اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره
المشرف: يالثارات الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7676
- اشترك في: الجمعة أكتوبر 17, 2008 4:00 am
- مكان: في رحاب الزهراء "ع"
المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره سيرته و عطاؤه العلمي
العالم الكامل، الجامع للعلوم، ذو الخلق الرباني الرفيع، المولى محمد مهدي بن أبي ذر النراقي، ولد في نراق ـ من قرى كاشان النائية آنذاك ـ حدود سنة (1146 ه) (1) ، في بيت ديني ، وكان والده أبو ذر من موظفي الدولة وقتئذ .
وقد هاجر إلى كاشان (2) لطلب العلم والتحصيل ، وسكن في إحدى مدارسها ، مكابدا شظف العيش ؛ متتلمذا هناك على الشيخ محمد جعفر البيدكلي ، ودرس فيها العلوم الأدبية .
والظاهر أنه كان مشتغلا بتهذيب النفس منذ بداية أمره ، فقد نقل انه مر على متجر أحد الكسبة في السوق ، وكانت عليه ثياب رثة أثارت انتباه هذا الرجل فأهدى له ثيابا جديدة فقبلها النراقي بعد الالحاح عليه ، لكنه أعادها إليه في الغد معتذرا بأنه إن ارتداها أحس بالحقارة في نفسه سيما إذا مر من أمام دكان هذا الرجل (3) .
ثم رحل بعد ذلك إلى أصفهان ـ حيث كانت مركزا علميا عريقا في إيران ـ فدرس على علمائها الفقه والاصول والحديث والتفسير والطب والكلام ، وجميع فروع الرياضيات ، وكان منكبا على الدراسة والبحث منصرفا عن كل شيء إلى ذلك ، حتى انه كان لا يقرأ الرسائل التي تبعث إليه ويضعها تحت فراشه لئلا تشوش مطالعتها ذهنه ، وعندما قتل والده وكتب إليه في ذلك وضع المكتوب على عادته تحت فراشه ، فكتبوا إلى استاذه الخاجوئي بإعلامه والتوجه إلى نراق للنظر في التركة والوراث ، فعندما دخل مجلس الدرس رأى استاذه حزينا ، فالتمس النراقي منه البدء بالتدريس فأجابه الاستاذ بلزوم التوجه إلى نراق لعيادة والده المريض أو المجروح ، فقال : الله يحفظه ، والتمس من استاذه التدريس ثانية ، فأمره الاستاذ عند ذاك بالسفر ، فسافر وأقام ثلاثة أيام في نراق ثم رجع (4) .
وكان لشدة فقره المدقع لا يستطيع شراء سراج للمطالعة ، حيث كان يستضيء بسراج بيت الخلاء للمطالعة والكتابة ليلا (5) .
وقد اغتنم الفرصة في اصفهان فتعلم فيها اللغة العبرية واللاتينية على يد جماعة من اليهود والنصارى هناك ، وذلك ليسهل عليه الرجوع إلى كتبهم ومطالعتها (6) .
وقد ذكر النراقي في كتاب «أنيس الموحدين» ما دل على معرفته باللغة العبرية ، فقد ذكر انه ترجم من التوراة نصا يتضمن خطابا من الله سبحانه لابراهيم عليه السلام ، وقد أوحى به سبحانه لموسى عليه السلام وهو : «أولياء شماعيل شيمعتنى هينى واهفراتى وتو واهر بيتى او توبيى ماورشيتم عاشار تسليم يوليدا وننعتى لكوى كاذول» .
«لقد سمعنا يا ابراهيم دعاءك في اسماعيل ، وسأجتبيه وأتكفله من أجل ما دماد (يعني أحمد)، وسوف يكون من أحمد اثنا عشر إماما ، يكونون أئمة في امة كبيرة» ثم قال بعد نقل هذا انه قد باحث فيه علماء اليهود كثيرا (7) .
ثم أقفل راجعا إلى كاشان لغرض التدريس والتصدي لصلاة الجمعة والجماعة والوعظ والارشاد ، ثم توجه إلى العراق زائرا ، فتلمذ على يد علمائها برهة ثم (8) رجع إلى كاشان وتزوج فيها سنة (1181 ق) وأقام مشتغلا بالتدريس والتأليف ونشر العلم ، وقد استعادت هذه البلدة إبان وجوده فيها موقعها العلمي .
وأما المدة التي أقام فيها في هذه المدن التي سافر اليها فليس هناك ما يدل على ضبطها وتحديدها ، إلا انه يمكن أن تحدس فترة اقامته في كاشان بعد عودته اليها من العراق في ثمانية وعشرين عاما على أقل تقدير ، باعتبار أن ما بين زواجه فيها سنة (1181) ووفاته سنة (1209) هو هذه الفترة .
وذكر في مقدمة أنيس الموحدين أن مدة اقامته باصفهان كانت ثلاثين عاما (9) ، ولكنه بعيد بل غير صحيح ؛ وذلك لأن اقامته في العراق للزيارة كانت مدة معتدا بها كما عبر بذلك أبو الحسن الغفاري (10) ، وذكر في «لباب الألقاب» انه درس على الوحيد البهبهاني مدة مديدة (11) ، فتكون مدة توقفه في العراق ثلاث سنين على الأقل . ومن جهة اخرى فانه قد تزوج سنة (1181 ق) وذلك بعد رجوعه من العراق إلى كاشان كما ذكر ذلك معاصره الصباحي البيدكلي في شعر نظمه بمناسبة زواجه فأرخه بتلك السنة (12) ، فاذا فرضنا أن سنة زواجه هي نفس سنة رجوعه من العراق إلى كاشان ، وفرضنا أن مدة بقائه في العراق كانت ثلاث سنين وسنة واحدة في كاشان ، فتكون هجرته من اصفهان على أكثر تقدير سنة (1177) ويكون عمره آنذاك في حدود الإحدى والثلاثين ، فاذا كان بقاؤه في اصفهان ثلاثين عاما فهذا يعني أن عمره حين قدومه اليها كان سنة واحدة مع انه كان قد أنهى قراءة العلوم الأدبية في كاشان كما عرفنا .
والظاهر أن المنشأ في هذا الخطأ هو ما قيل من أن دراسته على الحكيم الخاجوئي كانت ثلاثين عاما ، وسيأتي عند الحديث عن أساتذته عدم صحة ذلك .
أساتذته:
ذكر المترجمون لحياته سبعة من أساتذته ، وقد حصرهم البعض بهذا العدد (13) ، ولم تصلنا أسماء البعض من أساتذته ، كما لم يصلنا عن أساتذته بكاشان شيء إلا عن شخص واحد .
ومن جهة اخرى فقد ذكر ابنه المولى أحمد النراقي قدس سره انه درس عند الميرزا نصير في اصفهان (14) ولم يرد اسمه في ضمن أساتذته السبعة أو الكواكب السبعة كما عبر عنهم المولى أحمد (15) فصار ذلك منشأ في حصر أساتذته بهذا العدد ، حيث كتب إلى أخيه الشيخ محمد مهدي : ثم الوالد الاستاذ يروي عن مشايخه الكرام السبعة الذين هم في عصرهم في البلاد بمنزلة الكواكب السبعة في السبع الشداد (16) .
ومراده هو حصر مشايخ الحديث لا أساتذته في العلوم وإن كان يمكن اجتماعهم أيضا.
وأما أساتذته فهم:
1ـ الشيخ محمد جعفر البيدكلي قدس سره : وكان أكبر علماء كاشان وأعلمهم ، وكان النراقي يذكره في إجازاته بكل تجلة واحترام ، ولم يذكر التأريخ شيئا من أحواله (17) .
2ـ الشيخ إسماعيل بن محمد حسين الخاجوئي قدس سره : من أشهر علماء اصفهان ، وله في الفقه والفلسفة آثار كثيرة ، وكان من القلائل المعروفين بالزهد والتقى . ومن جملة مؤلفاته :
1ـ جامع الشتات .
2ـ هداية الفؤاد إلى أحوال العباد .
3ـ رسالة في الإمامة .
4ـ رسالة في تحقيق الغناء .
5ـ رسالة في الرد على الصوفية .
6ـ بشارات الشيعة (18) .
والمعروف أن النراقي قدس سره قد درس عنده ثلاثين عاما (19) ، والظاهر عدم صحة ذلك ، باعتبار أن عمر النراقي حال وفاة استاذه كان سبعة وعشرين عاما ، فكيف يستقيم هذا إذا ضممنا إليه أن إتمامه العلوم الأدبية في كاشان كان قبل قدومه إلى اصفهان (20) ؟ !
على أن من المستبعد أن تستمر مدة تتلمذه عند استاذ واحد مع ذكائه وقابليته العقلية هذه المدة المديدة .
والظاهر أن المنشأ في هذا الخطأ هو كلام السيد محمد شفيع الجابلقي (1280 ق) حيث كتب : «قرأ على العالم الكامل علامة زمانه الملا اسماعيل الخاجوئي في ثلاثين سنة على ما سمعت» (21) ، وعبارة «على ما سمعت» تدل على تردده في ذلك .
3ـ الشيخ محمد بن محمد زمان الكاشاني قدس سره (22) : ولد في كاشان ، وسكن باصفهان ، وقد درس عليه النراقي الفلسفة وكان مشتهرا بذلك ، ومن تأليفاته :
1ـ مرآة الزمان.
2ـ القول السديد.
3ـ نور الهدى.
4ـ هداية المسترشدين.
5ـ أربع رسائل .
توفي بعد سنة (1166) ودفن في النجف الأشرف .
4ـ الشيخ محمد مهدي الهرندي قدس سره : وكان من أساتذة الفلسفة المعروفين في اصفهان كما كان مؤلفا ومروجا شهيرا للعلم . توفي سنة (1180) ودفن في المسجد الجامع .
5ـ الميرزا نصير قدس سره : وهو نصير الحكماء ، قد ذكره العلامة أحمد النراقي في أساتذته في ذيل نسخة مخطوطة من لؤلؤة البحرين (23) ، وإن لم ينص عليه غيره .
وكان في القرن الثاني عشر من حكماء اصفهان وأساتذتها (24) ، والظاهر من عد العلامة أحمد النراقي مشايخ إجازة والده في سبعة أشخاص أن الميرزا نصيرا كان من أساتذته في العلوم الاخرى . توفي الميرزا نصير سنة (1191) (25) .
6ـ الاستاذ الأوحد الآقا محمد باقر الوحيد البهبهاني قدس سره : كان مرجع الشيعة طوال ثلاثين عاما ، وقف بوجه التيار الأخباري ، وتخرج عليه كثير من الأعاظم منهم : السيد بحر العلوم ، الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض ، الميرزا القمي ، العلامة محمد مهدي النراقي (قدس الله أسرارهم) وغيرهم .
توفي سنة (1205) في كربلاء المقدسة ودفن إلى جوار مرقد الامام الحسين عليه السلام . من تأليفاته : 1ـ شرح المفاتيح . 2ـ رسالة في حجية الأدلة الأربعة . 3ـ رسالة في الاجتهاد والتقليد . 4ـ حاشية على شرح الارشاد . 5ـ حاشية المدارك . 6ـ الفوائد العتيقة . 7ـ الفوائد الجديدة .
7ـ الشيخ يوسف بن أحمد البحراني قدس سره : وكان من كبار علماء عصره ، ومن أخباريي علماء كربلاء المقدسة وقد أفاد منه النراقي في الحديث ، ومن أشهر تآليفه «الحدائق الناضرة» . ويعرف بصاحب الحدائق .
ومن تأليفاته الاخرى :
1ـ الدرر النجفية.
2ـ الشهاب الثاقب في معنى الناصب.
3ـ النفحات الملكوتية في الرد على الصوفية.
4ـ معراج النبيه في من لا يحضره الفقيه .
توفي سنة (1186)، ودفن إلى جوار مرقد الامام الحسين بن علي عليهما السلام .
8ـ الشيخ محمد مهدي الفتوني قدس سره : وقد ذكره السيد بحر العلوم في إجازاته بإجلال واحترام كبيرين (26) . له «نتائج الأفكار» في جميع أبواب الفقه . توفي سنة (1183) .
عصره :
شهدت العتبات المقدسة في العراق وباقي المدن الدينية في ايران كاصفهان وشيراز وخراسان في القرن الثاني عشر الهجري حادثتين غريبتين في نطاق الحركة الدينية والعلمية :
الاولى : الحركة الصوفية ، والثانية التيار الأخباري ، حيث فرضت الثانية سيطرتها على الأجواء العلمية آنذاك ، حتى ان طلبة العلوم في كربلاء المقدسة ـ وهي أكبر مركز علمي للشيعة آنذاك ـ كانوا يمسكون كتب الاصول بالمنديل عند حملها !
وقد تصدى العلامة الوحيد البهبهاني الملقب ب «استاذ الكل» للحركة الاخبارية ببيان وبنان ساطعين ، وفند أفكارها ومزاعمها بالحجة والمنطق والدليل ، وأخرج علم الاصول من حالته التقليدية السائدة التي كان يعاني منها ، ورسخ المنهج الاصولي في عملية استنباط الأحكام ، وخرج جيلا من الأعاظم والأعيان كالسيد بحر العلوم ، والشيخ كاشف الغطاء ، والميرزا القمي ، والعلامة محمد مهدي النراقي (قدس الله أسرارهم) .
لقد شهد النراقي المواجهة بين التيارين الاصولي والاخباري وكان مركزها كربلاء المقدسة ، كما شهد أيضا حركة التصوف في اصفهان ، وكان يعد من التيار الاصولي إلا انه كان على ارتباط مع الأجواء العلمية عند الجانبين معا ، فقد كان يحضر مجالس الاخباريين العلمية ، ودرس ـ كما أسلفنا ـ على الشيخ يوسف البحراني من أكابر الاخباريين ، وذلك للاطلاع على أفكارهم وآرائهم .
لقد ساهم النراقي وبرز في كلتا الساحتين ، وكان من السباقين لرفع لواء العلم بالتأليف والتدريس والبحث . فكتب في كربلاء «رسالة الإجماع» سنة (1178) أثبت فيها حجية الإجماع ـ الذي يعد من الأدلة الأربعة في الاستنباط ـ بالأدلة العقلية والنقلية ، بين فيها آراء فقهاء الإمامية من عصر الشيخ المفيد إلى زمانه ، وقد تلقيت هذه الرسالة بالقبول من قبل علماء عصره ، ولم ينبر أحد من علماء الاخباريين للرد عليها كما كان مألوفا في تلك الأزمنة . كما انه كتب جامع السعادات ردا على حركة التصوف .
تآليفه :
شارك النراقي في علوم شتى أعربت عنها مؤلفاته الكثيرة ، والتي طبع البعض منها ، ونحن نشير هنا إلى أسماء كتبه التي ألفها موزعة بحسب موضوعاتها :
أ ـ الفقه :
1ـ لوامع الأحكام في فقه شريعة الإسلام : وهو أكبر كتبه وأوسعها ، ويعبر عن مؤلفه ب «صاحب اللوامع» . ويقع في مجلدين خطيين كبيرين . خرج منه كتاب الطهارة فقط .
2ـ معتمد الشيعة في أحكام الشريعة : وهو في الطهارة أيضا ، أشار فيه باختصار إلى أدلة الأحكام . وقد طبع لأول مرة سنة (1422) برعاية مؤتمر الفاضلين النراقيين ، وتحقيق مؤسسة العلامة المجدد الوحيد البهبهاني .
3ـ أنيس التجار : وهو رسالة في المتاجر كما هو واضح من عنوانها ، كتبها بالفارسية وهي خالية من الاستدلال ، وقد رتبها في سبعة أبواب : الباب الأول في التجارة وبحث فيه الامور التالية : فضل التجارة ، أقسام التجارة ، أقسام المكاسب ، الاحتكار ، آداب التجارة ، عقد البيع ، الخيارات ، الشرط ضمن العقد ، الربا ، الصرف ، النقد والنسيئة ، السلف و . . .
وكتب الأبواب الاخرى في هذه الرسالة في الموضوعات التالية : القرض ، المضاربة ، الشركة ، الوكالة ، الحوالة ، الصلح .
وقد كتب السيد محمد كاظم اليزدي سنة (1317) حاشية على هذه الرسالة ، وكذا الشيخ عبد الكريم الحائري طبعت سنة (1349) .
4ـ أنيس الحجاج .
5ـ المناسك المكية .
6ـ التحفة الرضوية : رسالة في المهم من مسائل الطهارة والصلاة مما يحتاجه المصلي بالفارسية ، كتبه في جوار مرقد الامام الرضا عليه السلام ولذا سماها ب «التحفة الرضوية» نسبة إليه .
7ـ تلخيص الفتاوى والمسائل مجردة عن المدارك والدلائل : رسالة فتوائية مخطوطة ، كتب فيها أحكام الطهارة وشطرا قليلا من الصلاة .
8ـ زينة العباد : ذكر المؤلف في مقدمة هذه الرسالة الفارسية انه جمع فيها مهمات المسائل الابتلائية عند المكلفين من الطهارة والصلاة .
9ـ المواسعة .
10ـ صلاة الجمعة .
ب ـ اصول الفقه :
11ـ تجريد الاصول : كتب فيه المهم من مسائل الاصول وحذف غير المهم من مسائله مما لا دخل له في الاستنباط . طبع على الحجر سنة (1317 ق) . وكان تأليفه سنة (1190)، وقد شرحه ولده العلامة أحمد النراقي سنة (1222) .
12ـ جامعة الاصول : ويقع في اثني عشر فصلا هي :
الفصل الأول : في أصل البراءة بمعنى أصل الإباحة .
الفصل الثاني : في أصل البراءة بمعنى أصل عدم الوجوب والاستحباب .
الفصل الثالث : في حكم الشبهة في طريق الحكم .
الفصل الرابع : في استصحاب حال العقل .
الفصل الخامس : في استصحاب حال الشرع .
الفصل السادس : في أصالة عدم تقدم الحادث .
الفصل السابع : في التمسك بعدم الدليل .
الفصل الثامن : في أصل الأخذ بالأقل .
الفصل التاسع : في أن الأصل في الكلام الحقيقة .
الفصل العاشر : في أصالة نفي التخصيص والتقييد والنسخ والاشتراط .
الفصل الحادي عشر : في أن الأصل في الأشياء الطهارة .
الفصل الثاني عشر : في ذكر بعض الاصول المتداولة في ألسنتهم الداخلة تحت الاصول المذكورة .
تم طبع الكتاب لأول مرة من قبل مؤتمر الفاضلين النراقيين سنة (1422 ق) . تحقيق الشيخ رضا الاستادي .
13ـ أنيس المجتهدين .
كتب مؤلفه في المقدمة : إني بعدما سرحت النظر في مراتع مسائله (الاصول) وأجلت الفكر في ميادين دلائله ظفرت على فوائد جمة خلت عنها كتب أكثر العلماء ، وعثرت على قواعد مهمة لم يأت بها اولو الأيدي الأذكياء ، فجمعتها في هذا الكتاب تبصرة للأحباب و . . . ودأبي في هذا الكتاب تحقيق ما هو الحق من المسائل وذكر ما هو الأتم من الدلائل ، ولا أتعرض لذكر ما هو تطويل بلا طائل . . . وكذا لا أتعرض لنقض جميع أدلة الخصوم .
14ـ أصالة الاحتياط .
15ـ جامع الأفكار .
16ـ الأدلة الأربعة : رسالة خطية محفوظة في المجموعة رقم (2045) في مكتبة الآستانة الرضوية المقدسة ، منسوبة للنراقي ، وقد نسبها البعض استنادا لكلام الذريعة (6 : 274) إلى صاحب الرياض .
17ـ اثبات حجية الشهرة : رسالة خطية صغيرة محفوظة في المجموعة رقم (2045) في مكتبة الآستانة الرضوية المقدسة ، منسوبة للنراقي ، ونسبها البعض لصاحب الرياض أيضا .
ج ـ الفلسفة والكلام :
18ـ جامع الأفكار وناقد الأنظار .
19ـ الشهاب الثاقب .
20ـ اللمعة الالهية في الحكمة المتعالية .
21ـ شرح الالهيات من كتاب الشفاء .
22ـ اللمعات العرشية في الحكمة الالهية .
23ـ قرة العيون في أحكام الوجود .
24ـ الكلمات الوجيزة .
25ـ أنيس الحكماء .
26ـ أنيس الموحدين .
د ـ الرياضيات والهيئة :
27ـ توضيح الاشكال .
28ـ شرح تحرير اكرثاذوسنيوس .
29ـ عقود الأنامل .
30ـ رسالة في الحساب .
31ـ المستقصى .
32ـ المحصل في الهيئة .
ه ـ الأخلاق :
33ـ جامع السعادات .
34ـ جامع المواعظ .
و ـ المتفرقات :
35ـ محرق القلوب ، في مصائب أهل البيت عليهم السلام .
36ـ معراج السماء .
37ـ مشكلات العلوم ، في علوم مختلفة .
38ـ نخبة البيان ، في التشبيه والاستعارة والمحسنات البديعية .
39ـ ديوان طائر قدسي (فارسي) .
40ـ حديث رأس الجالوت .
41ـ الحواشي والتعليقات على مؤلفات العلماء .
أولاده :
تزوج العلامة النراقي سنة (1181 ق) بعد رجوعه إلى كاشان من العراق فكان له من الأولاد خمسة :
1ـ العلامة أحمد النراقي ، ولد سنة (1185)، كان حسن التأليف مدققا كأبيه ، وقد شابهه في تصانيفه ، فقد كتب الأب «معتمد الشيعة» ، فيما كتب الابن «مستند الشيعة» ، وكتب الأب «جامع السعادات» ، فيما كتب الابن «معراج السعادة» ، وكتب الأب «مشكلات العلوم» ، فيما كتب الابن «الخزائن» .
لقد حظي العلامة أحمد النراقي بمكانة علمية مرموقة ، وترك تآليف قيمة كثيرة ، ك «عوائد الأيام» ، و «تنقيح الفصول في شرح الاصول» ، و «مناهج الأحكام» ، و «عين الاصول» ، و «أساس الأحكام» ، و «مفتاح الأحكام» ، و «سيف الامة وبرهان الملة» ، و «وسيلة النجاة» ، وغير ذلك .
توفي سنة (1245) ودفن في النجف الأشرف إلى جانب أبيه .
2ـ الشيخ أبو الحسن النراقي .
3ـ الشيخ أبو ذر النراقي .
4ـ الميرزا أبو القاسم : كان تلميذا لأخيه الشيخ أحمد ، ثم تصدى لرئاسة الحوزة العلمية بعد وفاته ، توفي بعد رجوعه من الحج سنة (1256) في «مدائن صالح» .
5ـ الشيخ محمد مهدي : ولد بعد وفاة أبيه بأربعين يوما ، ولذا سمي باسمه ، ودرس على يد أخيه الشيخ أحمد ، ثم رأس الحوزة العلمية في كاشان بعد أن توفي أخوه الميرزا أبو القاسم ، وكان يدعى ب «محمد مهدي الثاني» و «آقا كوجك» و «آقا بزرك» .
ألف «تنقيح الاصول» و «المقاصد العلية» وتوفي سنة (1268)، ودفن بقم إلى جوار قبر علي بن بابويه (رضوان الله عليه) .
وفاته :
وبعد عمر حافل بالعطاء توفي العلامة النراقي سنة (1209 ق) في كاشان ونقل جثمانه إلى النجف ودفن فيها .
وقد ذكر بعض من تعرض لسيرته انه توفي في النجف (27) ، وهو غلط ؛ وذلك :
1ـ لتصريح ولده الشيخ أحمد بذلك في آخر نسخة مخطوطة ل «لؤلؤة البحرين» حين قال : «تولد ـ طاب ثراه ـ في نراق وتوفي في كاشان» (28) .
2ـ لتصريحه أيضا فيما كتبه إلى أخيه بعد وفاة أبيهما : «قد ارتحل ـ طاب ثراه ـ إلى جوار الله سبحانه في أول ليلة السبت ثامن شهر شعبان المعظم من شهور الف ومئتين وتسع من الهجرة النبوية ، وحمل نعشه الشريف إلى النجف الأشرف» (29) .
3ـ ما ذكره معاصره الزنوزي انه : «توفي في أوائل ساعات ليلة السبت ، ثامن عشر شعبان من سنة تسع ومائتين وألف ونقل إلى المشهد الغروي ودفن بها عند الرواق» (30) .
ولعل منشأ ذلك ما نقله صاحب الروضات من اجازة ولده الشيخ أحمد النراقي حيث جاء فيها : «مولانا محمد مهدي بن أبي ذر النراقي مولدا والكاشاني مسكنا والنجفي التجاء ومدفنا» (31) .
ولعل منشأ التوهم كلمة «التجاء» ، حيث فهم اقامته في النجف أواخر حياته ، مع ان المراد إما ذهابه اليها قبل وفاته ولوذه بأمير المؤمنين عليه السلام أو كون مدفنه فيها من باب الالتجاء والالتياذ بقبره الشريف عليه السلام .
الهوامش:
1) ذكر العلامة الشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله في مقدمته على جامع السعادات : انه لم تضبط سنة ولادته ، ولكنه يمكن الاستنتاج من بعض المقارنات انها كانت سنة (1128 ه) ؛ لأنه كان قد تلمذ أول أمره على الحكيم المولى اسماعيل الخاجوئي ثلاثين سنة ، وكانت وفاته ـ الخاجوئي ـ (سنة 1173 ه) فتكون أول تلمذته عليه (سنة 1143 ه)، ولو فرض انه حضر عليه وله (15) سنة فتكون ولادته (1128 ه) أو قبل ذلك .
وفي رياض الجنة ـ المخطوط ـ للسيد حسن الزنوزي المعاصر للمترجم ـ حسب نقل الاستاذ حسن النراقي ـ : «إن عمره كان (63) سنة ، فتكون ولادته (1146 ه) وهذا لا يتفق مع ما هو المعروف في تأريخه انه تلمذ على المولى اسماعيل الخاجوئي ثلاثين سنة . لأنه يكون عمره على حسب هذا التأريخ حين وفاة استاذه (27) سنة فقط» .
وقد تبع الشيخ المظفر في هذا التخمين جملة من المؤلفين بلا تردد فيما ذكره من تأريخ لولادته (انظر : مقدمة أنيس الموحدين ص 3 ، اثر آفرينان 6 : 33 ، ملا محمد مهدى نراقى منادى اخلاق ص 15 گلشن ابرار 1 : 285) .
ولكنا لا نرى صحة التأريخ المذكور ، فبالرغم من عدم ضبط سنة ولادته إلا ان ولده العلامة أحمد النراقي ذكر بخطه في هامش مخطوط لؤلؤة البحرين : ان عمر أبيه كان في حدود ستين عاما (انظر : مقدمة عوائد الأيام : 66 ، مقدمة شرح الالهيات من كتاب الشفاء بقلم حسن النراقي)، وعليه فاذا كانت ولادته سنة1128) كما ذكره العلامة المظفر ، فهذا يعني انه قد عمر (81) سنة لا ستين كما ذكره ولده .
ولا شك في تقدم ما ذكره ولده على كلام غيره ممن هو متأخر عن ذلك التأريخ ما يزيد على القرن ونصف القرن .
هذا ، مضافا لما ذكره معاصره السيد محمد حسن الزنوزي والذي رآه مرارا ، وقد ضبط عمره على وجه الدقة في (63) سنة . ولذا فانا نرجح ضبطه على ما ذكره ابنه ، فالصحيح في ولادته إذا انها كانت سنة (1146 ه) .
وسوف يأتي أن ما اشتهر من تلمذه على الحكيم الخاجوئي ثلاثين عاما ليس صحيحا ، فكان الأجدر بالعلامة المظفر التشكيك في هذا وعدم الاستناد إليه في رد كلام معاصره الزنوزي .
2) ذكر آية الله السيد محمد علي القاضي الطباطبائي في مقدمة أنيس الموحدين ص 4 ، والعلامة المظفر في مقدمة جامع السعادات ص (ح)، وأثر آفرينان 6 : 33 : ان بداية دراسته كانت في اصفهان .
وهذا غير صحيح ، فقد صرح معاصره أبو الحسن الغفاري الكاشاني أن أول دراسته كانت بكاشان ، وبعد فراغه من دراسة العلوم الأدبية توجه إلى اصفهان . (گلشن مراد ص 393) .
3) مقدمة جامع السعادات : صفحة (ط) و (ي) .
4) أول الروضة البهية للجابلقي .
5) المصدر السابق .
6) مقدمة شرح الالهيات من كتاب الشفاء : . 21
7) ملا مهدى نراقى منادى اخلاق : 35ـ 36 ، نقلا عن أنيس الموحدين : 116 ، ط ـ انتشارات الزهراء .
8) ذكر البعض ان سفره إلى العراق كان من اصفهان (انظر : مقدمة أنيس الموحدين : ص 7 ، اثر آفرينان 6 : 33) . والصحيح ما ذكرنا من توجهه إلى كاشان وتوقفه فيها برهة ثم توجهه إلى العراق . قد نص على ذلك أبو الحسن الغفاري في گلشن مراد ص . 393
9) أنيس الموحدين : 5 ، . 7
10) گلشن مراد : . 393
11) لباب الألقاب : . 92
12) مقدمة شرح الالهيات : . 32
13) انظر : مقدمة جامع السعادات : صفحة (د) .
14) انظر : مقدمة عوائد الأيام : . 67
15) انظر : المصدر السابق 70ـ . 73
16) المصدر السابق : . 70
17) ملا مهدى نراقى منادى أخلاق : . 24
18) خاتمة مستدرك الوسائل 3 : . 396
19) انظر : لباب الألقاب : . 92 الفوائد الرضوية : . 669 مقدمة جامع السعادات : ص (ب)، ملا مهدى نراقى منادى أخلاق : . 32 قصص العلماء : . 132
20) گلشن مراد : . 393
21) أول كتاب الروضة البهية .
22) ليعلم أن الشيخ محمد زمان الكاشاني هذا هو غير الشيخ محمد زمان التبريزي الساكن باصفهان وكانا متعاصرين ، وكان الثاني من تلامذة العلامة المجلسي والآقا حسين الخونساري ، والشيخ جعفرالقاضي (انظر : مقدمة أنيس الموحدين وروضات الجنات) .
23) مقدمة عوائد الأيام : . 67
24) مكارم الآثار 2 : . 363
25) ترجمه في گلشن مراد ص 392 ، والظاهر ان تخصصه كان في الطب .
26) ملا مهدى نراقى منادى أخلاق : . 44
27) مقدمة أنيس الموحدين : 15ـ 16 ، مقدمة جامع السعادات : ص (ب)، أثر آفرينان 6 : . 33
28) مقدمة عوائد الأيام ، مقدمة شرح الالهيات : . 24
29) مقدمة عوائد الأيام : . 70
30) مقدمة شرح الالهيات : . 26
31) روضات الجنات 7 : . 201[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره سيرته و عطاؤه العلمي
العالم الكامل، الجامع للعلوم، ذو الخلق الرباني الرفيع، المولى محمد مهدي بن أبي ذر النراقي، ولد في نراق ـ من قرى كاشان النائية آنذاك ـ حدود سنة (1146 ه) (1) ، في بيت ديني ، وكان والده أبو ذر من موظفي الدولة وقتئذ .
وقد هاجر إلى كاشان (2) لطلب العلم والتحصيل ، وسكن في إحدى مدارسها ، مكابدا شظف العيش ؛ متتلمذا هناك على الشيخ محمد جعفر البيدكلي ، ودرس فيها العلوم الأدبية .
والظاهر أنه كان مشتغلا بتهذيب النفس منذ بداية أمره ، فقد نقل انه مر على متجر أحد الكسبة في السوق ، وكانت عليه ثياب رثة أثارت انتباه هذا الرجل فأهدى له ثيابا جديدة فقبلها النراقي بعد الالحاح عليه ، لكنه أعادها إليه في الغد معتذرا بأنه إن ارتداها أحس بالحقارة في نفسه سيما إذا مر من أمام دكان هذا الرجل (3) .
ثم رحل بعد ذلك إلى أصفهان ـ حيث كانت مركزا علميا عريقا في إيران ـ فدرس على علمائها الفقه والاصول والحديث والتفسير والطب والكلام ، وجميع فروع الرياضيات ، وكان منكبا على الدراسة والبحث منصرفا عن كل شيء إلى ذلك ، حتى انه كان لا يقرأ الرسائل التي تبعث إليه ويضعها تحت فراشه لئلا تشوش مطالعتها ذهنه ، وعندما قتل والده وكتب إليه في ذلك وضع المكتوب على عادته تحت فراشه ، فكتبوا إلى استاذه الخاجوئي بإعلامه والتوجه إلى نراق للنظر في التركة والوراث ، فعندما دخل مجلس الدرس رأى استاذه حزينا ، فالتمس النراقي منه البدء بالتدريس فأجابه الاستاذ بلزوم التوجه إلى نراق لعيادة والده المريض أو المجروح ، فقال : الله يحفظه ، والتمس من استاذه التدريس ثانية ، فأمره الاستاذ عند ذاك بالسفر ، فسافر وأقام ثلاثة أيام في نراق ثم رجع (4) .
وكان لشدة فقره المدقع لا يستطيع شراء سراج للمطالعة ، حيث كان يستضيء بسراج بيت الخلاء للمطالعة والكتابة ليلا (5) .
وقد اغتنم الفرصة في اصفهان فتعلم فيها اللغة العبرية واللاتينية على يد جماعة من اليهود والنصارى هناك ، وذلك ليسهل عليه الرجوع إلى كتبهم ومطالعتها (6) .
وقد ذكر النراقي في كتاب «أنيس الموحدين» ما دل على معرفته باللغة العبرية ، فقد ذكر انه ترجم من التوراة نصا يتضمن خطابا من الله سبحانه لابراهيم عليه السلام ، وقد أوحى به سبحانه لموسى عليه السلام وهو : «أولياء شماعيل شيمعتنى هينى واهفراتى وتو واهر بيتى او توبيى ماورشيتم عاشار تسليم يوليدا وننعتى لكوى كاذول» .
«لقد سمعنا يا ابراهيم دعاءك في اسماعيل ، وسأجتبيه وأتكفله من أجل ما دماد (يعني أحمد)، وسوف يكون من أحمد اثنا عشر إماما ، يكونون أئمة في امة كبيرة» ثم قال بعد نقل هذا انه قد باحث فيه علماء اليهود كثيرا (7) .
ثم أقفل راجعا إلى كاشان لغرض التدريس والتصدي لصلاة الجمعة والجماعة والوعظ والارشاد ، ثم توجه إلى العراق زائرا ، فتلمذ على يد علمائها برهة ثم (8) رجع إلى كاشان وتزوج فيها سنة (1181 ق) وأقام مشتغلا بالتدريس والتأليف ونشر العلم ، وقد استعادت هذه البلدة إبان وجوده فيها موقعها العلمي .
وأما المدة التي أقام فيها في هذه المدن التي سافر اليها فليس هناك ما يدل على ضبطها وتحديدها ، إلا انه يمكن أن تحدس فترة اقامته في كاشان بعد عودته اليها من العراق في ثمانية وعشرين عاما على أقل تقدير ، باعتبار أن ما بين زواجه فيها سنة (1181) ووفاته سنة (1209) هو هذه الفترة .
وذكر في مقدمة أنيس الموحدين أن مدة اقامته باصفهان كانت ثلاثين عاما (9) ، ولكنه بعيد بل غير صحيح ؛ وذلك لأن اقامته في العراق للزيارة كانت مدة معتدا بها كما عبر بذلك أبو الحسن الغفاري (10) ، وذكر في «لباب الألقاب» انه درس على الوحيد البهبهاني مدة مديدة (11) ، فتكون مدة توقفه في العراق ثلاث سنين على الأقل . ومن جهة اخرى فانه قد تزوج سنة (1181 ق) وذلك بعد رجوعه من العراق إلى كاشان كما ذكر ذلك معاصره الصباحي البيدكلي في شعر نظمه بمناسبة زواجه فأرخه بتلك السنة (12) ، فاذا فرضنا أن سنة زواجه هي نفس سنة رجوعه من العراق إلى كاشان ، وفرضنا أن مدة بقائه في العراق كانت ثلاث سنين وسنة واحدة في كاشان ، فتكون هجرته من اصفهان على أكثر تقدير سنة (1177) ويكون عمره آنذاك في حدود الإحدى والثلاثين ، فاذا كان بقاؤه في اصفهان ثلاثين عاما فهذا يعني أن عمره حين قدومه اليها كان سنة واحدة مع انه كان قد أنهى قراءة العلوم الأدبية في كاشان كما عرفنا .
والظاهر أن المنشأ في هذا الخطأ هو ما قيل من أن دراسته على الحكيم الخاجوئي كانت ثلاثين عاما ، وسيأتي عند الحديث عن أساتذته عدم صحة ذلك .
أساتذته:
ذكر المترجمون لحياته سبعة من أساتذته ، وقد حصرهم البعض بهذا العدد (13) ، ولم تصلنا أسماء البعض من أساتذته ، كما لم يصلنا عن أساتذته بكاشان شيء إلا عن شخص واحد .
ومن جهة اخرى فقد ذكر ابنه المولى أحمد النراقي قدس سره انه درس عند الميرزا نصير في اصفهان (14) ولم يرد اسمه في ضمن أساتذته السبعة أو الكواكب السبعة كما عبر عنهم المولى أحمد (15) فصار ذلك منشأ في حصر أساتذته بهذا العدد ، حيث كتب إلى أخيه الشيخ محمد مهدي : ثم الوالد الاستاذ يروي عن مشايخه الكرام السبعة الذين هم في عصرهم في البلاد بمنزلة الكواكب السبعة في السبع الشداد (16) .
ومراده هو حصر مشايخ الحديث لا أساتذته في العلوم وإن كان يمكن اجتماعهم أيضا.
وأما أساتذته فهم:
1ـ الشيخ محمد جعفر البيدكلي قدس سره : وكان أكبر علماء كاشان وأعلمهم ، وكان النراقي يذكره في إجازاته بكل تجلة واحترام ، ولم يذكر التأريخ شيئا من أحواله (17) .
2ـ الشيخ إسماعيل بن محمد حسين الخاجوئي قدس سره : من أشهر علماء اصفهان ، وله في الفقه والفلسفة آثار كثيرة ، وكان من القلائل المعروفين بالزهد والتقى . ومن جملة مؤلفاته :
1ـ جامع الشتات .
2ـ هداية الفؤاد إلى أحوال العباد .
3ـ رسالة في الإمامة .
4ـ رسالة في تحقيق الغناء .
5ـ رسالة في الرد على الصوفية .
6ـ بشارات الشيعة (18) .
والمعروف أن النراقي قدس سره قد درس عنده ثلاثين عاما (19) ، والظاهر عدم صحة ذلك ، باعتبار أن عمر النراقي حال وفاة استاذه كان سبعة وعشرين عاما ، فكيف يستقيم هذا إذا ضممنا إليه أن إتمامه العلوم الأدبية في كاشان كان قبل قدومه إلى اصفهان (20) ؟ !
على أن من المستبعد أن تستمر مدة تتلمذه عند استاذ واحد مع ذكائه وقابليته العقلية هذه المدة المديدة .
والظاهر أن المنشأ في هذا الخطأ هو كلام السيد محمد شفيع الجابلقي (1280 ق) حيث كتب : «قرأ على العالم الكامل علامة زمانه الملا اسماعيل الخاجوئي في ثلاثين سنة على ما سمعت» (21) ، وعبارة «على ما سمعت» تدل على تردده في ذلك .
3ـ الشيخ محمد بن محمد زمان الكاشاني قدس سره (22) : ولد في كاشان ، وسكن باصفهان ، وقد درس عليه النراقي الفلسفة وكان مشتهرا بذلك ، ومن تأليفاته :
1ـ مرآة الزمان.
2ـ القول السديد.
3ـ نور الهدى.
4ـ هداية المسترشدين.
5ـ أربع رسائل .
توفي بعد سنة (1166) ودفن في النجف الأشرف .
4ـ الشيخ محمد مهدي الهرندي قدس سره : وكان من أساتذة الفلسفة المعروفين في اصفهان كما كان مؤلفا ومروجا شهيرا للعلم . توفي سنة (1180) ودفن في المسجد الجامع .
5ـ الميرزا نصير قدس سره : وهو نصير الحكماء ، قد ذكره العلامة أحمد النراقي في أساتذته في ذيل نسخة مخطوطة من لؤلؤة البحرين (23) ، وإن لم ينص عليه غيره .
وكان في القرن الثاني عشر من حكماء اصفهان وأساتذتها (24) ، والظاهر من عد العلامة أحمد النراقي مشايخ إجازة والده في سبعة أشخاص أن الميرزا نصيرا كان من أساتذته في العلوم الاخرى . توفي الميرزا نصير سنة (1191) (25) .
6ـ الاستاذ الأوحد الآقا محمد باقر الوحيد البهبهاني قدس سره : كان مرجع الشيعة طوال ثلاثين عاما ، وقف بوجه التيار الأخباري ، وتخرج عليه كثير من الأعاظم منهم : السيد بحر العلوم ، الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض ، الميرزا القمي ، العلامة محمد مهدي النراقي (قدس الله أسرارهم) وغيرهم .
توفي سنة (1205) في كربلاء المقدسة ودفن إلى جوار مرقد الامام الحسين عليه السلام . من تأليفاته : 1ـ شرح المفاتيح . 2ـ رسالة في حجية الأدلة الأربعة . 3ـ رسالة في الاجتهاد والتقليد . 4ـ حاشية على شرح الارشاد . 5ـ حاشية المدارك . 6ـ الفوائد العتيقة . 7ـ الفوائد الجديدة .
7ـ الشيخ يوسف بن أحمد البحراني قدس سره : وكان من كبار علماء عصره ، ومن أخباريي علماء كربلاء المقدسة وقد أفاد منه النراقي في الحديث ، ومن أشهر تآليفه «الحدائق الناضرة» . ويعرف بصاحب الحدائق .
ومن تأليفاته الاخرى :
1ـ الدرر النجفية.
2ـ الشهاب الثاقب في معنى الناصب.
3ـ النفحات الملكوتية في الرد على الصوفية.
4ـ معراج النبيه في من لا يحضره الفقيه .
توفي سنة (1186)، ودفن إلى جوار مرقد الامام الحسين بن علي عليهما السلام .
8ـ الشيخ محمد مهدي الفتوني قدس سره : وقد ذكره السيد بحر العلوم في إجازاته بإجلال واحترام كبيرين (26) . له «نتائج الأفكار» في جميع أبواب الفقه . توفي سنة (1183) .
عصره :
شهدت العتبات المقدسة في العراق وباقي المدن الدينية في ايران كاصفهان وشيراز وخراسان في القرن الثاني عشر الهجري حادثتين غريبتين في نطاق الحركة الدينية والعلمية :
الاولى : الحركة الصوفية ، والثانية التيار الأخباري ، حيث فرضت الثانية سيطرتها على الأجواء العلمية آنذاك ، حتى ان طلبة العلوم في كربلاء المقدسة ـ وهي أكبر مركز علمي للشيعة آنذاك ـ كانوا يمسكون كتب الاصول بالمنديل عند حملها !
وقد تصدى العلامة الوحيد البهبهاني الملقب ب «استاذ الكل» للحركة الاخبارية ببيان وبنان ساطعين ، وفند أفكارها ومزاعمها بالحجة والمنطق والدليل ، وأخرج علم الاصول من حالته التقليدية السائدة التي كان يعاني منها ، ورسخ المنهج الاصولي في عملية استنباط الأحكام ، وخرج جيلا من الأعاظم والأعيان كالسيد بحر العلوم ، والشيخ كاشف الغطاء ، والميرزا القمي ، والعلامة محمد مهدي النراقي (قدس الله أسرارهم) .
لقد شهد النراقي المواجهة بين التيارين الاصولي والاخباري وكان مركزها كربلاء المقدسة ، كما شهد أيضا حركة التصوف في اصفهان ، وكان يعد من التيار الاصولي إلا انه كان على ارتباط مع الأجواء العلمية عند الجانبين معا ، فقد كان يحضر مجالس الاخباريين العلمية ، ودرس ـ كما أسلفنا ـ على الشيخ يوسف البحراني من أكابر الاخباريين ، وذلك للاطلاع على أفكارهم وآرائهم .
لقد ساهم النراقي وبرز في كلتا الساحتين ، وكان من السباقين لرفع لواء العلم بالتأليف والتدريس والبحث . فكتب في كربلاء «رسالة الإجماع» سنة (1178) أثبت فيها حجية الإجماع ـ الذي يعد من الأدلة الأربعة في الاستنباط ـ بالأدلة العقلية والنقلية ، بين فيها آراء فقهاء الإمامية من عصر الشيخ المفيد إلى زمانه ، وقد تلقيت هذه الرسالة بالقبول من قبل علماء عصره ، ولم ينبر أحد من علماء الاخباريين للرد عليها كما كان مألوفا في تلك الأزمنة . كما انه كتب جامع السعادات ردا على حركة التصوف .
تآليفه :
شارك النراقي في علوم شتى أعربت عنها مؤلفاته الكثيرة ، والتي طبع البعض منها ، ونحن نشير هنا إلى أسماء كتبه التي ألفها موزعة بحسب موضوعاتها :
أ ـ الفقه :
1ـ لوامع الأحكام في فقه شريعة الإسلام : وهو أكبر كتبه وأوسعها ، ويعبر عن مؤلفه ب «صاحب اللوامع» . ويقع في مجلدين خطيين كبيرين . خرج منه كتاب الطهارة فقط .
2ـ معتمد الشيعة في أحكام الشريعة : وهو في الطهارة أيضا ، أشار فيه باختصار إلى أدلة الأحكام . وقد طبع لأول مرة سنة (1422) برعاية مؤتمر الفاضلين النراقيين ، وتحقيق مؤسسة العلامة المجدد الوحيد البهبهاني .
3ـ أنيس التجار : وهو رسالة في المتاجر كما هو واضح من عنوانها ، كتبها بالفارسية وهي خالية من الاستدلال ، وقد رتبها في سبعة أبواب : الباب الأول في التجارة وبحث فيه الامور التالية : فضل التجارة ، أقسام التجارة ، أقسام المكاسب ، الاحتكار ، آداب التجارة ، عقد البيع ، الخيارات ، الشرط ضمن العقد ، الربا ، الصرف ، النقد والنسيئة ، السلف و . . .
وكتب الأبواب الاخرى في هذه الرسالة في الموضوعات التالية : القرض ، المضاربة ، الشركة ، الوكالة ، الحوالة ، الصلح .
وقد كتب السيد محمد كاظم اليزدي سنة (1317) حاشية على هذه الرسالة ، وكذا الشيخ عبد الكريم الحائري طبعت سنة (1349) .
4ـ أنيس الحجاج .
5ـ المناسك المكية .
6ـ التحفة الرضوية : رسالة في المهم من مسائل الطهارة والصلاة مما يحتاجه المصلي بالفارسية ، كتبه في جوار مرقد الامام الرضا عليه السلام ولذا سماها ب «التحفة الرضوية» نسبة إليه .
7ـ تلخيص الفتاوى والمسائل مجردة عن المدارك والدلائل : رسالة فتوائية مخطوطة ، كتب فيها أحكام الطهارة وشطرا قليلا من الصلاة .
8ـ زينة العباد : ذكر المؤلف في مقدمة هذه الرسالة الفارسية انه جمع فيها مهمات المسائل الابتلائية عند المكلفين من الطهارة والصلاة .
9ـ المواسعة .
10ـ صلاة الجمعة .
ب ـ اصول الفقه :
11ـ تجريد الاصول : كتب فيه المهم من مسائل الاصول وحذف غير المهم من مسائله مما لا دخل له في الاستنباط . طبع على الحجر سنة (1317 ق) . وكان تأليفه سنة (1190)، وقد شرحه ولده العلامة أحمد النراقي سنة (1222) .
12ـ جامعة الاصول : ويقع في اثني عشر فصلا هي :
الفصل الأول : في أصل البراءة بمعنى أصل الإباحة .
الفصل الثاني : في أصل البراءة بمعنى أصل عدم الوجوب والاستحباب .
الفصل الثالث : في حكم الشبهة في طريق الحكم .
الفصل الرابع : في استصحاب حال العقل .
الفصل الخامس : في استصحاب حال الشرع .
الفصل السادس : في أصالة عدم تقدم الحادث .
الفصل السابع : في التمسك بعدم الدليل .
الفصل الثامن : في أصل الأخذ بالأقل .
الفصل التاسع : في أن الأصل في الكلام الحقيقة .
الفصل العاشر : في أصالة نفي التخصيص والتقييد والنسخ والاشتراط .
الفصل الحادي عشر : في أن الأصل في الأشياء الطهارة .
الفصل الثاني عشر : في ذكر بعض الاصول المتداولة في ألسنتهم الداخلة تحت الاصول المذكورة .
تم طبع الكتاب لأول مرة من قبل مؤتمر الفاضلين النراقيين سنة (1422 ق) . تحقيق الشيخ رضا الاستادي .
13ـ أنيس المجتهدين .
كتب مؤلفه في المقدمة : إني بعدما سرحت النظر في مراتع مسائله (الاصول) وأجلت الفكر في ميادين دلائله ظفرت على فوائد جمة خلت عنها كتب أكثر العلماء ، وعثرت على قواعد مهمة لم يأت بها اولو الأيدي الأذكياء ، فجمعتها في هذا الكتاب تبصرة للأحباب و . . . ودأبي في هذا الكتاب تحقيق ما هو الحق من المسائل وذكر ما هو الأتم من الدلائل ، ولا أتعرض لذكر ما هو تطويل بلا طائل . . . وكذا لا أتعرض لنقض جميع أدلة الخصوم .
14ـ أصالة الاحتياط .
15ـ جامع الأفكار .
16ـ الأدلة الأربعة : رسالة خطية محفوظة في المجموعة رقم (2045) في مكتبة الآستانة الرضوية المقدسة ، منسوبة للنراقي ، وقد نسبها البعض استنادا لكلام الذريعة (6 : 274) إلى صاحب الرياض .
17ـ اثبات حجية الشهرة : رسالة خطية صغيرة محفوظة في المجموعة رقم (2045) في مكتبة الآستانة الرضوية المقدسة ، منسوبة للنراقي ، ونسبها البعض لصاحب الرياض أيضا .
ج ـ الفلسفة والكلام :
18ـ جامع الأفكار وناقد الأنظار .
19ـ الشهاب الثاقب .
20ـ اللمعة الالهية في الحكمة المتعالية .
21ـ شرح الالهيات من كتاب الشفاء .
22ـ اللمعات العرشية في الحكمة الالهية .
23ـ قرة العيون في أحكام الوجود .
24ـ الكلمات الوجيزة .
25ـ أنيس الحكماء .
26ـ أنيس الموحدين .
د ـ الرياضيات والهيئة :
27ـ توضيح الاشكال .
28ـ شرح تحرير اكرثاذوسنيوس .
29ـ عقود الأنامل .
30ـ رسالة في الحساب .
31ـ المستقصى .
32ـ المحصل في الهيئة .
ه ـ الأخلاق :
33ـ جامع السعادات .
34ـ جامع المواعظ .
و ـ المتفرقات :
35ـ محرق القلوب ، في مصائب أهل البيت عليهم السلام .
36ـ معراج السماء .
37ـ مشكلات العلوم ، في علوم مختلفة .
38ـ نخبة البيان ، في التشبيه والاستعارة والمحسنات البديعية .
39ـ ديوان طائر قدسي (فارسي) .
40ـ حديث رأس الجالوت .
41ـ الحواشي والتعليقات على مؤلفات العلماء .
أولاده :
تزوج العلامة النراقي سنة (1181 ق) بعد رجوعه إلى كاشان من العراق فكان له من الأولاد خمسة :
1ـ العلامة أحمد النراقي ، ولد سنة (1185)، كان حسن التأليف مدققا كأبيه ، وقد شابهه في تصانيفه ، فقد كتب الأب «معتمد الشيعة» ، فيما كتب الابن «مستند الشيعة» ، وكتب الأب «جامع السعادات» ، فيما كتب الابن «معراج السعادة» ، وكتب الأب «مشكلات العلوم» ، فيما كتب الابن «الخزائن» .
لقد حظي العلامة أحمد النراقي بمكانة علمية مرموقة ، وترك تآليف قيمة كثيرة ، ك «عوائد الأيام» ، و «تنقيح الفصول في شرح الاصول» ، و «مناهج الأحكام» ، و «عين الاصول» ، و «أساس الأحكام» ، و «مفتاح الأحكام» ، و «سيف الامة وبرهان الملة» ، و «وسيلة النجاة» ، وغير ذلك .
توفي سنة (1245) ودفن في النجف الأشرف إلى جانب أبيه .
2ـ الشيخ أبو الحسن النراقي .
3ـ الشيخ أبو ذر النراقي .
4ـ الميرزا أبو القاسم : كان تلميذا لأخيه الشيخ أحمد ، ثم تصدى لرئاسة الحوزة العلمية بعد وفاته ، توفي بعد رجوعه من الحج سنة (1256) في «مدائن صالح» .
5ـ الشيخ محمد مهدي : ولد بعد وفاة أبيه بأربعين يوما ، ولذا سمي باسمه ، ودرس على يد أخيه الشيخ أحمد ، ثم رأس الحوزة العلمية في كاشان بعد أن توفي أخوه الميرزا أبو القاسم ، وكان يدعى ب «محمد مهدي الثاني» و «آقا كوجك» و «آقا بزرك» .
ألف «تنقيح الاصول» و «المقاصد العلية» وتوفي سنة (1268)، ودفن بقم إلى جوار قبر علي بن بابويه (رضوان الله عليه) .
وفاته :
وبعد عمر حافل بالعطاء توفي العلامة النراقي سنة (1209 ق) في كاشان ونقل جثمانه إلى النجف ودفن فيها .
وقد ذكر بعض من تعرض لسيرته انه توفي في النجف (27) ، وهو غلط ؛ وذلك :
1ـ لتصريح ولده الشيخ أحمد بذلك في آخر نسخة مخطوطة ل «لؤلؤة البحرين» حين قال : «تولد ـ طاب ثراه ـ في نراق وتوفي في كاشان» (28) .
2ـ لتصريحه أيضا فيما كتبه إلى أخيه بعد وفاة أبيهما : «قد ارتحل ـ طاب ثراه ـ إلى جوار الله سبحانه في أول ليلة السبت ثامن شهر شعبان المعظم من شهور الف ومئتين وتسع من الهجرة النبوية ، وحمل نعشه الشريف إلى النجف الأشرف» (29) .
3ـ ما ذكره معاصره الزنوزي انه : «توفي في أوائل ساعات ليلة السبت ، ثامن عشر شعبان من سنة تسع ومائتين وألف ونقل إلى المشهد الغروي ودفن بها عند الرواق» (30) .
ولعل منشأ ذلك ما نقله صاحب الروضات من اجازة ولده الشيخ أحمد النراقي حيث جاء فيها : «مولانا محمد مهدي بن أبي ذر النراقي مولدا والكاشاني مسكنا والنجفي التجاء ومدفنا» (31) .
ولعل منشأ التوهم كلمة «التجاء» ، حيث فهم اقامته في النجف أواخر حياته ، مع ان المراد إما ذهابه اليها قبل وفاته ولوذه بأمير المؤمنين عليه السلام أو كون مدفنه فيها من باب الالتجاء والالتياذ بقبره الشريف عليه السلام .
الهوامش:
1) ذكر العلامة الشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله في مقدمته على جامع السعادات : انه لم تضبط سنة ولادته ، ولكنه يمكن الاستنتاج من بعض المقارنات انها كانت سنة (1128 ه) ؛ لأنه كان قد تلمذ أول أمره على الحكيم المولى اسماعيل الخاجوئي ثلاثين سنة ، وكانت وفاته ـ الخاجوئي ـ (سنة 1173 ه) فتكون أول تلمذته عليه (سنة 1143 ه)، ولو فرض انه حضر عليه وله (15) سنة فتكون ولادته (1128 ه) أو قبل ذلك .
وفي رياض الجنة ـ المخطوط ـ للسيد حسن الزنوزي المعاصر للمترجم ـ حسب نقل الاستاذ حسن النراقي ـ : «إن عمره كان (63) سنة ، فتكون ولادته (1146 ه) وهذا لا يتفق مع ما هو المعروف في تأريخه انه تلمذ على المولى اسماعيل الخاجوئي ثلاثين سنة . لأنه يكون عمره على حسب هذا التأريخ حين وفاة استاذه (27) سنة فقط» .
وقد تبع الشيخ المظفر في هذا التخمين جملة من المؤلفين بلا تردد فيما ذكره من تأريخ لولادته (انظر : مقدمة أنيس الموحدين ص 3 ، اثر آفرينان 6 : 33 ، ملا محمد مهدى نراقى منادى اخلاق ص 15 گلشن ابرار 1 : 285) .
ولكنا لا نرى صحة التأريخ المذكور ، فبالرغم من عدم ضبط سنة ولادته إلا ان ولده العلامة أحمد النراقي ذكر بخطه في هامش مخطوط لؤلؤة البحرين : ان عمر أبيه كان في حدود ستين عاما (انظر : مقدمة عوائد الأيام : 66 ، مقدمة شرح الالهيات من كتاب الشفاء بقلم حسن النراقي)، وعليه فاذا كانت ولادته سنة1128) كما ذكره العلامة المظفر ، فهذا يعني انه قد عمر (81) سنة لا ستين كما ذكره ولده .
ولا شك في تقدم ما ذكره ولده على كلام غيره ممن هو متأخر عن ذلك التأريخ ما يزيد على القرن ونصف القرن .
هذا ، مضافا لما ذكره معاصره السيد محمد حسن الزنوزي والذي رآه مرارا ، وقد ضبط عمره على وجه الدقة في (63) سنة . ولذا فانا نرجح ضبطه على ما ذكره ابنه ، فالصحيح في ولادته إذا انها كانت سنة (1146 ه) .
وسوف يأتي أن ما اشتهر من تلمذه على الحكيم الخاجوئي ثلاثين عاما ليس صحيحا ، فكان الأجدر بالعلامة المظفر التشكيك في هذا وعدم الاستناد إليه في رد كلام معاصره الزنوزي .
2) ذكر آية الله السيد محمد علي القاضي الطباطبائي في مقدمة أنيس الموحدين ص 4 ، والعلامة المظفر في مقدمة جامع السعادات ص (ح)، وأثر آفرينان 6 : 33 : ان بداية دراسته كانت في اصفهان .
وهذا غير صحيح ، فقد صرح معاصره أبو الحسن الغفاري الكاشاني أن أول دراسته كانت بكاشان ، وبعد فراغه من دراسة العلوم الأدبية توجه إلى اصفهان . (گلشن مراد ص 393) .
3) مقدمة جامع السعادات : صفحة (ط) و (ي) .
4) أول الروضة البهية للجابلقي .
5) المصدر السابق .
6) مقدمة شرح الالهيات من كتاب الشفاء : . 21
7) ملا مهدى نراقى منادى اخلاق : 35ـ 36 ، نقلا عن أنيس الموحدين : 116 ، ط ـ انتشارات الزهراء .
8) ذكر البعض ان سفره إلى العراق كان من اصفهان (انظر : مقدمة أنيس الموحدين : ص 7 ، اثر آفرينان 6 : 33) . والصحيح ما ذكرنا من توجهه إلى كاشان وتوقفه فيها برهة ثم توجهه إلى العراق . قد نص على ذلك أبو الحسن الغفاري في گلشن مراد ص . 393
9) أنيس الموحدين : 5 ، . 7
10) گلشن مراد : . 393
11) لباب الألقاب : . 92
12) مقدمة شرح الالهيات : . 32
13) انظر : مقدمة جامع السعادات : صفحة (د) .
14) انظر : مقدمة عوائد الأيام : . 67
15) انظر : المصدر السابق 70ـ . 73
16) المصدر السابق : . 70
17) ملا مهدى نراقى منادى أخلاق : . 24
18) خاتمة مستدرك الوسائل 3 : . 396
19) انظر : لباب الألقاب : . 92 الفوائد الرضوية : . 669 مقدمة جامع السعادات : ص (ب)، ملا مهدى نراقى منادى أخلاق : . 32 قصص العلماء : . 132
20) گلشن مراد : . 393
21) أول كتاب الروضة البهية .
22) ليعلم أن الشيخ محمد زمان الكاشاني هذا هو غير الشيخ محمد زمان التبريزي الساكن باصفهان وكانا متعاصرين ، وكان الثاني من تلامذة العلامة المجلسي والآقا حسين الخونساري ، والشيخ جعفرالقاضي (انظر : مقدمة أنيس الموحدين وروضات الجنات) .
23) مقدمة عوائد الأيام : . 67
24) مكارم الآثار 2 : . 363
25) ترجمه في گلشن مراد ص 392 ، والظاهر ان تخصصه كان في الطب .
26) ملا مهدى نراقى منادى أخلاق : . 44
27) مقدمة أنيس الموحدين : 15ـ 16 ، مقدمة جامع السعادات : ص (ب)، أثر آفرينان 6 : . 33
28) مقدمة عوائد الأيام ، مقدمة شرح الالهيات : . 24
29) مقدمة عوائد الأيام : . 70
30) مقدمة شرح الالهيات : . 26
31) روضات الجنات 7 : . 201[/align]
آخر تعديل بواسطة شجرة فاطمة الزهراء في الأحد نوفمبر 15, 2009 10:26 am، تم التعديل مرة واحدة.
في باطن كل إنسان إضاءة صغيره تسمى ضمير
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49873
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بارك الله فيك أختي الكريمة
شجرة فاطمة الزهراء
رحم الله علمائنا الأجلاء[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بارك الله فيك أختي الكريمة
شجرة فاطمة الزهراء
رحم الله علمائنا الأجلاء[/align]
يقينا كله خير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 5686
- اشترك في: الاثنين يونيو 22, 2009 12:50 am
Re: المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة جزاكم الله خير
وفقكم الله تعالى[/font][/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة جزاكم الله خير
وفقكم الله تعالى[/font][/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم يا كريم
أسكنه الله فسيح جناته ورحمه الله تعالى ورحم جميع علماء آل بيت محمد
أختي الكريمة : شجرة فاطمة الزهراء
شكراً جزيلاً ، لا عدمناكِ
دمتِ بخير
أسكنه الله فسيح جناته ورحمه الله تعالى ورحم جميع علماء آل بيت محمد
أختي الكريمة : شجرة فاطمة الزهراء
شكراً جزيلاً ، لا عدمناكِ
دمتِ بخير
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7676
- اشترك في: الجمعة أكتوبر 17, 2008 4:00 am
- مكان: في رحاب الزهراء "ع"
Re: المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أنرتم صفحتي بمروركم الجميل
شاكرة لكم [/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أنرتم صفحتي بمروركم الجميل
شاكرة لكم [/align]
في باطن كل إنسان إضاءة صغيره تسمى ضمير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7122
- اشترك في: الخميس يونيو 12, 2008 11:16 am
Re: المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره
[align=center]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم
سيرة عطرة ومشوقة وقيمة رحمه الله وانار قبره
بارك الله في جهودكم وشكر سعيكم وانار قلبكم بنور وجهه الكريم
جزاكم الله خير الجزاء وتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول
نسأل الله لكم الموفقية والسداد بجاه محمد وآل محمد
مع تحيات قائدة حزب الفاطميات
سمـ رايــة الــزهــراء ــات
لعن الله ظلميك يا مولاتي يافاطمة الزهراء
لاتنسى ترشيح المنتدى
[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم
سيرة عطرة ومشوقة وقيمة رحمه الله وانار قبره
بارك الله في جهودكم وشكر سعيكم وانار قلبكم بنور وجهه الكريم
جزاكم الله خير الجزاء وتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول
نسأل الله لكم الموفقية والسداد بجاه محمد وآل محمد
مع تحيات قائدة حزب الفاطميات
سمـ رايــة الــزهــراء ــات
لعن الله ظلميك يا مولاتي يافاطمة الزهراء
لاتنسى ترشيح المنتدى
[/align]
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 49213
- اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
- مكان: في قلب منتداي الحبيب
Re: المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره
[align=center]اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يعطيكش العافية اختنا الكريمة على الطرح[/align]
يعطيكش العافية اختنا الكريمة على الطرح[/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 15021
- اشترك في: الثلاثاء مارس 04, 2008 6:40 pm
- مكان: كـنـف المـــــنـــصــــــــورة (ع)
Re: المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره
[align=center]اللهم صل على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمة الله تعالى عليه ونور قبره الشريف المبارك بحضور فاطمة الزهراء عليها السلام
أختي الكريمة أحسنتم بارك الله تعالى بكم سيرة مباركة ومؤلفات قيمة
نسأل الله تعالى أن يحفظكم ويرزقكم خير الدارين وشيعة محمد وآل محمد بحق محمد وآل محمد
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين [/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمة الله تعالى عليه ونور قبره الشريف المبارك بحضور فاطمة الزهراء عليها السلام
أختي الكريمة أحسنتم بارك الله تعالى بكم سيرة مباركة ومؤلفات قيمة
نسأل الله تعالى أن يحفظكم ويرزقكم خير الدارين وشيعة محمد وآل محمد بحق محمد وآل محمد
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين [/align]
يا الله
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 39518
- اشترك في: الأربعاء إبريل 29, 2009 11:20 am
Re: المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره
[CENTER]اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله خير الجزاء الله يعطيك الف عافية على طرح السيرة العطرة
موفقة لكل خير يا رب
[/CENTER]
جزاك الله خير الجزاء الله يعطيك الف عافية على طرح السيرة العطرة
موفقة لكل خير يا رب
[/CENTER]
(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 688
- اشترك في: الخميس يونيو 12, 2008 12:09 pm
Re: المحقق محمد مهدي النراقي قدس سره
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم الشريف يا كريم
رحمة الله تعالى عليه
احسنتم و بارك الله بكم اختي الفاضلة على هذا الطرح
وفقكم الله لكل خير بحق محمد و آل محمد
نسألكم الدعاء
يا علي يا قائم آل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم الشريف يا كريم
رحمة الله تعالى عليه
احسنتم و بارك الله بكم اختي الفاضلة على هذا الطرح
وفقكم الله لكل خير بحق محمد و آل محمد
نسألكم الدعاء
يا علي يا قائم آل محمد