
[align=center]يُعدّ إنجيل برنابا أكثر الاناجيل إتقاناً، وقد وردت البشارة في عدّة مواضع من هذا الإنجيل بقدوم محمّد رسول الله ونبوّته، كما ورد في موضعينِ من هذا الإنجيل التصريح بمقام شفاعة النبيّ في يوم الجزاء، واحتياج جميع الانبياء والخلائق إلی إعانته وشفاعته ورحمته.[/align]
[align=center]الموضع الاوّل: في الفصل الرابع والخمسين ـبـ، أي في سورة القيامة، حيث يورد بعض المطالب، حتّي يصل إلی الآية السابعة، فيقول:[/align]
[align=center]7 ـ ثم يُحيي الله بعد ذلك سائر أنبيائه الذين سيأتون جميعهم تابعين لآدم.
8 ـ فيقبّلون يد رسول الله واضعين أنفسهم في كنف حمايته.
9 ـ ثمّ يُحيي الله بعد ذلك سائر الاصفياء الذين يصرخون: اذْكُرْنَا يَا مُحَمَّد.
10 ـ فتتحرّك الرحمة في رسول الله لصراخهم.
11 ـ وينظر فيما يجب فعله خائفاً لاجل خلاصهم.
12 ـ ثمّ يُحيي اللهُ بعد ذلك كلّ مخلوق فتعود إلی وجودها الاوّل.
13 ـ وسيكون لكلّ منها قوّة النطق علاوة.
14 ـ ثمّ يُحيي الله بعد ذلك المنبوذين كلّهم، الذين عند قيامتهم يخاف سائر خلق الله بسبب قُبح منظرهم.
15 ـ ويصرخون: « أيّها الربّ إلهنا! لا تدعنا من رحمتك ».
16 ـ وبعد هذا يقيم الله الشيطان الذي سيصير كلّ مخلوق عند النظر إليه كميّت خوفاً من منظره المريع.
17 ـ ثمّ قال يَسُـوع: « أرجو الله أن لا أري هذه الهولة في ذلكاليوم».
18 ـ إنّ رسول الله وحده لا يتهيّب هذه المناظر، لا نّه لا يخاف إلاّ الله وحده.[/align]
[align=center]وبعد عدّة آيات، يقول في الفصل الخامس والخمسين « د » وهو سورة القيامة:[/align]
[align=center]1 ـ ويذهب رسول الله ليجمع كلّ الانبياء الذين يكلّمهم راغباً إليهم أن يذهبوا معه ليضرعوا إلی الله لاجل المؤمنين.
2 ـ فيعتذر كلّ أحد خوفاً.
3 ـ ولعمر الله إنّي أنا أيضاً لا أذهب إلی هناك، لا نّي أعرف ما أعرف.
4 ـ وعندما يري الله ذلك يذكر رسوله كيف أ نّه خلق كلّ الاشياء محبّة له.
5 ـ فيذهب خوفه ويتقدّم إلی العرش بمحبّة واحترام والملائكة ترنّم: « تبارك اسمك القدّوس يا الله إلهنا ».
7 ـ ومتي صار علی مقربة من العرش يفتح الله لرسوله كخليلٍ لخليله بعد طول الامد علی اللقاء.
8 ـ ويبدأ رسول الله بالكلام أوّلاً فيقول: « إنّي أعبدك وأحبّك ياإلهيّ ».
9 ـ وأشكرك من كلّ قلبي ونفسي.
10 ـ لا نّك أردتَ فخلقتني لاكون عبدك.
11 ـ وخلقتَ كلّ شيء حبّاً فيّ، لاحبّك لاجل كلّ شيء وفي كلّ شيء وفوق كلّ شيء.
12 ـ فليحمدك كلّ خلائقك يا إلهي.
13 ـ حينئذٍ تقول كلّ مخلوقات الله: « نشكرك يا ربّ وتبارك اسمك القدّوس ».
14 ـ الحقّ أقول لكم إنّ الشياطين والمنبوذين مع الشيطان يبكون حينئذٍ، حتّي أ نّه ليجري من الماء من عين الواحد منهم أكثر ممّا في الاُردن.
15 ـ ومع هذا فلا يرون الله.
16 ـ ويكلّم الله رسوله قائلاً: « مرحباً بك يا عبدي الامين
17 ـ فاطلبْ ما تريد تَنَلْ كلّ شيء ».
18 ـ فيجيب رسول الله: « يا ربّ! أذكرُ أ نّك لمّا خلقتني قلتَ إنّك أردتَ أن تخلق العالم والجنّة والملائكة والناس حبّاً فيّ ليمجّدوك بي أنا عبدك.
19 ـ لذلك أضرع إليك أيّها الربّ الإله الرحيم العادل أن تذكر وعدك لعبدك ».
20 ـ فيجيب الله كخليل يمازح خليله ويقول: « أعندك شهود علی هذا يا خليلي محمّد؟».
21 ـ فيقول باحترام: « نعم يا ربّ ».
22 ـ فيقول الله: « اذهب وادعهم يا جبريل ».
23 ـ فيأتي جبريل إلی رسول الله ويقول: « مَن هم شهودك أيّها السيّد؟».
24 ـ فيجيب رسول الله: « هم آدم وإبراهيم وإسماعيل وموسي وداود ويسوع ابن مريم ».
25 ـ فينصرف الملاك وينادي الشهود المذكورين الذين يحضرون إلی هناك خائفين.
26 ـ فمتي حضروا يقول لهم الله: « أتذكرون ما أثبته رسولي؟».
27 ـ فيجيبون: « أيّ شيء يا ربّ؟».
28 ـ فيقول الله: « إنّي خلقتُ كلّ شيء حبّاً فيه ليحمدني كلّ الخلائق به ».
29 ـ فيجيب كلّ منهم: « عندنا ثلاثة شهود أفضل منّا يا ربّ ».
30 ـ فيجيب الله: « ومن هم هؤلاء الشهود الثلاثة؟».
31 ـ فيقول موسي: « الاوّل الكتاب الذي أعطيتنيه ».
32 ـ ويقول الذي يكلّمكم: « يا ربّ! إنّ العالم كلّه أغراه الشيطان فقال إنّي كنت ابنك وشريكك ».
33 ـ ولكنّ الكتاب الذي أعطيتنيه قال حقّاً إنّي أنا عبدك.
34 ـ ويعترف ذلك الكتاب بما أثبتَه رسولك.
35 ـ فيتكلّم حينئذٍ رسول الله ويقول: « هكذا يقول الكتاب الذي أعطيتنيه يا ربّ ».
36 ـ فعندما يقول رسول الله هذا، يتكلّم الله قائلاً: « إنّ ما فعلتُ الآن إنّما فعلتُه ليعلم كلّ أحد مبلغ حبّي لك. »
37 ـ وبعد أن يتكلّم هكذا يعطي الله رسوله كتاباً مكتوباً فيه أسماء كلّ مختاري الله.
38 ـ لذلك يسجد كلّ مخلوق للّه قائلاً: « لك وحدك اللهم المجد والإكرام، لا نّك وهبتنا لرسولك ».[/align]
[align=center]الثاني: في الفصل السادس والثلاثين بعد المائة، حيث يذكر عدّة آيات إلی أن يصل إلی الآية الثامنة:[/align]
[align=center]8 ـ « بيد أنّ ما لا مشاحة فيه أنّ الاطهار وأنبياء الله إنّما يذهبون إلی هناك ليشاهدوا، لا ليكابدوا عقاباً ».
9 ـ « أمّا الابرار، فإنّهم لا يكابدون إلاّ الخوف ».
10 ـ « وماذا أقول؟ أفيدكم أ نّه حتّي رسول الله يذهب إلی هناك ليشاهد عدل الله.
11 ـ فترتعد ثمّة الجحيم لحضوره ».
12 ـ « وبما أ نّه ذو جسـد بشـريّ يُرفع العقاب عن كلّ ذي جسـد بشريّ من المقضي عليهم بالعقاب، فيمكث بلا مكابدة عقاب مدّة إقامة رسولالله لمشاهدة الجحيم.
13 ـ ولكنّه لايُقيم هناك إلاّ طرفة عين ».
14 ـ « وإنّما يفعل الله هذا ليعرف كلّ مخلوق أ نّه نال نفعاً من رسول الله ».
15 ـ ومتي ذهب إلی هناك ولولت الشياطين وحاولت الاختباء تحت الجمر المتّقد قائلاً بعضهم لبعض: « اهربوا اهربوا، فإنّ عدوّنا محمّداً قد أتي ».
16 ـ فمتي سمع الشيطان ذلك يصفع وجهه بكلتا كفّيه ويقول صارخاً: « ذلك بالرغم عنّي لاشرف مني وهذا إنّما فعل ظلماً ».
17 ـ أمّا ما يختصّ بالمؤمنين الذين كان لهم اثنان وسبعون درجة مع أصحاب الدرجتينِ الاُخريينِ الذين كان لهم إيمان بدون أعمال صالحة إذ كان الفريق الاوّل حزيناً علی الاعمال الصالحة والآخر مسروراً بالشرّ، فسيمكثون جميعاً في الجحيم سبعين ألف سنة.
18 ـ وبعد هذه السنين يجيء الملاك جبريل إلی الجحيم ويسمعهم يقولون: « يا محمّد! أين وعدك لنا؟ إنّ من كان علی دينك لايمكث في الجحيم إلی الابد».
19 ـ فيعود حينئذٍ ملاك الله إلی الجنّة، وبعد أن يقترب من رسولالله باحترام يقصّ عليه ما سمع.
20 ـ فحينئذٍ يكلّم الرسولُ الله قائلاً: « ربّي وإلهي اذكرْ وعدك لي أنا عبدك بأن لايمكث الذين قبلوا ديني في الجحيم إلی الابد ».
21 ـ فيجيب الله: « اطلبْ ما تريد يا خليلي لانّي أهبك كلّ ما تطلب!»[/align]
[align=center]الفصل السابع والثلاثون بعد المائة:[/align]
[align=center]1 ـ فحينئذٍ يقول رسول الله: « يا ربّ! يوجد من المؤمنين في الجحيم من لبث سبعين ألف سنة.
2 ـ أين رحمتك يا ربّ؟
3 ـ إنّي أضرع إليك يا ربّ أن تعتقهم من هذه العقوبات بالمرّة.
4 ـ فيأمر الله حينئذٍ الملائكة الاربعة المقرّبين للّه أن يذهبوا إلی الجحيم ويُخرجوا كلّ من علی دين رسوله ويقودوه إلی الجنّة.
5 ـ وهو ما سيفعلونه.
6 ـ ويكـون من مبلغ جـدوي دين رسـول الله أنّ كلّ من آمن به يذهب إلی الجنّة بعد العقوبة التي تكلّمت عنها حتّي ولو لميعمل عملاً صالحاً، لا نّه مات علی دينه.
أجل، فقد كانت مطالب إنجيل برنابا حول شـفاعة رسـول الله صلّيالله عليه وآله مفصّلة ومؤيِّدة في مضمونها للآية القرآنيّة الكريمة وللروايات الواردة عن طريق أهل البيت والعامّة. لذا، فقد نقلنا مطالب الإنجيل بكاملها علی الرغم من تفصيلها، من أجل أن تصبح درجات رسولالله ومقاماته عند الله المتعال مشهودةً جليّة، وليتبيّن بوضوح أمر افتقار جميع الانبياء إليه وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ.
أجل، فحين يكون رسول الله واسطةً في خلق عالم التكوين وسبباً في نشوء المُلك والملكوت، فما العجب في أن ينال مقام الشفاعة في عالم الشرع والشريعة، وأن يكون علّة ارتقاء مقام الابرار ودرجاتهم، وباعثاً علی شمول الاشرار والتعساء بالغفران والعفو.
وقد وردت عن طريق الشيعة روايات متضافرة في أنّ الوجود المقدّس لرسول الله صلّي الله عليه وآله والائمّة عليهم السلام والصدّيقة الكبري فاطمة الزهراء سلام الله عليها في عالم المعني والنفس المجرّدة، هو بنفسه الحجاب الاقرب للّه جلّ شأنه، وواسطة في إفاضة الرحمة علی عالم الوجود. وقد ذكرنا بعض تلك الروايات في أجزاء « معرفةالإمام» من سلسلة العلوم والمعارف الإسلاميّة. كما أوردنا هنا ـ للمناسبةـ بعض الروايات الواردة عن طريق العامّة.[/align]
[align=center]** أنجيل برنابا اقدم أنجيل أكتشف سنة 1709 ميلادية وهو مكتوب بالأيطالية وتم ترجمته للعربية ، ونظرا لموافقته للقران في بشارة النبي عيسى بقدوم الرسول صلى الله عليه واله اثار ضجة كبيرة في الكنائس الأنجليزية ومنع من تداوله **
المصدر/ المعاد للسيد محد الحسيني الطهراني قدس سره[/align]