بسم الله الرحمن الرحيم
من كرامات العبّاس عليه السّلام
--------
• وهذه الكرامة تأتي من كربلاء المعلاّة، تُروى من على المنبر الحسينيّ بتاريخ 5 / 5 / 2003م، حيث ارتقاه السيّد مرتضى القزويني فأحبّ أن يذكر كرامةً شاهدها بعينه، بل عاشها بقلبه.. حيث قال:
كنّا في حدود سنة 1974م في الكويت لإحياء أمر أهل البيت عليهم السّلام وذِكر مصائبهم، وكان ولدي السيّد حسن آنذاك طفلاً يلعب مع أترابه من الأطفال، وبينما هو كذلك إذ رمى أحد الأطفال حصاةً كبيرة بشكلٍ عشوائيّ فوقعت على عين ولدي « حسن ».
نقلناه إلى المستشفى على الفور، وخضع بعد ذلك لرقابة لجنةٍ من الأطباء لمعالجته، وكانت القلوب قلقةً تنتظر النتيجة التي ستخرج عن اجتماع تلك اللجنة. وفجأةً، وإذا بالإجماع يُدلي برأيه أن لا جدوى من إجراء أيّة عمليّة؛ فالطفل قد فقد عينه تماماً ولم يَعُد يرى بها شيئاً، ولا أمل من قريبٍ أو بعيد في إعادتها، حتّى العمليّة لا تستطيع أن تُرجع إلى عينه ولو بصيصاً من النور، بل قد تتعرّض عينه الأخرى على أثر العملية إلى التلف أيضاً ـ كما أخبَرَنا الأطبّاء.
أظلَمَت الدنيا في عينَيّ تماماً، لكنْ فجأة انتعش أملٌ في القلب، تعلّق ذلك الأمل بأبي الفضل، باب الحوائج، العبّاس بن عليّ بن أبي طالب، ولَطالما رثيتُه بالقصائد المفجعة، وذكرتُ مصائبه وأسبلت عيني للبكاء عليه، وكذلك شاركني في الحزن والنحيب عليه إخواني الحاضرون في مجلسي.
ـ سيّدي أبا الفضل، بين يديك الآمال، وأنت باب الجود والكرم، أنت صاحب الغيرة والشهامة، والنخوة والكرامة.
لم أُطقْ صبراً، أسرعتُ في الحال بالاتّصال هاتفيّاً بأهلي في كربلاء وشرحتُ لها ما جرى، وطلبتُ منها أن تقصد الحرمَ الطاهر لأبي الفضل العبّاس سلام الله عليه.
عندها هَدَأتْ نفسي، واستقرّت شيئاً ما أنفاسي، ورجوتُ الأطبّاء أن يُجروا العمليّة الجراحيّة لعين ولدي ( حسن )، وكانوا ممتنعين عن ذلك إلاّ بشرط أن تكون على عُهدتي ومسؤوليتي، لأنّ نجاح العمليّة ضئيلُ الأمل، ولا تخلو العمليّة من مخاطر ومحاذير!
ـ أبا الفضل.. العملية تُجرى ومنك تُنتَظر الكرامة، ويُرجى الخير والشفاء، وقد أحسَنّا الظنّ وعلّقنا الآمال على شبّاك ضريحك النيّر الزاهر، سيّدي رُحماك، وأنت تعلم قلب الأمّ وقلب الأب.
تمّت العملية، والقلوب مترقّبة، والأنفاس محتبسة، ماذا سيكون بعد ذلك يا تُرى ؟ الأمر موكول إلى غد، حيث يحضر الأطباء لرفع الضمادات عن العين فتُعرَف النتيجة. وكان ذلك، والسيّد حسن لم يَفتَح عينه، بل الأطباء همُ الذين فتحوا عيونَهم بأوسع مداها تعجّباً بعد أن فتحوا عين حسن، العملية ناجحة تماماً، مئة بالمئة! بل أخذ السيّد حسن يرى بعينه أفضلَ ممّا كان عليه من قبل.
وقف الأطباء مذهولين لِما رأوا، فأقبل علَيّ الطبيب المختصّ الذي أجرى العملية بنفسه فسألني باستغراب:
ـ سيّدنا، ماذا عملت ؟ ماذا فعلتَ أمس ؟!
ـ تَوسَّلْنا يا دكتور بأبي الفضل العبّاس.
ـ من هنا يا سيّد ؟
ـ المسافات لا تحجب القلوب، ولكنّ أهلنا في كربلاء زاروا أبا الفضل عن قرب، وعقدوا أصابع أملهم على شباك العبّاس، ورَجَوه وتوسّلوا بمقامه عند الله تعالى لشفاء ولدنا حسن، والحمد لله ما خاب الرجاء.
ـ هكذا إذن!
ـ نعم يا دكتور، إنّ زوجتي دخلت على أبي الفضل العبّاس عليه السّلام حافية القدمين، مفجوعةً ملهوفة، ومسكت بضريحه الطاهر، وخاطبته بقلب الأمّ الحزين الملهوف:
ـ يابو فاضل.. أريد مِنّك عين ابني.
وضجّ الزائرون بالدعاء لطفلنا أن يَهَبَه الله الشفاء والعافية، فأجارنا المولى لعِظَم شأنه عند الله، ورفع عنّا تلك النازلة العصيبة والحمد لله، ببركة كرامة أبي الفضل سلام الله عليه.
***
( عن كتاب: أعجب القصص في كرامات العبّاس عليه السّلام، للسيّد محمّد حسن السيّد صادق آل طعمة ص 116 ـ 117 ) -شبكة الإمام لرضاعليه السلام
من كرامات العبّاس عليه السّلام
--------
• وهذه الكرامة تأتي من كربلاء المعلاّة، تُروى من على المنبر الحسينيّ بتاريخ 5 / 5 / 2003م، حيث ارتقاه السيّد مرتضى القزويني فأحبّ أن يذكر كرامةً شاهدها بعينه، بل عاشها بقلبه.. حيث قال:
كنّا في حدود سنة 1974م في الكويت لإحياء أمر أهل البيت عليهم السّلام وذِكر مصائبهم، وكان ولدي السيّد حسن آنذاك طفلاً يلعب مع أترابه من الأطفال، وبينما هو كذلك إذ رمى أحد الأطفال حصاةً كبيرة بشكلٍ عشوائيّ فوقعت على عين ولدي « حسن ».
نقلناه إلى المستشفى على الفور، وخضع بعد ذلك لرقابة لجنةٍ من الأطباء لمعالجته، وكانت القلوب قلقةً تنتظر النتيجة التي ستخرج عن اجتماع تلك اللجنة. وفجأةً، وإذا بالإجماع يُدلي برأيه أن لا جدوى من إجراء أيّة عمليّة؛ فالطفل قد فقد عينه تماماً ولم يَعُد يرى بها شيئاً، ولا أمل من قريبٍ أو بعيد في إعادتها، حتّى العمليّة لا تستطيع أن تُرجع إلى عينه ولو بصيصاً من النور، بل قد تتعرّض عينه الأخرى على أثر العملية إلى التلف أيضاً ـ كما أخبَرَنا الأطبّاء.
أظلَمَت الدنيا في عينَيّ تماماً، لكنْ فجأة انتعش أملٌ في القلب، تعلّق ذلك الأمل بأبي الفضل، باب الحوائج، العبّاس بن عليّ بن أبي طالب، ولَطالما رثيتُه بالقصائد المفجعة، وذكرتُ مصائبه وأسبلت عيني للبكاء عليه، وكذلك شاركني في الحزن والنحيب عليه إخواني الحاضرون في مجلسي.
ـ سيّدي أبا الفضل، بين يديك الآمال، وأنت باب الجود والكرم، أنت صاحب الغيرة والشهامة، والنخوة والكرامة.
لم أُطقْ صبراً، أسرعتُ في الحال بالاتّصال هاتفيّاً بأهلي في كربلاء وشرحتُ لها ما جرى، وطلبتُ منها أن تقصد الحرمَ الطاهر لأبي الفضل العبّاس سلام الله عليه.
عندها هَدَأتْ نفسي، واستقرّت شيئاً ما أنفاسي، ورجوتُ الأطبّاء أن يُجروا العمليّة الجراحيّة لعين ولدي ( حسن )، وكانوا ممتنعين عن ذلك إلاّ بشرط أن تكون على عُهدتي ومسؤوليتي، لأنّ نجاح العمليّة ضئيلُ الأمل، ولا تخلو العمليّة من مخاطر ومحاذير!
ـ أبا الفضل.. العملية تُجرى ومنك تُنتَظر الكرامة، ويُرجى الخير والشفاء، وقد أحسَنّا الظنّ وعلّقنا الآمال على شبّاك ضريحك النيّر الزاهر، سيّدي رُحماك، وأنت تعلم قلب الأمّ وقلب الأب.
تمّت العملية، والقلوب مترقّبة، والأنفاس محتبسة، ماذا سيكون بعد ذلك يا تُرى ؟ الأمر موكول إلى غد، حيث يحضر الأطباء لرفع الضمادات عن العين فتُعرَف النتيجة. وكان ذلك، والسيّد حسن لم يَفتَح عينه، بل الأطباء همُ الذين فتحوا عيونَهم بأوسع مداها تعجّباً بعد أن فتحوا عين حسن، العملية ناجحة تماماً، مئة بالمئة! بل أخذ السيّد حسن يرى بعينه أفضلَ ممّا كان عليه من قبل.
وقف الأطباء مذهولين لِما رأوا، فأقبل علَيّ الطبيب المختصّ الذي أجرى العملية بنفسه فسألني باستغراب:
ـ سيّدنا، ماذا عملت ؟ ماذا فعلتَ أمس ؟!
ـ تَوسَّلْنا يا دكتور بأبي الفضل العبّاس.
ـ من هنا يا سيّد ؟
ـ المسافات لا تحجب القلوب، ولكنّ أهلنا في كربلاء زاروا أبا الفضل عن قرب، وعقدوا أصابع أملهم على شباك العبّاس، ورَجَوه وتوسّلوا بمقامه عند الله تعالى لشفاء ولدنا حسن، والحمد لله ما خاب الرجاء.
ـ هكذا إذن!
ـ نعم يا دكتور، إنّ زوجتي دخلت على أبي الفضل العبّاس عليه السّلام حافية القدمين، مفجوعةً ملهوفة، ومسكت بضريحه الطاهر، وخاطبته بقلب الأمّ الحزين الملهوف:
ـ يابو فاضل.. أريد مِنّك عين ابني.
وضجّ الزائرون بالدعاء لطفلنا أن يَهَبَه الله الشفاء والعافية، فأجارنا المولى لعِظَم شأنه عند الله، ورفع عنّا تلك النازلة العصيبة والحمد لله، ببركة كرامة أبي الفضل سلام الله عليه.
***
( عن كتاب: أعجب القصص في كرامات العبّاس عليه السّلام، للسيّد محمّد حسن السيّد صادق آل طعمة ص 116 ـ 117 ) -شبكة الإمام لرضاعليه السلام
