اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
الطب الروحاني في السلوك الى الله
المشرف: أنوار فاطمة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7515
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 6:25 pm
الطب الروحاني في السلوك الى الله
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين.
فقد ذهبوا إلى أنّ الرّوح كجسم الإنسان، تُصاب بأنواع الأمراض، و لأجل الشّفاء يتوجب اللّجوء إلى أطبّاء النّفس و الرّوح، والإستعانة بأدوية الأخلاق الخاصّة، حتى تبقى الرّوح سالمةً و نشطةً و فعّالةً.
و الجدير بالذكر، أنّ القرآن الكريم أشار إلى الأمراض الأخلاقية و الروحية، في إثنى
عشر موضعاً، و عبّر عَنها بالمرض(1)، ومنها الآية (10) من سورة البقرة، إعتبرت النِّفاق من زمرة الأمراض الروحية، فقالت: (فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَهُم اللهُ مَرَضاً ); بسبب إصرارهم على النّفاق.
وفي الآية (32) من سورة الأحزاب، و صفت عبيد الشّهوة بمرضى القلوب، الذين يتحيّنون الفرص لإصطياد النّساء العفيفات، حيث خاطب الباري تعالى نساء النبي(صلى الله عليه وآله)، فقال: (فَلا تَخْضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي في قَلْبِهِ مَرَضٌ ).
وجاء في الآيات الاُخرى نفس هذا المعنى، أو أوسع منه، بحيث تناولت الآيات، جميع الإنحرافات الأخلاقيّة و العقائديّة.
و في معنى عميق آخر، عبّر القرآن الكريم، عن القلوب المليئة بنور المعرفة والأخلاق و التّقوى: بالقلوب السليمة. و جاء ذلك على لسان النّبي إبراهيم(عليه السلام)، حيث قال: (وَ لا تُخْزِنِي يَومَ يُبعَثُونَ * يَومَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ * إلاّ مَنْ أَتىْ اللهَ بِقَلب سَلِيم )(2).
«السّليم» من مادة «السّلامة»، و تقع في مقابل الفساد و الإنحراف والمرض، و «القلب السّليم» كما جاء في الرّوايات عن المعصومين(عليهم السلام)، في تفسير هذه الآية، أنّه القلب الذي خَلا من غير الله تعالى، (منزّه من كلّ مرض أخلاقي وروحي).
و قال القرآن الكريم في مكان آخر: إنّ إبراهيم(عليه السلام) عندما طلب من الباري تعالى: القلب السّليم، (كما أشارت الآيات الآنفة الذّكر)، تحقّق له ما يُريد، و شملته رحمة ولطف الله تعالى، وأصبح ذا قلب سليم، فنقرأ في الآيات (83 و 84) من سورة الصافات:
(وإِنَّ مِنْ شَيعَتِهِ لاَبراهيم * إذْ جاء رَبَّهُ بِقَلب سَليم ).
نعم، فإنّ إبراهيم(عليه السلام) كان يتمنى أن يكون ذا قلب سليم، و بالسّعي و الإيثار و محاربة الشرك، و هو النفس من موقع عبادة الله، إستطاع أن يصل بالنّهاية إلى ذلك المقام.
و نجد في الأحاديث الإسلامية، إشاراتٌ كثيرةٌ حول هذا الموضوع، ومنها:
1 ـ يصف الإمام علي(عليه السلام)، الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) في نهج البلاغة، فيقول: «طَبِيبٌ دَوّارٌ بِطِبّهِ قَدْ أَحْكَمَ مَراهِمَهُ وَأَحمَى مَواسِمَهُ يَضَعُ ذِلِكَ حَيثُ الحاجة إِلَيهِ مِنْ قُلُوب عُمى و آذان صُمٍّ وَأَلسِنَة بُكْم، مُتَتَبِّعٌ بِدوَائِهِ مَواضِعَ الغَفلَةِ وَمَواطِنَ الحَيرَةِ»(3).
2 ـ ورد في تفسير القلب السّليم، الذي ذُكر في الايتين الشّريفتين أعلاه، رواياتٌ كثيرةٌ، فنقرأ أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)، سئل: ما القَلبُ السّلِيم.
وقال(صلى الله عليه وآله): «دِينٌ بِلا شَكٍّ وَهُوىً، وَعَمَلٌ بِلا سُمْعَة وَرِياء»(4).
ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الباقر(عليه السلام): «لا عِلْمَ كَطَلَبِ السَّلامَةِ، ولاسَلامَةَ كَسَلامَةِ القَلبِ»(5).
وجاء في حديث آخر عن أمير المؤمنين(عليه السلام): «إِذا أَحَبَّ اللهُ عَبداً رَزَقَهُ قَلبَاً سَلِيماً وَخُلْقاً قَويمَاً»(6).
3 ـ وقد ورد التعبير عن الأخلاق الرّذيلة، في الروايات بأمراض القلب.
فورد في حديث عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، أنّه قال:
«إِيّاكُم وَالمراءَ وَالخُصُومَةَ فإنّهما يُمرِضانِ القُلُوبَ عَلَى الإِخوانِ، وَ يَنْبُتُ عَلَيهما النِّفاقَ»(7).
وجاء أيضاً عن الإمام الصّادق(عليه السلام) أنّه قال:
«ما مِنْ شَيء أَفْسَدَ لِلقَلبِ مِنْ خَطِيئَتِهِ»(8).
4ـ ونقرأ عن الإمام علي(عليه السلام) أيضاً:
«أَلا وَ مِنَ البَلاءِ الفاقَةُ، وَأَشَدُّ مِنَ الفاقَةِ مَرَضُ البَدَنِ، وَأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ البَدنِ مَرَضُ القَلبِ».(9)
5ـ وجاء أيضاً عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، في معرض حديثه عن الحسد، و أنّه كان ولا يزال على طول التأريخ مرضٌ نفسي عضال، فقال:
«أَلا إنَّهُ قَدْ دَبَّ إِلَيكُم داءُ الاُمَمِّ مِنْ قَبلِكُم وَهُوَ الحَسَدُ، لَيسَ بِحالِقِ الشَّعْرِ، لَكِنَّهُ حالِقُ الدِّينِ، ويُنجِي فِيهِ أَنْ يَكُفَّ الإِنسانُ يَدَهُ وَيَحْزُنَ لِسانَهُ وَلا يَكُونَ ذا غَمز عَلَى أَخِيهِ المُؤمِنُ»(10).
6 ـ و قد ورد في التّعبير عن الرذائل الأخلاقيّة، في كثير من الرّوايات بـ: «الدّاء» و مفهومها المرض، وجاء مثلاً في الخطبة (176) من نهج البلاغة، حيث يصف الإمام(عليه السلام) فيها القرآن الكريم:
«فَإسْتَشفُوهُ مِنْ أَدوائِكُم... فَإِنَّ فِيهِ شِفاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ وَهُوَ الكُفْرُ وَالنِّفَاقُ وَالغيُّ والضَّلالُ».
ونرى أيضاً هذا التعبير في روايات كثيرة اُخرى.
و خلاصة القول، إنّ الفضائل و الرّذائل، و طبقاً لهذه النظرية و الرؤية، علامةٌ لسلامة و مرض الرّوح عند الإنسان، والأنبياء(عليهم السلام) والأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، كانوا معلمي أخلاق، و أطباء نفسيين، و تعاليمهم تجسّد في مضمونها الدّواء النّافع و العلاج الشافي.
و على هذا، فكما هو الحال في الطّب المادي، ولأجل الوصول إلى الشّفاء الكامل، يحتاج المريض إلى الدواء، و يحتاج إلى الحُمية من بعض الأكلات، فكذلك في الطّب النّفسي و الرّوحي الأخلاقي، يحتاج إلى الإمتناع عن أصدقاء السّوء، و المحيط الملّوث بالمفساد الأخلاقيّة، و كذلك الإمتناع عن كلّ ما يَساعد على تفّشي الفساد، في واقع الإنسان النفسي، و محتواه الداخلي.
فالطّب المادي جعل العمليّة الجراحيّة كعلاج لبعض الحالات، و كذلك جعل الطّب الرّوحي الحدود و التّعزيرات و العُقوبات كوسيلة، ودواء رادع، عن الأعمال المنافيَة للأخلاق، و هي بِمنزلة إجراء العمليّة الجراحيّة في الطّب المادي.
وكما نرى في الطّب المادي، أنّه جعل العلاج في مرحلتين، مرحلة الوقاية: و هي المحافظة على الصّحة البدنيّة، و الثّانية: مرحلة العلاج للمريض، فكذلك في الطّب الرّوحي و الأخلاقي، يمرّ بمرحلتين: مرحلة الإرشاد والتعليم من قبل معلمي الأخلاق، للمحافظة على نفوس الناس من التلّوث بالرذائل، و الثّانية: مرحلة العلاج للمذنبين الملوّثين بالرّذائل.
و ما جاء في الخطبة (108) من نهج البلاغة، في وصف الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، و معالجاته بالمراهم والكيّ للجروح، يبيّن مدى التّنوع في الطّب الرّوحي، كما هو الحال في الطّب المادي.
ففي الطّب المادي (الجسماني)، توجد مجموعة إرشادات و أوامر كليّة لعلاج الأمراض، و قسمٌ من الأوامر التي تخص كلّ مرض بذاته، فكذلك الطّب الرّوحي، فالتّوبة و ذكر الله والعبادات الاُخرى، والمحاسبة والمراقبة للنفس، هي اُصولٌ كليّةٌ للعلاج، وكلّ مرض أخلاقي، نجد الأوامر والإرشادات الخاصة به، مذكورةٌ في الكتب الإسلاميّة و الأخلاقيّة.
والسلام على بقية الله في أرضه.
--------------------------------------------------------------------------------
1. سورة البقرة، الآية 10; سورة المائدة، الآية 52; سورة الأنفال، الآية 49; سورة التوبة، الآية 125; سورة الحج، الآية 53; سورة النور، الآية 50; سورة الأحزاب، الآية 12 و 32 و 60; سورة محمد، الآية 20 و 29; سورة المدثر، الآية 31.
2. سورة الشعراء، الآية 87 الى 89.
3. نهج البلاغة، الخطبة 108.
4. مستدرك الوسائل، ج1، ص103 (الطبعة الجديدة).
5. بحارالأنوار، ج75، ص 164.
6. غُرر الحِكم، ج3، ص167، (طبعة جامعة طهران).
7. بحار الأنوار، ج70، ص399.
8. المصدر السابق، ص312.
9. نهج البلاغة، الكلمات القصار، كلمة 388.
10. ميزان الحكمة، ج1، ص630.
<< منقول >>[/align]
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين.
فقد ذهبوا إلى أنّ الرّوح كجسم الإنسان، تُصاب بأنواع الأمراض، و لأجل الشّفاء يتوجب اللّجوء إلى أطبّاء النّفس و الرّوح، والإستعانة بأدوية الأخلاق الخاصّة، حتى تبقى الرّوح سالمةً و نشطةً و فعّالةً.
و الجدير بالذكر، أنّ القرآن الكريم أشار إلى الأمراض الأخلاقية و الروحية، في إثنى
عشر موضعاً، و عبّر عَنها بالمرض(1)، ومنها الآية (10) من سورة البقرة، إعتبرت النِّفاق من زمرة الأمراض الروحية، فقالت: (فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَهُم اللهُ مَرَضاً ); بسبب إصرارهم على النّفاق.
وفي الآية (32) من سورة الأحزاب، و صفت عبيد الشّهوة بمرضى القلوب، الذين يتحيّنون الفرص لإصطياد النّساء العفيفات، حيث خاطب الباري تعالى نساء النبي(صلى الله عليه وآله)، فقال: (فَلا تَخْضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي في قَلْبِهِ مَرَضٌ ).
وجاء في الآيات الاُخرى نفس هذا المعنى، أو أوسع منه، بحيث تناولت الآيات، جميع الإنحرافات الأخلاقيّة و العقائديّة.
و في معنى عميق آخر، عبّر القرآن الكريم، عن القلوب المليئة بنور المعرفة والأخلاق و التّقوى: بالقلوب السليمة. و جاء ذلك على لسان النّبي إبراهيم(عليه السلام)، حيث قال: (وَ لا تُخْزِنِي يَومَ يُبعَثُونَ * يَومَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ * إلاّ مَنْ أَتىْ اللهَ بِقَلب سَلِيم )(2).
«السّليم» من مادة «السّلامة»، و تقع في مقابل الفساد و الإنحراف والمرض، و «القلب السّليم» كما جاء في الرّوايات عن المعصومين(عليهم السلام)، في تفسير هذه الآية، أنّه القلب الذي خَلا من غير الله تعالى، (منزّه من كلّ مرض أخلاقي وروحي).
و قال القرآن الكريم في مكان آخر: إنّ إبراهيم(عليه السلام) عندما طلب من الباري تعالى: القلب السّليم، (كما أشارت الآيات الآنفة الذّكر)، تحقّق له ما يُريد، و شملته رحمة ولطف الله تعالى، وأصبح ذا قلب سليم، فنقرأ في الآيات (83 و 84) من سورة الصافات:
(وإِنَّ مِنْ شَيعَتِهِ لاَبراهيم * إذْ جاء رَبَّهُ بِقَلب سَليم ).
نعم، فإنّ إبراهيم(عليه السلام) كان يتمنى أن يكون ذا قلب سليم، و بالسّعي و الإيثار و محاربة الشرك، و هو النفس من موقع عبادة الله، إستطاع أن يصل بالنّهاية إلى ذلك المقام.
و نجد في الأحاديث الإسلامية، إشاراتٌ كثيرةٌ حول هذا الموضوع، ومنها:
1 ـ يصف الإمام علي(عليه السلام)، الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) في نهج البلاغة، فيقول: «طَبِيبٌ دَوّارٌ بِطِبّهِ قَدْ أَحْكَمَ مَراهِمَهُ وَأَحمَى مَواسِمَهُ يَضَعُ ذِلِكَ حَيثُ الحاجة إِلَيهِ مِنْ قُلُوب عُمى و آذان صُمٍّ وَأَلسِنَة بُكْم، مُتَتَبِّعٌ بِدوَائِهِ مَواضِعَ الغَفلَةِ وَمَواطِنَ الحَيرَةِ»(3).
2 ـ ورد في تفسير القلب السّليم، الذي ذُكر في الايتين الشّريفتين أعلاه، رواياتٌ كثيرةٌ، فنقرأ أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)، سئل: ما القَلبُ السّلِيم.
وقال(صلى الله عليه وآله): «دِينٌ بِلا شَكٍّ وَهُوىً، وَعَمَلٌ بِلا سُمْعَة وَرِياء»(4).
ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الباقر(عليه السلام): «لا عِلْمَ كَطَلَبِ السَّلامَةِ، ولاسَلامَةَ كَسَلامَةِ القَلبِ»(5).
وجاء في حديث آخر عن أمير المؤمنين(عليه السلام): «إِذا أَحَبَّ اللهُ عَبداً رَزَقَهُ قَلبَاً سَلِيماً وَخُلْقاً قَويمَاً»(6).
3 ـ وقد ورد التعبير عن الأخلاق الرّذيلة، في الروايات بأمراض القلب.
فورد في حديث عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، أنّه قال:
«إِيّاكُم وَالمراءَ وَالخُصُومَةَ فإنّهما يُمرِضانِ القُلُوبَ عَلَى الإِخوانِ، وَ يَنْبُتُ عَلَيهما النِّفاقَ»(7).
وجاء أيضاً عن الإمام الصّادق(عليه السلام) أنّه قال:
«ما مِنْ شَيء أَفْسَدَ لِلقَلبِ مِنْ خَطِيئَتِهِ»(8).
4ـ ونقرأ عن الإمام علي(عليه السلام) أيضاً:
«أَلا وَ مِنَ البَلاءِ الفاقَةُ، وَأَشَدُّ مِنَ الفاقَةِ مَرَضُ البَدَنِ، وَأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ البَدنِ مَرَضُ القَلبِ».(9)
5ـ وجاء أيضاً عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، في معرض حديثه عن الحسد، و أنّه كان ولا يزال على طول التأريخ مرضٌ نفسي عضال، فقال:
«أَلا إنَّهُ قَدْ دَبَّ إِلَيكُم داءُ الاُمَمِّ مِنْ قَبلِكُم وَهُوَ الحَسَدُ، لَيسَ بِحالِقِ الشَّعْرِ، لَكِنَّهُ حالِقُ الدِّينِ، ويُنجِي فِيهِ أَنْ يَكُفَّ الإِنسانُ يَدَهُ وَيَحْزُنَ لِسانَهُ وَلا يَكُونَ ذا غَمز عَلَى أَخِيهِ المُؤمِنُ»(10).
6 ـ و قد ورد في التّعبير عن الرذائل الأخلاقيّة، في كثير من الرّوايات بـ: «الدّاء» و مفهومها المرض، وجاء مثلاً في الخطبة (176) من نهج البلاغة، حيث يصف الإمام(عليه السلام) فيها القرآن الكريم:
«فَإسْتَشفُوهُ مِنْ أَدوائِكُم... فَإِنَّ فِيهِ شِفاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ وَهُوَ الكُفْرُ وَالنِّفَاقُ وَالغيُّ والضَّلالُ».
ونرى أيضاً هذا التعبير في روايات كثيرة اُخرى.
و خلاصة القول، إنّ الفضائل و الرّذائل، و طبقاً لهذه النظرية و الرؤية، علامةٌ لسلامة و مرض الرّوح عند الإنسان، والأنبياء(عليهم السلام) والأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، كانوا معلمي أخلاق، و أطباء نفسيين، و تعاليمهم تجسّد في مضمونها الدّواء النّافع و العلاج الشافي.
و على هذا، فكما هو الحال في الطّب المادي، ولأجل الوصول إلى الشّفاء الكامل، يحتاج المريض إلى الدواء، و يحتاج إلى الحُمية من بعض الأكلات، فكذلك في الطّب النّفسي و الرّوحي الأخلاقي، يحتاج إلى الإمتناع عن أصدقاء السّوء، و المحيط الملّوث بالمفساد الأخلاقيّة، و كذلك الإمتناع عن كلّ ما يَساعد على تفّشي الفساد، في واقع الإنسان النفسي، و محتواه الداخلي.
فالطّب المادي جعل العمليّة الجراحيّة كعلاج لبعض الحالات، و كذلك جعل الطّب الرّوحي الحدود و التّعزيرات و العُقوبات كوسيلة، ودواء رادع، عن الأعمال المنافيَة للأخلاق، و هي بِمنزلة إجراء العمليّة الجراحيّة في الطّب المادي.
وكما نرى في الطّب المادي، أنّه جعل العلاج في مرحلتين، مرحلة الوقاية: و هي المحافظة على الصّحة البدنيّة، و الثّانية: مرحلة العلاج للمريض، فكذلك في الطّب الرّوحي و الأخلاقي، يمرّ بمرحلتين: مرحلة الإرشاد والتعليم من قبل معلمي الأخلاق، للمحافظة على نفوس الناس من التلّوث بالرذائل، و الثّانية: مرحلة العلاج للمذنبين الملوّثين بالرّذائل.
و ما جاء في الخطبة (108) من نهج البلاغة، في وصف الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، و معالجاته بالمراهم والكيّ للجروح، يبيّن مدى التّنوع في الطّب الرّوحي، كما هو الحال في الطّب المادي.
ففي الطّب المادي (الجسماني)، توجد مجموعة إرشادات و أوامر كليّة لعلاج الأمراض، و قسمٌ من الأوامر التي تخص كلّ مرض بذاته، فكذلك الطّب الرّوحي، فالتّوبة و ذكر الله والعبادات الاُخرى، والمحاسبة والمراقبة للنفس، هي اُصولٌ كليّةٌ للعلاج، وكلّ مرض أخلاقي، نجد الأوامر والإرشادات الخاصة به، مذكورةٌ في الكتب الإسلاميّة و الأخلاقيّة.
والسلام على بقية الله في أرضه.
--------------------------------------------------------------------------------
1. سورة البقرة، الآية 10; سورة المائدة، الآية 52; سورة الأنفال، الآية 49; سورة التوبة، الآية 125; سورة الحج، الآية 53; سورة النور، الآية 50; سورة الأحزاب، الآية 12 و 32 و 60; سورة محمد، الآية 20 و 29; سورة المدثر، الآية 31.
2. سورة الشعراء، الآية 87 الى 89.
3. نهج البلاغة، الخطبة 108.
4. مستدرك الوسائل، ج1، ص103 (الطبعة الجديدة).
5. بحارالأنوار، ج75، ص 164.
6. غُرر الحِكم، ج3، ص167، (طبعة جامعة طهران).
7. بحار الأنوار، ج70، ص399.
8. المصدر السابق، ص312.
9. نهج البلاغة، الكلمات القصار، كلمة 388.
10. ميزان الحكمة، ج1، ص630.
<< منقول >>[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 5686
- اشترك في: الاثنين يونيو 22, 2009 12:50 am
Re: الطب الروحاني في السلوك الى الله
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة جزاكم الله خير الجزاء
وفقكم الله تعالى[/font][/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة جزاكم الله خير الجزاء
وفقكم الله تعالى[/font][/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 39518
- اشترك في: الأربعاء إبريل 29, 2009 11:20 am
Re: الطب الروحاني في السلوك الى الله
[align=center]اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
سلمت يمناك عزيزتي الله يعطيك الف عافية على الطرح الرائع جدااا
دمــــتِ ســــــالمة[/align]
سلمت يمناك عزيزتي الله يعطيك الف عافية على الطرح الرائع جدااا
دمــــتِ ســــــالمة[/align]
(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 49213
- اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
- مكان: في قلب منتداي الحبيب
Re: الطب الروحاني في السلوك الى الله
[align=center]اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يعطيكِ العافية اختنا الكريمة على طرحكم الموضوع المبارك
جزيتم الف خير[/align]
يعطيكِ العافية اختنا الكريمة على طرحكم الموضوع المبارك
جزيتم الف خير[/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: الطب الروحاني في السلوك الى الله
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم يا كريم
طرح رائــــــــع وقيــــــــم
أختي الكريمة : امل الزهراء
شاكرة لكِ جهودكِ المثمرة ، في ميزان حسناتكِ ان شاء الله تعالى
دمتِ بخير
طرح رائــــــــع وقيــــــــم
أختي الكريمة : امل الزهراء
شاكرة لكِ جهودكِ المثمرة ، في ميزان حسناتكِ ان شاء الله تعالى
دمتِ بخير
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2057
- اشترك في: الأربعاء إبريل 08, 2009 12:54 pm
Re: الطب الروحاني في السلوك الى الله
[align=center]اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
سلمت يمناك عزيزتي[/align]
سلمت يمناك عزيزتي[/align]
الله
محمد
علي
محمد
علي
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 27275
- اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm
Re: الطب الروحاني في السلوك الى الله
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و ارحمنا بهم يا كريم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمـــة
شكرا لكِ على هذا الموضوع الجميل ,
بارك الله فيك .[/font][/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمـــة
شكرا لكِ على هذا الموضوع الجميل ,
بارك الله فيك .[/font][/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7244
- اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am
Re: الطب الروحاني في السلوك الى الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
بارك الله بكم اختي الكريمة على الطرح النير
في ميزان اعمالكم ان شاء الله
تحياتي
اللهم صل على محمد وال محمد
بارك الله بكم اختي الكريمة على الطرح النير
في ميزان اعمالكم ان شاء الله
تحياتي
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 3565
- اشترك في: الأحد إبريل 19, 2009 2:06 pm
Re: الطب الروحاني في السلوك الى الله
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
موضوع جدا جميل
جزاك الله كل خير على نقله
واعطاك ثوابه قصر في الجنه
.[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
موضوع جدا جميل
جزاك الله كل خير على نقله
واعطاك ثوابه قصر في الجنه
.[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 15021
- اشترك في: الثلاثاء مارس 04, 2008 6:40 pm
- مكان: كـنـف المـــــنـــصــــــــورة (ع)
Re: الطب الروحاني في السلوك الى الله
[align=center]اللهم صل على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة أحسنتم بارك الله تعالى بكم طرح قيم
نسأل الله تعالى أن يحفظكم ويرزقكم خير الدارين وشيعة محمد وآل محمد بحق محمد وآل محمد
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين [/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة أحسنتم بارك الله تعالى بكم طرح قيم
نسأل الله تعالى أن يحفظكم ويرزقكم خير الدارين وشيعة محمد وآل محمد بحق محمد وآل محمد
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين [/align]
يا الله
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 9232
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2009 5:58 pm
Re: الطب الروحاني في السلوك الى الله
اللهم صل على محمد وال محمد
يعطيك العافية أختي امل الزهراء
طرح جميل جدا ويحثنا على التأمل والتعبد
في حفظ الرحمن
يعطيك العافية أختي امل الزهراء
طرح جميل جدا ويحثنا على التأمل والتعبد
في حفظ الرحمن
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 10284
- اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am
Re: الطب الروحاني في السلوك الى الله
[align=center][font=Arial]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وبارك الله بكم وحفظكم الله من شر الانس والجن
ان سميعا مجيب[/font][/align]
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وبارك الله بكم وحفظكم الله من شر الانس والجن
ان سميعا مجيب[/font][/align]
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.