كتاب الآداب والسنن
باب جوامع مناهي النبي (ص) ومتفرقاته
قال رسول الله (ص): إن الله تبارك وتعالى كَرِه لكم أيتها الأمة أربعاً وعشرين خصلة ، ونهاكم عنها: كره لكم العبث في الصلاة ، وكره المنّ في الصدقة ، وكَرِه الضحك بين القبور ، وكَرِه التطلع في الدور.... وكَرِه النوم قبل العشاء الآخرة ، وكره الحديث بعد العشاء الآخرة ، وكَرِه الغسل تحت السماء بغير مئزر ، وكَرِه المجامعة تحت السماء ، وكَرِه دخول الأنهار إلا بمئزر ، وقال : في الأنهار عمّار وسكّان من الملائكة ، وكَرِه دخول الحمامات إلا بمئزر ، وكره الكلام بين الآذان والإقامة في صلاة الغداة حتى تقضي الصلاة ، وكَرِه ركوب البحر في هيجانه ، وكره النوم فوق سطح ليس بمحجّر ، وقال : من نام على سطح غير محجّر برئت منه الذمة ، وكَرِه أن ينام الرجل في بيت وحده ، وكَرِه للرجل أن يغشى امرأته وهي حائض ، فإن غشيها وخرج الولد مجذوماً أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه ، وكره أن يغشى الرجل المرأة - وقد احتلم - حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى ، فإن فعل وخرج الولد مجنوناً فلا يلومنّ إلا نفسه.ص338 المصدر: أمالي الصدوق ص181
قال علي (ع) : نهى رسول الله (ص) عن الأكل على الجنابة وقال : إنه يورث الفقر ، ونهى عن تقليم الأظفار بالأسنان ، وعن السواك في الحمام ، والتنخع في المساجد .ونهى عن أكل سؤر الفارة ، وقال: لا تجعلوا المساجد طرقاً حتى تصلوا فيها ركعتين .. ونهى أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة ، أو على قارعة الطريق .ونهى أن يأكل الإنسان بشماله ، وأن يأكل وهو متكئ .. ونهى أن تجصص المقابر ، وتصلى فيها ، وقال : إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الأرض فليحاذر على عورته ، ولا يشربنّ أحدكم الماء من عند عروة الإناء ، فإنه مجتمع الوسخ .ونهى أن يبول أحد في الماء الراكد ، فإنه منه يكون ذهاب العقل .. ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل ، أو ينتعل وهو قائم . ونهى أن يبول الرجل وفرجه باد للشمس أو للقمر ، وقال : إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة .. ونهى عن الرنّة عند المصيبة .ونهى عن النياحة والاستماع إليها .. ونهى عن اتباع النساء الجنايز .. ونهى أن يُمحى شيء من كتاب الله عزّ وجلّ بالبزاق أو يكتب منه.ونهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمّداً وقال: يكلّفه الله يوم القيامة أن يعقد شعيرة ، وما هو بعاقدها . ونهى عن التصاوير وقال : من صوّر صورة كلّفه الله يوم القيامة أن ينفخ فيها ، وليس بنافخ .... ونهى أن يدخل الرّجل في سوم أخيه المسلم . ونهى أن يكثر الكلام عند المجامعة .... وقال : لا تبيّتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهاراً فإنّها مقعد الشيطان .... ونهى أن يستنجي الرجل بالروث .. ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها ، فإن خرجت لعنها كلّ ملك في السماء ، وكل شيء تمرّ عليه من الجنّ والإنس حتى ترجع إلى بيتها . ونهى أن تتزيّن المرأة لغير زوجها ، فإن فعلت كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يحرقها بالنار....ونهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة وعلى ظهر طريق عامر .... ونهى عن إتيان العرّاف وقال : من أتاه وصدّقه فقد برئ مما أنزل الله على محمّد (ص) ....ونهى عن الجلوس على مائدة يُشرب عليها الخمر .... وقال (ع): لعن الله الخمر وعاصرها وغارسها وشاربها وساقيها وبايعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه ، وقال (ع) : من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ، وإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقّاً على الله أن يسقيه من طينة خبال ، وهو صديد أهل النّار وما يخرج من فروج الزناة ، فيجتمع ذلك في قدور جهنّم فيشربها أهل النار ، فيصهر به ما في بطونهم والجلود....وقال : من تأمل عورة أخيه المسلم لعنه سبعون ألف ملك .... ونهى أن ينفخ في طعام أو في شراب أو ينفخ في موضع السجود ....ونهى أن يقول الرجل للرجل : لا وحياتك وحياة فلان .... ونهى عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب ، فمن فعل ذلك فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له ....ونهى عن المدح وقال : احثوا في وجوه المدّاحين التراب .... وقال (ص) : من مدح سلطاناً جائراً وتخفّف وتضعضع له طمعاً فيه كان قرينه إلى النار .... وقال : من ظلم أجيراً أجره أحبط الله عمله ، وحرّم عليه ريح الجنّة ....ومن خان جاره شبراً من الأرض ، جعلها الله طوقاً في عنقه من تخوم الأرضين السابعة حتى يلقى الله يوم القيامة مطوّقاً ، إلاّ أن يتوب ويرجع .... وقال : من نظر إلى عورة أخيه المسلم ، أو عورة غير أهله متعمّداً ، أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات المسلمين ، ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله إلاّ أن يتوب .... وما زال جبرئيل (ع) يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورّثه ، وما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنّه سيجعل لهم وقتاً إذا بلغوا ذلك الوقت اعتقوا ، وما زال يوصيني بالسواك حتّى ظننت أنّه سيجعله فريضة ، وما زال يوصيني بقيام الليل حتّى ظننت أنّ خيار أمتي لن يناموا ....وقال (ص): من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه وحلم عنه ، أعطاه الله أجر شهيد .... ومن حبس عن أخيه المسلم شيئاً من حقّه ، حرّم الله عليه بركة الرزق إلاّ أن يتوب ، ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها ، ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض - وهو يقدر عليه - فلم يفعل حرّم الله عليه ريح الجنّة ، ألا ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذلك الأجر ، أعطاه الله ثواب الشاكرين في الآخرة ....ونهى رسول الله (ص) أن يؤمّ الرجل قوماً إلاّ بإذنهم .... ومن كفى ضريراً حاجة من حوائج الدنيا ، ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته ، أعطاه الله براءة من النفاق ، وبراءة من النار ، وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ، ولا يزال يخوض في رحمة الله عزّ وجلّ حتى يرجع.... ومن سعى لمريض في حاجة - قضاها أو لم يقضها - خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه.. .. وقال : ومن مطل على ذي حقّ حقّه - وهو يقدر على أداء حقّه - فعليه كلّ يوم خطيئة عشّار .... وقال : لا تحقّروا شيئاً من الشرّ وإن صغُر في أعينكم ، ولا تستكثروا الخير وإن كثر في أعينكم ، فإنّه لا كبير مع الاستغفار ، ولا صغير مع الإصرار .ص337
المصدر: أمالي الصدوق ص253
يأتى عمر رسول الله (ص) فقال : إنا نسمع أحاديث من يهود تُعجبُنا ، فترى أن نكتب بعضها ؟..فقال : أمتهوّكون أنتم كما تهوّكت اليهود والنصارى ؟.. لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، ولو كان موسى حياً ما وسِعه إلا اتباعي. ص347
المصدر: دعوات الراوندي ص170
بيــان: قوله (ص) : " متهوكون " أي متحيرون ، يقول : أمتحيرون أنتم في الإسلام لا تعرفون دينكم حتى تأخذوه من اليهود والنصارى ؟.. ومعناه أنه كره أخذ العلم من أهل الكتاب.ص347
قال الصادق (ع) : الصلاة ميزان ، من وفى استوفى ، ومنه قول النبي (ص) الصلاة مكيال فمن وفى وفي له . ص348
المصدر: الكافي 2/357
قال رسول الله (ص) : رأيت في النار صاحب العباءة التي قد غلّها . ورأيت في النار صاحب المحجن الذي كان يسوق الحاج بمحجنه .. ورأيت في النار صاحبة الهرة تنهشها مقبلة ومدبرة ، كانت أوثقتها لم تكن تطعمها ولم ترسلها تأكل من حشاش الأرض .. ودخلت الجنة فرأيت صاحب الكلب الذي أرواه من الماء .ص352
المصدر: نوادر الراوندي ص28
قال الصادق (ع): ملعون ملعون كلّ بدن لا يصاب في كل أربعين يوماً ، قلت : ملعون ؟..قال: ملعون!.. فلمّا رأى عِظَم ذلك عليّ قال لي: يا يونس!.. إن من البلية : الخدشة ، واللطمة ، والعثرة ، والنكبة ، والقفزة ، وانقطاع الشسع وأشباه ذلك . يا يونس !.. إن المؤمن أكرم على الله تعالى من أن يمر عليه أربعون لا يمحّص فيها من ذنوبه ، ولو بغمّ يصيبه لا يدري ما وجهه ، والله إن أحدكم ليضع الدراهم بين يديه فيزنها فيجدها ناقصة فيغتمّ بذلك ، ثم يزنها فيجدها سواء ، فيكون ذلك حطاً لبعض ذنوبه. الخبر .... ص354
المصدر: كنز الكراجكي ص63
وفدت على رسول الله (ص) فوجدته قاعداً في حلقة ، فقلت : أيكم رسول الله ؟..فلا أدري ، أشار إليّ رسول الله (ص) فقال : أنا رسول الله (ص) ، أو أشار إليّ بعض القوم فقالوا : هذا رسول الله (ص).. فإذا عليه بردة حمراء ، تتناثر هدبها على قدميه ، فقلت : إلامَ تدعو يا رسول الله (ص) !.. قال : أدعوك إلى الذي إذا كنت بأرض أو فلاة ، فأضللت راحلتك فدعوته أجابك ، وأدعوك إلى الذي إذا اسنتت أرضك أو اجدبت ، فدعوته أجابك ، قال: قلت : وأبيك لنعم الرب هذا فأسلمت ، وقلت : يا رسول الله (ص)!.. علّمني مما علمك الله تبارك وتعالى ، فقال النبي (ص): اتّق الله !.. ولا تحقّرنّ شيئاً من المعروف ، ولو أن تلقى أخاك ووجهك مبسوط إليه ، وإيّاك وإسبال الإزار !.. فإنّه من المخايلة ، قال الله تبارك وتعالى :{ إنّ الله لا يحبّ كل مختال فخور } ولا تسبنّ أحدا ، وإن امرؤ سبّك بأمر لا يعلم فيك فلا تسبّه بأمر تعلمه فيه ، فيكون لك الأجر وعليه الوزر.ص356
المصدر: كنز الكراجكي ص95