اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
النبي ص في الصحيفة السجادية
المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7676
- اشترك في: الجمعة أكتوبر 17, 2008 4:00 am
- مكان: في رحاب الزهراء "ع"
النبي ص في الصحيفة السجادية
[align=center][font=Arabic Transparent]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
من كتابات آية الله العظمى السيد فضل الله
الصلاة والتسليم على النبيّ (ص) منهج تربوي:
في خطّ التربية الإسلامية الروحية حديثٌ دائم عن النبيّ محمَّد (ص) ودعوة إلى الصلاة عليه في كلّ مناسبة، وهذا ما أكّده القرآن في قوله سبحانه: {إنَّ اللّه وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيُّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً} (الأحزاب:56).
وفي هذا إيحاء بأنَّ مسألة الصلاة والتسليم عليه ليست مجرّد حالة انفعالية تعبيرية عن مشاعر الحبّ تجاهه من ناحية ذاتية، بل هي نهجٌ إسلاميّ تربوي منطلقاً من العنوان التكريمي الذي أراده اللّه له من خلال صلاته وصلاة ملائكته عليه، ليكون ذلك حديث المؤمنين باللّه وبرسوله والانفتاح الدائم عليه تماماً كما هو ذكر اللّه والانفتاح على اسمه.
وقد جاء في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): »إذا كانت لك إلى اللّه حاجةٌ فابدأ بمسألة الصلاة على النبيّ ثمَّ اسأل حاجتك فإنَّ اللّه أكرم من أن يسأل حاجتين يقضي إحداهما ويمنع الأخرى«.
وهذا هو الذي جعل الكثير من الأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت (ع) منفتحةً على الصلاة على محمَّد في أكثر من مورد في بدايتها ونهايتها.
وقد أدّى ذلك إلى تحويل القضية إلى تقليدٍ إسلامي في السلوك الديني للإنسان المسلم كتعبير حيّ عن العلاقة الوثيقة التي تربط المسلمين برسول اللّه، بل ارتفعت ـ في الأهمية ـ إلى أعلى من ذلك، فكانت جزءاً من التشهد في الصلاة لتكون صلاة المسلم على النبيّ محمَّد (ص) متحرّكة في أجواء صلاته بين يدي اللّه، ما يوحي بأنَّ التشريع الإسلامي العبادي يؤكّد على قيمتها في معنى العبادة من خلال ارتباط مسألة الرسول في وعي الإنسان المؤمن بمسألة الإيمان باللّه، ما يجعل من الالتزام به في صفته الرسالية التزاماً بالانفتاح على رسالة اللّه في خطّ الإيمان به والطاعة له، وهذا ما جعل الحديث عنه مقروناً دائماً بصفة الرسالة لا من خلال صفة الذات، لئلا يكون الارتباط بذاته فينسى النّاس رسالته التي تتجسّد فيه، كما تفعل الشعوب البدائية المتخلّفة المنفعلة بمقدّساتها ورموزها وأبطالها انفعال الذات، بحيث تتحوّل المشاعر الملتهبة بالحبّ الروحي الذاتي إلى لونٍ من ألوان العبادة اللاشعورية للشخصية المقدسة والرمز الكبير والبطل العظيم، ما يجعل المؤمنين مستغرقين بالذات بعيداً عن الاستغراق بالدور والخطّ والموقع القيادي، لتكون المسألة مسألة تعصّب لا مسألة التزام، أو قضية انغلاق على الشخص لا قضية انفتاح على الرسالة، وهذا ما يجعل التجمعات الدينية خاضعة في مشاعرها للرمز التاريخي الرسالي أكثر ممّا هي خاضعة للخطّ الفكري أو الشرعي.
ولعلّ التأكيد في الحديث عن رسول اللّه بأنَّه عبدُ اللّه ورسوله، ما هو إلاَّ محاولة للابتعاد بالجانب الشعوري الذي يستغرق في الذات، بحيث تتحوّل معه القضية إلى ما يشبه عبادة الشخصية، فالانفتاح على عبوديته بالإضافة إلى صفة أنَّه رسول اللّه يثير في نفس المؤمن الشعور بأنَّ النبوَّة ليست معنىً يبتعد عن البشرية التي تختزن معنى العبودية للّه في ذاتها أو يقترب من درجة الألوهية، بل هي معنى في الخضوع للّه والالتزام بأوامره ونواهيه، والانطلاق في المهمات الموكولة إليه في حركة الرسالة في الدعوة والجهاد في خطّ رضاه، ما يجعل طاعته طاعةً للّه فيما يحمله من رسالة اللّه.
صفاته الإنسانية وأخلاقه الرسالية:
وهذا ما نستوحيه من هذا الدعاء الذي كان يدعو به الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) عندما يذكر رسول اللّه (ص) وهو بين يدي اللّه، فلا نجد فيه استغراقاً في الأسرار الغيبية الكامنة في شخصية الرسول التي يتحدّث عنها الكثيرون بطريقة ضبابيّة عرفانية لا يملك الإنسان معها أن يتحسس مفردات معانيها في نفسه ووعيه، بل يعيش الحالة الشعورية المبهمة التي تثير فيه بعض الأجواء الروحية الغامضة، ولذا نلاحظ أنَّ التربية القرآنية لـم تنطلق في هذا الاتجاه، فلم يتحدّث القرآن عن محمَّد رسول اللّه كشخصية غيبية غامضة مليئة بالخفايا والأسرار المقدسة، بل تحدّث عنه من خلال صفاته الإنسانية المتحرّكة في حياة النّاس في أخلاقه الرسالية المتصلة بموقعه في الرسالة والقيادة وفي علاقته بالمؤمنين، وأثار في حديثه إليه وخطابه معه الكثير من القضايا المرتبطة بالأحداث والمواقف والإشكالات المتنوعة بالطريقة التي تنفتح على الجانب العملي في شخصية الرسول وحركة الرسالة بعيداً عن الهالة القدسية التي تحيط به في أسلوب الخطاب القرآني للرسول.
وقد نستوحي من ذلك أنَّ التوجيه القرآني لا يريد للنّاس أن يستغرقوا في المنطقة الخفية التي تُختزن مشاعرها في شخصيات الأنبياء، لأنَّ ذلك قد يؤدي إلى الابتعاد عن عبادة اللّه من خلال تعاليم الرسول للدخول في عبادة لا شعورية لذاته من خلال أسراره القدسية، وهذا ما نلاحظه في الآيات التالية:
{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (النور:128).
{محمَّدٌ رسول اللّه والذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركَّعاً سجَّداً يبتغون فضلاً من اللّه ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود} (الفتح:29).
{الذين يتبعون الرسول النبيّ الأمّيّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} (الأعراف:157).
{وإنَّك لعلى خلق عظيم} (القلم:4).
{فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} (آل عمران:159).
{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً} (الفرقان:32).
{وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلاً * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً * إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثمَّ لا تجد لك علينا نصيراً} (الإسراء:73ـ75).
{ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملـك} (الزمر:65).
{ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثُمَّ لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} (الحاقّة:44ـ47).
وهكذا نجد في كلّ هذه الآيات حديثاً عن صفاته الرسالية وأخلاقه الإنسانية ونشاطه العملي، كما نجد هناك أسلوباً معيناً في تصوير الرعاية الإلهية التي تحيط بالرسول فتنقذه من تأثيرات الضعف الإنساني، والإيحاء بأنَّه لو استسلم لأيّة نقطةٍ من نقاط هذا الضعف لتعرّض للنتائج السلبية التي يمكن أن يتعرّض لها النّاس الآخرون الذين لا يملكون هذا الموقع (الوحي) إذا استسلموا لنقاط ضعفهم التي تؤدي بهم إلى الانحراف عن الخطّ، مع الإيحاء المتنوع بأنَّه لن يقع في مثل هذه التجربة التي تبعده عن اللّه.
إنَّ ذلك لا يعني أنَّ الأنبياء لا يختزنون في داخلهم أسراراً خفيّة ترتفع بهم إلى المستوى الروحي الرفيع الذي يجعلهم قريبين إلى عالـم الملكوت، أو أنَّهم لا يملكون بعض أجواء الغيب الروحيّة التي قد تتيح لهم بعض القدرات التي يأذن اللّه لهم بها في مواقع الإعجاز، أو في آفاق السموّ الروحي القريب إلى اللّه، بل كلّ ما يعنيه ذلك هو أنَّ اللّه لا يريد للنّاس أن يشغلوا أنفسهم بالتفكير بذلك، لأنَّ ذلك ليس داخلاً في مهمتهم فيما يريدهم اللّه أن يتحدّثوا به إلى النّاس، وليس موقعاً من مواقع تكليف النّاس به ليلتزموه كأيّ واجب من واجباتهم.
حتّى المعجزة أرادها اللّه أن تعيش في وعي النّاس المؤمنين كمسألةٍ من مسائل قدرة اللّه التي أجراها على يد بعض رسله ليواجهوا التحدي الكبير من قبل الطغاة المستكبرين، وليقوي به إيمان المؤمنين، ولا يريد لهم أن يروا فيها قدرة خارقة للنبيّ كأيّة خصوصية من خصائص الذات، كما جاء في قوله تعالى:
{وألقِ ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنَّما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى} (طه:69).
{ورسولاً إلى بني إسرائيل أنّي قد جئتكم بآية من ربِّكم أنّي أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيـراً بإذن اللّه وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموت بإذن اللّه} (آل عمران:49).
إنَّ للأنبياء، ولا سيّما النبيّ محمَّد (ص)، مكانتهم الرفيعة عند اللّه، ولكنَّ اللّه أرادنا أن نعيش معهم في آفاق رسالتهم من خلال كلماتهم وأفعالهم ليكونوا القدوة في ذلك كلّه، وهذا ما عبّرت عنه الآية الكريمة:
{لقد كان لكم في رسول اللّه أسوةٌ حسنة لمن كان يرجو اللّه واليوم الآخر وذكر اللّه كثيراً} (الأحزاب:21).[/font][/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
من كتابات آية الله العظمى السيد فضل الله
الصلاة والتسليم على النبيّ (ص) منهج تربوي:
في خطّ التربية الإسلامية الروحية حديثٌ دائم عن النبيّ محمَّد (ص) ودعوة إلى الصلاة عليه في كلّ مناسبة، وهذا ما أكّده القرآن في قوله سبحانه: {إنَّ اللّه وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيُّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً} (الأحزاب:56).
وفي هذا إيحاء بأنَّ مسألة الصلاة والتسليم عليه ليست مجرّد حالة انفعالية تعبيرية عن مشاعر الحبّ تجاهه من ناحية ذاتية، بل هي نهجٌ إسلاميّ تربوي منطلقاً من العنوان التكريمي الذي أراده اللّه له من خلال صلاته وصلاة ملائكته عليه، ليكون ذلك حديث المؤمنين باللّه وبرسوله والانفتاح الدائم عليه تماماً كما هو ذكر اللّه والانفتاح على اسمه.
وقد جاء في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): »إذا كانت لك إلى اللّه حاجةٌ فابدأ بمسألة الصلاة على النبيّ ثمَّ اسأل حاجتك فإنَّ اللّه أكرم من أن يسأل حاجتين يقضي إحداهما ويمنع الأخرى«.
وهذا هو الذي جعل الكثير من الأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت (ع) منفتحةً على الصلاة على محمَّد في أكثر من مورد في بدايتها ونهايتها.
وقد أدّى ذلك إلى تحويل القضية إلى تقليدٍ إسلامي في السلوك الديني للإنسان المسلم كتعبير حيّ عن العلاقة الوثيقة التي تربط المسلمين برسول اللّه، بل ارتفعت ـ في الأهمية ـ إلى أعلى من ذلك، فكانت جزءاً من التشهد في الصلاة لتكون صلاة المسلم على النبيّ محمَّد (ص) متحرّكة في أجواء صلاته بين يدي اللّه، ما يوحي بأنَّ التشريع الإسلامي العبادي يؤكّد على قيمتها في معنى العبادة من خلال ارتباط مسألة الرسول في وعي الإنسان المؤمن بمسألة الإيمان باللّه، ما يجعل من الالتزام به في صفته الرسالية التزاماً بالانفتاح على رسالة اللّه في خطّ الإيمان به والطاعة له، وهذا ما جعل الحديث عنه مقروناً دائماً بصفة الرسالة لا من خلال صفة الذات، لئلا يكون الارتباط بذاته فينسى النّاس رسالته التي تتجسّد فيه، كما تفعل الشعوب البدائية المتخلّفة المنفعلة بمقدّساتها ورموزها وأبطالها انفعال الذات، بحيث تتحوّل المشاعر الملتهبة بالحبّ الروحي الذاتي إلى لونٍ من ألوان العبادة اللاشعورية للشخصية المقدسة والرمز الكبير والبطل العظيم، ما يجعل المؤمنين مستغرقين بالذات بعيداً عن الاستغراق بالدور والخطّ والموقع القيادي، لتكون المسألة مسألة تعصّب لا مسألة التزام، أو قضية انغلاق على الشخص لا قضية انفتاح على الرسالة، وهذا ما يجعل التجمعات الدينية خاضعة في مشاعرها للرمز التاريخي الرسالي أكثر ممّا هي خاضعة للخطّ الفكري أو الشرعي.
ولعلّ التأكيد في الحديث عن رسول اللّه بأنَّه عبدُ اللّه ورسوله، ما هو إلاَّ محاولة للابتعاد بالجانب الشعوري الذي يستغرق في الذات، بحيث تتحوّل معه القضية إلى ما يشبه عبادة الشخصية، فالانفتاح على عبوديته بالإضافة إلى صفة أنَّه رسول اللّه يثير في نفس المؤمن الشعور بأنَّ النبوَّة ليست معنىً يبتعد عن البشرية التي تختزن معنى العبودية للّه في ذاتها أو يقترب من درجة الألوهية، بل هي معنى في الخضوع للّه والالتزام بأوامره ونواهيه، والانطلاق في المهمات الموكولة إليه في حركة الرسالة في الدعوة والجهاد في خطّ رضاه، ما يجعل طاعته طاعةً للّه فيما يحمله من رسالة اللّه.
صفاته الإنسانية وأخلاقه الرسالية:
وهذا ما نستوحيه من هذا الدعاء الذي كان يدعو به الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) عندما يذكر رسول اللّه (ص) وهو بين يدي اللّه، فلا نجد فيه استغراقاً في الأسرار الغيبية الكامنة في شخصية الرسول التي يتحدّث عنها الكثيرون بطريقة ضبابيّة عرفانية لا يملك الإنسان معها أن يتحسس مفردات معانيها في نفسه ووعيه، بل يعيش الحالة الشعورية المبهمة التي تثير فيه بعض الأجواء الروحية الغامضة، ولذا نلاحظ أنَّ التربية القرآنية لـم تنطلق في هذا الاتجاه، فلم يتحدّث القرآن عن محمَّد رسول اللّه كشخصية غيبية غامضة مليئة بالخفايا والأسرار المقدسة، بل تحدّث عنه من خلال صفاته الإنسانية المتحرّكة في حياة النّاس في أخلاقه الرسالية المتصلة بموقعه في الرسالة والقيادة وفي علاقته بالمؤمنين، وأثار في حديثه إليه وخطابه معه الكثير من القضايا المرتبطة بالأحداث والمواقف والإشكالات المتنوعة بالطريقة التي تنفتح على الجانب العملي في شخصية الرسول وحركة الرسالة بعيداً عن الهالة القدسية التي تحيط به في أسلوب الخطاب القرآني للرسول.
وقد نستوحي من ذلك أنَّ التوجيه القرآني لا يريد للنّاس أن يستغرقوا في المنطقة الخفية التي تُختزن مشاعرها في شخصيات الأنبياء، لأنَّ ذلك قد يؤدي إلى الابتعاد عن عبادة اللّه من خلال تعاليم الرسول للدخول في عبادة لا شعورية لذاته من خلال أسراره القدسية، وهذا ما نلاحظه في الآيات التالية:
{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (النور:128).
{محمَّدٌ رسول اللّه والذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركَّعاً سجَّداً يبتغون فضلاً من اللّه ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود} (الفتح:29).
{الذين يتبعون الرسول النبيّ الأمّيّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} (الأعراف:157).
{وإنَّك لعلى خلق عظيم} (القلم:4).
{فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} (آل عمران:159).
{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً} (الفرقان:32).
{وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلاً * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً * إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثمَّ لا تجد لك علينا نصيراً} (الإسراء:73ـ75).
{ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملـك} (الزمر:65).
{ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثُمَّ لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} (الحاقّة:44ـ47).
وهكذا نجد في كلّ هذه الآيات حديثاً عن صفاته الرسالية وأخلاقه الإنسانية ونشاطه العملي، كما نجد هناك أسلوباً معيناً في تصوير الرعاية الإلهية التي تحيط بالرسول فتنقذه من تأثيرات الضعف الإنساني، والإيحاء بأنَّه لو استسلم لأيّة نقطةٍ من نقاط هذا الضعف لتعرّض للنتائج السلبية التي يمكن أن يتعرّض لها النّاس الآخرون الذين لا يملكون هذا الموقع (الوحي) إذا استسلموا لنقاط ضعفهم التي تؤدي بهم إلى الانحراف عن الخطّ، مع الإيحاء المتنوع بأنَّه لن يقع في مثل هذه التجربة التي تبعده عن اللّه.
إنَّ ذلك لا يعني أنَّ الأنبياء لا يختزنون في داخلهم أسراراً خفيّة ترتفع بهم إلى المستوى الروحي الرفيع الذي يجعلهم قريبين إلى عالـم الملكوت، أو أنَّهم لا يملكون بعض أجواء الغيب الروحيّة التي قد تتيح لهم بعض القدرات التي يأذن اللّه لهم بها في مواقع الإعجاز، أو في آفاق السموّ الروحي القريب إلى اللّه، بل كلّ ما يعنيه ذلك هو أنَّ اللّه لا يريد للنّاس أن يشغلوا أنفسهم بالتفكير بذلك، لأنَّ ذلك ليس داخلاً في مهمتهم فيما يريدهم اللّه أن يتحدّثوا به إلى النّاس، وليس موقعاً من مواقع تكليف النّاس به ليلتزموه كأيّ واجب من واجباتهم.
حتّى المعجزة أرادها اللّه أن تعيش في وعي النّاس المؤمنين كمسألةٍ من مسائل قدرة اللّه التي أجراها على يد بعض رسله ليواجهوا التحدي الكبير من قبل الطغاة المستكبرين، وليقوي به إيمان المؤمنين، ولا يريد لهم أن يروا فيها قدرة خارقة للنبيّ كأيّة خصوصية من خصائص الذات، كما جاء في قوله تعالى:
{وألقِ ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنَّما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى} (طه:69).
{ورسولاً إلى بني إسرائيل أنّي قد جئتكم بآية من ربِّكم أنّي أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيـراً بإذن اللّه وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموت بإذن اللّه} (آل عمران:49).
إنَّ للأنبياء، ولا سيّما النبيّ محمَّد (ص)، مكانتهم الرفيعة عند اللّه، ولكنَّ اللّه أرادنا أن نعيش معهم في آفاق رسالتهم من خلال كلماتهم وأفعالهم ليكونوا القدوة في ذلك كلّه، وهذا ما عبّرت عنه الآية الكريمة:
{لقد كان لكم في رسول اللّه أسوةٌ حسنة لمن كان يرجو اللّه واليوم الآخر وذكر اللّه كثيراً} (الأحزاب:21).[/font][/align]
في باطن كل إنسان إضاءة صغيره تسمى ضمير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 5686
- اشترك في: الاثنين يونيو 22, 2009 12:50 am
Re: النبي ص في الصحيفة السجادية
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة جزاكم الله عنا خير الجزاء
وفقكم الله تعالى[/font][/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة جزاكم الله عنا خير الجزاء
وفقكم الله تعالى[/font][/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7515
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 6:25 pm
Re: النبي ص في الصحيفة السجادية
[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
جزاك الله خير الجزاء والله يعطيك العافية[/align]
جزاك الله خير الجزاء والله يعطيك العافية[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: النبي ص في الصحيفة السجادية
[align=center]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم يا كريم
أختي الغاليــــة : شجرة فاطمة الزهراء
جزاكِ الله خير الجــــــــــزاء على الطرح الطيب المبارك
دمتِ سالمة[/align]
أختي الغاليــــة : شجرة فاطمة الزهراء
جزاكِ الله خير الجــــــــــزاء على الطرح الطيب المبارك
دمتِ سالمة[/align]
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49874
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: النبي ص في الصحيفة السجادية
[align=center]أحسنت أختي الكريمة
شجرة فاطمة الزهراء
موفقة[/align]
شجرة فاطمة الزهراء
موفقة[/align]
يقينا كله خير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 21539
- اشترك في: الاثنين يوليو 13, 2009 10:32 pm
- مكان: حيثُ يكون المهدي أنا معهـ
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2057
- اشترك في: الأربعاء إبريل 08, 2009 12:54 pm
Re: النبي ص في الصحيفة السجادية
[align=center]جزاكِ الله خير الجــــــــــزاء على الطرح الطيب المبارك[/align]
الله
محمد
علي
محمد
علي
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 39518
- اشترك في: الأربعاء إبريل 29, 2009 11:20 am
Re: النبي ص في الصحيفة السجادية
[align=center]اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
سلمت يمناك عزيزتي على الطرح الرائع جدااااا
موفقة لكل خير يا رب[/align]
سلمت يمناك عزيزتي على الطرح الرائع جدااااا
موفقة لكل خير يا رب[/align]
(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7244
- اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am
Re: النبي ص في الصحيفة السجادية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
بارك الله بكم اختي الكريمة
في ميزان اعمالكم ان شاء الله
تحياتي
اللهم صل على محمد وال محمد
بارك الله بكم اختي الكريمة
في ميزان اعمالكم ان شاء الله
تحياتي
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7676
- اشترك في: الجمعة أكتوبر 17, 2008 4:00 am
- مكان: في رحاب الزهراء "ع"
Re: النبي ص في الصحيفة السجادية
[align=center][font=Arabic Transparent]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
شاكرة مروركم العطر[/font][/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
شاكرة مروركم العطر[/font][/align]
في باطن كل إنسان إضاءة صغيره تسمى ضمير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 10284
- اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am
Re: النبي ص في الصحيفة السجادية
[align=center][font=Arial]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وبارك الله بكم [/font][/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وبارك الله بكم [/font][/align]
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
-
- فــاطــمــي
- مشاركات: 9197
- اشترك في: السبت فبراير 23, 2008 3:04 pm
Re: النبي ص في الصحيفة السجادية
[font=Traditional Arabic][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المنتجبين
بارك الله فيكم في ميزان حسناتكم يارب
جزيتم الف خير وقضى الله حاجاتكم بالدنيا والاخرة
اللهم صل على محمد وال محمد[/align][/font]
[font=Traditional Arabic][align=center]راية المهدي[/align][/font]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المنتجبين
بارك الله فيكم في ميزان حسناتكم يارب
جزيتم الف خير وقضى الله حاجاتكم بالدنيا والاخرة
اللهم صل على محمد وال محمد[/align][/font]
[font=Traditional Arabic][align=center]راية المهدي[/align][/font]
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذى خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً اَنَا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلى ما اَتى بِهِ اَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِما وَاَنَا أَسْأَلُكِ اِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إلاّ اَلْحَقْتِنى بِتَصْديقى لَهُما لِتُسَرَّ نَفْسى فَاشْهَدى اَنّى ظاهِرٌ بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ.
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7676
- اشترك في: الجمعة أكتوبر 17, 2008 4:00 am
- مكان: في رحاب الزهراء "ع"
Re: النبي ص في الصحيفة السجادية
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
كل الشكرلمروركم العطر[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
كل الشكرلمروركم العطر[/align]
في باطن كل إنسان إضاءة صغيره تسمى ضمير