وجوب الجهر بظلامة الزهراء عليها السلام ماذا جرى حتى دفنت فاطمة الزهراء ليلاً ؟ ماذا حدث حتى وصلت الأمور بسرعة الى هذا الحد؟!
إنها حوادث لايستطيع الإنسان المسلم أن يغمض عينيه عنها، إلا أن يكون في إسلامه خلل!
وهل يمكن لإنسان أن يؤمن بنبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم يتساهل في مظلومية فاطمة الزهراء والصديقة الكبرى سيدة نساء العالم ، وحرمة الله ورسوله في أرضه عليها السلام ، ويغمض عينيه عن جناياتهم في حقها ، حتى أوصت بدفنها ليلاً حتى لايشهد الظالمون جنازتها !
إنها جنايةٌ يجب أن تكون محور البحث بين عوامنا وخواصنا، ترى ماذا كان ، وماذا جرى ، حتى وصل الأمر الى شهادتها ؟!!
اللهم اغفر لنا ، ولا تجعلنا شركاء في ظلم فاطمة الزهراء عليها السلام .
اللهم اغفر لنا حتى لانكون مسؤولين في مقابل ذلك الأنين ، وتلك الدموع، وتلك الآهات التي عاشت بها فاطمة عليها السلام بعد فقد أبيها صلى الله عليه وآله وسلم .
لنتأمل هذا اليوم في هذه الكلمة التي تبين تلك الظلامة الى حد ما ، فقد روى ابن حجر في لسان الميزان والذهبي في الميزان، عن أبي صالح المؤذن، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد . كما رواه أعلام سنيون فلنتأمل نحن في فقهه ولو بقدر شخص سني أزاح عن فكره حجاب التعصب ، وجعل العقل والكتاب والسنة دليله للوصول الى الحق.
إن الفرق بين عالم الدنيا والآخرة ، أن هذا العالم عالم غلبة الملك على الملكوت ، وحسب التعابير الدقيقة لأعيان المتألهين والحكماء المتعمقين ، والفقهاء الراسخين ، فإن هذا العالم عالمُ غلبةِ الباطل على الحق ، وغلبةُ عالم الشهود على عالمِ الأمر ، وغلبة الغيب على الظهور . ولهذا نرى أن السِّيَر في هذه النشأة تابعةٌ للصور ، والصور حاكمةٌ على السُّوَر !
والسِّيَر هي المنويات ولكل امرئ ما نوى . فالإنسان إنسانٌ بعالمه الداخلي ومعانيه ، ومنها فهمه للمعاني . وقد صدق أهل البيت عليهم السلام حيث قالوا: لا نعد الرجل منكم فقيهاً حتى يعرف معاني كلامنا.
إن الظاهر من الإنسان هو صورته وشكله ، أما مضمونه ونواياه وباطنه فمن الممكن أن يكون ذئباً لكنه في ظاهره لايختلف عن الإنسان الحقيقي!
فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شئ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (سورة يس: 83 )
إن عالم الملكوت المظلوم في هذه النشأة ، يأخذ حقه في النشأة الأخرى ويكون حاكماً (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) ( سورة ابراهيم: 48 ) ، فسوف ينتهي هذا الجور ، وسوف يظهر المكنون الى العلن ، ويبرز المكتوم الى الظاهر: وبرزوا لله الواحد القهار ، كل شئ يبرز باطنه كما هو فيكون ظاهره وباطنه، وتنتهي حكومة الظواهر والأشكال والصور، وتحكم دولة الواقع والبواطن !!
إن آيات القرآن عجيبة في إبرازها للحقائق ، ورسمها للمستقبل ، ووصفها لوجوه الناس يوم القيامة على حسب سِيَرهم لاصُورهم:
يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ . ( سورة آل عمران:106 ) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ . ( سورة الزمر:60 )
إنه يوم بروز الحقائق والبواطن، فالذين أخلدوا الى الأرض واتبعوا أهواءهم لابد أن تظهر حقيقتهم ويحشروا على وجوههم الى النار .
أما الذي ناجى ربه فقال: إلهي ما عبدتك طمعاً في جنتك، ولاخوفاً من نارك ، بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك. (نهج السعادة:8/7)
فلابد أن يُحشر مشرقَ الوجه، مرفوعَ الرأس،تعرف في وجهه نُضْرة النعيم، يجلله نور ربه ، ويتطلع الى رحمته وفيض عطائه: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ .
في ذلك العالم لابد أن يموت الباطل لكي تظهر الأمور على واقعها ، وأن يحيا الحق ويبرز من مكامنه: ( أشهد أن الموت حق والبعث حق ! )
وبعد أن يتم حشر الناس وحسابهم، وتعدَّ جنة الخلود لأولياء الله وأحبائه.. فمن هو أول شخص يدخل الجنة ؟
لاشك أن درجة الأولية هي للشخص الأول في الوجود وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهو الأول في كل درجات وجوده، ومحال أن يعطي الله هذه الدرجة لغيره! فكيف يصح قوله صلى الله عليه وآله وسلم : أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد؟
يصح ذلك إذا تعمقنا في دراية الحديث ، ولم نكن كالرواة الذين يروون الحديث ولا يفقهونه ، لقد رووا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ( سنن ابن ماجة :1/86 ) !
إن فاطمة وأباها صلى الله عليهما جوهرٌ واحد، ونورٌ واحد، ودخولها الجنة يعني دخول النبي الجنة ! فهي كالشخص الأول في الوجود خلقاً وخلقاً ومنطقاً، وسيرةً وعلماً وعملاً! ألم يرووا عن عائشة أنها قالت: (فأقبلت فاطمة تمشي، لاوالله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما رآها رحب قال مرحباً بابنتي ثم أجلسها عن يمينه) (البخاري:7/141 )
أحسنت أختنا العزيزة على هذه المشاركة الفاطمية المباركة
ونسأل الله أن يرزقنا شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وآله
وابنته فاطمة الزهراء عليها السلام في الدنيا وفي الآخرة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اناهنا احاول الرد عل ما قرأت
لانني اجزم ان من اخذ شيء لابد
وان يردهـ بمثلهـا و
افضل منهـ لا ان يقل عنهـ
وانا هنا وصلتني كلمات اعجز عن التعبير
عن مدى روعتها
فيجب ان اقف صامتة لورعة ما قرأت
جزاءك الله خير الجزاء
السلام على الشهيدة الطاهرة ورحمة الله وبركاته
ربي يبارك فيكم ويحفظكم أنوار الزهراء على الطرح القيم المبارك
الله يقضى لكم جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
بارك الله فيكِ اختي الكريمة أنوار فاطمة الزهراء
الله يعطيكِ الفين عافية طرح رائع و قيم
موفقة يا رب
رزقنا الله واياكم شفاعة الزهراء عليها السلام