اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تفسير الشيعة لآية التبليغ
قال الشيعة إن المأمور بتبليغه في الآية أمرٌ خاصٌّ أوحاه الله الى رسوله ’ وأمره بتبليغه ، وهو ولاية علي
ولا يصح أن يكون كل ما أوحيَ اليه ’، لأن الآية نزلت في أواخر أيامه ، ولأن الله جعله مساوياً لكل عمل نبيه ’ في تبليغ الرسالة ، فلا يصح أن يكون معناه: إن لم تبلغ الكل فلم تبلغ الكل !
وكذا العصمة في الآية ، ليست عصمة للنبي في العمل ، لأنها موجودة من أول حياته ، والآية في آخرها .
بل هي عصمة له من الناس أن يتهموه بأنه حابى ابن عمه فأوصى له بخلافته ، وأنه يريد تأسيس ملك لبني هاشم ، فيرتدوا لذلك عن الإسلام .
وأحاديثنا بذلك متواترة
ففي تفسير العياشي:1/331، عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا: " أمر الله تعالى نبيه محمداً أن ينصب علياًّ علماً للناس ويخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله إليه:
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ }
وفي الكافي:1/290 ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: " فرض الله على العباد خمساً ، أخذوا أربعاً وتركوا واحدة !
قلت: أتسميهن لي جعلت فداك؟
فقال: الصلاة ، وكان الناس لا يدرون كيف يصلون
فنزل جبرئيل فقال: يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم .
ثم نزلت الزكاة فقال: يا محمد أخبرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم . ثم نزل الصوم فكان رسول الله إذا كان يوم عاشوراء بعث إلى ما حوله من القرى فصاموا ذلك اليوم ، فنزل شهر رمضان بين شعبان وشوال . ثم نزل الحج فنزل جبرئيل × فقال: أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم .
ثم نزلت الولاية...وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال عند ذلك رسول الله : أمتي حديثو عهد بالجاهلية ، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل ويقول قائل ، فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني فأتتني عزيمة من الله عز وجل بَتْلَة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني ! فنزلت: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }
فأخذ رسول الله ’ بيد علي (عليه السلام) فقال: أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمره الله ثم دعاه فأجابه ، فأوشك أن أدعى فأجيب ، وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟
فقالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك ، فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين.
فقال: اللهم اشهد ، ثلاث مرات . ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي، فليبلغ الشاهد منكم الغائب).
وفي البحار:94/300، أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال لمواليه وشيعته: (أتعرفون يوماً شيد الله به الإسلام وأظهر به منار الدين ، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا ؟ فقالوا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، أيوم الفطر هو يا سيدنا؟
قال: لا . قالوا: أفيوم الأضحى هو؟ قال: لا
وهذان يومان جليلان شريفان ، ويوم منار الدين أشرف منهما وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، وإنَّ رسول الله لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم أمر الله عز وجل جبرئيل أن يهبط على النبي وقت قيام الظهر من ذلك اليوم
وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين(عليه السلام)وأن ينصبه علماً للناس بعده ، وأن يستخلفه في أمته
فهبط إليه وقال له: حبيبي محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: قم في هذا اليوم بولاية علي ليكون علماً لأمتك بعدك
يرجعون إليه ويكون لهم كأنت . فقال النبي : حبيبي جبرئيل إني أخاف تغير أصحابي لما قد وُتروه ، وأن يبدوا ما يضمرون فيه، فعرج وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } فقام رسول الله ذَعِراً مرعوباً خائفاً وقدماه تُشْوَيَان من شدة الرمضاء ، وأمر بأن ينظف الموضع ويُقَمَّ ما تحت الدوح من الشوك وغيره ، ففُعل ذلك، ثم نادى بالصلاة جامعة فاجتمع المسلمون وفيمن اجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار، ثم قام خطيباً وذكر الولاية فألزمها للناس جميعاً ، فأعلمهم أمر الله بذلك).
كمَّمَ الله أفواه قريش في الغدير ، فعصم رسوله منهم !
سمح الله تعالى لقريش بأن تشوش على نبيها ’ في حجة الوداع ، وتُفهمه بأنها ستعلن الردة إن أوصى بخلافته لعترته ! وتنفست قريش الصعداء برحيله بعد حجة الوداع دون أن يطالبها بالبيعة لعلي (عليه السلام)!
كما سمح لها أن تقول لنبيها في مرض وفاته: لانريد وصيتك ولا عترتك ولا ضمانك لعزتنا وهدايتنا مدى الدهر، فحسبنا كتاب الله !
لكنه عز وجل قرر أن يبليغها ولاية العترة بعد النبي وأن يمنعها من إعلان الردة . هكذا أراد سبحانه !
إن آية العصمة لاتعني أن الله تعالى جعل قريشاً ريِّضةً طائعة، فقد قال لها الصادق الأمين ’: (ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا الدين).(أبو داود:1/611) .
لكنه سبحانه أراد لتبليغه أن يتم ، وللأمة أن تجري عليها سنن الأمم الماضية فتمتحن بطاعة نبيها بعده ، وهذا يستوجب أن تبقى لها القدرة على معصيته ، أما القدرة على الرِّدة في حياته.. فلا .
لذلك بعث الله جبرئيل 0عليه السلام) في طريق عودة النبي من حجة الوداع يأمره أن ينفذ تبليغ رسالته الآن ، وأنه سيعصمه من قريش!
فأوقف النبي المسلمين بعد مسير ثلاثة أيام في حر الظهيرة ، في صحراء ليس فيها كلأ لخيولهم وجمالهم ، ولا سوق يشترون منه علوفة وطعاماً ، إلا دوحةٌ من بضع أشجار على قليل من ماء ، ولم يصبر عليهم حتى يصلوا إلى الجحفة التي لم يبق عنها إلا ميلان أو أقل وبعث إلى من تقدم وأرجعهم ! كل ذلك ليصعد المنبر قبل الصلاة ويرفع بيد ابن عمه وصهره علي (عليه السلام)
ويقول لهم: هذا وليكم من بعدي ، ثم من بعده ولداه الحسن والحسين ثم تسعة من ذرية الحسين
هنا تجلت آية العصمة وتجسمت للعيان ، فقد كمَّمَ الله تعالى أفواه قريش عن المعارضة وفتحها للموافقة ، فقالوا جميعاً: نشهد أنك بلغت عن ربك وأنك نعم الرسول ، سمعنا وأطعنا ! وتهافتوا مع المهنئين إلى خيمة علي (عليه السلام) يهنئونه ويبخبخون له
وكبروا مع المكبرين عندما نزلت آية: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الآسْلامَ دِينًاً } ثم أصغوا جميعاً إلى قصيدة حسان بن ثابت في وصف نداء النبي وإعلانه ولاية علي (عليه السلام) بعده .
واستمرت تهانيهم لعلي (عليه السلام) من بعد صلاة العصر إلى ما شاء الله، ثم بعد صلاة المغرب والعشاء على ضوء القمر ليلة التاسع عشر من ذي الحجة ، فقد بات النبي في غدير الإمامة ، وتحرك إلى المدينة بعد صلاة فجره ، وقيل بقي يومين !
نعم ، سلب الله تعالى قريشاً القدرة على تخريب مراسم النبي في الغدير، وكفَّ ألسنتها السليطةُ على الأنبياء؟!
فقررت أن تُمَرِّر هذا اليوم لمحمد، ليقول في بني هاشم وعليٍّ ما شاء؟!
القول السني الصحيح الذي أفلت من رقابة الحكومات !
مع حرص علماء الخلافة على إبعاد الآية عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقد أفلتت منهم أحاديث موافقة لرأي لأهل البيت !
قال في الدر المنثور:2/298:(أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري
قال: نزلت هذه الآية: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ }
على رسول الله (ص)يوم غدير خم في علي بن أبي طالب .
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله(ص):
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ }
أن علياً مولى المؤمنين { وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } انتهى.
وفي كتاب المعيار والموازنة/213 ، عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن العباس الصحابيين قالا:
(أمر الله محمداً (ص) أن ينصب علياً للناس ويخبرهم بولايته ، فتخوف رسول الله (ص) أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله إليه: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ }
فقام رسول الله بولايته يوم غدير خم
والحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل:1/157 ، بأسانيد ، وتاريخ دمشق:2/85 ، والميزان:6/54 ، عن تفسير الثعلبي .
قال في الغدير:1/214:(وما ذكرناه من المتسالم عليه عند أصحابنا الإمامية غير أنا نحتج في المقام بأحاديث أهل السنة في ذلك.. ثم ذكر & ثلاثين مؤلفاً لعلمائهم أوردوا حديث نزول الآية في ولاية علي (عليه السلام) نذكر ملخصها:
1 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري أخرج بإسناده في كتاب (الولاية) في طرق حديث الغدير، عن زيد بن أرقم قال: لما نزل النبي(ص) بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع ، وكان في وقت الضحى وحر شديد ، أمر بالدوحات فقمَّت ونادى الصلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثم قال: إن الله تعالى أنزل إلي: { بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ }
2 - الحافظ ابن أبي حاتم أبو محمد الحنظلي الرازي .
3 - الحافظ أبو عبد الله المحاملي ، في أماليه عن ابن عباس...
4 - الحافظ أبو بكر الفارسي الشيرازي ، في كتابه ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين ، بالإسناد عن ابن عباس .
5 - الحافظ ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري: نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب ، وعن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله(ص) : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ، أن علياً مولى المؤمنين...
6 - أبوإسحاق الثعلبي النيسابوري ، في تفسيره الكشف والبيان ..
7 - أبو نعيم الأصبهاني ، في تأليفه: ما نزل من القرآن في علي .
8 - أبو الحسن الواحدي النيسابوري ، في أسباب النزول .
9 - أبو سعيد السجستاني ، بعدة طرق عن ابن عباس .
10 - الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ، عن ابن عباس ، وجابر .
11 - ابن عساكر الشافعي ، عن أبي سعيد الخدري ...
12 - أبو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية .
13 - فخر الدين الرازي الشافعي ، في تفسيره الكبير:3/636.
14 - أبو سالم النصيبي الشافعي في مطالب السؤول .
15 - الحافظ عز الدين الرسعني الموصلي الحنبلي .
16 - أبو إسحاق الحمويني ، فرايد السمطين ، بأسانيده .
17 - السيد علي الهمداني ، في مودة القربى عن البراء بن عازب قال:
(أقبلت مع رسول الله(ص) في حجة الوداع، فلما كان بغدير خم نودي الصلاة جامعة فجلس رسول الله تحت شجرة وأخذ بيد علي، وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله . فقال: ألا من أنا مولاه فعلي مولاه . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا علي بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
وفيه نزلت: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ... } الآية .
18- بدر الدين بن العيني الحنفي ، في عمدة القاري في شرح البخاري:8/584 .
الحسن البصري يكتم حديث النبي ’
قال الرازي في تفسيره:12/48: (روي عن الحسن عن النبي ’ قال: إن الله بعثني برسالته فضقت بها ذرعاً وعرفت أن الناس يكذبوني واليهود والنصارى ، وقريش يخوفوني فلما أنزل الله هذه الآية ، زال الخوف بالكلية). انتهى.
وقد حرَّف الرازي رواية البصري وزاد فيها ! وأصلها كمافي الدر المنثور:2/289: (عن الحسن (البصري)
أن رسول الله (ص) قال: إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً ، وعرفت أن الناس مكذبي فوعدني لأبلغن أو ليعذبني فأنزل: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ).انتهى.
فأضاف الرازي (اليهود والنصارى)من عنده ليجعل العصمة منهم لا من قريش، ويُبعد الآية عن ولاية علي 0عليه السلام)
مع أن الخطر يومها لم يكن من اليهود والنصارى ، بل من قريش خاصة !
وكشف الإمام الباقر (عليه السلام) تحريف البصري للحديث ، ففي دعائم الإسلام للقاضي المغربي:1/14، أن رجلاً قال له: (يا ابن رسول الله إن الحسن البصري حدثنا أن رسول الله ’ قال: إن الله أرسلني برسالة فضاق بها صدري وخشيت أن يكذبني الناس فتواعدني إن لم أبلغها أن يعذبني ! قال له أبو جعفر (عليه السلام): فهل حدثكم بالرسالة؟
قال: لا
قال: أما والله إنه ليعلم ما هي ولكنه كتمها متعمدا ً!
قال الرجل: يا ابن رسول الله جعلني الله فداك وما هي؟
فقال: إن الله تبارك وتعالى أمر المؤمنين بالصلاة في كتابه فلم يدروا ما الصلاة ولا كيف يصلون ، فأمر الله عز وجل محمداً نبيه ’ أن يبين لهم كيف يصلون، فأخبرهم بكل ما افترض الله عليهم من الصلاة مفسراً .
وأمر بالزكاة فلم يدروا ما هي ففسرها رسول الله ’ وأعلمهم بما يؤخذ من الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم والزرع ، ولم يدع شيئاً مما فرض الله من الزكاة إلا فسره لأمته وبينه لهم . وفرض عليهم الصوم فلم يدروا ما الصوم ولاكيف يصومون ففسره لهم رسول الله ’وبين لهم ما يتقون في الصوم وكيف يصومون . وأمر بالحج فأمر الله نبيه ’ أن يفسر لهم كيف يحجون حتى أوضح لهم ذلك في سنته .
وأمر الله عز وجل بالولاية فقال: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }
ففرض الله ولاية ولاة الأمر فلم يدروا ما هي فأمر الله نبيه ’ أن يفسر لهم ما الولاية مثلما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج ، فلما أتاه ذلك من الله عز وجل ضاق به رسول الله ذرعاً ، وتخوف أن يرتدوا عن دينه وأن يكذبوه ، فضاق صدره وراجع ربه فأوحى إليه: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ، فصدع بأمر الله وقام بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه يوم غدير خم، ونادى لذلك الصلاة جامعة وأمر أن يبلغ الشاهد الغائب . وكانت الفرائض ينزل منها شئ بعد شئ ، تنزل الفريضة ثم تنزل الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض، فأنزل الله عز وجل:
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً }
قال أبو جعفر: يقول الله عز وجل: لا أنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة ، قد أكملت لكم هذه الفرائض). ونحوه شرح الأخبار:1/101، و:2/276،بلفظ آخر وفيه:(جمع الناس بغدير خم فقال: أيها الناس إن الله عز وجل بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً فتواعدني إن لم أبلغها أن يعذبني،أفلستم تعلمون أن الله عز وجل مولاي وأني مولى المسلمين ووليهم وأولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى
فأخذ بيد علي (عليه السلام) فأقامه ورفع يده بيده وقال:
فمن كنت مولاه فعلي مولاه ومن كنت وليه فهذا علي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار .
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): فوجبت ولاية علي (عليه السلام) على كل مسلم ومسلمة "
من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ علي الكوراني العاملي (حفظه الله)