اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

روضة تهتم بـ المعارف القرآنية، الفضائل، التفسير، القصص

المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
جنة المتقين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2842
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 5:42 pm

التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة جنة المتقين »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم

بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.. إن هذه الآية واضحة جدا في جعل طاعة أولي الأمرِ بمثابة طاعة الله ورسوله.. ومعنى ذلك أن ولي الأمر الذي وجبت له الطاعة، ينبغي أن يكون مستحقا لها، ويكون امتدادا لخط الله وخط الرسول.

إن الآية قالت: {أطيعوا الله} من جهة، {وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمرِ} من جهة أخرى.. إذ لم تكرر كلمة {وأطيعوا}.. فجعلت طاعة الرسول وأولي الأمر بفعل واحد، وطاعة الله عز وجل له بفعل آخر.. لأن طاعته مستقلة لذاته، لأنه أمر الله.. ونحن نعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فالأصل عدم وجود سلطان وقوة لمخلوق على مخلوق، ويستثنى من ذلك الرسول وأولي الأمر.. ولكن لكي يكون ولي الأمر مستحقا لهذه الطاعة، يجب أن يستجمع الخصال التي ترقى به إلى ذاك المقام.. ألا وهي عنصر العصمة والارتباط بالغيب.. فالذي لا عصمة له، والذي يمكن أن يأمر بالزور والباطل، ويمكن أن يأمر لهوى نفسه، ولا يعلم حكم الشريعة في الكليات والجزئيات.. كيف يستحق أن يطلق عليه لقب ولي الأمر؟!..

إنه من الواضح أيضا أن المضمون الواقعي لهذه الآية، لا يريح الذين تصدوا لأمور المسلمين قهرا وزورا، وهم كثيرون بجانب أهل بيت النبي (ص).. وروايات الفريقين مليئة بالنصوص التي تؤكد على اثنتي عشرة خليفة كلهم من قريش.. والحال أنه لا يوجد أي اتجاه غير اتجاه أهل البيت، في تعيين قائمة لإثنتي عشرة خليفة كلهم من قريش أحدهم يؤيد الآخر، لا تكاد ترى اختلافا بينهم لا في قولهم، ولا في فعلهم، ولا في تقريرهم.

{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.. لماذا جعل الله عز وجل استغفار الرسول كأنه شرطا لكونه توابا رحيما؟.. أراد الله سبحانه وتعالى أن يربط الأمة بالقيادة، التي على رأسها النبي المصطفى (ص).

وكأن الآية تريد أن تقول: إذا أردتم الحصول على الرضوان الإلهي، لا بد وأن تأتوا من باب النبي، الذي لا زال حقيقة قائمة: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا}.. فإذن، إن الشهيد حي يرزق عند ربه، فكيف بنبي الشهداء.. فلا فرق في إتيان النبي والاستغفار بين يديه حيا أو ميتا.. ونحن نعلم أن السمع من لوازم الحياة.. إذن، فالشهيد الذي جعله الله في حكم الأحياء أيضا يسمع، وهل يوجد من هو أحق من النبي الذي هو أذن الله الواعية، في أن يستغفر لمن لاذ به حيا وميتا؟..

ثم تقول الآية اللاحقة: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}.. فإذن، إن ظاهرة الاختلاف هي ظاهرة طبيعية في حياة الإنسان وفي حياة الأمة.. فالاختلاف إذا كان في ظل حكومة الله والرسول وأولي الأمر الحقيقيين، سوف لن يؤدي إلى الفرقة أبدا.. صحيح أن هنالك اختلافا، ولكن ليس هنالك خلاف، فالحكم هو الذي يفصل بين الأمور.. ومعنى ذلك أن الحاجة إلى النبي، أو من يقوم مقامه حاجة ثابتة على مدى الأزمنة.. ولذلك نحن نستغرب من الذين ينكرون وجود امتداد للنبي بعد وفاته.. وإلا، فمن إذن سيفصل بين المختلفين؟.. ومن سيكون الحكم والمرجع في القضايا؟..

وإن كان المسلمون على حد سواء، ولا يوجد تفاوت فاحش بين درجاتهم، فلا بد من وجود مركز، يمثل العصمة والعلم الكامل بالشريعة.. ألا وهو الوصي من بعد النبي (ص).. إذن، فهذه الآية تشير إلى امتداد خط الرسالة بواسطة الوصي، الذي يقوم مقام النبي في حل الخلاف، وفصل الخصومات..

ثم تقول الآية: أنه ليس كافيا أن يستسلم الخصمان إلى الحكم الشرعي.. فإذا كان الاستسلام على مضض، أو كان خوفا من القانون وعقوباته، فأي إيمان هذا؟.. فالقرآن يقسم بالله عز وجل {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك}.. فإذن، إن التحكيم هو الشرط الأول، وله متمم {ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت}.. فعلى المؤمن إذا احتكم إلى الشريعة، أن يخضع أولا خارجيا ثم باطنيا، أي أنه يعيش حالة الاستسلام التام لرأي الشريعة.. وهذه الحالة لا يمكن أن تتحقق، إلا إذا عاش الإنسان جو العبودية الكاملة لله عز وجل.

ولهذا يقال: بأن من علامات شفافية القلب، وقربه من الله تعالى، وسلامته، أن يعيش صاحبه حالة الانصياع الداخلي لأحكام الشريعة.. أما إذا عمل يوما بحكم الشريعة، وهو يعيش التثاقل.. فمعنى ذلك أن هذا الإنسان ملحق بجماعة من المنافقين، الذين يصفهم القرآن بـ{وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى}.. وحالة الكسل أو حالة الاستثقال، قد تكون أثناء القيام بواجب الصلاة، أو حتى الحج أو الصوم، أو الإنفاق للزكاة والخمس أو الجهاد.. إذن، كما أن هذه الحالة في الصلاة تلحق الإنسان بالمنافقين، فهي أيضا إذا كانت في أداء أي فريضة من الفرائض، تزج صاحبها بدرجة من درجات المنافقين.


محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي/شبكة السراج
ليس أحب إلى الله من مؤمن تائب ,,, ومؤمنة تائبة
صورة العضو الرمزية
خادم أمير المؤمنين علي (ع)
فــاطــمــي
مشاركات: 4109
اشترك في: الجمعة أغسطس 14, 2009 7:06 pm

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة خادم أمير المؤمنين علي (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
حفظكم الله وسددكم وأنار دربكم بنور الإيمان
شكرا لجهودكم وعطاؤكم الوفير
نسألكم الدعاء
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
نسألكم الدعاء
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49874
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
بارك الله فيك أختي الكريمة
جنة المتقين
موفقة لكل خير
يقينا كله خير
صورة العضو الرمزية
جنة المتقين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2842
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 5:42 pm

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة جنة المتقين »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم

اخواني الكرام
اشكر مروركم العطر
دمتم بحمى الله
ليس أحب إلى الله من مؤمن تائب ,,, ومؤمنة تائبة
صورة العضو الرمزية
صرخة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 23718
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
مكان: في مملكة الزهراء

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة صرخة الزهراء »

بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي جنة المتقين اسال الله ان يوفقنا لما يحب ويرضاه
دمتم بحب ورعاية الزهراء
صورة
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
صورة العضو الرمزية
جنة المتقين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2842
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 5:42 pm

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة جنة المتقين »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
عزيزتي صرخة الزهراء
اشكر مروركِ العطر
ليس أحب إلى الله من مؤمن تائب ,,, ومؤمنة تائبة
صورة العضو الرمزية
خادمة خدام الحسين(ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 33196
اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
مكان: قلب هجــر الحبيبة

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة خادمة خدام الحسين(ع) »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة / جنة المتقين
بارك الله فيكِ ، ووفقكِ لكل خير على الطرح الطيب المبارك

دمتِ برعاية الله تعالى
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورة اختي الكريمة على الطرح
الله يعطيكِ العافية
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
نسيم الحوراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 10284
اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة نسيم الحوراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك .. أكثر من رائع
بارك الله بكم وجزيتم خيرا
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
صورة العضو الرمزية
أم فاطمة البتول
مشاركات: 12220
اشترك في: الأحد أكتوبر 12, 2008 12:45 am

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة أم فاطمة البتول »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهكم ياكريم

يعطيكم الف عافية
جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله
اخذ روحي ونظرعيني لبو السجاد وديني يسجلني
عبير اترابه اشتمه واريد بدفتر الخدمة يسجلني
صورة العضو الرمزية
شجـون الزهـراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 27275
اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة شجـون الزهـراء »


اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمة شكرا لكِ على هذا الطرح ,
بارك الله فيك .
صورة
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صورة


صورة



دعواتي لكم بالتوفيق وقضاء الحوائج كلمح البصر
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
احزان الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7244
اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة احزان الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد


بارك الله بكم اختي الكريمة على الطرح القيم
في ميزان اعمالكم ان شاء الله
جزاكم الله خير الجزاء
تحياتي
صورة العضو الرمزية
جنة المتقين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2842
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 5:42 pm

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة جنة المتقين »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم

اشكركم جميعاً
على المرور والتعقيب الجميلين

دمتم بحمى الله تعالى
ووفقكم لِما يحبه ويرضاه
ليس أحب إلى الله من مؤمن تائب ,,, ومؤمنة تائبة
صورة العضو الرمزية
ناصرة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 26879
اشترك في: الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:16 am
مكان: بين الرياحين

Re: التسليم القلبي لأمر الله (64-النساء / ج5)

مشاركة بواسطة ناصرة الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

أحسنتم كثيراً.. طرح مبارك وقيم وجميل
ربي يعطيكِ ألفين عافية أختي جنة المتقين
نور الله قلبكِ بنور آيات ذكرهِ الحكيم وقضى الله لكم جميع حوائجكم صورة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

العودة إلى ”روضــة الــنـفـحـات الـقـرآنـيـة“