اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
[img]http://alqaffela.jeeran.com/الامام%20الباقر.jpg[/img]
في باقر العلم أجتمع نسب سيدي شباب أهل الجنة
في باقر العلم أجتمع نسب سيدي شباب أهل الجنة
وفي ظلال الحسين نشأ الباقر عليه السلام
فرعٌ من فروع الدوحة النبوية الشريفة، هو من النادرين في تاريخ الأرض وقد تميز تميزاً واضحاً يلفت النظر إلى الشكل والمضمون في العلوم التي بقرها، كأنه من نسيج الفضاء، لا تحده حدود، إنه محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)
لبس درع الرسالة الإسلامية فوجد في كل حلقة فيه نبضة قلب تتفجر عزيمة، والعزيمة تشع كضوء يتماوج بألف لون ولون. ثم نظر إلى موقع قدميه فلمح كوة تتفتح على الجنة فيها آباؤه وأجداده الأطهار، ورفع بصره إلى فوق فإذا بنسمة عريضة من الفم الملائكي وكأنها تقول له: سر في درب الحق وأسرع في العطاء النبيل الجليل فأنت محوط بالعناية الإلهية.
نقف بإجلال وتقدير كبيرين عند إشراقة من حياة الإمام الخامس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عند أبي جعفر (عليه السلام) مجمع الفضائل، منتهى المكارم سبق الدنيا بعلمه وامتلأت الكتب بحديثه، وليس من نافلة القول في شيء إن قلنا أن الإمام أبا جعفر كان من أبرز رجال الفكر ومن ألمع أئمة المسلمين، ولا غرو من أن يكون كذلك بعد أن سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالباقر…. ومع باقر العلم لنا وقفة
في باقر العلم أجتمع نسب سيدا شباب أهل الجنة :
لقد ازدهرت الحياة الفكرية والعلمية في الإسلام بهذا الإمام العظيم الذي التقت فيه عناصر الشخصيّة من السبطين الحسن والحسين (عليهما السلام)، وامتزجت به تلك الاصول الكريمة والاصلاب الشامخة، والارحام المطهَّرة، التي تفرّع منها
فالأب : هو سيد الساجدين وزين العابدين وألمع سادات المسلمين
والأم: هي السيدة الزكية الطاهرة فاطمة بنت الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة، وتكنى أم عبد الله وكانت من سيدات نساء بني هاشم، وكان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يسميها الصديقة ويقول فيها الإمام أبو عبدالله الصادق(عليه السلام): «كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها» وحسبها سموّاً أنها بضعة من ريحانة رسول الله، وأنها نشأت في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، ففي حجرها الطاهر تربى الإمام الباقر (عليه السلام)
المولود المبارك
أشرقت الدنيا بمولد الإمام الزكي محمد الباقر الذي بشّر به النبي (صلى الله عليه وآله) قبل ولادته، وكان أهل البيت (عليهم السلام) ينتظرونه بفارغ الصبر لأنه من أئمة المسلمين الذين نص عليهم النبي (صلى الله عليه وآله) وجعلهم قادة لاُمته، وقرنهم بمحكم التنزيل وكانت ولادته في يثرب في غرة رجب يوم الجمعة وقد ولد قبل استشهاد جده الإمام الحسين (عليه السلام) بثلاث سنين وقيل بأربع سنين كما أدلى (عليه السلام) بذلك
وقد أجريت له فور ولادته مراسيم الولادة كالاذان والاقامة في اُذنيه وحلق رأسه والتصدق بزنة شعره فضة على المساكين، والعَقِّ عنه بكبش والتصدّق به على الفقراء
وكانت ولادته في عهد معاوية والبلاد الاسلامية تعج بالظلم، وتموج بالكوارث والخطوب من ظلم معاوية وجور ولاته الذين نشروا الإرهاب وأشاعوا الظلم في البلاد
خلقكم الله أنواراً، فجعلكم بعرشه محدقين حتّى منّ علينا بكم
تسميته : وسماه جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمحمد، ولقّبه بالباقر قبل أن يولد بعشرات السنين، وكان ذلك من أعلام نبوته، وقد استشف (صلى الله عليه وآله) من وراء الغيب ما يقوم به سبطه من نشر العلم واذاعته بين الناس فبشّر به أمته، كما حمل له تحياته على يد الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري
كنيته : « أبو جعفر » ولا كنية له غيرها
ألقابه : الباقر. وهذا من اكثر ألقابه ذيوعاً وانتشاراً، وقد لقب هو وولده الإمام الصادق بــ ( الباقرين ) كما لقبا بــ ( الصادقين ) من باب التغليب
ويكاد يجمع المؤرخون والمترجمون للإمام على أنه إنّما لقب بالباقر لانه بقر العلم أي شقه، وتوسع فيه فعرف أصله وعلم خفيه
يا جابر أبلغ محمد عن محمد السلام
ويجمع المؤرخون على أن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حمّل الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الانصاري تحياته، الى سبطه الإمام الباقر، وكان جابر ينتظر ولادته بفارغ الصبر ليؤدي اليه رسالة جده، فلما ولد الإمام وصار صبياً يافعاً التقى به جابر فأدى اليه تحيات النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقد روى بعض المؤرخون تلك الحادثة على النحو التالي :
روى ابن عساكر ان الإمام زين العابدين (عليه السلام) ومعه ولده الباقر دخلا على جابر بن عبد الله الأنصاري، فقال له جابر: من معك يا ابن رسول الله؟ قال: معي ابني محمد، فأخذه جابر وضمّه اليه وبكى، ثم قال: اقترب اجلي، يا محمد! رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقرؤك السلام. فسئل: وما ذاك؟ فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
للحسين بن علي يولد لابني هذا ابن يقال له علي بن الحسين، وهو سيد العابدين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم سيد العابدين فيقوم علي بن الحسين، ويولد لعلي بن الحسين ابن يقال له: محمد اذا رأيته يا جابر فاقرأه مني السلام، يا جابر اعلم ان المهدي من ولده، واعلم يا جابر أ نّ بقاءك بعده قليل»
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
[img]http://alqaffela.jeeran.com/الامام%20الباقر.jpg[/img]
في باقر العلم أجتمع نسب سيدي شباب أهل الجنة
في باقر العلم أجتمع نسب سيدي شباب أهل الجنة
وفي ظلال الحسين نشأ الباقر عليه السلام
فرعٌ من فروع الدوحة النبوية الشريفة، هو من النادرين في تاريخ الأرض وقد تميز تميزاً واضحاً يلفت النظر إلى الشكل والمضمون في العلوم التي بقرها، كأنه من نسيج الفضاء، لا تحده حدود، إنه محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)
لبس درع الرسالة الإسلامية فوجد في كل حلقة فيه نبضة قلب تتفجر عزيمة، والعزيمة تشع كضوء يتماوج بألف لون ولون. ثم نظر إلى موقع قدميه فلمح كوة تتفتح على الجنة فيها آباؤه وأجداده الأطهار، ورفع بصره إلى فوق فإذا بنسمة عريضة من الفم الملائكي وكأنها تقول له: سر في درب الحق وأسرع في العطاء النبيل الجليل فأنت محوط بالعناية الإلهية.
نقف بإجلال وتقدير كبيرين عند إشراقة من حياة الإمام الخامس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عند أبي جعفر (عليه السلام) مجمع الفضائل، منتهى المكارم سبق الدنيا بعلمه وامتلأت الكتب بحديثه، وليس من نافلة القول في شيء إن قلنا أن الإمام أبا جعفر كان من أبرز رجال الفكر ومن ألمع أئمة المسلمين، ولا غرو من أن يكون كذلك بعد أن سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالباقر…. ومع باقر العلم لنا وقفة
في باقر العلم أجتمع نسب سيدا شباب أهل الجنة :
لقد ازدهرت الحياة الفكرية والعلمية في الإسلام بهذا الإمام العظيم الذي التقت فيه عناصر الشخصيّة من السبطين الحسن والحسين (عليهما السلام)، وامتزجت به تلك الاصول الكريمة والاصلاب الشامخة، والارحام المطهَّرة، التي تفرّع منها
فالأب : هو سيد الساجدين وزين العابدين وألمع سادات المسلمين
والأم: هي السيدة الزكية الطاهرة فاطمة بنت الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة، وتكنى أم عبد الله وكانت من سيدات نساء بني هاشم، وكان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يسميها الصديقة ويقول فيها الإمام أبو عبدالله الصادق(عليه السلام): «كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها» وحسبها سموّاً أنها بضعة من ريحانة رسول الله، وأنها نشأت في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، ففي حجرها الطاهر تربى الإمام الباقر (عليه السلام)
المولود المبارك
أشرقت الدنيا بمولد الإمام الزكي محمد الباقر الذي بشّر به النبي (صلى الله عليه وآله) قبل ولادته، وكان أهل البيت (عليهم السلام) ينتظرونه بفارغ الصبر لأنه من أئمة المسلمين الذين نص عليهم النبي (صلى الله عليه وآله) وجعلهم قادة لاُمته، وقرنهم بمحكم التنزيل وكانت ولادته في يثرب في غرة رجب يوم الجمعة وقد ولد قبل استشهاد جده الإمام الحسين (عليه السلام) بثلاث سنين وقيل بأربع سنين كما أدلى (عليه السلام) بذلك
وقد أجريت له فور ولادته مراسيم الولادة كالاذان والاقامة في اُذنيه وحلق رأسه والتصدق بزنة شعره فضة على المساكين، والعَقِّ عنه بكبش والتصدّق به على الفقراء
وكانت ولادته في عهد معاوية والبلاد الاسلامية تعج بالظلم، وتموج بالكوارث والخطوب من ظلم معاوية وجور ولاته الذين نشروا الإرهاب وأشاعوا الظلم في البلاد
خلقكم الله أنواراً، فجعلكم بعرشه محدقين حتّى منّ علينا بكم
تسميته : وسماه جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمحمد، ولقّبه بالباقر قبل أن يولد بعشرات السنين، وكان ذلك من أعلام نبوته، وقد استشف (صلى الله عليه وآله) من وراء الغيب ما يقوم به سبطه من نشر العلم واذاعته بين الناس فبشّر به أمته، كما حمل له تحياته على يد الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري
كنيته : « أبو جعفر » ولا كنية له غيرها
ألقابه : الباقر. وهذا من اكثر ألقابه ذيوعاً وانتشاراً، وقد لقب هو وولده الإمام الصادق بــ ( الباقرين ) كما لقبا بــ ( الصادقين ) من باب التغليب
ويكاد يجمع المؤرخون والمترجمون للإمام على أنه إنّما لقب بالباقر لانه بقر العلم أي شقه، وتوسع فيه فعرف أصله وعلم خفيه
يا جابر أبلغ محمد عن محمد السلام
ويجمع المؤرخون على أن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حمّل الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الانصاري تحياته، الى سبطه الإمام الباقر، وكان جابر ينتظر ولادته بفارغ الصبر ليؤدي اليه رسالة جده، فلما ولد الإمام وصار صبياً يافعاً التقى به جابر فأدى اليه تحيات النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقد روى بعض المؤرخون تلك الحادثة على النحو التالي :
روى ابن عساكر ان الإمام زين العابدين (عليه السلام) ومعه ولده الباقر دخلا على جابر بن عبد الله الأنصاري، فقال له جابر: من معك يا ابن رسول الله؟ قال: معي ابني محمد، فأخذه جابر وضمّه اليه وبكى، ثم قال: اقترب اجلي، يا محمد! رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقرؤك السلام. فسئل: وما ذاك؟ فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
للحسين بن علي يولد لابني هذا ابن يقال له علي بن الحسين، وهو سيد العابدين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم سيد العابدين فيقوم علي بن الحسين، ويولد لعلي بن الحسين ابن يقال له: محمد اذا رأيته يا جابر فاقرأه مني السلام، يا جابر اعلم ان المهدي من ولده، واعلم يا جابر أ نّ بقاءك بعده قليل»
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
« يا باقر لقد اُوتيت الحكم صبياً»
لقد خص الله أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بالعلم والفضل، وزوّدهم بما زوّد أنبياءه ورسله من الفهم والحكمة حتّى أنه لم يخف عليهم جواب مسألة تعرض على أحد منهم، ويقول المؤرخون ان الإمام كان عمره تسع سنين وقد سئل عن أدق المسائل فأجاب عنها.
وكان (عليه السلام) في طفولته آية من آيات الذكاء حتى أن جابر ابن عبد الله الانصاري على شيخوخته كان يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه... وقد بهر جابر من سعة علوم الإمام ومعارفه وطفق يقول:«يا باقر لقد اُوتيت الحكم صبياً
وبدت على ملامح الإمام (عليه السلام) هيبة الأنبياء ووقارهم، فما جلس معه أحد إلا هابه واكبره وقد تشرف قتادة وهو فقيه أهل البصرة بمقابلته فاضطرب قلبه من هيبته وأخذ يقول له:
« لقد جلست بين يدي الفقهاء وأمام ابن عباس فما اضطرب قلبي من أي أحد منهم مثل ما اضطرب قلبي منك» هيبة له
الإمام الباقر في ظل جده الحسين عليه السلام:
عاش الإمام الباقر (عليه السلام) في ظلّ جدّه الحسين (عليه السلام) منذ ولادته وحتى الرابعة من عمره الشريف وقد مكنه ذلك من الإطلاع على الأحداث والوقائع الاجتماعية والسياسية وإدراك طبيعة سيرها وفهم اتجاه حركتها بما اُوتي من ذكاء وفهم منذ صباه
لقد عاش الإمام الباقر (عليه السلام) في مقتبل عمره حادثة مصرع أعمامه وأهل بيته الطاهرين وشاهد باُم عينيه ملحمة عاشوراء ومقتل جدّه الحسين(عليه السلام) واُخذ مأسوراً الى طواغيت الكوفة والشام وشارك سبايا أهل البيت(عليهم السلام) فيما جرى عليهم من المحن والمصائب الأليمة التي تتصدّع لها القلوب
كما استمع إلى أقوال أبيه الساخنة وهو يخاطب الطاغية المتغطرس يزيد في الشام والتي كان منها قوله(عليه السلام) : يا يزيد! ومحمد هذا جدي أم جدّك ؟ فإن زعمت أنه جدّك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنه جدّي فِلمَ قتلت عترته ؟ ! !
« إنا لنحن نتوارث الكمال»
يقول الراوي: حج هشام بن عبدالملك بن مروان سنة من السنين، وكان قد حج فيها الإمام محمّد بن علي الباقر وابنه الإمام جعفر الصادق(عليهما السلام) فقال جعفر أمام حشد من الناس فيهم مسلمة بن عبدالملك:
«الحمد لله الذي بعث محمداً بالحق نبيّاً، وأكرمنا به، فنحن صفوة الله على خلقه، وخيرته من عباده، فالسعيد من تبعنا، والشقي من عادانا وخالفنا...»
وبادر مسلمة بن عبدالملك الى أخيه هشام فأخبره، بمقالة الإمام الصادق(عليه السلام) فأسرّها هشام في نفسه، ولم يتعرض للإمامين بسوء في الحجاز إلا أنه لما قفل راجعاً الى دمشق أمر عامله على يثرب بإشخاصهما إليه ولما انتهيا الى دمشق حجبهما ثلاثة أيام، ولم يسمح لهما بمقابلته استهانة بهما، وفي اليوم الرابع أذن لهما في مقابلته ، وكان مجلساً مكتظاً بالاُمويين وسائر حاشيته، وقد نصب ندماؤه برجاساً وأشياخ بني اُمية يرمونه
يقول الإمام الصادق(عليه السلام): « فلما دخلنا، كان أبي أمامي وأنا خلفه» فنادى هشام:
« يا محمد ارم مع أشياخ قومك»
فقال أبي: « قد كبرت عن الرمي، فإن رأيت أن تعفيني»
فصاح هشام: «وحقّ من أعزّنا بدينه، ونبيّه محمّد لا أعفيك...» .
وظن الطاغية أن الإمام سوف يخفق في رمايته فيتخذ ذلك وسيلة للحط من شأنه أمام الغوغاء من أهل الشام، وأومأ الى شيخ من بني اُمية أن يناول الإمام(عليه السلام) قوسه. فناوله، وتناول معه سهماً فوضعه في كبد القوس، ورمى به الغرض فأصاب وسطه، ثم تناول سهماً فرمى به فشق السهم الأول الى نصله. وتابع الإمام الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض، ولم يحصل بعض ذلك لأعظم رام في العالم. وأخذ هشام يضطرب من الغيظ ، وورم أنفه، فلم يتمالك أن صاح:
«يا أبا جعفر أنت أرمى العرب والعجم!! وزعمت أنك قد كبرت!!» ثم ادركته الندامة على تقريظه للإمام، فأطرق برأسه الى الأرض والإمام واقف. ولما طال وقوفه غضب(عليه السلام) وبان ذلك على سحنات وجهه الشريف. وكان إذا غضب نظر الى السماء
ولمّا بصر هشام غضب الإمام قام إليه واعتنقه، وأجلسه عن يمينه، وأقبل عليه بوجهه قائلاً: «يا محمد لا تزال العرب والعجم تسودها قريش، مادام فيها مثلك. لله درك!! مَن علّمك هذا الرمي؟ وفي كم تعلّمته؟ أيرمي جعفر مثل رميك؟...».
فقال أبو جعفر(عليه السلام) :
«إنا لنحن نتوارث الكمال»
في الحادثة الشهيرة مع القسيس النصراني (أخبرني عن ساعة لا هي من الليل ولا من ساعات النهار)
قال أبو بصير: قال أبو جعفر(عليه السلام) : مررت بالشام ، وأنا متوجه الى بعض خلفاء بني اُمية فاذا قوم يمرون،
قلت: أين تريدون؟ قالوا: الى عالم لم نر مثله،يخبرنا بمصلحة شأننا،
قال(عليه السلام) : فتبعتهم حتى دخلوا بهواً عظيماً فيه خلق كثير، فلم ألبث أن خرج شيخ كبير متوكئ على رجلين، قد سقطت حاجباه على عينيه، وقد شدهما فلما استقرّ به المجلس نظر اليّ وقال: منا أنت أم من الاُمة المرحومة؟
قلت: من الاُمة المرحومة. فقال: أمن علمائها أو من جهّالها؟
قلت: لست من جهّالها. فقال: أنتم الذين تزعمون أنكم تذهبون الى الجنة فتأكلون وتشربون ولا تُحْدِثون؟!!
قلت: نعم. فقال: هات على هذا برهاناً
فقلت: نعم، الجنين يأكل في بطن اُمه من طعامها ، ويشرب من شرابها، ولا يُحْدِث. فقال: ألست زعمت أنك ليست من علمائها؟
قلت: لست من جهّالها. فقال: أخبرني عن ساعة ليست من النهار، ولا من الليل.
فقلت: هذه ساعة من طلوع الشمس، لا نعدها من ليلنا، ولا من نهارنا وفيها تفيق المرضى.
وبهر القسيس ، وراح يقول للإمام: ألست زعمت أنك لست من علمائها؟!
فقلت: إنما قلت: لست من جهّالها. فقال : والله لأسألنك عن مسألة ترتطم فيها.
فقلت: هات ما عندك. فقال: أخبرني عن رجلين ولدا في ساعدة واحدة، وماتا في ساعة واحدة؟ عاش أحدهما مائة وخمسين سنة، وعاش الآخر خمسين سنة؟
فقلت: ذاك عزير وعزرة، ولدا في يوم واحد، ولما بلغا مبلغ الرجال مرّ عزير على حماره بقرية وهي خاوية على عروشها ، فقال: أنّى يحيي الله هذه بعد موتها، وكان الله قد اصطفاه وهداه، فلمّا قال ذلك غضب الله عليه وأماته مائة عام ثم بعثه، فقيل له: كم لبثت؟ قال: يوماً أو بعض يوم. وعاش الآخر مائة وخمسين عاماً، وقبضه الله وأخاه في يوم واحد.
وصاح القسيس بأصحابه ، والله لا اُكلّمكم ، ولا ترون لي وجهاً اثني عشر شهراً، حيث توهم أنهم تعمّدوا إدخال الإمام أبي جعفر(عليه السلام) عليه لإفحامه وفضحه ، فنهض الإمام أبو جعفر(عليه السلام) وأخذت أندية الشام تتحدث عن وفور فضله، وعن قدراته العلمية
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
« يا باقر لقد اُوتيت الحكم صبياً»
لقد خص الله أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بالعلم والفضل، وزوّدهم بما زوّد أنبياءه ورسله من الفهم والحكمة حتّى أنه لم يخف عليهم جواب مسألة تعرض على أحد منهم، ويقول المؤرخون ان الإمام كان عمره تسع سنين وقد سئل عن أدق المسائل فأجاب عنها.
وكان (عليه السلام) في طفولته آية من آيات الذكاء حتى أن جابر ابن عبد الله الانصاري على شيخوخته كان يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه... وقد بهر جابر من سعة علوم الإمام ومعارفه وطفق يقول:«يا باقر لقد اُوتيت الحكم صبياً
وبدت على ملامح الإمام (عليه السلام) هيبة الأنبياء ووقارهم، فما جلس معه أحد إلا هابه واكبره وقد تشرف قتادة وهو فقيه أهل البصرة بمقابلته فاضطرب قلبه من هيبته وأخذ يقول له:
« لقد جلست بين يدي الفقهاء وأمام ابن عباس فما اضطرب قلبي من أي أحد منهم مثل ما اضطرب قلبي منك» هيبة له
الإمام الباقر في ظل جده الحسين عليه السلام:
عاش الإمام الباقر (عليه السلام) في ظلّ جدّه الحسين (عليه السلام) منذ ولادته وحتى الرابعة من عمره الشريف وقد مكنه ذلك من الإطلاع على الأحداث والوقائع الاجتماعية والسياسية وإدراك طبيعة سيرها وفهم اتجاه حركتها بما اُوتي من ذكاء وفهم منذ صباه
لقد عاش الإمام الباقر (عليه السلام) في مقتبل عمره حادثة مصرع أعمامه وأهل بيته الطاهرين وشاهد باُم عينيه ملحمة عاشوراء ومقتل جدّه الحسين(عليه السلام) واُخذ مأسوراً الى طواغيت الكوفة والشام وشارك سبايا أهل البيت(عليهم السلام) فيما جرى عليهم من المحن والمصائب الأليمة التي تتصدّع لها القلوب
كما استمع إلى أقوال أبيه الساخنة وهو يخاطب الطاغية المتغطرس يزيد في الشام والتي كان منها قوله(عليه السلام) : يا يزيد! ومحمد هذا جدي أم جدّك ؟ فإن زعمت أنه جدّك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنه جدّي فِلمَ قتلت عترته ؟ ! !
« إنا لنحن نتوارث الكمال»
يقول الراوي: حج هشام بن عبدالملك بن مروان سنة من السنين، وكان قد حج فيها الإمام محمّد بن علي الباقر وابنه الإمام جعفر الصادق(عليهما السلام) فقال جعفر أمام حشد من الناس فيهم مسلمة بن عبدالملك:
«الحمد لله الذي بعث محمداً بالحق نبيّاً، وأكرمنا به، فنحن صفوة الله على خلقه، وخيرته من عباده، فالسعيد من تبعنا، والشقي من عادانا وخالفنا...»
وبادر مسلمة بن عبدالملك الى أخيه هشام فأخبره، بمقالة الإمام الصادق(عليه السلام) فأسرّها هشام في نفسه، ولم يتعرض للإمامين بسوء في الحجاز إلا أنه لما قفل راجعاً الى دمشق أمر عامله على يثرب بإشخاصهما إليه ولما انتهيا الى دمشق حجبهما ثلاثة أيام، ولم يسمح لهما بمقابلته استهانة بهما، وفي اليوم الرابع أذن لهما في مقابلته ، وكان مجلساً مكتظاً بالاُمويين وسائر حاشيته، وقد نصب ندماؤه برجاساً وأشياخ بني اُمية يرمونه
يقول الإمام الصادق(عليه السلام): « فلما دخلنا، كان أبي أمامي وأنا خلفه» فنادى هشام:
« يا محمد ارم مع أشياخ قومك»
فقال أبي: « قد كبرت عن الرمي، فإن رأيت أن تعفيني»
فصاح هشام: «وحقّ من أعزّنا بدينه، ونبيّه محمّد لا أعفيك...» .
وظن الطاغية أن الإمام سوف يخفق في رمايته فيتخذ ذلك وسيلة للحط من شأنه أمام الغوغاء من أهل الشام، وأومأ الى شيخ من بني اُمية أن يناول الإمام(عليه السلام) قوسه. فناوله، وتناول معه سهماً فوضعه في كبد القوس، ورمى به الغرض فأصاب وسطه، ثم تناول سهماً فرمى به فشق السهم الأول الى نصله. وتابع الإمام الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض، ولم يحصل بعض ذلك لأعظم رام في العالم. وأخذ هشام يضطرب من الغيظ ، وورم أنفه، فلم يتمالك أن صاح:
«يا أبا جعفر أنت أرمى العرب والعجم!! وزعمت أنك قد كبرت!!» ثم ادركته الندامة على تقريظه للإمام، فأطرق برأسه الى الأرض والإمام واقف. ولما طال وقوفه غضب(عليه السلام) وبان ذلك على سحنات وجهه الشريف. وكان إذا غضب نظر الى السماء
ولمّا بصر هشام غضب الإمام قام إليه واعتنقه، وأجلسه عن يمينه، وأقبل عليه بوجهه قائلاً: «يا محمد لا تزال العرب والعجم تسودها قريش، مادام فيها مثلك. لله درك!! مَن علّمك هذا الرمي؟ وفي كم تعلّمته؟ أيرمي جعفر مثل رميك؟...».
فقال أبو جعفر(عليه السلام) :
«إنا لنحن نتوارث الكمال»
في الحادثة الشهيرة مع القسيس النصراني (أخبرني عن ساعة لا هي من الليل ولا من ساعات النهار)
قال أبو بصير: قال أبو جعفر(عليه السلام) : مررت بالشام ، وأنا متوجه الى بعض خلفاء بني اُمية فاذا قوم يمرون،
قلت: أين تريدون؟ قالوا: الى عالم لم نر مثله،يخبرنا بمصلحة شأننا،
قال(عليه السلام) : فتبعتهم حتى دخلوا بهواً عظيماً فيه خلق كثير، فلم ألبث أن خرج شيخ كبير متوكئ على رجلين، قد سقطت حاجباه على عينيه، وقد شدهما فلما استقرّ به المجلس نظر اليّ وقال: منا أنت أم من الاُمة المرحومة؟
قلت: من الاُمة المرحومة. فقال: أمن علمائها أو من جهّالها؟
قلت: لست من جهّالها. فقال: أنتم الذين تزعمون أنكم تذهبون الى الجنة فتأكلون وتشربون ولا تُحْدِثون؟!!
قلت: نعم. فقال: هات على هذا برهاناً
فقلت: نعم، الجنين يأكل في بطن اُمه من طعامها ، ويشرب من شرابها، ولا يُحْدِث. فقال: ألست زعمت أنك ليست من علمائها؟
قلت: لست من جهّالها. فقال: أخبرني عن ساعة ليست من النهار، ولا من الليل.
فقلت: هذه ساعة من طلوع الشمس، لا نعدها من ليلنا، ولا من نهارنا وفيها تفيق المرضى.
وبهر القسيس ، وراح يقول للإمام: ألست زعمت أنك لست من علمائها؟!
فقلت: إنما قلت: لست من جهّالها. فقال : والله لأسألنك عن مسألة ترتطم فيها.
فقلت: هات ما عندك. فقال: أخبرني عن رجلين ولدا في ساعدة واحدة، وماتا في ساعة واحدة؟ عاش أحدهما مائة وخمسين سنة، وعاش الآخر خمسين سنة؟
فقلت: ذاك عزير وعزرة، ولدا في يوم واحد، ولما بلغا مبلغ الرجال مرّ عزير على حماره بقرية وهي خاوية على عروشها ، فقال: أنّى يحيي الله هذه بعد موتها، وكان الله قد اصطفاه وهداه، فلمّا قال ذلك غضب الله عليه وأماته مائة عام ثم بعثه، فقيل له: كم لبثت؟ قال: يوماً أو بعض يوم. وعاش الآخر مائة وخمسين عاماً، وقبضه الله وأخاه في يوم واحد.
وصاح القسيس بأصحابه ، والله لا اُكلّمكم ، ولا ترون لي وجهاً اثني عشر شهراً، حيث توهم أنهم تعمّدوا إدخال الإمام أبي جعفر(عليه السلام) عليه لإفحامه وفضحه ، فنهض الإمام أبو جعفر(عليه السلام) وأخذت أندية الشام تتحدث عن وفور فضله، وعن قدراته العلمية
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
كيف تهيئة الظروف للإمام الباقر عليه السلام لينشر أنوار علمه :
كانت الدولة محاطة بجملة من المخاطر من الداخل والخارج فانشغل الحكّام والولاة عن ملاحقة أو محاصرة الإمام الباقر (عليه السلام) خوفاً من قاعدته الشعبية العريضة والمتنامية فتصدى (عليه السلام) للإمامة وقام بأداء دوره الاصلاحي والتغييري في أوساط الاُمة الاسلامية، بعيداً عن المواجهة السياسية العلنية للنظام القائم.
وكان من أهم ملامح عصر الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في الفترة الواقعة بين سنة ( 95 هـ ـ 97 هـ ) وفي بداية تصدّي الإمام محمد الباقر (عليه السلام) للامامة كان الحاكم الاُموي: الوليدُ بن عبد الملك قد بدأ باتخاذ بعض الاساليب لامتصاص النقمة الشعبية التي خلقتها السياسة الارهابية التي انتهجها السفّاك الأثيم الحجّاج بن يوسف وبعض الولاة الآخرين.
2 ـ تصدّعت الجبهة الداخلية للبيت الاُموي المرواني ، ودبّ الخلاف بين الوليد وأخيه سليمان.
3 ـ وفي بداية حكومة سليمان بن عبد الملك انشغل سليمان بمتابعة ولاة الوليد وعزلهم عن مناصبهم.
الردّ على الافكار والعقائد الهدّامة والمذاهب المنحرفة:
وجد المنحرفون لأفكارهم وعقائدهم الهدّامة أوساطاً تتقبّلها وتروّج لها ـ جهلاً أو طمعاً أو تآمراً على الإسلام الخالد ـ وفي عهد الإمام الباقر(عليه السلام) نشطت حركة الغلاة بقيادة المغيرة بن سعيد العجلي
فقام الإمام (عليه السلام) في محاصرة المغيرة والتحذير منه وكان يلعنه أمام الناس ويقول: « لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا »
وكان (عليه السلام) يحذّرمن افكار المفوضة والمجبرة. ومن اقواله في ذلك: «إيّاك أن تقول بالتفويض! فإنّ الله عزّ وجلّ لم يفوّض الأمر الى خلقه وهناً وضعفاً، ولا أجبرهم على معاصيه ظلماً»
وفي عرض هذا الردّ القاطع الصريح كان الإمام(عليه السلام) يبيّن الافكار السليمة حول التوحيد لكي تتعرف الاُمة على عقيدتها السليمة
وكان ممّا ركّز عليه الإمام(عليه السلام) في هذا المجال بيان مقومات التوحيد ونفي التشبيه والتجسيم لله تعالى
قال (عليه السلام) : «يا ذا الذي كان قبل كل شيء، ثم خلق كل شيء، ثم يبقى ويفنى كلّ شيء، ويا ذا الذي ليس في السموات العلى ولا في الارضين السفلى، ولا فوقهنّ، ولا بينهنّ ولا تحتهنّ إله يعبد غيره»
وفي جوابه (عليه السلام) للسائلين عن جواز القول بأنّ الله موجود، قال: «نعم، تخرجه من الحدّين: حدّ الابطال، وحدّ التشبيه»
وقال (عليه السلام): « ان ربّي تبارك وتعالى كان لم يزل حيّاً بلا كيف، ولم يكن له كان، ولا كان لكونه كيف، ولا كان له أين، ولا كان في شيء، ولا كان على شيء، ولا ابتدع له مكاناً »
كما ركّز الإمام الباقر(عليه السلام) على العبودية الخالصة لله ونهى عن الممارسات التي تتضمّن الشرك بالله تعالى
قال (عليه السلام): « لو انّ عبداً عمل عملاً يطلب به وجه الله عزّ جلّ والدار الآخرة، فأدخل فيه رضى أحد من الناس كان مشركاً ».
كما دعا الى الانقطاع الكامل لله تعالى بقوله: « لا يكون العبد عابداً لله حق عبادته; حتى ينقطع عن الخلق كلّه اليه ».
ونهى الإمام(عليه السلام) عن التكلم في ذات الله تعالى، وذلك لأنّ الإنسان المحدود لا يحيط بغير المحدود فلا ينفعه البحث عن الذات اللامحدودة إلاّ بُعداً، ومن هنا كان التكلم عن ذاته تعالى عبثاً لا جدوى وراءه، فنهى (عليه السلام) عن ذلك، وحذّر منه بقوله: «ان الناس لا يزال لهم المنطق، حتى يتكلموا في الله، فاذا سمعتم ذلك فقولوا: لا اله إلاّ الله الواحد الذي ليس كمثله شيء ».
وممّا ركّز عليه الإمام الباقر(عليه السلام) الردع من اتّباع المذاهب المنحرفة والأفكار الهدّامة هو بيان عاقبة أهل الشبهات والأهواء والبدع، واستهدف الإمام(عليه السلام) من التركيز على عاقبة المنحرفين فكرياً وعقائدياً إبعاد المسلمين عن التأثر بهم، وإزالة حالة الاُنس والاُلفة بينهم وبين الأفكار والعقائد المنحرفة
قال (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى : (هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً ): هم النصارى والقسيسون والرهبان وأهل الشبهات والأهواء من أهل القبلة والحرورية وأهل البدع
إحياء الإيمان بقضية الإمام المهدي (عليه السلام):
أكّد جميع الائمة من أهل البيت (عليهم السلام) على هذه القضية لا سيّما الإمام الباقر(عليه السلام); وذلك لكي تتعمق هذه القضيّة الكبرى في العقول والنفوس جميعاً
قال (عليه السلام) : « انّما نجومكم كنجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم حتى اذا أشرتم بأصابعكم ، وملتم بحواجبكم غيَّب الله عنكم نجمكم واستوت بنو عبد المطّلب فلم يعرف أيٌّ من أيّ فإذا طلع نجمكم ، فاحمدوا ربّكم »
واعتبر ثورة الإمام المهدي (عليه السلام) من الأمر الإلهي المحتوم، حين قال : «من المحتوم الّذي حتمه الله قيام قائمنا »
وقال (عليه السلام) : « لا تزالوان تمدّون أعناقكم الى الرجل منّا تقولون هو هذا ، فيذهب الله به ، حتى يبعث الله لهذا الأمر من لا تدرون ولد أم لم يولد ، خلق أو لم يخلق »
وكان يهىّء الاذهان للتعبئة الى ذلك اليوم ويقول : « إذا قام قائمنا وظهر مهديّنا كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان »
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
كيف تهيئة الظروف للإمام الباقر عليه السلام لينشر أنوار علمه :
كانت الدولة محاطة بجملة من المخاطر من الداخل والخارج فانشغل الحكّام والولاة عن ملاحقة أو محاصرة الإمام الباقر (عليه السلام) خوفاً من قاعدته الشعبية العريضة والمتنامية فتصدى (عليه السلام) للإمامة وقام بأداء دوره الاصلاحي والتغييري في أوساط الاُمة الاسلامية، بعيداً عن المواجهة السياسية العلنية للنظام القائم.
وكان من أهم ملامح عصر الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في الفترة الواقعة بين سنة ( 95 هـ ـ 97 هـ ) وفي بداية تصدّي الإمام محمد الباقر (عليه السلام) للامامة كان الحاكم الاُموي: الوليدُ بن عبد الملك قد بدأ باتخاذ بعض الاساليب لامتصاص النقمة الشعبية التي خلقتها السياسة الارهابية التي انتهجها السفّاك الأثيم الحجّاج بن يوسف وبعض الولاة الآخرين.
2 ـ تصدّعت الجبهة الداخلية للبيت الاُموي المرواني ، ودبّ الخلاف بين الوليد وأخيه سليمان.
3 ـ وفي بداية حكومة سليمان بن عبد الملك انشغل سليمان بمتابعة ولاة الوليد وعزلهم عن مناصبهم.
الردّ على الافكار والعقائد الهدّامة والمذاهب المنحرفة:
وجد المنحرفون لأفكارهم وعقائدهم الهدّامة أوساطاً تتقبّلها وتروّج لها ـ جهلاً أو طمعاً أو تآمراً على الإسلام الخالد ـ وفي عهد الإمام الباقر(عليه السلام) نشطت حركة الغلاة بقيادة المغيرة بن سعيد العجلي
فقام الإمام (عليه السلام) في محاصرة المغيرة والتحذير منه وكان يلعنه أمام الناس ويقول: « لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا »
وكان (عليه السلام) يحذّرمن افكار المفوضة والمجبرة. ومن اقواله في ذلك: «إيّاك أن تقول بالتفويض! فإنّ الله عزّ وجلّ لم يفوّض الأمر الى خلقه وهناً وضعفاً، ولا أجبرهم على معاصيه ظلماً»
وفي عرض هذا الردّ القاطع الصريح كان الإمام(عليه السلام) يبيّن الافكار السليمة حول التوحيد لكي تتعرف الاُمة على عقيدتها السليمة
وكان ممّا ركّز عليه الإمام(عليه السلام) في هذا المجال بيان مقومات التوحيد ونفي التشبيه والتجسيم لله تعالى
قال (عليه السلام) : «يا ذا الذي كان قبل كل شيء، ثم خلق كل شيء، ثم يبقى ويفنى كلّ شيء، ويا ذا الذي ليس في السموات العلى ولا في الارضين السفلى، ولا فوقهنّ، ولا بينهنّ ولا تحتهنّ إله يعبد غيره»
وفي جوابه (عليه السلام) للسائلين عن جواز القول بأنّ الله موجود، قال: «نعم، تخرجه من الحدّين: حدّ الابطال، وحدّ التشبيه»
وقال (عليه السلام): « ان ربّي تبارك وتعالى كان لم يزل حيّاً بلا كيف، ولم يكن له كان، ولا كان لكونه كيف، ولا كان له أين، ولا كان في شيء، ولا كان على شيء، ولا ابتدع له مكاناً »
كما ركّز الإمام الباقر(عليه السلام) على العبودية الخالصة لله ونهى عن الممارسات التي تتضمّن الشرك بالله تعالى
قال (عليه السلام): « لو انّ عبداً عمل عملاً يطلب به وجه الله عزّ جلّ والدار الآخرة، فأدخل فيه رضى أحد من الناس كان مشركاً ».
كما دعا الى الانقطاع الكامل لله تعالى بقوله: « لا يكون العبد عابداً لله حق عبادته; حتى ينقطع عن الخلق كلّه اليه ».
ونهى الإمام(عليه السلام) عن التكلم في ذات الله تعالى، وذلك لأنّ الإنسان المحدود لا يحيط بغير المحدود فلا ينفعه البحث عن الذات اللامحدودة إلاّ بُعداً، ومن هنا كان التكلم عن ذاته تعالى عبثاً لا جدوى وراءه، فنهى (عليه السلام) عن ذلك، وحذّر منه بقوله: «ان الناس لا يزال لهم المنطق، حتى يتكلموا في الله، فاذا سمعتم ذلك فقولوا: لا اله إلاّ الله الواحد الذي ليس كمثله شيء ».
وممّا ركّز عليه الإمام الباقر(عليه السلام) الردع من اتّباع المذاهب المنحرفة والأفكار الهدّامة هو بيان عاقبة أهل الشبهات والأهواء والبدع، واستهدف الإمام(عليه السلام) من التركيز على عاقبة المنحرفين فكرياً وعقائدياً إبعاد المسلمين عن التأثر بهم، وإزالة حالة الاُنس والاُلفة بينهم وبين الأفكار والعقائد المنحرفة
قال (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى : (هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً ): هم النصارى والقسيسون والرهبان وأهل الشبهات والأهواء من أهل القبلة والحرورية وأهل البدع
إحياء الإيمان بقضية الإمام المهدي (عليه السلام):
أكّد جميع الائمة من أهل البيت (عليهم السلام) على هذه القضية لا سيّما الإمام الباقر(عليه السلام); وذلك لكي تتعمق هذه القضيّة الكبرى في العقول والنفوس جميعاً
قال (عليه السلام) : « انّما نجومكم كنجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم حتى اذا أشرتم بأصابعكم ، وملتم بحواجبكم غيَّب الله عنكم نجمكم واستوت بنو عبد المطّلب فلم يعرف أيٌّ من أيّ فإذا طلع نجمكم ، فاحمدوا ربّكم »
واعتبر ثورة الإمام المهدي (عليه السلام) من الأمر الإلهي المحتوم، حين قال : «من المحتوم الّذي حتمه الله قيام قائمنا »
وقال (عليه السلام) : « لا تزالوان تمدّون أعناقكم الى الرجل منّا تقولون هو هذا ، فيذهب الله به ، حتى يبعث الله لهذا الأمر من لا تدرون ولد أم لم يولد ، خلق أو لم يخلق »
وكان يهىّء الاذهان للتعبئة الى ذلك اليوم ويقول : « إذا قام قائمنا وظهر مهديّنا كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان »
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
[img]http://alqaffela.jeeran.com/الامام%20الباقر.jpg7.jpg[/img]
خطبة الإمام الباقر ( عليه السلام ) في جمع من أهل الغفلة
حضر عند الإمام الباقر ( عليه السلام ) جمع من الشيعة ، وقد لاحظ أنّهم من أهل الغفلة ، فخطبهم قائلاً :
إنّ كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميّتاً ، ألاَ يا أشباحاً بلا أرواح ، وذباباً بلا مصباح ، كأنّكم خشب مسندة ، وأصنام مريدة ، ألاَ تأخذون الذهب من الحجر ، ألاَ تقتبسون الضياء من النور الأزهر ، ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر ؟ خذوا الكلمة الطيّبة ممّن قالها ، وإن لم يعمل بها ، فإنّ الله تعالى يقول :
( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ )
ويحك يا مغرور : ألاَ تحمد من تعطيه فانياً ؟ ويعطيك باقياً ، درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة من جواد كريم
آتاك الله عند مكافأة هو مطعمك وساقيك ، وكاسيك ، ومعافيك ، وكافيك ، وساترك ممّن يراعيك ، من حفظك في ليلك ونهارك ، وأجابك عند اضطرارك ، وعزم لك على الرشد في اختبارك ، كأنّك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك ، دعوته فاستجاب لك ، فاستوجب بجميل صنيعه الشكر ، فنسيته فيمن ذكر ، وخالفته فيما أمر
ويلك إنّما أنت لص من لصوص الذنوب ، كلّما عرضت شهوة أو ارتكاب ذَنْب سارعت إليه ، وأقدمت بجهلك عليه ، فارتكبته كأنّك لست بعين الله ، أو كأنّ الله ليس لك بالمرصاد
يا طالب الجنة : ما أطول نومك ، وأكلّ مطيّتك ، وأوهى همّتك ، فلله أنت من طالب ومطلوب ، ويا هارباً من النار ، ما أحثّ مطيّتك إليها ، وما أكسبك لما يوقعك فيها !
انظروا إلى هذه القبور ، سطوراً بأفناء الدور ، تدانوا في خططهم ، وقربوا في فرارهم ، وبُعدوا في لقائهم ، عمَّروا فخرّبوا ، وأنسوا فأوحشوا ، وسكنوا فأزعجوا ، وقنطوا فرحلوا ، فمن سمع بدانٍ بعيد ، وشاحط قريب ، وعامر مخرّب ، وآنس موحش ، وساكن مزعج ، وقاطن مرحل غير أهل القبور
يا ابن الأيام الثلاثة :
: يومك الذي ولدت فيه ، ويومك الذي تنزل فيه قبرك ، ويومك الذي تخرج فيه إلى ربّك ، فيا له من يوم عظيم
يا ذي الهيئة المعجبة ، والهيم المعطنة : ما لي أراكم أجسامكم عامرة ، وقلوبكم دامرة ، أمّا والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه ، وأنتم إليه صائرون ، لقلتم :
( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
[img]http://alqaffela.jeeran.com/الامام%20الباقر.jpg7.jpg[/img]
خطبة الإمام الباقر ( عليه السلام ) في جمع من أهل الغفلة
حضر عند الإمام الباقر ( عليه السلام ) جمع من الشيعة ، وقد لاحظ أنّهم من أهل الغفلة ، فخطبهم قائلاً :
إنّ كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميّتاً ، ألاَ يا أشباحاً بلا أرواح ، وذباباً بلا مصباح ، كأنّكم خشب مسندة ، وأصنام مريدة ، ألاَ تأخذون الذهب من الحجر ، ألاَ تقتبسون الضياء من النور الأزهر ، ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر ؟ خذوا الكلمة الطيّبة ممّن قالها ، وإن لم يعمل بها ، فإنّ الله تعالى يقول :
( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ )
ويحك يا مغرور : ألاَ تحمد من تعطيه فانياً ؟ ويعطيك باقياً ، درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة من جواد كريم
آتاك الله عند مكافأة هو مطعمك وساقيك ، وكاسيك ، ومعافيك ، وكافيك ، وساترك ممّن يراعيك ، من حفظك في ليلك ونهارك ، وأجابك عند اضطرارك ، وعزم لك على الرشد في اختبارك ، كأنّك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك ، دعوته فاستجاب لك ، فاستوجب بجميل صنيعه الشكر ، فنسيته فيمن ذكر ، وخالفته فيما أمر
ويلك إنّما أنت لص من لصوص الذنوب ، كلّما عرضت شهوة أو ارتكاب ذَنْب سارعت إليه ، وأقدمت بجهلك عليه ، فارتكبته كأنّك لست بعين الله ، أو كأنّ الله ليس لك بالمرصاد
يا طالب الجنة : ما أطول نومك ، وأكلّ مطيّتك ، وأوهى همّتك ، فلله أنت من طالب ومطلوب ، ويا هارباً من النار ، ما أحثّ مطيّتك إليها ، وما أكسبك لما يوقعك فيها !
انظروا إلى هذه القبور ، سطوراً بأفناء الدور ، تدانوا في خططهم ، وقربوا في فرارهم ، وبُعدوا في لقائهم ، عمَّروا فخرّبوا ، وأنسوا فأوحشوا ، وسكنوا فأزعجوا ، وقنطوا فرحلوا ، فمن سمع بدانٍ بعيد ، وشاحط قريب ، وعامر مخرّب ، وآنس موحش ، وساكن مزعج ، وقاطن مرحل غير أهل القبور
يا ابن الأيام الثلاثة :
: يومك الذي ولدت فيه ، ويومك الذي تنزل فيه قبرك ، ويومك الذي تخرج فيه إلى ربّك ، فيا له من يوم عظيم
يا ذي الهيئة المعجبة ، والهيم المعطنة : ما لي أراكم أجسامكم عامرة ، وقلوبكم دامرة ، أمّا والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه ، وأنتم إليه صائرون ، لقلتم :
( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
(وصيته عليه السلام لجابر بن يزيد الجعفي)
بسم الله الرحمن الرحيم
خرج يوما وهو يقول: أصبحت والله يا جابر محزونا مشغول القلب , فقلت: جعلت فداك ما حزنك وشغل قلبك , كل هذا على الدنيا ؟ فقال عليه السلام: لا يا جابر ولكن حزن هم الآخرة , يا جابر من دخل قلبه خالص حقيقة الايمان شغل عما في الدنيا من زينتها , ان زينة زهرة الدنيا انما هو لعب ولهو وان الدار الآخرة لهي الحيوان . يا جابر ان المؤمن لا ينبغي له أن يركن ويطمئن الى زهرة الحياة الدنيا , واعلم أن أبناء الدنيا هم أهل غفلة وغرور وجهالة وأن أبناء الآخرة هم المؤمنون العاملون الزاهدون أهل العلم والفقه وأهل فكرة واعتبار واختبار لا يملون من ذكر الله
واعلم يا جابر أن أهل التقوى هم الأغنياء . أغناهم الله من الدنيا فمؤونتهم يسيرة . ان نسيت الخير ذكروك وان عملت به أعانوك , أخروا شهواتهم ولذاتهم خلفهم وقدموا طاعة ربهم أمامهم , ونظروا الى سبيل الخير والى ولاية أحباء الله فأحبوهم , وتولوهم وأتبعوهم
فأنزل نفسك من الدنيا كمثل منزل نزلته ساعة ثم ارتحلت عنه: أو كمثل مال استفدته في منامك ففرحت به وسررت ثم انتبهت من رقدتك وليس في يدك شيئ , واني انما ضربت لك مثلا لتعقل وتعمل به ان وفقك الله له , فاحفظ يا جابر ما أستودعك من دين الله وحكمته , وانصح لنفسك وانظر ما الله عندك في حياتك , فذلك يكون لك العهد عنده في مرجعك , وانظر فان تكن الدنيا عندك على غير ما وصفت لك فتحول عنها الى دار المستعتب اليوم , فلرب حريص على أمر من أمور الدنيا قد ناله . فلما ناله كان عليه وبالا وشقى به ولرب كاره لأمر من أمور الآخرة قد ناله فسعد به
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
(وصيته عليه السلام لجابر بن يزيد الجعفي)
بسم الله الرحمن الرحيم
خرج يوما وهو يقول: أصبحت والله يا جابر محزونا مشغول القلب , فقلت: جعلت فداك ما حزنك وشغل قلبك , كل هذا على الدنيا ؟ فقال عليه السلام: لا يا جابر ولكن حزن هم الآخرة , يا جابر من دخل قلبه خالص حقيقة الايمان شغل عما في الدنيا من زينتها , ان زينة زهرة الدنيا انما هو لعب ولهو وان الدار الآخرة لهي الحيوان . يا جابر ان المؤمن لا ينبغي له أن يركن ويطمئن الى زهرة الحياة الدنيا , واعلم أن أبناء الدنيا هم أهل غفلة وغرور وجهالة وأن أبناء الآخرة هم المؤمنون العاملون الزاهدون أهل العلم والفقه وأهل فكرة واعتبار واختبار لا يملون من ذكر الله
واعلم يا جابر أن أهل التقوى هم الأغنياء . أغناهم الله من الدنيا فمؤونتهم يسيرة . ان نسيت الخير ذكروك وان عملت به أعانوك , أخروا شهواتهم ولذاتهم خلفهم وقدموا طاعة ربهم أمامهم , ونظروا الى سبيل الخير والى ولاية أحباء الله فأحبوهم , وتولوهم وأتبعوهم
فأنزل نفسك من الدنيا كمثل منزل نزلته ساعة ثم ارتحلت عنه: أو كمثل مال استفدته في منامك ففرحت به وسررت ثم انتبهت من رقدتك وليس في يدك شيئ , واني انما ضربت لك مثلا لتعقل وتعمل به ان وفقك الله له , فاحفظ يا جابر ما أستودعك من دين الله وحكمته , وانصح لنفسك وانظر ما الله عندك في حياتك , فذلك يكون لك العهد عنده في مرجعك , وانظر فان تكن الدنيا عندك على غير ما وصفت لك فتحول عنها الى دار المستعتب اليوم , فلرب حريص على أمر من أمور الدنيا قد ناله . فلما ناله كان عليه وبالا وشقى به ولرب كاره لأمر من أمور الآخرة قد ناله فسعد به
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
سيرة الامام الباقر (عليه السلام)
1 ـ الجانب الروحي:
عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: (كان أبي كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلاّ الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ومن كان لا يقرأ أمره بالذكر) والرواية السابقة تجسد عمق الإمام الباقر (عليه السلام) بربّه الاعلى سبحانه، وتعبّر في نفس الوقت عن نفس اندكت في حب الله عز وجل، وطلب الزلفى لديه، واستشعار رحمته في كل آن، والتوجه إليه في الروح والقلب والجوارح كلها معاً، الأمر الذي لا يتوفر أبداً إلاّ للمقربين من أولياء الله تعالى دون سواهم
2 ـ الجانب الاجتماعي:
ونعني به اساليب الإمام (عليه السلام) في التعامل وكيفيّة التفاعل مع الأمة في عصره، ولهذا الجانب مصاديق كثيرة نذكر منها الرواية الآتيه:
عن الحسن بن كثير، قال: (شكوت الى ابي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) الحاجة وجفاء الاخوان فقال: « بئس الاخ يرعاك غنياً ويقطعك فقيراً»، ثم أمر غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم فقال: « استنفق هذا فاذا نفدت فاعلمني»).
من حكم الإمام الباقر (عليه السلام)
قال عليه السلام :
من صدق لسانه زكا عمله ، ومن حسنت نيته زيد في رزقه
ومن حسن بره بأهله زيد في عمره
قال عليه السلام :
إن أشد الناس حسرة يوم القيامة
عبد وصف عدلا ثم خالفه الى غيره
قال عليه السلام :
أشد الاعمال ثلاثة : مواساة الاخوان في المال
انصاف الناس من نفسك ، وذكر الله على كل حال
قال عليه السلام :
ما شيب شيء بشيء احسن من حلم بعلم
قال عليه السلام :
عالم ينتفع بعمله افضل من الف عابد
علم الإمام الباقر (عليه السلام)
قال الشيخ المفيد(رض): لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين(ع) في علم الدين والآثار والسنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر من أبي جعفر الباقر(ع)
وروى عنه بقايا الصحابة ووجوه التابعين وفقهاء المسلمين، وسارت بذكر كلامه الأخبار وأنشدت في مدائحه الأشعار
قال ابن حجر: صفا قلبه، وزكا علمه وعمله، وطهُرت نفسه، وشرُف خُلُقه ، وعمُرت أوقاته بطاعة الله، وله من السجايا في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة
وأما مناظراته مع المخالفين فبلغت حدّ الشهرة، وقد جمعها العلاّمة الطبرسيّ في كتاب الاحتجاج
قال الشيخ المفيد في الإرشاد: وجاءت الأخبار أن نافع بن الأزرق جاء إلى محمّد بن علي فجلس بين يديه يسأله عن مسائل الحلال والحرام. فقال أبو جعفر في عرض كلامه:
«قل لهذه المارقة، بم استحللتم فراق أميرالمؤمنين، وقد سفكتم دماءكم بين يديه في طاعته، والقربة إلى الله بنصرته؟ فسيقولون لك: إنه حكّم في دين الله، فقل لهم: قد حكّم الله تعالى في شريعة نبيّه(ص) رجلين من خلقه فقال: ((فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفّق الله بينهما))
وحكّم رسول الله(ص) سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم فيهم بما أمضاه الله. أو ما علمتم أن أمير المؤمنين إنمّا أمر الحكمين أن يحكما بالقرآن ولا يتعدّياه، واشترط ردّ ما خالف القرآن في أحكام الرجال، وقال حين قالوا له: حكّمت على نفسك من حكم عليك؟ فقال: ما حكّمت مخلوقاً وإنّماحكّمت كتاب الله. فأين تجد المارقة تضليل من أمر بالحكم بالقرآن، واشترط ردّ ما خالفه لولا ارتكابهم في بدعتهم البهتان»؟
فقال نافع بن الأزرق: هذا والله كلام ما مرّ بسمعي قطّ ولا خطر منّي ببال، وهو الحقّ إن شاء الله
ثمّ إنّ الشيعة الإمامية أخذت كثيراً من الأحكام الشرعيّة عنه وعن ولده الإمام جعفر الصادق(ع)، حيث روي عنه(ع) الكثير من الروايات الفقهية التي تناولت مختلف جوانب الحياة. وللاطّلاع على ذلك راجع كتب الفقه وموسوعاته المختلفة.
وأما ما روي عنه في الحِكم والمواعظ، فقد نقلها أبو نعيم الإصفهاني في حلية الأولياء، والحسن بن علي الحرّاني في تحفه
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
عاصر الإمام الباقر (عليه السلام) من الخلفاء الامويين: الوليد بن عبدالملك ـ سليمان بن عبدالملك ـ عمر بن عبدالعزيز ـ يزيد بن عبدالملك ـ وهشام بن عبدالملك، واذا استثنينا فترة حكم عمر بن عبدالعزيز البالغة (سنتين وخمسة أشهر)، فإن العلاقة بين السلطة الاموية وأل البيت (عليهم السلام) لم تشهد تطوراً نحو الأحسن
وكان الخليفة هشام بن عبدالملك واثقاً من أن مصدر الوعي الإسلامي الصحيح إنما هو الإمام الباقر(عليه السلام) من أجل ذلك قرّر إبعاده عن عاصمة جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ التي كانت تجلّه وتتمسك بأقواله ـ إلى دمشق عاصمة الخلافة الأموية، ومنذ وصوله أُودع السجن هناك؛ إلا ان تأثيره الفكري فيمن إلتقى بهم حمل السلطة على إطلاق سراحه، ثم اضطر هشام إلى اعادته إلى المدينة المنورة كما جاء في رواية ابن شهرآشوب في كتابه (المناقب)، أما ما رواه محمد بن جرير الطبري في كتابه ( دلائل الامامة ) عن سبب إطلاق سراح الإمام (عليه السلام) فإنه يقول كان بسبب تأثيره (عليه السلام) على أهل دمشق وبسبب مناظراته مع زعيم النصارى هناك ودحض آرائه وتبيان زيفها والرد على كل الشبهات التي أثارها حول الإسلام، على أنه ليس هناك أي تعارض بين الروايتين، إذ لا مانع من وقوع الحادثتين معاً، فإن الإمام (عليه السلام) إنما يتبع الهدى والحق أينما حل، طليقاً أم معتقلاً، ما دام هناك إنسان يلقى السمع وهو شهيد
واخيراً بعد أن فشلت السياسة الاموية في الحد من تحرك الإمام (عليه السلام) فقد رأت السياسة المنحرفة أنه ليس عن اغتياله بديل، وهكذا دُس إليه السم في زمن الخليفة هشام، فرحل إلى ربه الاعلى في السابع من ذي الحجة عام (114 هـ) صابراً محتسباً شهيداً فسلام عليه يوم ولد ويوم رحل إلى ربه ويوم يبعث حياُ
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
سيرة الامام الباقر (عليه السلام)
1 ـ الجانب الروحي:
عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: (كان أبي كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلاّ الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ومن كان لا يقرأ أمره بالذكر) والرواية السابقة تجسد عمق الإمام الباقر (عليه السلام) بربّه الاعلى سبحانه، وتعبّر في نفس الوقت عن نفس اندكت في حب الله عز وجل، وطلب الزلفى لديه، واستشعار رحمته في كل آن، والتوجه إليه في الروح والقلب والجوارح كلها معاً، الأمر الذي لا يتوفر أبداً إلاّ للمقربين من أولياء الله تعالى دون سواهم
2 ـ الجانب الاجتماعي:
ونعني به اساليب الإمام (عليه السلام) في التعامل وكيفيّة التفاعل مع الأمة في عصره، ولهذا الجانب مصاديق كثيرة نذكر منها الرواية الآتيه:
عن الحسن بن كثير، قال: (شكوت الى ابي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) الحاجة وجفاء الاخوان فقال: « بئس الاخ يرعاك غنياً ويقطعك فقيراً»، ثم أمر غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم فقال: « استنفق هذا فاذا نفدت فاعلمني»).
من حكم الإمام الباقر (عليه السلام)
قال عليه السلام :
من صدق لسانه زكا عمله ، ومن حسنت نيته زيد في رزقه
ومن حسن بره بأهله زيد في عمره
قال عليه السلام :
إن أشد الناس حسرة يوم القيامة
عبد وصف عدلا ثم خالفه الى غيره
قال عليه السلام :
أشد الاعمال ثلاثة : مواساة الاخوان في المال
انصاف الناس من نفسك ، وذكر الله على كل حال
قال عليه السلام :
ما شيب شيء بشيء احسن من حلم بعلم
قال عليه السلام :
عالم ينتفع بعمله افضل من الف عابد
علم الإمام الباقر (عليه السلام)
قال الشيخ المفيد(رض): لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين(ع) في علم الدين والآثار والسنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر من أبي جعفر الباقر(ع)
وروى عنه بقايا الصحابة ووجوه التابعين وفقهاء المسلمين، وسارت بذكر كلامه الأخبار وأنشدت في مدائحه الأشعار
قال ابن حجر: صفا قلبه، وزكا علمه وعمله، وطهُرت نفسه، وشرُف خُلُقه ، وعمُرت أوقاته بطاعة الله، وله من السجايا في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة
وأما مناظراته مع المخالفين فبلغت حدّ الشهرة، وقد جمعها العلاّمة الطبرسيّ في كتاب الاحتجاج
قال الشيخ المفيد في الإرشاد: وجاءت الأخبار أن نافع بن الأزرق جاء إلى محمّد بن علي فجلس بين يديه يسأله عن مسائل الحلال والحرام. فقال أبو جعفر في عرض كلامه:
«قل لهذه المارقة، بم استحللتم فراق أميرالمؤمنين، وقد سفكتم دماءكم بين يديه في طاعته، والقربة إلى الله بنصرته؟ فسيقولون لك: إنه حكّم في دين الله، فقل لهم: قد حكّم الله تعالى في شريعة نبيّه(ص) رجلين من خلقه فقال: ((فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفّق الله بينهما))
وحكّم رسول الله(ص) سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم فيهم بما أمضاه الله. أو ما علمتم أن أمير المؤمنين إنمّا أمر الحكمين أن يحكما بالقرآن ولا يتعدّياه، واشترط ردّ ما خالف القرآن في أحكام الرجال، وقال حين قالوا له: حكّمت على نفسك من حكم عليك؟ فقال: ما حكّمت مخلوقاً وإنّماحكّمت كتاب الله. فأين تجد المارقة تضليل من أمر بالحكم بالقرآن، واشترط ردّ ما خالفه لولا ارتكابهم في بدعتهم البهتان»؟
فقال نافع بن الأزرق: هذا والله كلام ما مرّ بسمعي قطّ ولا خطر منّي ببال، وهو الحقّ إن شاء الله
ثمّ إنّ الشيعة الإمامية أخذت كثيراً من الأحكام الشرعيّة عنه وعن ولده الإمام جعفر الصادق(ع)، حيث روي عنه(ع) الكثير من الروايات الفقهية التي تناولت مختلف جوانب الحياة. وللاطّلاع على ذلك راجع كتب الفقه وموسوعاته المختلفة.
وأما ما روي عنه في الحِكم والمواعظ، فقد نقلها أبو نعيم الإصفهاني في حلية الأولياء، والحسن بن علي الحرّاني في تحفه
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
عاصر الإمام الباقر (عليه السلام) من الخلفاء الامويين: الوليد بن عبدالملك ـ سليمان بن عبدالملك ـ عمر بن عبدالعزيز ـ يزيد بن عبدالملك ـ وهشام بن عبدالملك، واذا استثنينا فترة حكم عمر بن عبدالعزيز البالغة (سنتين وخمسة أشهر)، فإن العلاقة بين السلطة الاموية وأل البيت (عليهم السلام) لم تشهد تطوراً نحو الأحسن
وكان الخليفة هشام بن عبدالملك واثقاً من أن مصدر الوعي الإسلامي الصحيح إنما هو الإمام الباقر(عليه السلام) من أجل ذلك قرّر إبعاده عن عاصمة جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ التي كانت تجلّه وتتمسك بأقواله ـ إلى دمشق عاصمة الخلافة الأموية، ومنذ وصوله أُودع السجن هناك؛ إلا ان تأثيره الفكري فيمن إلتقى بهم حمل السلطة على إطلاق سراحه، ثم اضطر هشام إلى اعادته إلى المدينة المنورة كما جاء في رواية ابن شهرآشوب في كتابه (المناقب)، أما ما رواه محمد بن جرير الطبري في كتابه ( دلائل الامامة ) عن سبب إطلاق سراح الإمام (عليه السلام) فإنه يقول كان بسبب تأثيره (عليه السلام) على أهل دمشق وبسبب مناظراته مع زعيم النصارى هناك ودحض آرائه وتبيان زيفها والرد على كل الشبهات التي أثارها حول الإسلام، على أنه ليس هناك أي تعارض بين الروايتين، إذ لا مانع من وقوع الحادثتين معاً، فإن الإمام (عليه السلام) إنما يتبع الهدى والحق أينما حل، طليقاً أم معتقلاً، ما دام هناك إنسان يلقى السمع وهو شهيد
واخيراً بعد أن فشلت السياسة الاموية في الحد من تحرك الإمام (عليه السلام) فقد رأت السياسة المنحرفة أنه ليس عن اغتياله بديل، وهكذا دُس إليه السم في زمن الخليفة هشام، فرحل إلى ربه الاعلى في السابع من ذي الحجة عام (114 هـ) صابراً محتسباً شهيداً فسلام عليه يوم ولد ويوم رحل إلى ربه ويوم يبعث حياُ
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
نعزي صاحب العصر والزمان وولي امرنا الامام المنتظر
عجل الله تعالى فرجه ونتقدم باحر التعازي
الى مقام المرجعيه الرشيده في النجف الاشرف
والعالم الاسلامي بذكرى شهادة مؤسس علوم اهل البيت
وصاحب اول جامعه اسلاميه الذي بقر العلم
بقرا وخصه رسول الله بالسلام الإمام
محمد بن علي الباقر عليه وعلى ابائه وابنائه افضل الصلاة والسلام
ولنجعل من هذه الذكرى منطلق لدراسه علوم اهل البيت
التي ما ان تمسكنا بها ضمنا سبل النجاح والفلاح
قال الإمام الباقر عليه مخاطبا الإمام الصادق :
يا بني إن الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء:
خبأ رضاه في طاعته
فلا تحقرن من الطاعة شيئاً فلعل رضاءه فيه
وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئاً
فلعل سخطه فيه، وخبأ أولياءه في خلقه
فلا تحقرن أحداً فلعله ذلك الولي
وبعض لما انشد
عود لسانك قول الخير تحظ به
إن اللسان لما عودت يعتاد
موكل بتقاضي ما سننت له
في الخير والشر فانظر كيف تعتاد
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
نعزي صاحب العصر والزمان وولي امرنا الامام المنتظر
عجل الله تعالى فرجه ونتقدم باحر التعازي
الى مقام المرجعيه الرشيده في النجف الاشرف
والعالم الاسلامي بذكرى شهادة مؤسس علوم اهل البيت
وصاحب اول جامعه اسلاميه الذي بقر العلم
بقرا وخصه رسول الله بالسلام الإمام
محمد بن علي الباقر عليه وعلى ابائه وابنائه افضل الصلاة والسلام
ولنجعل من هذه الذكرى منطلق لدراسه علوم اهل البيت
التي ما ان تمسكنا بها ضمنا سبل النجاح والفلاح
قال الإمام الباقر عليه مخاطبا الإمام الصادق :
يا بني إن الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء:
خبأ رضاه في طاعته
فلا تحقرن من الطاعة شيئاً فلعل رضاءه فيه
وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئاً
فلعل سخطه فيه، وخبأ أولياءه في خلقه
فلا تحقرن أحداً فلعله ذلك الولي
وبعض لما انشد
عود لسانك قول الخير تحظ به
إن اللسان لما عودت يعتاد
موكل بتقاضي ما سننت له
في الخير والشر فانظر كيف تعتاد
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
( عالم ينتفع بعمله خير من الف عابد )
كلام من ائمة الهدى حقا
كثيرا ما قالوا - سلام الله عليهم - كونوا دعاة لنا بغير السنتكم
وكثيرا ما تلهج السنتنا بذكرهم لـــــــــــكن
يا سيدي العزيز .., انت توافقني تماما بانهم ارادوا
ان ينقذوا الانسان من براثن الظلم ومخالب الطواغيت .., وقيود الجبت
كيف كان تعاملهم مع المسلمين ..؟
وكيف كان مع النصارى ..؟ ومع اليهود ..؟
ومع الفرق الاسلامية المتعددة ..؟
فلم نقرا يوما ان الامام الباقر او الصادق - عليهما السلام - امتنعوا من محاورة احد ما .., ولم يمنعوا اصحابهم من مطالعة افكار اتجاه معين تحت عنوان - كتب الضلال ..., !
كيف تمكنوا من بناء هذه الصروح العظيمة في قلوب اتباعهم ومحبيهم .., كان اغلب الاسباب هو من خلال تحركهم وسلوكهم العملي في المجتمعات
كل ما استشهد احد ائمتنا - بابي وامي - عندما يقومون بتغسيله يجدون اثر الحبل قد حزَّ كتفه الشريف
لماذا ومن اين اتى ..؟ كانوا يطعمون الفقراء من الناس .., كانوا يمثلون الابوّة الحقيقة والعالمية لكل الايتام
انهم صوت المظلوم .., انهم غذاء الروح .., انهم شمس تنير ظلمة العقل
يمثلون اعلى القيم السماوية .., نجحوا بالسير بالانسان نحو الله تعالى رغم كل المكائد التي نُسجت من قبل المنافقين من زمن الرسول الاعظم الى آخر امام سلام الله عليهم
اعتقد اننا اليوم امام عملية اظهار لتلك القيم التي جسدوها على ارض الواقع .., ننتزعها من غيهبها الذي اودعناها فيه - للاسف - فنخرجها لتضيء السماء من جديد
ما جاؤونا كي نتخاصم بهم يوما .. انما نعلم الناس منهجهم الذي لا نعرف منه اليوم الا القليل بسبب انحرافنا الخطير بالمسير .., ابتعدنا كثيرا عنهم .., فمن ذا يستطيع ان يقدم فائدة ننتفع منها في واقعنا من خلال استلالها من مخزونهم الثر ..؟
ليتني استطيع
ان المسلم اليوم بات يتخبط لا يعرف كيفية الربط بين الواقع والسنة المحمدية
لذلك يعمد الى الجدال والمعركة الكلامية التي تجعل منا نموذجا للتقهقر والرجعية
فاين هي انسانية اهل البيت ..؟ واين هي قيمهم الالهية ..؟
الم يقولوا لنا يوما حديثا قدسيا
( الناس عيال الله , انفعهم اليهم , احبهم اليه )
نعزي صاحب العصر والزمان بذكرى
استشهاد الامام محمد الباقر بن علي السجاد عليهما السلام
باقر علم الاولين والاخرين
لقد كانت مسيرة ال البيت عليهم السلام محفوفه
بالمشقه والالم والا ستشهاد على طريق الحق
جعلنا الله دوما من انصارهم درب الحق والهدى والتقى
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
( عالم ينتفع بعمله خير من الف عابد )
كلام من ائمة الهدى حقا
كثيرا ما قالوا - سلام الله عليهم - كونوا دعاة لنا بغير السنتكم
وكثيرا ما تلهج السنتنا بذكرهم لـــــــــــكن
يا سيدي العزيز .., انت توافقني تماما بانهم ارادوا
ان ينقذوا الانسان من براثن الظلم ومخالب الطواغيت .., وقيود الجبت
كيف كان تعاملهم مع المسلمين ..؟
وكيف كان مع النصارى ..؟ ومع اليهود ..؟
ومع الفرق الاسلامية المتعددة ..؟
فلم نقرا يوما ان الامام الباقر او الصادق - عليهما السلام - امتنعوا من محاورة احد ما .., ولم يمنعوا اصحابهم من مطالعة افكار اتجاه معين تحت عنوان - كتب الضلال ..., !
كيف تمكنوا من بناء هذه الصروح العظيمة في قلوب اتباعهم ومحبيهم .., كان اغلب الاسباب هو من خلال تحركهم وسلوكهم العملي في المجتمعات
كل ما استشهد احد ائمتنا - بابي وامي - عندما يقومون بتغسيله يجدون اثر الحبل قد حزَّ كتفه الشريف
لماذا ومن اين اتى ..؟ كانوا يطعمون الفقراء من الناس .., كانوا يمثلون الابوّة الحقيقة والعالمية لكل الايتام
انهم صوت المظلوم .., انهم غذاء الروح .., انهم شمس تنير ظلمة العقل
يمثلون اعلى القيم السماوية .., نجحوا بالسير بالانسان نحو الله تعالى رغم كل المكائد التي نُسجت من قبل المنافقين من زمن الرسول الاعظم الى آخر امام سلام الله عليهم
اعتقد اننا اليوم امام عملية اظهار لتلك القيم التي جسدوها على ارض الواقع .., ننتزعها من غيهبها الذي اودعناها فيه - للاسف - فنخرجها لتضيء السماء من جديد
ما جاؤونا كي نتخاصم بهم يوما .. انما نعلم الناس منهجهم الذي لا نعرف منه اليوم الا القليل بسبب انحرافنا الخطير بالمسير .., ابتعدنا كثيرا عنهم .., فمن ذا يستطيع ان يقدم فائدة ننتفع منها في واقعنا من خلال استلالها من مخزونهم الثر ..؟
ليتني استطيع
ان المسلم اليوم بات يتخبط لا يعرف كيفية الربط بين الواقع والسنة المحمدية
لذلك يعمد الى الجدال والمعركة الكلامية التي تجعل منا نموذجا للتقهقر والرجعية
فاين هي انسانية اهل البيت ..؟ واين هي قيمهم الالهية ..؟
الم يقولوا لنا يوما حديثا قدسيا
( الناس عيال الله , انفعهم اليهم , احبهم اليه )
نعزي صاحب العصر والزمان بذكرى
استشهاد الامام محمد الباقر بن علي السجاد عليهما السلام
باقر علم الاولين والاخرين
لقد كانت مسيرة ال البيت عليهم السلام محفوفه
بالمشقه والالم والا ستشهاد على طريق الحق
جعلنا الله دوما من انصارهم درب الحق والهدى والتقى
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
[img]http://alqaffela.jeeran.com/الامام%20الباقر.jpg[/img]
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله:
النجوم أمانٌ لأهل السماء، وأهلُ بيتي أمان لأهلالأرض.. فإذا ذهبت النجوم أتى أهلَ السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهلُ بيتي أتى أهلَالأرض ما يكرهون
ثمّ قال عليه السّلام:
يعني بأهل بيته الأئمّةَ الذين قرناللهُ عزّوجلّ طاعتَهم بطاعته فقال: « يا أيُّها الذين آمنواأطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمرِ منكموهُمُ المعصومون المطهّرون الذين لا يُذنبون ولا يعصون، وهمُ المؤيَّدون الموفّقونالمسدّدون، بهم يرزق اللهُ عباده، وبهم تعمر بلاده، وبهم يُنزل القطر من السماء،وبهم يُخرِج بركات الأرض، وبهم يُمهل أهلَ المعاصي ولا يعجل عليهم بالعقوبةوالعذاب، ولا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم
• ورُوي عنه سلام الله عليه قولُه:
واللهِ ما تَرَك اللهُ أرضاً منذ قُبض آدم عليهالسّلام إلاّ وفيها إمام يُهتدى به إلى الله، وهو حُجّتُه على عباده، ولا تبقىالأرضُ بغيرِ إمامٍ حجّةٍ لله على عباده
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
[img]http://alqaffela.jeeran.com/الامام%20الباقر.jpg[/img]
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله:
النجوم أمانٌ لأهل السماء، وأهلُ بيتي أمان لأهلالأرض.. فإذا ذهبت النجوم أتى أهلَ السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهلُ بيتي أتى أهلَالأرض ما يكرهون
ثمّ قال عليه السّلام:
يعني بأهل بيته الأئمّةَ الذين قرناللهُ عزّوجلّ طاعتَهم بطاعته فقال: « يا أيُّها الذين آمنواأطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمرِ منكموهُمُ المعصومون المطهّرون الذين لا يُذنبون ولا يعصون، وهمُ المؤيَّدون الموفّقونالمسدّدون، بهم يرزق اللهُ عباده، وبهم تعمر بلاده، وبهم يُنزل القطر من السماء،وبهم يُخرِج بركات الأرض، وبهم يُمهل أهلَ المعاصي ولا يعجل عليهم بالعقوبةوالعذاب، ولا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم
• ورُوي عنه سلام الله عليه قولُه:
واللهِ ما تَرَك اللهُ أرضاً منذ قُبض آدم عليهالسّلام إلاّ وفيها إمام يُهتدى به إلى الله، وهو حُجّتُه على عباده، ولا تبقىالأرضُ بغيرِ إمامٍ حجّةٍ لله على عباده
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
عظم الله أجوركم
أتقدم بأحر آيات الحزن والعزاء لمقام مولانا صاحب الزمان
اورحنا لمقدمه الفداء وعلمائنا الأعلام كافة والمؤمنين والمؤمنات
في مشارق الأرض ومغاربها
بمناسبة استشهاد الكوكب الخامس من شموس الولاية والوصاية
باقر علوم آل محمد صلى الله عليه وآله
الإمام الهمام محمد بن علي الباقر عليه السلام
رزقنا الله السير على هداه
وموالاته في الدنيا وشفاعته في الآخرة
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
عظم الله أجوركم
أتقدم بأحر آيات الحزن والعزاء لمقام مولانا صاحب الزمان
اورحنا لمقدمه الفداء وعلمائنا الأعلام كافة والمؤمنين والمؤمنات
في مشارق الأرض ومغاربها
بمناسبة استشهاد الكوكب الخامس من شموس الولاية والوصاية
باقر علوم آل محمد صلى الله عليه وآله
الإمام الهمام محمد بن علي الباقر عليه السلام
رزقنا الله السير على هداه
وموالاته في الدنيا وشفاعته في الآخرة
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
خطبة الإمام الباقر ( عليه السلام ) في جمع من أهل الغفلة
حضر عند الإمام الباقر ( عليه السلام ) جمع من الشيعة ، وقد لاحظ أنّهم من أهل الغفلة ، فخطبهم قائلاً :
( إنّ كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميّتاً ، ألاَ يا أشباحاً بلا أرواح ، وذباباً بلا مصباح ، كأنّكم خشب مسندة ، وأصنام مريدة ، ألاَ تأخذون الذهب من الحجر ، ألاَ تقتبسون الضياء من النور الأزهر ، ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر ؟ خذوا الكلمة الطيّبة ممّن قالها ، وإن لم يعمل بها ، فإنّ الله تعالى يقول : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ )
ويحك يا مغرور : ألاَ تحمد من تعطيه فانياً ؟ ويعطيك باقياً ، درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة من جواد كريم
آتاك الله عند مكافأة هو مطعمك وساقيك ، وكاسيك ، ومعافيك ، وكافيك ، وساترك ممّن يراعيك ، من حفظك في ليلك ونهارك ، وأجابك عند اضطرارك ، وعزم لك على الرشد في اختبارك ، كأنّك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك ، دعوته فاستجاب لك ، فاستوجب بجميل صنيعه الشكر ، فنسيته فيمن ذكر ، وخالفته فيما أمر
ويلك إنّما أنت لص من لصوص الذنوب ، كلّما عرضت شهوة أو ارتكاب ذَنْب سارعت إليه ، وأقدمت بجهلك عليه ، فارتكبته كأنّك لست بعين الله ، أو كأنّ الله ليس لك بالمرصاد
يا طالب الجنة : ما أطول نومك ، وأكلّ مطيّتك ، وأوهى همّتك ، فلله أنت من طالب ومطلوب ، ويا هارباً من النار ، ما أحثّ مطيّتك إليها ، وما أكسبك لما يوقعك فيها !
انظروا إلى هذه القبور ، سطوراً بأفناء الدور ، تدانوا في خططهم ، وقربوا في فرارهم ، وبُعدوا في لقائهم ، عمَّروا فخرّبوا ، وأنسوا فأوحشوا ، وسكنوا فأزعجوا ، وقنطوا فرحلوا ، فمن سمع بدانٍ بعيد ، وشاحط قريب ، وعامر مخرّب ، وآنس موحش ، وساكن مزعج ، وقاطن مرحل غير أهل القبور .
يا ابن الأيام الثلاثة : يومك الذي ولدت فيه ، ويومك الذي تنزل فيه قبرك ، ويومك الذي تخرج فيه إلى ربّك ، فيا له من يوم عظيم
يا ذي الهيئة المعجبة ، والهيم المعطنة : ما لي أراكم أجسامكم عامرة ، وقلوبكم دامرة ، أمّا والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه ، وأنتم إليه صائرون ، لقلتم :
( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
خطبة الإمام الباقر ( عليه السلام ) في جمع من أهل الغفلة
حضر عند الإمام الباقر ( عليه السلام ) جمع من الشيعة ، وقد لاحظ أنّهم من أهل الغفلة ، فخطبهم قائلاً :
( إنّ كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميّتاً ، ألاَ يا أشباحاً بلا أرواح ، وذباباً بلا مصباح ، كأنّكم خشب مسندة ، وأصنام مريدة ، ألاَ تأخذون الذهب من الحجر ، ألاَ تقتبسون الضياء من النور الأزهر ، ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر ؟ خذوا الكلمة الطيّبة ممّن قالها ، وإن لم يعمل بها ، فإنّ الله تعالى يقول : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ )
ويحك يا مغرور : ألاَ تحمد من تعطيه فانياً ؟ ويعطيك باقياً ، درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة من جواد كريم
آتاك الله عند مكافأة هو مطعمك وساقيك ، وكاسيك ، ومعافيك ، وكافيك ، وساترك ممّن يراعيك ، من حفظك في ليلك ونهارك ، وأجابك عند اضطرارك ، وعزم لك على الرشد في اختبارك ، كأنّك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك ، دعوته فاستجاب لك ، فاستوجب بجميل صنيعه الشكر ، فنسيته فيمن ذكر ، وخالفته فيما أمر
ويلك إنّما أنت لص من لصوص الذنوب ، كلّما عرضت شهوة أو ارتكاب ذَنْب سارعت إليه ، وأقدمت بجهلك عليه ، فارتكبته كأنّك لست بعين الله ، أو كأنّ الله ليس لك بالمرصاد
يا طالب الجنة : ما أطول نومك ، وأكلّ مطيّتك ، وأوهى همّتك ، فلله أنت من طالب ومطلوب ، ويا هارباً من النار ، ما أحثّ مطيّتك إليها ، وما أكسبك لما يوقعك فيها !
انظروا إلى هذه القبور ، سطوراً بأفناء الدور ، تدانوا في خططهم ، وقربوا في فرارهم ، وبُعدوا في لقائهم ، عمَّروا فخرّبوا ، وأنسوا فأوحشوا ، وسكنوا فأزعجوا ، وقنطوا فرحلوا ، فمن سمع بدانٍ بعيد ، وشاحط قريب ، وعامر مخرّب ، وآنس موحش ، وساكن مزعج ، وقاطن مرحل غير أهل القبور .
يا ابن الأيام الثلاثة : يومك الذي ولدت فيه ، ويومك الذي تنزل فيه قبرك ، ويومك الذي تخرج فيه إلى ربّك ، فيا له من يوم عظيم
يا ذي الهيئة المعجبة ، والهيم المعطنة : ما لي أراكم أجسامكم عامرة ، وقلوبكم دامرة ، أمّا والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه ، وأنتم إليه صائرون ، لقلتم :
( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
من معاجز الإمام الباقر عليه السّلام
الولاية التكوينيّة
• حدّث إبراهيم بن سعد قال: حدّثنا حكم بن سعد قال:
لقيتُ أبا جعفر محمّدَ بن عليٍّ الباقر عليه السّلام وبيده عصاً يضرب بها الصخر فينبع منه الماء. فقلت: يا ابن رسول الله، ما هذا ؟! قال: نبعةٌ مِن عصا موسى التي يتعجّبون منها
• وحدّث أبو المفضّل محمّد بن عبدالله قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، عن يحيى بن زكريّا، عن الحسن بن محبوب الزرّاد، عن محمّد بن سنان، عن المفضَّل بن عمر الجعفيّ، عن جابر بن يزيد الجُعفيّ قال:
مررتُ بعبدالله الحسن، فلمّا رآني سبّني وذكر الباقر عليه السّلام ( أي بسوء )، فجئتُ إلى أبي جعفر عليه السّلام، فلمّا أبصر بي تبسّم وقال: يا جابر، مررتَ بعبدالله بن حسن فسبّك وسبّني ؟! قلت: نعم يا سيّدي، ودعوتُ الله عليه. فقال لي: أوّل داخلٍ يدخل عليك هو
فإذا هو قد دخل! فلمّا جلس قال له الباقر عليه السّلام: ما جاء بك يا عبدالله ؟! قال: أنت الذي تدّعي ما تدّعي! قال له الباقر عليه السّلام: ويلَك قد أكثرت! ثمّ قال: يا جابر، قلت: لبّيك، قال: احفرْ في الدار حَفيرة.
قال جابر: فحفرت. فقال لي ائْتِني بحطبٍ كثيرٍ وألْقهِ فيها. ففعلت، ثمّ قال: أضْرِمْه ناراً. ففعلت، ثمّ قال: يا عبدَالله بن حسن! قُمْ وادخلْها واخرجْ منها إن كنتَ صادقاً! قال عبدالله: قمْ فادخلْ أنت قَبْلي.
فقام أبو جعفر عليه السّلام ودخَلَها.. فلم يزل يدوسها برِجْله ويدور فيها حتّى جعلها رماداً، ثمّ خرج فجاءٍ وجلس، وجعل يمسح العرقَ عن وجهه، ثمّ قال: قُمْ قبّحك الله ! فما أقربَ ما يحلّ بك كما حلّ بمروان بن الحكم وبولده !
• وعن المفضَّل بن عمر قال: بينما أبو جعفر ( الباقر ) صلوات الله عليه سائرٌ مِن مكّة إلى المدينة.. إذ انتهى إلى جماعةٍ على الطريق، فإذا رجلٌ منهم قد نفق حمارُه ( أي مات )، وتبدّد متاعه، وهو يبكي. فلمّا رأى أبا جعفرٍ عليه السّلام أقبل إليه وقال له:
ـ يا ابن رسول الله، نفقَ حماري وبقيتُ منقطعاً، فادعُ اللهَ أن يُحييَ لي حماري
فدعا أبو جعفر عليه السّلام.. فأحيا اللهُ تعالى له حمارَه
• وعن أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا عبدالله بن عبدالرحمان بن أبي نجران، عن أبي محمّد الثماليّ، عن إسحاق الجريريّ قال:
قال الباقر عليه السّلام: يا جريري، أرى لونك قد فقع، أبِكَ بواسير ؟!
قلت: نعم يا ابن رسول الله، وأسأل اللهَ عزّوجلّ ألاّ يحرمني الأجر.
قال: فأصِفُ لك دواءً ؟
قلت: يا ابن رسول الله، لقد عالجتُه بألف وأكثر من دواء.. فما انتفعت بشيءٍ من ذلك، وإنّ بواسيري تشخب دماً!
قال: وَيْحك يا جريريّ، فأنا طبيبُ الأطبّاء، ورأس العلماء، ورأس الحكماء، ومَعدِن الفقهاء، وسيّدُ أولادِ الأنبياء على وجه الأرض.
قلت: كذلك يا سيّدي ومولاي.
قال: إنّ بواسيرك أُناث تشخب دماً.
قلت: صدقتَ يا ابن رسول الله.
فذكرني على الدواء واستعملته.. فوَالله الذي لا إله إلاّ هو، ما فعلته إلاّ مَرّةً واحدةً حتّى برئ ما كان بي، فما أحسستُ بعد ذلك بدمٍ ولا وجع. فعُدتُ إليه مِن قابل، فقال لي: يا إسحاق قد بَرِئتَ والحمد لله
• وعن محمّد بن مسلم قال: خرجتُ إلى المدينة وأنا وَجِع، فقيل له ( أي للإمام الباقر عليه السّلام ): محمّد بن مسلم وَجِع. فأرسل إليّ أبو جعفر عليه السّلام إناءً مع غلام، مغطّى بمنديل، فناولنيه الغلام وقال لي: اشربْه؛ فإنّه أمرَني ألاّ أبرحَ حتّى تشربه.
فتناولته.. فإذا رائحة المِسْك منه، وإذا شراب طيّبُ الطعم بارد، فلمّا شربتُه قال لي الغلام: يقول لك مولاي: إذا شربتَه فتعال. ففكّرت فيما قال لي وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رِجْلي، فلمّا استقرّ الشراب في جوفي، فكأنّما أُنشِطتُ مِن عِقال، فأتيتُ بابه فاستأذنتُ عليه فصوّت بي: صحّ الجسم، أُدخُلْ. فدخلتُ عليه وأنا باكٍ، فسلّمت عليه وقبّلت يده ورأسه، فقال لي: وما يُبكيك يا محمّد ؟ فقلت: جُعلت فداك، أبكي على اغترابي وبُعد شقّتي وقلّة القدرة على المُقام عندك أنظر إليك. فقال لي: أمّا قلّة القدرة فكذلك جعل اللهُ أولياءَنا وأهلَ مودّتنا، وجعل البلاء إليهم سريعاً. وأمّا ما ذكرتَ من الغُربة.. فإنّ المؤمن في هذه الدنيا لغريب، وفي هذا الخلق منكوس حتّى يخرجَ مِن هذه الدار إلى رحمة الله. وأمّا ما ذكرتَ مِن بُعد الشُّقّة، فلَك بأبي عبدالله عليه السّلام ( أي الإمام الحسين سلام الله عليه ) أُسوة، بأرضٍ نائية عنّا بالفرات. وأمّا ما ذكرتَ مِن حُبِّك قُربَنا والنظرَ إلينا، وأنّك لا تقدر على ذلك، واللهُ يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه
• وروى ابن الصبّاغ المالكيّ المذهب.. عن أبي بصير أنّه قال: قلت يوماً للباقر: أنتم ذريّة رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال: نعم، قلت: رسول الله وارث الأنبياء جميعهم، ووارث جميع علومهم؟ قال: نعم، قلت: فأنتم ورثة جميع علوم رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال: نعم، قلت: فأنتم تقدرون أن تُحْيُوا الموتى وتُبرئوا الأكمه والأبرص، وتُخبِروا الناس بما يأكلون في بيوتهم ؟ قال: نعم، نفعل ذلك بإذن الله تعالى.
ثمّ قال: أُدنُ منّي يا أبا بصير. وكان أبو بصير مكفوفَ النظر، قال: فدنوت منه.. فمسح يده على وجهي، فأبصرتُ السهلَ والجبل والسماء والأرض، فقال: أتُحبّ أن تكونَ هكذا تُبصر وحسابُك على الله، أو تكونَ كما كنتَ ولك الجنّة ؟ قلت: الجنّة أحبُّ إليّ
قال أبو بصير: فمسح بيده على وجهي، فعدتُ كما كنت
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
من معاجز الإمام الباقر عليه السّلام
الولاية التكوينيّة
• حدّث إبراهيم بن سعد قال: حدّثنا حكم بن سعد قال:
لقيتُ أبا جعفر محمّدَ بن عليٍّ الباقر عليه السّلام وبيده عصاً يضرب بها الصخر فينبع منه الماء. فقلت: يا ابن رسول الله، ما هذا ؟! قال: نبعةٌ مِن عصا موسى التي يتعجّبون منها
• وحدّث أبو المفضّل محمّد بن عبدالله قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، عن يحيى بن زكريّا، عن الحسن بن محبوب الزرّاد، عن محمّد بن سنان، عن المفضَّل بن عمر الجعفيّ، عن جابر بن يزيد الجُعفيّ قال:
مررتُ بعبدالله الحسن، فلمّا رآني سبّني وذكر الباقر عليه السّلام ( أي بسوء )، فجئتُ إلى أبي جعفر عليه السّلام، فلمّا أبصر بي تبسّم وقال: يا جابر، مررتَ بعبدالله بن حسن فسبّك وسبّني ؟! قلت: نعم يا سيّدي، ودعوتُ الله عليه. فقال لي: أوّل داخلٍ يدخل عليك هو
فإذا هو قد دخل! فلمّا جلس قال له الباقر عليه السّلام: ما جاء بك يا عبدالله ؟! قال: أنت الذي تدّعي ما تدّعي! قال له الباقر عليه السّلام: ويلَك قد أكثرت! ثمّ قال: يا جابر، قلت: لبّيك، قال: احفرْ في الدار حَفيرة.
قال جابر: فحفرت. فقال لي ائْتِني بحطبٍ كثيرٍ وألْقهِ فيها. ففعلت، ثمّ قال: أضْرِمْه ناراً. ففعلت، ثمّ قال: يا عبدَالله بن حسن! قُمْ وادخلْها واخرجْ منها إن كنتَ صادقاً! قال عبدالله: قمْ فادخلْ أنت قَبْلي.
فقام أبو جعفر عليه السّلام ودخَلَها.. فلم يزل يدوسها برِجْله ويدور فيها حتّى جعلها رماداً، ثمّ خرج فجاءٍ وجلس، وجعل يمسح العرقَ عن وجهه، ثمّ قال: قُمْ قبّحك الله ! فما أقربَ ما يحلّ بك كما حلّ بمروان بن الحكم وبولده !
• وعن المفضَّل بن عمر قال: بينما أبو جعفر ( الباقر ) صلوات الله عليه سائرٌ مِن مكّة إلى المدينة.. إذ انتهى إلى جماعةٍ على الطريق، فإذا رجلٌ منهم قد نفق حمارُه ( أي مات )، وتبدّد متاعه، وهو يبكي. فلمّا رأى أبا جعفرٍ عليه السّلام أقبل إليه وقال له:
ـ يا ابن رسول الله، نفقَ حماري وبقيتُ منقطعاً، فادعُ اللهَ أن يُحييَ لي حماري
فدعا أبو جعفر عليه السّلام.. فأحيا اللهُ تعالى له حمارَه
• وعن أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا عبدالله بن عبدالرحمان بن أبي نجران، عن أبي محمّد الثماليّ، عن إسحاق الجريريّ قال:
قال الباقر عليه السّلام: يا جريري، أرى لونك قد فقع، أبِكَ بواسير ؟!
قلت: نعم يا ابن رسول الله، وأسأل اللهَ عزّوجلّ ألاّ يحرمني الأجر.
قال: فأصِفُ لك دواءً ؟
قلت: يا ابن رسول الله، لقد عالجتُه بألف وأكثر من دواء.. فما انتفعت بشيءٍ من ذلك، وإنّ بواسيري تشخب دماً!
قال: وَيْحك يا جريريّ، فأنا طبيبُ الأطبّاء، ورأس العلماء، ورأس الحكماء، ومَعدِن الفقهاء، وسيّدُ أولادِ الأنبياء على وجه الأرض.
قلت: كذلك يا سيّدي ومولاي.
قال: إنّ بواسيرك أُناث تشخب دماً.
قلت: صدقتَ يا ابن رسول الله.
فذكرني على الدواء واستعملته.. فوَالله الذي لا إله إلاّ هو، ما فعلته إلاّ مَرّةً واحدةً حتّى برئ ما كان بي، فما أحسستُ بعد ذلك بدمٍ ولا وجع. فعُدتُ إليه مِن قابل، فقال لي: يا إسحاق قد بَرِئتَ والحمد لله
• وعن محمّد بن مسلم قال: خرجتُ إلى المدينة وأنا وَجِع، فقيل له ( أي للإمام الباقر عليه السّلام ): محمّد بن مسلم وَجِع. فأرسل إليّ أبو جعفر عليه السّلام إناءً مع غلام، مغطّى بمنديل، فناولنيه الغلام وقال لي: اشربْه؛ فإنّه أمرَني ألاّ أبرحَ حتّى تشربه.
فتناولته.. فإذا رائحة المِسْك منه، وإذا شراب طيّبُ الطعم بارد، فلمّا شربتُه قال لي الغلام: يقول لك مولاي: إذا شربتَه فتعال. ففكّرت فيما قال لي وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رِجْلي، فلمّا استقرّ الشراب في جوفي، فكأنّما أُنشِطتُ مِن عِقال، فأتيتُ بابه فاستأذنتُ عليه فصوّت بي: صحّ الجسم، أُدخُلْ. فدخلتُ عليه وأنا باكٍ، فسلّمت عليه وقبّلت يده ورأسه، فقال لي: وما يُبكيك يا محمّد ؟ فقلت: جُعلت فداك، أبكي على اغترابي وبُعد شقّتي وقلّة القدرة على المُقام عندك أنظر إليك. فقال لي: أمّا قلّة القدرة فكذلك جعل اللهُ أولياءَنا وأهلَ مودّتنا، وجعل البلاء إليهم سريعاً. وأمّا ما ذكرتَ من الغُربة.. فإنّ المؤمن في هذه الدنيا لغريب، وفي هذا الخلق منكوس حتّى يخرجَ مِن هذه الدار إلى رحمة الله. وأمّا ما ذكرتَ مِن بُعد الشُّقّة، فلَك بأبي عبدالله عليه السّلام ( أي الإمام الحسين سلام الله عليه ) أُسوة، بأرضٍ نائية عنّا بالفرات. وأمّا ما ذكرتَ مِن حُبِّك قُربَنا والنظرَ إلينا، وأنّك لا تقدر على ذلك، واللهُ يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه
• وروى ابن الصبّاغ المالكيّ المذهب.. عن أبي بصير أنّه قال: قلت يوماً للباقر: أنتم ذريّة رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال: نعم، قلت: رسول الله وارث الأنبياء جميعهم، ووارث جميع علومهم؟ قال: نعم، قلت: فأنتم ورثة جميع علوم رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال: نعم، قلت: فأنتم تقدرون أن تُحْيُوا الموتى وتُبرئوا الأكمه والأبرص، وتُخبِروا الناس بما يأكلون في بيوتهم ؟ قال: نعم، نفعل ذلك بإذن الله تعالى.
ثمّ قال: أُدنُ منّي يا أبا بصير. وكان أبو بصير مكفوفَ النظر، قال: فدنوت منه.. فمسح يده على وجهي، فأبصرتُ السهلَ والجبل والسماء والأرض، فقال: أتُحبّ أن تكونَ هكذا تُبصر وحسابُك على الله، أو تكونَ كما كنتَ ولك الجنّة ؟ قلت: الجنّة أحبُّ إليّ
قال أبو بصير: فمسح بيده على وجهي، فعدتُ كما كنت
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
[img]http://alqaffela.jeeran.com/الامام%20الباقر.jpg[/img]
الداء والدواء في علم الإمام الباقر
شدد الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في أمر الغضب، وحذر من عواقبه. وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (كان أبي يقول: أي شيء أشد من الغضب إن الرجل ليغضب فيقتل النفس التي حرم الله، ويقذف المحصنة)
وكلما زاد غضب الرجل قل عقله وساء تصرفه وضعفت حيلته وقلت هيبته بين أهله ومجتمعه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه دخل النار. قال الإمام الباقر (عليه السلام) في ذلك:
(إن الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى يدخل النار)
أما الإمام الباقر فقد حذر من الغضب ووضع له علاجاً فقال (عليه السلام): (إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، وإن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه، ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض، فإن رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك)
فدواء الغضب الصبر والحلم، فمن صبر على ما يكره ظفر بما يهدف إليه ورجز الشيطان لا دخل له في شؤون المؤمن، فلا يصغي إليه ولا يجعل لهواجسه سبيلاً إليه. قال الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): (إن المؤمن لينض شيطانه كما ينض أحدكم بعيره في السفر)
فالمؤمن يصعب قياده على الشيطان ولا يصغي لوساوسه، اعتصاماً منه بدينه، واستلاماً عليه في ستر يقينه، فشيطانه أبداً متعب مكدود لطول منازعته القياد ومغالته الزمام
فدواء الغضب الإيمان، والمؤمن صبور حليم
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
[img]http://alqaffela.jeeran.com/الامام%20الباقر.jpg[/img]
الداء والدواء في علم الإمام الباقر
شدد الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في أمر الغضب، وحذر من عواقبه. وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (كان أبي يقول: أي شيء أشد من الغضب إن الرجل ليغضب فيقتل النفس التي حرم الله، ويقذف المحصنة)
وكلما زاد غضب الرجل قل عقله وساء تصرفه وضعفت حيلته وقلت هيبته بين أهله ومجتمعه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه دخل النار. قال الإمام الباقر (عليه السلام) في ذلك:
(إن الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى يدخل النار)
أما الإمام الباقر فقد حذر من الغضب ووضع له علاجاً فقال (عليه السلام): (إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، وإن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه، ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض، فإن رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك)
فدواء الغضب الصبر والحلم، فمن صبر على ما يكره ظفر بما يهدف إليه ورجز الشيطان لا دخل له في شؤون المؤمن، فلا يصغي إليه ولا يجعل لهواجسه سبيلاً إليه. قال الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): (إن المؤمن لينض شيطانه كما ينض أحدكم بعيره في السفر)
فالمؤمن يصعب قياده على الشيطان ولا يصغي لوساوسه، اعتصاماً منه بدينه، واستلاماً عليه في ستر يقينه، فشيطانه أبداً متعب مكدود لطول منازعته القياد ومغالته الزمام
فدواء الغضب الإيمان، والمؤمن صبور حليم
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
بعض من حكم الإمام عليه السلام
قال (عليه السلام): ( من استفاد أخاً في الله على إيمان بالله ووفاء بإخائه طلباً لمرضاة الله فقد استفاد شعاعاً من نور الله، وأماناً من عذاب الله وحجة يفلج بها يوم القيامة، وعزاً باقياً، وذكراً نامياً لأن المؤمن من الله عز وجل لا موصول، ولا مفصول، قيل له: ما معنى لا موصول، ولا مفصول؟ قال (عليه السلام): لا موصول به إنه هو، ولا مفصول منه، إنه من غيره..)
روي عن الباقر (عليه السلام) :
إنّ التضرع والصلاة من الله تعالى بمكانٍ ، إذا كان العبد ساجداً لله فإن سالت دموعه فهنالك تنزل الرحمة ، فاغتنموا تلك الساعة المسألة ، وطلب الحاجة ، ولا تستكثروا شيئاً ممّا تطلبون ، فما عند الله أكثر ممّا تقدرون ، ولا تحقّروا صغيراً من حوائجكم ، فإنّ أحبّ المؤمنين إلى الله تعالى أسألهم
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
بعض من حكم الإمام عليه السلام
قال (عليه السلام): ( من استفاد أخاً في الله على إيمان بالله ووفاء بإخائه طلباً لمرضاة الله فقد استفاد شعاعاً من نور الله، وأماناً من عذاب الله وحجة يفلج بها يوم القيامة، وعزاً باقياً، وذكراً نامياً لأن المؤمن من الله عز وجل لا موصول، ولا مفصول، قيل له: ما معنى لا موصول، ولا مفصول؟ قال (عليه السلام): لا موصول به إنه هو، ولا مفصول منه، إنه من غيره..)
روي عن الباقر (عليه السلام) :
إنّ التضرع والصلاة من الله تعالى بمكانٍ ، إذا كان العبد ساجداً لله فإن سالت دموعه فهنالك تنزل الرحمة ، فاغتنموا تلك الساعة المسألة ، وطلب الحاجة ، ولا تستكثروا شيئاً ممّا تطلبون ، فما عند الله أكثر ممّا تقدرون ، ولا تحقّروا صغيراً من حوائجكم ، فإنّ أحبّ المؤمنين إلى الله تعالى أسألهم
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: ذكرى شهادة الإمام محمد الباقر(ع)-7 ذو الحجة
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
دوافع الاغتيال
كان للإمام الباقر، كأبيه وجده، شخصية فريدة مميزة في العالم الإسلامي أجمع المسلمون على تعظيمه والاعتراف بفضله، فقصده العلماء من شتى البلاد الإسلامية للانتهال من نمير علومه ومعارفه التي هي امتداد ذاتي لعلوم جده الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله). وبذلك ملك الإمام قلوب الناس وإكبارهم له، وتقديرهم لمواهبه وهو العلم البارز في الأسرة النبوية. وقد أثارت منزلته الاجتماعية غيظ الأمويين وحقدهم فأجمعوا على اغتياله للتخلص منه
ومن هذا القبيل، مناظرته مع هشام في شؤون الإمامة، وتفوق الإمام عليه حتى بان عجزه أمام النور الساطع والفكر المتألق. مما زاد في حقده عليه
مناظرته مع العالم النصراني وتغلبه عليه أمام الجماهير، حتى اعترف عالم النصارى عن مجاراته، وأصبحت هذه المناظرة الشغل الشاغل لجماهير أهل الشام. هذه هي أهم الأسباب التي دفعت الأمويين إلى اغتيال حفيد رسول الله صلى الله عليهم جميعاً أفضل الصلاة وأزكى السلام
رزقنا الله السير على هداه وموالاته في الدنيا وشفاعته في الآخرة
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
دوافع الاغتيال
كان للإمام الباقر، كأبيه وجده، شخصية فريدة مميزة في العالم الإسلامي أجمع المسلمون على تعظيمه والاعتراف بفضله، فقصده العلماء من شتى البلاد الإسلامية للانتهال من نمير علومه ومعارفه التي هي امتداد ذاتي لعلوم جده الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله). وبذلك ملك الإمام قلوب الناس وإكبارهم له، وتقديرهم لمواهبه وهو العلم البارز في الأسرة النبوية. وقد أثارت منزلته الاجتماعية غيظ الأمويين وحقدهم فأجمعوا على اغتياله للتخلص منه
ومن هذا القبيل، مناظرته مع هشام في شؤون الإمامة، وتفوق الإمام عليه حتى بان عجزه أمام النور الساطع والفكر المتألق. مما زاد في حقده عليه
مناظرته مع العالم النصراني وتغلبه عليه أمام الجماهير، حتى اعترف عالم النصارى عن مجاراته، وأصبحت هذه المناظرة الشغل الشاغل لجماهير أهل الشام. هذه هي أهم الأسباب التي دفعت الأمويين إلى اغتيال حفيد رسول الله صلى الله عليهم جميعاً أفضل الصلاة وأزكى السلام
رزقنا الله السير على هداه وموالاته في الدنيا وشفاعته في الآخرة
نسألكم الدعاء
[/align]