مقتطفات من حياته
من هو البيات؟؟؟؟
نـــشـــأتـــــه:
سماحة العلامة الحجة الشيخ منصور بن الحاج عبد الله ابن عبد العزيز البيات . ولد في القطيف سنة 1325 هـ ونشأ العلامة بين أبوين كريمين ، وعاش في ظلهما فربياه تربية الإسلام ، وغرسا في قلبه روح الولاء لآل محمد (ع) .
إلا أن القدر كان له بالمرصاد فما هي إلا ثلاثة أعوام مضت من عمره الشريف وإذا بضياء بصره يتوارى لينبعث شعاع البصيرة البراق فيملأ روحه وقلبه. ولكن والده لازال يكتنف أمل حياته برعايته حتى صُهر في حب الله.
فقد الفتى اليافع ذلك الظلال الظليل والحصن المنيع المتمثل في شخصية والده الراحل وهو لم يتعدى الخامسة عشر من عمره.
ولكن روحه الوثابة والأمل المتوهج صنعا منه - بمعونة عمه سليمان البيات – ذلك الرجل الذي ركب قافلة الخلود وعبر حدود التأريخ .
أسرته
وهي أسرة ( البيات ) المحترمة ، ذات العراقة والامتداد في التاريخ القطيفي ، وهي أسرة مشهورة بالشرف والثروة والغنى ، وببروز العلامة البيات ازدادت هذه الأسرة شرفاً وشهرةً وتألقاً .
دراســــتـــه:
بدأ الشيخ رحمه الله دراسته في مسقط رأسه القطيف ,فتتلمذ على يدي سماحه الحجه السيد حسين العوامي المقدس وغيره قبل توجهه الى النجف الأشرف ليواصل دراسته رغم الصعاب التي ابتلي بها
العربية
قرأ النحو والاجرومية عند الشيخ علي اوال التاروتي بعضا منها والقسم الأخير عند الفاضل المرحوم الشيخ باقر نجل الحاج منصور الجشي وقرأ ألفية ابن مالك عند أستاذه الجليل المفضل الشيخ فرج العمران.
وقرأ القسم الآخر منها عند خاله المقدس السيد محفوظ السيد هاشم العوامي طاب ثراه وقرا المغني عند الشيخ فرج العمران.
الصرف
قرا النظام عند الخطيب الأول فضيلة الميرزا حسين البريكي قسما منه والقسم الأخير عند الشيخ فرج آل عمران وعند فضيلة الشيخ محمد علي الجشي
المنطق
والحاشية والشمسية عند الشيخ فرج آل عمران وعلم البيان والبديع
قرأ القسم الوافر عند فرج العمران والقسم الأخير عند الشيخ علي الجشي وقرأ شطرا وافرا من مختصر المطول عند الشيخ محمد علي الجشي
الفقه
قرأ شرائع الإسلام عند الشيخ باقر الجشي وقرأ اللمعة عند الشيخ فرج العمران قسما منها والقسم الأخير الوافر عند الشيخ محمد حسين آل عبد الجبار . وقرأ قسما من رياض المسائل عند الشيخ محمد حسين المذكور .
أصول الفقه
قرأ في كتاب معالم الأصول بعضا عند فضيلة الشيخ محمد علي الجشي وعند خاله السيد حسين السيد هاشم العوامي والشطر الأوفر عند الشيخ فرج العمران . وقرأ شطرا من كتاب القوانين عند الشيخ المذكور . وقرأ الجزء الأول من كفاية الأصول عند الشيح محمد صالح آل الشيخ مبارك شطرا منها والشطر الكثير عند الشيخ فرج العمران . وقرأ قسما من الجزء الثاني من الكفاية عند الشيخ فرج العمران وقد استفاد فائدة جليلة من سماحة الحجة الشيخ علي الجشي في علم الكلام والحكمة وعلم الأصول والفقه وغير ذلك من العلوم الإسلامية غير دراسته عند أصحاب الفضيلة .
في النجف الأشرف:
في نجف العلم والمعرفة -وببركات أنفاس أمير المؤمنين (ع) القدسية- حضر الشيخ رحمه الله الدروس العليا,وكان مثالا للجد والمثابرة خاصة بعد ان ابتلي بفقد ابنه احمد عام 1369 هـ، فبلغ العلامة البيات تلك المرتبة السامية التي لا تنال إلا بتعب الأيام وسهر الليالي وتسنم ذروتها حائزاً على رتبة الاجتهاد (إجازة اجتهاد خطية من قبل آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري -قدس سره- استلمها الشيخ وأخفاها حسب ما يروي أحد أسباطه)
وبعد عشرين عاماً قضاها في جوار حرم الطهر والقداسة العلوي قرر الأوبة لوطنه القطيف متوجاً بتاج العلم والقداسة ، في سنة 1401 هـ . فكان يوم أوبته يوماً مشهوداً، وصفه شاعر القطيف المرحوم الحاج محمد سعيد الجشي (أبو رياض) رحمه الله في مقطوعته الدالية
ومن ضمن من تتلمذ الشيخ على يديه في النجف الاشرف:*أضغط لتتعرف على نبدة عن حياة كل عالم
آية الله السيد محمد جمال الهاشمي (قده) .
آية الله السيد محمد حسين الحكيم (قده) .
آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري (قده) .
آية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئي (قده) .
آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قده) .
آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قده).
آية الله العظمى الشيخ حسين الحلي (قده) .
آية الله العظمى الشيخ محمد تقي الجواهري (قده).
وله عدة خلوات علمية مع :
آية الله العظمى السيد جواد التبريزي (قده) .
آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين (قده) .
ويعتبر الشـيخ من خواص تلاميذ السيد السبزواري رحمه الله,
ويقول أحد علماء البلاد الذين عاصروه في النجف الاشرف
كذلك يعتبر الشيخ منصور من بين علماء منطقته أفضل من أتقن دروسه بشكل كامل وخاصة السطوح العليا.
خـــصــالـــه
يتميز شيخنا البيات بصفات سامية. كان معروفاً بكثرة العبادة والزهد في أمور الدنيا وكان متواضعاً للشباب فضلاً عن العلماء والمشايخ أما حبه و ولائه للمعصومين فحدث ولا حرج , فرغم تقدم عمره وفقدانه للبصر وكثرة أمراضه إلا انه كان يقيم المنبر الحسيني بشكل يومي .
روح وأي روح تلك التي باركها الحسين (ع) فتألقت في عرفان الله وهاجرت من الخلق إلى الحق، تخترق الحجب الظلماء الخانقة، والشوائب الدنيوية العالقة، لتصل إلى ساحل (الفيض الأقدس) وتذوب في عالٍ ليس فيه ( إلا أنا وأنت ) .
تلك هي روح فقيدنا الغالي، تلك الروح الترابية الشفافة الغارقة في حب الله وعشق أهل بيت العصمة والطهارة (ع)، والتي نعيش في معها في سمتين من سماتها :
حب الحسين أجَنَني
كلمة مجنون بحب الحسين (ع) ذابت على شفة ظامئة، فقبلتها الشمس وعانقتها أرض كربلاء، ولازال هداها يدوي في مسامع الدنيا عبر صرخة تصيح (يا حسين ).
(الحسين) (الحسين) وأي شخص عرف الحسين (ع) فلم يمسسه جنون حبه. وهكذا هو (المنصور) بالحسين (ع) وناصره، ولد على حب الحسين، وارتضع من لبن الولاية الممزوج بدم الحسين (ع)، فنشأ على حب الحسين (ع) وهكذا بدأت قصته مع الحسين (ع) وامتدت من خلال قلمه ودمعته وإحياءه لمأتم الحسين (ع) في كل يوم مرة أو مرتين، وحتى في مناسبات أفراحه الخاصة.
يا دنيا إليك عني
يا لدناءة الدنيا التي يذوب فيها الغارقون في غفلة الذات، ويتهالك - عبدة (الأنا)، حتى إذا أيقظهم الموت من سباتهم وجدوه كالسراب. فـ( طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً والقرآن شعاراً والدعاء دثاراً، ثم قرضوا الدنيا قرضاً على منهاج المسيح ). ويالروعة الزهد في الدنيا إذا كان زهداً علوياً، وليس زهداً صوفياً، الزهد الذي ارتسمت قسماته على هيكل فقيدنا في جسده النحيف المتقوس من أثر العبادة، وفي لباسه المتواضع، وبيته (وإن كان بالكوخ أشبه) الذي لازال يقاوم الزمن.
فهو أحد أولئك المتقين الذين يصفهم أمير المؤمنين (ع) فيقول :
منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، مشيهم التواضع، غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم … قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأجسادهم نحيفة، وحاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، … أرادتهم الدنيا فلم يريدوها، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها، أما الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلا… قد براهم الخوف بري القداح، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى، وما بالقوم من مرض، ويقول لقد خولطوا، ولقد خالطهم أمر عظيم، لا يرضون من أعمالهم القليل، ولا يستكثرون الكثير ).
وفــــــاتــــه:
انتقل الى رحمة الله تعالى ليلة الثلاثاء 29 من شهر شعبان المعظم 1420 هـ. ...رحم الله شيخنا المقدس , وأسكنه فسيح جناته
--------------------------------------------------------------------------------
* نقل عن الأزهار الأرجبية في الآثار الفرجية
* مجلة الموسم
* واحة على ضفاف الخليج
* معجم رجال الفكر والأدب في النجف الأشرف