اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
خطبة امير المؤمنين في وصف الله تعالى في جواب دغلب
المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7515
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 6:25 pm
خطبة امير المؤمنين في وصف الله تعالى في جواب دغلب
[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]روي الشيخ الصدوق بسند متّصل عن عبد الله بن يونس، عن الاءمام جعفر الصادق علیه السلام أ نّه قال:
بَيْنَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ يَخْطُبُ عَلَی مِنْبَرِ الكُوفَةِ، إذْ قَامَ إلیهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: ذِعْلَبٌ، ذَرِبُ اللِسَانِ بَلِيغٌ فِي الخِطَابِ شُجَاعُ القَلْبِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ! هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ ؟!
فَقَالَ: وَيْلَكَ يَا ذِعْلَبُ! مَا كُنْتُ أَعْبُدُ رَبَّاً لَمْ أَرَهُ!
قَالَ: يَا أَميِرَ المُؤْمِنِينَ! كَيْفَ رَأَيْتَهُ ؟!
قَالَ: وَيْلَكَ يَا ذِعْلَبُ! لَمْ تَرَهُ العُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الاَبْصَارِ، وَلَكِنْ رَأَتْهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الاءيمَانِ. وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ! إنَّ رَبِّي لَطِيفُ اللَطَافَةِ فَلاَ يُوصَفُ بِاللُطْفِ، عَظِيمُ العَظَمَةِ لاَ يُوصَفُ بِالعِظَمِ، كَبِيرُ الكِبْرِيَاءِ لاَ يُوصَفُ بِالكِبَرِ، جَلِيلُ الجَلاَلَةِ لاَ يُوصَفُ بِالغِلَظِ.
قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ فَلاَ يُقَالُ: شَيءٌ قَبْلَهُ ؛ وَبَعْدَ كُلِّ شَيءٍ فَلاَ يُقَالُ: شَيءٌ بَعْدَهُ. شَائِي الاَشْيَاءِ لاَ بِهِمَّةٍ، دَرَّاكٌ لاَ بِخَدِيعَةٍ. هُوَ فِي الاَشْيَاءِ كُلِّهَا غَيْرُ مُتَمَازِجٍ بِهَا وَلاَ بَائِنٍ عَنْهَا. ظَاهِرٌ لاَ بِتَأْوِيلِ المُبَاشَرَةِ، مُتَجَلٍّ لاَ بِاسْتِهْلاَلِ رُؤْيَةٍ، بَائِنٌ لاَ بِمَسَافَةٍ، قَرِيبٌ لاَ بِمُدَانَاةٍ، لَطِيفٌ لاَ بِتَجَسُّمٍ، مَوْجُودٌ لاَ بَعْدَ عَدَمٍ، فَاعِلٌ لاَ بِاضْطِرَارٍ، مُقَدِّرٌ لاَ بِحَرَكَةٍ، مُرِيدٌ لاَ بِهَمَامَةٍ، سَمِيعٌ لاَ بِآلَةٍ، بَصِيرٌ لاَ بِأَدَاةٍ.
لاَ تَحْوِيهِ الاَمَاكِنُ، وَلاَ تَصْـحَبُهُ الاَوْقَاتُ، وَلاَ تَحُـدُّهُ الصِّـفَاتُ، وَلاَ تَأْخُذُهُ السِّنَاتُ. سَبَقَ الاَوْقَاتَ كَوْنُهُ، وَالعَدَمَ وُجُودُهُ، وَالاِبْتِدَاءَ أَزَلُهُ.
بِتَشْعِيرِهِ المَشَاعِرَ عُرِفَ أَنْ لاَ مَشْعَرَ لَهُ، وَبِتَجْهِيرِهِ الجَوَاهِرَ عُرِفَ أَنْ لاَ جَوْهَرَ لَهُ، وَبِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ الاَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لاَ ضِدَّ لَهُ، وَبِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الاَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لاَ قَرِينَ لَهُ.
ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ، وَالجَسْوَ بِالبَلَلِ، وَالصَّرْدَ بِالحَرُورِ.
مُؤَلِّفٌ بَيْنَ مُتَعَادِيَاتِهَا، مُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِهَا، دَالَّةً بِتَفْرِيقِهَا عَلَی مُفَرِّقِهَا، وَبِتَأْلِيفِهَا عَلَی مُؤَلِّفِهَا ؛ وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ». [7]
فَفَرَّقَ بِهَا بَيْنَ قَبْلٍ وَبَعْدٍ ؛ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ قَبْلَ لَهُ وَلاَ بَعْدَ، شَاهِدَةً بِغَرَائِزِهَا عَلَی أَنْ لاَ غَرِيزَةَ لِمُغَرِّزِهَا، مُخْبِرَةً بِتَوْقِيتِهَا أَنْ لاَ وَقْتَ لِمُوَقِّتِهَا.
حَجَبَ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ ؛ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ حِجَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ غَيْرُ خَلْقِهِ.
كَانَ رَبَّاً إذْ لاَ مَرْبُوبٌ، وَإلَهاً إذْ لاَ مَأْلُوهٌ، وَعَالِماً إذْ لاَ مَعْلُومٌ، وَسَمِيعاً إذْ لاَ مَسْمُوعٌ.[/align]
[align=center]ثُّمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:[/align]
[align=center]وَلَمْ يَـزَلْ سَـيِّدِي بِالحَـمْـدِ مَـعْـرُوفَا وَلَمْ يَـزَلْ سَـيِّدِي بِالجُـودِ مَـوْصُـوفَا
وَكُنْتَ إذْ لَـيْـسَ نُـورٌ يُـسْـتَضَـاءُ بِهِ وَلاَظَـلاَمٌعَـلَـي الآفَــاقِ مَـعْـكُـوفَا
وَرَبُّـنَـا بِـخِــلاَفِ الـخَـلْـقِ كُـلِّـهِـمِ وَكُلِّ مَا كَـانَ فِـي الاَوْهَـامِ مَـوْصُـوفَا
فَـمَـنْ يُـرِدْهُ عَلَی التَّـشْـبِيـهِ مُمْتَـثِـلاً يَرْجِـعْ أَخَـا حَصَـرٍ بِالعَـجْـزِ مَكْتُـوفَا
وَفِي المَـعَـارِجِ يَلْقَـي مَـوْجُ قُـدْرَتِـهِ مَوْجاً يُعَارِضُ طَـرْفَ الرُّوحِ مَكْفُـوفَا
فَاتْـرُكْ أَخَا جَـدَلٍ فِي الدِّيـنِ مُنْعَمِقـاً قَدْ بَاشَـرَ الشَّـكُّ فِـيـهِ الرَّأْيَ مَـأْوُوفَا
وَاصْـحَـبْ أَخَـا ثِقَـةٍ حُـبَّـاً لِـسَـيِّـدِهِ وَبِالـكَـرَامَـاتِ مِـنْ مَـوْلاَهُ مَـحْـفُـوفَا
أَمْسَي دَلِيلَ الهُدَيَ فِي الاَرْضِ مُنْتَشِراً وَفِي السَّـمَـاءِ جَمِيلَ الحَـالِ مَعْـرُوفَا[/align]
[align=center]قَالَ: فَخَرَّ ذِعْلَبٌ مَغْشِيَّاً عَلَیْهِ ثُمَّ أَفَاقَ، وَقَالَ: مَا سَمِعْتُ بِهَذَا الكَلاَمِ، وَلاَ أَعُودُ إلی شَيءٍ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ مُصَنِّفُ هَذَا الكِتَابِ: فِي هَذَا الخَبَرِ أَلفَاظٌ قَدْ ذَكَرَها الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِي خُطْبَتِهِ، وَهَذَا تَصْدِيقُ قَوْلِنَا فِي الاَئِمَّةِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ: إنَّ عِلْمَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَأْخُوذٌ عَنْ أَبِيهِ حَتَّي يَتَّصِلَ ذَلِكَ بِالنَّبِيِّ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.[/align]
[align=center]نعم، فمضافاً إلي أنّ هذه الحديث المبارك يدلّ علی أنّ رؤية الله بعين القلب أمر ممكن بل ولازم، فإنّه كذلك وبعد التمحيص جيّداً في عباراته يمكن أن نتحسّس من خلاله وحدة وجود الحقّ تعالي بشكل واضح ومبرهن، وخصوصاً تلك العبارة التي يقول فيها:
حَجَبَ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ حِجَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ غَيْرُ خَلْقِهِ.
فإذا كان المقصود من هذه العبارة أنّ العلّة في حجب بعض الخلائق عن بعضها هي أن يُعلَم أن لا حجاب بينه وبين مخلوقاته، فعبارة غَيْرُ خَلْقِهِ تبدو زائدة، لا نّه كما قال: بتشعيره المشاعر ( للخلق ) عُرف أنّ الله لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عُرف أن لا جوهر له، وخلق الغرائز شاهدة علی أن لا غريزة للّه (بِتَشْعِيرِهِ المَشَاعِرَ عُرِفَ أَنْ لاَ مَشْعَرَ لَهُ، وَبَتَجْهِيرِهِ الجَوَاهِرَ عُرِفَ أَنْ لاَ جَوْهَرَ لَهُ.... شَاهِدَةً بِغَرَائِزِهَا عَلَی أَنْ لاَ غَرِيزَةَ لِمُغَرِّزِهَا)، فكان لزاماً أن يقول هنا كذلك: حَجَبَ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ حِجَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ.
إلاّ أ نّنا نشاهد هنا أ نّه أضاف عقيب تلك الكلمة قائلاً: غَيْرُ خَلْقِهِ، والغرض من ذلك تفهيم السامع أنّ لا توجد بين الحقّ المتعال وبين مخلوقاته فاصلة أو بعد أو حجاب غير نفس تعيّن المخلوقات. فإذا أزلت التعيّن من وجود المتعيّن فلن يبقي هنالك شيء غير الوجود المطلق، وهو عبارة عن وجود الحقّ سبحانه وتعالي.
ولانّ مرجع التعيّن أمر عدميّ واعتباريّ لهذا: لَيْسَ فِي العَالَمِ إلاَّ الوُجُودُ المُطْلَقُ وَالبَسِيطُ وَالبَحْتُ وَالصِّرْفُ وَهُوَ الحَقُّ تَعَالَي شَأْنُهُ وَعَلاَ مَجْدُهُ.[/align][align=center]المصادر/ كتاب التوحيد للصدوق , بحار الأنوار في حديث دغلب[/align]
[align=center]مقتبسات من محاظرات للعلامة السيد محمد الحسن الحسيني الطهراني[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]روي الشيخ الصدوق بسند متّصل عن عبد الله بن يونس، عن الاءمام جعفر الصادق علیه السلام أ نّه قال:
بَيْنَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ يَخْطُبُ عَلَی مِنْبَرِ الكُوفَةِ، إذْ قَامَ إلیهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: ذِعْلَبٌ، ذَرِبُ اللِسَانِ بَلِيغٌ فِي الخِطَابِ شُجَاعُ القَلْبِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ! هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ ؟!
فَقَالَ: وَيْلَكَ يَا ذِعْلَبُ! مَا كُنْتُ أَعْبُدُ رَبَّاً لَمْ أَرَهُ!
قَالَ: يَا أَميِرَ المُؤْمِنِينَ! كَيْفَ رَأَيْتَهُ ؟!
قَالَ: وَيْلَكَ يَا ذِعْلَبُ! لَمْ تَرَهُ العُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الاَبْصَارِ، وَلَكِنْ رَأَتْهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الاءيمَانِ. وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ! إنَّ رَبِّي لَطِيفُ اللَطَافَةِ فَلاَ يُوصَفُ بِاللُطْفِ، عَظِيمُ العَظَمَةِ لاَ يُوصَفُ بِالعِظَمِ، كَبِيرُ الكِبْرِيَاءِ لاَ يُوصَفُ بِالكِبَرِ، جَلِيلُ الجَلاَلَةِ لاَ يُوصَفُ بِالغِلَظِ.
قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ فَلاَ يُقَالُ: شَيءٌ قَبْلَهُ ؛ وَبَعْدَ كُلِّ شَيءٍ فَلاَ يُقَالُ: شَيءٌ بَعْدَهُ. شَائِي الاَشْيَاءِ لاَ بِهِمَّةٍ، دَرَّاكٌ لاَ بِخَدِيعَةٍ. هُوَ فِي الاَشْيَاءِ كُلِّهَا غَيْرُ مُتَمَازِجٍ بِهَا وَلاَ بَائِنٍ عَنْهَا. ظَاهِرٌ لاَ بِتَأْوِيلِ المُبَاشَرَةِ، مُتَجَلٍّ لاَ بِاسْتِهْلاَلِ رُؤْيَةٍ، بَائِنٌ لاَ بِمَسَافَةٍ، قَرِيبٌ لاَ بِمُدَانَاةٍ، لَطِيفٌ لاَ بِتَجَسُّمٍ، مَوْجُودٌ لاَ بَعْدَ عَدَمٍ، فَاعِلٌ لاَ بِاضْطِرَارٍ، مُقَدِّرٌ لاَ بِحَرَكَةٍ، مُرِيدٌ لاَ بِهَمَامَةٍ، سَمِيعٌ لاَ بِآلَةٍ، بَصِيرٌ لاَ بِأَدَاةٍ.
لاَ تَحْوِيهِ الاَمَاكِنُ، وَلاَ تَصْـحَبُهُ الاَوْقَاتُ، وَلاَ تَحُـدُّهُ الصِّـفَاتُ، وَلاَ تَأْخُذُهُ السِّنَاتُ. سَبَقَ الاَوْقَاتَ كَوْنُهُ، وَالعَدَمَ وُجُودُهُ، وَالاِبْتِدَاءَ أَزَلُهُ.
بِتَشْعِيرِهِ المَشَاعِرَ عُرِفَ أَنْ لاَ مَشْعَرَ لَهُ، وَبِتَجْهِيرِهِ الجَوَاهِرَ عُرِفَ أَنْ لاَ جَوْهَرَ لَهُ، وَبِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ الاَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لاَ ضِدَّ لَهُ، وَبِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الاَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لاَ قَرِينَ لَهُ.
ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ، وَالجَسْوَ بِالبَلَلِ، وَالصَّرْدَ بِالحَرُورِ.
مُؤَلِّفٌ بَيْنَ مُتَعَادِيَاتِهَا، مُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِهَا، دَالَّةً بِتَفْرِيقِهَا عَلَی مُفَرِّقِهَا، وَبِتَأْلِيفِهَا عَلَی مُؤَلِّفِهَا ؛ وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ». [7]
فَفَرَّقَ بِهَا بَيْنَ قَبْلٍ وَبَعْدٍ ؛ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ قَبْلَ لَهُ وَلاَ بَعْدَ، شَاهِدَةً بِغَرَائِزِهَا عَلَی أَنْ لاَ غَرِيزَةَ لِمُغَرِّزِهَا، مُخْبِرَةً بِتَوْقِيتِهَا أَنْ لاَ وَقْتَ لِمُوَقِّتِهَا.
حَجَبَ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ ؛ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ حِجَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ غَيْرُ خَلْقِهِ.
كَانَ رَبَّاً إذْ لاَ مَرْبُوبٌ، وَإلَهاً إذْ لاَ مَأْلُوهٌ، وَعَالِماً إذْ لاَ مَعْلُومٌ، وَسَمِيعاً إذْ لاَ مَسْمُوعٌ.[/align]
[align=center]ثُّمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:[/align]
[align=center]وَلَمْ يَـزَلْ سَـيِّدِي بِالحَـمْـدِ مَـعْـرُوفَا وَلَمْ يَـزَلْ سَـيِّدِي بِالجُـودِ مَـوْصُـوفَا
وَكُنْتَ إذْ لَـيْـسَ نُـورٌ يُـسْـتَضَـاءُ بِهِ وَلاَظَـلاَمٌعَـلَـي الآفَــاقِ مَـعْـكُـوفَا
وَرَبُّـنَـا بِـخِــلاَفِ الـخَـلْـقِ كُـلِّـهِـمِ وَكُلِّ مَا كَـانَ فِـي الاَوْهَـامِ مَـوْصُـوفَا
فَـمَـنْ يُـرِدْهُ عَلَی التَّـشْـبِيـهِ مُمْتَـثِـلاً يَرْجِـعْ أَخَـا حَصَـرٍ بِالعَـجْـزِ مَكْتُـوفَا
وَفِي المَـعَـارِجِ يَلْقَـي مَـوْجُ قُـدْرَتِـهِ مَوْجاً يُعَارِضُ طَـرْفَ الرُّوحِ مَكْفُـوفَا
فَاتْـرُكْ أَخَا جَـدَلٍ فِي الدِّيـنِ مُنْعَمِقـاً قَدْ بَاشَـرَ الشَّـكُّ فِـيـهِ الرَّأْيَ مَـأْوُوفَا
وَاصْـحَـبْ أَخَـا ثِقَـةٍ حُـبَّـاً لِـسَـيِّـدِهِ وَبِالـكَـرَامَـاتِ مِـنْ مَـوْلاَهُ مَـحْـفُـوفَا
أَمْسَي دَلِيلَ الهُدَيَ فِي الاَرْضِ مُنْتَشِراً وَفِي السَّـمَـاءِ جَمِيلَ الحَـالِ مَعْـرُوفَا[/align]
[align=center]قَالَ: فَخَرَّ ذِعْلَبٌ مَغْشِيَّاً عَلَیْهِ ثُمَّ أَفَاقَ، وَقَالَ: مَا سَمِعْتُ بِهَذَا الكَلاَمِ، وَلاَ أَعُودُ إلی شَيءٍ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ مُصَنِّفُ هَذَا الكِتَابِ: فِي هَذَا الخَبَرِ أَلفَاظٌ قَدْ ذَكَرَها الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِي خُطْبَتِهِ، وَهَذَا تَصْدِيقُ قَوْلِنَا فِي الاَئِمَّةِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ: إنَّ عِلْمَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَأْخُوذٌ عَنْ أَبِيهِ حَتَّي يَتَّصِلَ ذَلِكَ بِالنَّبِيِّ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.[/align]
[align=center]نعم، فمضافاً إلي أنّ هذه الحديث المبارك يدلّ علی أنّ رؤية الله بعين القلب أمر ممكن بل ولازم، فإنّه كذلك وبعد التمحيص جيّداً في عباراته يمكن أن نتحسّس من خلاله وحدة وجود الحقّ تعالي بشكل واضح ومبرهن، وخصوصاً تلك العبارة التي يقول فيها:
حَجَبَ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ حِجَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ غَيْرُ خَلْقِهِ.
فإذا كان المقصود من هذه العبارة أنّ العلّة في حجب بعض الخلائق عن بعضها هي أن يُعلَم أن لا حجاب بينه وبين مخلوقاته، فعبارة غَيْرُ خَلْقِهِ تبدو زائدة، لا نّه كما قال: بتشعيره المشاعر ( للخلق ) عُرف أنّ الله لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عُرف أن لا جوهر له، وخلق الغرائز شاهدة علی أن لا غريزة للّه (بِتَشْعِيرِهِ المَشَاعِرَ عُرِفَ أَنْ لاَ مَشْعَرَ لَهُ، وَبَتَجْهِيرِهِ الجَوَاهِرَ عُرِفَ أَنْ لاَ جَوْهَرَ لَهُ.... شَاهِدَةً بِغَرَائِزِهَا عَلَی أَنْ لاَ غَرِيزَةَ لِمُغَرِّزِهَا)، فكان لزاماً أن يقول هنا كذلك: حَجَبَ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ حِجَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ.
إلاّ أ نّنا نشاهد هنا أ نّه أضاف عقيب تلك الكلمة قائلاً: غَيْرُ خَلْقِهِ، والغرض من ذلك تفهيم السامع أنّ لا توجد بين الحقّ المتعال وبين مخلوقاته فاصلة أو بعد أو حجاب غير نفس تعيّن المخلوقات. فإذا أزلت التعيّن من وجود المتعيّن فلن يبقي هنالك شيء غير الوجود المطلق، وهو عبارة عن وجود الحقّ سبحانه وتعالي.
ولانّ مرجع التعيّن أمر عدميّ واعتباريّ لهذا: لَيْسَ فِي العَالَمِ إلاَّ الوُجُودُ المُطْلَقُ وَالبَسِيطُ وَالبَحْتُ وَالصِّرْفُ وَهُوَ الحَقُّ تَعَالَي شَأْنُهُ وَعَلاَ مَجْدُهُ.[/align][align=center]المصادر/ كتاب التوحيد للصدوق , بحار الأنوار في حديث دغلب[/align]
[align=center]مقتبسات من محاظرات للعلامة السيد محمد الحسن الحسيني الطهراني[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1406
- اشترك في: الاثنين يناير 25, 2010 7:03 pm
Re: خطبة امير المؤمنين في وصف الله تعالى في جواب دغلب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله تعالى رب العالمين شكراً لك .. موضوع أكثر من رائع
يا مَنْ يُعْطي مَنْ سَأَلَهُ يا مَنْ يُعْطي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 49213
- اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
- مكان: في قلب منتداي الحبيب
Re: خطبة امير المؤمنين في وصف الله تعالى في جواب دغلب
[align=center][font=Traditional Arabic]
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
شكراً لكِ اختي .. موضوع رااائع .. رحم الله والديكم
وفقكم الله و سدد خطاكم لكل خير بجاه محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين..[/font][/align]
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
شكراً لكِ اختي .. موضوع رااائع .. رحم الله والديكم
وفقكم الله و سدد خطاكم لكل خير بجاه محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين..[/font][/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 23718
- اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
- مكان: في مملكة الزهراء
Re: خطبة امير المؤمنين في وصف الله تعالى في جواب دغلب
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على روح القدس في عالم الذرعلى من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
وعظم الله أجورنا واجوركم بمصاب ابي عبدالله الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام
حبيبتي آمل الزهراء اسال الله ان يرفع درجاتك
دمتم برعاية الزهراء[/font][/align]
السلام على روح القدس في عالم الذرعلى من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
وعظم الله أجورنا واجوركم بمصاب ابي عبدالله الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام
حبيبتي آمل الزهراء اسال الله ان يرفع درجاتك
دمتم برعاية الزهراء[/font][/align]
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49875
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: خطبة امير المؤمنين في وصف الله تعالى في جواب دغلب
[align=center][font=Traditional Arabic] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
بارك الله فيك أختي الكريمة
امل الزهراء
موفقة لكل خير[/font][/align]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
بارك الله فيك أختي الكريمة
امل الزهراء
موفقة لكل خير[/font][/align]
يقينا كله خير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 27275
- اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm
Re: خطبة امير المؤمنين في وصف الله تعالى في جواب دغلب
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم و ارحمنا بهم يا كريم ,,
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمة أمل الزهراء أحسنتِ ,
بارك الله فيك .[/font][/align]
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمة أمل الزهراء أحسنتِ ,
بارك الله فيك .[/font][/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 39518
- اشترك في: الأربعاء إبريل 29, 2009 11:20 am
Re: خطبة امير المؤمنين في وصف الله تعالى في جواب دغلب
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على اولاد الحسين و على اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
سلمت يمناك اختي الكريمة امل الزهراء الله يعطيك الفين عافية طرح مبارك ورائع جدااا
دمتِ سالمة[/align]
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على اولاد الحسين و على اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
سلمت يمناك اختي الكريمة امل الزهراء الله يعطيك الفين عافية طرح مبارك ورائع جدااا
دمتِ سالمة[/align]
(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: خطبة امير المؤمنين في وصف الله تعالى في جواب دغلب
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم يا كريم
أختي الكريمة / امل الزهراء
بارك الله فيكِ ، ووفقكِ لكل خير على الطرح الرائع
دمتِ بحفظ الرحمن[/font][/align]
أختي الكريمة / امل الزهراء
بارك الله فيكِ ، ووفقكِ لكل خير على الطرح الرائع
دمتِ بحفظ الرحمن[/font][/align]
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
-
- فــاطــمــي
- مشاركات: 1432
- اشترك في: الاثنين فبراير 15, 2010 5:01 pm
- مكان: انتظار الامام الحجة (عج)
Re: خطبة امير المؤمنين في وصف الله تعالى في جواب دغلب
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ لله الّذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاحاً لذِكْرِهِ وَخَلَقَ الاشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّد الْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الَْمحْمُودِ وَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ اُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
اللهم عجل لوليك الفرج
جزاكم الله كل الخير على الموضوع القيم
اختي الفاضلة
حفظكم الله وسدد خطاكم لكل خير
رحم الله والديكم في الدنيا والاخرة
اَلْحَمْدُ لله الّذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاحاً لذِكْرِهِ وَخَلَقَ الاشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّد الْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الَْمحْمُودِ وَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ اُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
اللهم عجل لوليك الفرج
جزاكم الله كل الخير على الموضوع القيم
اختي الفاضلة
حفظكم الله وسدد خطاكم لكل خير
علي الدر والذهب المصفى بل هو أرقى | ||
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 43141
- اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm
Re: خطبة امير المؤمنين في وصف الله تعالى في جواب دغلب
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعواتي لكم بالتوفيق وقضاء الحوائج كلمح البصر
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعواتي لكم بالتوفيق وقضاء الحوائج كلمح البصر
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"