اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ذكرى استشهاد مسلم بن عقيل(ع)
بدأ أبو عبد الله مسلم بن عقيل سفير أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وثقته وابن عمه حركته الجهادية المباركة بالتعبئة ضد الحكم الاُموي الجائر المتمثل بيزيد، وكان يأخذ البيعة للإمام الحسين (عليه السلام)، حتى تكامل معه ما عددهم بالآلاف من الجند والأعوان، حتى بلغ عددهم ثمانية عشر ألفاً، كما ورد في كتاب (مروج الذهب)
وكانت عيون السلطة الاُموية ترقب ذلك, ولم تخف على يزيد وأعوانه هذه الأحداث، حيث كتب أعوان السلطة الجائرة رسائل كثيرة إلى مركز السلطة، وهذا مقطع من تلك الرسائل:
أما بعد، فإن مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة، وبايعته الشيعة للحسين بن علي بن أبي طالب، فإن يكن لك في الكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قوياً، ينفذ أمرك، ويعمل مثل عملك في عدوك، فإن النعمان بن بشير رجل ضعيف، أو هو يتضعف
تسلم يزيد الطاغية تلك الرسالة وراح يناقش الأمر، ويبحث عن أكثر الناس قسوة وسطوة، وأكثر إيغالاً بالجريمة والعدوان، وعصيان الرحمن. فوقع اختياره على عبيد الله بن زياد، ذلك المجرم الدموي، فحين وصوله قصر الإمارة أخذ يهدد ويتوعد المعارضين والرافضين لحكومة سيده يزيد، وهذه جملة من أقواله الغاشمة
سيفي وسوطي على من ترك أمري وخالف عهدي
فبدأت من هنا مسيرة الجماهير الثائرة في الكوفة تتراجع وتنكسر، وراحت سلطة عبيد الله بن زياد تقوي مركزها بسياسة الترهيب والترغيب، والتلويح بالعصا الغليظة، ووسائل القمع والخداع بالأموال والرشوة, وتسخير الجواسيس لجمع المعلومات وبث الأراجيف. وأخذ موقع سفير الإمام الحسين مسلم (عليه السلام) يضعف بين الجماهير، مما اضطره إلى تغيير عمله باُسلوب جهادي آخر، فانتقل من دار المختار بن عبيدة إلى دار هاني بن عروة بخفاء عن أعين السلطة الغاشمة، وبقي هكذا متخفياً حتى كشفته عناصر الاستخبارات اليزيدية, فأخبرت عبيد الله بن زياد بمكانه.
فاستدعى ابن زياد الشيخ المجاهد هاني بن عروة بشكل سري، وبطريق مخادع, بأنه يريد زيارته، حتى إذا ما دخل هاني هذا الشيخ الجليل قصر الإمارة المشؤوم حتى وجد نفسه في محكمة.
الشهود في هذه المحكمة هم جواسيس عبيد الله، فألصقوا التهم والأباطيل،مضافاً إلى تعرفهم في مسجد الكوفة على أحد الصالحين وخداعه بالتنسك, فأطلعهم على مكان اختفاء المجاهد مسلم في بيت الشيخ المجاهد هاني، إلا أن الشيخ هاني قد تنكر من ذلك حفاظاً على سلامة سفير إمامه الحسين (عليه السلام). إلا أنه قد فوجئ بقضيب بيد ابن زياد الذي انهال به على وجهه بالضرب، وهاني الشيخ المسن يدافع عن نفسه فلم يفلح ولم يستطع، ثم أصدر ابن زياد أوامره بحبس هاني في إحدى غرف القصر
تلقى الناس نبأ سجن الشيخ المجاهد الكبير هاني فماجت الكوفة بأهلها، وأخذ أزلام ابن زياد يرجفون في المدينة ويبثون الشائعات في كل أطراف الكوفة، ويخوفون ويرهبون الناس بأنه هنالك جيش جرار قادم من الشام. وأخذوا يخذّلون الناس ويثبّطونهم، ويوقعون بينهم
فأخذ الناس ينفضّون عن سفير الإمام الحسين (عليه السلام) مسلم، حتى لم يبق معه إلا عشرة رجال، فصلى بهم جماعة، فلما التفت لم يجد منهم أحداً، وبعد الصلاة أخذ يسير في أزقة الكوفة، لعله يجد طريقاً قبل أن يلقى القبض عليه من السلطات الغاشمة. فأصدر ابن زياد أوامره ليتحرّوا سفير الإمام الحسين (عليه السلام) بيتاً فبيتاً، فبيناهم كذلك إذ اختبأ هذا الرجل العظيم في بيت امرأة مجاهدة، محبة لآل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله), هي طوعة. وحيث أغدق ابن زياد الأموال وأكثر الرجال علم بمكانه، فأرسل له جيشاً خاصاً، حيث هدّدوه, فقاتلهم مسلم قتال الأبطال، وشاءت الأقدار أن يقع في أيدي الجلاوزة فأرسلوه إلى القصر، فتجرأ ابن زياد بالكلام ورد عليه البطل الهمام، وأفحمه أيما إفحام. حتى قال ابن زياد: إنك مقتول، فأجاب مسلم (عليه السلام): إذن هبوني فرصة اُوصِ فيها وصيّتي. فسمح له بذلك
ثم أمر ابن زياد جلاوزته فصعدوا به إلى أعلى قصر الإمارة، ثم ضربوا عنقه، وألقوه من شاهق مظلوماً صابراً، ليلتحق بركب الشهداء والصديقين والصالحين وحسن اُولئك رفيقاً.
ثم جاء الجلادون بالشيخ المجاهد الكبير هاني بن عروة (رضى الله عنه) واقتيد مكتوفاً إلى سوق الغنم في الكوفة، فقتل هنالك أيضاً صبراً, وقطع رأسه الشريف
وقام ابن زياد بإرسال رأسيهما الشريفين إلى سيده الطاغية يزيد؛ ليحضى بجائزة له، وذلك بتاريخ 9 ذي الحجة سنة 60هـ، أما الجسدان الشريفان فقد جرّا بالحبال في أزقة الكوفة شماتة. فانتهت هذه الانتفاضة المباركة في الكوفة لتنفجر في أرض كربلاء, بعد إذ حل بها ركب الإمام الحسين (عليه السلام) ورهطه الأبرار بركاناً ضد أعداء الله الاُمويين وأنصارهم البغاة، حيث قامت الثورة الحسينية المباركة في هذه الأرض المقدسة. وبعد فاجعة عاشوراء الأليمة قامت ثورة التوابين, فثورة المختار بن عبيدة تحت شعار (يا لثارات الحسين)، وزلزلت هذه الثورات المباركة عرش الاُمويين, حتى انهار في سنة 132 هـ
فسلام على سفير الإمام الحسين (عليه السلام)
الشهيد السعيد مسلم بن عقيل
يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً
وامسلمااااه واسيداااه
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ذكرى استشهاد مسلم بن عقيل(ع)
بدأ أبو عبد الله مسلم بن عقيل سفير أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وثقته وابن عمه حركته الجهادية المباركة بالتعبئة ضد الحكم الاُموي الجائر المتمثل بيزيد، وكان يأخذ البيعة للإمام الحسين (عليه السلام)، حتى تكامل معه ما عددهم بالآلاف من الجند والأعوان، حتى بلغ عددهم ثمانية عشر ألفاً، كما ورد في كتاب (مروج الذهب)
وكانت عيون السلطة الاُموية ترقب ذلك, ولم تخف على يزيد وأعوانه هذه الأحداث، حيث كتب أعوان السلطة الجائرة رسائل كثيرة إلى مركز السلطة، وهذا مقطع من تلك الرسائل:
أما بعد، فإن مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة، وبايعته الشيعة للحسين بن علي بن أبي طالب، فإن يكن لك في الكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قوياً، ينفذ أمرك، ويعمل مثل عملك في عدوك، فإن النعمان بن بشير رجل ضعيف، أو هو يتضعف
تسلم يزيد الطاغية تلك الرسالة وراح يناقش الأمر، ويبحث عن أكثر الناس قسوة وسطوة، وأكثر إيغالاً بالجريمة والعدوان، وعصيان الرحمن. فوقع اختياره على عبيد الله بن زياد، ذلك المجرم الدموي، فحين وصوله قصر الإمارة أخذ يهدد ويتوعد المعارضين والرافضين لحكومة سيده يزيد، وهذه جملة من أقواله الغاشمة
سيفي وسوطي على من ترك أمري وخالف عهدي
فبدأت من هنا مسيرة الجماهير الثائرة في الكوفة تتراجع وتنكسر، وراحت سلطة عبيد الله بن زياد تقوي مركزها بسياسة الترهيب والترغيب، والتلويح بالعصا الغليظة، ووسائل القمع والخداع بالأموال والرشوة, وتسخير الجواسيس لجمع المعلومات وبث الأراجيف. وأخذ موقع سفير الإمام الحسين مسلم (عليه السلام) يضعف بين الجماهير، مما اضطره إلى تغيير عمله باُسلوب جهادي آخر، فانتقل من دار المختار بن عبيدة إلى دار هاني بن عروة بخفاء عن أعين السلطة الغاشمة، وبقي هكذا متخفياً حتى كشفته عناصر الاستخبارات اليزيدية, فأخبرت عبيد الله بن زياد بمكانه.
فاستدعى ابن زياد الشيخ المجاهد هاني بن عروة بشكل سري، وبطريق مخادع, بأنه يريد زيارته، حتى إذا ما دخل هاني هذا الشيخ الجليل قصر الإمارة المشؤوم حتى وجد نفسه في محكمة.
الشهود في هذه المحكمة هم جواسيس عبيد الله، فألصقوا التهم والأباطيل،مضافاً إلى تعرفهم في مسجد الكوفة على أحد الصالحين وخداعه بالتنسك, فأطلعهم على مكان اختفاء المجاهد مسلم في بيت الشيخ المجاهد هاني، إلا أن الشيخ هاني قد تنكر من ذلك حفاظاً على سلامة سفير إمامه الحسين (عليه السلام). إلا أنه قد فوجئ بقضيب بيد ابن زياد الذي انهال به على وجهه بالضرب، وهاني الشيخ المسن يدافع عن نفسه فلم يفلح ولم يستطع، ثم أصدر ابن زياد أوامره بحبس هاني في إحدى غرف القصر
تلقى الناس نبأ سجن الشيخ المجاهد الكبير هاني فماجت الكوفة بأهلها، وأخذ أزلام ابن زياد يرجفون في المدينة ويبثون الشائعات في كل أطراف الكوفة، ويخوفون ويرهبون الناس بأنه هنالك جيش جرار قادم من الشام. وأخذوا يخذّلون الناس ويثبّطونهم، ويوقعون بينهم
فأخذ الناس ينفضّون عن سفير الإمام الحسين (عليه السلام) مسلم، حتى لم يبق معه إلا عشرة رجال، فصلى بهم جماعة، فلما التفت لم يجد منهم أحداً، وبعد الصلاة أخذ يسير في أزقة الكوفة، لعله يجد طريقاً قبل أن يلقى القبض عليه من السلطات الغاشمة. فأصدر ابن زياد أوامره ليتحرّوا سفير الإمام الحسين (عليه السلام) بيتاً فبيتاً، فبيناهم كذلك إذ اختبأ هذا الرجل العظيم في بيت امرأة مجاهدة، محبة لآل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله), هي طوعة. وحيث أغدق ابن زياد الأموال وأكثر الرجال علم بمكانه، فأرسل له جيشاً خاصاً، حيث هدّدوه, فقاتلهم مسلم قتال الأبطال، وشاءت الأقدار أن يقع في أيدي الجلاوزة فأرسلوه إلى القصر، فتجرأ ابن زياد بالكلام ورد عليه البطل الهمام، وأفحمه أيما إفحام. حتى قال ابن زياد: إنك مقتول، فأجاب مسلم (عليه السلام): إذن هبوني فرصة اُوصِ فيها وصيّتي. فسمح له بذلك
ثم أمر ابن زياد جلاوزته فصعدوا به إلى أعلى قصر الإمارة، ثم ضربوا عنقه، وألقوه من شاهق مظلوماً صابراً، ليلتحق بركب الشهداء والصديقين والصالحين وحسن اُولئك رفيقاً.
ثم جاء الجلادون بالشيخ المجاهد الكبير هاني بن عروة (رضى الله عنه) واقتيد مكتوفاً إلى سوق الغنم في الكوفة، فقتل هنالك أيضاً صبراً, وقطع رأسه الشريف
وقام ابن زياد بإرسال رأسيهما الشريفين إلى سيده الطاغية يزيد؛ ليحضى بجائزة له، وذلك بتاريخ 9 ذي الحجة سنة 60هـ، أما الجسدان الشريفان فقد جرّا بالحبال في أزقة الكوفة شماتة. فانتهت هذه الانتفاضة المباركة في الكوفة لتنفجر في أرض كربلاء, بعد إذ حل بها ركب الإمام الحسين (عليه السلام) ورهطه الأبرار بركاناً ضد أعداء الله الاُمويين وأنصارهم البغاة، حيث قامت الثورة الحسينية المباركة في هذه الأرض المقدسة. وبعد فاجعة عاشوراء الأليمة قامت ثورة التوابين, فثورة المختار بن عبيدة تحت شعار (يا لثارات الحسين)، وزلزلت هذه الثورات المباركة عرش الاُمويين, حتى انهار في سنة 132 هـ
فسلام على سفير الإمام الحسين (عليه السلام)
الشهيد السعيد مسلم بن عقيل
يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً
وامسلمااااه واسيداااه
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
سفير الإمام الحسين عليه السّلام مسلم بن عقيل
أتناول في هذا الموضوع شخصية مسلم ابن عقيل فأرجووو ان تعم الفائده والاستفاده من هذه الشخصيه الشامخه والرائعه
مَن هو مسلم ؟
هو سليل البيت الأشم من بني هاشم.. وابن عقيل بن أبي طالب حامي الرسول صلّى الله عليه وآله، ابن عبدالمطّلب شيبة الحمد، ابن هاشم ( عمرو العُلى )، ابن قصيّ.. حتّى ينتهي نسبه إلى مضر بن نِزار بن مَعْد بن عدنان. أُمّه من آل فرزندا، وإخوتُه ستّة عشر وأخواته ثمانية. وزوجته رُقيّة بنت عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام
أمّا أعمامه فـ : الإمام عليٌّ أمير المؤمنين عليه السّلام، وجعفر الطيّار رضوان الله عليه، وطالب
وُلد مسلم بن عقيل سنة 22 هجريّة ، واشترك في بعض الفتوحات الإسلاميّة، كما شهد وقعة صِفّين مع عمّه أمير المؤمنين عليه السّلام، فكان على الميمنة مع ولَدَي عمّه: الحسن والحسين عليهما السّلام
يُعدّ مسلم من فرسان المسلمين المعدودين، وقد أرسله الإمام الحسين عليه السّلام إلى الكوفة سفيراً وممثّلاً له، فدخلَها في الخامس من شوّال سنة 60 هجريّة.. وقد بايعه أهلها للحسين سلام الله عليه، ثمّ غُدِر به فاستُشهد في الكوفة يومَ التروية أو يوم عرفة ـ الثامن أو التاسع ـ من ذي الحجّة سنة 60 هجريّة، مخلّفاً عدداً من الأولاد، هم: عبدالله ومحمّد وأحمد وإبراهيم، وخديجة وحميدة
مبعوث الإمام الحسين عليه السّلام
في سنة 60 هجريّة مات معاوية، فتنفّس الكوفيّون الصعداء، وأمّلوا أن تتحقّق أمانيُّهم بحكومة السبط أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه. وقد فزعوا إليه يستنصرونه ويبعثون إليه بكتبهم ورسلهم تترى.. وما كان من سليل النبوّة ووريث الإمامة أن يخذلَهم أو يجفوَهم ـ حاشاه ـ، وإن علم أنّهم يجانبون الصدق في المواقع الحسّاسة
وكان عليه السّلام أن لبّى دعوتَهم، مؤتمِراً بأمر الله تبارك وتعالى في النهوض بوجه الظلم، وكسر الطوق الذي فرضتْه سلطة بني أُميّة على الدِّين وعلى الناس.. فأرسل سلام الله عليه مسلمَ بنَ عقيل رضوان الله عليه وكتب إلي أهل الكوفة
بسم الله الرحمن الرحيم: من الحسين بن عليّ إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين. أمّا بعد، فإنّ هانياً وسعيداً قدِما علَيّ بكتبكم، وكانا أخِرَ مَن قَدِم علَيّ من رسلكم، وقد فهمتُ كلَّ الذي اقتصصتُم وذكرتُم، ومقالة جُلِّكم: أنّه ليس علينا إمام، فأقْبِلْ لعلّ اللهَ أن يجمعَنا بك على الحقّ والهدى
وإنّي باعث إليكم أخي وابنَ عمّي، وثقتي مِن أهل بيتي.. مسلمَ بن عقيل، فإن كتب إليّ أنّه قد اجتمع رأي مَلأِكم، وذوي الحِجى والفضل منكم، على مِثْل ما قدِمتْ به رسُلُكم وقرأتُ في كتبكم.. فإنّي أقْدِم إليكم وشيكاً إن شاء الله، فلَعَمْري ما الإمامُ إلاّ الحاكم بالكتاب، القائم بالقِسط، الدائن بدين الحقّ، الحابسُ نَفْسَه على ذات الله. والسّلام
استقبال.. أعقَبَه انخذال
استقبلت الكوفةُ مسلمَ بن عقيل رضوان الله عليه أحسن استقبال، وعقدت له الاجتماعات الترحيبيّة، وقرأ عليهم كتابَ الإمام الحسين عليه السّلام، فجعل أهل الكوفة يبكون. وخطب الخطباء مرحّبين، وأسرع الناس مبايعين، حتّى بلغ سجلّ المبايعين 000/18، وقيل: بايعه ثلاثون ألفاً
عندها كتب مسلم إلى ابنه عمّه الحسين بن عليّ عليه السّلام
أما بعد، فإنّ الرائد لا يَكْذب أهلَه، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً، فعجِّلِ الإقبالَ حتّى يأتيَك كتابي؛ فإنّ الناس كلّهم معك، ليس لهم في آل معاوية رأيٌ ولا هوى، والسّلام
أجل.. كانوا معه، وبقَوا معه لولا خوفهم من عبيدالله بن زياد فيما بعد، وسقوط بعضهم بمغرَيات السلطة الماكرة. وكان مسلم بن عقيل ناجحاً رغم نهايته المؤلمة، فقد هيّأ الناس فكريّاً لدعوة الإمام الحسين عليه السّلام، وأخذ بيعتهم، وكانت تعبئته العسكريّة والسياسيّة جيدة، حتّى رتّب أمور السلاح والعوائد الماليّة، ولكن شاء الله أن يكون من شهداء أهل البيت عليهم السّلام
المحنة
طالما تعرّض الأنبياء والأوصياء والأولياء عليهم السّلام للمحن، ومنها: خذلان الناس: خوفاً من السلطة، أو طمعاً بما في يديها! ففي ليلة وضحاها يدخل عبيدالله بن زياد قادماً من البصرة بأمرٍ من يزيد بن معاوية واستشارة له من « سرجون » مستشاره النصرانيّ الحميم، فهيمن على البلد، وقبض على السلطة في الكوفة، فقلب الكفّة لصالح بني أُميّة.. فأطلق وعده ووعيده، وعجّل بقتل هانئ بن عروة، وسجن المختار بن عبيد الثقفيّ، فانسحب الناس إلى بيوتهم حتّى بقي مسلم بن عقيل يجول في سكك الكوفة لا أحد يُؤويه إلاّ امرأة عجوز اسمها ( طوعة )
وما أسرع أن وشى ابن طوعه إلى ابن زياد بخبرٍ يريد عاجل هديّته، فتحشّدت عساكر الجند تطوّق دار طوعة أوّل الفجر، فلمّا سمع ابن عقيل وَقْع حوافر الخيل عرف أنّه قد أُتي، فخرج إليهم بسيفه، فإذا اقتحموا عليه الدار شدّ عليهم يضربهم حتّى أخرجهم.. فقَتلَ منهم جماعة كثيرة، عندها أرسل عبيدالله إلى محمّد بن الأشعث يقول: بعثناك إلى رجلٍ واحد لتأتينا به، فثَلَم في أصحابك ثلمةً عظيمة، فكيف إذا أرسلناك إلى غيره ؟! فأجابه ابن الأشعث: أتظنّ أنّك بعثتني إلى بقّال من بقّالي الكوفة، أو إلى جرمقان من جرامقة الحيرة، أوَ لم تعلم أيّها الأمير أنك بعثتني إلى أسدٍ ضرغام، وسيف حسام ؟!
فأرسل إليه ابن زياد أن أعطِه الأمان، فإنك لا تقْدر عليه إلاّ به. وأمان ابن زياد لا يعني إلاّ الغدر!
الشهادة
قاتلَ مسلم القومَ قتالاً شديداً، فلمّا عجزوا عنه جعلوا يوقدون القصب ويرمونه عليه، ويرضخونه من السطوح بالحجارة؛ غدراً به.. واختلف وبُكَيرَ بن حمران بضربتين، وكاد مسلم أن يقتله لو لم يستنقذه أصحابه، فعاد وقد جُرح في ثِنْيتاه. عندها قال له محمّد بن الأشعث: لك الأمان يافتى لا تقتلْ نفسك، إنّك لا تُكذَّب ولا تُخدع ولا تُغَرّ، إنّ القوم بنو عمّك، وليسوا بقاتليك ولا ضاربيك.
ولم يثق بهم ابن عقيل، إلاّ أنهم عملوا له حفيرةً ألجأوه إليها وأسقطوه فيها، وطُعن من خلفه فخرّ جريحاً، ثمّ أُخذ أسيراً
وأُدخل على ابن زياد فلم يُسلِّم، فقال له الحرسيّ: سلِّمْ على الأمير. قال مسلم له: اسكتْ وَيْحك! ما هو لي بأمير. فقال ابن زياد: لا عليك سلّمتَ أم لم تُسلّم؛ فإنّك مقتول. فأجابه مسلم: إن قتلتَني فلقد قَتَلَ مَن هو شرٌّ منك مَن هو خيرٌ منّي
وأخذ ابن زياد بأطراف الحوار الحادّ: إيهٍ يا ابن عقيل، أتيتَ الناسَ وأمرُهم جميع وكلمتهم واحدة؛ لتشتّتهم وتفرّق كلمتهم وتحمل بعضَهم على بعض. فجابهه مسلم بالقول: كلاّ، لستُ لهذا أتيت، ولكنّ أهل المصر زعموا أنّ أباك ( أي زياد بن أبيه ) قتل خيارهم، وسفك دماءهم، وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر، فأتيناهم لنأمر بالعدل وندعوَ إلى حكم الكتاب
ويستمرّ الاحتجاج، فلا يجد ابن زياد في ما يعينُه إلاّ الكلمات البذيئة وشتم أهل البيت عليهم السّلام، فأخذ مسلم لا يكلّمه؛ لأنّه لا يرى موقعاً للكلام معه. فصاح عبيدالله: اصعدوا به فوق القصر واضربوا عنقه، ثمّ أتْبِعوا جسدَه رأسَه. ونادى: أين هذا الذي ضرب ابنُ عقيل رأسه بالسيف وعاتقه ؟ فدُعي.. فقال له: اصعدْ فكُن أنت الذي تضرب عنُقَه
التوديع
صعد مسلم بن عقيل إلى السطح وهو يكبّر اللهَ ويستغفره، ويصلّي على ملائكة الله ورسله ويقول: اللهمّ احكُمْ بيننا وبين قوم كذبونا وغرّونا وخذلونا وقتلونا
ثمّ صلّى لله تعالى ركعات، فتقدّم قاتله وضرب عُنقَه، ثمّ رمى به من أعلى القصر؛ ليُجَرّ بعد ذلك بالحبال في عاصمة الإسلام الكوفة!
وكان قبل ذلك أن أوصى أن يُدفَعَ دَينٌ له في الكوفة بسيفه ودرعه، وأن يُستوهَبَ جثمانه بعد شهادته، وأن يُبعثُ إلى الحسين عليه السّلام أن يرجع؛ فإنّ الناس خذلوه!
السلام عليك يا ابا عبد الله عليك مني سلام الله
السلام على سفير الحسين السلام على ابن عم الحسين
السلام عليك يا مسلم ابن عقيل عليك مني سلام الله
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
سفير الإمام الحسين عليه السّلام مسلم بن عقيل
أتناول في هذا الموضوع شخصية مسلم ابن عقيل فأرجووو ان تعم الفائده والاستفاده من هذه الشخصيه الشامخه والرائعه
مَن هو مسلم ؟
هو سليل البيت الأشم من بني هاشم.. وابن عقيل بن أبي طالب حامي الرسول صلّى الله عليه وآله، ابن عبدالمطّلب شيبة الحمد، ابن هاشم ( عمرو العُلى )، ابن قصيّ.. حتّى ينتهي نسبه إلى مضر بن نِزار بن مَعْد بن عدنان. أُمّه من آل فرزندا، وإخوتُه ستّة عشر وأخواته ثمانية. وزوجته رُقيّة بنت عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام
أمّا أعمامه فـ : الإمام عليٌّ أمير المؤمنين عليه السّلام، وجعفر الطيّار رضوان الله عليه، وطالب
وُلد مسلم بن عقيل سنة 22 هجريّة ، واشترك في بعض الفتوحات الإسلاميّة، كما شهد وقعة صِفّين مع عمّه أمير المؤمنين عليه السّلام، فكان على الميمنة مع ولَدَي عمّه: الحسن والحسين عليهما السّلام
يُعدّ مسلم من فرسان المسلمين المعدودين، وقد أرسله الإمام الحسين عليه السّلام إلى الكوفة سفيراً وممثّلاً له، فدخلَها في الخامس من شوّال سنة 60 هجريّة.. وقد بايعه أهلها للحسين سلام الله عليه، ثمّ غُدِر به فاستُشهد في الكوفة يومَ التروية أو يوم عرفة ـ الثامن أو التاسع ـ من ذي الحجّة سنة 60 هجريّة، مخلّفاً عدداً من الأولاد، هم: عبدالله ومحمّد وأحمد وإبراهيم، وخديجة وحميدة
مبعوث الإمام الحسين عليه السّلام
في سنة 60 هجريّة مات معاوية، فتنفّس الكوفيّون الصعداء، وأمّلوا أن تتحقّق أمانيُّهم بحكومة السبط أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه. وقد فزعوا إليه يستنصرونه ويبعثون إليه بكتبهم ورسلهم تترى.. وما كان من سليل النبوّة ووريث الإمامة أن يخذلَهم أو يجفوَهم ـ حاشاه ـ، وإن علم أنّهم يجانبون الصدق في المواقع الحسّاسة
وكان عليه السّلام أن لبّى دعوتَهم، مؤتمِراً بأمر الله تبارك وتعالى في النهوض بوجه الظلم، وكسر الطوق الذي فرضتْه سلطة بني أُميّة على الدِّين وعلى الناس.. فأرسل سلام الله عليه مسلمَ بنَ عقيل رضوان الله عليه وكتب إلي أهل الكوفة
بسم الله الرحمن الرحيم: من الحسين بن عليّ إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين. أمّا بعد، فإنّ هانياً وسعيداً قدِما علَيّ بكتبكم، وكانا أخِرَ مَن قَدِم علَيّ من رسلكم، وقد فهمتُ كلَّ الذي اقتصصتُم وذكرتُم، ومقالة جُلِّكم: أنّه ليس علينا إمام، فأقْبِلْ لعلّ اللهَ أن يجمعَنا بك على الحقّ والهدى
وإنّي باعث إليكم أخي وابنَ عمّي، وثقتي مِن أهل بيتي.. مسلمَ بن عقيل، فإن كتب إليّ أنّه قد اجتمع رأي مَلأِكم، وذوي الحِجى والفضل منكم، على مِثْل ما قدِمتْ به رسُلُكم وقرأتُ في كتبكم.. فإنّي أقْدِم إليكم وشيكاً إن شاء الله، فلَعَمْري ما الإمامُ إلاّ الحاكم بالكتاب، القائم بالقِسط، الدائن بدين الحقّ، الحابسُ نَفْسَه على ذات الله. والسّلام
استقبال.. أعقَبَه انخذال
استقبلت الكوفةُ مسلمَ بن عقيل رضوان الله عليه أحسن استقبال، وعقدت له الاجتماعات الترحيبيّة، وقرأ عليهم كتابَ الإمام الحسين عليه السّلام، فجعل أهل الكوفة يبكون. وخطب الخطباء مرحّبين، وأسرع الناس مبايعين، حتّى بلغ سجلّ المبايعين 000/18، وقيل: بايعه ثلاثون ألفاً
عندها كتب مسلم إلى ابنه عمّه الحسين بن عليّ عليه السّلام
أما بعد، فإنّ الرائد لا يَكْذب أهلَه، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً، فعجِّلِ الإقبالَ حتّى يأتيَك كتابي؛ فإنّ الناس كلّهم معك، ليس لهم في آل معاوية رأيٌ ولا هوى، والسّلام
أجل.. كانوا معه، وبقَوا معه لولا خوفهم من عبيدالله بن زياد فيما بعد، وسقوط بعضهم بمغرَيات السلطة الماكرة. وكان مسلم بن عقيل ناجحاً رغم نهايته المؤلمة، فقد هيّأ الناس فكريّاً لدعوة الإمام الحسين عليه السّلام، وأخذ بيعتهم، وكانت تعبئته العسكريّة والسياسيّة جيدة، حتّى رتّب أمور السلاح والعوائد الماليّة، ولكن شاء الله أن يكون من شهداء أهل البيت عليهم السّلام
المحنة
طالما تعرّض الأنبياء والأوصياء والأولياء عليهم السّلام للمحن، ومنها: خذلان الناس: خوفاً من السلطة، أو طمعاً بما في يديها! ففي ليلة وضحاها يدخل عبيدالله بن زياد قادماً من البصرة بأمرٍ من يزيد بن معاوية واستشارة له من « سرجون » مستشاره النصرانيّ الحميم، فهيمن على البلد، وقبض على السلطة في الكوفة، فقلب الكفّة لصالح بني أُميّة.. فأطلق وعده ووعيده، وعجّل بقتل هانئ بن عروة، وسجن المختار بن عبيد الثقفيّ، فانسحب الناس إلى بيوتهم حتّى بقي مسلم بن عقيل يجول في سكك الكوفة لا أحد يُؤويه إلاّ امرأة عجوز اسمها ( طوعة )
وما أسرع أن وشى ابن طوعه إلى ابن زياد بخبرٍ يريد عاجل هديّته، فتحشّدت عساكر الجند تطوّق دار طوعة أوّل الفجر، فلمّا سمع ابن عقيل وَقْع حوافر الخيل عرف أنّه قد أُتي، فخرج إليهم بسيفه، فإذا اقتحموا عليه الدار شدّ عليهم يضربهم حتّى أخرجهم.. فقَتلَ منهم جماعة كثيرة، عندها أرسل عبيدالله إلى محمّد بن الأشعث يقول: بعثناك إلى رجلٍ واحد لتأتينا به، فثَلَم في أصحابك ثلمةً عظيمة، فكيف إذا أرسلناك إلى غيره ؟! فأجابه ابن الأشعث: أتظنّ أنّك بعثتني إلى بقّال من بقّالي الكوفة، أو إلى جرمقان من جرامقة الحيرة، أوَ لم تعلم أيّها الأمير أنك بعثتني إلى أسدٍ ضرغام، وسيف حسام ؟!
فأرسل إليه ابن زياد أن أعطِه الأمان، فإنك لا تقْدر عليه إلاّ به. وأمان ابن زياد لا يعني إلاّ الغدر!
الشهادة
قاتلَ مسلم القومَ قتالاً شديداً، فلمّا عجزوا عنه جعلوا يوقدون القصب ويرمونه عليه، ويرضخونه من السطوح بالحجارة؛ غدراً به.. واختلف وبُكَيرَ بن حمران بضربتين، وكاد مسلم أن يقتله لو لم يستنقذه أصحابه، فعاد وقد جُرح في ثِنْيتاه. عندها قال له محمّد بن الأشعث: لك الأمان يافتى لا تقتلْ نفسك، إنّك لا تُكذَّب ولا تُخدع ولا تُغَرّ، إنّ القوم بنو عمّك، وليسوا بقاتليك ولا ضاربيك.
ولم يثق بهم ابن عقيل، إلاّ أنهم عملوا له حفيرةً ألجأوه إليها وأسقطوه فيها، وطُعن من خلفه فخرّ جريحاً، ثمّ أُخذ أسيراً
وأُدخل على ابن زياد فلم يُسلِّم، فقال له الحرسيّ: سلِّمْ على الأمير. قال مسلم له: اسكتْ وَيْحك! ما هو لي بأمير. فقال ابن زياد: لا عليك سلّمتَ أم لم تُسلّم؛ فإنّك مقتول. فأجابه مسلم: إن قتلتَني فلقد قَتَلَ مَن هو شرٌّ منك مَن هو خيرٌ منّي
وأخذ ابن زياد بأطراف الحوار الحادّ: إيهٍ يا ابن عقيل، أتيتَ الناسَ وأمرُهم جميع وكلمتهم واحدة؛ لتشتّتهم وتفرّق كلمتهم وتحمل بعضَهم على بعض. فجابهه مسلم بالقول: كلاّ، لستُ لهذا أتيت، ولكنّ أهل المصر زعموا أنّ أباك ( أي زياد بن أبيه ) قتل خيارهم، وسفك دماءهم، وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر، فأتيناهم لنأمر بالعدل وندعوَ إلى حكم الكتاب
ويستمرّ الاحتجاج، فلا يجد ابن زياد في ما يعينُه إلاّ الكلمات البذيئة وشتم أهل البيت عليهم السّلام، فأخذ مسلم لا يكلّمه؛ لأنّه لا يرى موقعاً للكلام معه. فصاح عبيدالله: اصعدوا به فوق القصر واضربوا عنقه، ثمّ أتْبِعوا جسدَه رأسَه. ونادى: أين هذا الذي ضرب ابنُ عقيل رأسه بالسيف وعاتقه ؟ فدُعي.. فقال له: اصعدْ فكُن أنت الذي تضرب عنُقَه
التوديع
صعد مسلم بن عقيل إلى السطح وهو يكبّر اللهَ ويستغفره، ويصلّي على ملائكة الله ورسله ويقول: اللهمّ احكُمْ بيننا وبين قوم كذبونا وغرّونا وخذلونا وقتلونا
ثمّ صلّى لله تعالى ركعات، فتقدّم قاتله وضرب عُنقَه، ثمّ رمى به من أعلى القصر؛ ليُجَرّ بعد ذلك بالحبال في عاصمة الإسلام الكوفة!
وكان قبل ذلك أن أوصى أن يُدفَعَ دَينٌ له في الكوفة بسيفه ودرعه، وأن يُستوهَبَ جثمانه بعد شهادته، وأن يُبعثُ إلى الحسين عليه السّلام أن يرجع؛ فإنّ الناس خذلوه!
السلام عليك يا ابا عبد الله عليك مني سلام الله
السلام على سفير الحسين السلام على ابن عم الحسين
السلام عليك يا مسلم ابن عقيل عليك مني سلام الله
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ولادة مسلم عليه السلام
لقد أشرق الكون بهذا الميلاد المبارك وتأرج فيه بنجره الشّذيّ يوم برز الى عالم الشهود بعد تقلب متطاول بين أصلاب طاهرة وأرحام زاكية غير مدنسة بدرن الكفر ولا موصومة بأدناس الجاهلية الأولى في نسب متصل بنسب صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله ولقد تلقى عقيل دروسا ضافية من صاحب الدعوة الالهية وأخيه الخليفة على الأمة عند انقضاء أمد الوحي المبين وفيها ما يجب على الرجال من اختيار المحل الصالح لحمل تلكم النطف الزاكية وفي جملتها التحذير من منابت السوء المفسر على لسان المشرع الأعظم صلى الله عليه وآله بالمرأة الدنيئة الأصل لكون الوراثة حاكمة بطبعها الأوليّ على الفضائل المطلوبة من الولد اللهم إلا مع مزاحمة الكسبيات لها وظهورها عليها كما هو المشاهد من الرجال الذي اتصلوا بالذوات المقدسة فحصل لهم بواسطتها اسمى الخصال الطيبة وفازوا بالرضوان الأكبر
ومن المقطوع به أن عقيلا مع حيطته بأنساب العرب ومواقع المآثر والمحازي وايمانه بتلكم الدروس الراقية لم يختر لنطفته إلا محلا لائقا تتعداه كل غميزة وتقترب منه الفضيلة ولم يستهسل أن ينبز عقبه بما لا يلائم نسبه الوضاح وبيتهم المنيع كما كان
يقال في كثيرين من أهل عصره وذرياتهم
ويشهد له وقفة أولاده بمشهد الطف يوم التطمت أمواج الضلال وتحزّبت عصب الشرك على سيد شباب أهل الجنة وقطعوا عنه خطوط المدد وحالوا دون الوسائل الحيوية حتى الماء المباح لعامة الحيوانات يريدون بذلك استئصال شأفة النبوة فكتبوا بدمائهم الزاكية اسطرا نورية على جبهة الدهر تقرؤها الأجيال المتعاقبة ويتعرفون منها مناهج موتة العز وأن الحياة مع الظالمين ذميمة
فظهر مسلم عليه السلام بين هذه وتلك ألقا وضاءا للحق وشخصية بارزة للدين والهدى متأهلا لحمل أعباء النيابة الخاصة عن حجة الوقت ولذلك اختاره لها سيد الشهداء عليه السلام من بين ذويه وحشده الأطايب
ومن هذا الإستنباط يعلم طهارة أمه عن كل ما تغمز به النساء وأنها متحلية بالمفاخر وإن لم يعطها التأريخ حقها كما لم يعط حق ولدها المعظم الثابت له
نعم للتأريخ والمؤرخين شغل شاغل بذكر أخبار القيان والمغنين وسرد روايات أهل الخلاعة والمعازف عن إثبات أحاديث سروات المجد وقادة الإصلاح من بني هاشم
وهل النقمة ههنا على الكتاب أو ظروف التدوين أو السياسات القاسية أنا لا أدري ولهذا كله خفى علينا يوم ولادتها وشهرها وسنتها وكان من الصعب جدا تحديدها وكلما يقال فهو تقريب واستحسان ولا يغني من الحق شيئا
وستقف في البحث المتعلق بأم مسلم على شيء ربما يستكشف المتأمل منه مبدأ الولادة
أمه عليه السلام
إن غموض التعريف عن أم مسلم بأجلى المظاهر أوقع الباحث في حيرة السؤال عن اقتران عقيل منها هل كان بالعقد أم بملك اليمين وأنها حرة أم جارية والعتب في ذلك على المؤرخين الذين أهملوا الحقائق مع تحفظهم على أمور تافهة لايقام لها وزن وان من الجدارة التعريف بنواحي هذا الرجل العظيم الذي دخل الكوفة وحده بلا عدة ولا عدد فدوّى أرجاءها بصرخته الحسينية في وجه المنكر وأقلق فكر الممثل للزعامة الأموية في الشام ولعل من هذا الإغفال يستطيع الباعث الجزم بأن ما يلم بابن عقيل كان على أبعد حد من الفضائل والفواضل سواء من ناحية أمه وأبيه أو من بيته
الرفيع فانه لو كان هناك طريق للغمز فيه ولو من جهة تأريخ امه لتذرع به المنحرفون عنه وعن سلفه الطاهر كما هو ديدنهم فيمن ضمهم هذا البيت أو انضوى إلى رأيتهم ومشى على ضوء تعاليمهم
وليس للمؤرخين إلا نصان أحدهما بعيد عن الواقع كما ستعرف والآخر على ما فيه من غموض وإجمال يمكن للمتأمل فيه وفيما كتب عن أصل النّبط الإذعان بأن أم مسلم عربية حرة ولعل ترك ابن زياد التعرض لها في ما جرى بينه وبين مسلم من المحاورات يشهد له فإنه كان بصدد اسقاط مسلم عن أعين الناس فنسب له أشياء يقطع بأنه لم يأت بها أصلا فلو كانت أمه جارية لنبزه بها كما فعل هشام بن عبد الملك مع زيد الشهيد رضوان الله عليه إذ قال له زعمت أنك تطلب الخلافة ولست هناك وأنت ابن أمة فقال له زيد إن الأمهات لا يقعدن بالرجال عن الغايات وقد كانت أم إسماعيل أمة فلم يمنعه أن كان نبيا وأبا لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله
وهذا النص الأخير يرويه ابن قتيبة فيقول : كانت أم مسلم بن عقيل نبطية من آل فرزندا ويقول بعض المؤرخين أن النبط كانوا في جبل شمر في أواسط بلاد العرب ثم نزحوا الى العراق لما فيه من الخصب والرخاء فأقاموا في سواد العراق أو في خصوص البطائح بين العراقين البصرة والكوفة
ولم ينكر أحد ممن كتب عنهم أن لغة النبط عربية كأسماء ملوكهم البالغين ثمانية عشر وفيهم امرأتان في القرن السابع قبل الميلاد نعم يرتئي المسعودي أنهم من الكلدانيين المجاورين مع الفرس سكان فارس والأهواز وعاصمتهم كلواذي وبعد تغلب الفرس عليهم تفرقوا ويوافقه على ذلك بعض المستشرقين الواقفين على النقوش من آثارهم ويفيد بأن لهم في ذلك التأريخ دولة في العراق متسعة الأطراف حتى شملت معظم جزيرة العرب واستوزروا الوزراء وضربوا النقود بأسماء ملوكهم ولهم قوانين
وعلى هذا فليس مبتعدا عن الواقع من يرتئي أن عقيلا خطب لنفسه من بعض عشائر النبطيين الذين يجمعهم واياه الوقوف بتلك المشاعر المعظمة التي حث الله تعالى العباد إليها ذللا أو الواردين للتجارة في مكة أو الزائرين مرقد الرسول الأمين الذي استضاء العالم بنوره المتألق
أما النص الأول فقول أبي الفرج اسم أمه علية اشتراها عقيل من الشام ولذلك حديث لاتخفى تفكك أطرافه على من أعطاه حق النظر يقول ابن أبي الحديد في الرواية المرسلة عن المدائني ان معاوية قال لعقيل هل لك من حاجة فأقضيها لك قال نعم جارية عرضت علي وأبى أصحابها أن يبيعوها إلا بأربعين الفا فأحب معاوية أن يمازحه فقال ما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا وأنت أعمى تجتزي بجارية قيمتها خمسون درهما قال أرجو أن أطأها فتلد لي غلاما اذا أغضبته يضرب عنقك بالسيف فضحك معاوية وقال مازحناك يا أبا يزيد وأمر فابتعيت له الجارية التي أولد منها مسلما
فلما أتت على مسلم ثمان عشرة سنة وقدمات عقيل أبوه قال لمعاوية يا أمير المؤمنين إن لي أرضا بمكان كذا من المدينة وإني أعطيت بها مائة ألف وقد أحببت أن أبيعك إياها فادفع لي الثمن فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن اليه
فبلغ ذلك الحسين عليه السلام فكتب الى معاوية أما بعد فإنك غررت غلاما من بني هاشم فابتعت منه أرضا لا يملكها فاقبض من الغلام ما دفعته إليه واردد إلينا أرضنا
فبعث معاوية على مسلم فأخبره بذلك وأقرأه كتاب الحسين وقال اردد علينا مالنا وخذ أرضك فإنك بعت مالا ما لاتملك فقال مسلم أما دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب برجليه وقال يا بني هذا والله كلام قاله لي أبوك حين ابتعت له أمك
ثم كتب الى الحسين عليه السلام اني قد رددت عليكم الأرض وسوّغت مسلما ما أخذ فقال الحسين عليه السلام أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما
من الصعب جدا الإستناد إلى هذه الرواية لأسباب عديدة نأتي على المهم منها
الاول أنها منقطعة الاسناد وطرح رجال الحديث مما يحظ من قيمته لما فيه من الجهالة بمعرفة أحوال أولئك المتروكين والتدليس الشائن
الثاني أن المدائني لا يوثق بأحاديثه مهما تكثرت في الجوامع بعد ما ضعفه ابن عدي في الكامل ويؤيده أنه أموي النزعة من جهة ولائه لآل عبد شمس والولاء كالتربية حاكم على النفوس والعقائد فهو ممن يحب للبيت الأموي التحلي بالصفات الكريمة لتهوى لهم الأفئدة وتخضع لهم الأعناق ويكونوا في صف من طهرهم الذكر المجيد بقوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا كما أثبت سبحانه لهم اشرف الخصال المحبوبة له إذ يقول ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا
يتبع
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ولادة مسلم عليه السلام
لقد أشرق الكون بهذا الميلاد المبارك وتأرج فيه بنجره الشّذيّ يوم برز الى عالم الشهود بعد تقلب متطاول بين أصلاب طاهرة وأرحام زاكية غير مدنسة بدرن الكفر ولا موصومة بأدناس الجاهلية الأولى في نسب متصل بنسب صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله ولقد تلقى عقيل دروسا ضافية من صاحب الدعوة الالهية وأخيه الخليفة على الأمة عند انقضاء أمد الوحي المبين وفيها ما يجب على الرجال من اختيار المحل الصالح لحمل تلكم النطف الزاكية وفي جملتها التحذير من منابت السوء المفسر على لسان المشرع الأعظم صلى الله عليه وآله بالمرأة الدنيئة الأصل لكون الوراثة حاكمة بطبعها الأوليّ على الفضائل المطلوبة من الولد اللهم إلا مع مزاحمة الكسبيات لها وظهورها عليها كما هو المشاهد من الرجال الذي اتصلوا بالذوات المقدسة فحصل لهم بواسطتها اسمى الخصال الطيبة وفازوا بالرضوان الأكبر
ومن المقطوع به أن عقيلا مع حيطته بأنساب العرب ومواقع المآثر والمحازي وايمانه بتلكم الدروس الراقية لم يختر لنطفته إلا محلا لائقا تتعداه كل غميزة وتقترب منه الفضيلة ولم يستهسل أن ينبز عقبه بما لا يلائم نسبه الوضاح وبيتهم المنيع كما كان
يقال في كثيرين من أهل عصره وذرياتهم
ويشهد له وقفة أولاده بمشهد الطف يوم التطمت أمواج الضلال وتحزّبت عصب الشرك على سيد شباب أهل الجنة وقطعوا عنه خطوط المدد وحالوا دون الوسائل الحيوية حتى الماء المباح لعامة الحيوانات يريدون بذلك استئصال شأفة النبوة فكتبوا بدمائهم الزاكية اسطرا نورية على جبهة الدهر تقرؤها الأجيال المتعاقبة ويتعرفون منها مناهج موتة العز وأن الحياة مع الظالمين ذميمة
فظهر مسلم عليه السلام بين هذه وتلك ألقا وضاءا للحق وشخصية بارزة للدين والهدى متأهلا لحمل أعباء النيابة الخاصة عن حجة الوقت ولذلك اختاره لها سيد الشهداء عليه السلام من بين ذويه وحشده الأطايب
ومن هذا الإستنباط يعلم طهارة أمه عن كل ما تغمز به النساء وأنها متحلية بالمفاخر وإن لم يعطها التأريخ حقها كما لم يعط حق ولدها المعظم الثابت له
نعم للتأريخ والمؤرخين شغل شاغل بذكر أخبار القيان والمغنين وسرد روايات أهل الخلاعة والمعازف عن إثبات أحاديث سروات المجد وقادة الإصلاح من بني هاشم
وهل النقمة ههنا على الكتاب أو ظروف التدوين أو السياسات القاسية أنا لا أدري ولهذا كله خفى علينا يوم ولادتها وشهرها وسنتها وكان من الصعب جدا تحديدها وكلما يقال فهو تقريب واستحسان ولا يغني من الحق شيئا
وستقف في البحث المتعلق بأم مسلم على شيء ربما يستكشف المتأمل منه مبدأ الولادة
أمه عليه السلام
إن غموض التعريف عن أم مسلم بأجلى المظاهر أوقع الباحث في حيرة السؤال عن اقتران عقيل منها هل كان بالعقد أم بملك اليمين وأنها حرة أم جارية والعتب في ذلك على المؤرخين الذين أهملوا الحقائق مع تحفظهم على أمور تافهة لايقام لها وزن وان من الجدارة التعريف بنواحي هذا الرجل العظيم الذي دخل الكوفة وحده بلا عدة ولا عدد فدوّى أرجاءها بصرخته الحسينية في وجه المنكر وأقلق فكر الممثل للزعامة الأموية في الشام ولعل من هذا الإغفال يستطيع الباعث الجزم بأن ما يلم بابن عقيل كان على أبعد حد من الفضائل والفواضل سواء من ناحية أمه وأبيه أو من بيته
الرفيع فانه لو كان هناك طريق للغمز فيه ولو من جهة تأريخ امه لتذرع به المنحرفون عنه وعن سلفه الطاهر كما هو ديدنهم فيمن ضمهم هذا البيت أو انضوى إلى رأيتهم ومشى على ضوء تعاليمهم
وليس للمؤرخين إلا نصان أحدهما بعيد عن الواقع كما ستعرف والآخر على ما فيه من غموض وإجمال يمكن للمتأمل فيه وفيما كتب عن أصل النّبط الإذعان بأن أم مسلم عربية حرة ولعل ترك ابن زياد التعرض لها في ما جرى بينه وبين مسلم من المحاورات يشهد له فإنه كان بصدد اسقاط مسلم عن أعين الناس فنسب له أشياء يقطع بأنه لم يأت بها أصلا فلو كانت أمه جارية لنبزه بها كما فعل هشام بن عبد الملك مع زيد الشهيد رضوان الله عليه إذ قال له زعمت أنك تطلب الخلافة ولست هناك وأنت ابن أمة فقال له زيد إن الأمهات لا يقعدن بالرجال عن الغايات وقد كانت أم إسماعيل أمة فلم يمنعه أن كان نبيا وأبا لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله
وهذا النص الأخير يرويه ابن قتيبة فيقول : كانت أم مسلم بن عقيل نبطية من آل فرزندا ويقول بعض المؤرخين أن النبط كانوا في جبل شمر في أواسط بلاد العرب ثم نزحوا الى العراق لما فيه من الخصب والرخاء فأقاموا في سواد العراق أو في خصوص البطائح بين العراقين البصرة والكوفة
ولم ينكر أحد ممن كتب عنهم أن لغة النبط عربية كأسماء ملوكهم البالغين ثمانية عشر وفيهم امرأتان في القرن السابع قبل الميلاد نعم يرتئي المسعودي أنهم من الكلدانيين المجاورين مع الفرس سكان فارس والأهواز وعاصمتهم كلواذي وبعد تغلب الفرس عليهم تفرقوا ويوافقه على ذلك بعض المستشرقين الواقفين على النقوش من آثارهم ويفيد بأن لهم في ذلك التأريخ دولة في العراق متسعة الأطراف حتى شملت معظم جزيرة العرب واستوزروا الوزراء وضربوا النقود بأسماء ملوكهم ولهم قوانين
وعلى هذا فليس مبتعدا عن الواقع من يرتئي أن عقيلا خطب لنفسه من بعض عشائر النبطيين الذين يجمعهم واياه الوقوف بتلك المشاعر المعظمة التي حث الله تعالى العباد إليها ذللا أو الواردين للتجارة في مكة أو الزائرين مرقد الرسول الأمين الذي استضاء العالم بنوره المتألق
أما النص الأول فقول أبي الفرج اسم أمه علية اشتراها عقيل من الشام ولذلك حديث لاتخفى تفكك أطرافه على من أعطاه حق النظر يقول ابن أبي الحديد في الرواية المرسلة عن المدائني ان معاوية قال لعقيل هل لك من حاجة فأقضيها لك قال نعم جارية عرضت علي وأبى أصحابها أن يبيعوها إلا بأربعين الفا فأحب معاوية أن يمازحه فقال ما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا وأنت أعمى تجتزي بجارية قيمتها خمسون درهما قال أرجو أن أطأها فتلد لي غلاما اذا أغضبته يضرب عنقك بالسيف فضحك معاوية وقال مازحناك يا أبا يزيد وأمر فابتعيت له الجارية التي أولد منها مسلما
فلما أتت على مسلم ثمان عشرة سنة وقدمات عقيل أبوه قال لمعاوية يا أمير المؤمنين إن لي أرضا بمكان كذا من المدينة وإني أعطيت بها مائة ألف وقد أحببت أن أبيعك إياها فادفع لي الثمن فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن اليه
فبلغ ذلك الحسين عليه السلام فكتب الى معاوية أما بعد فإنك غررت غلاما من بني هاشم فابتعت منه أرضا لا يملكها فاقبض من الغلام ما دفعته إليه واردد إلينا أرضنا
فبعث معاوية على مسلم فأخبره بذلك وأقرأه كتاب الحسين وقال اردد علينا مالنا وخذ أرضك فإنك بعت مالا ما لاتملك فقال مسلم أما دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب برجليه وقال يا بني هذا والله كلام قاله لي أبوك حين ابتعت له أمك
ثم كتب الى الحسين عليه السلام اني قد رددت عليكم الأرض وسوّغت مسلما ما أخذ فقال الحسين عليه السلام أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما
من الصعب جدا الإستناد إلى هذه الرواية لأسباب عديدة نأتي على المهم منها
الاول أنها منقطعة الاسناد وطرح رجال الحديث مما يحظ من قيمته لما فيه من الجهالة بمعرفة أحوال أولئك المتروكين والتدليس الشائن
الثاني أن المدائني لا يوثق بأحاديثه مهما تكثرت في الجوامع بعد ما ضعفه ابن عدي في الكامل ويؤيده أنه أموي النزعة من جهة ولائه لآل عبد شمس والولاء كالتربية حاكم على النفوس والعقائد فهو ممن يحب للبيت الأموي التحلي بالصفات الكريمة لتهوى لهم الأفئدة وتخضع لهم الأعناق ويكونوا في صف من طهرهم الذكر المجيد بقوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا كما أثبت سبحانه لهم اشرف الخصال المحبوبة له إذ يقول ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا
يتبع
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ولادة مسلم عليه السلام
والسند في ولائه لهذا البيت نص ياقوت فإنه قال كان علي بن عبدالله ابن أبي سيف البصري المدائني البغدادي مولى سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ويقول ابن حجر أنه مولى عبد الرحمن بن سمرة وعدم موافقة ولادة المدائني التي هي في سنة 135 هـ لوفاة عبدالرحمن بن سمرة الواقعة في سنة 50 هـ لا يبعد هذا الولاء بعد ما ينص ابن كثير على أن لعبد الرحمن أولادا كثيرين ويسمى ابن حجر بعضهم عبيدالله وأنه تغلب على البصرة في فتنة ابن الأشعث فاطلاق الولاء لأبيهم عبدالرحمن أو لجدهم سمرة بملاحظة أولاده لاضير فيه
وإذا أفهمتنا الجوامع أن عبدالرحمن من الشجرة التي أنتجت معاوية وكان
من عماله على سجستان وغزالة خراسان وبلخ وكابل وفتح الرخج وبست وضح لنا أنه يسير على أثره وأنه حائد عن كل من ناوأ معاوية وهذه قضايا قياساتها معها
ولاريب أن الموالي يرثون هذه النزعة كالأنساب اللهم إلا أن يكبح هذا الجماح الخضوع لقانون الاسلام فيقف عند حدوده ولكن أين هذا من المدائني المكثر من خلق الأحاديث الرافعة للبيت الأموي الواضعة من قدر رجالات بيت الوحي والنبوة وانها لشنشنة مضى عليها الأولون نعرفها من منافسة عبد شمس أخاه هاشما مطعم الطير والوحوش ومنافسة حرب بن أمية عبدالمطلب الذي كفأ عليه إناءه واستعبده عشر سنين ومنافسة أبي سفيان للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الذي من عليه يوم الفتح وأطلق له جاهد ونافس ابن آكلة الأكباد أمير المؤمنين عليه السلام الذي اصطفاه النبي صلى الله عليه وآله يوم المؤاخاة بالأخوة ومنحه الخلافة الإلهية إذ قال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي
الثالث أن المتأمل في هذه المحاورة الواقعة بين عقيل ومعاوية في أمر الجارية يظهر له مغزى المدائني فانه أراد أن يسجل صحيفة من حلم معاوية واناته وكرمه مع المس في الذوات القدسية من آل الرسول الأطهر وقد فاته أن المستقبل يكشف عن واياه
قال في تلك المحاورة
ولما أتت على مسلم بن عقيل ثمان عشرة سنة وقد مات أبوه عقيل قال لمعاوية ان لي أرضا بمكان كذا من المدينة وقد أعطيت بها مائة الف وقد أحببت أن أبيعك إياها فادفع لي الثمن فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن اليه
وفي هذه الجملة خلل واضح فإنه أثبت بيع مسلم الأرض وعمره ثمان عشرة سنة وأبوه ميت وعلى ما يقوله ابن حجر أن عقيلا مات سنة ستين وقيل بعدها يكون
عمر مسلم عليه السلام ثمان عشرة سنة عند شهادته في سنة ستين وهذا لا يتفق مع ما أثبته المؤرخون من تزويجه بثلاث نساء أو أكثر وأن له أولادا خمسة وبنتا فإنه وإن لم يكن من المحال في هذه المدة القصيرة التي هي عبارة عن ثلاث سنين بعد بلوغه أن يتزوج من ثلاث نساء ويستولد هذا العدد لكن العادة المطردة تأباه
ثم هناك شيء آخر وهو أن كلا من عقيل ومسلم ومعاوية ماتوا في ستين استشهد مسلم عليه السلام في ذي الحجة وهلك معاوية في رجب وموت عقيل لم يتعين قبل رجب أو فيه أو بعده فعلى الأخيرين لاتتم دعوى سفر مسلم الى الشام وبيعه الأرض وعلى الأول أعني موته قبل رجب المتردد بين أن يكون في المحرم أو ما بينه وبين رجب فالعقل وإن لم يمنع صدور البيع في هذا الزمن إلا أن من البعيد جدا أن يشد مسلم عليه السلام الرحال من المدينة إلى الشّام ويتحمل وعثاء السفر لبيع الأرض من معاوية بالمقدار الذي دفعه اليه الرجل المدني كما يفيده قول لمعاوية ان لي أرضا بمكان كذا من المدينة وقد أعطيت بها مائة ألف وأحببت أن أبيعك إياها
فان كل أحد يعد اتخاذ هذه الطريقة سفها وحاشا داعية السبط أن يرتكب خطة لا يصادق عليها العقل ويكون مرمى لسهام اللوم إلا أن يكون قد تزلف الى معاوية ببيعه الأرض والشمم الهاشمي الذي انحنت عليه أضالعه يأباه له كيف وهو يشاهد دماءهم الطاهرة ودماء من شايعهم تقطر من سيفه وأنديتهم تلهج بانحرافه عن خطة سلفه الطيب وغدره بالإمام الحسن عليه السلام تدرسه ناشئة هذا البيت كل يوم
والتحيل لاستخلاص أموالهم من يد معاوية كما يراه البعض لا يتوقف على هذه الطريقة المشوهة لبيتهم المنيع ومقامهم الرفيع مع أنهم بعيدون عن أمثالهم لأن نفوسهم الزاكية تكبر بهم عما فيه الضعة والخسة ولو عند العامة هذا اذا كان موت عقيل في سنة ستين وأما اذا كان بعدها كما هو القول المحكى في نص ابن حجر كما عرفت فالكذب في هذا البيع واضح والمسافة للتصحيح بعيدة لأنه عليه يكون بيع مسلم الأرض بعد موت أبيه كما في الرواية ومعاوية بين أطباق الثرى وقد فاز مسلم بالشهادة يومئذ
ولو ذهبنا الى رأي الصفدي وابن كثير من تعيين وفاة عقيل في سنة خمسين
يكون لمسلم عليه السلام عند شهادته في سنة ستين ثمان وعشرون سنة وتكون ولادته سنة اثنين وثلاثين قبل واقعة صفين الكائنة في سنة 37 بخمس سنين وهذا وإن التأم مع ذلك العدد من أولاده لكن لا يلتئم مع ما ذكره ابن شهر آشوب الحافظ الثبت الثقة بنص الفريقين من الشيعة والسنة
فإنه يقول جعل أمير المؤمنين عليه السلام على ميمنته في صفين الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر ومسلم بن عقيل وعلى الميسرة محمد بن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وهاشم بن عتبة المرقال
ومن المعلوم أن من يجعله أميرالمؤمنين في صف أولاد عمّيه البالغين نحوا من خمس وثلاثني سنة لابد وأن يقاربهم في السن كما قرن بين ابن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وهما متقاربان في السن فان محمد بن الحنفية ولد سنة 16 وله يوم صفي احدى وعشرون سنة ومحمد بن أبي بكر ولد عام حجة الوداع بذي الحليفة أو بالشجرة حين توجه رسول الله للحج وقتل سنة 38 وله يوم صفين 27 سنة
وحينئذ لا أقل أن يقدر عمر مسلم بن عقيل بالثلاثين أو الثمان وعشرين وتكون ولادته أما سنة سبع أو تسع وله يوم شهادته أكثر من خمسين سنة وعلى هذا التقدير في ولادته أين ولاية معاوية في الشام وأين مسير عقيل اليه بل أين إسلام معاوية فإنه أسلم بعد سنة تسع قبل وفاة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بأشهر
وإذا أخذنا بنص الواقدي كانت المسافة أبعد قال لما دخل المسلمون مدينة البهنسا بعد حصار طويل دخل مسلم بن عقيل في جملة الهاشميين وهو يقول
ضنـا في الحرب والسهر الطويل
وأقلقنــي التسهـد والعويــل
فواثـارات جعفـر مــع علـي
وما أبــدى جوابك يـا عقيـل
سأقتــل بالمهنـد كــل كلـب
عسى في الحرب أن يشفى الغليل
يتبع
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ولادة مسلم عليه السلام
والسند في ولائه لهذا البيت نص ياقوت فإنه قال كان علي بن عبدالله ابن أبي سيف البصري المدائني البغدادي مولى سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ويقول ابن حجر أنه مولى عبد الرحمن بن سمرة وعدم موافقة ولادة المدائني التي هي في سنة 135 هـ لوفاة عبدالرحمن بن سمرة الواقعة في سنة 50 هـ لا يبعد هذا الولاء بعد ما ينص ابن كثير على أن لعبد الرحمن أولادا كثيرين ويسمى ابن حجر بعضهم عبيدالله وأنه تغلب على البصرة في فتنة ابن الأشعث فاطلاق الولاء لأبيهم عبدالرحمن أو لجدهم سمرة بملاحظة أولاده لاضير فيه
وإذا أفهمتنا الجوامع أن عبدالرحمن من الشجرة التي أنتجت معاوية وكان
من عماله على سجستان وغزالة خراسان وبلخ وكابل وفتح الرخج وبست وضح لنا أنه يسير على أثره وأنه حائد عن كل من ناوأ معاوية وهذه قضايا قياساتها معها
ولاريب أن الموالي يرثون هذه النزعة كالأنساب اللهم إلا أن يكبح هذا الجماح الخضوع لقانون الاسلام فيقف عند حدوده ولكن أين هذا من المدائني المكثر من خلق الأحاديث الرافعة للبيت الأموي الواضعة من قدر رجالات بيت الوحي والنبوة وانها لشنشنة مضى عليها الأولون نعرفها من منافسة عبد شمس أخاه هاشما مطعم الطير والوحوش ومنافسة حرب بن أمية عبدالمطلب الذي كفأ عليه إناءه واستعبده عشر سنين ومنافسة أبي سفيان للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الذي من عليه يوم الفتح وأطلق له جاهد ونافس ابن آكلة الأكباد أمير المؤمنين عليه السلام الذي اصطفاه النبي صلى الله عليه وآله يوم المؤاخاة بالأخوة ومنحه الخلافة الإلهية إذ قال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي
الثالث أن المتأمل في هذه المحاورة الواقعة بين عقيل ومعاوية في أمر الجارية يظهر له مغزى المدائني فانه أراد أن يسجل صحيفة من حلم معاوية واناته وكرمه مع المس في الذوات القدسية من آل الرسول الأطهر وقد فاته أن المستقبل يكشف عن واياه
قال في تلك المحاورة
ولما أتت على مسلم بن عقيل ثمان عشرة سنة وقد مات أبوه عقيل قال لمعاوية ان لي أرضا بمكان كذا من المدينة وقد أعطيت بها مائة الف وقد أحببت أن أبيعك إياها فادفع لي الثمن فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن اليه
وفي هذه الجملة خلل واضح فإنه أثبت بيع مسلم الأرض وعمره ثمان عشرة سنة وأبوه ميت وعلى ما يقوله ابن حجر أن عقيلا مات سنة ستين وقيل بعدها يكون
عمر مسلم عليه السلام ثمان عشرة سنة عند شهادته في سنة ستين وهذا لا يتفق مع ما أثبته المؤرخون من تزويجه بثلاث نساء أو أكثر وأن له أولادا خمسة وبنتا فإنه وإن لم يكن من المحال في هذه المدة القصيرة التي هي عبارة عن ثلاث سنين بعد بلوغه أن يتزوج من ثلاث نساء ويستولد هذا العدد لكن العادة المطردة تأباه
ثم هناك شيء آخر وهو أن كلا من عقيل ومسلم ومعاوية ماتوا في ستين استشهد مسلم عليه السلام في ذي الحجة وهلك معاوية في رجب وموت عقيل لم يتعين قبل رجب أو فيه أو بعده فعلى الأخيرين لاتتم دعوى سفر مسلم الى الشام وبيعه الأرض وعلى الأول أعني موته قبل رجب المتردد بين أن يكون في المحرم أو ما بينه وبين رجب فالعقل وإن لم يمنع صدور البيع في هذا الزمن إلا أن من البعيد جدا أن يشد مسلم عليه السلام الرحال من المدينة إلى الشّام ويتحمل وعثاء السفر لبيع الأرض من معاوية بالمقدار الذي دفعه اليه الرجل المدني كما يفيده قول لمعاوية ان لي أرضا بمكان كذا من المدينة وقد أعطيت بها مائة ألف وأحببت أن أبيعك إياها
فان كل أحد يعد اتخاذ هذه الطريقة سفها وحاشا داعية السبط أن يرتكب خطة لا يصادق عليها العقل ويكون مرمى لسهام اللوم إلا أن يكون قد تزلف الى معاوية ببيعه الأرض والشمم الهاشمي الذي انحنت عليه أضالعه يأباه له كيف وهو يشاهد دماءهم الطاهرة ودماء من شايعهم تقطر من سيفه وأنديتهم تلهج بانحرافه عن خطة سلفه الطيب وغدره بالإمام الحسن عليه السلام تدرسه ناشئة هذا البيت كل يوم
والتحيل لاستخلاص أموالهم من يد معاوية كما يراه البعض لا يتوقف على هذه الطريقة المشوهة لبيتهم المنيع ومقامهم الرفيع مع أنهم بعيدون عن أمثالهم لأن نفوسهم الزاكية تكبر بهم عما فيه الضعة والخسة ولو عند العامة هذا اذا كان موت عقيل في سنة ستين وأما اذا كان بعدها كما هو القول المحكى في نص ابن حجر كما عرفت فالكذب في هذا البيع واضح والمسافة للتصحيح بعيدة لأنه عليه يكون بيع مسلم الأرض بعد موت أبيه كما في الرواية ومعاوية بين أطباق الثرى وقد فاز مسلم بالشهادة يومئذ
ولو ذهبنا الى رأي الصفدي وابن كثير من تعيين وفاة عقيل في سنة خمسين
يكون لمسلم عليه السلام عند شهادته في سنة ستين ثمان وعشرون سنة وتكون ولادته سنة اثنين وثلاثين قبل واقعة صفين الكائنة في سنة 37 بخمس سنين وهذا وإن التأم مع ذلك العدد من أولاده لكن لا يلتئم مع ما ذكره ابن شهر آشوب الحافظ الثبت الثقة بنص الفريقين من الشيعة والسنة
فإنه يقول جعل أمير المؤمنين عليه السلام على ميمنته في صفين الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر ومسلم بن عقيل وعلى الميسرة محمد بن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وهاشم بن عتبة المرقال
ومن المعلوم أن من يجعله أميرالمؤمنين في صف أولاد عمّيه البالغين نحوا من خمس وثلاثني سنة لابد وأن يقاربهم في السن كما قرن بين ابن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وهما متقاربان في السن فان محمد بن الحنفية ولد سنة 16 وله يوم صفي احدى وعشرون سنة ومحمد بن أبي بكر ولد عام حجة الوداع بذي الحليفة أو بالشجرة حين توجه رسول الله للحج وقتل سنة 38 وله يوم صفين 27 سنة
وحينئذ لا أقل أن يقدر عمر مسلم بن عقيل بالثلاثين أو الثمان وعشرين وتكون ولادته أما سنة سبع أو تسع وله يوم شهادته أكثر من خمسين سنة وعلى هذا التقدير في ولادته أين ولاية معاوية في الشام وأين مسير عقيل اليه بل أين إسلام معاوية فإنه أسلم بعد سنة تسع قبل وفاة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بأشهر
وإذا أخذنا بنص الواقدي كانت المسافة أبعد قال لما دخل المسلمون مدينة البهنسا بعد حصار طويل دخل مسلم بن عقيل في جملة الهاشميين وهو يقول
ضنـا في الحرب والسهر الطويل
وأقلقنــي التسهـد والعويــل
فواثـارات جعفـر مــع علـي
وما أبــدى جوابك يـا عقيـل
سأقتــل بالمهنـد كــل كلـب
عسى في الحرب أن يشفى الغليل
يتبع
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ولادة مسلم عليه السلام
وكان فتح البهنسا في أيام عمر بن الخطاب
فان من يخرج في صف المجاهدين أيام ابن الخطاب لابد وأن يبلغ على الأقل عشرين سنة وحينئذ تكون ولادته في أوائل الهجرة وكان معاوية يومئذ راسبا في بحر الشرك والضلال عابدا للأوثان
ثم إن رجلا كمسلم يراه عمه أمير المؤمنين عليه السلام جديرا بقيادة الجيش يوم صفين فيجعله على الميمنة في صف ولديه الإمامين السبطين عليهما السلام وابن أخيه عبدالله بن جعفر ويجده سيد الشهداء قابلا لأهلية الولاية على أعظم حاضرة في العراق الكوفة فيحبوه بالنيابة الخاصة في الدينيات والمدنيات
لابد وأن يكون أعظم رجل في العقل والدين والأخلاق حتى لايقع الغمز والطعن فيمن يمثل موقف الإمامة بأنه ارتكب دنيّة أو جاء برذيلة أو فعل محرما أو بدت منه رعونة ولو في أمس الدابر فينتكث فتله وتتلاشى مقدرته
على أن تلكم الأحوال لو كان من الجائز صدورها منه في الماضي لجاز عودها إليه أيام ولايته فينتقض الغرض من إرساله مهذبا ومؤدبا وقامعا للريب والشبهات وزاجرا عما يأباه الدين والإنسانية
فالإمام أبو عبدالله عليه السلام لم يشرف أحدا بالولاية إلا وهو يعلم بأنه يمضي في أمره كالحديدة المحماة وإنا لا نشك في أن سيد الشهداء لم يرسل مسلما واليا من قبله ويزيّنه بتلك الرتبة العظيمة ثم يشفع ذلك بتشريف الأخوة له التي هي أخوّة العلم والدين وأنه ثقته من أهل بيته إلا وهو يعلم بأنه في كل أدوار حياته منذ نشأته إلى حين تأهّله لهذه الزعامة الكبرى رجل العلم والتّقى رجل العقل والسياسة رجل الأخلاق والإيمان وهناك شيء أغرب من هذا وهو نسبة المدائني كتاب أبي الضيم الى معاوية لما بلغه الإعفاء عن الأرض والمال فقال في كتابه أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما وكل أحد تتجلى له هذه الأكذوبة لا تحتاج إلى تدليل لوضوح شهامة أبي عبدالله عليه السلام وعدم رضوخه للدّنيّة في قول أو فعل ومتى أعترف سيد شباب أهل الجنة لآل أبي سفيان بمكارم الأخلاق من يوم منافسة جدهم عبد شمس لأخيه هاشم الى يوم مناوأة معاوية لأمير المؤمنين وأي مأثرة غريزية حفظت لهذا البيت غير طفائف تخلّقوا بها وقد ظهر أضدادها على فلتات ألسنتهم أليس معاوية هو القائل ليزيد عليك بالصفح فإن أمكنت الفرصة عليك بالسيف
ولم يزل أبو عبدالله الحسين عليه السلام يصارح بما أودعه المهيمن جل شأنه فيه من الأنفة وعدم الخضوع للدنايا في مواطن كثيرة وان كلمته الذهبية في آخر يومه تفيدنا فقها بالفطرة الموهوبة له من المولى سبحانه فإنه قال يوم الطف
« ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وانوف حمية ونفوس أبيّة من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام
وان عمدة ما يفت في عضد هذه الأكذوبة ويتدهور بها الى هوة البطلان هذه الكلمة التي لا يهيج بها هاشمي ذو شمم نعم يأبى للهاشمي إباؤه وشهامته يأبى له حفاظه ووجدانه بل يأبى لأي مؤمن إيمانه وعلمه أن يعترف لابن آكلة الأكباد بتلك المأثرة البالغة حدها وهو يلعم أن ابن هند المقعي على إنقاض الخلافة الإسلامية خلوا من أي حنكة وإنما أدعم باطله المحض بالتحلم والمحاباة والتزلف يوهم بها الرعرعة من الناس بأن هذه الاناة هي الكافلة لأهلية الخلافة
والإمام الشهيد العارف بهذه الزخارف مضافا الى نفسيته القدسية وإبائه العلوي جد عليم بأنه إن فاهَ بمثل تلك الكلمة التي نسبها إليه المدائني اتخذها الناس حجة دامغة خصوصا مع مشاهدتهم وفر معاوية وورائهم دسائسه ومعهم سماسرة الشهوات فيكون الإمام ـ عليه السلام مغريا بهم الى الهوان ومقرا لهم على الضلال
والباطل وحاشا إمام الحق أن يرتكب ما فيه إغراء للناس وهو مقيض لإنقاذ البشر من ورطة الجهل المردي
وأني لا أظن بعد هذا البيان الضافي يبقى الواقف على كلمة المدائني أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما مرتابا في افتعال نسبتها إلى سيد الحفاظ والحمية والشهامة سيد الغيارى على المبادئ الصحيحة سيد شباب أهل الجنة ـ عليه السلام -
يتبع
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ولادة مسلم عليه السلام
وكان فتح البهنسا في أيام عمر بن الخطاب
فان من يخرج في صف المجاهدين أيام ابن الخطاب لابد وأن يبلغ على الأقل عشرين سنة وحينئذ تكون ولادته في أوائل الهجرة وكان معاوية يومئذ راسبا في بحر الشرك والضلال عابدا للأوثان
ثم إن رجلا كمسلم يراه عمه أمير المؤمنين عليه السلام جديرا بقيادة الجيش يوم صفين فيجعله على الميمنة في صف ولديه الإمامين السبطين عليهما السلام وابن أخيه عبدالله بن جعفر ويجده سيد الشهداء قابلا لأهلية الولاية على أعظم حاضرة في العراق الكوفة فيحبوه بالنيابة الخاصة في الدينيات والمدنيات
لابد وأن يكون أعظم رجل في العقل والدين والأخلاق حتى لايقع الغمز والطعن فيمن يمثل موقف الإمامة بأنه ارتكب دنيّة أو جاء برذيلة أو فعل محرما أو بدت منه رعونة ولو في أمس الدابر فينتكث فتله وتتلاشى مقدرته
على أن تلكم الأحوال لو كان من الجائز صدورها منه في الماضي لجاز عودها إليه أيام ولايته فينتقض الغرض من إرساله مهذبا ومؤدبا وقامعا للريب والشبهات وزاجرا عما يأباه الدين والإنسانية
فالإمام أبو عبدالله عليه السلام لم يشرف أحدا بالولاية إلا وهو يعلم بأنه يمضي في أمره كالحديدة المحماة وإنا لا نشك في أن سيد الشهداء لم يرسل مسلما واليا من قبله ويزيّنه بتلك الرتبة العظيمة ثم يشفع ذلك بتشريف الأخوة له التي هي أخوّة العلم والدين وأنه ثقته من أهل بيته إلا وهو يعلم بأنه في كل أدوار حياته منذ نشأته إلى حين تأهّله لهذه الزعامة الكبرى رجل العلم والتّقى رجل العقل والسياسة رجل الأخلاق والإيمان وهناك شيء أغرب من هذا وهو نسبة المدائني كتاب أبي الضيم الى معاوية لما بلغه الإعفاء عن الأرض والمال فقال في كتابه أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما وكل أحد تتجلى له هذه الأكذوبة لا تحتاج إلى تدليل لوضوح شهامة أبي عبدالله عليه السلام وعدم رضوخه للدّنيّة في قول أو فعل ومتى أعترف سيد شباب أهل الجنة لآل أبي سفيان بمكارم الأخلاق من يوم منافسة جدهم عبد شمس لأخيه هاشم الى يوم مناوأة معاوية لأمير المؤمنين وأي مأثرة غريزية حفظت لهذا البيت غير طفائف تخلّقوا بها وقد ظهر أضدادها على فلتات ألسنتهم أليس معاوية هو القائل ليزيد عليك بالصفح فإن أمكنت الفرصة عليك بالسيف
ولم يزل أبو عبدالله الحسين عليه السلام يصارح بما أودعه المهيمن جل شأنه فيه من الأنفة وعدم الخضوع للدنايا في مواطن كثيرة وان كلمته الذهبية في آخر يومه تفيدنا فقها بالفطرة الموهوبة له من المولى سبحانه فإنه قال يوم الطف
« ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وانوف حمية ونفوس أبيّة من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام
وان عمدة ما يفت في عضد هذه الأكذوبة ويتدهور بها الى هوة البطلان هذه الكلمة التي لا يهيج بها هاشمي ذو شمم نعم يأبى للهاشمي إباؤه وشهامته يأبى له حفاظه ووجدانه بل يأبى لأي مؤمن إيمانه وعلمه أن يعترف لابن آكلة الأكباد بتلك المأثرة البالغة حدها وهو يلعم أن ابن هند المقعي على إنقاض الخلافة الإسلامية خلوا من أي حنكة وإنما أدعم باطله المحض بالتحلم والمحاباة والتزلف يوهم بها الرعرعة من الناس بأن هذه الاناة هي الكافلة لأهلية الخلافة
والإمام الشهيد العارف بهذه الزخارف مضافا الى نفسيته القدسية وإبائه العلوي جد عليم بأنه إن فاهَ بمثل تلك الكلمة التي نسبها إليه المدائني اتخذها الناس حجة دامغة خصوصا مع مشاهدتهم وفر معاوية وورائهم دسائسه ومعهم سماسرة الشهوات فيكون الإمام ـ عليه السلام مغريا بهم الى الهوان ومقرا لهم على الضلال
والباطل وحاشا إمام الحق أن يرتكب ما فيه إغراء للناس وهو مقيض لإنقاذ البشر من ورطة الجهل المردي
وأني لا أظن بعد هذا البيان الضافي يبقى الواقف على كلمة المدائني أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما مرتابا في افتعال نسبتها إلى سيد الحفاظ والحمية والشهامة سيد الغيارى على المبادئ الصحيحة سيد شباب أهل الجنة ـ عليه السلام -
يتبع
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
نشأته عليه السلام
لقد عرفت فيما قدمناه من صفة بيت أبي طالب ومبلغ رجالاته من العلم والمعارف الإلهية وأنهم على الأوضاع والغرر اللائحة في أنسابهم واحسابهم لا تعدوهم الفضائل العصامية من علم وحكمة وأخلاق وبلاغة وأدب وشجاعة وفروسية إلى مآثر جمة ازدانت بسروات المجد من بني هشام وأن كلام منهم أمة واحدة في المكارم جمعاء
وإن من قضاء الطبيعة وناموس البيئة أنهم يمرنون وليدهم ويربون الناشئ منهم على ما تدفقت به أوعيتهم فلا يدرج الطفل إلا والحنكة ملء إهابه ولا يشب الصغير إلا وهو محتو لفضيلة المشايخ واذا التقيت بالرجل هكذا بين فواضل وفضائل ومآثر ومفاخر ولا سيما ان من جبلة رجالات البيت تغذية ناشئهم بما عندهم من آلاء وتحنيكه بنمير مكارمهم وإروائه بزلال من حكمهم البالغة وعظاتهم الشافية وتعاليمهم الراقية فقضية قانون التربية الصحيحة أن يكون الولد إنسانا كاملا
نعم هكذا أرباب الفضائل من آل أبي طالب لا يروقهم في صغيرهم إلا ما يروقهم في الأكابر ولا يرضيهم ممن يمت بهم إلا أن يزدان به منتدى العلم ودست الإمارة ويبتلج به صهوة الخيل ومنبر الخطابة وأن يسير مع الركب ذكره ومع الريح نشره لكي يقتدى به في المآثر ويقتص أثره في الأخلاق
وهذا الذي ذكرناه إنما هو مرحلة الإقتضاء التربوي ويختص بما اذا صادق قابلية المحلّ وعدم المزاحمة بموانع خارجية تسلب الأثر من كل هاتيك الموجبات من بيئة وبيئة أو مجالس سوء أو شره ثابت فإن هذه الأمور تستوجب التخلف عن ذلك الإقتضاء كما نسب إلى شذاذ من العلويين فإنه على فرض صحة النقل لا يصار إليها إلا في الموارد المفيدة للعلم بخروج الناشئ عن ذلك الناموس وأما داعية الحسين عليه السلام وسفيره الى العراق فكانت لياقته الذاتية وتأهله للفضائل وتأثره بتلك التربية الصحيحة ونشوؤه في ذلك البيت الممنع وتخرجه من كلية الخلافة الإلهية قاضية بسيره مع ضوء التعاليم المقدسة فأينما يتوجه إلى ناحية من نواحي هذا البيت لا يقع نظره إلا إلى أستاذ في العلم أو مقتدى في الأخلاق أو زعيم في الدين أو بطل في الشجاعة أو إمام في البلاغة أو مقنن في السياسة الآلهية
فكانت نفس مسلم بن عقيل عليه السلام تهش الى نيل مداهم منذ نعومة الأظفار كما هو طبع المتربى بهذا البيت ففي كل حين له نزوع الى مشاكلة كبرائهم وهذه قاعدة مطردة فإنك تجد ابن العالم يأنف عن أن يعد في أبناء العامة وابن الملك يكبر نفسه إلا عن خلائق والده وولد الزعيم يترفّع عن مشاكلة رعاياه فكل منهم يرمي الى ما يرفعه عن غرائز الطبقات الواطئة
إذا فما ظنك بمسلم بن عقيل عليه السلام الذي هو أول من وقع بصره عليه عمه أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه وابناه الإمامان إن قاما وإن قعدا صلوات الله عليهما ورجالات السؤدد والخطر من آل عبدالمطلب وسمع أخبار الغابرين من أهل بيته في المفاخر والمآثر فهل يمكن أن يكون له هوى إلا مع الفضيلة أو نزوعا إلا الى المحامد نعم نشأ مسلم مع العلم والتقوى والبطولة والهدى والحزم والحجى والرشد كما شاء الله سبحانه حتى أحب لقاءه يوم سعادته بشهادته
ولقد كان من أهم ما يتلقاه مسلم عليه السلام من أكابر قومه مناوأة البيت الأموي أضداد الفضيلة وأعداء الدين وحضنة الجاهلية الأولي وناشري ألوية الوثنية والدعاة الى كل رذيلة بأعمالهم وأقوالهم ولهذه كانت تعد تلك المباينة من الهاشميين لهم من أسمى مناقبهم الحال كان داعية السبط الشهيد عليه السلام وارثا لهذه الظاهرة بأتم ما لها من المعنى
ومما لا يستسهل العقل قبوله أن يكون ابن عقيل عليه السلام متزلفا الى واحد ممن ناوأ آباءه الأطائب أو مجاملا له فيجر الرذيلة الى قومه وتفوته الشهامة
الهاشمية والإباء الموروث له والشمم المتأصل كيف وانه
درة تـاج الفضـل والكرامـة * قـرة عيـن المجـد والشهامة
أول رافع لرايــة الهــدى * خص بفضل السبق بين الشهداء
كفاه فضلا شـرف الرسالــة * عن معدن العـزة والجلالة
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
نشأته عليه السلام
لقد عرفت فيما قدمناه من صفة بيت أبي طالب ومبلغ رجالاته من العلم والمعارف الإلهية وأنهم على الأوضاع والغرر اللائحة في أنسابهم واحسابهم لا تعدوهم الفضائل العصامية من علم وحكمة وأخلاق وبلاغة وأدب وشجاعة وفروسية إلى مآثر جمة ازدانت بسروات المجد من بني هشام وأن كلام منهم أمة واحدة في المكارم جمعاء
وإن من قضاء الطبيعة وناموس البيئة أنهم يمرنون وليدهم ويربون الناشئ منهم على ما تدفقت به أوعيتهم فلا يدرج الطفل إلا والحنكة ملء إهابه ولا يشب الصغير إلا وهو محتو لفضيلة المشايخ واذا التقيت بالرجل هكذا بين فواضل وفضائل ومآثر ومفاخر ولا سيما ان من جبلة رجالات البيت تغذية ناشئهم بما عندهم من آلاء وتحنيكه بنمير مكارمهم وإروائه بزلال من حكمهم البالغة وعظاتهم الشافية وتعاليمهم الراقية فقضية قانون التربية الصحيحة أن يكون الولد إنسانا كاملا
نعم هكذا أرباب الفضائل من آل أبي طالب لا يروقهم في صغيرهم إلا ما يروقهم في الأكابر ولا يرضيهم ممن يمت بهم إلا أن يزدان به منتدى العلم ودست الإمارة ويبتلج به صهوة الخيل ومنبر الخطابة وأن يسير مع الركب ذكره ومع الريح نشره لكي يقتدى به في المآثر ويقتص أثره في الأخلاق
وهذا الذي ذكرناه إنما هو مرحلة الإقتضاء التربوي ويختص بما اذا صادق قابلية المحلّ وعدم المزاحمة بموانع خارجية تسلب الأثر من كل هاتيك الموجبات من بيئة وبيئة أو مجالس سوء أو شره ثابت فإن هذه الأمور تستوجب التخلف عن ذلك الإقتضاء كما نسب إلى شذاذ من العلويين فإنه على فرض صحة النقل لا يصار إليها إلا في الموارد المفيدة للعلم بخروج الناشئ عن ذلك الناموس وأما داعية الحسين عليه السلام وسفيره الى العراق فكانت لياقته الذاتية وتأهله للفضائل وتأثره بتلك التربية الصحيحة ونشوؤه في ذلك البيت الممنع وتخرجه من كلية الخلافة الإلهية قاضية بسيره مع ضوء التعاليم المقدسة فأينما يتوجه إلى ناحية من نواحي هذا البيت لا يقع نظره إلا إلى أستاذ في العلم أو مقتدى في الأخلاق أو زعيم في الدين أو بطل في الشجاعة أو إمام في البلاغة أو مقنن في السياسة الآلهية
فكانت نفس مسلم بن عقيل عليه السلام تهش الى نيل مداهم منذ نعومة الأظفار كما هو طبع المتربى بهذا البيت ففي كل حين له نزوع الى مشاكلة كبرائهم وهذه قاعدة مطردة فإنك تجد ابن العالم يأنف عن أن يعد في أبناء العامة وابن الملك يكبر نفسه إلا عن خلائق والده وولد الزعيم يترفّع عن مشاكلة رعاياه فكل منهم يرمي الى ما يرفعه عن غرائز الطبقات الواطئة
إذا فما ظنك بمسلم بن عقيل عليه السلام الذي هو أول من وقع بصره عليه عمه أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه وابناه الإمامان إن قاما وإن قعدا صلوات الله عليهما ورجالات السؤدد والخطر من آل عبدالمطلب وسمع أخبار الغابرين من أهل بيته في المفاخر والمآثر فهل يمكن أن يكون له هوى إلا مع الفضيلة أو نزوعا إلا الى المحامد نعم نشأ مسلم مع العلم والتقوى والبطولة والهدى والحزم والحجى والرشد كما شاء الله سبحانه حتى أحب لقاءه يوم سعادته بشهادته
ولقد كان من أهم ما يتلقاه مسلم عليه السلام من أكابر قومه مناوأة البيت الأموي أضداد الفضيلة وأعداء الدين وحضنة الجاهلية الأولي وناشري ألوية الوثنية والدعاة الى كل رذيلة بأعمالهم وأقوالهم ولهذه كانت تعد تلك المباينة من الهاشميين لهم من أسمى مناقبهم الحال كان داعية السبط الشهيد عليه السلام وارثا لهذه الظاهرة بأتم ما لها من المعنى
ومما لا يستسهل العقل قبوله أن يكون ابن عقيل عليه السلام متزلفا الى واحد ممن ناوأ آباءه الأطائب أو مجاملا له فيجر الرذيلة الى قومه وتفوته الشهامة
الهاشمية والإباء الموروث له والشمم المتأصل كيف وانه
درة تـاج الفضـل والكرامـة * قـرة عيـن المجـد والشهامة
أول رافع لرايــة الهــدى * خص بفضل السبق بين الشهداء
كفاه فضلا شـرف الرسالــة * عن معدن العـزة والجلالة
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
نقدم التعازي إلى مقام ناموس الله الأعظم
وحجة الله على خلقه الإمام المهدي
عجل الله فرجه الشريف وإلى كل شيعته في العالم
بمناسبة ذكرى استشهاد مسلم بن عقيل رضوان الله تعالى عليه
الذي قتل في يوم عرفة عام 60 للهجرة.
مما قيل في رثائه رضوان الله تعالى عليه:
بكـتك دمـــــاً يا ابن عمّ الحسين
مدامـــــع شـــــــيعتك السافحة
ولا برحت هــــاطلات العيــــون
تحيـــــيك غــــــادية رائـــحـــه
لأنّك لم تـــــرو مــــــن شـــربة
ثـــــــناياك فيـــها غـدت طائحة
رمـــوك مــن القصر إذ أوثقوك
فَـــهل سلمت فـــيك من جارحه
وسحباً تـــــجرّ بـــــــــأسواقهم
ألســـت أميــــــرهم البـــــارحة
أتقــــــضي ولـــم تبكك الباكيات
أما لك فـــــي المصر من نائحة
لئـــن تقضي نحباً فكم في زرود
عليـــــك العــــيشة من صائحه
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
نقدم التعازي إلى مقام ناموس الله الأعظم
وحجة الله على خلقه الإمام المهدي
عجل الله فرجه الشريف وإلى كل شيعته في العالم
بمناسبة ذكرى استشهاد مسلم بن عقيل رضوان الله تعالى عليه
الذي قتل في يوم عرفة عام 60 للهجرة.
مما قيل في رثائه رضوان الله تعالى عليه:
بكـتك دمـــــاً يا ابن عمّ الحسين
مدامـــــع شـــــــيعتك السافحة
ولا برحت هــــاطلات العيــــون
تحيـــــيك غــــــادية رائـــحـــه
لأنّك لم تـــــرو مــــــن شـــربة
ثـــــــناياك فيـــها غـدت طائحة
رمـــوك مــن القصر إذ أوثقوك
فَـــهل سلمت فـــيك من جارحه
وسحباً تـــــجرّ بـــــــــأسواقهم
ألســـت أميــــــرهم البـــــارحة
أتقــــــضي ولـــم تبكك الباكيات
أما لك فـــــي المصر من نائحة
لئـــن تقضي نحباً فكم في زرود
عليـــــك العــــيشة من صائحه
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
اسمه وكنيته ونسبه
السيّد أبو عبد الله ، مسلم بن عقيل بن أبي طالب
ولادته
ولد مسلم عام 22 هـ بالمدينة المنوّرة
أُمّه
السيّدة علية ، وهي جارية
زوجته
السيّدة رقية بنت الإمام علي (عليه السلام)
مكانته
كان مسلم (عليه السلام) من أجِلَّة بني هاشم ، وكان عاقلاً عالماً شجاعاً ، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) يلقّبه بثقتي ، وهو ما أشار إليه في رسالته إلى أهل الكوفة
ولشجاعته اختاره عمُّه أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفّين ، ووضعه على ميمنة العسكر مع الحسن والحسين (عليهما السلام)
إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بقتله
قال الإمام علي (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( يا رسول الله إنّك لتحبّ عقيلاً ) ؟
قال : ( أي والله إنّي لأحبّه حُبَّين ، حبّاً له وحبّاً لحبّ أبي طالب له ، وإن ولده مقتول – ويقصد بذلك مسلم – في محبّة ولدك ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون)
ثمّ بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى جرت دموعه على صدره ، ثمّ قال إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي)
خروجه إلى الكوفة
ارتأى الإمام الحسين (عليه السلام) أن يُرسل مندوباً عنه إلى الكوفة يهيّأ له الأجواء ، وينقل له واقع الأحداث ، ليستطيع أن يقرّر الموقف المناسب
ولابدّ لهذا السفير من صفات تؤهلّه لهذه السفارة ، فوقع الاختيار على مسلم بن عقيل (عليه السلام) ، لما كان يتّصف به من الحكمة والشجاعة والإخلاص
خرج مسلم (عليه السلام) من المدينة المنوّرة متوّجهاً إلى الكوفة في الخامس عشر من شهر رمضان 60 هـ ، ويصحبه قيس بن مسهر مع دليلان يدلاّنه الطريق
حمله لرسالة الإمام الحسين (عليه السلام) لأهل الكوفة
خرج مسلم (عليه السلام) من المدينة حاملاً رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى أهل الكوفة ، جاء فيها : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين ، أمّا بعد : فإنّ فلاناً وفلاناً قدما عليّ بكتبكم ، وكانا آخر رسلكم ، وفهمت مقالة جلّكم : أنّه ليس علينا إمام فأقبل ، لعلّ الله يجمعنا بك على الحق ، وإنّي باعث إليكم أخي ، وابن عمّي ، وثقتي من أهلي مسلم بن عقيل ، فإن كتب إليّ أنّه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجا والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم ، وقرأته في كتبكم ، أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله تعالى)
وصوله إلى الكوفة
وصل مسلم (عليه السلام) الكوفة ، في الخامس من شوال 60 هـ ، فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وأقبلت الناس تختلف إليه ، فكلّما اجتمع إليه منهم جماعة ، قرأ عليهم كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) ، وهم يبكون ، وبايعه الناس ، حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً
كتابه إلى الإمام الحسين (عليه السلام)
كتب مسلم (عليه السلام) كتاباً من الكوفة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) ، جاء فيه : (أمّا بعد ، فإن الرائد لا يكذب أهله ، وأن جميع أهل الكوفة معك ، وقد بايعني منهم ثمانية عشر ألفاً ، فعجّل الإقبال حين تقرأ كتابي هذا ، والسلام
ما كتبه عملاء الحكم الأموي عن تحركه
أرسل العملاء إلى يزيد رسائل تخبره عن مجيء مسلم (عليه السلام) منها : ( أمّا بعد ، فإنّ مسلم بن عقيل قد قدِم الكوفة ، وبايعته الشيعة للحسين بن علي بن أبي طالب ، فإن يكن لك في الكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قوياً ، ينفّذ أمرك ، ويعمل مثل عملك في عدوّك ، فإنّ النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يَتَضَعَّف )
إرسال ابن زياد إلى الكوفة
كتب يزيد بن معاوية رسالة إلى واليه في البصرة ، عبيد الله بن زياد ، يطلب منه أن يذهب إلى الكوفة ، ليسيطر على الوضع فيها ، ويقف أمام مسلم (عليه السلام) وتحرّكاته ومنذ وصول ابن زياد إلى قصر الإمارة في الكوفة ، أخذ يتهدّد ويتوعّد المعارضين والرافضين لحكومة يزيد
خروجه من دار المختار
لمّا سمع مسلم (عليه السلام) بوصول ابن زياد ، وما توعّد به ، خرج من دار المختار سرّاً إلى دار هاني بن عروة ليستقر بها ، ولكن جواسيس ابن زياد عرفوا بمكانه ، فأمر ابن زياد بإلقاء القبض على هاني بن عروة وسجنه
إعلانه الثورة على ابن زياد
لمّا بلغ خبر إلقاء القبض على هاني بن عروة إلى مسلم ، أمر (عليه السلام) أن ينادى في الناس : (يا منصور أمت)، فاجتمع الناس في مسجد الكوفة
فلمّا رأى ابن زياد ذلك ، دعا جماعة من رؤساء القبائل ، وأمرهم أن يسيروا في الكوفة ، ويخذلوا الناس عن مسلم ، ويعلموهم بوصول الجند من الشام
فلمّا سمع الناس مقالتهم أخذوا يتفرّقون ، وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها وزوجها وتقول : انصرف الناس يكفونك ، ويجيء الرجل إلى ابنه وأخيه ويقول له : غداً يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشر ؟! فيذهب به فينصرف ، فما زالوا يتفرّقون حتّى أمسى مسلم وحيداً ، ليس معه أحداً يدلّه على الطريق ، فمضى على وجهه في أزقة الكوفة ، حتّى انتهى إلى باب امرأة يقال لها : طوعة ، وهي على باب دارها تنتظر ولداً لها ، فسلّم عليها وقال : يا أمة الله أسقيني ماء ، فسقته وجلس
فقالت : يا عبد الله ، قم فاذهب إلى أهلك ؟ فقال : يا أمة الله ما لي في هذا المصر منزل ، فهل لك في أجر ومعروف ، ولعلّي أكافئك بعد اليوم ؟ فقالت : ومن أنت ؟ قال : أنا مسلم بن عقيل ، فأدخلته إلى دارها
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
اسمه وكنيته ونسبه
السيّد أبو عبد الله ، مسلم بن عقيل بن أبي طالب
ولادته
ولد مسلم عام 22 هـ بالمدينة المنوّرة
أُمّه
السيّدة علية ، وهي جارية
زوجته
السيّدة رقية بنت الإمام علي (عليه السلام)
مكانته
كان مسلم (عليه السلام) من أجِلَّة بني هاشم ، وكان عاقلاً عالماً شجاعاً ، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) يلقّبه بثقتي ، وهو ما أشار إليه في رسالته إلى أهل الكوفة
ولشجاعته اختاره عمُّه أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفّين ، ووضعه على ميمنة العسكر مع الحسن والحسين (عليهما السلام)
إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بقتله
قال الإمام علي (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( يا رسول الله إنّك لتحبّ عقيلاً ) ؟
قال : ( أي والله إنّي لأحبّه حُبَّين ، حبّاً له وحبّاً لحبّ أبي طالب له ، وإن ولده مقتول – ويقصد بذلك مسلم – في محبّة ولدك ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون)
ثمّ بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى جرت دموعه على صدره ، ثمّ قال إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي)
خروجه إلى الكوفة
ارتأى الإمام الحسين (عليه السلام) أن يُرسل مندوباً عنه إلى الكوفة يهيّأ له الأجواء ، وينقل له واقع الأحداث ، ليستطيع أن يقرّر الموقف المناسب
ولابدّ لهذا السفير من صفات تؤهلّه لهذه السفارة ، فوقع الاختيار على مسلم بن عقيل (عليه السلام) ، لما كان يتّصف به من الحكمة والشجاعة والإخلاص
خرج مسلم (عليه السلام) من المدينة المنوّرة متوّجهاً إلى الكوفة في الخامس عشر من شهر رمضان 60 هـ ، ويصحبه قيس بن مسهر مع دليلان يدلاّنه الطريق
حمله لرسالة الإمام الحسين (عليه السلام) لأهل الكوفة
خرج مسلم (عليه السلام) من المدينة حاملاً رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى أهل الكوفة ، جاء فيها : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين ، أمّا بعد : فإنّ فلاناً وفلاناً قدما عليّ بكتبكم ، وكانا آخر رسلكم ، وفهمت مقالة جلّكم : أنّه ليس علينا إمام فأقبل ، لعلّ الله يجمعنا بك على الحق ، وإنّي باعث إليكم أخي ، وابن عمّي ، وثقتي من أهلي مسلم بن عقيل ، فإن كتب إليّ أنّه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجا والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم ، وقرأته في كتبكم ، أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله تعالى)
وصوله إلى الكوفة
وصل مسلم (عليه السلام) الكوفة ، في الخامس من شوال 60 هـ ، فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وأقبلت الناس تختلف إليه ، فكلّما اجتمع إليه منهم جماعة ، قرأ عليهم كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) ، وهم يبكون ، وبايعه الناس ، حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً
كتابه إلى الإمام الحسين (عليه السلام)
كتب مسلم (عليه السلام) كتاباً من الكوفة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) ، جاء فيه : (أمّا بعد ، فإن الرائد لا يكذب أهله ، وأن جميع أهل الكوفة معك ، وقد بايعني منهم ثمانية عشر ألفاً ، فعجّل الإقبال حين تقرأ كتابي هذا ، والسلام
ما كتبه عملاء الحكم الأموي عن تحركه
أرسل العملاء إلى يزيد رسائل تخبره عن مجيء مسلم (عليه السلام) منها : ( أمّا بعد ، فإنّ مسلم بن عقيل قد قدِم الكوفة ، وبايعته الشيعة للحسين بن علي بن أبي طالب ، فإن يكن لك في الكوفة حاجة فابعث إليها رجلاً قوياً ، ينفّذ أمرك ، ويعمل مثل عملك في عدوّك ، فإنّ النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يَتَضَعَّف )
إرسال ابن زياد إلى الكوفة
كتب يزيد بن معاوية رسالة إلى واليه في البصرة ، عبيد الله بن زياد ، يطلب منه أن يذهب إلى الكوفة ، ليسيطر على الوضع فيها ، ويقف أمام مسلم (عليه السلام) وتحرّكاته ومنذ وصول ابن زياد إلى قصر الإمارة في الكوفة ، أخذ يتهدّد ويتوعّد المعارضين والرافضين لحكومة يزيد
خروجه من دار المختار
لمّا سمع مسلم (عليه السلام) بوصول ابن زياد ، وما توعّد به ، خرج من دار المختار سرّاً إلى دار هاني بن عروة ليستقر بها ، ولكن جواسيس ابن زياد عرفوا بمكانه ، فأمر ابن زياد بإلقاء القبض على هاني بن عروة وسجنه
إعلانه الثورة على ابن زياد
لمّا بلغ خبر إلقاء القبض على هاني بن عروة إلى مسلم ، أمر (عليه السلام) أن ينادى في الناس : (يا منصور أمت)، فاجتمع الناس في مسجد الكوفة
فلمّا رأى ابن زياد ذلك ، دعا جماعة من رؤساء القبائل ، وأمرهم أن يسيروا في الكوفة ، ويخذلوا الناس عن مسلم ، ويعلموهم بوصول الجند من الشام
فلمّا سمع الناس مقالتهم أخذوا يتفرّقون ، وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها وزوجها وتقول : انصرف الناس يكفونك ، ويجيء الرجل إلى ابنه وأخيه ويقول له : غداً يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشر ؟! فيذهب به فينصرف ، فما زالوا يتفرّقون حتّى أمسى مسلم وحيداً ، ليس معه أحداً يدلّه على الطريق ، فمضى على وجهه في أزقة الكوفة ، حتّى انتهى إلى باب امرأة يقال لها : طوعة ، وهي على باب دارها تنتظر ولداً لها ، فسلّم عليها وقال : يا أمة الله أسقيني ماء ، فسقته وجلس
فقالت : يا عبد الله ، قم فاذهب إلى أهلك ؟ فقال : يا أمة الله ما لي في هذا المصر منزل ، فهل لك في أجر ومعروف ، ولعلّي أكافئك بعد اليوم ؟ فقالت : ومن أنت ؟ قال : أنا مسلم بن عقيل ، فأدخلته إلى دارها
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
مقاتلته لجيش ابن زياد
وفي الصباح عرف ابن زياد مكان مسلم (عليه السلام) ، فأرسل جماعة لإلقاء القبض عليه ، ولكن مسلم أخذ يقاتلهم قتال الأبطال ، وهو يقول
أقسمت لا أقتل إلاّ حرّا
إنّي رأيت الموت شيئاً نكرا
كلّ امرئ يوماً ملاق شرّا
أخاف أن أكذب أو أغرا
حتّى أثخن بالجراحات ، فألقوا عليه القبض ، وأخذوه أسيراً إلى ابن زياد
دخوله على ابن زياد
أُدخل مسلم (عليه السلام) على ابن زياد ، فأخذ ابن زياد يشتمه ويشتم الحسين وعلياً وعقيلاً ، ومسلم (عليه السلام) لا يكلّمه
ثمّ قال ابن زياد : اصعدوا به فوق القصر واضربوا عنقه ، ثمّ أتبعوه جسده ، فأخذه بكر بن حمران الأحمري ليقتله ، ومسلم يكبّر الله ويستغفره ، ويصلّي على النبي وآله ويقول ( اللهم احكم بيننا وبين قوم غرّونا وخذلونا )
ثمّ أمر ابن زياد بقتل هاني بن عروة فقتل ، وجرّت جثتا مسلم وهاني بحبلين في الأسواق
شهادته
استشهد مسلم (عليه السلام) في التاسع من ذي الحجّة 60 هـ ، ودفن في الكوفة ، وقبره معروف يزار
ما نظمه الشعراء في مظلوميته
1ـ قال عبد الله بن الزبير الأسدي
إذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري
إلى هاني بالسوق وابن عقيل
إلى بطل قد هشم السيف وجهه
وآخر يهوي من طمار قتيل
ترى جسداً قد غيّر الموت لونه
ونضح دم قد سال كلّ مسيل
2ـ قال السيّد باقر الهندي
سقتك دماً يابن عمّ الحسين
مدامع شيعتك السافحه
ولا برحت هاطلات الدموع
تحييك غادية رائحه
لأنّك لم ترو من شربة
ثناياك فيها غدت طائحه
رموك من القصر إذ أوثقوك
فهل سلمت فيك من جارحه
تجرّ بأسواقهم في الحبال
ألست أميرهم البارحه
أتقضي ولم تبكك الباكيات
أما لك في المصر من نائحه
لئن تقض نحباً فكم في زرود
عليك العشية من صائحه
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
مقاتلته لجيش ابن زياد
وفي الصباح عرف ابن زياد مكان مسلم (عليه السلام) ، فأرسل جماعة لإلقاء القبض عليه ، ولكن مسلم أخذ يقاتلهم قتال الأبطال ، وهو يقول
أقسمت لا أقتل إلاّ حرّا
إنّي رأيت الموت شيئاً نكرا
كلّ امرئ يوماً ملاق شرّا
أخاف أن أكذب أو أغرا
حتّى أثخن بالجراحات ، فألقوا عليه القبض ، وأخذوه أسيراً إلى ابن زياد
دخوله على ابن زياد
أُدخل مسلم (عليه السلام) على ابن زياد ، فأخذ ابن زياد يشتمه ويشتم الحسين وعلياً وعقيلاً ، ومسلم (عليه السلام) لا يكلّمه
ثمّ قال ابن زياد : اصعدوا به فوق القصر واضربوا عنقه ، ثمّ أتبعوه جسده ، فأخذه بكر بن حمران الأحمري ليقتله ، ومسلم يكبّر الله ويستغفره ، ويصلّي على النبي وآله ويقول ( اللهم احكم بيننا وبين قوم غرّونا وخذلونا )
ثمّ أمر ابن زياد بقتل هاني بن عروة فقتل ، وجرّت جثتا مسلم وهاني بحبلين في الأسواق
شهادته
استشهد مسلم (عليه السلام) في التاسع من ذي الحجّة 60 هـ ، ودفن في الكوفة ، وقبره معروف يزار
ما نظمه الشعراء في مظلوميته
1ـ قال عبد الله بن الزبير الأسدي
إذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري
إلى هاني بالسوق وابن عقيل
إلى بطل قد هشم السيف وجهه
وآخر يهوي من طمار قتيل
ترى جسداً قد غيّر الموت لونه
ونضح دم قد سال كلّ مسيل
2ـ قال السيّد باقر الهندي
سقتك دماً يابن عمّ الحسين
مدامع شيعتك السافحه
ولا برحت هاطلات الدموع
تحييك غادية رائحه
لأنّك لم ترو من شربة
ثناياك فيها غدت طائحه
رموك من القصر إذ أوثقوك
فهل سلمت فيك من جارحه
تجرّ بأسواقهم في الحبال
ألست أميرهم البارحه
أتقضي ولم تبكك الباكيات
أما لك في المصر من نائحه
لئن تقض نحباً فكم في زرود
عليك العشية من صائحه
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
مسلم بن عقيل (ع)
كان بنو هاشم مضرب المثل في العلم و الأخلاق الكريمة ، و التضحية و الفداء
و من بني هاشم مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، و هو ابن عم الإمام الحسين (ع)
ترعرع مسلم في حجر أبيه عقيل، و لما توفي أبوه رعاه عمه أمير المؤمنين عليه السلام
فتلقى منه الكثير من المعارف و الصفات الحميدة
و كان مسلم بن عقيل من الأصحاب المخلصين للأئمة الأطهار عليهم السلام
و لهذا كانت له مكانة خاصة عندهم
أهل الكوفة يريدون الثورة
بعد أن هلك معاوية بن أبي سفيان صار ابنه يزيد محله ملكا على البلاد الإسلامية
وكان يزيد أيضاً رجلا فاسقا يقتل الأبرياء و يأخذ أموال الناس ظلما ، و يؤذي المؤمنين
فضاق أهل الكوفة به ذرعا ، فاتفقوا على محاربة يزيد، و أرسلوا الكثير من الرسائل
للإمام الحسين (ع) ليقودهم ضد يزيد
مسلم بن عقيل ، سفير الحسين (ع)
لما رأى الإمام الحسين (ع) كثرة الرسائل التي جاءت له من أهل الكوفة
أرسل مسلمَ بن عقيل لاستطلاع الأمر ، و معرفة إن كانوا مخلصين أم لا
والحقيقة أن الإمام الحسين (ع) كان يعلم أن أكثر أهل الكوفة غير مخلصين
ولكنه أراد إقامة الحجة عليهم فلا يقولوا بعد ذلك أننا أرسلنا للإمام الحسين و لكنه لم يرد علينا
خرج مسلم بن عقيل من المدينة و قد أعطاه الإمام الحسين (ع) رسالة لأهل الكوفة
أمرهم فيها أن يبايعوا مسلم بن عقيل نيابة عن الإمام الحسين (ع)
و لما وصل مسلم إلى الكوفة استقبله أهلها أحسن استقبال و رحبوا به كثيرا
و جاء له الكثير يبايعونه. فقام مسلم بإرسال رسالة للإمام الحسين (ع) ليبشره بذلك
أتباع يزيد يتحركون
عيّن يزيد على الكوفة حاكما اسمه النعمان ، و لكنه كان ضعيفا
فلم يستطع منع الناس من مبايعة مسلم بن عقيل
فقام يزيد بخلع النعمان من الحكم و عيّن بدله رجلا أكثر ظلما و قسوة
وهو عبيد الله بن زياد
كان مسلم بن عقيل مقيما في بيت المختار، و لكن ذلك المكان لم يكن آمنا بما فه الكفاية
فلجأ مسلم إلى بيت هانئ بن عروة، و هو أحد الشيعة و الرجال المحترمين في الكوفة
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
مسلم بن عقيل (ع)
كان بنو هاشم مضرب المثل في العلم و الأخلاق الكريمة ، و التضحية و الفداء
و من بني هاشم مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، و هو ابن عم الإمام الحسين (ع)
ترعرع مسلم في حجر أبيه عقيل، و لما توفي أبوه رعاه عمه أمير المؤمنين عليه السلام
فتلقى منه الكثير من المعارف و الصفات الحميدة
و كان مسلم بن عقيل من الأصحاب المخلصين للأئمة الأطهار عليهم السلام
و لهذا كانت له مكانة خاصة عندهم
أهل الكوفة يريدون الثورة
بعد أن هلك معاوية بن أبي سفيان صار ابنه يزيد محله ملكا على البلاد الإسلامية
وكان يزيد أيضاً رجلا فاسقا يقتل الأبرياء و يأخذ أموال الناس ظلما ، و يؤذي المؤمنين
فضاق أهل الكوفة به ذرعا ، فاتفقوا على محاربة يزيد، و أرسلوا الكثير من الرسائل
للإمام الحسين (ع) ليقودهم ضد يزيد
مسلم بن عقيل ، سفير الحسين (ع)
لما رأى الإمام الحسين (ع) كثرة الرسائل التي جاءت له من أهل الكوفة
أرسل مسلمَ بن عقيل لاستطلاع الأمر ، و معرفة إن كانوا مخلصين أم لا
والحقيقة أن الإمام الحسين (ع) كان يعلم أن أكثر أهل الكوفة غير مخلصين
ولكنه أراد إقامة الحجة عليهم فلا يقولوا بعد ذلك أننا أرسلنا للإمام الحسين و لكنه لم يرد علينا
خرج مسلم بن عقيل من المدينة و قد أعطاه الإمام الحسين (ع) رسالة لأهل الكوفة
أمرهم فيها أن يبايعوا مسلم بن عقيل نيابة عن الإمام الحسين (ع)
و لما وصل مسلم إلى الكوفة استقبله أهلها أحسن استقبال و رحبوا به كثيرا
و جاء له الكثير يبايعونه. فقام مسلم بإرسال رسالة للإمام الحسين (ع) ليبشره بذلك
أتباع يزيد يتحركون
عيّن يزيد على الكوفة حاكما اسمه النعمان ، و لكنه كان ضعيفا
فلم يستطع منع الناس من مبايعة مسلم بن عقيل
فقام يزيد بخلع النعمان من الحكم و عيّن بدله رجلا أكثر ظلما و قسوة
وهو عبيد الله بن زياد
كان مسلم بن عقيل مقيما في بيت المختار، و لكن ذلك المكان لم يكن آمنا بما فه الكفاية
فلجأ مسلم إلى بيت هانئ بن عروة، و هو أحد الشيعة و الرجال المحترمين في الكوفة
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1597
- اشترك في: الخميس مايو 21, 2009 12:35 pm
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
[align=center]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
بنو هاشم مثال الأخلاق الفاضلة
كان أحد أصحاب مسلم بن عقيل – و اسمه "شريك" - يتظاهر بأنه من أتباع يزيد، فمرض يوما، فعزم ابن زياد على زيارته
رأى شريك أن هذه فرصة ثمينة للقضاء على ابن زياد ، فطلب من مسلم بن عقيل أن يختبئ وراء الباب و أن يقوم بقتل ابن زياد
جاء ابن زياد إلى شريك و جلس عنده، و كان لا يعلم أن مسلم بن عقيل مختبئ وراء الباب، و لما جلس ابن زياد ، أشار شريك بشكل خفي إلى مسلم أن يهجم على ابن زياد ، ولكن مسلم بن عقيل لم يفعل ! كرر شريك إشارته و لكن لم يرَ أن مسلم بن عقيل قد تحرك فتعجب من ذلك
ولما خرج ابن زياد ، ظهر مسلم من مخبئه ، فسأله شريك
لماذا لم تقم بقتل ابن زياد ، كانت فرصة كبيرة !
فرد عليه مسلم بن عقيل بأن: أخلاقه الكريمة تمنعه من الغدر بالناس حتى لو كانوا أعداءهم!
وهكذا كان بنو هاشم يلتزمون بتعاليم الإسلام في كل لحظات حياتهم
ابن زياد يعرف مكان مسلم
قام ابن زياد بإرسال جواسيسه لمعرفة مكان مسلم بن عقيل ، حتى عرفوا أنه في بيت هانئ بن عروة. فقام ابن زياد بسجن هانئ بن عروة و تعذيبه
ثم استخدم الخداع و الكذب لتفريق الناس عن مسلم بن عقيل (ع)، فخاف الناس و تفرقوا عن مسلم بن عقيل ، و خالفوا أمر الإمام الحسين (عليه السلام)
اعتقال مسلم بن عقيل (ع)
مشى مسلم بن عقيل في شوارع الكوفة وحيدا حتى وصل لبيت امرأة عجوز تدعى طوعة، فلما عرفت أنه مسلم بن عقيل استضافته في بيتها
كان لطوعة ابنٌ شرير بعكسها، فأخبر ابن زياد بمكان مسلم بن عقيل، فجاء له جنود ابن زياد و حاصروه ، فقاتلهم قتال الأبطال حتى تمكنوا من أسره ، و أخذوه إلى ابن زياد
استشهاد مسلم بن عقيل (ع)
أمر ابن زياد جنوده بقتل مسلم بن عقيل ، فصعدوا به إلى أعلى القصر و هو يذكر ربه عز وجل ، ثم قاموا بقتله ، و رموا جسمه من أعلى القصر إلى الأرض. ثم قاموا بسحب جسده و جسد هانئ بن عروة بعد قتلهما في شوارع الكوفة بكل قسوة
و هكذا مضى مسلم بن عقيل بعد حياة مليئة بالصبر و الإخلاص لآل البيت (عليهم السلام) ، وكان ذلك في اليوم الثامن/ ذي الحجة / سنة 60 للهجرة
فسلام عليه يوم ولد، و يوم استشهد، و يوم يبعث حياً
نسألكم الدعاء
[/align]
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
بنو هاشم مثال الأخلاق الفاضلة
كان أحد أصحاب مسلم بن عقيل – و اسمه "شريك" - يتظاهر بأنه من أتباع يزيد، فمرض يوما، فعزم ابن زياد على زيارته
رأى شريك أن هذه فرصة ثمينة للقضاء على ابن زياد ، فطلب من مسلم بن عقيل أن يختبئ وراء الباب و أن يقوم بقتل ابن زياد
جاء ابن زياد إلى شريك و جلس عنده، و كان لا يعلم أن مسلم بن عقيل مختبئ وراء الباب، و لما جلس ابن زياد ، أشار شريك بشكل خفي إلى مسلم أن يهجم على ابن زياد ، ولكن مسلم بن عقيل لم يفعل ! كرر شريك إشارته و لكن لم يرَ أن مسلم بن عقيل قد تحرك فتعجب من ذلك
ولما خرج ابن زياد ، ظهر مسلم من مخبئه ، فسأله شريك
لماذا لم تقم بقتل ابن زياد ، كانت فرصة كبيرة !
فرد عليه مسلم بن عقيل بأن: أخلاقه الكريمة تمنعه من الغدر بالناس حتى لو كانوا أعداءهم!
وهكذا كان بنو هاشم يلتزمون بتعاليم الإسلام في كل لحظات حياتهم
ابن زياد يعرف مكان مسلم
قام ابن زياد بإرسال جواسيسه لمعرفة مكان مسلم بن عقيل ، حتى عرفوا أنه في بيت هانئ بن عروة. فقام ابن زياد بسجن هانئ بن عروة و تعذيبه
ثم استخدم الخداع و الكذب لتفريق الناس عن مسلم بن عقيل (ع)، فخاف الناس و تفرقوا عن مسلم بن عقيل ، و خالفوا أمر الإمام الحسين (عليه السلام)
اعتقال مسلم بن عقيل (ع)
مشى مسلم بن عقيل في شوارع الكوفة وحيدا حتى وصل لبيت امرأة عجوز تدعى طوعة، فلما عرفت أنه مسلم بن عقيل استضافته في بيتها
كان لطوعة ابنٌ شرير بعكسها، فأخبر ابن زياد بمكان مسلم بن عقيل، فجاء له جنود ابن زياد و حاصروه ، فقاتلهم قتال الأبطال حتى تمكنوا من أسره ، و أخذوه إلى ابن زياد
استشهاد مسلم بن عقيل (ع)
أمر ابن زياد جنوده بقتل مسلم بن عقيل ، فصعدوا به إلى أعلى القصر و هو يذكر ربه عز وجل ، ثم قاموا بقتله ، و رموا جسمه من أعلى القصر إلى الأرض. ثم قاموا بسحب جسده و جسد هانئ بن عروة بعد قتلهما في شوارع الكوفة بكل قسوة
و هكذا مضى مسلم بن عقيل بعد حياة مليئة بالصبر و الإخلاص لآل البيت (عليهم السلام) ، وكان ذلك في اليوم الثامن/ ذي الحجة / سنة 60 للهجرة
فسلام عليه يوم ولد، و يوم استشهد، و يوم يبعث حياً
نسألكم الدعاء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7244
- اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am
Re: 8-11/ ذكرى إستشهاد مسلم بن عقيل سفيرالإمام الحسين (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على سفية الامام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم اخواتي على المجهود الرائع
جعله الله في ميزان اعمالكم ان شاء الله
وحشرنا الله واياكم مع محمد وال بيت محمد الطيبين الطاهرين
تحياتي
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على سفية الامام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم اخواتي على المجهود الرائع
جعله الله في ميزان اعمالكم ان شاء الله
وحشرنا الله واياكم مع محمد وال بيت محمد الطيبين الطاهرين
تحياتي