اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

الأنسان بين التذكر والنسيان

روضة تهتم بـ المعارف القرآنية، الفضائل، التفسير، القصص

المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
تربة البقيع
مـشـرفـة
مشاركات: 6215
اشترك في: الخميس يوليو 31, 2008 2:53 pm

Re: الأنسان بين التذكر والنسيان

مشاركة بواسطة تربة البقيع »

[align=center]صورة
صورة

نشكر لكم الجهود المباركة
لخدمة الصرح الفاطمي
نسأل الله لكم التوفيق لخدمة محمد ال محمد
ترعاكم عين الله

صورة[/align]
صورة
صورة العضو الرمزية
يقين الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 8376
اشترك في: الخميس إبريل 30, 2009 9:10 am

Re: الأنسان بين التذكر والنسيان

مشاركة بواسطة يقين الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الحمد لله تعالى رب العالمين
شكراً لك .. موضوع أكثر من رائع
الرضا بقضاء الله يصرف عنكم هم الدنيا والورع عن المحارم يفتح ابواب السموات والصبروالدعاء صفة نبي
صورة العضو الرمزية
الميزان
فــاطــمــي
مشاركات: 50
اشترك في: الأحد فبراير 07, 2010 10:58 am

Re: الأنسان بين التذكر والنسيان

مشاركة بواسطة الميزان »

[align=center]اشكر جميع الاخوان والاخوات الذين قرؤا المقال ....

واليكم الجزء الثاني من المقال .............

إن معنى النسيان لا يقف عند المعنَيْين السالف الذكر , بل له معاني أخرى قد استخدمها القرآن الكريم كما سيتبين في هذا الجزء من المقالة:

أ- النسيان بمعنى الأعراض والإهمال والترك . قال الله تعالى ( الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) . لاحظ أن الله يقول (اليوم ننساهم) , فهل أن الله ينسى بالمعنى السابق ؟ لا طبعاً (قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لّا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ) . ويقول الله تعالى (وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) . وقوله تعالى ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) . إذاً لماذا استخدمت كلمة ننساكم بالنسبة إلى الله ولم يقول نعرض عنكم ؟ لعلّ كلمة ننساكم هنا أبلغ لتبيان شدة الأعراض عن الكافرين . فحينما يقول يعرض عنهم أي يسمعهم لكن لا يجيبهم بينما لو قال ينساهم أي لا يسمعهم أصلاً فضلاً عن أن يجيبهم لأن الناسي غير ملتفت إلى الموضوع أصلاً وهذا أشد على العدو لنكرانه وإهماله .

ب- النسيان بمعنى الضلال - وهذا المعنى في مقابل التذكر الإرادي . قال الله تعالى ( .. وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ...) . لاحظ استخدام كلمة تضل في - أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما- قد استخدم كلمة تضل بدلاً من كلمة تنسى . وهذا من دقة التعبير وكمال التبيين في القرآن الكريم , ففي هذه الحالة - أي حالة التذكر الإرادي- تحاول المرأة أن تسير داخل أروقة النفس للوصول إلى مركز المعلومات الواقع في جهاز الإستذكار, فإن ضلت الطريق داخل النفس ولم تستطع الوصول إلى المعلومة المطلوبة - أي نست بالمعنى النسيان البسيط وليس النسيان المركب- تذكرها الأخرى . هذا والله العالم .

العوامل التي تساعد على الإستذكار وعدم النسيان :

1- العزم والإرادة . يقول الله تعالى (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) . لماذا نسي آدم العهد ؟ أقول ولعلّه والله العالم لو كان لآدم عزماً راسخاً لم ينسى . طيب , لماذا لم يُذكّره الله ؟ الجواب: لاحظ الآية تقول (ولم نجد له عزما) ولم تقول ( ولا يوجد له عزما ) , فكلمة نجد تُشعر بأن الله يراقب قلب عبده آدم فإن وجد فيه العزم كان أهلاً لأن يذكره وإلاّ فلا , وهذا المعنى لا تجده في كلمة ( ولم يوجد ) هذا والله العالم .

مثال / ينوي الإنسان قراءة دعاء السُّمات عصر الجمعة , فإن كان عازماً عزماً قوياً سيتذكر تذكراً لا إرادياً عصر الجمعة إن شاء الله , وإن كان عزمه واهياً فسيكون عرضةً لنسيان ما أراد صنعه عصر الجمعة فيدخل في النسيان المركب أو انه سيتذكر أنه نوى عمل شيئاً ما عصر يوم الجمعة لكنه نسي نفس هذا العمل وحاول أن يستذكر فضل ولم يستطع الوصول إلى المعلومة المطلوبة فيكون قد دخل في النسيان البسيط .

طريقة جميلة تساعد على الإستذكار اللاإرادي : الإنسان يريد أن يقرأ دعاء السُّمات يوم الجمعة فعليه : أ- أن يعزم على العمل عزماً راسخاً. ب- أن يتخيل نفسه أنه يقوم بهذا العمل أي يرسم صورة ذهنية لنفس العمل ج- أن يدعو الله أن يذكره هذا عمل.... النتيجة سوف يذكّره الله إن شاء الله هذا العمل , فعليه أن يشكر الله بعد هذا . مميزات هذه الطريقة أن أولها دعاء وأوسطها توكل وآخرها شكر .



العوامل التي تساعد على الحفظ :

1- تلقين النفس على مقدرتها للإستذكار والثقة بها 2- التركيز الجيد 3- التكرار وإعادة التكرار 4- صناعة قرينة للمعلومة تحفظها من الشرود 4- تخزين المعلومات داخل جهاز الإستذكار بشكل منظم حتى يسهل استخراجها 5- الثقة بالنفس أن لها مقدرة عالية للحفظ 6- صناعة صورة تخيلية للحفظ 7- تحويل المعاني والأرقام المجردة إلى قيم وصور محسوسة 8- الإستقرار النفسي 9- الحياة المنظمة والمرتبة 10- النوم الجيد

ويمنكن أن نلحظ هذا عند أصحاب الكهف إذ قال الله تعالى (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ َازْدَادُوا تِسْعًا ) وهذا لم يؤثر سلبياً على ذاكرتهم بل انتبهوا من نومهم وذاكرتهم في أحسن الأحوال , ماذا قالوا بعد أن استيقظوا , قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً ) . لاحظ أن هؤلاء الفتية لم ينسوا ماضيهم ولم يؤثر هذا النوم على ذاكرتهم . وكذلك الإنسان يوم القيامة سوف يتذكر كل ماضيه , قال الله تعالى (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى(

أي أنه سوف يتذكر حتى الأمور التي لم يعزم على حفظها .

هل الحيوانات والجمادات لها ذاكرة ؟

بكل بساطة .... نعم توجد ذاكرة كونية وسوف يتحدث عن ذِكراه يوم تتزلزل الأرض , قال الله تعالى ( إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا . وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا . وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا . يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا

بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا . يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ . فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )

لاحظ , (يومئذ تحدث أخبارها ) , يقول صاحب الميزان في هذه الآية - فتشهد على أعمال بني آدم كما تشهد بها أعضاؤهم – أي أن كل عمل يعمله الإنسان يسجل في ذاكرة هذه الأرض ويحفظ في أرشيفها الغيبي وسوف تخبر به يوم يوحي إليها ربها .

أما الحيوانات , فلهم ذاكرة أيضاً , فالقطة التي ترضع أبناءها وتميزهم عن غيرهم , والطير الذي يأوي إلى عشه بعد رحلة طويلة ليؤمّن قوت فراخه يثبت هذا المعنى , قال الله تعالى (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ ) .

أنظر إلى هذا الهدهد الذي حفظ الطريق ذهاباً وإياباً من سبأ إلى فلسطين التي كانت مملكة لنبي الله سليمان عليه السلام وسجّل في ذاكرته كل هذه الأحداث المذكورة في الآية السابقة ولم ينساها فذكر أن مَلِكتهم امرأة ولها عرش عظيم وذكر عبادتهم للشمس يثبت المعنى المتقدم .





الخلاصة

كل شيء في هذا الوجود وكل حالة وكل حركة وكل ظاهرة ينطوي فوقها سبب غيبي محسوب لدى العالم العزيز الحكيم , فما تسقط من ورقة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب حكيم . والتذكر والنسيان اللاإرادي لا يخرج من هذه الحقيقة .



إن المعلومات والصور المختزنة داخل أرشيف الذاكرة كلما أخذ حيزاً من النفس أكثر وارتبط مع المشاعر أكثر يسهل على الإنسان استذكارها .



إن جهاز الإستذكار يمكن تطويره وتنميته لرفع مستوى أدائه في عمليات التخزين والإستذكار .



ليس كل ما ينساه الإنسان معذور فيه , لأنه هو المتسبب بالنسيان في بعض الأمور بعد أن أتى بالمقدمات كوهن العزم والإعراض وعدم الإهتمام.



النمط الغذائي لدى الإنسان له دخل في قوة الحافظة كما هو وارد في أحاديث أهل البيت عليهم السلام وثابت في العلم الحديث .



وتبقى مباحث عدة نتركها لمقام آخر ومنها : الحالات التي يتدخل فيها الرب في نسيان الإنسان

و الحالات التي تكون مدخلاً للشيطان للسيطرة على جهاز الإستذكار وينسي بسببها الإنسان .

و لو أراد الإنسان أن ينسى ذكريات ومشاعر سلبية كيف يمكنه ذلك ؟

و ماذا عن نسيان النبي في غير الوحي كما حصل للنبي موسى عليه السلام مع العالم حينما قال له ( لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ).

ما هي الأمور التي أمرنا الله أن لا ننساها ؟ كقوله تعالى ( ولا تنسوا الفضل بينكم )

وما هي الأمور التي أمرنا الله أن ننساها ؟ كقوله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله انه لا يحب الظالمين ) عفا وأصلح , كيف يصلح وما هو متطلبات الإصلاح الصادق ؟



وأسأل الله التوفيق[/align]
صورة العضو الرمزية
عاشق الحسن والحسين
مـشــرف
مشاركات: 13777
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2011 2:03 pm

Re: الأنسان بين التذكر والنسيان

مشاركة بواسطة عاشق الحسن والحسين »

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته 

اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ 
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك 
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام

العودة إلى ”روضــة الــنـفـحـات الـقـرآنـيـة“