اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 57
- اشترك في: الثلاثاء مارس 30, 2010 7:52 am
لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآله الاطهار
السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا التَقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا اْلمُحَدَّثَةُ العَليمَةُ
النفحات القرآنية \ لم صار ابراهيم (ع) خليلا ؟ (102-الصافات / ج23)
قال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
نحن نسمع ونعلم أن إبراهيم خليل الرحمن.. والبعض منا يتمنى أن يكون كذلك، ويتمنى أن يصل إلى درجة من درجات الخلة الإلهية.. ولكن لا يعلم ما الذي عاشه إبراهيم الخليل إلى أن وصل إلى هذه الدرجة.
الأمور التي قام بها إبراهيم (ع) إلى أن وصل إلى مرتبة الخلة هي:
أولا: جاء ربه بقلب سليم.
ثانيا: المجاهدة العظمى التي قام بها، وهي نية قتل ولده إسماعيل ذبحا بيده، بأمر الله تعالى.
ثالثا: الصدقة الجارية، والعمل المستمر، وهو بناء الكعبة.
فإذن، إن الترتيب الطبيعي للكمال هو: القلب السليم، والمجاهدة العظيمة جدا، ومن ثم الصدقة الجارية العظيمة.. إن الشق الأول، كان بيده.. والشق الثاني، أيضا بيده.. أما الشق الثالث، فقد كان بتوفيق الله سبحانه وتعالى.
ما هو القلب السليم الذي جاء به إبراهيم الخليل؟.. إن القلب السليم -في بعض الروايات- عروه عن كل ما يضر التصديق، والإيمان بالله سبحانه، من الشرك الجلي والخفي ومساوىء الأخلاق، وآثار المعاصي.. وأي تعلق بغيره ينجذب إليه الإنسان، ويختل به صفاء توجهه إليه سبحانه.. وبذلك يظهر أن المراد بالقلب السليم، ما لا تعلق له بغيره تعالى.. وقيل: المراد به السالم من الشرك، ويمكن أن يوجه بما يرجع إلى الأول.. وقيل: المراد به القلب الحزين، وهو كما ترى.
قد يكون الإنسان بحسب الظاهر قلبه خالٍ من الشرك، وحب المعاصي.. ولكن له في الدنيا نقاط حب وتعلق، فكلما أراد أن يتوجه إلى الله عز وجل، تأتى هذه النقاط لتكون حاجب بينه وبين الله عز وجل.. وسبحان الله { وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين } !..
إن الإنسان في أثناء الصلاة، يبتلى بالصور المحبوبة لديه، فكلما أراد أن يركز في صلاته مع رب العالمين، يأتي كل ما يشغله عن الله عز وجل: حب لشيء، أو بغض لشيء.. كل ذلك يأتيه في أثناء حديثه مع الله سبحانه وتعالى.
فإذن، إن الخطوة الأولى، إذا أردنا أن نتأسى بإبراهيم عليه السلام -ومن منا لا يغبط إبراهيم على ما وصل إليه- فقبل العبادة في بعض الطقوس أن يأتي ربه بقلب سليم، ثم يستعد للمجاهدة في سبيل الله.. وهذه الحركة التي ابتلي بها إبراهيم عليه السلام، ما ابتلى بها نبي.. بأن يؤمر بقتل ولده، وذلك الولد الذي جاء بعد طول دعاء: { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ } ..
لاحظوا كيف أن رب العالمين إذا أراد أن يبتلي الإنسان كيف يهيئ الأسباب!..
إن إبراهيم يتمنى ولدا صالحا، فتستجاب الدعوة، ويأتيه الوحي من الله أن استجيبت الدعوة: { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ } .. الفاء في أول الآية فصيحة تدل على محذوف والتقدير فلما ولد له ونشأ وبلغ معه السعي.. والمراد ببلوغ السعي بلوغه من العمر مبلغا، يسعى فيه لحوائج الحياة عادة وهو سن المراهقة.. والمعنى فلما راهق الغلام قال له يا بني «إلخ». وهو مبشر بالصلاح، أثر دعوته بين يدي الله عز وجل وآوان بلوغه، وفي هذه المرحلة، ولا يأته الوحي مباشرة، ولا يأته وفد من الله سبحانه وتعالى: يضم جبرائيل، وميكائيل، ووإسرافيل، وعزرائيل، وأرواح الأنبياء، وبطلب خاص من الله عز وجل، بحيث يطمئن إليه قلبه.. وإنما يرى مناما بأنه يؤمر بذبح هذا الولد. إنه ابتلاء عظيم!.. فقد كان بإمكان إبراهيم أن يقول لجبرائيل: يا حبيبي يا جبرائيل!.. ارجع إلى الله عز وجل، وسله: هل هذا المنام حقيقي، أم منام وهمي؟.. أنا أريد أن أقدم على ذبح بشر، وإنسان صالح.. والقرآن لم يعبر بالحليم إلا عن شخصيتين: أحدهم إبراهيم، والثاني ولده إسماعيل.. حليم، أي صابر في ذات الله تعالى .
إن إبراهيم (ع) فقط قام بعملية واحدة.. أراد أن يكتمل الامتحان، بأن يمتثل للأمر تعبدا، وأنما أراد أن يكون الطرف المقابل طوع أمره.. قال: { قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى } ..
أي يا بني!.. هكذا رأيت، فهل تريد أن أنفذ فيك الأمر الإلهى؟.. وكان بإمكان إبراهيم أن يجبر ولده إسماعيل على الذبح، لأن الله هو الآمر.. ولكنه كان يريد حركة جهادية، وحركة جميلة، وقربانا يقدّمه إلى الله عز وجل.. ويا له من فتى!.. لأن إبراهيم سوف يعيش مرارة فقدان الولد، وأما إسماعيل فسوف يتحمل مرارة الذبح بالسكين، وهو ابتلاء لعله أعظم.
إن إبراهيم بلغ من السن ما بلغ من مقام الخلة والإمامة، ولكن هذا شاب مراهق، وفي عنفوان حياته.. ولا ندري أيهما أشد عجبا!.. فعل إبراهيم أم استجابة إسماعيل؟.. وحتى أن هناك نصا عاطفيا مؤثرا بليغا: فإسماعيل ينصح أباه إبراهيم، وهو الشيخ الكبير.. فيقول: يا أبتي!.. أشدد رباطي، حتى لا اضطرب.. واكفف عني ثيابك، حتى لا ينتضح من دمى شيء، فتراه أمي.. وابتعد عني عند الذبح، لئلا يرى آثار الدم على ثيابك.. واشحذ شفرتك، وأسرع مر السكين على حلقي، ليكون عليَّ أهون، فإن الموت شديد.. فقال له إبراهيم: نِعمَ العون أنت يا بنى على أمر الله.. حقيقة قصة إبراهيم وإسماعيل، تعتبر من المشاهد التي سجلت في حياة البشرية.
فإذن، هذا شان إبراهيم وإسماعيل.. والدرس الذي نستفيده: أن المقامات لا تُعطى جزافا، فالذي يريد درجة عند الله عز وجل، ويريد أن يكسب هذه الدرجة في زاوية المسجد، وفي هدوء المنزل.. وبأعمال لا تكلفه كثيرا من المجاهدة.. فإن هذا لا يصل إلى درجة، وإنما يُعطى الأجر يوم القيامة.. ولكن مقامات الخواص: الخلة، والقرب المتميز، لا بد فيه من المرحلتين: مرحلة القلب السليم، ومرحلة الجهاد العظيم.. وحينئذٍ ما أحلاها من جائزة إلى يوم القيامة!.. والمسلمون في كل عصر يتأسون بإبراهيم طوافا وسعيا، وهرولة.. فرب العالمين كافأه مكافأة لم يكافئ بها نبي من الأنبياء.
{ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } .. هنا تفسير جميل في هذه النقطة.. وهو أن الله عز وجل هكذا يثيب.. فإبراهيم ابتُلى بحسب الظاهر، ولم يقدّم شيئا، وإنما هي مجرد محاولة!.. فيا أيها المؤمنون!.. حاولوا، فنحن في مقام العمل نخفف عليكم.. أنت تظاهر بمظهر المطيعين، ونحن في مقام العمل نعينكم على اجتياز العقبات..
فإبراهيم لم يعمل شيئا { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } .. أي أن ولده قام من محله ومشى، وأخذه معه إلى المنزل.
فإذن، إن الإنسان قد يبتلى ابتلاء قصيرا، وابتلاء شكليا.. ويريد الله منك أن تكون مستعدا لذلك.. والإنسان قد يبتلى بمرض، أو بأزمة مادية، أو بسجن الظالمين.. فيقول: يارب أنا مستعد وأتحمل إلى آخر أيام حياتي، وإذا بالفرج يأتيه بعد أيام قصيرة.. وإذا به سجل اسمه في ديوان المجاهدين في هذه الأيام القصيرة.
المصدر : شبكة السراج في الطريق الى الله \ النفحات القرآنية \ محاضرة رقم (19)
اللهم صلي على محمد وآله الاطهار
السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا التَقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا اْلمُحَدَّثَةُ العَليمَةُ
النفحات القرآنية \ لم صار ابراهيم (ع) خليلا ؟ (102-الصافات / ج23)
قال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
نحن نسمع ونعلم أن إبراهيم خليل الرحمن.. والبعض منا يتمنى أن يكون كذلك، ويتمنى أن يصل إلى درجة من درجات الخلة الإلهية.. ولكن لا يعلم ما الذي عاشه إبراهيم الخليل إلى أن وصل إلى هذه الدرجة.
الأمور التي قام بها إبراهيم (ع) إلى أن وصل إلى مرتبة الخلة هي:
أولا: جاء ربه بقلب سليم.
ثانيا: المجاهدة العظمى التي قام بها، وهي نية قتل ولده إسماعيل ذبحا بيده، بأمر الله تعالى.
ثالثا: الصدقة الجارية، والعمل المستمر، وهو بناء الكعبة.
فإذن، إن الترتيب الطبيعي للكمال هو: القلب السليم، والمجاهدة العظيمة جدا، ومن ثم الصدقة الجارية العظيمة.. إن الشق الأول، كان بيده.. والشق الثاني، أيضا بيده.. أما الشق الثالث، فقد كان بتوفيق الله سبحانه وتعالى.
ما هو القلب السليم الذي جاء به إبراهيم الخليل؟.. إن القلب السليم -في بعض الروايات- عروه عن كل ما يضر التصديق، والإيمان بالله سبحانه، من الشرك الجلي والخفي ومساوىء الأخلاق، وآثار المعاصي.. وأي تعلق بغيره ينجذب إليه الإنسان، ويختل به صفاء توجهه إليه سبحانه.. وبذلك يظهر أن المراد بالقلب السليم، ما لا تعلق له بغيره تعالى.. وقيل: المراد به السالم من الشرك، ويمكن أن يوجه بما يرجع إلى الأول.. وقيل: المراد به القلب الحزين، وهو كما ترى.
قد يكون الإنسان بحسب الظاهر قلبه خالٍ من الشرك، وحب المعاصي.. ولكن له في الدنيا نقاط حب وتعلق، فكلما أراد أن يتوجه إلى الله عز وجل، تأتى هذه النقاط لتكون حاجب بينه وبين الله عز وجل.. وسبحان الله { وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين } !..
إن الإنسان في أثناء الصلاة، يبتلى بالصور المحبوبة لديه، فكلما أراد أن يركز في صلاته مع رب العالمين، يأتي كل ما يشغله عن الله عز وجل: حب لشيء، أو بغض لشيء.. كل ذلك يأتيه في أثناء حديثه مع الله سبحانه وتعالى.
فإذن، إن الخطوة الأولى، إذا أردنا أن نتأسى بإبراهيم عليه السلام -ومن منا لا يغبط إبراهيم على ما وصل إليه- فقبل العبادة في بعض الطقوس أن يأتي ربه بقلب سليم، ثم يستعد للمجاهدة في سبيل الله.. وهذه الحركة التي ابتلي بها إبراهيم عليه السلام، ما ابتلى بها نبي.. بأن يؤمر بقتل ولده، وذلك الولد الذي جاء بعد طول دعاء: { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ } ..
لاحظوا كيف أن رب العالمين إذا أراد أن يبتلي الإنسان كيف يهيئ الأسباب!..
إن إبراهيم يتمنى ولدا صالحا، فتستجاب الدعوة، ويأتيه الوحي من الله أن استجيبت الدعوة: { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ } .. الفاء في أول الآية فصيحة تدل على محذوف والتقدير فلما ولد له ونشأ وبلغ معه السعي.. والمراد ببلوغ السعي بلوغه من العمر مبلغا، يسعى فيه لحوائج الحياة عادة وهو سن المراهقة.. والمعنى فلما راهق الغلام قال له يا بني «إلخ». وهو مبشر بالصلاح، أثر دعوته بين يدي الله عز وجل وآوان بلوغه، وفي هذه المرحلة، ولا يأته الوحي مباشرة، ولا يأته وفد من الله سبحانه وتعالى: يضم جبرائيل، وميكائيل، ووإسرافيل، وعزرائيل، وأرواح الأنبياء، وبطلب خاص من الله عز وجل، بحيث يطمئن إليه قلبه.. وإنما يرى مناما بأنه يؤمر بذبح هذا الولد. إنه ابتلاء عظيم!.. فقد كان بإمكان إبراهيم أن يقول لجبرائيل: يا حبيبي يا جبرائيل!.. ارجع إلى الله عز وجل، وسله: هل هذا المنام حقيقي، أم منام وهمي؟.. أنا أريد أن أقدم على ذبح بشر، وإنسان صالح.. والقرآن لم يعبر بالحليم إلا عن شخصيتين: أحدهم إبراهيم، والثاني ولده إسماعيل.. حليم، أي صابر في ذات الله تعالى .
إن إبراهيم (ع) فقط قام بعملية واحدة.. أراد أن يكتمل الامتحان، بأن يمتثل للأمر تعبدا، وأنما أراد أن يكون الطرف المقابل طوع أمره.. قال: { قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى } ..
أي يا بني!.. هكذا رأيت، فهل تريد أن أنفذ فيك الأمر الإلهى؟.. وكان بإمكان إبراهيم أن يجبر ولده إسماعيل على الذبح، لأن الله هو الآمر.. ولكنه كان يريد حركة جهادية، وحركة جميلة، وقربانا يقدّمه إلى الله عز وجل.. ويا له من فتى!.. لأن إبراهيم سوف يعيش مرارة فقدان الولد، وأما إسماعيل فسوف يتحمل مرارة الذبح بالسكين، وهو ابتلاء لعله أعظم.
إن إبراهيم بلغ من السن ما بلغ من مقام الخلة والإمامة، ولكن هذا شاب مراهق، وفي عنفوان حياته.. ولا ندري أيهما أشد عجبا!.. فعل إبراهيم أم استجابة إسماعيل؟.. وحتى أن هناك نصا عاطفيا مؤثرا بليغا: فإسماعيل ينصح أباه إبراهيم، وهو الشيخ الكبير.. فيقول: يا أبتي!.. أشدد رباطي، حتى لا اضطرب.. واكفف عني ثيابك، حتى لا ينتضح من دمى شيء، فتراه أمي.. وابتعد عني عند الذبح، لئلا يرى آثار الدم على ثيابك.. واشحذ شفرتك، وأسرع مر السكين على حلقي، ليكون عليَّ أهون، فإن الموت شديد.. فقال له إبراهيم: نِعمَ العون أنت يا بنى على أمر الله.. حقيقة قصة إبراهيم وإسماعيل، تعتبر من المشاهد التي سجلت في حياة البشرية.
فإذن، هذا شان إبراهيم وإسماعيل.. والدرس الذي نستفيده: أن المقامات لا تُعطى جزافا، فالذي يريد درجة عند الله عز وجل، ويريد أن يكسب هذه الدرجة في زاوية المسجد، وفي هدوء المنزل.. وبأعمال لا تكلفه كثيرا من المجاهدة.. فإن هذا لا يصل إلى درجة، وإنما يُعطى الأجر يوم القيامة.. ولكن مقامات الخواص: الخلة، والقرب المتميز، لا بد فيه من المرحلتين: مرحلة القلب السليم، ومرحلة الجهاد العظيم.. وحينئذٍ ما أحلاها من جائزة إلى يوم القيامة!.. والمسلمون في كل عصر يتأسون بإبراهيم طوافا وسعيا، وهرولة.. فرب العالمين كافأه مكافأة لم يكافئ بها نبي من الأنبياء.
{ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } .. هنا تفسير جميل في هذه النقطة.. وهو أن الله عز وجل هكذا يثيب.. فإبراهيم ابتُلى بحسب الظاهر، ولم يقدّم شيئا، وإنما هي مجرد محاولة!.. فيا أيها المؤمنون!.. حاولوا، فنحن في مقام العمل نخفف عليكم.. أنت تظاهر بمظهر المطيعين، ونحن في مقام العمل نعينكم على اجتياز العقبات..
فإبراهيم لم يعمل شيئا { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } .. أي أن ولده قام من محله ومشى، وأخذه معه إلى المنزل.
فإذن، إن الإنسان قد يبتلى ابتلاء قصيرا، وابتلاء شكليا.. ويريد الله منك أن تكون مستعدا لذلك.. والإنسان قد يبتلى بمرض، أو بأزمة مادية، أو بسجن الظالمين.. فيقول: يارب أنا مستعد وأتحمل إلى آخر أيام حياتي، وإذا بالفرج يأتيه بعد أيام قصيرة.. وإذا به سجل اسمه في ديوان المجاهدين في هذه الأيام القصيرة.
المصدر : شبكة السراج في الطريق الى الله \ النفحات القرآنية \ محاضرة رقم (19)
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة / يتيمة الزهراء
بارك الله فيــكِ ، ووفقكِ لكل خير على الطرح القيـم المبارك
دمتِ برعاية الله تعالى[/font][/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة / يتيمة الزهراء
بارك الله فيــكِ ، ووفقكِ لكل خير على الطرح القيـم المبارك
دمتِ برعاية الله تعالى[/font][/align]
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 57
- اشترك في: الثلاثاء مارس 30, 2010 7:52 am
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[align=center]اللهم صلي على محمد وآله الاخيار
السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الشَّهيدَةُ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اختي الكريمة فاطمة عزيزة الله ..
شكراً لكِ عزيزتي عالمرور والتعقيب
اسعدني ذلك كثيراً ..
وفقكم المولى وسدد خطاكم[/align]
السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الشَّهيدَةُ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اختي الكريمة فاطمة عزيزة الله ..
شكراً لكِ عزيزتي عالمرور والتعقيب
اسعدني ذلك كثيراً ..
وفقكم المولى وسدد خطاكم[/align]
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49874
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[align=center][font=Courier New]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
بارك الله فيك أختي الكريمة
طرح رائع ومميز
في ميزان أعمالك يارب[/font][/align]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
بارك الله فيك أختي الكريمة
طرح رائع ومميز
في ميزان أعمالك يارب[/font][/align]
يقينا كله خير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 26879
- اشترك في: الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:16 am
- مكان: بين الرياحين
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ربي يعطيكِ العافية اختي يتيمة الزهراء على الطرح المميز الجميل
نور الله قلبكِ بنور آيات ذكرهِ الحكيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين[/font][/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد
ربي يعطيكِ العافية اختي يتيمة الزهراء على الطرح المميز الجميل
نور الله قلبكِ بنور آيات ذكرهِ الحكيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين[/font][/align]
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 13029
- اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
بارك الله فيك اختي يتيمة الزهراء
على الطرح المبارك
وفقكم الله وايانا لمراضيه
و صلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد
بارك الله فيك اختي يتيمة الزهراء
على الطرح المبارك
وفقكم الله وايانا لمراضيه
و صلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين[/align]
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 27275
- اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم و ارحمنا بهم يا كريم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا لك أختي الكريمة على هذا الطرح القيم ,
بارك الله فيكِ و وفقكِ لكل خير .[/font][/align]
-
- مشاركات: 12220
- اشترك في: الأحد أكتوبر 12, 2008 12:45 am
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[font=Times New Roman][/font][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم
يعطيكم الف عافية
سلمت اناملكم الطيبة
جعله الله في ميزان حسناتكم ان شاء الله تعالى[/align]
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم
يعطيكم الف عافية
سلمت اناملكم الطيبة
جعله الله في ميزان حسناتكم ان شاء الله تعالى[/align]
اخذ روحي ونظرعيني لبو السجاد وديني يسجلني
عبير اترابه اشتمه واريد بدفتر الخدمة يسجلني
عبير اترابه اشتمه واريد بدفتر الخدمة يسجلني
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 10284
- اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك .. طرح أكثر من رائع
بارك الله بكم وجزيت خيرا
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس [/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك .. طرح أكثر من رائع
بارك الله بكم وجزيت خيرا
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس [/align]
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 57
- اشترك في: الثلاثاء مارس 30, 2010 7:52 am
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[align=center]اللهم صلي على محمد وآل محمد
السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا التَقِيَّةُ النَّقِيَّةُ
انوار فاطمة الزهراء ، ناصرة الزهراء ، يالثارات الزهراء ،
شجون الزهراء ، نقاء الزهراء البتول ، نسيم الحوراء
اخواتي العزيزات .. شكراً لكن جميعاً عالمرور الطيب الجميل
اسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والهداية بحق الزهراء (سلام الله عليها )
حفظكم المولى وسدد خطاكم[/align]
السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا التَقِيَّةُ النَّقِيَّةُ
انوار فاطمة الزهراء ، ناصرة الزهراء ، يالثارات الزهراء ،
شجون الزهراء ، نقاء الزهراء البتول ، نسيم الحوراء
اخواتي العزيزات .. شكراً لكن جميعاً عالمرور الطيب الجميل
اسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والهداية بحق الزهراء (سلام الله عليها )
حفظكم المولى وسدد خطاكم[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2842
- اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 5:42 pm
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
فعلا قصة إبراهيم وإسماعيل قصة معبرة ومثيرة
بارك الله بك أختنا الكريمة وجعله الله في ميزان حسناتك[/font]
فعلا قصة إبراهيم وإسماعيل قصة معبرة ومثيرة
بارك الله بك أختنا الكريمة وجعله الله في ميزان حسناتك[/font]
ليس أحب إلى الله من مؤمن تائب ,,, ومؤمنة تائبة
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 57
- اشترك في: الثلاثاء مارس 30, 2010 7:52 am
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[align=center][font=Tahoma]اللهم صلي على محمد وآله الاطهار
السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الشَّهيدَةُ
السلام عليكم
اختي العزيزة .. شكراً لكم عالمرور العطر
جزاكم الله عني خير الجزاء
حفظكم المولى وسدد خطاكم[/font][/align]
السَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الشَّهيدَةُ
السلام عليكم
اختي العزيزة .. شكراً لكم عالمرور العطر
جزاكم الله عني خير الجزاء
حفظكم المولى وسدد خطاكم[/font][/align]
-
- فــاطــمــي
- مشاركات: 9197
- اشترك في: السبت فبراير 23, 2008 3:04 pm
Re: لم صار ابراهيم (ع) خليلاً ؟ (102-الصافات / ج23)
[font=Traditional Arabic][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المنتجبين
بارك الله فيكم في ميزان حسناتكم يارب
جزيتم الف خير وقضى الله حاجاتكم بالدنيا والاخرة
اللهم صل على محمد وال محمد[/align][/font]
[font=Traditional Arabic][align=center]راية المهدي[/align][/font]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المنتجبين
بارك الله فيكم في ميزان حسناتكم يارب
جزيتم الف خير وقضى الله حاجاتكم بالدنيا والاخرة
اللهم صل على محمد وال محمد[/align][/font]
[font=Traditional Arabic][align=center]راية المهدي[/align][/font]
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذى خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً اَنَا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلى ما اَتى بِهِ اَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِما وَاَنَا أَسْأَلُكِ اِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إلاّ اَلْحَقْتِنى بِتَصْديقى لَهُما لِتُسَرَّ نَفْسى فَاشْهَدى اَنّى ظاهِرٌ بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ.