اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
تناول العلماء أسماء القرآن بالبحث, وأكثر ما ذكر من أسماء للقرآن إنما هو أوصاف مناسبة
لكتاب الله العزيز.
ولكل اسم من أسماء القرآن, او وصف من أوصافه مناسبة مضمونية, فوصفه بالحكيم
-مثلا- لإحكام صياغته, واحتوائه على الحِكم والعِبر, وكذا وصفه بالنور, لآنه يهدي
القلوب كما يهدي النور البصر.
أسماء وأوصاف القرآن الكريم مع بيان المناسبات التي تربط بينه وبين المعاني:
القرآن
القرآن إما يكون بمعنى الجمع من قولهم: قرأت الشيء إذا جمعته, ومناسبته أن القرآن الكريم جمع
ما يضمن خير البشرية من أصول العقيدة, ومكارم الأخلاق, وغيره.
وإما أنه مصدر قرأ قراءة, وقرآنا, أي نطق بالمكتوب, فغن مناسبته حفظ الكتاب في الصدور, لأن
في القراءة استذكار, واستظهار للشيء.
وإن لم يكن بهذين المعنيين, فهو اسم قد خص بالكتاب المنزل على محمد (ص), فصار له
كالعلم كالتوارة, والإنجيل.
الكتاب
الكتاب هو: الصحيفة التي تضبط فيها المعاني عن طريق التخطيط بالقلم, او الطباعة,
أو غيره كما عن الميزان.
كما أن الكتابة ليست إلا جمعا للحروف, ورسماً للألفاظ, فتسميته بالكتاب إشارة إلى جمعه في السطور,
وقد جرى كلامه تعالى في إطلاق الكتاب على امور منها:
1- الكتب المنزلة على الأنبياء المشتملة على شرائع الدين.
2- الكتب المختصصة لضبط الحسنات, والسيئات.
3- الكتب التي تضبط أحداث الوجود, ونظامه.
الفرقان
مادة الفرقان تفيد معنى التفرقة, ومناسبتها: الإشعار بالدور الذي أداه كتاب الله تعالى بين
الحق والباطل والهدى والضلال
الكلام
وهو مشتق من الكلم بمعنى التأثير, لآنه يؤثر في ذهن السامع فائدة لم تكن عنده.
ويمكن ان تكون هذه التسمية مناسبة لما في القرآن الكريم من احكام أو أخبار.
الهدى
ومناسبته: كون القرآن الكريم هاديا إلى الحق, والرشاد, وهو من باب إطلاق المصدر وإرادة
الفاعل.
الذكر
وهو الشرف, ومناسبته: إن الرسول (ص) نال أقصى مراتب الشرف بتبليغه القرآن الكريم,
وكذا صارت وردت أمته خير الأمم بحملها للناس نور القرآن. وهدايته.
وكذا وردت للقرآن أوصاف عدة مشتقة من معاني كبيرة موجودة فيه, ومنها: (شفاء, القصص,
الحكيم, الحكمة, الحبل, العزيز, الموعظة, الصراط المستقيم, المجيد, بلاغ, المهيمن),
وغيرها من الأوصاف المناسبة لمعاني القرآن.