آخر خطبة في حياة الرسول صلى الله عليه وآله في المدينة
قال رسول الله (ص) : قبل وفاته وهي آخر خطبة خطبها بالمدينة ، حتى لحق بالله عزّ وجلّ ، فوعظنا بمواعظ ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، واقشعرت منها الجلود ، وتقلقلت منها الأحشاء ، أمر بلالاً فنادى : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس وخرج رسول الله (ص) حتى ارتقى المنبر فقال :يا أيها الناس ادنوا !.. ووسّعوا لمن خلفكم - قالها ثلاث مرات - فدنا الناس وانضم بعضهم إلى بعض ، فالتفتوا فلم يروا خلفهم أحداً ، ثم قال : أيها الناس ادنو ووسعوا لمن خلفكم ، فقال رجل : يا رسول الله (ص) لمن نوسع ؟.. قال : للملائكة فقال : إنهم كانوا معكم لم يكونوا من بين أيديكم ولا من خلفكم ولكن يكونون عن أيمانكم وعن شمائلكم ، فقال رجل : يا رسول الله (ص) لم لا يكونون من بين أيدينا ولا من خلفنا ؟..أمن فضلنا عليهم أم فضلهم علينا ؟..قال أنتم أفضل من الملائكة اجلس ، فجلس الرجل فخطب رسول الله (ص) فقال :الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمدا عبده ورسوله ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهدِ الله فلا مضل له ، ومن يُضلل الله فلا هادي له .يا أيها الناس !.. إنه من لقي الله عز وجل يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا لم يخلط معها غيرها ، دخل الجنة ، فقام علي بن أبي طالب (ع) فقال : يا رسول الله (ص) بأبي أنت وأمي!.. وكيف يقولها مخلصا لا يخلط معها غيرها ؟..فسّر لنا هذا حتى نعرفه ، فقال : نعم ، حرصا على الدنيا وجمعا لها من غير حلها ، ورضىً بها ، وأقوام يقولون أقاويل الأخيار ويعملون أعمال الجبابرة ، فمن لقي الله عز وجل وليس فيه شيء من هذه الخصال و هو يقول : لا إله إلا الله ، فله الجنة ، فإن أخذ الدنيا وترك الآخرة فله النار ....ومن قدر على امرأة أو جارية حراماً فتركها مخافة الله عزّ وجلّ ، حرّم الله عزّ وجلّ عليه النار ، وآمنه من الفزع الأكبر ، وأدخله الله الجنة ، وإن أصابها حراماً حرّم الله عليه الجنة وأدخله النار .ومن اكتسب مالا حراماً ، لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقاً ولا حجاً ولا اعتماراً ، وكتب الله عز وجل بعدد أجر ذلك أوزاراً ، وما بقي منه بعد موته كان زاده إلى النار ، ومن قدر عليها وتركها مخافة الله عز وجل كان في محبة الله ورحمته ويؤمر به إلى الجنة.ومن صافح امرأة حراماً جاء يوم القيامة مغلولاً ثم يؤمر به إلى النار.ومن فاكه امرأة لا يملكها ، حُبس بكل كلمة كلّمها في الدنيا ألف عام في النار ، والمرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها أو قبّلها أو باشرها حراماً أو فاكهها أو أصاب منها فاحشة ، فعليها من الوزر ما على الرجل ، فإن غلبها على نفسها ، كان على الرجل وزره ووزرها.ومن غش مسلماً في بيع أو شراء فليس منّا ، ويُحشر مع اليهود يوم القيامة لأنه من غشّ الناس فليس بمسلم.ومن منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه ، منعه الله فضله يوم القيامة ، ووكّله إلى نفسه ، ومن وكله الله إلى نفسه هلك ، ولا يقبل الله عز وجلّ له عذرا.ومن كانت له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه ، وإن صامت الدهر ، وقامت وأعتقت الرقاب ، وأنفقت الأموال في سبيل الله وكانت أوّل من يرد النار ، ثم قال رسول الله (ص): وعلى الرجل مثل ذلك الوزر والعذاب إذا كان لها مؤذياً ظالماً.ومن لطم خدّ مسلم لطمة بدّد الله عظامه يوم القيامة ، ثم سلط الله عليه النار وحشره مغلولا حتى يدخل النار.ومن بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم ، بات في سخط الله وأصبح كذلك وهو في سخط الله حتى يتوب ويرجع ، وإن مات كذلك مات على غير دين الإسلام.ثم قال رسول الله (ص): ألا ومن غشّنا فليس منا ، قالها ثلاث مرات....ومن بغى على فقير أو تطاول عليه أو استحقره ، حشره الله يوم القيامة مثل الذرة في صورة رجل حتى يدخل النار.و من ردّ عن أخيه غيبة سمعها في مجلس ، ردّ الله عز وجل عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة ، فإن لم يردّ عنه وأُعجب به كان عليه كوزر من اغتاب .و من رمى محصنا أو محصنة أحبط الله عمله ، وجلده يوم القيامة سبعون ألف ملك من بين يديه ومن خلفه ، وتنهش لحمه حيات وعقارب ثم يؤمر به إلى النار . ومن شَرِب الخمر في الدنيا ، سقاه الله عز وجل من سم الأفاعي ومن سم العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها ، فإذا شربها تفسخ لحمه وجلده كالجيفة يتأذى به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار ، وشاربها وعاصرها ومعتصرها في النار ، وبائعها ومتبايعها وحاملها والمحمول إليه و آكل ثمنها سواءٌ في عارها وإثمها ....ألاَ ومن باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل الله عز وجل منه صلاة ولا صياما ولا حجا ولا اعتمارا حتى يتوب ويرجع منها ، و إن مات قبل أن يتوب كان حقا على الله عز وجل أن يُسقيه بكل جرعة شرب منها في الدنيا شربة من صديد جهنم ، ثم قال رسول الله (ص) : ألا وإن الله عز و جل حرّم الخمر بعينها والمسكر من كل شراب ، ألا وكل مسكر حرام.ومن أكل الربا ملأ الله عز وجل بطنه من نار جهنم بقدر ما أكل ، و إن اكتسب منه مالا لا يقبل الله منه شيئا من عمله ، ولم يزل في لعنة الله والملائكة ما كان عنده قيراط واحد....و من أضر بامرأة حتى تفتدي منه نفسها ، لم يرض الله عز وجل له بعقوبة دون النار ، لأن الله عز وجل يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم. ومن سعى بأخيه إلى سلطان لم يبد له منه سوء ولا مكروه ، أحبط الله عز وجل كل عمل عمله ، فإن وصل إليه منه سوء أو مكروه أو أذى جعله الله في طبقة مع هامان في جهنم .ومن قرأ القرآن يريد به السمع والتماس شيء ، لقي الله عز وجل يوم القيامة ووجهه مظلم ليس عليه لحم ، وزجّه القرآن في قفاه حتى يدخله النار ، ويهوي فيها مع من يهوي .ومن قرأ القرآن ولم يعمل به ، حشره الله عز وجل يوم القيامة أعمى فيقول : {رب لم حشرتني أعمى و قد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} فيؤمر به إلى النار....ومن غش أخاه المسلم نزع الله عنه بركة رزقه ، وأفسد عليه معيشته ، ووكله إلى نفسه....ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن أتاها ، ومن سمع خيراً فأفشاه فهو كمن عمله.ومن وصف امرأة لرجل وذكرها جماله ، فافتتن بها الرجل فأصاب فاحشة ، لم يخرج من الدنيا حتى يغضب الله عليه ، ومن غضب الله عليه غضبت عليه السماوات السبع والأرضون السبع ، وكان عليه من الوزر مثل الذي أصابها .ومن ملأ عينيه من امرأة حراما حشاهما الله عز وجل يوم القيامة بمسامير من نار ، وحشاهما نارا حتى يقضي بين الناس ، ثم يؤمر به إلى النار....ومن فجر بامرأة ولها بعل ، انفجر من فرجهما من صديد واد مسيرة خمسمائة عام ، يتأذى أهل النار من نتن ريحهما ، وكانا من أشد الناس عذابا.واشتد غضب الله عز وجل على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها ، أو غير ذي محرم منها ، فإنها إن فعلت ذلك أحبط الله كل عمل عملته ، فإن أوطأت فراشه غيره كان حقاً على الله أن يحرقها بالنار بعد أن يعذبها في قبرها....ومن كانت له امرأة لم توافقه ، ولم تصبر على ما رزقه الله عز وجلّ ، وشقّت عليه ، وحملته ما لم يقدر عليه ، لم يقبل الله منها حسنة تتقي بها النار ، وغضب الله عليها ما دامت كذلك.ومن أكرم أخاه فإنما يكرم الله ، فما ظنكم بمن يكرم الله أن يفعل به ؟.. ..ومن لم يحكم بما أنزل الله كان كمن شهد شهادة زور ، ويقذف به في النار ويعذب بعذاب شاهد الزور . ومن كان ذا وجهين ولسانين كان ذا وجهين ولسانين يوم القيامة . ومن مشى في صلح بين اثنين ، صلّى عليه ملائكة الله حتى يرجع ، وأعطي أجر ليلة القدر .ومن مشى في قطيعة بين اثنين ، كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الأجر ، مكتوب عليه لعنة الله حتى يدخل جهنم فيضاعف له العذاب.ومن مشى في عون أخيه ومنفعته ، فله ثواب المجاهدين في سبيل الله . ومن مشى في عيب أخيه فكشف عورته ، كانت أول خطوة خطاها ووضعها في جنهم ، وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق .... ومن مشى في فساد ما بينهما ، وقطيعة بينهما ، غضب الله عز وجل عليه ، ولعنه في الدنيا والآخرة ، وكان عليه من الوزر كعدل قاطع الرحم .ومن عمل في تزويجٍ بين مؤمنين حتى يجمع بينهما ، زوّجه الله عز وجل من ألف امرأة من الحور كل امرأة في قصر من در وياقوت ، وكان له بكل خطوة خطاها في ذلك ، أو بكلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة ، قيام ليلها وصيام نهارها .ومن عمل في فرقة بين امرأة وزوجها ، كان عليه غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة ، وكان حقاً على الله أن يرضخه بألف صخرة من نار . ومن مشى في فساد ما بينهما ولم يفرّق ، كان في سخط الله عز وجل ، ولعنه في الدنيا والآخرة ، وحرّم الله النظر إلى وجهه.ومن قاد ضريراً إلى مسجده ، أو إلى منزله أو لحاجة من حوائجه ، كتب الله له بكل قدم رفعها ووضعها عتق رقبة ، وصلّت عليه الملائكة حتى يفارقه. ومن كفى ضريرا حاجة من حوائجه ، فمشى فيها حتى يقضيها ، أعطاه الله براءتين : براءة من النار ، وبراءة من النفاق ، وقضى له سبعين ألف حاجة في عاجل الدنيا ، ولم يزل يخوض في رحمة الله حتى يرجع.ومن قام على مريض يوماً وليلة ، بعثه الله مع إبراهيم الخليل (ع) ، فجاز على الصراط كالبرق اللامع .ومن سعى لمريض في حاجة فقضاها ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله (ص) فإن كان المريض من أهله ؟.. فقال رسول الله (ص) : من أعظم الناس أجرا من سعى في حاجة أهله ، ومن ضيّع أهله وقطع رحمه ، حرمه الله حُسْن الجزاء يوم يجزي المحسنين وضيّعه ، ومن ضيّعه الله في الآخرة فهو يرد مع الهالكين حتى يأتي بالمخرج ، ولما يأت به. ومن أقرض ملهوفاً فأحسن طلبته استأنف العمل ، وأعطاه الله بكل درهم ألف قنطار من الجنة .ومن فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا ، نظر الله إليه برحمته فنال بها الجنة ، وفرج الله عنه كُرَبه في الدنيا والآخرة....ومن مشى في إصلاح بين امرأة وزوجها أعطاه الله أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله حقاً ، وكان له بكل خطوة يخطوها وكلمة تكلم بها في ذلك عبادة سنة ، قيام ليلها وصيام نهارها....ومن منع طالباً حاجته وهو قادر على قضائها فعليه مثل خطيئة عشّار ، فقام اليه عوف بن مالك فقال: ما يبلغ خطيئة عشّار يا رسول الله (ص) ؟..قال: على العشّار كل يوم وليلة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا . ومن اصطنع إلى أخيه معروفاً فمنّ به عليه ، حبط عمله وخاب سعيه....ومن مشى إلى مسجد من مساجد الله عز وجل فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات ، ويمحى عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات . ومن حافظ على الجماعة أين كان ، وحيث ما كان ، مرّ على الصراط كالبرق الخاطف اللامع في أول زمرة مع السابقين ، ووجهه أضوء من القمر ليلة البدر ، وكان له بكل يوم وليلة يحافظ عليها ثواب شهيد . ومن حافظ على الصف المقدم فيدرك التكبيرة الأولى ، ولا يؤذي فيه مؤمنا ، أعطاه الله من الأجر مثل ما للمؤذن ، وأعطاه الله عز وجل في الجنة مثل ثواب المؤذن . ومن بنى على ظهر الطريق مأوى لعابر سبيل ، بعثه الله يوم القيامة على نجيب من درّ ، وجهه يضيء لأهل الجمع نوراً حتى يزاحم إبراهيم خليل الرحمن (ع) في قبته فيقول أهل الجمع : هذا ملك من الملائكة لم يُر مثله قط ، ودخل في شفاعته الجنة أربعون ألف ألف رجل.ومن شفع لأخيه شفاعة طلبها إليه نظر الله عز وجلّ إليه ، وكان حقاً على الله أن لا يعذبه أبداً ، فإن هو شفع لأخيه من غير أن يطلبها كان له أجر سبعين شهيداً . ومن صام شهر رمضان في إنصات وسكوت ، وكفّ سمعه وبصره ولسانه وفرجه وجوارحه من الكذب والحرام والغيبة ، تقرباً إلى الله تعالى ، قرّبه الله حتى يمسّ ركبتي إبراهيم الخليل (ع) .ومن احتفر بئراً للماء حتى استنبط ماءها فبذلها للمسلمين ، كان له كأجر من توضأ منها وصلى ، وكان له بعدد كل شعرة من شعر إنسان أو بهيمة أو سبع أو طائر عتق ألف رقبة ، ودخل يوم القيامة في شفاعته - عدد النجوم - حوض القدس ، قلنا : يا رسول الله (ص) ما حوض القدس ؟..قال : حوضي " ثلاث مرات " .ومن احتفر لمسلم قبراً محتسباً حرّمه الله تعالى على النار ، وبوّأه بيتاً في الجنة ، وأورده حوضا فيه من الأباريق عدد النجوم عرضه ما بين ايلة وصنعاء. ومن غسل ميتاً فأدى فيه الأمانة ، كان له بكل شعرة منه عتق رقبة ، ورفع له به مائة درجة ، فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله !..وكيف يؤدي فيه الأمانة ؟.. قال: يستر عورته ، ويستر شينه ، وإن لم يستر عورته ويستر شينه ، حبط أجره وكشفت عورته في الدنيا والآخرة ، ومن صلى على ميت صلى عليه جبرائيل (ع ) وسبعون ألف ألف ملك ، وغفر له ما تقدّم من ذنبه ، وإن أقام عليه حتى يُدفن وحثّ عليه من التراب ، انقلب من الجنازة وله بكل قدم من حيث شيّعها حتى يرجع إلى منزله قيراط من الأجر ، والقيراط مثل جبل أُحد ، يكون في ميزانه من الأجر ، ومن ذرفت عيناه من خشية الله ، كان له بكل قطرة من دموعه مثل جبل أحد ، يكون في ميزانه ، وكان له من الأجر بكل قطرة عين من الجنة على حافتيها من الميادين والقصور ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر....يا أيها الناس !.. إنه قد كبر سني ، ودق عظمي وانهدم جسمي ، ونُعيت إليّ نفسي ، واقترب أجلي واشتد مني الشوق إلى لقاء ربي ، ولا أظن إلا وأن هذا آخر العهد مني ومنكم ، فما دمت حياً فقد تروني ، فإذا مت فالله خليفتي على كل مؤمن ومؤمنة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.فابتدر إليه رهط من الأنصار قبل أن ينزل من المنبر وكلهم قالوا: يا رسول الله!.. ونحن جعلنا الله فداك !..بأبي أنت وأمي ونفسي لك الفداء يا رسول الله (ص) ، من يقوم لهذه الشدائد ، وكيف العيش بعد هذا اليوم ؟.. قال رسول الله (ص) : وأنتم فداكم أبي وأمي ، إني قد نازلت ربي عز وجل في أمتي فقال لي : باب التوبة مفتوح حتى ينفخ في الصور ، ثم أقبل علينا رسول الله (ص) فقال: إنه من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه ، ثم قال: وإن السنة لكثيرة ، من تاب قبل أن يموت بشهر تاب الله عليه ، ثم قال: وشهر كثير ، من تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه ، ثم قال:وجمعة كثيرة ، ومن تاب قبل أن يموت بيوم تاب الله عليه ، ثم قال : ويوم كثير ، مَن تاب الله قبل أن يموت بساعة تاب الله عليه ، ثم قال: وإن الساعة لكثيرة ، من تاب وقد بلغت نفسه هذه - وأومأ بيده إلى حلقه - تاب الله عز وجل عليه ، ثم نزل فكانت آخر خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله حتى لحق بالله عزّ وجلّ .
المصدر: ثواب الأعمال ص249