيت به .
فأمر المأمون ان يقعد الناس على مراتبهم في الخاصة والعامة .
قال الريّان : ولم نلبث ان سمعنا أصواتاً تشبه اصوات الملاّحين في محاوراتهم ، فاذا الخدم يجرّون سفينة مصنوعة من فضة مشدودة بالحبال من الابريسم ، على عجلة مملوّة من الغالية ، ثم أمر المأمون ان تخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية ، ثم مدّت الى دار العامّة فتطيبوا منها ووضعت الموائد فأكل الناس وخرجت الجوائز الى كلّ قوم على قدرهم .
فلما تفرق الناس وبقي من الخاصة من بقي ، قال المأمون لأبي جعفر (عليه السلام) : ان رأيت جعلت فداك ان تذكر الفقه الذي فصّلته من وجوه من قتل المحرم لنعلمه ونستفيده .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : نعم ان المحرم اذا قتل صيداً في الحلّ وكان الصيد من ذوات الطير ، وكان من كبارها ، فعليه شاة ، فان أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً ، واذا قتل فرخاً في الحلّ فعليه حمل قد فطم من اللبن واذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمة الفرخ ، فاذا كان من الوحش وكان حمار وحش فعليه بقرة ، وإن كان نعامة فعليه بدنة وان كان ظبياً فعليه شاة وان كان قتل شيئاً من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً هدياً بالغ الكعبة .
واذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه ، وكان إحرامه بالحجّ نحره بمنى ، وان كان إحرامه بالعمرة نحره بمكة ، وجزاء الصيد على العالم والجاهل سواء ، وفي العمد عليه المأثم وهو موضوع عنه في الخطأ، والكفّارة على الحرّ في نفسه ، وعلى السيّد في عبده ، والصغير لاكفّارة عليه ، وهي على الكبير واجبة والنادم يسقط ندمه عنه عقاب الآخرة ، والمصرّ يجب عليه العقاب في الآخرة .
فقال المأمون : أحسنت ياأبا جعفر احسن الله اليك فان رأيت ان تسأل يحيى عن مسألة كما سألك .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) ليحيى : أسألك ؟ قال : ذلك اليك جعلت فداك ، فإن عرفت جواب ما تسألني والا استفدته منك .
فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : اخبرني عن رجل نظر الى امرأة في اول النهار فكان نظره اليها حراماً عليه ، فلما ارتفع النهار حلّت له ، فلما زالت الشمس حرمت عليه ، فلما كان وقت العصر حلّت له ، فلما غربت الشمس حرمت عليه ، فلما دخل وقت العشاء الآخرة حلّت له ، فلما كان وقت انتصاف الليل حرمت عليه ، فلما طلع الفجر حلّت له ، ما حال هذه المرأة وبماذا حلّت له وحرمت عليه ؟
فقال له يحيى بن اكثم : لا والله لا اهتدي الى جواب هذا السؤال ولا اعرف الوجه فيه ، فان رأيت ان تفيدناه .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : هذه أمة لرجل من الناس ، نظر اليها أجنبي في اول النهار فكان نظره اليها حراماً عليه ، فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلّت له ، فلما كان عند الظهر أعتقها فحرمت عليه ، فلما كان وقت العصر تزوّجها فحلت له ، فلما كان وقت المغرب ظاهَر منها فحرمت عليه ، فلما كان وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظهار فحلّت له ، فلما كان نصف الليل طلّقها واحدة ، فحرمت عليه ، فلمّا كان عند الفجر راجعها فحلّت له .
قال : فأقبل المأمون على من حضره من اهل بيته فقال لهم : هل فيكم من يجيب هذه المسألة بمثل هذا الجواب ، او يعرف القول فيما تقدم من السؤال ؟ قالوا : لا والله ان أمير المؤمنين اعلم وما رأى .
فقال : ويحكم! ان أهل هذا البيت خصّوا من الخلق بما ترون من الفضل ، وان صغر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال. اما علمتم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو ابن عشر سنين ، وقبل منه الإسلام وحكم له به ، ولم يدع أحداً في سنّه غيره ، وبايع الحسن والحسين(عليهما السلام) وهما ابنا دون الست سنين ، ولم يبايع صبياً غيرهما ، أو لا تعلمون ما اختص الله به هؤلاء القوم؟! وانهم ذرية بعضها من بعض يجري لآخرهم ما يجري لاولهم . فقالوا : صدقت ياأمير المؤمنين ثم نهض القوم .
فلما كان من الغد اُحضر الناس وحضر أبو جعفر (عليه السلام) وسار القوّاد والحجّاب والخاصة والعمّال لتهنئة المأمون وأبي جعفر (عليه السلام) فاخرجت ثلاثة أطباق من الفضة ، فيها بنادق مسك وزعفران ، معجون في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة ، وعطايا سنية ، واقطاعات ، فأمر المأمون بنثرها على القوم من خاصته فكان كل من وقع في يده بندقة أخرج الرقعة التي فيها والتمسه فأطلق يده له ، ووضعت البدر ، فنثر ما فيها على القوّاد وغيرهم ، وانصرف الناس وهم أغنياء بالجوائز والعطايا . وتقدم المأمون بالصدقة على كافة المساكين ، ولم يزل مكرماً لابي جعفر (عليه السلام) معظماً لقدره مدة حياته ، يؤثره على ولده وجماعة أهل بيته [2][150] .
[align=center]( يُتبع )[/align]
[align=center]**************************[/align]
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align]
[align=center](( تابع الإمام الجواد (عليه السلام) وحكّام عصره ))[/align]
حقيقة العلاقة بين الإمام (عليه السلام) والمأمون
بعد استعراضنا لقضية زواج الإمام (عليه السلام) من بنت المأمون وبيان
ملابساتها وما دار خلالها من نقاش وسجال وحوار ، نسجل الملاحظات الآتية لبيان الثغرة في علاقة المأمون العباسي بالإمام الجواد (عليه السلام) .
1 ـ كان المأمون يدرك جيداً ان الجواد (عليه السلام) هو الوارث الحقيقي لخط الإمامة وهو القائد الشرعي لاُمة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لذلك تعامل في تخطيطه السياسي معه تعاملاً جادّاً بصفة ان الإمام (عليه السلام) كان قطباً مهماً من اقطاب الساحة السياسية الإسلامية وقائداً مطاعاً من قبل الطليعة الواعية في الاُمة مع ما يمتلكه من مكانة واحترام في نفوس قطّاعات واسعة من الاُمة .
وقد اعلن المأمون تصوره هذا أمام العباسيين عندما قالوا له :
يا امير المؤمنين أتزوج ابنتك وقرة عينك صبياً لم يتفقه في دين الله ؟ ولا يعرف حلاله من حرامه؟ ولا فرضاً من سنة ؟ ولابي جعفر (عليه السلام) اذ ذاك تسع سنين، فلو صبرت له حتى يتأدب ويقرأ القرآن ويعرف الحلال من الحرام .
فقال المأمون : انه لأفقه منكم واعلم بالله ورسوله وسنته واحكامه ، وأقرأ لكتاب الله منكم وأعلم بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وظاهره وباطنه وخاصه وعامه وتنزيله وتأويله ، منكم. لذلك لابدّ أن يكون المأمون مع الإمام الجواد(عليه السلام) مخططاً له بعناية وحنكة . وهذا يفسر البعد الضخم الذي اكتسبه
زواج الجواد(عليه السلام) من بنت المأمون ومدى اهتمام المأمون به من قبل القوّاد والحجّاب والخاصّة .
2 ـ على أساس النقطة السابقة فقد تظاهر المأمون بحبه وتقديره للإمام الجواد (عليه السلام) طالباً بذلك :
أ ـ كسب الجماهير المسلمة الموالية لأهل البيت (عليهم السلام) بصفته من الموالين والمكرمين لآل الرسول ، وهو نظير ما يقوم به السياسيون المعاصرون من رفعهم للشعارات التي تطمح الاُمة الى تحقيقها .
ب ـ التغطية على جريمة قتله للإمام الرضا (عليه السلام) ، وذلك باظهار الحب والشفقة والاحترام لولده الجواد (عليه السلام) وبهذا التصرف استطاع المأمون ان يخدع الرأي العام .
3 ـ كانت علاقة المأمون بالجواد (عليه السلام) كعلاقته السابقة مع أبيه الإمام الرضا (عليه السلام) ، تنطوي على اغراض سياسية أي انه كان ظاهرها حسناً جميلاً وباطنها يتضمّن النيّة الشريرة والمكر السيئ !!
لقد كاد المأمون للإمام الجواد (عليه السلام) ، ولكنه لم يستطع تحقيق أغراضه في الانتقاص منه واسقاطه ، فكانت آخر محاولة له مع الجواد هي تزويجه لبنته ، فقد روي في الكافي :
عن محمد بن الريّان أنّه قال : احتال المأمون على أبي جعفر (عليه السلام) بكل حيلة ، فلم يمكنه فيه شيء فلما اعتلّ وأراد ان يبني عليه ابنته دفع الى مائتي وصيفة من أجمل ما يكون الى كل واحدة منهن جاماً فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر (عليه السلام) اذا قعد في موضع الأخيار فلم يلتفت اليهن وكان رجل يقال له مخارق صاحب صوت وعود وضرب ، طويل اللحية فدعاه المأمون ، فقال : يا امير المؤمنين ان كان في شيء من امر الدنيا فأنا اكفيك أمره ، فقعد بين يدي أبي جعفر (عليه السلام) فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه اهل الدار ، وجعل يضرب بعوده ويغنّي ، فلما فعل ساعة واذا أبو جعفر لا يلتفت اليه يميناً ولا شمالاً ، ثم رفع اليه رأسه وقال : اتق الله يا ذا العثنون . قال : فسقط المضراب من يده والعود ، فلم ينتفع بيديه الى ان مات ، قال : فسأله المأمون عن حاله فقال : لما صاح بي أبو جعفر فزعت فزعة لا اُفيق منها أبداً[1][151].
يتجلّى لنا من هذه الرواية انّ المأمون احتال بكل حيلة لاظهار عدم صلاحية الإمام الجواد(عليه السلام) للإمامة والقيادة أمام الناس وأنه أولى منه بالخلافة والقيادة ، لكنه فشل في ذلك مما اضطرّه لتجريب اسلوب آخر يحتوي به حركة الإمام، وذلك بتزويجه إبنته. على أنّ هذا الزواج كان تحديداً للإمام وليس إكراماً له، كما أنه قد كشف عن واقعه مآله وعاقبته التي تجلّت في اغتيال اُم الفضل للإمام الجواد(عليه السلام)، كما سيأتي تفصيله.
أمّا توجّهات قاضي القضاة ابن اكثم في التصدي لإحراج الإمام بالأسئلة الصعبة فما كانت إلاّ بدافع من المأمون، والرواية الآتية تدل على ذلك :
قال المأمون ليحيى بن اكثم : اطرح على أبي جعفر محمد بن علي الرضا(عليهما السلام) مسألة تقطعه فيها . فقال : يا أبا جعفر ، ما تقول في رجل نكح امرأة على زنا ايحل ان يتزوجها ؟ فقال(عليه السلام): يدعها حتى يستبرئها من نطفته ونطفة غيره ، اذ لا يؤمَن منها ان تكون قد احدثت مع غيره حدثاً كما احدثت معه . ثم يتزوج بها إن اراد ، فانما مثلها مثل نخلة اكل رجل منها حراماً ثم اشتراها فأكل منها حلالاً. فانقطع يحيى[2][152].
ولكن دهاء المأمون وحنكته السياسية جعلاه يظهر الفرح عندما يجيب الإمام الجواد (عليه السلام) على المشكلات من المسائل فتظهر توجهات ابن اكثم وكأنها توجهات فردية . وهذا لون من ألوان السياسة المتبعة حتى الآن وهي ان القائد يُظهر الودّ لجهة ما ، لكنه يأمر اتباعه وأذنابه بمحاربة تلك الجهة .
وإذا انطلت هذه الاحابيل على البسطاء فإنها لم تنطل على الموالين للامام (عليه السلام) ففي رواية نقلها الكليني تفيد ان بعض الاوساط السياسية آنذاك كانت غير منخدعة بتزويج المأمون ابنته للامام الجواد (عليه السلام) بل كانت تحتمل وجود مكيدة سياسية خلف العملية . فعن محمد بن علي الهاشمي قال :
دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) صبيحة عرسه حيث بنى بابنة المأمون ـ وكنت تناولت من الليل دواء ـ فأول من دخل عليه في صبيحته أنا وقد أصابني العطش وكرهت ان ادعو بالماء ، فنظر أبو جعفر (عليه السلام) في وجهي وقال : اظنك عطشان ؟ فقلت : أجل .
فقال : ياغلام ـ او ياجارية ـ اسقنا ماءً . فقلت في نفسي : الساعة يأتونه بماء يسمّونه به ، فاغتممت لذلك ، فأقبل الغلام ومعه الماء ، فتبسم في وجهي ، ثم قال : ياغلام ناولني الماء ، فتناول الماء فشرب ، ثم ناولني فشربت ، ثم عطشت أيضاً وكرهت ان ادعو بالماء ، ففعل ما فعل في الاولى ، فلمّا جاء الغلام ومعه القدح قلت في نفسي مثل ما قلت في الاولى ، فتناول القدح ثم شرب ، فناولني وتبسم[3][153].
فلقد كان هذا الهاشمي يتوقّع اغتيال الإمام (عليه السلام) في ظلّ العداء الذي يكنّه المأمون وجهازه الحاكم للامام (عليه السلام) ، لذلك اغتمّ عندما طلب الإمام(عليه السلام) الماء .
السبب في تزويج المأمون ابنته للإمام الجواد(عليه السلام)
انّ هذا الزواج اضافة لما سيحققه من دعاية للمأمون تُظهر حبّه وولاءه لأهل البيت (عليهم السلام) ، فإنّ ثمة سبباً آخر نرجّحه على غيره ونراه السبب الأساس وهو وضع الجاسوس والرقيب الخاص على الإمام (عليه السلام) يلازمه في بيته، يحصي عليه سكناته وحركاته ويرفعها الى الجهة التي زرعته وهكذا كانت اُمّ الفضل ابنة المأمون العبّاسي مع الإمام الجواد (عليه السلام) .
موقف العباسيين :
اتّسم موقف العباسيين بالحقد والتعصب والسذاجة . فقد استاؤوا مما تصوروه من تساهل المأمون مع الإمام (عليه السلام) فقد كانت المظاهر تؤثر عليهم كثيراً ، دون ادراكهم البعد العميق والحقيقي الذي كان يقصده المأمون وقد استفاد المأمون من وضعهم هذا عندما راح يفنّد مزاعمهم فيظهر وكأنه موال حقيقةً لأهل البيت (عليهم السلام) .
موقف الإمام الجواد (عليه السلام) من ابن الأكثم :
لقد تصدى الإمام (عليه السلام) للرد على ابن الأكثم واظهار عجزه أمام الناس للأسباب الآتية .
أ ـ اثبات إمامته وعلمه أمام الناس في وقت راحت الجهات المعادية تشن حملة إعلامية شديدة على الإمام بادعائها انه(عليه السلام) لا يفقه من الدين شيئاً وذلك لصغر سنه .
ب ـ ان تفنيده وإفحامه لابن الأكثم كان يعتبر تفنيداً وإفحاماً للنظام الحاكم باعتبار أنّ ابن الأكثم عالم المأمون وقاضي قضاته .
ج ـ تثقيف الناس وكشف العلم الصحيح لهم من خلال الاجابات على اسئلته .
مدة إمامة الجواد(عليه السلام) في عهد المأمون :
استلم الإمام الجواد (عليه السلام) منصب الامامة ونهض بأعباء قيادة الاُمة سنة (203 هـ ) بعد شهادة أبيه الإمام الرضا (عليه السلام) ، وكان المأمون قد تسنّم منبر الخلافة وقتذاك . وتوفي المأمون سنة ( 218 هـ ) بالبدندون من اقصى الروم ونقل إلى طوس فدفن فيها[4][154].
وبذلك يكون الإمام الجواد (عليه السلام) قد قضى خمس عشرة سنة من إمامته التي استمرت سبع عشرة سنة في خلافة المأمون، وهذا يعني أنّ أغلب سنوات إمامته كانت في فترة حكم المأمون .
2 ـ المعتصم العباسي
المعتصم هو أبو اسحاق محمد بن هارون الرشيد ولد سنة ثمانين ومائة ، كذا قال الذهبي . وقال الصولي : في شعبان سنة ثمان وسبعين .
واُمه اُم ولد من مولدات الكوفة اسمها ماردة وكانت أحظى الناس عند الرشيد . وكان ذا شجاعة وقوة وهمّة وكان عرياً من العلم ، لقب بالمعتصم وهو ابعد ما يكون من الاعتصام بالله عزوجل .
وكان فاسد الاخلاق له غلام يقال له عجيب وكان مشغوفاً به .
وقد استمر على نهج أخيه في اثارة فتنة خلق القرآن . فسلك ما كان المأمون عليه وختم به عمره من امتحان الناس بخلق القرآن ، فكتب الى البلاد وأمر المعلمين ان يعلّموا الصبيان ذلك وقاسى الناس منه مشقة في ذلك وقتل عليه خلقاً من العلماء ، وضرب الإمام احمد بن حنبل وكان ضربه في سنة عشرين . قيل فجلده حتى غاب عقله وتقطع جلده وقيده وحبسه[5][155] .
لقد كان المعتصم محدود التفكير ميالاً للقسوة في تعامله مع خصومه السياسيين وغيرهم ، وكان يفتقد كثيراً من مقومات الحنكة السياسية في ادارة شؤون الدولة ، وقد تعرّض حكمه لكثير من صور الاضطرابات السياسية في اقاليم عديدة من الدولة العباسية . [6][156]
وقد هيمن الجيش على الحكم في عصره بعد ان مال المعتصم الى اخواله الاتراك وكوّن منهم جيشاً خاصاً ، واغدق عليهم الاموال الطائلة مما اثار حفيظة العسكريين العرب ، واثار النزعة القومية في المجتمع .
وتعتبر سياسة المعتصم هذه اخطر ما واجهته الدولة العباسية في مسيرتها . وقد ساءت الاحوال بعد المعتصم ، واستشرى خطر العسكريين في الدولة وقاموا بالانقلابات العسكرية على الخلفاء الذين حاولوا تقليص سلطاتهم .
المعتصم والطليعة الاسلامية الواعية :
على خلفية الخلاف العقائدي الشديد بين ائمة أهل البيت(عليهم السلام) وشيعتهم المؤمنين من جهة والخلافة العباسية واتباعها من جهة اخرى ، استمر العداء بين الخطين وان اتخذ في كل فترة لوناً أو درجة من الشدة ، ولم يكن المعتصم بمنفصل عن سياسة أسلافه المعادين لأهل البيت(عليهم السلام) وحزبهم .
لقد كاد للاسلام وخطه الصحيح فواجه معارضة شديدة من أهل البيت (عليه السلام) وشيعتهم وسنتناول الانتفاضات التي انطلقت في عصره خلال فصل قادم .
***********************
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align]
[align=center](( تابع الإمام الجواد (عليه السلام) وحكّام عصره ))[/align]
حقيقة العلاقة بين الإمام (عليه السلام) والمأمون
بعد استعراضنا لقضية زواج الإمام (عليه السلام) من بنت المأمون وبيان
ملابساتها وما دار خلالها من نقاش وسجال وحوار ، نسجل الملاحظات الآتية لبيان الثغرة في علاقة المأمون العباسي بالإمام الجواد (عليه السلام) .
1 ـ كان المأمون يدرك جيداً ان الجواد (عليه السلام) هو الوارث الحقيقي لخط الإمامة وهو القائد الشرعي لاُمة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لذلك تعامل في تخطيطه السياسي معه تعاملاً جادّاً بصفة ان الإمام (عليه السلام) كان قطباً مهماً من اقطاب الساحة السياسية الإسلامية وقائداً مطاعاً من قبل الطليعة الواعية في الاُمة مع ما يمتلكه من مكانة واحترام في نفوس قطّاعات واسعة من الاُمة .
وقد اعلن المأمون تصوره هذا أمام العباسيين عندما قالوا له :
يا امير المؤمنين أتزوج ابنتك وقرة عينك صبياً لم يتفقه في دين الله ؟ ولا يعرف حلاله من حرامه؟ ولا فرضاً من سنة ؟ ولابي جعفر (عليه السلام) اذ ذاك تسع سنين، فلو صبرت له حتى يتأدب ويقرأ القرآن ويعرف الحلال من الحرام .
فقال المأمون : انه لأفقه منكم واعلم بالله ورسوله وسنته واحكامه ، وأقرأ لكتاب الله منكم وأعلم بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وظاهره وباطنه وخاصه وعامه وتنزيله وتأويله ، منكم. لذلك لابدّ أن يكون المأمون مع الإمام الجواد(عليه السلام) مخططاً له بعناية وحنكة . وهذا يفسر البعد الضخم الذي اكتسبه
زواج الجواد(عليه السلام) من بنت المأمون ومدى اهتمام المأمون به من قبل القوّاد والحجّاب والخاصّة .
2 ـ على أساس النقطة السابقة فقد تظاهر المأمون بحبه وتقديره للإمام الجواد (عليه السلام) طالباً بذلك :
أ ـ كسب الجماهير المسلمة الموالية لأهل البيت (عليهم السلام) بصفته من الموالين والمكرمين لآل الرسول ، وهو نظير ما يقوم به السياسيون المعاصرون من رفعهم للشعارات التي تطمح الاُمة الى تحقيقها .
ب ـ التغطية على جريمة قتله للإمام الرضا (عليه السلام) ، وذلك باظهار الحب والشفقة والاحترام لولده الجواد (عليه السلام) وبهذا التصرف استطاع المأمون ان يخدع الرأي العام .
3 ـ كانت علاقة المأمون بالجواد (عليه السلام) كعلاقته السابقة مع أبيه الإمام الرضا (عليه السلام) ، تنطوي على اغراض سياسية أي انه كان ظاهرها حسناً جميلاً وباطنها يتضمّن النيّة الشريرة والمكر السيئ !!
لقد كاد المأمون للإمام الجواد (عليه السلام) ، ولكنه لم يستطع تحقيق أغراضه في الانتقاص منه واسقاطه ، فكانت آخر محاولة له مع الجواد هي تزويجه لبنته ، فقد روي في الكافي :
عن محمد بن الريّان أنّه قال : احتال المأمون على أبي جعفر (عليه السلام) بكل حيلة ، فلم يمكنه فيه شيء فلما اعتلّ وأراد ان يبني عليه ابنته دفع الى مائتي وصيفة من أجمل ما يكون الى كل واحدة منهن جاماً فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر (عليه السلام) اذا قعد في موضع الأخيار فلم يلتفت اليهن وكان رجل يقال له مخارق صاحب صوت وعود وضرب ، طويل اللحية فدعاه المأمون ، فقال : يا امير المؤمنين ان كان في شيء من امر الدنيا فأنا اكفيك أمره ، فقعد بين يدي أبي جعفر (عليه السلام) فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه اهل الدار ، وجعل يضرب بعوده ويغنّي ، فلما فعل ساعة واذا أبو جعفر لا يلتفت اليه يميناً ولا شمالاً ، ثم رفع اليه رأسه وقال : اتق الله يا ذا العثنون . قال : فسقط المضراب من يده والعود ، فلم ينتفع بيديه الى ان مات ، قال : فسأله المأمون عن حاله فقال : لما صاح بي أبو جعفر فزعت فزعة لا اُفيق منها أبداً[1][151].
يتجلّى لنا من هذه الرواية انّ المأمون احتال بكل حيلة لاظهار عدم صلاحية الإمام الجواد(عليه السلام) للإمامة والقيادة أمام الناس وأنه أولى منه بالخلافة والقيادة ، لكنه فشل في ذلك مما اضطرّه لتجريب اسلوب آخر يحتوي به حركة الإمام، وذلك بتزويجه إبنته. على أنّ هذا الزواج كان تحديداً للإمام وليس إكراماً له، كما أنه قد كشف عن واقعه مآله وعاقبته التي تجلّت في اغتيال اُم الفضل للإمام الجواد(عليه السلام)، كما سيأتي تفصيله.
أمّا توجّهات قاضي القضاة ابن اكثم في التصدي لإحراج الإمام بالأسئلة الصعبة فما كانت إلاّ بدافع من المأمون، والرواية الآتية تدل على ذلك :
قال المأمون ليحيى بن اكثم : اطرح على أبي جعفر محمد بن علي الرضا(عليهما السلام) مسألة تقطعه فيها . فقال : يا أبا جعفر ، ما تقول في رجل نكح امرأة على زنا ايحل ان يتزوجها ؟ فقال(عليه السلام): يدعها حتى يستبرئها من نطفته ونطفة غيره ، اذ لا يؤمَن منها ان تكون قد احدثت مع غيره حدثاً كما احدثت معه . ثم يتزوج بها إن اراد ، فانما مثلها مثل نخلة اكل رجل منها حراماً ثم اشتراها فأكل منها حلالاً. فانقطع يحيى[2][152].
ولكن دهاء المأمون وحنكته السياسية جعلاه يظهر الفرح عندما يجيب الإمام الجواد (عليه السلام) على المشكلات من المسائل فتظهر توجهات ابن اكثم وكأنها توجهات فردية . وهذا لون من ألوان السياسة المتبعة حتى الآن وهي ان القائد يُظهر الودّ لجهة ما ، لكنه يأمر اتباعه وأذنابه بمحاربة تلك الجهة .
وإذا انطلت هذه الاحابيل على البسطاء فإنها لم تنطل على الموالين للامام (عليه السلام) ففي رواية نقلها الكليني تفيد ان بعض الاوساط السياسية آنذاك كانت غير منخدعة بتزويج المأمون ابنته للامام الجواد (عليه السلام) بل كانت تحتمل وجود مكيدة سياسية خلف العملية . فعن محمد بن علي الهاشمي قال :
دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) صبيحة عرسه حيث بنى بابنة المأمون ـ وكنت تناولت من الليل دواء ـ فأول من دخل عليه في صبيحته أنا وقد أصابني العطش وكرهت ان ادعو بالماء ، فنظر أبو جعفر (عليه السلام) في وجهي وقال : اظنك عطشان ؟ فقلت : أجل .
فقال : ياغلام ـ او ياجارية ـ اسقنا ماءً . فقلت في نفسي : الساعة يأتونه بماء يسمّونه به ، فاغتممت لذلك ، فأقبل الغلام ومعه الماء ، فتبسم في وجهي ، ثم قال : ياغلام ناولني الماء ، فتناول الماء فشرب ، ثم ناولني فشربت ، ثم عطشت أيضاً وكرهت ان ادعو بالماء ، ففعل ما فعل في الاولى ، فلمّا جاء الغلام ومعه القدح قلت في نفسي مثل ما قلت في الاولى ، فتناول القدح ثم شرب ، فناولني وتبسم[3][153].
فلقد كان هذا الهاشمي يتوقّع اغتيال الإمام (عليه السلام) في ظلّ العداء الذي يكنّه المأمون وجهازه الحاكم للامام (عليه السلام) ، لذلك اغتمّ عندما طلب الإمام(عليه السلام) الماء .
السبب في تزويج المأمون ابنته للإمام الجواد(عليه السلام)
انّ هذا الزواج اضافة لما سيحققه من دعاية للمأمون تُظهر حبّه وولاءه لأهل البيت (عليهم السلام) ، فإنّ ثمة سبباً آخر نرجّحه على غيره ونراه السبب الأساس وهو وضع الجاسوس والرقيب الخاص على الإمام (عليه السلام) يلازمه في بيته، يحصي عليه سكناته وحركاته ويرفعها الى الجهة التي زرعته وهكذا كانت اُمّ الفضل ابنة المأمون العبّاسي مع الإمام الجواد (عليه السلام) .
موقف العباسيين :
اتّسم موقف العباسيين بالحقد والتعصب والسذاجة . فقد استاؤوا مما تصوروه من تساهل المأمون مع الإمام (عليه السلام) فقد كانت المظاهر تؤثر عليهم كثيراً ، دون ادراكهم البعد العميق والحقيقي الذي كان يقصده المأمون وقد استفاد المأمون من وضعهم هذا عندما راح يفنّد مزاعمهم فيظهر وكأنه موال حقيقةً لأهل البيت (عليهم السلام) .
موقف الإمام الجواد (عليه السلام) من ابن الأكثم :
لقد تصدى الإمام (عليه السلام) للرد على ابن الأكثم واظهار عجزه أمام الناس للأسباب الآتية .
أ ـ اثبات إمامته وعلمه أمام الناس في وقت راحت الجهات المعادية تشن حملة إعلامية شديدة على الإمام بادعائها انه(عليه السلام) لا يفقه من الدين شيئاً وذلك لصغر سنه .
ب ـ ان تفنيده وإفحامه لابن الأكثم كان يعتبر تفنيداً وإفحاماً للنظام الحاكم باعتبار أنّ ابن الأكثم عالم المأمون وقاضي قضاته .
ج ـ تثقيف الناس وكشف العلم الصحيح لهم من خلال الاجابات على اسئلته .
مدة إمامة الجواد(عليه السلام) في عهد المأمون :
استلم الإمام الجواد (عليه السلام) منصب الامامة ونهض بأعباء قيادة الاُمة سنة (203 هـ ) بعد شهادة أبيه الإمام الرضا (عليه السلام) ، وكان المأمون قد تسنّم منبر الخلافة وقتذاك . وتوفي المأمون سنة ( 218 هـ ) بالبدندون من اقصى الروم ونقل إلى طوس فدفن فيها[4][154].
وبذلك يكون الإمام الجواد (عليه السلام) قد قضى خمس عشرة سنة من إمامته التي استمرت سبع عشرة سنة في خلافة المأمون، وهذا يعني أنّ أغلب سنوات إمامته كانت في فترة حكم المأمون .
2 ـ المعتصم العباسي
المعتصم هو أبو اسحاق محمد بن هارون الرشيد ولد سنة ثمانين ومائة ، كذا قال الذهبي . وقال الصولي : في شعبان سنة ثمان وسبعين .
واُمه اُم ولد من مولدات الكوفة اسمها ماردة وكانت أحظى الناس عند الرشيد . وكان ذا شجاعة وقوة وهمّة وكان عرياً من العلم ، لقب بالمعتصم وهو ابعد ما يكون من الاعتصام بالله عزوجل .
وكان فاسد الاخلاق له غلام يقال له عجيب وكان مشغوفاً به .
وقد استمر على نهج أخيه في اثارة فتنة خلق القرآن . فسلك ما كان المأمون عليه وختم به عمره من امتحان الناس بخلق القرآن ، فكتب الى البلاد وأمر المعلمين ان يعلّموا الصبيان ذلك وقاسى الناس منه مشقة في ذلك وقتل عليه خلقاً من العلماء ، وضرب الإمام احمد بن حنبل وكان ضربه في سنة عشرين . قيل فجلده حتى غاب عقله وتقطع جلده وقيده وحبسه[5][155] .
لقد كان المعتصم محدود التفكير ميالاً للقسوة في تعامله مع خصومه السياسيين وغيرهم ، وكان يفتقد كثيراً من مقومات الحنكة السياسية في ادارة شؤون الدولة ، وقد تعرّض حكمه لكثير من صور الاضطرابات السياسية في اقاليم عديدة من الدولة العباسية . [6][156]
وقد هيمن الجيش على الحكم في عصره بعد ان مال المعتصم الى اخواله الاتراك وكوّن منهم جيشاً خاصاً ، واغدق عليهم الاموال الطائلة مما اثار حفيظة العسكريين العرب ، واثار النزعة القومية في المجتمع .
وتعتبر سياسة المعتصم هذه اخطر ما واجهته الدولة العباسية في مسيرتها . وقد ساءت الاحوال بعد المعتصم ، واستشرى خطر العسكريين في الدولة وقاموا بالانقلابات العسكرية على الخلفاء الذين حاولوا تقليص سلطاتهم .
المعتصم والطليعة الاسلامية الواعية :
على خلفية الخلاف العقائدي الشديد بين ائمة أهل البيت(عليهم السلام) وشيعتهم المؤمنين من جهة والخلافة العباسية واتباعها من جهة اخرى ، استمر العداء بين الخطين وان اتخذ في كل فترة لوناً أو درجة من الشدة ، ولم يكن المعتصم بمنفصل عن سياسة أسلافه المعادين لأهل البيت(عليهم السلام) وحزبهم .
لقد كاد للاسلام وخطه الصحيح فواجه معارضة شديدة من أهل البيت (عليه السلام) وشيعتهم وسنتناول الانتفاضات التي انطلقت في عصره خلال فصل قادم .
***********************
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center](( مناجاة الإمام محمد الجواد عليه السلام ))[/align]
وردت عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) عدّة مناجاة ، نذكر منها :
1ـ مناجاته بالاستقالة :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم أنّ الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك ، والأمل لأناتك ، ورفقك شجّعني على طلب أمانك وعفوك ، ولي يا رب ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام ، وخطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام ، واستوجبت بها على عدلك أليم العذاب ، واستحققت باجتراحها مبير العقاب ، وخفت تعويقها لإجابتي وردّها إيّاي عن قضاء حاجتي ، وإبطالها لطلبتي ، وقطعها لأسباب رغبتي من أجل ما قد أنقض ظهري من ثقلها ، وبهظني من الاستقلال بحملها ، ثمّ تراجعت ربّ إلى حلمك عن العاصين ، وعفوك عن الخاطئين ، ورحمتك للمذنبين ، فأقبلت بثقتي متوكّلاً عليك ، طارحاً نفسي بين يديك ، شاكياً بثي إليك ، سائلاً ربّ ما استوجبه من تفريج الغم ، ولا استحقه من تنفيس الهم مستقيلاً ربّ لك ، واثقاً مولاي بك .
اللّهم فامنن عليّ بالفرج ، وتطوّل عليّ بسلامة المخرج ، وادللني برأفتك على سمت المنهج ، وأزلني بقدرتك عن الطريق الأعوج ، وخلّصني من سجن الكرب بإقالتك ، وأطلق اسري برحمتك ، وتطوّل عليّ برضوانك ، وجد عليّ بإحسانك ، وأقلني ربّ عثرتي ، وفرّج كربتي ، وارحم عبرتي ، ولا تحجب دعوتي ، واشدد بالإقالة أزري ، وقوّ بها ظهري ، وأصلح بها أمري ، وأطل بها عمري ، وارحمني يوم حشري ، ووقت نشري ، إنّك جواد كريم ، غفور رحيم ، وصلّ على محمد وآله ) .
2 - مناجاته بطلب التوبة :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم ربّ إنّي قصدت إليك بإخلاص توبةٍ نصوح ، وتثبيت عقد صحيح ، ودعاء قلبٍ جريحٍ ، وإعلان قول صريحٍ ، اللّهم ربّ فتقبّل منّي إنابة مخلص التوبة ، وإقبال سريع الأوبة ، ومصارع تجشّع الحوبة ، وقابل ربّ توبتي بجزيل الثواب ، وكريم المآب ، وحطّ العقاب ، وصرف العذاب ، وغنم الإياب ، وستر الحجاب ، وامح اللّهم ربّ بالتوبة ما ثبت من ذنوبي ، واغسل بقبولها جميع عيوبي ، واجعلها جالية لرين قلبي ، شاحذةً لبصيرة لُبّي ، غاسلةً لدرني ، مطهّرة لنجاسة بدني ، مصحّحة فيها ضميري ، عاجلةً إلى الوفاء بها مصيري ، واقبل ربّ توبتي ، فإنّها بصدق من إخلاص نيّتي ، ومحض من تصحيح بصيرتي ، واحتفال في طويّتي ، واجتهاد في لقاء سريرتي ، وتثبيت إنابتي ، ومسارعة إلى أمرك بطاعتي .
واجل اللّهم ربّ عنّي بالتوبة ظلمة الإصرار ، وامح بها ما قدّمته من الأوزار ، واكسني بها لباس التقوى ، وجلابيب الهدى ، فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي ، ونزعت سربال الذنوب عن جسدي ، متمسّكاً ربّ بقدرتك ، مستعيناً على نفسي بعزّتك ، مستودعاً توبتي من النكث بخفرتك ، معتصماً من الخذلان بعصمتك ، مقرّاً بلا حول ولا قوّة إلاّ بك ) .
3 - مناجاته بالشكر لله تعالى :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم لك الحمد على مردّ نوازل البلاء ، وملمّات الضرّاء ، وكشف نوائب اللأواء ، وتوالي سبوغ النعماء ، ولك الحمد ربّ على هنيء عطائك ، ومحمود بلائك ، وجليل آلائك ، ولك الحمد على إحسانك الكثير ، وخيرك الغزير ، وتكليفك اليسير ، ودفعك العسير ، ولك الحمد يا رب على تثميرك قليل الشكر ، وإعطائك وافر الأجر ، وحطّك مُثقل الوزر ، وقبولك ضيّق العذر ، ووضعك باهظ الإصر ، وتسهيلك موضع الوعر ، ومنعك مفظع الأمر ، ولك الحمد على البلاء المصروف ، ووافر المعروف ، ودفع المخوف ، وإذلال العسوف ، ولك الحمد على قلّة التكليف ، وكثرة التخفيف ، وتقوية الضعيف ، وإغاثة اللهيف ، ولك الحمد على سعة إمهالك ، ودوام افضالك ، وصرف محالك ، وحميد فعالك ، وتوالي نوالك ، ولك الحمد على تأخير معاجلة العقاب ، وترك مغافصة العذاب ، وتسهيل طرق المآب ، وإنزال غيث السحاب ، إنّك المنان الوهّاب ) .
***********************
***********************
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center](( مناجاة الإمام محمد الجواد عليه السلام ))[/align]
وردت عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) عدّة مناجاة ، نذكر منها :
1ـ مناجاته بالاستقالة :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم أنّ الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك ، والأمل لأناتك ، ورفقك شجّعني على طلب أمانك وعفوك ، ولي يا رب ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام ، وخطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام ، واستوجبت بها على عدلك أليم العذاب ، واستحققت باجتراحها مبير العقاب ، وخفت تعويقها لإجابتي وردّها إيّاي عن قضاء حاجتي ، وإبطالها لطلبتي ، وقطعها لأسباب رغبتي من أجل ما قد أنقض ظهري من ثقلها ، وبهظني من الاستقلال بحملها ، ثمّ تراجعت ربّ إلى حلمك عن العاصين ، وعفوك عن الخاطئين ، ورحمتك للمذنبين ، فأقبلت بثقتي متوكّلاً عليك ، طارحاً نفسي بين يديك ، شاكياً بثي إليك ، سائلاً ربّ ما استوجبه من تفريج الغم ، ولا استحقه من تنفيس الهم مستقيلاً ربّ لك ، واثقاً مولاي بك .
اللّهم فامنن عليّ بالفرج ، وتطوّل عليّ بسلامة المخرج ، وادللني برأفتك على سمت المنهج ، وأزلني بقدرتك عن الطريق الأعوج ، وخلّصني من سجن الكرب بإقالتك ، وأطلق اسري برحمتك ، وتطوّل عليّ برضوانك ، وجد عليّ بإحسانك ، وأقلني ربّ عثرتي ، وفرّج كربتي ، وارحم عبرتي ، ولا تحجب دعوتي ، واشدد بالإقالة أزري ، وقوّ بها ظهري ، وأصلح بها أمري ، وأطل بها عمري ، وارحمني يوم حشري ، ووقت نشري ، إنّك جواد كريم ، غفور رحيم ، وصلّ على محمد وآله ) .
2 - مناجاته بطلب التوبة :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم ربّ إنّي قصدت إليك بإخلاص توبةٍ نصوح ، وتثبيت عقد صحيح ، ودعاء قلبٍ جريحٍ ، وإعلان قول صريحٍ ، اللّهم ربّ فتقبّل منّي إنابة مخلص التوبة ، وإقبال سريع الأوبة ، ومصارع تجشّع الحوبة ، وقابل ربّ توبتي بجزيل الثواب ، وكريم المآب ، وحطّ العقاب ، وصرف العذاب ، وغنم الإياب ، وستر الحجاب ، وامح اللّهم ربّ بالتوبة ما ثبت من ذنوبي ، واغسل بقبولها جميع عيوبي ، واجعلها جالية لرين قلبي ، شاحذةً لبصيرة لُبّي ، غاسلةً لدرني ، مطهّرة لنجاسة بدني ، مصحّحة فيها ضميري ، عاجلةً إلى الوفاء بها مصيري ، واقبل ربّ توبتي ، فإنّها بصدق من إخلاص نيّتي ، ومحض من تصحيح بصيرتي ، واحتفال في طويّتي ، واجتهاد في لقاء سريرتي ، وتثبيت إنابتي ، ومسارعة إلى أمرك بطاعتي .
واجل اللّهم ربّ عنّي بالتوبة ظلمة الإصرار ، وامح بها ما قدّمته من الأوزار ، واكسني بها لباس التقوى ، وجلابيب الهدى ، فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي ، ونزعت سربال الذنوب عن جسدي ، متمسّكاً ربّ بقدرتك ، مستعيناً على نفسي بعزّتك ، مستودعاً توبتي من النكث بخفرتك ، معتصماً من الخذلان بعصمتك ، مقرّاً بلا حول ولا قوّة إلاّ بك ) .
3 - مناجاته بالشكر لله تعالى :
قال ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللّهم لك الحمد على مردّ نوازل البلاء ، وملمّات الضرّاء ، وكشف نوائب اللأواء ، وتوالي سبوغ النعماء ، ولك الحمد ربّ على هنيء عطائك ، ومحمود بلائك ، وجليل آلائك ، ولك الحمد على إحسانك الكثير ، وخيرك الغزير ، وتكليفك اليسير ، ودفعك العسير ، ولك الحمد يا رب على تثميرك قليل الشكر ، وإعطائك وافر الأجر ، وحطّك مُثقل الوزر ، وقبولك ضيّق العذر ، ووضعك باهظ الإصر ، وتسهيلك موضع الوعر ، ومنعك مفظع الأمر ، ولك الحمد على البلاء المصروف ، ووافر المعروف ، ودفع المخوف ، وإذلال العسوف ، ولك الحمد على قلّة التكليف ، وكثرة التخفيف ، وتقوية الضعيف ، وإغاثة اللهيف ، ولك الحمد على سعة إمهالك ، ودوام افضالك ، وصرف محالك ، وحميد فعالك ، وتوالي نوالك ، ولك الحمد على تأخير معاجلة العقاب ، وترك مغافصة العذاب ، وتسهيل طرق المآب ، وإنزال غيث السحاب ، إنّك المنان الوهّاب ) .
***********************
***********************
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]"اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align]
[align=center](( ذكرى إستشهاد الإمام الجواد ( عليه السلام ))[/align]
من كرامات الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ) :
إن الله تعالى قد منح أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) من الكرامات والمعاجز ما لا يُحصى ، كما منح جدهم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ليؤمن بهم الناس ، ويلتجئوا إليهم في السَرَّاء والضَرَّاء ، فيجعلوا منهم ( عليهم السلام ) وسائط إلى الله تعالى .
وقد أجمع المؤرخون والرواة على أن الإمام الجواد ( عليه السلام ) لما خرج من بغداد متوجهاً إلى المدينة المنورة جرت له في أثناء الطريق كرامة ، ولنترك الشيخ المفيد ( قدس سره ) يحدِّثُنا عنها ليقول :
لما توجَّهَ أبو جعفر الجواد ( عليه السلام ) من بغداد إلى المدينة ومعه أمُّ الفضل ، خرج الناس يُشيِّعونه .
ولمَّا صار ( عليه السلام ) إلى شارع باب الكوفة انتهى إلى دار المُسَيَّب عند مغيب الشمس ، فنزل ودخل المسجد .
وكان في صحنه ( عليه السلام ) شجرة نَبْق لم تَحمِل ثَمَراً بَعد ، فَدَعَا ( عليه السلام ) بِكُوزٍ فيه ماء فتوضَّأ في أصل النبقة ، وقام ( عليه السلام ) فصلَّى بالناس صلاة المغرب .
فقرأ ( عليه السلام ) في الركعة الأولى منها سورة ( الحَمْد ) و( الفَتْح ) ، وقرأ في الركعة الثانية سورة ( الحَمْد ) و( التَوحِيد ) ، وقَنَتَ قبل ركوعه ، وصَلَّى الثالثة ، وتشهَّدَ وَسَلَّم ، ثم جلس ( عليه السلام ) هُنَيئَةً يذكر الله جلَّ اسمُه .
وقام من غير أن يُعَقِّبَ فَصلَّى النوافل أربع ركعات ، وعَقَّب تعقيبَهَا ، وسَجد سَجدَتَي الشكر ، ثمَّ خرج ( عليه السلام ) .
فلمّا انتهى ( عليه السلام ) إلى شجرة النبق رآها الناس وقد حَمِلَتْ حَمْلاً حسناً بسبب بَرَكات الإمام ( عليه السلام ) ، فتعجَّبُوا من ذلك وأكلوا منها ، فوجدوا نبقاً حلواً لا عجم له ، وَودَّعُوه ( عليه السلام ) وَمَضَى من وقته .
..........................
..........................
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align]
[align=center](( ذكرى إستشهاد الإمام الجواد ( عليه السلام ))[/align]
من كرامات الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ) :
إن الله تعالى قد منح أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) من الكرامات والمعاجز ما لا يُحصى ، كما منح جدهم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ليؤمن بهم الناس ، ويلتجئوا إليهم في السَرَّاء والضَرَّاء ، فيجعلوا منهم ( عليهم السلام ) وسائط إلى الله تعالى .
وقد أجمع المؤرخون والرواة على أن الإمام الجواد ( عليه السلام ) لما خرج من بغداد متوجهاً إلى المدينة المنورة جرت له في أثناء الطريق كرامة ، ولنترك الشيخ المفيد ( قدس سره ) يحدِّثُنا عنها ليقول :
لما توجَّهَ أبو جعفر الجواد ( عليه السلام ) من بغداد إلى المدينة ومعه أمُّ الفضل ، خرج الناس يُشيِّعونه .
ولمَّا صار ( عليه السلام ) إلى شارع باب الكوفة انتهى إلى دار المُسَيَّب عند مغيب الشمس ، فنزل ودخل المسجد .
وكان في صحنه ( عليه السلام ) شجرة نَبْق لم تَحمِل ثَمَراً بَعد ، فَدَعَا ( عليه السلام ) بِكُوزٍ فيه ماء فتوضَّأ في أصل النبقة ، وقام ( عليه السلام ) فصلَّى بالناس صلاة المغرب .
فقرأ ( عليه السلام ) في الركعة الأولى منها سورة ( الحَمْد ) و( الفَتْح ) ، وقرأ في الركعة الثانية سورة ( الحَمْد ) و( التَوحِيد ) ، وقَنَتَ قبل ركوعه ، وصَلَّى الثالثة ، وتشهَّدَ وَسَلَّم ، ثم جلس ( عليه السلام ) هُنَيئَةً يذكر الله جلَّ اسمُه .
وقام من غير أن يُعَقِّبَ فَصلَّى النوافل أربع ركعات ، وعَقَّب تعقيبَهَا ، وسَجد سَجدَتَي الشكر ، ثمَّ خرج ( عليه السلام ) .
فلمّا انتهى ( عليه السلام ) إلى شجرة النبق رآها الناس وقد حَمِلَتْ حَمْلاً حسناً بسبب بَرَكات الإمام ( عليه السلام ) ، فتعجَّبُوا من ذلك وأكلوا منها ، فوجدوا نبقاً حلواً لا عجم له ، وَودَّعُوه ( عليه السلام ) وَمَضَى من وقته .
..........................
..........................
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align][align=center](( ذكرى إستشهاد الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ))[/align]
رحيل الإمام الجواد ( عليه السلام )
استدعاء المعتصم العباسي الإمامَ ( عليه السلام ) :بويع الخليفة العباسي المعتصم سنة ( 218 هـ ) ، و ما أن استَتَبَّ له أمر الملك ، و انقادت له البلاد شرقاً و غرباً ، حتى أخذ يتناهى إلى سمعه بروز نجم الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و استقطابه لجماهير الأمّة ، و أخذه بزمام المبادرة شيئاً فشيئاً .
وتتسارع التقارير إلى الحاكم الجديد بتحرك الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ) وسط الأمّة الإسلامية .
و على أساس ذلك قَرَّر المعتصم العباسي - و بمشورة مستشاريه و وزرائه ، و منهم قاضي القضاة ابن أبي دؤاد الإيادي ، المعروف ببغضه لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، و الذي كان يسيطر على المعتصم ، و قراراته و سياسته - أن يبعث بكتاب إلى واليه على المدينة المنورة ، محمد بن عبد الملك الزيَّات ، في عام ( 219 هـ ) ، بحمل الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و زوجته أم الفضل ، بِكُلِّ إكرام وإجلال ، و على أحسن مركب إلى ( بغداد ) .
فلم يكن بُدّ للإمام ( عليه السلام ) من الاستجابة لهذا الاستدعاء ، الذي يُشَمُّ منه الإجبار و الإكراه . و قد أحسَّ الإمام ( عليه السلام ) بأنَّ رحلته هذه هي الأخيرة ، التي لا عودة بعدها . لذلك فقد خَلَّف ابنه أبا الحسن الثالث ، و هو الإمام الهادي ( عليه السلام ) في ( المدينة ) ، بعد أن اصطحبه معه إلى ( مَكَّة ) لأداء مراسم الحجّ . و أوصى له بِوَصاياه ، و سَلَّمه مواريث الإمامة ، وأشهد أصحابه بأنَّه ( عليه السلام ) إمامهم من بعده .
و تستمر الاستعدادات لترحيل الإمام ( عليه السلام ) إلى بغداد ، و يَستمْهِلهُم الإمام ( عليه السلام ) لحين إنتهاء الموسم . و فعلاً ، يؤدي الإمام الجواد ( عليه السلام ) مراسم الحج ، و يترك ( مَكَّة ) فور أداء المناسك معرجاً على مدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، لِيُخلِّف ( عليه السلام ) فيها ابنه الوصي الوريث .
يبدو أن الإمام الجواد ( عليه السلام ) خرج من ( المدينة ) مُتَّجهاً إلى ( بغداد ) غير زائرٍ جَدَّه المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) ، و كأنَّه ( عليه السلام ) أراد بهذه العملية التعبير عن احتجاجه على هذا الاستدعاء ، و أن خروجه من مدينة جَدِّه ( صلى الله عليه و آله ) إنّما هو مكره عليه . و يواصل الإمام ( عليه السلام ) رحلته إلى المصير المحتوم ، و قد أخبر أحد أصحابه بأنه غير عائدٍ من رحلته هذه مَرَّة أخرى .
فروى محمد بن القاسم ، عن أبيه : ( لمَّا خرج - الإمام الجواد ( عليه السلام ) - من ( المدينة ) في المرة الأخيرة ، قال ( عليه السلام ) : ( مَا أطْيَبكِ يا طيْبَة !! ، فَلَسْتُ بِعَائدٍ إِليكِ ) .
و بُعَيد هذا فقد أخبر الإمام ( عليه السلام ) أصحابه في السنة التي تُوفِّي فيها بأنه ( عليه السلام ) راحل عنهم هذا العام . فعن محمد بن الفرج الرخجي ، قال : ( كتب إليَّ أبو جعفر ( عليه السلام ) قائلاً : ( اِحملوا إليَّ الخُمْس ، فإنِّي لستُ آخذه منكم سوى عامي هذا ) .
****************************
****************************
وعجل فرجم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align][align=center](( ذكرى إستشهاد الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ))[/align]
رحيل الإمام الجواد ( عليه السلام )
استدعاء المعتصم العباسي الإمامَ ( عليه السلام ) :بويع الخليفة العباسي المعتصم سنة ( 218 هـ ) ، و ما أن استَتَبَّ له أمر الملك ، و انقادت له البلاد شرقاً و غرباً ، حتى أخذ يتناهى إلى سمعه بروز نجم الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و استقطابه لجماهير الأمّة ، و أخذه بزمام المبادرة شيئاً فشيئاً .
وتتسارع التقارير إلى الحاكم الجديد بتحرك الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ) وسط الأمّة الإسلامية .
و على أساس ذلك قَرَّر المعتصم العباسي - و بمشورة مستشاريه و وزرائه ، و منهم قاضي القضاة ابن أبي دؤاد الإيادي ، المعروف ببغضه لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، و الذي كان يسيطر على المعتصم ، و قراراته و سياسته - أن يبعث بكتاب إلى واليه على المدينة المنورة ، محمد بن عبد الملك الزيَّات ، في عام ( 219 هـ ) ، بحمل الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و زوجته أم الفضل ، بِكُلِّ إكرام وإجلال ، و على أحسن مركب إلى ( بغداد ) .
فلم يكن بُدّ للإمام ( عليه السلام ) من الاستجابة لهذا الاستدعاء ، الذي يُشَمُّ منه الإجبار و الإكراه . و قد أحسَّ الإمام ( عليه السلام ) بأنَّ رحلته هذه هي الأخيرة ، التي لا عودة بعدها . لذلك فقد خَلَّف ابنه أبا الحسن الثالث ، و هو الإمام الهادي ( عليه السلام ) في ( المدينة ) ، بعد أن اصطحبه معه إلى ( مَكَّة ) لأداء مراسم الحجّ . و أوصى له بِوَصاياه ، و سَلَّمه مواريث الإمامة ، وأشهد أصحابه بأنَّه ( عليه السلام ) إمامهم من بعده .
و تستمر الاستعدادات لترحيل الإمام ( عليه السلام ) إلى بغداد ، و يَستمْهِلهُم الإمام ( عليه السلام ) لحين إنتهاء الموسم . و فعلاً ، يؤدي الإمام الجواد ( عليه السلام ) مراسم الحج ، و يترك ( مَكَّة ) فور أداء المناسك معرجاً على مدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، لِيُخلِّف ( عليه السلام ) فيها ابنه الوصي الوريث .
يبدو أن الإمام الجواد ( عليه السلام ) خرج من ( المدينة ) مُتَّجهاً إلى ( بغداد ) غير زائرٍ جَدَّه المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) ، و كأنَّه ( عليه السلام ) أراد بهذه العملية التعبير عن احتجاجه على هذا الاستدعاء ، و أن خروجه من مدينة جَدِّه ( صلى الله عليه و آله ) إنّما هو مكره عليه . و يواصل الإمام ( عليه السلام ) رحلته إلى المصير المحتوم ، و قد أخبر أحد أصحابه بأنه غير عائدٍ من رحلته هذه مَرَّة أخرى .
فروى محمد بن القاسم ، عن أبيه : ( لمَّا خرج - الإمام الجواد ( عليه السلام ) - من ( المدينة ) في المرة الأخيرة ، قال ( عليه السلام ) : ( مَا أطْيَبكِ يا طيْبَة !! ، فَلَسْتُ بِعَائدٍ إِليكِ ) .
و بُعَيد هذا فقد أخبر الإمام ( عليه السلام ) أصحابه في السنة التي تُوفِّي فيها بأنه ( عليه السلام ) راحل عنهم هذا العام . فعن محمد بن الفرج الرخجي ، قال : ( كتب إليَّ أبو جعفر ( عليه السلام ) قائلاً : ( اِحملوا إليَّ الخُمْس ، فإنِّي لستُ آخذه منكم سوى عامي هذا ) .
****************************
****************************
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1973
- اشترك في: الثلاثاء مايو 05, 2009 11:23 pm
Re: نُعزي إمامُنا ( قائم آل محمد ) بذكرى إستشهاد الإمام الجواد ع
[align=center]" اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align]
[align=center](( ذكرى إستشهاد الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ))[/align]
[align=center] تابع رحيل الإمام محمد الجواد ( عليه السلام )[/align]
وصول الإمام ( عليه السلام ) :
و أخيراً ينتهي به ( عليه السلام ) المسير إلى ( بغداد ) ، عاصمة الدولة العباسية ، مَقَرُّه ( عليه السلام ) ، و مثواه الأخير الأبدي ، و دخلها لليلتين بَقِيَتا من المحرم سنة ( 220 هـ ) . و ما أن وصل ( عليه السلام ) إليها ، و حطَّ فيها رحاله ، حتى أخذ المعتصم يدبِّر ، و يعمل الحيلة في قتل الإمام ( عليه السلام ) بشكل سرِّي ، و لذلك فقد شكَّل مُثلَّثاً لتدبير عملية الاغتيال بكلِّ هدوء .
مُثلَّث الاغتيال :
على الرغم من تعدد الروايات في كيفية شهادة الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، إلا أنَّ أغلبها تُجمِع على أن الإمام ( عليه السلام ) اغتيل مسموماً . و أنَّ مثلث الاغتيال قد تمثَّل في زوجته زينب المُكنَّاة بـ ( أم الفضل ) ، و هي بنت بنت المأمون . و هي المباشر الأول التي قَدَّمت للإمام عنباً مسموماً ، و تمثَّل أيضاً في أخيها جعفر ، و المدبر و المساعد لهم على هذا الأمر هو المعتصم بن هارون . فقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرخين ، و منهم المؤرخ الشهير المسعودي ، حيث يقول : ( لما انصرف أبو جعفر ( عليه السلام ) إلى ( العراق ) ، لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يُدبِّران ، و يعملان على قتله ( عليه السلام ) .فقال جعفر لأخته أم الفضل - و كانت لأمّه و أبيه - في ذلك ، لأنه وقف على انحرافها عنه ، و غِيرتها عليه ، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها ، مع شِدَّة محبتها له ، و لأنها لم تُرزَق منه ولد ، فأجابت أخاها جعفراً . و قال غيره : ( ثم إنَّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر ( عليه السلام ) ، و أشار إلى ابنة المأمون زوجته بأن تُسِمَّه ) . لأنَّه وقف على انحرافها عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، و شِدَّة غيرتها عليه ، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها ، و لأنه لم يرزق منها ولد ، فأجابته إلى ذلك .
شهادة الإمام الجواد ( عليه السلام ) :
رُوِي أنَّ مثلث الاغتيال ( المعتصم ، و جعفر ، و أم الفضل ) ، كانوا قد تشاوَرُوا ، و تعاونوا على قتل الإمام ( عليه السلام ) ، و التخلّص منه بعد قدومه إلى ( بغداد ) ، بل ما استُدعِي ( عليه السلام ) إلاَّ لهذا الغَرَض .
و في ذلك يقول المؤرخ علي بن الحسين المسعودي : ( و جعلوا - المعتصم بن هارون ، و جعفر بن المأمون ، و أخته أم الفضل - سُمّاً في شيء من عنب رازقي ، و كان يعجبه ( عليه السلام ) العنب الرازقي ، فلمَّا أكلَ ( عليه السلام ) منه نَدمَتْ ، و جعَلَتْ تبكي ) .
فقال ( عليه السلام ) لها : ( مَا بُكَاؤك ؟!! ، و الله لَيَضربنَّكِ اللهُ بِفَقر لا يَنجَبِر ، و بَلاء لا يَنْسَتِر ) .
فَبُليت بِعِلَّة في أغمض المواضع من جوارحها ، و صارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت . فأنْفَقَت مالها ، و جميع ملكها على تلك العِلَّة ، حتى احتاجت إلى رفد الناس . و تردَّى جعفر في بئر فَأُخرِج ميتاً ، و كانَ سكراناً . و لما حضرت الإمام ( عليه السلام ) الوفاة ، بعد أن سرى السُّمَّ في بدنه الشريف ، نص على أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) ، و أوصى إليه . وك انت شهادته ( عليه السلام ) في آخر ذي القعدة 220 هـ . و حُفِر للجثمان المقدَّس قبرٌ ملاصقٌ لقبر جدِّه الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، في مقبرة قريش بـ( بغداد ) ، فَوَارَوهُ ( عليه السلام ) فيه . و انطفأت بشهادته ( عليه السلام ) شُعلَة مشرقة ، من الإمامة و القيادة الواعية ، المفكرة في الإسلام .
****************************
****************************
وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم وهلك اعدائهم من الجن والأنس "[/align]
[align=center][/align]
[align=center](( ذكرى إستشهاد الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ))[/align]
[align=center] تابع رحيل الإمام محمد الجواد ( عليه السلام )[/align]
وصول الإمام ( عليه السلام ) :
و أخيراً ينتهي به ( عليه السلام ) المسير إلى ( بغداد ) ، عاصمة الدولة العباسية ، مَقَرُّه ( عليه السلام ) ، و مثواه الأخير الأبدي ، و دخلها لليلتين بَقِيَتا من المحرم سنة ( 220 هـ ) . و ما أن وصل ( عليه السلام ) إليها ، و حطَّ فيها رحاله ، حتى أخذ المعتصم يدبِّر ، و يعمل الحيلة في قتل الإمام ( عليه السلام ) بشكل سرِّي ، و لذلك فقد شكَّل مُثلَّثاً لتدبير عملية الاغتيال بكلِّ هدوء .
مُثلَّث الاغتيال :
على الرغم من تعدد الروايات في كيفية شهادة الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، إلا أنَّ أغلبها تُجمِع على أن الإمام ( عليه السلام ) اغتيل مسموماً . و أنَّ مثلث الاغتيال قد تمثَّل في زوجته زينب المُكنَّاة بـ ( أم الفضل ) ، و هي بنت بنت المأمون . و هي المباشر الأول التي قَدَّمت للإمام عنباً مسموماً ، و تمثَّل أيضاً في أخيها جعفر ، و المدبر و المساعد لهم على هذا الأمر هو المعتصم بن هارون . فقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرخين ، و منهم المؤرخ الشهير المسعودي ، حيث يقول : ( لما انصرف أبو جعفر ( عليه السلام ) إلى ( العراق ) ، لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يُدبِّران ، و يعملان على قتله ( عليه السلام ) .فقال جعفر لأخته أم الفضل - و كانت لأمّه و أبيه - في ذلك ، لأنه وقف على انحرافها عنه ، و غِيرتها عليه ، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها ، مع شِدَّة محبتها له ، و لأنها لم تُرزَق منه ولد ، فأجابت أخاها جعفراً . و قال غيره : ( ثم إنَّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر ( عليه السلام ) ، و أشار إلى ابنة المأمون زوجته بأن تُسِمَّه ) . لأنَّه وقف على انحرافها عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، و شِدَّة غيرتها عليه ، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها ، و لأنه لم يرزق منها ولد ، فأجابته إلى ذلك .
شهادة الإمام الجواد ( عليه السلام ) :
رُوِي أنَّ مثلث الاغتيال ( المعتصم ، و جعفر ، و أم الفضل ) ، كانوا قد تشاوَرُوا ، و تعاونوا على قتل الإمام ( عليه السلام ) ، و التخلّص منه بعد قدومه إلى ( بغداد ) ، بل ما استُدعِي ( عليه السلام ) إلاَّ لهذا الغَرَض .
و في ذلك يقول المؤرخ علي بن الحسين المسعودي : ( و جعلوا - المعتصم بن هارون ، و جعفر بن المأمون ، و أخته أم الفضل - سُمّاً في شيء من عنب رازقي ، و كان يعجبه ( عليه السلام ) العنب الرازقي ، فلمَّا أكلَ ( عليه السلام ) منه نَدمَتْ ، و جعَلَتْ تبكي ) .
فقال ( عليه السلام ) لها : ( مَا بُكَاؤك ؟!! ، و الله لَيَضربنَّكِ اللهُ بِفَقر لا يَنجَبِر ، و بَلاء لا يَنْسَتِر ) .
فَبُليت بِعِلَّة في أغمض المواضع من جوارحها ، و صارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت . فأنْفَقَت مالها ، و جميع ملكها على تلك العِلَّة ، حتى احتاجت إلى رفد الناس . و تردَّى جعفر في بئر فَأُخرِج ميتاً ، و كانَ سكراناً . و لما حضرت الإمام ( عليه السلام ) الوفاة ، بعد أن سرى السُّمَّ في بدنه الشريف ، نص على أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) ، و أوصى إليه . وك انت شهادته ( عليه السلام ) في آخر ذي القعدة 220 هـ . و حُفِر للجثمان المقدَّس قبرٌ ملاصقٌ لقبر جدِّه الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، في مقبرة قريش بـ( بغداد ) ، فَوَارَوهُ ( عليه السلام ) فيه . و انطفأت بشهادته ( عليه السلام ) شُعلَة مشرقة ، من الإمامة و القيادة الواعية ، المفكرة في الإسلام .
****************************
****************************
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق و اجعلي من لدنك سلطانا نصيرا)