اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
فضل دعاء كميل
المشرف: أنوار فاطمة الزهراء
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49874
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
فضل دعاء كميل
[align=center][font=Tahoma]دعاء كميل
وجه تسميته.. سنده.. بعض ما يتعلّق به
عرف الدعاء بـ (دعاء كميل) نسبة لراويه كميل بن زياد، الذي تعلّمه من الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
"سند الدعاء"
تسالم الكثير من العلماء والأخيار على قراءته; وممّن ذكره..
1 ـ محمّد بن الحسن الطوسي (385 ـ 460 هـ) في كتابه "مصباح المتهجّد"، ذكره مرسلا.
2 ـ عليّ بن طاووس (589 ـ 664 هـ) في كتابه "الإقبال".
3 ـ إبراهيم بن عليّ الكفعمي في كتابه "المصباح" وكتابه "البلد الأمين" الذي فرغ من تأليفه سنة 868 هـ.
وذكر في كتب الأدعية في (أعمال شهر شعبان المخصوصة) ، حيث يُقرأ في ليلة النصف منه، وفي (أعمال ليلة الجمعة).
و (دعاء كميل) من الأدعية المعروفة، ذكره المجلسي (1037 ـ 1111 هـ) في كتابه "زاد المعاد"، وقال عنه: انّه [أفضل الأدعية]. وقد اشتهر في أقطار عديدة، وحتى اليوم.. هو عنوان مجالس عامّة ـ في الجوامع والبيوت ـ تُعقد خاصة لقراءته في كلّ ليلة جمعة (مجلس قراءة دعاء كميل).
ولـ (دعاء كميل) شروح، وعليه تعاليق، وقد تُرجم إلى بعض اللغات.وطبع (دعاء كميل) عدّة طبعات مفرداً ومع شروحه ومع ترجمته.
كميل بن زياد ـ راوية الدعاء
كميل بن زياد النخعي، من خواص أصحاب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، وأصحاب سرّه، كان عامله على (هيت) ، وكان من أصحاب الإمام الحسن بن عليّ (عليه السلام).سكن الكوفة، قتله الحجّاج سنة 83 هـ مع من قتل من أكابر العلماء وحفظة القرآن الكريم. قال عنه الذهبي صاحب (ميزان الاعتدال): "حدّث عن عليّ (عليه السلام) وغيره، شهد صفّين مع عليّ (عليه السلام) ، وكان شريفاً مطاعاً ثقة عابداً".
ومقبرة "كميل" تقع اليوم في حي الحنّانة من أحياء مدينة النجف الأشرف.
من فوائد قراءة (دعاء كميل)
من المعروف أنّ قراءة (دعاء كميل) تجدي في إجابة الدعاء، وكفاية شرّ الأعداء، وفتح باب الرزق، وغفران الذنوب.
عن الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال لكميل بن زياد: (إن حفظت هذا الدعاء، فادع به كلّ ليل جمعة، أو في الشهر مرّة، أو في السنة مرّة، أو في عمرك مرّة، تكف، وتُرزق، وتُنصر، ولن تعدم المغفرة).
ظاهرة (دعاء كميل) وآثره في التربية الذاتية
توسّلّ إلى الله بصفاته الحسنى.
.. ما يوحي إلى الداعي أن يتنبّه من غفلته، ويعرف مع من يتكلّم، إنّه يتكلّم مع الله، الذي خضع لقدرته كلّ شيء، وأحاط علمه بكل شيء.
إظهار العبودية لله،... وبيان ضعف الداعي وفقره، وعدم قدرته،... يقابله بيان عظمة الله، وسعة رحمته، والثقة بها، ـ كلّ ذلك من أسباب العفو واستجابة الدعاء ـ وهو تعليم لاُسلوب المسألة منه ـ تعالى ـ..
.. ما يبعث الداعي على البعد عن التكبّر ـ وهو يستشعر العبودية لله ـ والسير مع العقل، ليعرف مكانه من المجتمع والعالم، ويضع الأشياء بمواضعها، طبق نظام الخلقة.. نظام الشريعة الإسلامية.
اعتراف بنعم الله ـ سبحانه ـ.. واعتراف بالذنب والتقصير، واعتذار، واستعطاف، وشكوى إلى الله تعالى، وبيان اضطرار، وشدة ابتلاء، واستغاثة، والتجاء، وانقطاع له ـ سبحانه ـ، وضمن الإعتراف بيان لصور الرقابة على الإنسان، وتعداد لبعض آثار الذنوب، وصور عذاب الآخرة.. وكيفية الوقوع في المخالفة، وتشخيص العدو الأول.. الشيطان..
.. ما يوحي إلى الداعي بالخشوع، والتوبة، ومحاسبة النفس، والتقيد بأحكام الله، والتحفظ من الذنوب، ومن العدو الأول.. الشيطان.
عرض لوازم السير والسلوك..
..ما يزوّد الداعي طاقة حية من العزم، والهمة، والفتوة، وإلزام النفس باستثمار الحياة والعمل الصالح، ومنعها عن الكسل.
جاء في الدعاء تكرار لبعض المعاني المتقاربة بألفاظ متعددة، وهو من البلاغة، واُسلوب التكرار والإعادة مألوف في الأدعية والمناجاة.. لغرض التأكيد، ولمزيد الاهتمام بالمعاني المعروضة، وللالحاح وإطالة المكالمة مع المحبوب ـ سبحانه ـ..
.. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): بأنه ـ تعالى ـ كره الحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة، وأحبّ ذلك لنفسه.
يحسن أن يعيش الداعي في جوّ معاني ما يقرأ، ويعمل قدر الإمكان لإيجاد ما يدعو به من حالات ـ وهو يقرأ الدعاء ـ... (خاشع) (معتذراً، نادماً) (منيباً) (واُسرع إليك في المبادرين، وأدنو منك دنو المخلصين، وأخافك مخافة الموقنين)..
ملتفتاً لنفسه وأمراضه المهلكة، وهو في مقام إظهارها وتعدادها لغرض المعالجة أمام الطبيب الحقيقي ـ عزّ اسمه ـ.
جاء في كتاب "مصباح المتهجّد" لمحمد بن الحسن الطوسي (385 ـ 460 هـ):
(روي أنّ كميل بن زياد النخعي رأى أميرالمؤمنين (عليه السلام) ساجداً يدعو بهذا الدعاء ليلة النصف من شعبان)..
ولا تنسوا الليلة قراءة دعاء كميل
اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِرحَمتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍْ ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهرْتَ بِها كُلَّ شَيٍ ، وَخضَعَ لَها كُلُّ شَيٍْ ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيٍْ ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيٍْ ، وَبعَزَّتِكَ الَّتِي لا يَقُومُ لَها شَيٌْ ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلاَتْ كُلَّ شَيٍْ ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلا كُلَّ شَيٍْ ، وَبِوَجْهِكَ الباقِي بَعْدَ فَنأِ كُلِّ شَيٍْ ، وَبِأَسْمائِكَ الَّتِي ملاَ َتْ أَرْكانَ كُلِّ شَيٍْ ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيٍْ ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضأَ لَهُ كُلُّ شَيٍْ ، يا نوُرُ ياقُدُّوسُ ، ياأَوَّلَ الاوَّلِينَ ، وَيااَّخِرَ الاخِرينَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمَ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعأَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الّذنُوبَ الّتي تُنْزِلُ البَلاَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ كُلَّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها . اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ وَاسْتَشفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِجوُدِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ ، وأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ . اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ ، أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي ، وَتَجْعَلَنِي بِقِسَمِكَ راضِياً قانِعاً ، وَفِي جَمِيعِ الاحْوالِ مُتَواضِعاً . اللّهُمَّ وَأَسأَلُكَ سُؤالَ مَنْ إِشْتَدَّتْ فاقَتُهُ ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ ، وَعَظُمَ فِيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ . اللّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ وَعَلا مَكانُكَ ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ ، وَلايُمْكِنُ الفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ . اللّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبِي غافِراً وَلا لِقَبائِحِي ساتِراً ، وَلا لِشَيٍْ مِنْ عَمَلِيَ القَبِيحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ ، لا إِلهَ إِلا أَنْتَ ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي، وَسَكَنْتُ إِلى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي ، وَمَنِّكَ عَلَيَّ . اللّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ البَلاِ أَقَلْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ مَكْروُهٍ دَفَعْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ ثَنأٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ . اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي ، وَأَفْرَطَ بِي سُؤُ حالِي ، وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي ، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلِي ، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها ، وَنَفْسِي بِجِنايَتِها ، وَمِطالِي ياسَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لايَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُؤُ عَمَلِي وَفِعالي ، وَلاتَفْضَحَنِي بِخَفِيِّ مااطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي ، وَلاتُعاجِلْنِي بِالعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُؤِ فِعْلِي وَإِسأَتِي ، وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتِي ، وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي ، وَكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الاحْوالِ رَؤُوفاً ، وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الامُورِ عَطُوفاً . إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي . إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوِّي ، فَغَرَّنِي بِما أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ القَضأُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلاحُجَّةَ لِي فِيما جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضاؤُكَ، وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ ياإِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِنا مُعْتَرِفاً ، لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنِّي وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي ، غَيْرَ قَبُوُلِكَ عُذْرِي وَإِدْخالِكَ إِيّايَ فِي سَعَةِ رَحْمَتِكَ . اللّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي ، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي ، يارَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي ، وَرِقَّةَ جِلْدِي ، وَدِقَّةَ عَظْمِي ، يامَنْ بَدَأَ خَلْق ِيوَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي ، هَبْنِي لابْتِدأِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بِي ، ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي ، أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ وَبَعْدَما انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ ، وَلَهِجَ بِهِ لِسانِي مِنْ ذِكْرِكَ ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ وَبَعْدَ صِدْقِ إِعْتِرافِي وَدُعائِي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ ، هَيْهاتَ ! أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ ، أَوْ تُبْعِدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلى البَلاِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ ، وَلَيْتَ شِعْرِي ياسَيِّدِي وَإِلهِي وَمَوْلايَ ! أَتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً ، وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صادِقَةً وَبُشُكْرِكَ مادِحَةً ، وَعَلى قُلُوبٍ أَعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً ، وَعَلَى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ العِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً ، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً ، وَأَشارَتْ بِإِسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً ؟! ماهكَذا الظَنُّ بِكَ وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ ياكَرِيمُ يارَبْ ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها ، وَمايَجْرِي فِيها مِنَ المَكارِهِ عَلى أَهْلِها ، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاٌ وَمَكْروهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ ، يَسِيرٌ بَقاؤهُ قَصِيٌر مُدَّتُهُ ، فَكَيْفَ إِحْتِمالِي لِبَلاِ الاخِرَةِ وَجَلِيلِ وُقُوعِ المَكارِهِ فِيها ، وَهُوَ بَلاٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ مَقامُهُ وَلايُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ لاَنَّهُ لايَكُونُ إِلاّ عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ ؟! وَهذا ما لاتَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالارْضُ ، ياسَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَنا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الحَقِيرُ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ ؟! ياإِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ ، لايِّ الاُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو ، وَلِما مِنها أَضِجُّ وَأَبْكِي ، لاَلِيمِ العَذابِ وَشِدَّتِهِ ، أَمْ لِطُولِ البَلاِ وَمُدَّتِهِ ؟! فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوباتِ مَعَ أَعْدائِكَ ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبّائِكَ وَأَوْلِيائِكَ ؛ فَهَبْنِي ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي ، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ ؟ ، وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ ؟ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النّارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ ؟ فَبِعِزَّتِكَ ياسَيِّدِي وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً ، لَئِنْ تَرَكْتَنِي ناطِقاً لاَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجِيجَ الامِلِينَ ، وَلاَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ المُسْتَصْرِخِينَ ، وَلاَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكأَ الفاقِدِينَ ، وَلاُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ ياوَلِيَّ المُؤْمِنِينَ ، ياغايَةَ اَّمالِ العارِفِينَ ، ياغِياثَ المُسْتَغِيثِينَ ، ياحَبِيبَ قُلوُبِ الصّادِقِينَ ، وَيا إِلهَ العالَمينَ ، أَفَتُراكَ ، سُبْحانَكَ ياإِلهي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيها بِمُخالَفَتِهِ ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ ، وَهُوَ يَضُجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ ، وَيُنادِيكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ ، يامَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي العَذابِ وَهُوَ يَرْجوُ ماسَلفَ مِنْ حِلْمِكَ ؟ أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمَلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ ؟ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُها وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يارَبَّه ؟ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فِيها ؟ هَيْهاتَ ! ما ذَلِكَ الظَنُّ بِكَ وَلا المُعْروفُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَلامُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ المُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسانِكَ ! فَبِالْيَقِينِ أَقَطَعُ ، لَولا ماحَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جاحِدِيكَ ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ ، لَجَعْلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً ، وَما كَانَ لاَحَدٍ فِيها مَقَرّاً وَلامُقاماً ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلاَها مِنَ الكافِرِينَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيها المُعانِدِينَ ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً ، وَتَطَوَّلْتَ بِالاِنْعامِ مُتَكَرِّماً : أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لايَسْتَوُونَ . إِلهِي وَسَيِّدِي ، فَأَسأَلُكَ بِالقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها ، وَبِالقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها ، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها ، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعَلَنْتُهُ ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِها الكِرامَ الكاتِبِينَ ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مايَكُونُ مِنِّي ، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيّ مَعَ جَوارِحِي ، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِي عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ ، أَوْ خَطأ تَسْتُرُهُ ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي ، يامَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتِي ، ياعَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي ، ياخَبِيراً بَفَقْرِي وَفاقَتِي ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، أَسأَلُكَ بِحَقِكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مِنَ اللّيْلِ وَالنَّهارِ بَذِكْرِكَ مَعْمُورَةً ، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً ، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً ، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وأوْرادِي كُلُّها وِرْداً وَاحِداً ، وَحالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً . ياسَيِّدِي يامَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي ، يامَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، قَوِّ عَلى خَدْمَتِكَ جَوارِحِي وَاشْدُدْ عَلى العَزِيمَةِ جَوانِحِي ، وَهَبْ لِيَ الجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ ، وَالدَّوامَ فِي الاِتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السابِقِينَ ، واُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي البارِزِينَ ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي المُشْتاقِينَ ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ المُخْلِصِينَ ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ المُوقِنِينَ ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوارِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ . اللّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُؤٍ فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ فِإِنَّهُ لايُنالُ ذلِكَ إِلا بِفَضْلِكَ ، وَجُدْ لِي بِجُودِكَ ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بَمَجْدِكَ وَأَحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ ، وَأَجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً ، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَاغْفِرْ زَلَّتِي ، فَإِنَّكَ قَضيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الاِجابَةَ ، فَإِلَيْكَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي ، وَإِلَيْكَ يارَبِّ مَدَدْتُ يَدِي ، فَبِعِزَّتِكَ أَسْتَجِبْ لِي دُعائِي ، وَبَلِّغْنِي مُنايَ ، وَلاتَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائِي ، وَاكْفِنِي شَرَّ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنْ أعْدائِي . ياسَرِيعَ الرِّضا إِغْفِرْ لِمَنْ لايَمْلِكُ إِلا الدُّعأَ ،فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشأُ ، يامَنْ إِسْمُهُ دَوأٌ ، وَذِكْرُهُ شِفأٌ ، وَطاعَتُهُ غِنىً ، إِرْحَمْ مَنْ رَأسُ مالِهِ الرَّجأُ وَسِلاحُهُ البُكأُ ، ياسَابِغَ النِّعَمِ ، يادافِعَ النِّقَمِ ، يانُورَ المُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ ، ياعالِماً لايُعَلَّمُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَفْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى رَسُولِهِ وَالاَئِمَّةِ المَيامِينَ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً .
منقول من كتاب شرح دعاء كميل لعزالدين الجزائري [/font][/align]
وجه تسميته.. سنده.. بعض ما يتعلّق به
عرف الدعاء بـ (دعاء كميل) نسبة لراويه كميل بن زياد، الذي تعلّمه من الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
"سند الدعاء"
تسالم الكثير من العلماء والأخيار على قراءته; وممّن ذكره..
1 ـ محمّد بن الحسن الطوسي (385 ـ 460 هـ) في كتابه "مصباح المتهجّد"، ذكره مرسلا.
2 ـ عليّ بن طاووس (589 ـ 664 هـ) في كتابه "الإقبال".
3 ـ إبراهيم بن عليّ الكفعمي في كتابه "المصباح" وكتابه "البلد الأمين" الذي فرغ من تأليفه سنة 868 هـ.
وذكر في كتب الأدعية في (أعمال شهر شعبان المخصوصة) ، حيث يُقرأ في ليلة النصف منه، وفي (أعمال ليلة الجمعة).
و (دعاء كميل) من الأدعية المعروفة، ذكره المجلسي (1037 ـ 1111 هـ) في كتابه "زاد المعاد"، وقال عنه: انّه [أفضل الأدعية]. وقد اشتهر في أقطار عديدة، وحتى اليوم.. هو عنوان مجالس عامّة ـ في الجوامع والبيوت ـ تُعقد خاصة لقراءته في كلّ ليلة جمعة (مجلس قراءة دعاء كميل).
ولـ (دعاء كميل) شروح، وعليه تعاليق، وقد تُرجم إلى بعض اللغات.وطبع (دعاء كميل) عدّة طبعات مفرداً ومع شروحه ومع ترجمته.
كميل بن زياد ـ راوية الدعاء
كميل بن زياد النخعي، من خواص أصحاب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، وأصحاب سرّه، كان عامله على (هيت) ، وكان من أصحاب الإمام الحسن بن عليّ (عليه السلام).سكن الكوفة، قتله الحجّاج سنة 83 هـ مع من قتل من أكابر العلماء وحفظة القرآن الكريم. قال عنه الذهبي صاحب (ميزان الاعتدال): "حدّث عن عليّ (عليه السلام) وغيره، شهد صفّين مع عليّ (عليه السلام) ، وكان شريفاً مطاعاً ثقة عابداً".
ومقبرة "كميل" تقع اليوم في حي الحنّانة من أحياء مدينة النجف الأشرف.
من فوائد قراءة (دعاء كميل)
من المعروف أنّ قراءة (دعاء كميل) تجدي في إجابة الدعاء، وكفاية شرّ الأعداء، وفتح باب الرزق، وغفران الذنوب.
عن الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال لكميل بن زياد: (إن حفظت هذا الدعاء، فادع به كلّ ليل جمعة، أو في الشهر مرّة، أو في السنة مرّة، أو في عمرك مرّة، تكف، وتُرزق، وتُنصر، ولن تعدم المغفرة).
ظاهرة (دعاء كميل) وآثره في التربية الذاتية
توسّلّ إلى الله بصفاته الحسنى.
.. ما يوحي إلى الداعي أن يتنبّه من غفلته، ويعرف مع من يتكلّم، إنّه يتكلّم مع الله، الذي خضع لقدرته كلّ شيء، وأحاط علمه بكل شيء.
إظهار العبودية لله،... وبيان ضعف الداعي وفقره، وعدم قدرته،... يقابله بيان عظمة الله، وسعة رحمته، والثقة بها، ـ كلّ ذلك من أسباب العفو واستجابة الدعاء ـ وهو تعليم لاُسلوب المسألة منه ـ تعالى ـ..
.. ما يبعث الداعي على البعد عن التكبّر ـ وهو يستشعر العبودية لله ـ والسير مع العقل، ليعرف مكانه من المجتمع والعالم، ويضع الأشياء بمواضعها، طبق نظام الخلقة.. نظام الشريعة الإسلامية.
اعتراف بنعم الله ـ سبحانه ـ.. واعتراف بالذنب والتقصير، واعتذار، واستعطاف، وشكوى إلى الله تعالى، وبيان اضطرار، وشدة ابتلاء، واستغاثة، والتجاء، وانقطاع له ـ سبحانه ـ، وضمن الإعتراف بيان لصور الرقابة على الإنسان، وتعداد لبعض آثار الذنوب، وصور عذاب الآخرة.. وكيفية الوقوع في المخالفة، وتشخيص العدو الأول.. الشيطان..
.. ما يوحي إلى الداعي بالخشوع، والتوبة، ومحاسبة النفس، والتقيد بأحكام الله، والتحفظ من الذنوب، ومن العدو الأول.. الشيطان.
عرض لوازم السير والسلوك..
..ما يزوّد الداعي طاقة حية من العزم، والهمة، والفتوة، وإلزام النفس باستثمار الحياة والعمل الصالح، ومنعها عن الكسل.
جاء في الدعاء تكرار لبعض المعاني المتقاربة بألفاظ متعددة، وهو من البلاغة، واُسلوب التكرار والإعادة مألوف في الأدعية والمناجاة.. لغرض التأكيد، ولمزيد الاهتمام بالمعاني المعروضة، وللالحاح وإطالة المكالمة مع المحبوب ـ سبحانه ـ..
.. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): بأنه ـ تعالى ـ كره الحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة، وأحبّ ذلك لنفسه.
يحسن أن يعيش الداعي في جوّ معاني ما يقرأ، ويعمل قدر الإمكان لإيجاد ما يدعو به من حالات ـ وهو يقرأ الدعاء ـ... (خاشع) (معتذراً، نادماً) (منيباً) (واُسرع إليك في المبادرين، وأدنو منك دنو المخلصين، وأخافك مخافة الموقنين)..
ملتفتاً لنفسه وأمراضه المهلكة، وهو في مقام إظهارها وتعدادها لغرض المعالجة أمام الطبيب الحقيقي ـ عزّ اسمه ـ.
جاء في كتاب "مصباح المتهجّد" لمحمد بن الحسن الطوسي (385 ـ 460 هـ):
(روي أنّ كميل بن زياد النخعي رأى أميرالمؤمنين (عليه السلام) ساجداً يدعو بهذا الدعاء ليلة النصف من شعبان)..
ولا تنسوا الليلة قراءة دعاء كميل
اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِرحَمتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍْ ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهرْتَ بِها كُلَّ شَيٍ ، وَخضَعَ لَها كُلُّ شَيٍْ ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيٍْ ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيٍْ ، وَبعَزَّتِكَ الَّتِي لا يَقُومُ لَها شَيٌْ ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلاَتْ كُلَّ شَيٍْ ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلا كُلَّ شَيٍْ ، وَبِوَجْهِكَ الباقِي بَعْدَ فَنأِ كُلِّ شَيٍْ ، وَبِأَسْمائِكَ الَّتِي ملاَ َتْ أَرْكانَ كُلِّ شَيٍْ ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيٍْ ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضأَ لَهُ كُلُّ شَيٍْ ، يا نوُرُ ياقُدُّوسُ ، ياأَوَّلَ الاوَّلِينَ ، وَيااَّخِرَ الاخِرينَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمَ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعأَ . اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الّذنُوبَ الّتي تُنْزِلُ البَلاَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ كُلَّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها . اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ وَاسْتَشفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِجوُدِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ ، وأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ . اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ ، أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي ، وَتَجْعَلَنِي بِقِسَمِكَ راضِياً قانِعاً ، وَفِي جَمِيعِ الاحْوالِ مُتَواضِعاً . اللّهُمَّ وَأَسأَلُكَ سُؤالَ مَنْ إِشْتَدَّتْ فاقَتُهُ ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ ، وَعَظُمَ فِيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ . اللّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ وَعَلا مَكانُكَ ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ ، وَلايُمْكِنُ الفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ . اللّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبِي غافِراً وَلا لِقَبائِحِي ساتِراً ، وَلا لِشَيٍْ مِنْ عَمَلِيَ القَبِيحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ ، لا إِلهَ إِلا أَنْتَ ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي، وَسَكَنْتُ إِلى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي ، وَمَنِّكَ عَلَيَّ . اللّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ البَلاِ أَقَلْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ مَكْروُهٍ دَفَعْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ ثَنأٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ . اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي ، وَأَفْرَطَ بِي سُؤُ حالِي ، وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي ، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلِي ، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها ، وَنَفْسِي بِجِنايَتِها ، وَمِطالِي ياسَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لايَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُؤُ عَمَلِي وَفِعالي ، وَلاتَفْضَحَنِي بِخَفِيِّ مااطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي ، وَلاتُعاجِلْنِي بِالعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُؤِ فِعْلِي وَإِسأَتِي ، وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتِي ، وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي ، وَكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الاحْوالِ رَؤُوفاً ، وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الامُورِ عَطُوفاً . إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي . إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوِّي ، فَغَرَّنِي بِما أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ القَضأُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلاحُجَّةَ لِي فِيما جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضاؤُكَ، وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ ياإِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِنا مُعْتَرِفاً ، لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنِّي وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي ، غَيْرَ قَبُوُلِكَ عُذْرِي وَإِدْخالِكَ إِيّايَ فِي سَعَةِ رَحْمَتِكَ . اللّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي ، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي ، يارَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي ، وَرِقَّةَ جِلْدِي ، وَدِقَّةَ عَظْمِي ، يامَنْ بَدَأَ خَلْق ِيوَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي ، هَبْنِي لابْتِدأِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بِي ، ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي ، أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ وَبَعْدَما انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ ، وَلَهِجَ بِهِ لِسانِي مِنْ ذِكْرِكَ ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ وَبَعْدَ صِدْقِ إِعْتِرافِي وَدُعائِي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ ، هَيْهاتَ ! أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ ، أَوْ تُبْعِدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلى البَلاِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ ، وَلَيْتَ شِعْرِي ياسَيِّدِي وَإِلهِي وَمَوْلايَ ! أَتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً ، وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صادِقَةً وَبُشُكْرِكَ مادِحَةً ، وَعَلى قُلُوبٍ أَعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً ، وَعَلَى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ العِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً ، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً ، وَأَشارَتْ بِإِسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً ؟! ماهكَذا الظَنُّ بِكَ وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ ياكَرِيمُ يارَبْ ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها ، وَمايَجْرِي فِيها مِنَ المَكارِهِ عَلى أَهْلِها ، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاٌ وَمَكْروهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ ، يَسِيرٌ بَقاؤهُ قَصِيٌر مُدَّتُهُ ، فَكَيْفَ إِحْتِمالِي لِبَلاِ الاخِرَةِ وَجَلِيلِ وُقُوعِ المَكارِهِ فِيها ، وَهُوَ بَلاٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ مَقامُهُ وَلايُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ لاَنَّهُ لايَكُونُ إِلاّ عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ ؟! وَهذا ما لاتَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالارْضُ ، ياسَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَنا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الحَقِيرُ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ ؟! ياإِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ ، لايِّ الاُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو ، وَلِما مِنها أَضِجُّ وَأَبْكِي ، لاَلِيمِ العَذابِ وَشِدَّتِهِ ، أَمْ لِطُولِ البَلاِ وَمُدَّتِهِ ؟! فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوباتِ مَعَ أَعْدائِكَ ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبّائِكَ وَأَوْلِيائِكَ ؛ فَهَبْنِي ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي ، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ ؟ ، وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ ؟ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النّارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ ؟ فَبِعِزَّتِكَ ياسَيِّدِي وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً ، لَئِنْ تَرَكْتَنِي ناطِقاً لاَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجِيجَ الامِلِينَ ، وَلاَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ المُسْتَصْرِخِينَ ، وَلاَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكأَ الفاقِدِينَ ، وَلاُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ ياوَلِيَّ المُؤْمِنِينَ ، ياغايَةَ اَّمالِ العارِفِينَ ، ياغِياثَ المُسْتَغِيثِينَ ، ياحَبِيبَ قُلوُبِ الصّادِقِينَ ، وَيا إِلهَ العالَمينَ ، أَفَتُراكَ ، سُبْحانَكَ ياإِلهي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيها بِمُخالَفَتِهِ ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ ، وَهُوَ يَضُجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ ، وَيُنادِيكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ ، يامَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي العَذابِ وَهُوَ يَرْجوُ ماسَلفَ مِنْ حِلْمِكَ ؟ أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمَلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ ؟ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُها وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يارَبَّه ؟ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فِيها ؟ هَيْهاتَ ! ما ذَلِكَ الظَنُّ بِكَ وَلا المُعْروفُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَلامُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ المُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسانِكَ ! فَبِالْيَقِينِ أَقَطَعُ ، لَولا ماحَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جاحِدِيكَ ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ ، لَجَعْلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً ، وَما كَانَ لاَحَدٍ فِيها مَقَرّاً وَلامُقاماً ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلاَها مِنَ الكافِرِينَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيها المُعانِدِينَ ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً ، وَتَطَوَّلْتَ بِالاِنْعامِ مُتَكَرِّماً : أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لايَسْتَوُونَ . إِلهِي وَسَيِّدِي ، فَأَسأَلُكَ بِالقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها ، وَبِالقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها ، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها ، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعَلَنْتُهُ ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِها الكِرامَ الكاتِبِينَ ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مايَكُونُ مِنِّي ، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيّ مَعَ جَوارِحِي ، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِي عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ ، أَوْ خَطأ تَسْتُرُهُ ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي ، يامَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتِي ، ياعَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي ، ياخَبِيراً بَفَقْرِي وَفاقَتِي ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، أَسأَلُكَ بِحَقِكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مِنَ اللّيْلِ وَالنَّهارِ بَذِكْرِكَ مَعْمُورَةً ، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً ، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً ، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وأوْرادِي كُلُّها وِرْداً وَاحِداً ، وَحالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً . ياسَيِّدِي يامَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي ، يامَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي ، يارَبِّ يارَبِّ يارَبِّ ، قَوِّ عَلى خَدْمَتِكَ جَوارِحِي وَاشْدُدْ عَلى العَزِيمَةِ جَوانِحِي ، وَهَبْ لِيَ الجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ ، وَالدَّوامَ فِي الاِتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السابِقِينَ ، واُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي البارِزِينَ ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي المُشْتاقِينَ ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ المُخْلِصِينَ ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ المُوقِنِينَ ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوارِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ . اللّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُؤٍ فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ فِإِنَّهُ لايُنالُ ذلِكَ إِلا بِفَضْلِكَ ، وَجُدْ لِي بِجُودِكَ ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بَمَجْدِكَ وَأَحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ ، وَأَجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً ، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَاغْفِرْ زَلَّتِي ، فَإِنَّكَ قَضيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الاِجابَةَ ، فَإِلَيْكَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي ، وَإِلَيْكَ يارَبِّ مَدَدْتُ يَدِي ، فَبِعِزَّتِكَ أَسْتَجِبْ لِي دُعائِي ، وَبَلِّغْنِي مُنايَ ، وَلاتَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائِي ، وَاكْفِنِي شَرَّ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنْ أعْدائِي . ياسَرِيعَ الرِّضا إِغْفِرْ لِمَنْ لايَمْلِكُ إِلا الدُّعأَ ،فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشأُ ، يامَنْ إِسْمُهُ دَوأٌ ، وَذِكْرُهُ شِفأٌ ، وَطاعَتُهُ غِنىً ، إِرْحَمْ مَنْ رَأسُ مالِهِ الرَّجأُ وَسِلاحُهُ البُكأُ ، ياسَابِغَ النِّعَمِ ، يادافِعَ النِّقَمِ ، يانُورَ المُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ ، ياعالِماً لايُعَلَّمُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَفْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى رَسُولِهِ وَالاَئِمَّةِ المَيامِينَ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً .
منقول من كتاب شرح دعاء كميل لعزالدين الجزائري [/font][/align]
يقينا كله خير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2503
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 3:23 am
Re: فضل دعاء كميل
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
جُزيتم خيراً إن شاء الله ..
في ميزان حسناتكم ..
لاتنسيني من صالح دعائكـِ ..[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
جُزيتم خيراً إن شاء الله ..
في ميزان حسناتكم ..
لاتنسيني من صالح دعائكـِ ..[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1762
- اشترك في: الاثنين أكتوبر 20, 2008 11:40 pm
- مكان: لامكآن يحتويني ؟
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 2578
- اشترك في: السبت يونيو 07, 2008 3:10 am
Re: فضل دعاء كميل
[font=Times New Roman][align=center]غاليتي أنوار
أحنستِ وبارك الله فيك
موضوع حلو ودعاء مقبول ان شاء الله
دمتيـ بود
شجن[/align][/font]
أحنستِ وبارك الله فيك
موضوع حلو ودعاء مقبول ان شاء الله
دمتيـ بود
شجن[/align][/font]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1762
- اشترك في: الاثنين أكتوبر 20, 2008 11:40 pm
- مكان: لامكآن يحتويني ؟
Re: فضل دعاء كميل
[font=MS Dialog]تسلمي يالغالية على الموضوع الروعــــــة[/font]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 15021
- اشترك في: الثلاثاء مارس 04, 2008 6:40 pm
- مكان: كـنـف المـــــنـــصــــــــورة (ع)
Re: فضل دعاء كميل
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
السلام على الحسين وعلى علي أبن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عظم الله تعالى اجورنا و اجوركم بمصابنا بسيدنا وامامنا الحسين واهل بيته عليهم السلام
أحسنتم أختي الكريمة
موفقين
ونسألكم الدعاء عزيزتي
والحمد لله رب العالمين[/font][/align]
السلام على الحسين وعلى علي أبن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عظم الله تعالى اجورنا و اجوركم بمصابنا بسيدنا وامامنا الحسين واهل بيته عليهم السلام
أحسنتم أختي الكريمة
موفقين
ونسألكم الدعاء عزيزتي
والحمد لله رب العالمين[/font][/align]
يا الله
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1744
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 7:32 pm
Re: فضل دعاء كميل
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
عظم الله أجورنا وأجوركم بأستشهاد أبا عبد الله الحسين عليه السلام
احسنت وبارك الله فيك أختي العزيزة أنوار الكساء
ربي يعطيك الصحه والعافيه
جعله الله في ميزان اعمالكم الصالحه
مأجورين
اللهم صلي على محمد وآل محمد
عظم الله أجورنا وأجوركم بأستشهاد أبا عبد الله الحسين عليه السلام
احسنت وبارك الله فيك أختي العزيزة أنوار الكساء
ربي يعطيك الصحه والعافيه
جعله الله في ميزان اعمالكم الصالحه
مأجورين
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 66
- اشترك في: السبت أكتوبر 25, 2008 11:14 pm
Re: فضل دعاء كميل
اللهم صلي على محمد وال محمد والعن اعداءه من الاولين والاخرين
شكرا لكم على المعلومات المفيدة وبارك الله فيكم
وانامن عشاق هذا الدعاء المبارك تقريبا كل ليلة جمعة اقراء وعني صوت منه .
جعلة في ميزان حسناتكم
مأجورين
شكرا لكم على المعلومات المفيدة وبارك الله فيكم
وانامن عشاق هذا الدعاء المبارك تقريبا كل ليلة جمعة اقراء وعني صوت منه .
جعلة في ميزان حسناتكم
مأجورين
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 24728
- اشترك في: الأحد يونيو 01, 2008 1:33 pm
Re: فضل دعاء كميل
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)