الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ
الامير زيد بن صوحان والشيخ مرشد |
مسجد الامير زيد يقع في قرية المالكية من المحافظة الجنوبية، ويضم ضريح الأمير زيد بن صوحان العبدي رضوان الله عليه. كان من خيار أصحاب الرسول (ص) والإمام علي (ع) . وهو أحد المبشرين بالجنة من قبل الرسول (ص). أستشهد زيد (رض) في معركة الجمل فدفن في الكوفة، وفي بعض الروايات أنه قد أرسل من قبل الإمام الحسن (ع) والياً على البحرين. فمات ودفن في مسجده الواقع في قرية المالكية 16 كم جنوبا عن المنامة العاصمة. له من الكرامات ما ذكره بعض فقهاء البحرين أنه لما رفعت صفيحة من القبر خرجت رائحة طيبة شمها المؤالف والمخالف.
وعنوان المسجد: مبنى 1936طريق 3352مجمع 1033، واسم القيـــــــم : محمد حسن أحمد بوحميد
ترجمة الأمير زيد بن حجر بن صوحان العبدي رضوان الله عليه
نسبه:
زيد بن صُوحان بن حجر بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهب بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصى بن عبد القيس العبدي.
زيد بن صوحان الشهير بزيد الخير أخو صعصعة كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقد ورد في فضله روايات عديدة، قيل: إنه لم يرو عن النبي صلى الله عليه وآله وإنما رواياته عن أمير المؤمنين عليه السلام، استشهد في واقعة الجمل سنة 36هـ /656م.
آل صوحان:
آل صوحان الذي ينتمي إليها زيد هم فرع من قبيلة عبد القيس المعروفة، بل عمدة هذه القبيلة، وهذه القبيلة استوطنت البحرين الكبرى لا سيما أوال.
وعبد القيس من القبائل التي أسلمت مع من أسلم من قبائل جزيرة أوال من غير حرب وقتال، ثم عرفت بولائها إلى أهل البيت عليهم السلام، ويكفيها فخرا أنها من القبائل التي يحبها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، فقد روي عن الإمام الرضا عليه السلام عن أبيه عن جده عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يحب أربع قبائل: كان يحب الأنصار، وعبد القيس، وأسلم وبني تميم.
وكذلك لما أخبروه صلى الله عليه وآله بقدوم وفد عبد القيس قال: مرحبا بهم، نِعم القوم عبد القيس.
ونظر صلى الله عليه وآله الى الأفق صبيحة ليلة قدموا وقال: ليأتين ركب من المشركين لم يُكرهوا على الإسلام قد أنضوا الركاب وأفنوا الزاد بصاحبهم علامة، اللهم اغفر لعبد القيس أتوني لا يسألوني مالا، هم خير أهل المشرق.
وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله عرفوا بتشيّعهم لأمير المؤمنين عليه السلام وحضروا حروبه كلها إلى جانبه وقاتلوا بين يديه قتال الأبطال، حتى أنه تأسف عليهم كثيرا يوم الجمل بعد مقتل زيد وأخيه سيحان وكان يكثر من قول:
يا لهف نفسي على ربيعة ربيعة السامعة المطيعة
قد سبقتني فيهم الوقيعة دعا علي دعوة سميعة
حلو بها المنزلة الرفيعة.
وروى البرقي ره بإسناده الى حبابة الوالبية عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: والذي جعل أحمس خير بجيلة، وعبد القيس خير ربيعة، وهمدان خير اليمن، إنكم خير الفرق.
ومن الخصال التي عرف واشتهر بها أفراد هذه القبيلة الفصاحة والبلاغة، وقد وصفهم عقيل بن أبي طالب عليه السلام لمعاوية، حينما قال له: ميّز لي أصحاب علي وابدأ بآل صوحان فإنهم مخاريق الكلام، فقال عقيل ع: أما صعصعة فعظيم الشان عضب اللسان قائد فرسان قاتل أقران يرتق ما فتق ويفتق ما رتق قليل النظير، وأما زيد وعبد الله فإنهما نهران جاريان يصب فيهما الخلجان ويغاث بهما اللهفان رُجَلا جدّ لا لعب معه، وأما بنوا صوحان كما قال الشاعر:
إذا نزل العدو فإن عندي أسودا تخلس الأُسد النفوسا.
ومن أعيان هذه القبيلة الجارود بن المعلى المتوفى سنة 21هـ / 641م الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله على رأس وفد البحرين، وحيان بن عبد القيس العبدي التابعي المعروف.
وكان آل صوحان عمدة هذه القبيلة، وزبدة هذه العشيرة، حيث كان صوحان سيدا مطاعا في قومه ورئيسا نافذ القول فيهم لا يعصى له أمر ولا تشق له عصا، فقد كتبت عائشة الى زيد في واقعة الجمل: فإن أباك كان رأس في الجاهلية وسيدا في الإسلام، وإنك من أبيك بمنزلة المصلي من السابق.
وكذلك كان زيد وأخوه صعصعة سيّدين مطاعَيْن في قومهما، كما كانا محل احترام وتقدير من قبل الصحابة والتابعين.
فقد أخرج بن عساكر من طريق الحكم بن عيينة قال: لما أراد زيد أن يركب دابته أمسك عمر بركابه ثم قال لمن حضر: هكذا فاصنعوا بزيد وإخوته وأصحابه.
ولزيد ثلاثة أخوة وهم: صعصعة، سيحان، عبد الله. قتل سيحان وزيد في واقعة الجمل سنة 36 هـ، ودفنا في قبر واحد كما يذكر ابن سعد في طبقاته، ونفي صعصعة إلى البحرين على قول بعض المؤرخين كما سيأتي.
يقول الأعور الشني:
يا قاتل الله أٌواما هم قتـــلوا يوم الخريبة علباءا وسيحانا.
وابن المثنى أصاب السيف مقتله وخير قرّائهم زيد بن صوحانا.
تحقيق في صحة نسبته للمقام:
اختلف في نسبه هل أنه زيد بن صوحان العبدي شقيق صعصة بن صوحان ؟ أم هو زيد بن عُميرة العبدي ؟ وثمة رأي ثالث يقول بأنه واحد من أحفاد زيد بن صوحان.
ولا يسعنا في هذا المقام الا أن نستبعد الأول، لأن المعروف والمتعارف عند أهل السيَر وفي كتب التاريخ المعروفة _ كما سيأتي _ أن زيد بن صوحان قتل في واقعة الجمل، أي في البصرة سنة 36 هـ، ودفن في موقع المعركة مع القتلى، والمعركة كما نعلم من المعارك الشهيرة في التاريخ وكذلك رجالها مشهورون لأن جلّهم من الصحابة أو التابعين، وقد ذكر أنه قتل فيمن قتل في الواقعة ودفن هناك مع القتلى، قال اليافعي: وممن قتل يوم الجمل زيد بن صوحان، وكان من سادة التابعين صوّاما قوّاما.
بل وكانت له مواقف وتصريحات مشهودة ومعروفة في تلك المعركة وقبيل موته مما يجعلنا لا نشك في استشهاده هناك، فقد جاء في المبسوط للسرخسي ج2 ص50: وروي أن زيد بن صوحان لما استشهد يوم الجمل قال: لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا فإني رجل مُحاجّ أحاجّ يوم القيامة من قتلني.
وجاء في تاريخ الطبري ج4ص514 أنه قال بعد أن قيل له: ألست تعلم أن مصر بحيالك وأن الجمل بين يديك وأن الموت دونه، فقال: الموت خير من الحياة، الموت ما أريد فأصيب وأخوه سيحان وارتثّ صعصعة، واشتدّت الحرب.
ويتضح من النص السابق إنه قتل في بدايات المعركة قبل اشتدادها، كما يتضح مدى استبساله واستماتته في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصرة إمامه عليه السلام.
وفي المناقب للخوارزمي ص111: بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: لما أصيب زيد بن صوحان يوم الجمل أتاه علي عليه السلام وبه رمق فوقف عليه وهو يتألم لما به فقال: رحمك الله يا زيد فوالله ما عرفتك إلا خفيف المؤونة كثير المعونة قال فرفع رأسه وقال: وأنت مولاي يرحمك الله ما عرفتك إلا بالله عالما وبآياته عارفا والله ما قاتلت معك من جهل ولكني سمعت حذيفة بن اليمان يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: علي أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله ألا وإنّ الحق معه ويتبعه ألا فميلوا معه.
وأخرج أبو يعلى وابن مندة والخطيب وابن عساكر من طريق علي عليه السلام مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وآله: من سرّه أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان.
ولم أطلع على أحد قال بأنه قتل ودفن في البحرين إلا ما ذكره المحدث الشيخ يوسف العصفور في كشكوله نقلا عن كتاب لم يذكر اسمه وقال إنه: كتاب يشتمل على جملة من فضائل سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام.
وعدم تسميته للكتاب والإقتصار على ما وصفه به يفيد إنه كتاب غير مشهور وغير معتبر، وقد وصف الحكاية التي نقلها _ وكانت تتحدث عن ما جرى بين عبد الملك بن مروان وأهل البحرين من حرب وذكر إن زيدا قتل فيها _ قال بأنها لا تخلو من ركاكة في التعبير وخلل في التحبير.
كل ذلك يجعلنا لا نطمئن لها خصوصا إنها تخالف ما اشتهر في كتب الأعلام والتواريخ المعتبرة من قبيل الطبري والمناقب للخوارزمي ومرآة الزمان لليافعي وغيرهم.
وبعد استبعاد الرأي الأول للأسباب المذكورة يتبقّى عندنا رأيان: زيد بن عُميرة العبدي، وزيد بن زيد بن صوحان العبدي. وأول من قال بأنه (زيد بن عميرة) الشيخ النبهاني صاحب كتاب (التحفة النبهانية) المتوفى سنة 1950م، ورد في كتاب التحفة النبهانية للشيخ محمد ابن الشيخ خليفة النبهاني ذكر الأمير زيد في قوله: فأقول لعله زيد بن عميرة لأنه من أهل البحرين ومن المخضرمين ومن أصحاب العلاء بن الحضرمي الذي فتح البحرين ونقل عن كتاب الإصابة: زيد بن عميرة العبدي له صحبة قاله أبو عمرو ولم يزد، ثم قال وأظنه الكندي، وروى الحارث بن أبي أسامة من طريق الجارود انه قرأ في نسخة عهد العلاء بن الحضرمي وشهد زيد بن عميرة , وأيضا أخرج الحارث بن أسامة من طريق المسور بن عبد الله الباهلي عن بعض ولد الجارود أنه أخذ هذه النسخة من نسخة عند العلاء ابن الحضرمي حين بعثه النبي صلّى الله عليه وآله وسلم إلى البحرين وشهد معاوية وعثمان والمختار بن قيس وقصي بن أبي عميرة , وفي رواية ابن أبي عمرو وسعد بن عبادة والضحاك بن أبي عمرو، وشبيب بن أبي مرشد وفي رواية ابن قره والمستنير بن أبي صعصعة الخزاعي وأعوانه أو عبادة بن الشماخ الجهني وسعد بن مالك بن سعد بن معاذ (وزيد بن عميرة العبدي) الخ.
ثم يقول رأيه فيه:
قلت فإذا كان العلاء هو الفاتح لهذه الجزيرة وقد استشهد ببعض أهلها وزيد المذكور هو من ضمن من استشهد بهم وهو أيضا عبدي وسكنى العبديين البحرين فيحتمل والله أعلم أن زيد بن عميرة هو المشهور اليوم في أفواه أهل البلدة (بالأمير زيد) ويقولون أنه صحابي والله أعلم.
قلت: ولا يمكننا أن نعتمد قوله لكونه مجرد احتمال وتخمين بسبب تشابه الإسمين، رغم انه احتمال وارد بسبب اتحادهما في الصحبة، وبسبب أن زيد بن صوحان ثبت أنه مدفون في البصرة، لكنه لا يكفي أن يكون دليلا على كونه زيد بن عميرة.
والرأي الأقرب ما قاله العلامة الوقور الشيخ باقر العصفور "قده" (ت 1399هـ) في كتابه (فضل البحرين) نقلا عن الشيخ عبد الحسين الحلي رحمه الله، قال: سمعت من المرحوم الشيخ عبد الحسين الحلي (ت 1375هـ/1955م) أن زيدا هو حفيد زيد الشهيد في حرب الجمل، فهو زيد بن صوحان بن زيد بن صوحان.
ولعل هذا الرأي هو أقربها إلى الصواب، وأكثرها قبولا عند أولي الألباب، وذلك لعدة أسباب، أولها: ثبوت مقتل زيد بن صوحان التابعي (الجد) في وقعة الجمل ودفنه في البصرة حسب المصادر التاريخية المعتبرة كما مر عليك.
ثانيها: إن القول بأنه (زيد بن عمير العبدي) كما قال به النبهاني ليس إلا إحتمال ورأي ليس له سند أو دليل سوى إستبعاد كونه زيد بن صوحان التابعي الذي ثبت أنه دفن في الكوفة، وأن زيد بن عمير من شهود كتاب العلاء بن الحضرمي.
ثالثها: تشابه الإسمين جعل الناس تظن إنه زيد بن صوحان الصحابي أو التابعي صاحب أميرالمؤمنين عليه السلام، وهو سبب وجيه كما ترى لجعل الناس تقع في الخلط والإشتباه، لأن الناس بطبعها لا تميل الى التطويل في اللفظ فتقول (زيد بن صوحان بن زيد بن صوحان العبدي ) وإنما ستكتفي بالإسم الثنائي أو الثلاثي (زيد بن صوحان العبدي) وهذا ما جعل الأجيال المتعاقبة تشتبه.
رابعها: أن موطن عبد القيس البحرين فمن الطبيعي أن يكون لهم امتداد فيها.
ورغم إنا نميل الى هذا الرأي إلا إنا لا نستطيع الجزم به بسبب أن الشيخ عبد الحسين الحلي _ وإن كان ثقة _ لم يذكر المصدر الذي استقى منه هذه المعلومة.
أما بالنسبة لتلقيبه بالأمير _ وهو لقب يخلع عادة على عميد الجيش _ فهو لسبب كونه (أي زيد الجد) من أمراء يوم الجمل كما جاء في الإصابة لابن حجر. وقد ذكر ابن عبد البر في (الاستيعاب) أن راية (عبد القيس) كانت بيده يوم الجمل.
وقد تكون له علاقة أيضا بما يسمى بحرب الردة، يقول ابن حجر في الإصابة: سيحان بن صوحان العبدي أحد الأخوة، ذكر سيف بن عمر عن سهل بن يوسف الأنصاري عن القاسم بن محمد أنه كان أحد الأمراء في قتال أهل الردة.
ويذكر الشيخ محمد علي العصفور في كتاب (الذخائر) في تراجم أدباء البحرين الشيخ محمد بن الحاج يوسف الأمير زيدي، ولا أدري وجه نسبته الى الأمير زيد، وربما يكون من ذرية زيد، والله العالم.
مرقده:
يقع ضريحه في مسجد يقع في قرية المالكية 16 كم جنوبا عن المنامة العاصمة، على الساحل الغربي منها، إضافة لكونه مزارا يؤمه المؤمنون من كل مكان للزيارة وتقديم النذور تقام فيه الصلوات الخمس جماعة، جددت بناءه الأخير دائرة الأوقاف الجعفرية سنة 1989م، وإليك أسماء من قام بتعهده والقيمومة عليه:
1. السيد عباس ابن السيد محمد.
2. الحاج علي ابن عبد علي.
3. السيد علي ابن السيد جواد ابن السيد محمد، (ابن أخ السيد عباس). توفي سنة 1973م في كربلاء المقدسة ودفن عند جده الحسين عليه السلام.
4. الحاج مكي ابن حسين الغريب، (ابن أخت السيد علي).
5. السيد جواد ابن السيد علي (القيم السابق) ابن السيد جواد ابن السيد محمد، حتى العام 1995م.
6. باكستاني.
7. الحاج محمد ابن حسن بوحميد، منذ العام 1999 تقريبا.
كرامات:
ذكر سماحة الشيخ علي العصفور في (بعض فقهاء البحرين) هذه الكرامة، يقول: حين جدد بناء المشهد، في عام 1409هـ /1989م رفعت صفيحة من القبر وخرجت من القبر رائحة طيبة شمّها المؤالف والمخالف.
وقد أكد لي هذا الخبر جماعة منهم السيد جواد ابن السيد علي الذي كان قيم المزار حينها وكذلك ابنه السيد محمد، والحاج محمد ابن حسن بوحميد القيم الحالي للمقام وغيرهم.
مقام الامير زيد القديم قبل البناء الجديد
مقام الامير زيد الجديد والحالي
مسجد الشيخ مرشد
مسجد يقع في قرية المالكية من المحافظة الشمالية، ويضم ضريح الشيخ مرشد.
الشيخ مرشد له مزار كبير ومعروف في قرية المالكية يؤمه أهل البحرين للزيارة والتبرك، لكنه شخصية مجهولة لم نجد له ترجمة ولم نطلع على شيء من أحواله، والى جانبه يوجد مرقد لعالم آخر يدعى الشيخ عبد الرحيم ولا يعرف الأهالي غير اسمه كصاحبه.
مسجد ومقام الشيخ مرشد وحاليا تم هدمة واعادة بناءة
منقول المصدر: الاوقاف- المزارات في البحرين – تأليف محمد باقر الناصري[/align]