اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2842
- اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 5:42 pm
التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[font=Traditional Arabic]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
قال تعالى:
{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}.. إن هذه الآيات آيات غريبة حقا، وهي آيات متعلقة بنبي الله موسى (ع).. فاللقاء الإلهي هنا كان ثلاثين ليلة، ولكن الله -عز وجل- تفضل على موسى، وزاده عشرا.. نستطيع أن نستخلص من ذلك عدة دروس، منها:
الدرس الأول: أن الإنسان بالدعاء الحثيث لإحراز القابلية، تُمدد له العطاءات المعنوية.. فاللقاء الإلهي في طور سيناء، هو لقاء مغتنم ومصيري لنبي الله موسى (ع)، وقد كان بالإمكان أن يواعده منذ البداية أربعين ليلة، ولكنه جعل الموعد على مرحلتين: أولى وثانية.. و"لعله ذكر الليالي دون الأيام -مع أن موسى مكث في الطور الأربعين بأيامها ولياليها.. والمتعارف في ذكر المواقيت والأزمنة ذكر الأيام دون الليالي- لأن الميقات كان للتقرب إلى الله -سبحانه- ومناجاته وذكره، وذلك أخص بالليل وأنسب.. لما فيه من اجتماع الحواس عن التفرق، وزيادة تهيؤ النفس للأنس.. وقد كان من بركات هذا الميقات نزول التوراة".
فإذن، إن الله تعالى قد اختار الليل، ليدل على أن اللقاء الإلهي يتجلى في الليل.. صحيح أن النبي هو موسى (ع)، والمتكلم هو الله عز وجل، والمكان المقدس طور سيناء.. لكن ليله يختلف عن نهاره.. وعليه، فإن هذا درس للجميع، ليغتنموا الليل لخصوصيته واختلافه عن النهار.
الدرس الثاني: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ}.. إن موسى (ع) يذهب للقاء الله وفكره وقلبه في أمته!.. وهذا اللقاء لقاء تخصصي مع الله عز وجل، فقد كلمه تكليما، وأعطاه الله ما لم يعطه للأنبياء السلف: من الحديث المباشر، وخلق الكلام.. ومع ذلك فإن قلبه مع الأمة!.. ومن هنا نعلم الجامعية في التكليف، فالإنسان الذي يصلي صلاة الليل، وهو في قمة إنشغالاته المعنوية، عليه أن لا يهمل أمر من حوله: سواء الزوجة، والذرية، والأرحام، والمجتمع، والجيران.. لا أن يتذرع بأنه مشغول بالمناجاة، فيعيش الفناء الإلهي، والذوبان في المعاني القدسية، وينسى تكليفه الإجتماعي.. فهذا موسى (ع) يذهب، ويعيّن الوصي في قومه.
الدرس الثالث: أن موسى (ع) يعلم بأن الميقات ثلاثين أو أربعين ليلة، ومع ذلك لم يترك الأمة دون وصي فقال: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}.. فمعنى ذلك أن هناك مفسدين في الأمة، ووجود النبي في الأمة يمنع المفسد من إظهار إفساده؛ لأن وجود النبي رحمة.. ومن هنا وقعت الواقعة في أمة نبينا الخاتم (ع)، وهذه الرواية المعروفة: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) أراد النبي (ص) أن يُفهم الأمة من خلالها، أنه كما أن غياب موسى (ع) عن الأمة من دون هارون، كان عرضة لظهور المفسدين.. فكذلك إن غياب النبي (ص) عن الأمة من دون وصي، سيكون عرضة لغلبة المستوليين، وانحراف الخط عما رسمه الله تعالى.
الدرس الرابع: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}.. فهنا الأبحاث القرآنية معمعة، لماذا قال موسى (ع): { رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}؟.. إن موسى (ع) هو خامس أنبياء أولي العزم، وهو كليم الله.. فإذن، هو أعرف الناس بالله، وصفات كماله، وجماله.. فهل يقول موسى (ع) لربه: {أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}، كما أرى الأشياء: كالجبل والأمور المادية؟.. حاشا هذا!.. فإن من أولويات إعتقاد المؤمن العادي، بأن الله -عز وجل- كما يقول تعالى في القرآن الكريم: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ}.. فهذه الآية لم تأتِ بشيء جديد، إنها بيان لحقيقة يفهمها جميع الأنبياء والمتبعين لخط الأنبياء.
وبناء على ما تقدم، كيف يقول موسى (ع): {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}؟.. وهنا انزلق البعض في البحث، وقال: نعم، موسى (ع) طلب من الله -عز وجل- الرؤية الحسية، وكما قلنا: فإن هذا لا يليق بالمؤمن العادي، فضلا عن النبي العادي، فضلا عن نبي من أولي العزم!.. فإذن، إن ما طلبه موسى (ع) هي -قطعا- الرؤية الممكنة!.. والرؤية التي تتناسب مع حقيقة الربوبية، وهي الرؤية التي لا تتوقف عند الحس، كما في النص الشريف: (رأته العيون بحقائق الإيمان، ولم تره بمشاهدة العيان).. إنه نوع من أنواع التجلي، والرؤية القلبية.
إن الله -عز وجل- قد تجلى للبصر: من خلال الشجر والماء، ومن خلال التكوين من الذرّة إلى المجرّة.. وكذلك تجلى للقلب بنوع آخر.. كما أن له أفلاك ومجرات وزينة في السماء، يتجلى بها للمؤمنين.. فكذلك يتجلى بلون آخر لعباده المخلصين.. فإذن، إن هذا هو التجلي، والرؤية التي أرادها موسى(ع) من الله عز وجل.. فما المانع أن يقتدي المؤمن بني الله موسى (ع) بأن يطلب نوعا من أنواع التجلي، أو نوعا من أنواع الرؤية المتناسبة مع عظمة الربوبية؟!.. إنها رغبة مقدسة وعظيمة!..
الدرس الخامس: {قَالَ لَن تَرَانِي}.. فإذا كان موسى (ع) قد طلب الرؤية المعنوية، فلماذا قال: لن تراني؟.. وإذا كان لن تراني، تشير إلى الرؤية الحسية، فلماذا طلب موسى (ع) الرؤية؟.. وهنا قد يبدو شيء من التعارض بين جزئي الآية.. وهنا أيضا بحث دقيق في هذا المجال: {قَالَ لَن تَرَانِي} بمعنى -هكذا أفضل وجوه الجمع- يا موسى!.. إن هذه الدنيا، وطبيعة الحياة الدنيا، لا تسمح لذلك التجلي الخاص الذي أردته مني.. نعم، تراني بمشاهدة القلوب، وكما قال تعالى في سورة أخرى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.. نعم، إن مقدار من التجليات الإلهية مدخرة في الآخرة.. فموسى (ع) عبارة عن روح وجسد، وهو محكوم ببعض علائق الأرض، وطبيعة الحياة الأرضية لا تسمح ببعض التجليات.. فـ{قَالَ لَن تَرَانِي} بمعنى أنك لن تراني بتلك التجليات والرؤية الخاصة التي يرى ربنا في يوم القيامة.
وبعبارة واضحة: يا موسى!.. لي تجليات في الدنيا، وأخرى في الآخرة.. فهناك قسم من التجليات يمكن أن تشاهدها في الدنيا، من خلال عبادتك، ومناجاتك، وحديثك معي.. وقسم مدخر للآخرة.. كما أن الرحمة الإلهية كذلك، فرحمة الله بعثت النبي الخاتم، ورحمة الله بعثت هذا الوجود.. ولكن هل تعلمون بأن رحمة الله في هذه الدنيا، هي جزء من أجزاء الرحمة الواسعة، ولعله قد ورد في بعض التعابير: أنها جزء من مئة.. فإذن، إن الرحمة الإلهية تتجلى في القيامة بأوسع صورها، مع أنه في الدنيا هناك أيضا رحمة إلهيه متجلية.
الدرس السادس: {وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ}.. أي يا موسى!.. إذا أردت التجلي الخاص، فإني أعطيك أثرا وعيّنة.. فأنا أتجلى لهذا الجبل تجليا لا تحتمله الدنيا.. والجبل عنصر من عناصر المادة، وهو يشترك مع موسى (ع) في أن كليهما محكومان بقوانين المادة.. فتجلى ربنا ذاك التجلي الخاص للجبل، فـ{جَعَلَهُ دَكًّا}؛ أي أصبح مدكوكا متلاشيا في الجو.. {وَخَرَّ موسَى صَعِقًا}؛ أي مغشيا عليه من هول ما رأى.. فكلاهما اندكا كل بحسبه.
{فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}؛ أي رجعت إليك مما اقترحته عليك، وأنا أول المؤمنين بأنك لا ترى، ولن أطلب تلك الرؤية قبل وقتها.
فإذن، إن المؤمن في الدنيا يحب أن يصل إلى بعض المدارج المعنوية العليا جدا، والله يحجبها عنه.. لا لبخل في فيضه، وإنما لعدم تحمل المؤمن لبعض صور العنايات الخاصة.. ولذا، فإن على المؤمن أن يطلب ويقنع.. فعليه أن يطلب الدرجات العليا، ويقنع بما يُعطى.. لأنه هو الخبير والبصير بقابليات العباد، وبما يستحقونه من قوتٍ، سواء في عالم المادة أو في عالم المعنى.
[/font]
محاضرة سماحة الشيخ حبيب الكاظمي/شبكة السراج
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
قال تعالى:
{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}.. إن هذه الآيات آيات غريبة حقا، وهي آيات متعلقة بنبي الله موسى (ع).. فاللقاء الإلهي هنا كان ثلاثين ليلة، ولكن الله -عز وجل- تفضل على موسى، وزاده عشرا.. نستطيع أن نستخلص من ذلك عدة دروس، منها:
الدرس الأول: أن الإنسان بالدعاء الحثيث لإحراز القابلية، تُمدد له العطاءات المعنوية.. فاللقاء الإلهي في طور سيناء، هو لقاء مغتنم ومصيري لنبي الله موسى (ع)، وقد كان بالإمكان أن يواعده منذ البداية أربعين ليلة، ولكنه جعل الموعد على مرحلتين: أولى وثانية.. و"لعله ذكر الليالي دون الأيام -مع أن موسى مكث في الطور الأربعين بأيامها ولياليها.. والمتعارف في ذكر المواقيت والأزمنة ذكر الأيام دون الليالي- لأن الميقات كان للتقرب إلى الله -سبحانه- ومناجاته وذكره، وذلك أخص بالليل وأنسب.. لما فيه من اجتماع الحواس عن التفرق، وزيادة تهيؤ النفس للأنس.. وقد كان من بركات هذا الميقات نزول التوراة".
فإذن، إن الله تعالى قد اختار الليل، ليدل على أن اللقاء الإلهي يتجلى في الليل.. صحيح أن النبي هو موسى (ع)، والمتكلم هو الله عز وجل، والمكان المقدس طور سيناء.. لكن ليله يختلف عن نهاره.. وعليه، فإن هذا درس للجميع، ليغتنموا الليل لخصوصيته واختلافه عن النهار.
الدرس الثاني: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ}.. إن موسى (ع) يذهب للقاء الله وفكره وقلبه في أمته!.. وهذا اللقاء لقاء تخصصي مع الله عز وجل، فقد كلمه تكليما، وأعطاه الله ما لم يعطه للأنبياء السلف: من الحديث المباشر، وخلق الكلام.. ومع ذلك فإن قلبه مع الأمة!.. ومن هنا نعلم الجامعية في التكليف، فالإنسان الذي يصلي صلاة الليل، وهو في قمة إنشغالاته المعنوية، عليه أن لا يهمل أمر من حوله: سواء الزوجة، والذرية، والأرحام، والمجتمع، والجيران.. لا أن يتذرع بأنه مشغول بالمناجاة، فيعيش الفناء الإلهي، والذوبان في المعاني القدسية، وينسى تكليفه الإجتماعي.. فهذا موسى (ع) يذهب، ويعيّن الوصي في قومه.
الدرس الثالث: أن موسى (ع) يعلم بأن الميقات ثلاثين أو أربعين ليلة، ومع ذلك لم يترك الأمة دون وصي فقال: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}.. فمعنى ذلك أن هناك مفسدين في الأمة، ووجود النبي في الأمة يمنع المفسد من إظهار إفساده؛ لأن وجود النبي رحمة.. ومن هنا وقعت الواقعة في أمة نبينا الخاتم (ع)، وهذه الرواية المعروفة: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) أراد النبي (ص) أن يُفهم الأمة من خلالها، أنه كما أن غياب موسى (ع) عن الأمة من دون هارون، كان عرضة لظهور المفسدين.. فكذلك إن غياب النبي (ص) عن الأمة من دون وصي، سيكون عرضة لغلبة المستوليين، وانحراف الخط عما رسمه الله تعالى.
الدرس الرابع: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}.. فهنا الأبحاث القرآنية معمعة، لماذا قال موسى (ع): { رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}؟.. إن موسى (ع) هو خامس أنبياء أولي العزم، وهو كليم الله.. فإذن، هو أعرف الناس بالله، وصفات كماله، وجماله.. فهل يقول موسى (ع) لربه: {أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}، كما أرى الأشياء: كالجبل والأمور المادية؟.. حاشا هذا!.. فإن من أولويات إعتقاد المؤمن العادي، بأن الله -عز وجل- كما يقول تعالى في القرآن الكريم: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ}.. فهذه الآية لم تأتِ بشيء جديد، إنها بيان لحقيقة يفهمها جميع الأنبياء والمتبعين لخط الأنبياء.
وبناء على ما تقدم، كيف يقول موسى (ع): {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}؟.. وهنا انزلق البعض في البحث، وقال: نعم، موسى (ع) طلب من الله -عز وجل- الرؤية الحسية، وكما قلنا: فإن هذا لا يليق بالمؤمن العادي، فضلا عن النبي العادي، فضلا عن نبي من أولي العزم!.. فإذن، إن ما طلبه موسى (ع) هي -قطعا- الرؤية الممكنة!.. والرؤية التي تتناسب مع حقيقة الربوبية، وهي الرؤية التي لا تتوقف عند الحس، كما في النص الشريف: (رأته العيون بحقائق الإيمان، ولم تره بمشاهدة العيان).. إنه نوع من أنواع التجلي، والرؤية القلبية.
إن الله -عز وجل- قد تجلى للبصر: من خلال الشجر والماء، ومن خلال التكوين من الذرّة إلى المجرّة.. وكذلك تجلى للقلب بنوع آخر.. كما أن له أفلاك ومجرات وزينة في السماء، يتجلى بها للمؤمنين.. فكذلك يتجلى بلون آخر لعباده المخلصين.. فإذن، إن هذا هو التجلي، والرؤية التي أرادها موسى(ع) من الله عز وجل.. فما المانع أن يقتدي المؤمن بني الله موسى (ع) بأن يطلب نوعا من أنواع التجلي، أو نوعا من أنواع الرؤية المتناسبة مع عظمة الربوبية؟!.. إنها رغبة مقدسة وعظيمة!..
الدرس الخامس: {قَالَ لَن تَرَانِي}.. فإذا كان موسى (ع) قد طلب الرؤية المعنوية، فلماذا قال: لن تراني؟.. وإذا كان لن تراني، تشير إلى الرؤية الحسية، فلماذا طلب موسى (ع) الرؤية؟.. وهنا قد يبدو شيء من التعارض بين جزئي الآية.. وهنا أيضا بحث دقيق في هذا المجال: {قَالَ لَن تَرَانِي} بمعنى -هكذا أفضل وجوه الجمع- يا موسى!.. إن هذه الدنيا، وطبيعة الحياة الدنيا، لا تسمح لذلك التجلي الخاص الذي أردته مني.. نعم، تراني بمشاهدة القلوب، وكما قال تعالى في سورة أخرى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.. نعم، إن مقدار من التجليات الإلهية مدخرة في الآخرة.. فموسى (ع) عبارة عن روح وجسد، وهو محكوم ببعض علائق الأرض، وطبيعة الحياة الأرضية لا تسمح ببعض التجليات.. فـ{قَالَ لَن تَرَانِي} بمعنى أنك لن تراني بتلك التجليات والرؤية الخاصة التي يرى ربنا في يوم القيامة.
وبعبارة واضحة: يا موسى!.. لي تجليات في الدنيا، وأخرى في الآخرة.. فهناك قسم من التجليات يمكن أن تشاهدها في الدنيا، من خلال عبادتك، ومناجاتك، وحديثك معي.. وقسم مدخر للآخرة.. كما أن الرحمة الإلهية كذلك، فرحمة الله بعثت النبي الخاتم، ورحمة الله بعثت هذا الوجود.. ولكن هل تعلمون بأن رحمة الله في هذه الدنيا، هي جزء من أجزاء الرحمة الواسعة، ولعله قد ورد في بعض التعابير: أنها جزء من مئة.. فإذن، إن الرحمة الإلهية تتجلى في القيامة بأوسع صورها، مع أنه في الدنيا هناك أيضا رحمة إلهيه متجلية.
الدرس السادس: {وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ}.. أي يا موسى!.. إذا أردت التجلي الخاص، فإني أعطيك أثرا وعيّنة.. فأنا أتجلى لهذا الجبل تجليا لا تحتمله الدنيا.. والجبل عنصر من عناصر المادة، وهو يشترك مع موسى (ع) في أن كليهما محكومان بقوانين المادة.. فتجلى ربنا ذاك التجلي الخاص للجبل، فـ{جَعَلَهُ دَكًّا}؛ أي أصبح مدكوكا متلاشيا في الجو.. {وَخَرَّ موسَى صَعِقًا}؛ أي مغشيا عليه من هول ما رأى.. فكلاهما اندكا كل بحسبه.
{فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}؛ أي رجعت إليك مما اقترحته عليك، وأنا أول المؤمنين بأنك لا ترى، ولن أطلب تلك الرؤية قبل وقتها.
فإذن، إن المؤمن في الدنيا يحب أن يصل إلى بعض المدارج المعنوية العليا جدا، والله يحجبها عنه.. لا لبخل في فيضه، وإنما لعدم تحمل المؤمن لبعض صور العنايات الخاصة.. ولذا، فإن على المؤمن أن يطلب ويقنع.. فعليه أن يطلب الدرجات العليا، ويقنع بما يُعطى.. لأنه هو الخبير والبصير بقابليات العباد، وبما يستحقونه من قوتٍ، سواء في عالم المادة أو في عالم المعنى.
[/font]
محاضرة سماحة الشيخ حبيب الكاظمي/شبكة السراج
ليس أحب إلى الله من مؤمن تائب ,,, ومؤمنة تائبة
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 23718
- اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
- مكان: في مملكة الزهراء
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center][font=Traditional Arabic]بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي جنة المتقين رفع الله به ميزان حسناتك
دمتم بحب ورعاية الزهراء[/font][/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي جنة المتقين رفع الله به ميزان حسناتك
دمتم بحب ورعاية الزهراء[/font][/align]
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 874
- اشترك في: الخميس يوليو 16, 2009 8:19 pm
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
سلمت اناملك .. طرح جميل وقيم
وفقك الله لكل خير .. وسدد خطاك[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
سلمت اناملك .. طرح جميل وقيم
وفقك الله لكل خير .. وسدد خطاك[/align]
"وإِنِّي لأَدْعُو اللهَ حتى كأَنَّنِي أَرَى بجميلِ الظنِّ ما الله صَانِع"
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 49213
- اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
- مكان: في قلب منتداي الحبيب
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشكري اختنا الكريمة على الطرح القيم والمباارك.. رحم الله والديكم وجزاكم الله الف خير[/font][/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشكري اختنا الكريمة على الطرح القيم والمباارك.. رحم الله والديكم وجزاكم الله الف خير[/font][/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 13029
- اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اختي الكريمة جنة المتقين
شكرا لكم على الطرح المبارك الجميل
وفقكم الله
وقضى الله حوائجكم[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اختي الكريمة جنة المتقين
شكرا لكم على الطرح المبارك الجميل
وفقكم الله
وقضى الله حوائجكم[/align]
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 16729
- اشترك في: السبت أكتوبر 25, 2008 4:26 am
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center]
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ
نَشْكُرُكُمْ عَلَىَ جُهُوُدَكُمْ عْالْمُشَارَكّةً الْقَيِّمَةِ
أَحْسَنْتُمْ كَثِيْرا بَارَكَ الْلَّهُ فِيْكُمُ وَرَحِمَ الْلَّهُ وَالِدِيْكُمْ يُعْطِيَكُمُ الْعَافِيَةَ
وَجَزَاكُمُ الْلَّهِ خَيْرا وَنُوْرُ الْلَّهِ دَرْبُكُمْ بِنُوْرِ مُحَمَّدِ وَآَلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ الَلّهَ
عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَآَلِ مُحَمَّدٍ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِيْنَ ، حَفِظَكُمُ الْلَّهُ وَرَّعَاكُمْ يَا رَبِّ الْعَالَمِيْن
وَفَقَّكُمُ الَلّهَ تَعَالَىْ ..نَسْأَلُكُمْ الْدُّعَاءِ
َ[/align]
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ
نَشْكُرُكُمْ عَلَىَ جُهُوُدَكُمْ عْالْمُشَارَكّةً الْقَيِّمَةِ
أَحْسَنْتُمْ كَثِيْرا بَارَكَ الْلَّهُ فِيْكُمُ وَرَحِمَ الْلَّهُ وَالِدِيْكُمْ يُعْطِيَكُمُ الْعَافِيَةَ
وَجَزَاكُمُ الْلَّهِ خَيْرا وَنُوْرُ الْلَّهِ دَرْبُكُمْ بِنُوْرِ مُحَمَّدِ وَآَلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ الَلّهَ
عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَآَلِ مُحَمَّدٍ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِيْنَ ، حَفِظَكُمُ الْلَّهُ وَرَّعَاكُمْ يَا رَبِّ الْعَالَمِيْن
وَفَقَّكُمُ الَلّهَ تَعَالَىْ ..نَسْأَلُكُمْ الْدُّعَاءِ
َ[/align]
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك
إذا كنا مع الحق فلا نبالي
إذا كنا مع الحق فلا نبالي
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 43141
- اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/align]
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 10284
- اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك .. طرح أكثر من رائع
بارك الله بكم وجزيتم خيرا
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك .. طرح أكثر من رائع
بارك الله بكم وجزيتم خيرا
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 6215
- اشترك في: الخميس يوليو 31, 2008 2:53 pm
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center]
شكرا لكم على هذا المجهود نهديكم ثواب الصلاة على محمد و ال محمد
و فقكم الله لخدمة الصرح الفاطمي
نسأل الله لكم التوفيق لخدمة محمد ال محمد
ترعاكم عين الله
[/align]
شكرا لكم على هذا المجهود نهديكم ثواب الصلاة على محمد و ال محمد
و فقكم الله لخدمة الصرح الفاطمي
نسأل الله لكم التوفيق لخدمة محمد ال محمد
ترعاكم عين الله
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 27275
- اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center]
[font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمة جنة المتقين شكرا لكِ على هذا الطرح ,
بارك الله فيك .[/align][/font]
[font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمة جنة المتقين شكرا لكِ على هذا الطرح ,
بارك الله فيك .[/align][/font]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2741
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 8:40 pm
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center]اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك غاليتي اختيار موفق وطرح مبارك جزاك الله خيرا[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك غاليتي اختيار موفق وطرح مبارك جزاك الله خيرا[/align]
نتأمل يومك يالمهدي***وصوتك ننتظره
ياثارالزهرةالمظلومة***ياثـار الزهــــرة
ياثارالزهرةالمظلومة***ياثـار الزهــــرة
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2842
- اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 5:42 pm
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
أخواتي العزيزات
اشكر مروركن الجميل
وتعقباتكن العطرة
ودعائكن المبارك
دمتن جميعاً بخير
وأعطاكن الله ضعف ما دعيتم لي بهِ[/font][/align]
أخواتي العزيزات
اشكر مروركن الجميل
وتعقباتكن العطرة
ودعائكن المبارك
دمتن جميعاً بخير
وأعطاكن الله ضعف ما دعيتم لي بهِ[/font][/align]
ليس أحب إلى الله من مؤمن تائب ,,, ومؤمنة تائبة
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49874
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center][font=DecoType Naskh Variants]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
ياغياث المستغيثين أغثني بصاحب الطلعة البهية المنتظر المهدي أدركني
بارك الله فيك أختي
جنة المتقين
..لك أرق التحايا وأعطر الدعوآت بالموفقية .. [/font][/align]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
ياغياث المستغيثين أغثني بصاحب الطلعة البهية المنتظر المهدي أدركني
بارك الله فيك أختي
جنة المتقين
..لك أرق التحايا وأعطر الدعوآت بالموفقية .. [/font][/align]
يقينا كله خير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة / جنة المتقين
بارك الله فيكِ ، ووفقكِ لكل خير على الطرح الرائع
دمتِ برعاية الله تعالى[/font][/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة / جنة المتقين
بارك الله فيكِ ، ووفقكِ لكل خير على الطرح الرائع
دمتِ برعاية الله تعالى[/font][/align]
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2842
- اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 5:42 pm
Re: التجليات الإلهية (142-الأعراف / ج9)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
اشكر مروركما الكريم
وتعقياتكما الجميلة
دمتم في رعاية الله
اشكر مروركما الكريم
وتعقياتكما الجميلة
دمتم في رعاية الله
ليس أحب إلى الله من مؤمن تائب ,,, ومؤمنة تائبة