من الأمور التي أوجبها الله على رسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم دون غيره *صلاة الليل* حيث أمر بوجوب أقامتها بقوله تعالى: *قُم الليل الا قليلاً* نصفهُ أو انقص منه قليلاً* أو زد عليه ورتل القران ترتيلاً* المزمل
وكذلك وصية جبريل عليه السلام لنبينا (ص) حيث قال (ص):
*مازال جبرئيل ...يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا*
وكذلك أوصى النبي صلى الله عليه واله أمير المؤمنين عليه السلام بها حيث قال صلى الله عليه واله:
*يا علي أوصيك في نفسك بخصال احفظها عني_ الى أن قال - وعليك بصلاة الليل ،وعليك بصلاة الليل ،وعليك بصلاة الله*
وكذلك اوصى أئمتنا الأطهار شيعتهم بها:
قال الأمام الصادق عليه السلام:
*عليكم بصلاة الليل فانها سنة نبيكم ،ودأب الصالحين قبلكم..*
بل عدوا صلاة الليل من صفات الشيعي الموالي ونفوا عن تارك صلاة الليل صفة الشيعي كما في قول الأمام الصادق (ع):
*ليس من شيعتنا من لم يصل صلاة الليل*
وكل ما ورد من وصية الرسول الأعظم وأهل بيته (ع) ونفي صفة الشيع من الأحاديث أن دل على شيئ فانما يدل على التأكيد على أهمية تلك الصلاة العظيمة*صلاة الليل*
وأنقل لكم هذا التأكيد بما جرى على مولاتنا زينب عليها السلام.
(في ليلة العاشر من محرم كانت زينب وكان الحسين عليهما السلام كانت زينب وكان الجميع... كل شخص، وكل شيئ..في ليلة الحدي عشر كانت زينب ولم يكن غير زينب سيدة النساء..في هذه الليلة كانت زينب هي الراعي، هي قائدة قافلة الأسرى وملجأ الأيتام...رغم ثقل المصائب ومرارتها..كانت زينب طوداً شامخاً واجهت المصائب ولم يرمش لها جفن.
تولت حراسة الأسرى،تولت جمع النساء والأطفال..تولت تجميع الهائمين على وجوههم في الصحراء،تولت تمريض العليل الضعيف...كانت الروح للأجساد التي فقدت الروح..والبهجة والرمق للنفوس التي فقدت الرمق.
كانت تمضي مسرعةً من جهة لأخرى..تبحث عمن افتقدت..كانت ضرب اسياط يؤلمها..وأشواك الصحراء تُدميها..الا أن زينب تبحث عن اليتامى..كانت كبدها تحترق ولكنها تبحث عن اليتامى.
هذا الجسد الذي هده الألم..كان معجزة..أثبتت زينب كفاءة منقطعة النظير فلم يسقط طفل تحت حوافر الخيل..ولا احترقت امرأءة بالنار..ولا ضاع طفل في تلك الليلة المشومة.
وبعد أن أنجزت زينب(ع) كل هذه المهام واطمأنت على سلامة الجميع توجهت الى الله وانصرفت الى العبادة وصلت صلاة الليل.
لقد كانت متعبة جداً بحيث أنها لن تستطع أن تصليها وقوفاً..فصلت صلاة الليل من جلوس وتضرعت الى الله تعالى وابتهلت.
كانت زينب الهية..والا لهيون هكذا يواجهون المصائب ولا يرمش لهم جفن..صابرين ...شاكرين.(سيما الصالحين)
منقووول للفائدة.
