مناظرة بين الزهراء وأبي بكر(*)
أكفرت بالله؟[1]
إنّ فاطمة صلوات الله عليها، انطلقت إلى أبي بكر، فطلبت ميراثها من نبيّ الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّ نبيّ الله ﻻ يورث. فقالت:
أكفرت بالله وكذّبت بكتابه؟
قال الله: (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ)[2].
لماذا تسألاني البيّنة؟[3]
في حديث غصب فدك، قالت فاطمة (عليها السّلام) حين أراد انتزاعها وهي في يدها:
أليست في يدي وفيها وكيلي، وقد أكلت غلّتها، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حيّ؟! قالا: بلى.
قالت: فلم تسألاني في البيّنة على ما في يدي؟!
قالا: لأنّها فيء المسلمين، فإن قامت بيّنة وإلاّ لم نمضها.
قالت لهما – والنّاس حولهما يسمعون -:
أفتريدان أن تردّا ما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتحكما فينا خاصّة، بما لم تحكما في سائر المسلمين؟! أيّها النّاس اسمعوا ما ركباها.
قالت: أرأيتما إن ادّعيت مافي أيدي المسلمين من أموالهم تسألونني البيّنة أم تسألونهم؟!
قالا: ﻻ، بل نسألك.
قالت: فإن ادّعى جميع المسلمين ما في يدي، تسألونهم البيّنة أم تسألونني؟!
فغضب عمر، وقال: إنّ هذا فيء للمسلمين وأرضهم، وهي في يدي فاطمة، تأكل غلّتها، فإن أقامت بيّنة على ما ادّعت، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهبها لها من بين المسلمين، وهي فيئهم وحقّهم، نظرنا في ذلك.
فقالت: حسبي، أنشدكم بالله أيّها النّاس، أما سمعتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ ابنتي سيّدة نساء أهل الجنّة؟
قالوا: اللّهمّ نعم، قد سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قالت: أفسيّدة نساء أهل الجنّة، تدّعي الباطل وتأخذ ماليس لها؟!
أرأيتم لو أنّ أربعة شهدوا عليّ بفاحشة، أو رجلان بسرقة، أكنتم مصدّقين عليّ؟!
فأمّا أبو بكر فسكت، وأمّا عمر فقال: نعم، ونوقع عليك الحدّ.
فقالت: كذبت ولؤمت، إلاّ أن تقرّ أنّك لست على دين محمد (صلى الله عليه وآله).
إنّ الّذي يجيز على سيّدة نساء أهل الجنّة شهادة، أو يقيم عليها حدّاً، لملعون كافر بما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله)، إنّ من أذهب الله عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيراً، ﻻ تجوز عليهم شهادة، لأنّهم معصومون من كلّ سوء، مطهّرون من كلّ فاحشة.
حدثني يا عمر، من أهل هذه الآية؟ لو أنّ قوماً شهدوا عليهم، أو على أحد منهم بشرك أو كفر أو فاحشة، كان المسلمون يتبرّأون منهم و يحدّونهم؟!
قال: نعم، وما هم و سائر النّاس في ذلك إلاّ سواء!
قالت: كذبت وكفرت، ماهم وسائر النّاس في ذلك سواء، لأنّ الله عصمهم، وأنزل عصمتهم وتطهيرهم وأذهب عنهم الرجس، فمن صدّق عليهم، فإنّما يكذّب الله و رسوله... .
هل في الإرث تبعيض؟[4]
يا أبا بكر، أيرثك بناتك، ولا يرث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بناته؟ قال: هو ذاك.
من يرثك اذا متّ؟[5]
إنّ فاطمة (عليها السّلام) قالت لأبي بكر:
من يرثك إذا متّ؟ قال: ولدي وأهلي.
قالت: فمالك ترث رسول الله (صلى الله عليه وآله) دوننا؟
قال: يا ابنة رسول الله، ما ورّث أبوك داراً ولا مالاً ولا ذهباً ولا فضّة.
قالت: بلى سهم الله الّذي جعله لنا، وصار فيئنا الّذي بيدك.
الأقربون أولى[6]
دخلت فاطمة (عليها السّلام) على أبي بكر... فقالت له:
لئن متّ اليوم من كان يرثك؟ قال: ولدي وأهلي.
قالت: فلم ورثت أنت رسول الله، دون ولده وأهله؟!
الغنائم في القرآن[7]
إنّ فاطمة (عليها السّلام) أتت أبا بكر فقالت:
لقد علمت الّذي ظلمتنا عنه أهل البيت من الصدقات، وما أفاء الله علينا من الغنائم في القرآن، من سهم ذوي القربى، ثمّ قرأت عليه قوله تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى)[8] الآية... قالت: سمعت (صلى الله عليه وآله) يقول لمّا أُنزلت هذه الآية:
أبشروا آل محمد فقد جاءكم الغنى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
[1] تفسير العيّاشي 1/225 ح 49:...
[2] النساء: 11.
[3] كتاب سليم بن قيس 100:
[4] عوالم سيّدة النساء 2/885 عن السقيفة وفدك:... عن فاطمة (عليها السّلام)، أنّّها قالت:...
[5] عوالم سيّدة النساء 2/ 886 عن السقيفة وفدك:...
[6] عوالم سيّدة النساء 2/886 عن السقيفة وفدك:...
[7] عوالم سيّدة النساء 2/886 عن السقيفة وفدك:...
[8] الأنفال: 41.
(*) من موسوعة الكلمة: كتاب كلمة فاطمة الزهراء (ع) – للشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المنتجبين
بارك الله فيكم في ميزان حسناتكم يارب
جزيتم الف خير وقضى الله حاجاتكم بالدنيا والاخرة
اللهم صل على محمد وال محمد
أحسنت أختنا العزيزة على هذه المشاركة الفاطمية المباركة
ونسأل الله أن يرزقنا شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وآله
وابنته فاطمة الزهراء عليها السلام في الدنيا وفي الآخرة
السلام على الشهيدة الطاهرة ورحمة الله وبركاته
ربي يبارك فيكم ويحفظكم أختي أم حنان على الطرح المبارك
لعن الله ظالميكِ ياسيدتي ومولاتي إلى قيام يوم الدين..
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين