بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
قد ورد لفظ « البديع » في القرآن مرّتين و وقع وصفاً له في آيتين قال سبحانه : ( بَدِيعُ السَّمواتِ وَ الاَرْضِ وَ اِذا قَضى اَمْراً فَاِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) ( البقره/117 ).
( بَدِيعُ السَّمواتِ وَ الاَرْضِ اَنّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَ خَلَقَ كُلَّ شَىْء وَ هُوَ بِكُلِّ شَىْء عَلِيمٌ ) (الانعام/101 ). قال ابن فارس : « الإبداع إبتداء الشيء و صنعه لا عن مثال كقولهم أبدعت الشيء قولاً أو فعلاً إذا ابتدعته لا عن سابق مثال. قال الراغب : « الإبداع إنشاءُ صنعة بلا احتذاء و اقتداء ، و منه قيل رَكِيّة بديعة أي جديدة الحضر و إذا استعمل في اللّه تعالى فهو بمعنى إيجاد الشيء من غير آلة و لا مادّة و لا زمان و لا مكان و ليس ذلك إلاّ للّه».
و يؤيّد ذلك قوله سبحانه ( قلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ ( الاحقاف/9 ) ) : أي مبدعاً لم يتقدّمني رسول ، أو مبدعاً في ما أقوله و منه اشتق البدعة للمذهب و هو إيراد قول لم يستَنّ قائلها و فاعله ـ ا فيه بصاحب الشريعة و مثله قوله سبحانه : ( وَ رَهْبانِيّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ ( الحديد/27). )
و منه يظهر أنّ قوله سبحانه « بديع السموات » برهان عقلي على أنّه ليس له ولد و لاصاحبة ، فإنّ مبدع السموات و الأرض و منشئهما هو من أوجدهما لا من شيء و لا على مثال سبق ، و هو لايجتمع مع اتّخاذ الولد لأنّه فرع اتّخاذ الزوجة أوّلا، و فرع اللقاح ثانياً، و فرع الولادة ثالثاً ، و الكلّ ينافي كونه سبحانه بديعاً في فعله ، منشىء في الإيجاد بلامادّة و لامثال سبق. قال الرازي : « البديع عبارة عن من يوجد الشيء بلا آلة و لا مادّة و لا زمان و لايخلوا اتّخاذ الولد من واحد منها ، و على ذلك فالبديع من صفات الفعل لا من صفات الذات. نعم لو فسّر بأنّه الذي لامثل له و لاشبيه ، كما يقال هذا شيء بديع إذا كان عديم المثل كان من صفات الذات ، و هو تعالى أولى الموجودات بهذا الاسم و الوصف لأنّه يمتنع أن يكون له مثل أزلاً و أبداً ».
ربي يبارك فيكم ويحفظكم أختي جنة المتقين على الطرح القيم المبارك
الله يجعل القرآن ربيعاً لقلوبكم و يقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين