
وفاتها (ع)
ما فتئت الحوراء زينب عليها السلام بعد واقعة الطف منهدة الركن ناحلة البدن متأوهة على فراق عزيزها الحسين (ع) في كل وقت ومناسبة وكأنها امها الزهراء في بكائها على والدها ا).لرسول (ص
ولم تعش بعد فاجعة كربلاء أكثر من4 سنوات على اختلاف الروايات وممن اشار الى وفاتها الشهرستاني حيث ساق خبر المجاعة التي أصابت المدينة ،فرحل عنها عبدالله بن جعفر بأهله الى الشام وحمت العقيله هناك وقد كانت عليلة محزونة لفقد الحسين(ع) ثم أشار الى وفاتها في النصف من رجب سنة 65 ودفنت حيث المزار المشهور.
والذي يهمنا ان العقيلة زينب (ع) لم ترحل عن هذه الدنيا حتى قلبت الأمور على بني أمية وألبت الجماهير على دولة الظلم وثأرت لدم الحسين(ع).
وهكذا تركت العقيلة ساحة المواجهة وهي في مخاض كبير ينبئ عن عاصفة هوجاء تقتلع دولة البغي وتطيح بكل من لطخت يده بدم الحسين (ع) وان له أن ترتاح عن كل تلكم المحن والالام التي غمرت قلبها وهدت جنبها وجرعتها غصص الدهر.روحي لك الفداء يا مولاتي.
قبرها
اختلف الؤرخون حول مرقد العقيلة زينب (ع) وذهبوا الى ثلاثة أقوال:
القول الاول: انها دُفنت بالمدينة المنورة، ومستند هذا القول هو استصحاب القائلين دخولها بعد فاجعة كربلاء حيث لم يثبت عندهم خروجها منها،وهذا القول هو أبعد الأقوال حيث انه ثبت خروجها منها على ألست المؤرخين بما لا يدع مجالا للحصر وان أختلفوا في الوجهة التي قصدتها كما انه لوكانت مدفونه بالمدينة لظهر لها مزار وأوردت لها زيارة كما وردت مزارات وزيارات لمن هم دونها في المكانة والشرف.[/color]
القول الثاني:
انها دُفنت بمصر،ومال الى هذا القول ثلة من المؤرخين أمثال ابن عساكر وابم طولون والشعراني والشيخ محمد صبان والشبلنجي والشيخ حسن العدوي وغيرهم من علمائنا الأفاض أمثال الشيخ جعفر النقدي.ومنشأ قولهم هذا هو أستنادهم الى روايات يحي بن جعفر العبيدلي وقد أكد البحاثة الشيخ محم حسنين السابقي في كتابه مرقد العقيلة زينب (ع)ص85 ان أكثر رواة العبيدلي مجهولون ليس لهم تراجم في كتب الرجال والتراجم والانساب وربما يكون منشأ الاشتباه في مرقد العقيلة زينب بمصر هو تعدد المسميات بزينب العلوية وغيرهم المدفونات بمصر،والذهن أسرع تبادرا عند سماع الأسم الى أشهر الأفراد وأكملها والمسميات بزينب في مصر كثيرة.
ومن المعلوم ان عادة العامة والخاصة منذ القديم انهم ينسبون العلوين الى رسول الله (ص) وأمير المؤمنين(ع)بلا واسطة ويريدون بذلك التبجيل.وقد ظهر ذلك فعلا حيث ذكر المقؤيزي في كتابه الخطط المقريزية في الجزء الثاني ص289 وهو يعدد المشاهد المباركة عند أهل مصر ومنها قبر زينب بنت أحمد بن جعفر بن محمد بن الحنفية وتسمية العامة مشهد السيدة زينب،وكما ذكر البحاثة الشخ محمد حسين السابقي في كتابه مرقد زينب ص203 ان جملة من قبور العلويين كتب على ألواحها في الدولة الفاطمية أنهم أولاد علي لصلبه ،منها رقية بنت عبدالله بن أحمد بن الحسين الحسينية كتبوا على قبرها(ه1ا ضري السيدة رقية بنت أمير المؤمنين علي بن ابي طالب) وكتبوا على قبر السيدة زينب بنت يحيى المتوج مشهد السيدة الطاهرة بنت الزهراء البتول بنت علي بن ابي طالب.
وكما مال بعض المؤرخين الى قبر العقيلة في مصر فقد أعرض كثير عن هذا القول أمثال ابن الزيان الأنصاري والحافظ السخاوي ونور الدين السخاوي وابن ظهيرة المصري والحافظ السيوطي وغيرهم.
القول الثالث:
ذهب أكثر العلماء والمحققين في تراجمهم ال ان قبر العقيلة زينب عليها السلام بنت أمير المؤمنين (ع) في قرية راوية في الشام،ومنهم الحافظ الذهبي في كتابه تجريد أسماء الصحابة الجزء الثاني ص288 وابن بطوطة في كتابه رحلة ابن بطوطة الجزء الأول ص61 وابو البقاء المصري في كتابه نزهة الأنام ومحاسن الشام.
وقد ذهب أغلب علماء الشيعة الأمامية الى أن قبر العقيلة زينب(ع) في قرية راوية بالشام ومنهم ليس عل سبيل الحصر الشيخ حسن اليزدي الحائري في كتابه أنوار الشهادة ص121 والعلامة السيد بحر العلوم في كتابه تاريخ اداب اللغة العربية الجزء الرابع والسيد حسن الصدر الكاضمي في كتاب نزهة أهل الحرمين..وغيرم من العلماء.
وجود قبر جارية الزهراء (ع) فضة والتي لمتتخلى عن ملازمتها للحوراء زينب عليها السلام حتى في كربلاء فتعرضت معها للسبي ،كما ذكر ذلك كثير من العلماء والكتاب منهم السيد عبد الحسين العاملي في كتاب المفيد في ذكرى السبط الشهيد ،ووجود قبرها في الشام يدل على ان قبر العقيلة زينب (ع) في الشام ايضا حيث كانت ملازمة لها في أشد المحن وأشق السفرات،فكيف تتخلى عنها بعد ذلك ولم تذهب معها الى مصر؟.واما وجود قبر فضة في الشام فهو ثابت أجماعا وبدون خلاف.
أشار أمام العصر والزمان أرواح العالمين لمقدمه الفداء ان هذا المقام الذي في قرية راوية بالشام هو مقام العقيلة زينب (ع) الكبرى بنت الأمام أمير المؤمنين (ع) في الزيارة المفجعة ص37.
وبعد هذه الأدلة يكون ما لا غبار عليه ولا مشاحة ان قبر العقيلة زينب عليها السلام في قرية راوية بالشام.
وقد أصبح مقام السيدة العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين(ع) مقصدا لكل ذي حاجة قاهرة أعيت صاحبهل ومحطا لاصحاب الأسقام التي عجز عنها الأطباء وتحيروا في شفائها بعد أن أضهرت معاجز وكرامات كثيرة شفي بها كثير من المرض وطار خبرها في البلدان.
رزقنا وايكم زيارتها في الدنيا وشفاعتها في الأخرة
*فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا* الحوراء زينب(ع)
0من كتاب زينب القدوة والرمز)