اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ناصر المظلومين مبير الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أبي القاسم محمد وعلى بضعته الطاهرة الصديقة الزاكية، المظلومة المغصوبة، والمضطهدة المقهورة، وعلى آلهما الأخيار المصطفين الأبرار، واللعن الدائم على ظالميهم ومغتصبي حقهم إلى قيام يوم الدين.
تجلت في شخصية الزهراء ، وما سطرته من مواقف في حياتها الاجتماعية والسياسية آيات العزة الإلهية، التي خُلقت منها فقد ورد انه لما أشرق نور الزهراء [أي في عالم الأنوار ] وغشى أبصار الملائكة، صار الملائكة يتساءلون، ما هذا النور؟ فأوحى الله إليهم «هذا نور من نوري، أسكنته سمائي، خلقته من عظمتي» [1] .
الزهراء نور خلق من عظمة الله وعزته وجلاله، ولذا فهي آية العزة الإلهية وقد تجلت تلك العزة فيما سطرته من ملاحم في مقارعة الظلم والظالمين،أولئك النفر الذين بغوا على أهل بيت النبوة وسلبوا منهم حقوقهم، كما وتجلت هذه العزة الإلهية الفاطمية في إباء كربلاء، لان حجر الزهراء هو الذي أولد إباء الحسين، وهو الحجر الذي صنع إباء زينب، وهذه الحقيقة أكدها صريح قول الحسين في كربلاء حين قال «هيهات منا الذلة يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت» [2] ، ذاك هو حجر الزهراء ، فإباء كربلاء من تجليات العزة الإلهية الفاطمية.
الزهراء إذن نور، ولكن لمن اتخذه سراجا يستضيء بهديه في ميادين الحياة، وما أحوجنا وأحوج مجتمعنا اليوم لان نستضيء بنورها ونبحث عن قيم تلك العزة الإلهية في حياة الزهراء ، وكيف تعاملت سيدتنا الزهراء مع مظلوميتها وكيف دافعت عن حقوقها المنتهكة، لتتجلى الزهراء بروحها وعزتها وإبائها في حياتنا ونعيش بإباء الزهراء في مواجهة القهر والظلم.
كيف تعاملت الزهراء مع ظلامتها؟:
في الإجابة على هذا السؤال نكتفي هنا بالإشارة إلى مبدأين هامين قامت عليها حركة الزهراء المطلبية وهما: المبدأ الأول: ضرورة مقاومة الظلم، والمبدأ الثاني: الحق يؤخذ ولا يعطى
للإجابة على السؤال السابق وهو كيف تعاملت الزهراء مع مظلوميتها؟، نشير هنا إلى مبدأين ومرتكزين انطلقت من خلالهما السيدة الزهراء في حركتها المطلبية ومقاومتها للظلم.
المبدأ الأول: ضرورة مقاومة الظلم
ونعني به دفع الظلم عن النفس والمطالبة بالحقوق، وعدم الوقوف موقف الخنوع والسكوت.
الزهراء ما إن بلغها انتهاب القوم لحقها، وحق أهل البيت حتى هبت بكل إبائها تقاوم ظلمهم وتصرخ في وجوه الظلمة، بل بذلت كل ما بقي من عمرها الشريف بعد رسول الله في مقارعة الظلمة ومواجهتهم إلى آخر رمق من حياتها بأبي وأمي، حين طلب القوم رضاها فأبت إلا استمرار مقاطعتهم ومقاومتهم على مر التاريخ، لتعلمنا بأن أمام ظلم الظالم لا يصح من المؤمن الحر موقف السكوت والخنوع، فمهما ضعفت إمكانياته إلا انه لابد من مبدأ مقاومة الظلم.
المجتمعات التي تنتهك حقوقها وتصادر حرياتها لا يصح منها السكوت والخنوع والرضا بالأمر الواقع، حيث واقع القهر والظلم والإذلال، وانتهاك الحقوق، حتى لو كانت تعلم انها لن تنال حقوقها، وذلك لأن:
أولا: لأن الله لا يرضى للمؤمن أن يكون ذليلا، بل لا يحق له أن يقبل بواقع الظلم والإذلال والقهر.
إذا كان للإنسان أن يتنازل لغيره ويتغاضى عن بعض حقوقه إلا انه غير مخوّل في أن يتنازل عن حقه في أن يكون عزيزا مصان الحرمة محترم الجانب مرعي الحقوق غير ذليل أو مقهور، ففي الحديث عن الإمام الصادق «إن الله عز وجل فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يذل نفسه [ وفي رواية: أن يكون ذليلا ] ، ألم تسمع لقول الله عز وجل "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين" فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا...» [1] .
فلا يجوز أيها المؤمن الحر وأيها المجتمع المؤمن أن تقبل بالذل وسلب الحقوق، من هنا قال الحسين «هيهات منا الذلة» وذلك لأنه «يأبى الله ذلك لنا ورسوله» أي يحرم الله علينا القبول بالذل والخنوع.
بل الشعوب التي لا تدافع عن حريتها ولا تطالب بحقوقها ولا تقاوم الظلم المسلط عليها، والتي تستكين إلى حالة الدعة والخنوع والسكوت عن حقها فإنها لا تستجلب احترام الشعوب الأخرى لها بل على العكس، إذ سوف تنظر إليها تلك الشعوب بعين الاستصغار وعدم الاحترام، وهذا ما أكده لنا الرسول الأعظم حين قال «لا قدست امة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع» [2] أي هي امة لا ينظر إليها بعين الاحترام والتقدير بل ذلك سبب لعدم احترام الشعوب الأخرى لها ، ولعل هذا احد أسباب استصغار إسرائيل ذات السبعة ملايين لعالم عربي مسحوق ذو ثلاثمائة مليون ويزيدون، في الوقت الذي نقف فيه وقفة إجلال وإكبار لشعب جنوب أفريقيا الذي خاض نضالا ضد التمييز دام عقودا كان قائده ورمزه فيها – نيلسون مانديلا - قابعا ستة وعشرون عاما في قعر السجون حتى استطاع أن ينال هذا الشعب حقوقه وحريته.
ثانيا:لان الساكت عن الحق شيطان اخرس، فكما أن الشيطان يغري الظالم ويشجعه على الظلم فكذلك سكوت المظلوم إغراء وتشجيع للظالم لأن يوغل في ظلمه ويعيث فسادا ما لم يقف أمام ظلمه احد ولم يردعه عن ظلمه احد بمقاومته ومقارعته، " فإن الظالم لو رأى انه غصب حق زيد ثم عمرو ثم بكر و... ولم يقم احد بشيء، تجرأ على الغصب أكثر فأكثر، أما لو ضايقه بالمطالبة زيد وعمرو وبكر... فإنه سوف لا يقدم – عادة – على مراتب جديدة من الظلم، أو سيكون إقدامه اضعف كيفيا وأقل كميا مما لو ترك على هواه " [3] لذا ينبغي المطالبة بالحق " وإن كان يعلم بعدم نجاحه في التوصل للحق وإحقاقه، وذلك لما فيه من فضح الظالم وأداء الواجب وإتمام الحجة، كما طالبت صلوات الله عليها – أي فاطمة – بحقها وهي تعلم بأن القوم لا يعطونها حقها " [4] ، بل ينبغي الفورية في مقاومة أي مظلمة وليس التراخي والمماطلة، فمقاومة الظلم ضرورة لحفظ إنسانية الإنسان وعزته وكرامته بغض النظر عن كونها ستحقق النتائج المرجوة لاسترداد الحقوق أم لا.
من هنا وانطلاقا من هذا المبدأ وضرورة مواجهة الظلم جاءت حركة السيدة الزهراء في مواجهة الظالمين ممن انتهبوا حقوق أهل البيت وصادروها بل كانت هي الرائدة في الحركة المطلبية آنذاك.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ماحاط به علمك
بارك الله فيكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاطمية :،: الزهراء حجة :،:
زهراء يامظلومة يابنت النبي
اللهم فضاعف عليهم العذاب إلى يوم الدين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المنتظر المهدي عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)