
صورة لمقام السيدة زينب عليها السلام في العاصمة السورية دمشق
. وليت وجهي شطر قبلة الورى * ومن بها تشرفت أم القرى ]
[ قطب محيط عالم الوجود * في قوسي النزول والصعود ]
[ ففي النزول كعبة الرزايا * وفي الصعود قبلة البرايا ]
[ بل هي باب حطة الخطايا * وموئل الهبات والعطايا ] (1)
________________________________________________________
1- حجة الاسلام آية الله ا الشيخ محمد حسين الاصفهاني المتوفي 5 - 12 عام 1361 ه

ولادتها عليها السلام :
ولدت السيدة النقية التقيةالسيدة الحوراء زينب(ع( بالمدينة المنوّرة
في بيت الوحي ورأت النور في هذا البيت الطاهر الذي ضم اباها سيد الوصيين وامها سيدة نساء العالمين واخويها سيدي شباب اهل الجنة وسميت زينب بأمرالسما .
انعكست الصفات النبوية لأهل بيت النبوة في نفس السيدة زينبعليها السلام وظهرت جلية واضحة في زهدها وعبادتها وصبرها ويقينها وبلاغتها وشجاعتها، وكانت ولادتها في الخامس من جمادى الأوّل عام 5 هـ.
[ عامين من بعد شقيقها الحسين * ولدت أهلا بها ومرحبا ]
[ أول شعبان أتى ميلادها * أضاء نورها فأخفى الكوكبا ]
[ وبشر النبي لما ولدت * وهو على المنبر يلقي الخطبا ]
[ بشره سلمان فيها بعد ما * وافاه جبريل بذاك مطنبا ]
[ وقال سماها الاله في السما * بزينب لما تقاسي نوبا ]
[ فأم دار ابنته فاطمة * مهنيا لها بها مرحبا ] (2). _____________________________________________________
2-الخطيب الشيخ حسن بن الشيخ كاظم سبتي ، شارحا أحوال الصديقة ( ع ) وفضلها
سيرتها وفضائلها :
كانت ( عليها السلام ) عالمة غير معَلّمة ، وفهِمة غير مفهمة ، عاقلة لبيبة ، جزلة ، وكانت في فصاحتها وزهدها وعبادتها كأبيها أمير المؤمنين وأمّها الزهراء عليهما السلام.
[ روحي لها الفداء من مصونة * زكية كريمة ذات إبا ]
[ ذات عفاف ووقار وحجى * من شرفت أما وجدا وأبا ]
[ أحمد جدي وعلي والدي * وفاطم أم فأكرم نسبا ]
[ تكفلت أثقل ما في الدار * بعد أمها من أيام الصبا ] (3)_____________________________________________
3- الخطيب الشيخ حسن بن الشيخ كاظم سبتي ، شارحا أحوال الصديقة ( ع ) وفضلها
اتّصفت ( عليها السلام ) بمحاسن كثيرة ، وأوصاف جليلة ، وخصال حميدة ، وشيم سعيدة ، ومفاخر بارزة ، وفضائل طاهرة
[size=100][ ربة خدر القدس والطهارة * في الصون والعفاف والخفارة
[ فإنها تمثل الكنز الخفي * بالسر والحياء والتعفف ]
[ تمثل الغيب المصون ذاتها * تعرب عن صفاته صفاتها ]
[ مليكة الدنيا عقيلة النسا * عديلة الخامس من أهل الكسا ] (4)__________________________________________________________
حجة الاسلام آية الله ا الشيخ محمد حسين الاصفهاني المتوفي 5 - 12 عام 1361 ه .
وقد تزوجت السيدة زينب من عبد الله بن جعفرالطيار ، وهو ابن عم السيدة زينب عليها السلام واولى الناس بها ، وقدعرف بالسخاء فلم يكن اسخى منه في الناس وله حكايات عجيبة في الجود . ، فولد لها منه اربعة اولاد وبنت واحدة هم : علي المعروف بالزينبي ومحمد والعباس وعون وام كلثوم . و أما محمد وعون استشهدا مع خالهما الأمام الحسين عليه السلام يوم الطف.
والسيدة زينب العقيلة ( سلام الله عليها ) من أولئك الافراد الذين هم عمد الدين وأعضاد الشريعة وقد شاركت الحسين ( ع ) في نهضته المقدسة والذب عن شريعة جدها الرسول .
فكان للحوراء زينب بنت علي بن ابي طالب الدور الثالث العظيم بعد جدتها ام المؤمنين خديجة الكبرىعليها السلام وامها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها فهي سليلة الوحي وربيبة النبوة وعقيلة الامامة السيدة الطاهرة .
رحلتها مع المصائب والاحزان
ان ماشاهدته السيدة زينب في حياتها من المحن والمصائب والآلام والاحزان يفوق الوصف ، ومن يطلع على سيرة حياتها يجد انها سلسلة من حلقات متصلة من الارزاء
[ وإن دهمتك صروف الزمان * تذكر عقيلة آل النبي ]
[ تذكر مصائبها سلوة * وحمر الدموع عليها اسكب ]
[ فكل النوائب تسلى لدى * نوائب خير النسا زينب ](5)_________________________________________________
5- الفاضل الخطيب الميرزا محمد الخليل النجفي
كانت السيدة زينب عليها السلام اعلى مثال للصبر واليقين والثبات والعقيدة في رحلتها مع سيد الشهداء من المدينة المنورة الى كربلاء، ثم مع السبايا من كربلاء الى الكوفة ومنها الى الشام، ثم رجوعها الى المدينة.
[ لكنها عظيمة بلواها * من الحرب شاهدت دهاها ]
[ رأت هجوم الخيل بالنار على * خبائها أو محور السبع العلى ]
[ وأسلبوا يا ويلهم قرارها * مذ سلبوا إزارها خمارها ]
[ وسبيهم ودائع المختار * عار على الاسلام أي عار ]
[ يكاد أن يذهب بالعقول * سبي بنات الوحي والتنزيل ] (6)_________________________________________________
6- حجة الاسلام آية الله الشيخ محمد حسين الاصفهاني المتوفي 5 - 12 عام 1361 ه .
وفي كربلاء جسدت السيدة الحوراء عظمة جدها وبلاغة امها الزهراء وشجاعة ابيها المرتضى وصبر اخيها الحسن واباء الحسين.
[ وناهيك أرزاؤها في الطفوف * فمهما تحدثت لم تكذب ]
[ رزايا يحار لديها الصبور * احتمالا ومنها يشيب الصبي ]
[ وقد قابلتها بكظم الوصي * وصبر البتول وحلم الوصي ]
[ إلى أن قضت وهي حلف الاسى * بصبر لدى الدهر لم ينضب ]
[ فيا قلب ذب بعدها حسرة * ويا عين فيضي لها واسكبي ] (7)____________________________________________
7- الخطيب الميرزا محمد الخليل النجفي
وفي صبرها:
[ لله من صابرة على الاذى * تجرعت مع الحسين الكربا ]
[ ألفته فردا أو عداه أقبلت * وخيلهم ملؤ الفيافي والربى ]
[ واحتوشته بالرماح فارتوت * من دمه سمر الرماح والضبا ]
[ وأبصرته مذ هوى إلى الثرى * مصافحا ذاك المحيا التربا ]
[ رأته في مصرعه مخذم * الجسم لقى معفرا قد سلبا ]
[ ملقى على وجه الصعيد عاريا * والشمر فوق صدره قد ركبا ]
[ وخيلهم تعدو على جثمان من * نشا على صدر النبي قربا ]
[ ورأسه شيل على مثقف * مرتفع أمامها قد نصبا ]
[ مرتلا آيات أهل الكهف * لكن بالدماء شيبه قد خضبا ](8)___________________________________________
8-الخطيب الشيخ حسن بن الشيخ كاظم سبتي في شرح أحوال الصديقة ( ع )
و قد قال الأمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام لها : "" يا عمة أنت عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة"".
[ عيبة علم غير أن علمها * غريزة ولم يكن مكتسبا ]
[ عالمة عاملة لربها * طول المدى سوى التقى لن تصبحا ]
[ تقية من أهل بيت عصمة * شقيقة السبط الحسين المجتبى ]
[ صديقة كبرى لجم علمها * طاشت بها الالباب والفكر كبا ](9)
_______________________________________________________
9- الخطيب الشيخ حسن بن الشيخ كاظم سبتي ، شارحا أحوال الصديقة ( ع ) وفضلها
وكانت شخصية السيدة زينب(ع) موضع اطمئنان عند الأمام الحسين (ع) مما سيلم بها من الرزايا والمحن ، فكانت مسلمة لذلك تمام التسليم . وبالفعل أثبتت السيدة الحوراء أنها مصداق عظيم لهذه الثقة المعصومة،
فقد انيط بها مسؤولية كبرى وهي تحمل أعباء ثورة الحسين (ع) وتمثيل خط الأنبياء فقامت خير قيام في الحفاظ علىهذا الخط في كل مسيرتها ، وكما قيل :" اذا كان الدين الأسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء فان الثورة الحسينية حسينية الوجود زينبية البقاء.
[ شريكة الشهيد في مصائبه * كفيلة السجاد في نوائبه ]
[ بل هي ناموس رواق العظمة * سيدة العقائل المعظمة ](10)_____________________________________________
10- حجة الاسلام آية الل الشيخ محمد حسين الاصفهاني المتوفي 5 - 12 عام 1361 ه .
وكانت كذلك موضع اطمئنان من قبل الأمام عليه السلام في ايداعها أمانة عظيمة وهي الحفاظ على عنصر الإمامة المتمثل في الإمام (زين العابدين) فحينما أمر يزيد بقتل الإمام زين العابدين تعلقت زينب (ع) به وهي تقول: (ان كنت عزمت على قتله فاقتلني معه) وبذلك خلصت الامام من القتل وحفظت الأمانة.
فكانت سلوة وعزاء للسجاد طيلة مرضه:
[ ومذ عرا زين العباد السقم * بالطف لما عانى بلاء مكربا ]
[ كان له بها السلو والعزا * بعد أبيه دون كل الاقربا ] (11)________________________________________
11- الخطيب الشيخ حسن بن الشيخ كاظم سبتي ، شارحا أحوال الصديقة ( ع ) وفضلها
أراد الإمام أن يبين مقام السيدة من خُلال العلم لأن العلم والعمل به هو سيد الفضائل: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ). والعلم ينقسم إلى قسمين حصولي اكتسابي متوقف على تعلم كما قال تعالى : ( وان ليس للإنسان إلا ما سعى).
وهناك علم آخر وهو العلم اللدني الإلهامي بمعنى ان هناك من البشر من يستلهمون علمهم من الله مباشرة وهم المعصومون وزينب عليها السلام كانت من نفس هؤلاء(ع) عالمة غير معلمة
.
وفضيلة العالم لا تظهر إلا إذا أظهر علمه في الموقف المناسب والمكان المناسب لأن الرجال مواقف وهاهي زينب تظهر علمها مقارعة طاغوت زمانها يزيد (لعنه الله) تقول له في مجلسه:
(كد كيدك، واجهد جهدك فو الله الذي شرفنا بالوحي والكتاب، والنبوة والانتخاب، لا تدرك امدنا، ولا تبلغ غايتنا، ولا تمحو ذكرنا، ولا يرحض عنك عارنا، وهل رأيك الافند، وايامك الا عدد، وجمعك الا بدد، يوم يناد المنادي ألا لعن الله الظالم العادي
والحمد لله الذى حكم لاوليائه بالسعادة، وختم لاصفيائه بالشهادة، ببلوغ الارادة، نقلهم إلى الرحمة والرأفة، والرضوان والمغفرة، ولم يشق بهم غيرك، ولا ابتلى بهم سواك، ونسأله ان يكمل لهم الاجر، ويجز لهم الثواب والذخر، ونسأله حسن الخلافة، وجميل الانابة، انه رحيم ودود).
.
فكانت زينب تنطلق بقيادتها تحت قيادة الإمام زين العابدين(ع) في طول واحد فهي تقف لتقارع الظالم في محظر الإمام ولكن تجعل مركزيتها الإمام المعصوم.
ان من يتامل في خطب السيدة زينب البليغة التي القتها في الكوفة ومجلسي ابن زياد ويزيد ليجد المغزى في خروج السيدة زينب مع اخيها الحسين، ويجد كذلك انها جزء من ثورة الحسين ضد الظلم والطغيان الاموي فمثلما رفع الامام الحسين سيفه في ساحة الحرب بوجه الغطرسة الاموية.
فقد قاتلت الحوراء زينب في ساحة الكلام بمنطقها الذي شابه منطق ابيها سيد البلغاء والمتكلمين فزلزلت به عروش الامويين وفضحت جرائمهم ثم راحت تبث الدعوة لاهل البيت وتنشر فضائلهم ومناقبهم
[ فيا لها داعية إلى الهدى * في حل كل مشكل قد صعبا ]
[ ذات فصاحة إذا ما نطقت * حينا تخال المرتضى قد خطبا ]
[ سل مجلس الشام وما حل به * مذ خطبت ماج بهم واضطربا ] (12)_____________________________________________________
12-الخطيب الشيخ حسن بن الشيخ كاظم سبتي ، شارحا أحوال الصديقة ( ع ) وفضلها
وفاتها،
اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاتها، وان كان الأرجح عند كثير من الباحثين انها توفيت في 15 رجب عام 62 هـ . و تشير الروايات إلى ان عبد الله بن جعفر رحل من المدينة، وانتقل مع السيدة زينب إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية يقال لها (راوية) وقد توفيت السيدة زينب في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها ويتوافد اليه المسلمون من مختلف أقطار العالم.
[ وزوجها ابن عمها الطيار عبد * الله بارى في السخاء السحبا ]
[ لما أصابت يثربا مجاعة * وشدة وعامهم قد قطبا ]
[ فسار عبد الله بنحو الشام في * عياله يحملهم وزينبا ]
[ لكن وعثاء الطريق أثرت * بها فكابدت عناء نصبا ]
[ فعندما تذكرت دخولها * للشام حسرى وهي في أسر السبا ]
[ حمت وما زالت تعاني سقما * وسقمها في جسمها قد نشبا ]
[ وعام خمسة وستين قضت * صابرة بالصبر حازت رتبا ]
[ وقد مضت عنا بنصف رجب * يا ليت أنا لم نشاهد رجبا ](13)_______________________________________________
13-الخطيب الشيخ حسن بن الشيخ كاظم سبتي شرح أحوال الصديقة الصغرى قال تحت عنوان سبب وفاته
السلام على مولاتي الصديقة الصغرى زينب الكبرى عليها السلام