إن هناك روايات في تراث أهل البيت (ع) تتحدث عن الورع، يقول الصادق (ع): (ليس منّا ولا كرامة، من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون، وفيهم من هو أورع منه)؛ أي المتوقع من أحدنا أن يكون أورع الناس في البيئة التي يعيش فيها.
وهنالك رواية أخرى، تدل على أن هذا الورع مطلوب منا جميعا، يقول الصادق (ع): (كونوا دعاة لنا صامتين، أو بغير ألسنتكم، ليروا منكم: الورع، والاجتهاد، والصلاة، والخير.. فإن ذلك داعية).. ليس المراد الاجتهاد في الحوزات العلمية، بل بمعنى بذل الجهد فيما يرضي الله عز وجل.. فإن ذلك داعية؛ والداعية لها معنيان: أي يدعو الناس من خلال تصرفاته وأفعاله، أو أن هذا الإنسان يعتبر داعية بشهادة الإمام الصادق (ع).
ما هو الورع؟..
إن الورع والعدالة هذه صفات راسخة في النفس.. مثلا: إنسان في الوطن ملتزم، وفي السفر لا يلتزم؛ هذا الإنسان لا يسمى عادلا، هذا يميل مع الهواء، أتباع كل ناعق: أجواء الوطن أجواء متدينة يتدين، وعندما يسافر يترك التدين.. في شهر رمضان يلتزم، وبعد شهر رمضان يخرج من هذا الجو.
إن الورع عن محارم الله -عز وجل- له نظير في حياتنا، ولكن ليس في محارم الله؛ بل الورع في حفظ الصحة.. مثلا: الناس تقاطع الدول التي فيها أوبئة، ولا تذهب إليها.. فنحن في الجانب الصحي من أورع الناس!.. أما عندما يصل الأمر إلى الجانب الديني؛ فإن الورع يقل!.. فالمؤمن الورع: يدقق جيدا قبل تناول الطعام، حيث يذهب للذي هو أتقى وأورع!.. وكذلك يمتنع عن النظر إلى زميلته في العمل، أو التحدث إليها، وإن لم يكن ذلك بريبة.. حيث أن مقتضى الورع ترك الحديث معها، ومقتضى الورع عدم الأكل من أي مكان وإن كان في سوق المسلمين.. وكذلك يعمل بالاحتياط في كل موارد الاحتياط الوجوبي.
فإذن، إن الورع هو حالة من حالات الحساسية الشديدة تجاه الحرام.. البعض في الوضوء والطهارة يوسوس، أما في المحرمات لا يوسوس.. (من حام حول الحمى، أوشك أن يقع فيه)؛ الحمى الحدود، والذي يمشي حول حقل الألغام، يوشك أن يقع فيه.. فالمؤمن دائما يأخذ مساحة احتياطية؛ لئلا يقع في الحرام.
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمــة
أحسنتِ , ربي يوفقكم ويقضي حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد .