من نبل أمير المؤمنين عليه السلام وفروسيته في صفين (1) (خرج العباس بن ربيعة بن الحارث (بن عبد المطلب) فأبلى ، وخرج إليه من أصحاب معاوية فارس معروف يقال له غرار بن أدهم فقال: يا عباس هل لك في المبارزة ؟ فقال له العباس: هل لك في النزول فإنه أيسر من القفول؟ فقال: نعم ، فرمى بنفسه عن فرسه وسلم فرسه إلى غلام له فأخذه ، ورمى غرار بن أدهم بنفسه عن فرسه ، ثم تلاقيا وكفَّ أهل الجيشين أعنة خيولهم ينظرون إلى الرجلين! ثم تضاربا بسيفيهما فما قدر أحدهما على صاحبه لكمال لأمته وعليٌّ يراهما . ونظر العباس إلى وهن في درع الشامي فضربه العباس على ذلك الوهن فقدَّهُ باثنين ! فكبر جيش علي عليه السلام وجيش معاوية ثم عطف العباس فركب فرسه .
فقال معاوية لأصحابه: من خرج منكم إلى هذا فقتله فله عندي من المال كذا وكذا ، فوثب رجلان من بني لخم من اليمن فقالا نحن نخرج إليه . فقال: أخرجا فأيكما سبق إلى قتله فله من المال ما بذلت له ، وللآخر مثل ذلك ! فخرجا جميعاً ووقفا في مقر المبارزة ، ثم صاحا بالعباس ودعواه . فقال: أستأذن صاحبي وأبرز إليكما . وجاء إلي علي ليستأذنه فقال له علي عليه السلام : ودَّ معاوية أنه لا يبقي من بني هاشم نافخ ضرمة . ثم قال: إلى هاهنا ، أدنُ مني ، فلما دنا منه أخذ منه سلاحه وأخذ فرسه ، وخلع عليٌّ عليه السلام لباسه ولبس سلاح العباس وماكان عليه ، وركب فرس العباس وخرج إلى بين الصفين كأنه العباس ، فقال له اللخميان: استأذنت فأذن لك مولاك؟
فتحرَّج علي عليه السلام من الكذب فقرأ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير !
فتقدم إليه أحد الرجلين فالتقيا بضربتين فضربه علي على مراق بطنه فقطعه باثنتين ، فظن الناس بأنه أخطأه فلما تحرك الفرس سقط الرجل قطعتين ، وعاد فرسه وصار إلى عسكر علي عليه السلام ! فتقدم الآخر فضربه عليٌّ فألحقه بصاحبه ، ثم جال عليه السلام جولة ثم رجع إلى موضعه !
وعلم معاوية أنه عليٌّ فقال: قبَّح الله اللجاج إنه لقُعُودٌ ما ركبته إلا خُذلت . فقال له عمرو بن العاص: المخذول والله اللخميان لا أنت . فقال له معاوية: أسكت أيها الإنسان ليس هذه الساعة من ساعاتك . قال عمرو: فإن لم تكن من ساعاتي فرحم الله اللخميان ، ولا أظنه يفعل).
اللهم صل على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة أحسنتم وبارك الله تعالى فيكم طرح مبارك
نسأل الباري جل وعلا أن يحفظكم ويسدد خطاكم وشيعة محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وصلى الله تعالى على نبيه الكريم محمد وآله أجمعين
والحمد لله رب العالمين