اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

العلاّمة الحليّ (قدس سره)

المشرف: يالثارات الزهراء

صورة العضو الرمزية
ام حنان
فـاطـمـيـة
مشاركات: 3584
اشترك في: الأربعاء فبراير 04, 2009 3:36 pm

العلاّمة الحليّ (قدس سره)

مشاركة بواسطة ام حنان »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين


من هو العلاّمة الحِليّ ؟



جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن زين الدين عليّ بن مُطهَّر الحلّيّ. عُرف بـ (العلاّمة)، ولم يُطلَق هذا اللقب على أحد قبله. أمّا (الحِلّيّ)، فنسبةً إلى (الحلّة السيفيّة) في العراق.



منشأه:



أرّخ مولدَه والده الشيخ سديد الدين يوسف بليلة الجمعة في الثلث الأخير من ليلة 27 شهر رمضان سنة 648 هجريّة. فنشأ في بيئة طيّبة عُرفت بالعَراقة في العلم وسموّ المراتب، وترعرع في أجواء المعرفة والفضيلة. فقرأ على خاله المحقق الحليّ، ومِن قبله على والده، وعلى السيّد جمال الدين أحمد بن طاووس وأخيه السيّد عليّ بن طاووس، وعلى جماعة كثيرة من العامّة والخاصّة، ففرغ من تصنيفاته الحِكَمية والكلاميّة وأخذ في تحرير الفقه قبل أن تكتمل له ستّ وعشرون سنة. وبذلك أصبح متقدّماً على أقرانه، معروفاً بالنبوغ الذهنيّ، ثمّ انتقلت إليه الرئاسة الدينيّة والريادة في التدريس والفُتيا بعد وفاة خاله المحقّق، فعمل على تطوير المناهج العلميّة في الفقه والأصول.

أمّا في أخلاقه وتقواه.. فقد قال السيّد محمّد مهدي بحر العلوم: إنّه مع ذلك (أي مع علمه الوافر) كان شديدَ التورّع، كثير التواضع، خصوصاً مع الذريّة الطاهرة النبويّة. ووصفه الباحث الرجاليّ الميرزا عبد الله الأفندي الإصفهانيّ بقوله: وكان من أزهد الناس وأتقاهم.




مكانته العلميّة:



تجلت المكانة العلميّة للعلاّمة الحليّ واضحة في خمسة أوجه، نعرضها على هذا النحو:


أوّلاً: أقوال العلماء فيه:


1- الحُرّ العامليّ.. قال عنه: فاضل، عالم، محقّق مدقّق، ثقةٌ ثقة، فقيه محدّث متكلّم، ماهر جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة.


2- ابن داود.. وهو معاصر له، قال: صاحب التحقيق والتدقيق، كثير التصانيف، انتهت إليه رئاسة الإماميّة في المعقول والمنقول.


3- الشهيد الأوّل.. عبّر عنه بأنّه: أفضل المجتهدين.


ثانياً: لم يتّفق لأحدٍ من العلماء قبل الشيخ جمال الدين الحسن الحلّيّ أن لُقّب بالعلاّمة، فهو أوّل من أحرز هذا اللقب، وقد انتزعه من إعجاب العلماء بمعارفه.. حيث تألّق ذكره في الآفاق، وسطع نجمه في سماء العلم، وسمت مكانته بين العلماء.

من هنا يكون لقبه ذاك بمثابة وسام علميّ يشير ـ بوضوح ـ إلى منزلته العلميّة الرفيعة. وممّا يُذكر أنّه قد نال هذا اللقب الفاخر بعد مناظرة مشهورة له في مجلس السلطان الجايتو خُدابَنْدَه، إذ كشفت تلك المناظرة عن ذهن وقّاد وعلم زاخر وفهم وافر، ودقّة مدهشة واستحضار غريب. وعلى أثر ذلك مُنح هذا اللقب ارتجالاً، ثمّ ما لبث أن لازمه واختصّ به.

ثالثاً: ممّا امتاز به العلاّمة الحلّيّ أنه درس عند بعض علماء المذاهب الأُخرى.. خالطهم وحاجَجَهُم احتجاجاً علميّاً هادئاً، فاطّلع على ما عندهم، من جهة، ومن جهة أُخرى عرّفهم بما عنده. فاستمرّ في مناظراته معهم على إدراك وتثبّت ودقّة وبصيرة، حتّى فرَضَت مكانته العلميّة نفسَها على مُخالفيه، فلم يتعدَّوه إلاّ بعد الثناء عليه والإقرار بفضله وفضيلته. منهم:

ابن حَحَر العَسقلانيّ.. حيث ترجم له فقال فيما قاله فيه: لازمَ نصيرَ الدين الطوسيّ مدّة، وأشتغل في العلوم العقليّة، وصنّف في الأصول والحكمة. كان رأسَ الشيعة بالحلّة، وقد اشتهرت تصانيفه، وتحرّج به جماعة. وشرحُه على مختصر ابن الحاجب في غاية الحُسن في حَلّ ألفاظه وتقريب معانيه، وصنّف في فقه الإماميّة.

رابعاً: مؤلّفاته، وهي وجه آخر من وجوه منزلته العلميّة، ودليل واضح على مكانته السامقة وآفاقه الرحبة وبراعته النادرة. وكانت محطّ اهتمام العلماء من عصره إلى يومنا هذا: تدريساً وشرحاً وتعليقاً، واستفادة في موارد كثيرة.

فألّف ـ من المطوَّلات ـ ثلاثة كتب لا يُشبه واحدٌ منها الآخر:

1 ـ المختلف، ذكر فيه أقوال علماء الشيعة وحججهم.

2 ـ التذكرة (4 مجلدات)، ذكر فيه خلاف علماء العامّة وأقوالهم.

3 ـ منتهى المطلب، ذكر فيه آراء جميع مذاهب المسلمين في الفقه، وهو يُعدّ من كتب الفقه المقارن.

ومن المتوسِّطات من تأليفه كتابان هما:

1- القواعد، كان ولا يزال شغل العلماء في تدريسه وشرحه.

2- التحرير، جمع فيه أربعين ألف مسألة.

ومن المختصرات ألّف ثلاثة كتب هي:

1 ـ إرشاد الأذهان ( مجلدات) (ج1),(ج2)، وقد تداولته الشروح والحواشي.

2 ـ إيضاح الأحكام، وهو مختصر.

3 ـ التبصرة، لتعليم المبتدئين.

وفي أُصول الفقه ألّف العلاّمة الحليّ مطوّلات ومتوسّطات ومختصرات، كانت محلَّ اعتناء العلماء.. ففي المطوّلات له كتاب (النهاية)، والمتوسّطات (تهذيب الأحكام) و (شرح مختصر ابن الحاجب)، والمختصرات (مبادئ الوصول إلى علم الأصول).

وبرع في الحكمة العقليّة، حتّى باحَثَ الحكماء السابقين في مؤلّفاتهم وأشكَلَ عليهم، وحاكَمَ بين شُرّاح (الإشارات) لابن سينا، وناقش نصير الدين الطوسيّ، وباحث ابن سينا وخطّأه. وألّف في أصول الدين وفنّ المناظرة وعلم الكلام والمنطق، والطبيعيّات والإلهيّات والحكمة العقليّة. كما ألّف في الردّ على المنحرفين، وله في الاحتجاج مؤلّفات كثيرة. وتقدّم في علم الرجال وألّف فيه المطوّلات والمختصرات، إلاّ أنّ بعض مؤلّفاته فيه قد فُقد ولم يُعثر إلاّ على الخلاصة. وتميّز في علم الحديث وتفنّن في التأليف فيه وفي شرح الأحاديث، إلاّ أنّ ما ألّفه في ذلك فُقد. ومَهَر في علم التفسير وألّف فيه وفي الأدعية المأثورة وعلم الأخلاق.

وعلى سبيل المثال نذكر بعض العناوين لمؤلّفاته ممّا لم نُشِرْ إليه:

1 ـ آداب البحث.

2 ـ الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة.

3 ـ إثبات الرجعة.

4 ـ الأدعية الفاخرة المنقولة عن الأئمّة الطاهرة.

5 ـ استقصاء الاعتبار في معرفة معاني الأخبار.

6 ـ الأسرار الخفيّة في العلوم العقليّة.

7 ـ الألفين في إمامة أمير المؤمنين (عليه السّلام).

8 ـ إيضاح التلبيس من كلام الرئيس.

9 ـ الباب الحادي عشر.

10 ـ تسبيل الأذهان إلى أحكام الإيمان.

11 ـ تلخيص المرام في معرفة الأحكام.

12 ـ تنقيح قواعد الدين المأخوذة عن آل ياسين.

13 ـ تهذيب النفس.

14 ـ الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد.

15 ـ لبّ الحكمة.

16 ـ خلاصة الأخبار.

17-الرسائل الشر.

18-الرسالة السعدية.

خامساً: مناظراته، ولابدّ مِن مِثل العلاّمة الحليّ أن يُناظِر ويناظَر، ويُناقِشَ ويُناقَش. ولابدّ إلى مِثله تُوجّه الأسئلة، ومن مثلِه تُنتظر الأجوبة.. ومن هنا نُقل أنّ للعلاّمة الحليّ جَرَت احتجاجات كثيرة، بعضها رُويت وبعضها كتبها هو بنفسه.

وكان من رائعات مناظراته ما ذكره الشيخ محمّد تقيّ المجلسيّ في شرح من لا يَحضُره الفقيه (روضة المتّقين) في قصّةٍ خلاصتها أنّ السلطان الجايتو المغولي غضب على إحدى زوجاته فطلّقها ثلاثاً، ثمّ ندم فسأل العلماء فقالوا: لابدّ من المُحلِّل، فقال: لكم في كلّ مسألة أقوال، فهل يوجد هنا اختلاف؟ قالوا: لا، فقال أحد وزرائه: في الحلّة عالِم يُفتي ببطلان هذا الطلاق. فاعترض علماء العامّة، إلاّ أنّ الملك قال: أمهِلوا حتّى يَحضُر ونرى كلامه. فأحضره، فكان من العلاّمة الحلّي أن دخل وقد أخذ نعلَيه بيده وجلس، فسئل عن ذلك فقال: خِفتُ أن يسرقه بعض أهل المذاهب كما سرقوا نعلَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقالوا معترضين: إنّ أهل المذاهب لم يكونوا في عهد رسول الله، بل وُلدوا بعد المئة من وفاته فما فوق. فقال العلاّمة الحليّ للملك: قد سمعتَ اعترافهم هذا، فمِن أين حَصَروا الاجتهاد فيهم ولم يجوّزوا الأخذ من غيرهم ولو فُرض أنّه أعلم؟! سأل الملك: ألم يكن واحدٌ من أصحاب المذاهب في زمن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ولا في زمن الصحابة؟ قالوا: لا، فقال العلاّمة: ونحن نأخذ مذهبنا عن عليّ بن أبي طالب وهو نَفْس رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأخوه وابن عمّه ووصيّه، ونأخذ عن أولاده من بعده.

فسأله الملك عن الطلاق بالثلاث، فأجابه العلاّمة: باطل، لعدم وجود الشهود العُدول. وجرى البحث بينه وبين العلماء حتّى ألزمهم الحجّة جميعاً، فتشيّع الملك ألجايتو وخطب بأسماء الأئمّة الاثنَي عشر في جميع بلاده، وأمر فضُربت السكّة بأسمائهم (عليهم السّلام)، وأمر بكتابتها على جدران المساجد والمشاهد.

قال الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ:

وفي عصر العلاّمة الحلّيّ استبصر السلطان (خدابنده) وتشيّع، وضرب النقود باسم الأئمّة عام 708 هجريّة.. وأُعطيت بعض الحريّات الدينيّة التي كان العبّاسيّون يمنعونها. وفي عصره أيضاً عادت الحلّةُ إلى مكانتها العلميّة القديمة، فازدهرت فيها المدارس بعدما عانت من الاضطهاد مُدداً طويلة.




وفاته:



توفي العلاّمة الحليّ -اعلي الله مقامه- يوم عاشوراء ليلاً، أي ليلة الحادي عشر من المحرّم سنة 726 هجريّة. وقد دُفن رحمه الله في المشهد الغروي المقدّس بالنجف الأشرف، بعد أن نُقل جثمانه من مدينة الحلّة إلى جوار الضريح المنوّر للإمام عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه.

وعمره الشريف سبع وسبعون سنة وثمانية أشهر ونصف وثلاثة أيّام.

رحمه الله، وبارك في مسعاه، ونفع المسلمين بعلومه، وجعلها صدقة جارية له إلى يوم القيامة

منقول
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49874
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: العلاّمة الحليّ (قدس سره)

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ

ياغياث المستغيثين أغثني بصاحب الطلعة البهية المنتظر المهدي أدركني
الله يعطيك العافية أختي الكريمة
أم حنان
موضوع هادف وقيم جعله الله بميزان حسناتك ننتظر انتقائك المميز للمواضيع دمت بحفظ الله ورعايته
يقينا كله خير
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: العلاّمة الحليّ (قدس سره)

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها


مشكورة اختي الكريمة على الطرح .. رحم الله والديكم وجزاكم الله الف خير


يا مظلومة يا زهراء
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: العلاّمة الحليّ (قدس سره)

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكِ يا سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين

لعن الله قاتليك يا مظلومة

مـــأجوريـــــــــــــن بمصيبة الزهراء عليها السلام

صورة

صورة

دعواتي لكم بالتوفيق وقضاء الحوائج كلمح البصر
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
أيمان الزهراء
عضو موقوف
مشاركات: 5924
اشترك في: الخميس نوفمبر 12, 2009 3:55 pm

Re: العلاّمة الحليّ (قدس سره)

مشاركة بواسطة أيمان الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
المرأة تكلف بأكمالها تسع سنوات
صورة العضو الرمزية
الفاطمية العلوية
فـاطـمـيـة
مشاركات: 16729
اشترك في: السبت أكتوبر 25, 2008 4:26 am

Re: العلاّمة الحليّ (قدس سره)

مشاركة بواسطة الفاطمية العلوية »

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ


اشْكُرُكُمْ عَلَىَ جُهُوُدَكُمْ عْالْمُشَارَكّةً الْقَيِّمَةِ
أَحْسَنْتُمْ كَثِيْرا بَارَكَ الْلَّهُ فِيْكُمُ وَرَحِمَ الْلَّهُ وَالِدِيْكُمْ يُعْطِيَكُمُ الْعَافِيَةَ
وَجَزَاكُمُ الْلَّهِ خَيْرا وَنُوْرُ الْلَّهِ دَرْبُكُمْ بِنُوْرِ مُحَمَّدِ وَآَلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِىّ الَلّهَ
عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَآَلِ مُحَمَّدٍ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِيْنَ ، حَفِظَكُمُ الْلَّهُ وَرَّعَاكُمْ يَا رَبِّ الْعَالَمِيْن
وَفَقَّكُمُ الَلّهَ تَعَالَىْ ..نَسْأَلُكُمْ الْدُّعَاءِ
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك
إذا كنا مع الحق فلا نبالي

العودة إلى ”روضة العلم و العلماء“