درجات الايمان قال الصادق (ع) : «ان الايمان عشر درجات ، بمنزلة السلم ، يصعد منه مرقاة بعد مرقاة ، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء ، حتى ينتهي الى العاشرة ، فلا تسقط من هو دونك ، فيسقطك من هو فوقك ، واذا رأيت من هو اسفل منك بدرجة فارفعه اليك برفق ، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره ، فان من كسر مؤمناً فعليه جبره» .
أنواع الايمان
ينقسم الايمان الى ثلاثة انواع : فطري ، ومستودع ، وكسبي .
1 ـ فالفطري : هو ما كان هبة الاهية ، قد فطر عليه الانسان ، كما في الانبياء والاوصياء عليهم السلام ، فانهم المثل الاعلى في قوة الايمان ، وسمو اليقين ، لا تخالجهم الشكوك ، ولا تعروهم الوساوس .
2 ـ المستودع وهو : ما كان صورياً طافياً على اللسان ، سرعان ما تزعزعه الشبه والوساوس ، كما قال الصادق (ع) : «ان العبد يصبح مؤمناً ، ويمسي كافراً ، ويصبح كافراً ، ويمسي مؤمناً ، وقوم يعارون الايمان ثم يلبسونه ، ويسمون المعارين» .
وقال (ع) : «ان الله تعالى جبل النبيين على نبوتهم ، فلا يرتدون ابدا ، وجبل الاوصياء على وصاياهم فلا يرتدون ابدا ، وجبل بعض المؤمنين على الايمان فلا يرتدون ابدا ، ومنهم من اعير الايمان عارية ، فاذا هو دعا والح في الدعاء مات على الايمان» .
وهكذا تعقب الامام الصادق (ع) على حديثيه السالفين بحديث ثالث بجعله مقياسا للتمييز بين الايمان الثابت من المستودع ، فيقول : ان الحسرة والندامة والويل كله لمن لم ينتفع بما ابصره ولم يدر ما الامر الذي هوعليه مقيم ، انفع له ام ضر ،
قلت: فبم يعرف الناجي من هؤلاء جعلت فداك ؟
قال : «من كان فعله لقوله موافقا ، فأثبت له الشهادة بالنجاة ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقاً ، فانما ذلك مستودع» .
3 ـ الكسبي : هو الايمان الفطري الطفيف الذي نماه صاحبه واستزاد رصيده حتى تكامل وسمى الى مستوى رفيع ، وله درجات ومراتب .
واليك بعض الوصايا والنصائح الباعثة على صيانة الجزء الفطري من الايمان ، وتوفير الكسبي منه :
1 ـ مصاحبة المؤمنين الاخيار ، ومجانبة الشقاة والعصاة ، فان الصاحب متأثر بصاحبه ومكتسب من سلوكه واخلاقه .
2 ـ ترك النظر والاستماع الى كتب الضلال ، واقلوال المضللين ، المولعين بتسميم افكار الناس وحرفهم عن العقيدة والشريعة الاسلاميتين ، وافساد قيم الايمان ومفاهيمه في نفوسهم .
3 ـ ممارسة النظر والتفكر في مخلوقات الله عز وجل ، وما اتصفت به من جميل الصنع ، ودقة النظام ، وحكمة التدبير ، الباهرة المدهشة «وفي الارض آيات للموقنين ، وفي انفسكم افلا تبصرون».
4 ـ ومن موجبات الايمان وتوفير رصيده ، جهاد النفس ، وترويضها على طاعة الله تعالى ، وتجنب معاصيه ، لتعمر النفس بمفاهيم الايمان ، وتشرق بنوره الوضاء فهي كالماء الزلال ، لا يزال شفافاً رقراقاً ، ما لم تكدره الشوائب فيغدو آنذاك آسناً قاتماً لا صفاء فيه ولا جمال . ولولا صدأ الذنوب ، واوضار الاثامالتي تنتاب القلوب و النفوس ، فتجهم جمالها وتخبيء انوارها ، لاستنار الاكثرون بالايمان ، وتألقت نفوسهم بشعاعه الوهاج . «ونفس وما سواها ، فألهما فجورها وتقواها ، قد افلح من زكاها ، وقد خاب من دساها» .
وقال الصادق (ع) : «اذا اذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء ، فان تاب انمحت ، وان زاد زادت ، حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها ابداً».
احسنتم جزاكم الله كل الخير على الموضوعالاكثر من القيم
اختي الكريمة
حفظكم الله وسدد خطاكم لكل خير
قضى الله حوائجكم في الدنيا والاخرة بحق محمد وال محمد عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام
موفقة باذن الله
اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمــة
أحسنتِ , جزاك الله تعالى كل خير على هذا الطرح .
اللهم صل على محمد وآل محمد .