أن على الانسان أن يستجمع كل ما آتاه اللّه تعالى من حول، وقوة، ونشاط في طريق العمل، ولا يتوانى في الحركة، ولا يتخلل عمله فترات الاسترخاء، ويشد العمل بالعمل، ويصل الحركة بالحركة.
فلا نرغب في هذه الحركة والعمل الدائم المتصل الى غير اللّه، ولا نطلب مرضاة أحد غير مرضاة اللّه، ولا نطلب وجه أحد غير وجه اللّه.
ونوجه عزمنا، وحركتنا، وهمتنا الى اللّه.
ونجعل رغبتنا فيما عند اللّه،
ونحب اللّه، ونحب في اللّه،
ونغضب للّه، ونبغض في اللّه،
ونسأل اللّه، ونستعين باللّه، ونتوكل على اللّه، ونذكر اللّه، ونوحد اللّه في العبادة والاستعانة وفي الذكر والدعاء، ونتضرع الى اللّه، ونرفع فقرنا وحاجتنا الى اللّه.
ونستغفر اللّه، ونحمد اللّه، ونشكر اللّه، ونطلب رحمته، ولا نرغب في ثواب أحد غير اللّه، ونقطع رجاءنا عن كل أحد غير اللّه، فلا نرجو غير اللّه، ولا نخاف إلاّ من اللّه.
وقد كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يقول:
وهذا هو خلاصة المنهج القرآني في التربية.
فلا يدعو، ولا يسأل الانسان غير اللّه، ولا يستعين بأحد غير اللّه، ولا يعبد أحداً غير اللّه ولا يخضع لأحد غير اللّه، ولا يأخذ بحكم أحد غير اللّه ولا يدين بدين غير دين اللّه، ولا يطيع غير اللّه، ولا يوالي أحداً غير اللّه. وهذا هو "الفضل"، وله عرض عريض وهو الشطر الاول من شطري كلمة التوحيد والشطر الثاني الوصل، وهو التوحيد والاخلاص، توحيد اللّه في الخلق، والتدبير، والرزق، وفي العبودية والطاعة والاستعانة، والتشريع، والحكم، والولاية.
والاخلاص للّه في العمل والحب والنية.وهذا هو الشطر الثاني من كلمة التوحيد.
والشطر الثالث العمل في امتداد توحيد اللّه وهو الحب في اللّه، والغضب للّه، والبغض في الله، والاستعانة بما سخره اللّه تعالى لنا من الادوات والاسباب، والتسليم لمن أمرنا اللّه تعالى بطاعته، والولاء لمن أمرنا اللّه بولائه، وحب من أمر اللّه بحبه، وهذا هو الشطر الثالث للتوحيد، وله عرض، عريض ولسنا نستطيع أن نفهم منهج الاسلام في التوحيد إلاّ من خلال هذه الابعاد الثلاثة.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
٢٦ - الانسان / ٢٣ - ٢٦.
٢٧ - الاعراف / ٢٠٥.
٢٨ - المزمل / ٨.
٢٩ - الكهف / ٢٧ - ٢٩.
٣٠ - الزخرف / ٣٦.
٣١ - الاعراف / ١٢.
٣٢ - لقمان / ٢٢.
٣٣ - البينة / ٥.
-----------------------------------------------
ملخص من مقالة أربعة دروس من سورة الانشراح
الشيخ محمد مهدي الآصفي